الأربعاء، 29 مايو 2024

هنا تطاوين.. كتاب " السكر المر" للإعلامي القدير المنجي القطوفي ( حكاية مريرة..بطعم " السكر"..!) متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هنا تطاوين..

كتاب " السكر المر" للإعلامي القدير المنجي القطوفي

( حكاية مريرة..بطعم " السكر"..!)

حين تنتصر الإرادة الفذة..على مطبات الراهن المأزوم

“مازلت أؤمن بأني سأصل يومًا إلى حلمي، إلى ذاتي، إلى ما أريد.”

محمود درويش


هو كاتب مضمخ بعطر الجنوب،مفعم بأريج زهر العروبة ومدجج بعزيمة صلبة لا تلين..لطالما صدح صوته بإذاعة تطاوين " عروس الصحراء" عبر عقدين ونيف من الزمن الجميل..أبدع في المسرح اخراجا وتأليفا..وتألق في المسلسلات الإذاعية،خاض غمار السياسة بجسارة،انتصر للقضايا الإنسانية العادلة،واخترق صوته سجوف الصمت والرداءة..وكمثقف عضوي " مع الإعتذار لغرامشي" قاوم تداعيات الحياة ببيروقراطيتها الراكدة،وتعقيداتها الأخطبوطية أحيانا..يحدوه أمل في أن تتخلص تونس التحرير من عقال الماضي بكل صوره الأليمة..

إني أتكلم هنا على- الإعلامي العتيق المنجي القطوفي- الإبن البار لجهة تطاوين- الذي يحتفي هذه الأيام بمولوده الأدبي البكر "

 السكر المر" هذا الكتاب الشيق الذي يذكرني بروايه الأديب التونسي محمد العروسي المطوي " التوت المر" الصادرة سنة 1967.

" السكر المر" كتاب يتسم بطابع السخرية اللاذعة والنقد البناء..نقد الواقع المأزوم بلهجة تونسية عذبة تستدرج القارئ- دون وعي منه- إلى -مربع الكوميديا السوداء -حيث تتشابك أحداث الرواية عبر استخدام دراما السرد،وعن طريق اللهجة التونسية ( الدارجة)، والتصوير الشيق للأحداث،ثم الإنتقال البديع عبر اللغة السردية البسيطة والعميقة في آن..

" السكر المر" كتاب يختزل سيرة حياة،ويروي قصة نجاح..نجاح مستثمر ( السارد) قاوم ببسالة وبإرادة فذة وعزيمة لا تلين البيروقراطية الإدارية التي تتمظهر بين الحين..والآخر- رغم الإنتقال الديمقراطي- بألوان مخاتلة تثبط عزائم المستثمرين،وتدفع بهم- قسر الإرادة- إلى. الإستثمار خارج ربوع الوطن..!

بعد جهد جهيد ومعاناة " إغريقية" موجعة،وبعد سبع عجاف- تقريبا- ينجح- هذا المستثمر الطموح- ( السارد) في بعث مشروعه الواعد ( مصنع للسكر) بربوع تطاوين ومن خلاله يرسل رسالة إلى أبناء الجهة مفادها أن اليأس ممنوع في قاموس " الإستثمار" التونسي..وأن الثورة لا تنجز مهامها بالأدعية والأمنيات،بل الإنسان،هو صاحب المعجزة.

ولكن المعجزة لا "تتحقّق" إلا بالإرادة الفذّة والموقف النبيل،حيث ينتصر العقل التونسي الجديد والوجدان التونسي الجديد،نهائيا على فجوة الإنحطاط.

وهذا- على الحساب..إلى أن تقرؤوا الكتاب-..


متابعة محمد المحسن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق