السبت، 13 ديسمبر 2025

يومُ القِيامةِ قدْ دنَتْ أشْراطُهُ بقلم الشاعر نادر أحمد طيبة

 يومُ القِيامةِ قدْ دنَتْ أشْراطُهُ

.....................................

ضربَ الخنى بينَ الورى أطنابَهُ

       وأظلَّ  أولادَ  الزنى  فُسطاطُهُ

وغدا مليكَ   رقابِ  خَلْقٍ خُضَّعٍ

        ولهمْ يروقُ  فجورُه   ولواطُهُ

وعلا على شُمِّ البيوتِ مُفاخراً

       يَهْزا    ويسخرُ  بالثقاةِ  بلاطُهُ

وأشادَ أركانَ الضلالةِ والعمى

       وأطاحَ بالعدْلِ المُنيرِ  شَطاطُهُ

وبَغى الأذى فطَغى الّلظى وتَسعَّرَتْ

        تَكوي  قلوبَ  قلوبِنا  أسْواطُهُ

وأدالَ أشواطَ الردى   مابيننا

         لّلهِ  كمْ   لعبَتْ  بنا   أشواطُهُ!

حتَّى سلا ربُّ  الحِجا   إيقانُه

         وإلى سهيلٍ  قدْ   دنا إحباطُهُ

وغَدا ذوو الأخلاقِ عُبْدانَ الأسى

         في مَعشرٍ حَكمَتْ  بهِ أمْلاطُهُ

ما عادَ قانونُ الطهارةِ سائداً

         أطهارُهُ أزرَتْ   بهم   أخْلاطُهُ

لّلهِ من  شعبٍ  ضعيفٍ جاهلٍ

   قُطِّعَتْ مِنَ الغدْرٍ الرَّخيصِ نِياطُهُ

قُوَّادُهُ   لِصٌّ   وشيخٌ     تاجرٌ

     نحْوَ الحضيضِ يروقُهمْ  إهباطُهُ

ومُسوخُ أرضِ اللهِ في أوساطِه

      كيفَ الخلاصُ وهذهِ   أوساطُهُ؟!

مَلكَتْ خنازيرُ   النِّفاقِ   زمامَهُ

        فغدا القتادَ  فراشُُه   وبساطُهُ

وارانبُ الطبعِ الخسيسِ تمرَّغَتْ

       بوحُولهِ    وكلابُهُ      وقِطاطُهُ

وَطْواطُه الطّاغوتُ طَوَّحَ  بالأُلى

       أعمى بصائرَ رُشْدهمْ وطواطُهُ

أَفتى إمامُ الجهلِ من   تِلقائِه

      فغدَتْ قوانينَ الوَرى   أغلاطُهُ

حتَّى لعمرُ أبيكَ قدْ  بلغَ الزُّبَى

        سيلُ الغباءِ    فَهالَنا   إفراطُهُ

فمُحمَّدُ والآلُ      لا يُعْبا بهمْ

     ومَنِ اصْطفاهُمْ لا يُرامُ صِراطُهُ

والكُلُّ يصرخُ مِن مَرارةِ غَيظِهِ

       وصراخُنا فَسْوُ الدُّبَا  وضُراطُهُ

سَخطَ  الإلهُ   فقَادَنا  شيطانُنا

       وكوَتْ جُنوبَ المارقينَ سِياطُهُ

وسلا رِضا الرّحمنِ كُلُّ مُشيطَنٍ

       أمْسَتْ خلاخيلَ  النِّسا  أقراطُهُ

يُعصَى  ولا يَهتزُّ   جفنُ مُنافقٍ

       نَفْضُ التُّبوغِ  ورَمْيُها  إسخاطُهُ

ولِذا غدا سِعرُ المعيشةِ كاوياً

       تَفْري   جُلودَ   جُيوبنا  أمْراطُهُ

فوقَ الغُيومِ   الداكناتِ  مَناخُهُ

     وعلى النُّجومِ القاصياتِ حِطاطُهُ

ولِمَ التعجُّبُ   والخديعةُ  نهْجُنا؟!

       والكُلُّ   شرَّطَ   دِينَهُ  مِشراطُهُ

وكِتابُ   إِبليسَ   اللعينِ   كتابُنا

      وحروفُهُ      أفعالُنا      ونقاطُهُ

وسطورُهُ غشٌّ  وزورٌ   وارْتِشا

   والجَورُ ينشطُ في السطورِ نشاطُهُ

كمْ جامَلَ الشعراءُ  في تَوصيفِه

     سقطَ النَّصيفُ ولمْ يُرَدْ  إسقاطُهُ

فاقْبضْ جمارَك  أيُّها  الحُرُّ الخُطا

      يومُ القِيامةِ قدْ   دَنَتْ  أشراطُهُ

رَابِطْ على كُلِّ   الثغورِ مُصابِراً

      فازَ  الذي   كُرمَى  الإلهِ  رِباطُهُ

في جنَّةِ الفِردوسِ يرفُلُ راغِداً

       مِنْ سُنْدُسٍ   أسْماطُُه  ورِياطُهُ

لّلهٍ مِنْ زمنٍ مَضى  مِنْ عُمْرنا

      حَسَدَتْ رشيداً     بيننا دمْياطُهُ

كمْ فاخرَ  الأقباطُ فيهِ   بالغِنى

         واليومَ يَقْتاتُ  الثَّرى   أقباطُهُ

اللهُ أدْرى بالعِلاجِ أخا  الهُدى

          وبِعلْمهِ حَلُّ    القَضا  ورِباطُهُ

سَلِّمْ لهُ  يا  صاحبي   فبلُطْفهِ

         سَيظَلُّ يَشتملُ الوَرى إقْساطُهُ

مالُفَّ في خِرَقِ القَوابلِ راضِعٌ

         وحَوى أزاهيرَ   الرَّجاءِ  قِماطُهُ

وحَبَتْ عَذارى الغِيدِ أسفاطَ   الجَنى

          في عُرْسهِ وتَضوَّعَتْ أسفاطُهُ

مَحبَّتي والطيب........نادر أحمد طيبة


خذيني إليك بقلم الاستاذ محمد الحفضي

 ● خذيني إليك ●

خذيني إليك مزنة ماطرة


تبللك في طقوسية الخصب


كعذارى إميلشيل 


في موسم الخطوبة 


او شعلةنار


بحطب كروش تصميت 


عندما تتجمد مياه 


بحيرتي العاشقين


وتعمدي في حمة 


المولى يعقوب 


لتعودي أسطورة حبي 


خذيني إليك نسمة هواء 


لافحة 


تذيب صقيع سنوات عجاف 


وافتحي منافذ مخدعك


على مصراعيها 


ازيحي كل الستائر


واخلعي ثوب الحياء


لنتوضأ بضياء القمر


ودعيني اتمم تراتيل الهيام 


متهجدا ببن نحرك ونهديك 


خذيني إليك 


كما تشتهين 


فارس أحلامك 


فاتحا


غازيا 


سابيا 


واصفحي عن حماقاتي 


او سعري جنوني بك 


فأنا أحبك حتى الثمالة 


خذيني حارس روضتك الغناء


اسقي ورودك 


أزرع أرضك


أطعم جوقة عصافيرك 


بالمواويل والقبلات 


واطرد عنك شبح اليباب 


خذيني إليك


ملاح زورقك


اعبر بك بحار الهم والغم 


إلى جنة الأحلام 


وعيناك مشرقتان 


سابحتان في ملكوت الهوى 


خذيني إليك 


خيمة من وبر

تحميك من وخز

نظرات الحاقدين 

ولفح الشوق 

وزمهرير النسيان 

خذيني إليك 

قصيدة عشق 

تكتمل قافيتها 

لايختل ايقاعها 

متى يغرد السنونو 

معلنا نهاية مواسم الجفاء 

خذيني إليك 

حبيبا يداعبك 

كطفلة 

ودعينا نرتشف 

دنان الهوى وننهل

●●●بقلم الاستاذمحمد الحفضي ●●●



*قارئةُ الفنجان* بقلم الكاتبة ياسمين عبد السلام هرموش

 *قارئةُ الفنجان*

بقلمي ياسمين عبد السلام هرموش 


"هل انتهيتَ من قهوتِكَ؟

أعطني فنجانَكَ…"


قالتها الغجريّةُ التي بزغتْ من العدم،

كأنّها طيفٌ هبطَ من صدى ليلٍ قديمِ السُّدُم...


عيونُها موشّاةٌ بكحلٍ أسودَ

كجناحِ غرابٍ إذا خفقَ في هواءِ الليل،

وعلى عنقِها حُليٌّ تُطنّ كالنواقيس،

وفي لسانِها مكرُ نساءِ الوبرِ ممزوجًا بالسمِّ ..


وفي قسماتِها طقوسُ غموضٍ

تُثيرُ رهبةً تشبهُ رجفةَ قلبٍ

لامستْه يدُ الظُّلَمِ...


رفعتْ اليه سبّابتَها قالت:

"هاتِ بعضَ الدنانير… وأقرَأْ لكَ الطالعَ."


"يا سيد القوم …

أرى السَّقَمَ يسري في جسدِك

سريانَ السهمِ إذا لامسَ العظم..

وأرى ظلمًا طوّقكَ حتى ضاقَ عليك الهواء

وقهرًا يوقدُ صدركَ

إيقادَ الجمرِ في هشيمِ الليل،

وآهةً تُخفيها عن قومِكَ

مخافةَ الشماتةِ واللَّوم."


فردّ عليها بصوتٍ يشبه صليلَ سيفٍ

طُعنَ في صميمِه:

"كُفّي يا امرأة…

هذا داؤكِ الذي تسقينهِ للناسِ سُقياً مُرًّا،

تروّعينَ القلوبَ بما تدّعينه.

لو علمتِ الغيبَ لملكْتِ خزائنَ الأرض،

أمّا الغيب

فلا يعلمُهُ إلا اللهُ وحده،

فتوبي لربّكِ قبل أن يُصيبَكِ سوطُ الندم."



خَاطِـرَة . الأديب .. حمدان حمّودة الوصيّف ...( تونس)

 خَاطِـرَة ... حمدان حمّودة الوصيّف ...( تونس)

رَأَتْ بَعْضَ شَيْبٍ قَدْ غَزَا بَعْضَ مَفْرِقِي

فَـقَالَـتْ: مُسِـنٌّ بِالـهَـوَى يُـغْرِينِـي

أَلاَ يَسْتَحِي فَالشَّيْبُ قَدْ وَخَطَ القَـفَا

وأَصْغَرُ مَـا يَـبْدُوهُ فـِي الـخَمـسِـيـن.

فَقُـلْـتُ لَهَـا: لا تَظْـلِمِي يَا ابْنَةَ المَهَا

فَفِي القَلْبِ شَابٌّ شَابَ فِي العِشرِين.



مين فينا بقلم عبد المنعم مرعي

 مين فينا 

..............

مين فينا 

كان لنفسه الحق إنه في مرة يختار 

لسكة يمشيها وهو عارف بآخرها هيحتار 

دنيا دائرة تلف بينا وإحنا بلف فيها إجبار 

مسلوبين الإرادة موافقين على اللي يجي

 منها بأي قرار

كل شيء مكتوب علينا بقدر

مش بأيدينا نخط بس لازم للآخر

نسعي ونكمل نهاية  المشوار

ويكون دا قدرنا والله بجد مهو هزار

بقلم عبد المنعم مرعي



الحب ليس اختراعي شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد

 ______   الحب ليس اختراعي

شعر  / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد 


سأدعوَ إلى الإمتناع رويداً عن القهوة هذا الصباح 

أو للتغاضي 

أضيف إلى رشفة البنّ بعداً 

لقهوتيَ السادة دوراً بمعنىً جديدٍ ومغزى 

أضيف التريّث برغم اعترافي ببعض المتاعب وفي انّ ذلك صعبٌ

وقاسٍ

كشيءٍ يقرره حضرتي بامتعاض

من الشرفة أرصد ذاك الذي يتناثر مابيننا 

من خلال الرواء الجموح كما الحب لا من واجهات الشبابيك 

لا من خلال التراشق والاتهام 

سأدلف بالأبجدية والمفردات الفصيحة أتأبط بالبهجة بين السواد وبين البياض

جنابيَ لم يخترع الحب والشوق في أي منحى معاني الوجوه بصندوقيَ الأسود لكنني أتذوقها بامتشاقٍ أقيم لها أيكةً ضخمةً وعرشاً مهولاً كما الكرنفال كما أنني أعلن الإنحياز بكل الصراحة شيئاً أسمّيه فيّ اختيارٍ 

وليس مماحكةٍ ومجادلةٍ تحت داعي التهاوش أو تحت داعي الحوار

يفيض بخار الشحوب يغطي السرادق /  غيمُ البخار 

فلا الضوءُ ضوءٌ ولا الليل ليلٌ 

مسارٌ 

ويتلوه ايضاً مسار 

أرانيَ مما يخبئه البرد عنّي أو يواريه في حيرةٍ 

وشجار 

أراني بمواجهة الغامض حيٌّ كأني 

وأني أعيش انشطاراً وراء انشطار 

ويدلف مني اليباب فأغضبُ من ضعف حَدسي

ويغشى المرايا غشاء الظلام 

سأبتكر الحلم كي اتفلت من كبوة النفس والحس ابغي ارتواءً وابغي احتساءٍ برغبة مضطَهَدٍ مُستعار 

يُعيد الفواق إليه ويهيِئه للتوازن والإنسجام

براقش رهطٌ من الناس خافت على نفسها واضطربت ثوابت عمدانها 

لم تخن احداً طيلة ماقد مضى من سنينٍ إنما أكثر من مرّةٍ 

خذلت حلمها حين خافت عليه 

حين فتواتها شطحت بالغرور 

حينما فضّلت بلا وازعٍ ميلها 

حينما شاركتُ مع الردهات الخلاء  إيقاعها واغتنم الآخرون منها حطام الكلام 

حين شاهت مع المنحرفين الكلاب بقتل الذين يرون من مسيرة يومٍ وأكثر 

مسيرة عامٍ وأكثر 

كانت اللحظة فارقةً عند بعض القليل كنفسي ولما يمكنني فعله دون مسٍّ الخطايا وقضايا الحرام

أطل على مختلف الذكريات والأمنيات بشيءٍ من الخزي أو أتطلّع كي لا اُسيء إليّ

إلى مفرداتٍ.تثير حفيظتنا باعتراض

بكل عناد الذي يتشبثني سأقاوم 

بالروح بما يتيسر من فطنةٍ

أو من مُضاض

ألف إيماءةٍ أتوهمها قد تشج الوقائع وتعطي لخفافيشها ولغربانها الحقّ بالسطو 

والإنقضاض 

فلنؤجل خلافاتنا العقدية بمذاكرة الأمنيات ما بيننا ونؤخرهاحجراً بانتباهٍ أكيدٍ وحرصٍ 

يسود الضجيج بشيءٍ من العنف كما تتوالى الهواجس من كل حَدْبٍ صوبٍ ونحن إلى برهةٍ قد بدأنا وإلى برهةٍ قد دلفنا فأحدث إجرامنا ألف شِقٍ يتسلل منه الطغام 

من الحنكة والصبر ان نتعلم من حانيات السنابل والزهر درساً من دروس العطاء بكل التواضع 

كل الحياة 

خصوصية الدرس.تسمح بالصحو أو بالصواب برغم السمات التي لا تسرّ الخواطر 

برغم تماهي سِماكة جِلد التماسيح وسمك الغبار 


__________

شعر  / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد 

المُضاض   :  وجع يصيب العين أو قد يكون الماء الشديد الملوحة


مشاكســـةً أنتِ شعر/نجم الفريـداوي

 مشاكســـةً أنتِ 

تـبعثرينـي 

مثل الحروف 

ويكـون 

لقائــي 

في حدقات 

عيونكِ 

ليبتـزني 

الخوف 

وتغازلنـي 

ضحكتـكِ 

بهمـس العاشقين 

وتطــوف 

بـي جزر 

من الخيال

والطيوف 

علـــى رمــال 

الشوق 

نفتــرش 

الحـــب 

واللهـــفه 

والجنـــون 

إنا 

أعشــق تمــردكِ 

علـى طقـوس 

الحب 

ياسيدتي

تمـــــردي 

وتمــــردي

وشاكســـي 

نبضـات القلب 

ولاتتـــرددي 

الليـل أتً 

بسحـرً وجمال 

وكثير من الجنون 

والخيال

لايهــــم من 

بالهمس يبــتدي  


شعر/نجم الفريـداوي

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

تلك الحكاية بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

تلك الحكاية


تلك الحكاية لم تزل

تهوي كنجم ضل في

ليل البداية.

تمضي خطاها في المدى،

وتخط فوق الريح

أسرارا خفية،

لكنها

تبقى القوية.


ما زلت أسمع نبضها

يعلو،

كنفس تغتسل

في ضوء ذكرى

حملتها الأيام،

تخفي في أصابعها

بقايا صدى وجه لنا…

ثم استقال من الضياء

وآوى لظل الغيوم.


تلك الحكاية برعم

يخفي سؤال البعد

في جفن المنى،

ويمر يرفو

جرحنا الأول،

ثم يهوي في دموع

تسهر الليل

في حلقاتها

المكسورة الراخية.


هي قصة

تأبى الزوال؛

تلثم أعتاب الضياء،

تخلع نصف الريح

عن جيد الطريق،

وتترك الروح الذي

يخبو،

يفسر صمتها،

ويفيض عطرا

في مدى الوحدات

إن غفل السنا.


ومتى أردت،

ترى الحكاية عينها؛

تجد بدايات

تركتك،

تبكي فوق مفصل

باب مفتوح،

تسأل:

هل يعود الصدى؟

أم ضل في خطواتنا؟


وتلك الحكاية—في النهاية—

لم تنته…

ما زال يحملها الغمام

إذا دنا،

وتقول للريح التي

لم تعرف الدرب:

عودي…

هنا بقي الصدى

يسقي رؤانا،

ويروي حلمنا الأول.


سترفع الأيام

أسرارا خفية

كنا نخبئها،

ويرفع الليل الذي

أضعناه

في صمت

يشرب النفس.


وإذا أقبل الفجر،

تخرج القصة من

خاتمها

تبحث عنا…

نحن الذين

تركنا أبوابنا

مفتوحة

لوقع القدر.


تلك الحكاية

تظل نجمتين:

إحداهما

في هدوء السماء،

وأخرى

تدق على صدرنا

كلما ظننا

أن الطريق انطفأ.


وتبقى الحكاية—رغم ما

ألقته أيامنا—

تمتد في نفس الطرق،

كأنها تحفظنا

أكثر مما نحفظها.


ترفع الوجد

إن خفتت مصابيح الليالي،

وتقول للروح الذي

أعياه طول السفر:

لا تنطفئ…

ففي كل نهاية

ولادة ضياء

لم يجئ بعد،

وفي كل حكاية

باب يفتحه القدر.


سعيد إبراهيم زعلوك



في سراديب ليالينا بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 في سراديب ليالينا


غفت لهفاتنا

سكن حلمنا يهتز

باح بمنطوق علاقة شائبة

هتف للخيال معطوبة حريتنا هناك

بين فواصل تنكر محال ركز ببحور خطيئة

ضج منها قول صريح على مفسد دهرنا بعلانية

يا متوشحة بكذبك هناك سردية من تفاصيل لنا

بين وسادتك وغفواتك تسللت بعتمات ليلك ذاك

في رواق مكشوف كانت بصماتي تكلل وصاياي

رهن ذبيح قولي على دروبك يفصح بلذاتنا معا

تذكري كم غرفنا من كأس رضاعة لشهوة  فرح

تغمست فيها سروات ظلمتك في غطات نومك

ليلهث خصرك بفترة هامسة يجوح بين زواياي

يا فاتنة ذاكرتي كلي حلم مدجج في حواضنك

يناعس ليلة خميسك كلما رحلت سابقتها بعلم

حين وهجت شمعة سهرنا كينونتها دون وداع

ليتضاحك حرفي جولة كلمات مسافرة بقهقهة 

حتى يسمع سكارى تجسسوا صهيل رجفة ولع

نقشت قصيدتي بين صكوك صحوتك بسروري

قدري سكن على روض زهورك في مهجة ربيع

صار يداوي علي حرماني كلما مره شوق راحل

ليذوب بعمق حنيني بغفلة تسهوها صحوة لذة

هناك رسمت ملامحي غريب سرق باكورة حلم

ودع رجفات خوف برعب دام في لقاء من بقاء

تذكري كم هززت فراش رغبتك بغرزة مناهجي

كلي فنون عرجاء تنسمت بطيب عطارتك هناك

تسول رحيلنا على عتبات قولنا غدا سنعاودها

حيث سبح قصيدنا بنضب عميق يرتجف عرق

نواهيه شطٱن سرحان مشمس على تلة بوحنا

مجروح ديواني بغربة دامعة يناهد وجع عمره

فاق وصفه بضحك للغيب مبتسم في مروجنا

سقاه غيم ندي حتى رويت محاسنه بقداسته

تلحفنا سكون مسعور بلحظات صحاها لكشف

نقش عنوان ذكرى لنسج بحقيقة خفية نسيت


                           المفكر العربي

                       عيسى نجيب حداد

                    موسوعة اوراق الصمت



على بصيرة بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 على بصيرة


فيما كنا نشرب الشاي قال لي عنصر المحطة اللاسلكية الذي هو أقدم مني في فوج الإشارة، قال:  - متحدثا عن هذا الفوج - أنت الآن في حقل ألغام، فكل كلمة تقولها محسوبة عليك و مسؤول عنها، و يمكن أن يختفي معها أثرك، و إني لك ناصح أمين، عليك أن تنتبه من فلان و فلان و فلان - و ذكر لي عدة أسماء - و قال: و لئن عدنا إلى الفوج سوف أشير لك عن كل واحد منهم.


[ تخيلوا معي أيها الأحباب طبيعة العلاقة بين أفراد وحدة قتالية من المفترض لهم أن يكونوا جميعا على قلب رجل واحد في مواجهة أعداء الوطن ]   


ثم، على عجالة من أمرنا أنهينا حديثنا أنا و ذاك الشخص الذي أصبح مألوفا لدي، و سارع هو للاتصال بالمحطة التي أنا من أفراد طاقمها، و سارعت هي بدورها إلى إرسال إشارة ضوئية أستدللت بها على مكان تواجدها، و المكان يكتنفه الظلام


بعد هذا اللقاء العابر مع ذلك الشخص، توثقت علاقتي به و هو من شراكس القنيطرة و يحمل طيبة في قلبه تكاد لا تخفى على أحد، و قد تذكرت معها قول الحبيب المصطفى ( لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) 


و أجمل ما في ذلك الشخص أنه لا يحمل ضغينة على أحد من الناس، رغم أن الذين حذرني منهم إنما كان ذلك بدافع الحذر و الاحتياط كي لا أقع معهم بشر أعمالي


لقد تعرفت في ذلك الفوج على شراكس و أكراد و دروز و غيرهم من إسماعيليين و علويين كثر  


و عساي في الورقة القادمة أن أبين لكم أيها الأحباب أنماط تفكير أصحاب الملل و النحل و القوميات و غيرهم، و ليس ذلك من قبيل التنظير بل من خلال طبيعة علاقتهم و تعاملهم معي أنا صاحب اللحية بينهم..


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 99


يا نسيمي بقلم الكاتبة زهيدة أبشر سعيد

 يا نسيمي


وَجهُكَ  يشعُّ

قمراً وضّاءً


فرحتي حين القاك

يغمرني السمرُ

ثم اشدو فَرِحةً

تدثركَ رموشي

مدى العمرِ


وادورُ  في فلكك نجمةً


بلأ  فتور


يلهمني سنا عينيك


حين تأتلقان


يارفيقي....


العمرُ يمضي


والوقت سيفٌ


هيا نمضي في المزارات


ندورُ


نلفُّ كلَّ الكونِ نفرحُ


نبتهجُ بتلكَ المشاويرِ


ثم نُخيطُ من المدنِ


سروراً


وننسجُ من جميلِ الاماسي


سوراً


هِل عليَّ بريقَك


فوق افاقي سروراً


اخافُ


أن يسحَركَ القمرُ

يظلم من حولي


نوراً

نرتقُ كلَّ البواقي والكسور

انخ من كبريائِك

انا معك

تتفتحُ ايامي

زهوراً

ثم انسى المراراتِ العقيمةِ


اكتفي بكَ كلَّ الدهور

زهيدة أبشر سعيد

السودان الخرطوم


ساعة مع غزل الأعشى - صناجة الشعر ٠٠!! بقلم الكاتب / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر

 ساعة مع غزل الأعشى - صناجة الشعر ٠٠!!

بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ

وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ

غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها

تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ ٠

( من معلقته )

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

في البداية الحديث عن الأدب العربي و الشعر و الشعراء ذو شجون و لِمَ لا فقد حوى مآثر العرب و أخبارهم و روى أيامهم و قصصهم و سجل حياتهم ٠٠

و من ثم توقفت طويلا مع الشاعر ( الأعشى ) الشاعر المخضرم الذي عاصر العصر الجاهلي و عصر الإسلام و كان يسمى صناجة الشعر لجودة شعره و إنشاده و مغامراته مع الغزل و قصصه و معلقته ودع هريرة ٠٠

و قد درس لنا الدكتور الشاعر عميد كلية دار العلوم على الجندي الشعر الجاهلي و المعلقات و أبدع مع الأعشى ٠

ثم قرأت تاريخ الأدب الجاهلي لأستاذنا العلامة د٠ شوقي ضيف و كتاب الأغاني للأصفاني و كتاب الشعر و الشعراء لابن قتيبة و ديوان الأعشى و المعلقات السبع للزوزني ٠٠

و من ثم كتبت دراسات عنه و اليوم نعود لنقدم وجبة شهية من عيون الغزل عند الأعشى ٠٠


* قالوا عن الأعشى:

============

وروي أن عبد الملك قال لمؤدِّب أولاده: أدِّبهم برواية شعر الأعشى؛ فإنه — قاتله الله — ما كان أعذب بحره وأصلب صخره! وقال المفضل: من زعم أن أحدًا أشعر من الأعشى فليس يعرِف الشعر. وقال أبو عبيد: الأعشى هو رابع الشعراء المتقدمين: امرئ القيس والنابغة وزهير.


* و نتوقف مع قصيدة الجن :

   - روي أن الأعشى كان مسافرا إلى اليمن و في الطريق أظلم عليه الليل وأمطرت السماء مطراً غزيراً ، 

فأراد مكانا يلوذ به عن المطر فرأى من بعيد "خباء" وهو بيت من بيوت الأعراب قديما، وحينما وصل إليه ليختبأ وجد عنده شيخا كبيرا مشوه الخلقة بلحية بيضاء كثيفة، فأدخله الشيخ الخيمة و قال له : 

إلى أين تقصد ؟، فقال : أنا الأعشى وأقصد اليمن، فقال الشيخ: هل تجيد الشِعر؟، فقال الأعشى: نعم 

فخاطبه الشيخ قائلا: أسمِعني من شِعرك !!

-قال الأعشى : 

رحلت ( سُمية ) غدوة أجمالها 

                    غَـضبـىَ عليك فما تقول بـدا لــها

-فقال له الشيخ: من هي سُمية ؟ فرد الأعشى: لا أعلم!

...فطلب منه الشيخ قصيدة أخرى !!

-فقال الأعشى قصيدته الشهيرة : 

ودِع ( هريرة ) إن الركـب مرتحل 

                    وهل تطـيـق وداعاً أيـها الرجـل

...عندها إستوقفه الشيخ قائلا : و من هي هريرة ؟

فقال الأعشى : لا أعلم من هي سُمية و لا أعرف من هي هريرة، ولكنها أسماء إنطلقت في روعي فقلتها!!

.....فنادى الرجل الكبير : أخرجي يا سُمية و يا هريرة !!، فخرجتا فتاتين طولهما لايتعدى خمسة أشبار، فإرتعد الأعشى خوفاً و خاطب الشيخ قائلا: من أنت ؟، فرد الشيخ: أنا هاجسك من الجنّ ومُلقي الشعر على لسانك، وهؤلاء بناتي هريرة و سُمية! ٠


وكانوا يسمونه ( صناجة العرب ) لجودة شعره، وكان يقال لأبيه: قتيل الجوع؛ سمي بذلك لأنه دخل غارًا يستظل فيه من الحر، فوقعت صخرة عظيمة من الجبل، فسدت فم الغار، فمات فيه جوعًا، وهجاه بعض بني عمه، فقال:

أبوك قتيل الجوع قيس بن جندل

وخالك عبد من خماعة راضع 


وننوه هنا بأن قصيدة الأعشى ( ودع هريرة) هي واحدة من قصائد المعلقات السبع التي كتبت بماء الذهب و التي قيل أن كلماتها من عالم الجن. 


* نبذة عنه : 

========

هو أبُو بَصِير مَيْمُونُ بن قَيْس بن جَنْدَل بن شَراحِيل بن عَوْف بن سَعْد بن ضُبَيْعة البَكْرِي المعروف بالأَعْشَى وأَعْشَى قَيْس (7 هـ/629 -570 م) شاعر جاهلي من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، لقِّب بِالأَعْشَى لأنه كان ضعيفَ البصر، والأعشى في اللغة هو الذي لا يرى ليلًا ويقال له: أعشى قيس والأعشى الأكبر.

الأعشى من الشعراء الذين يتكسّبون بشعرهم، بل هو أوّل من تكسّب بشعره، كما يذهب طائفة من مؤرّخى العرب، وكان كثير التردّد على الملوك وذوى الجاه والسلطان يمدحهم لينال ما فى أيديهم من مال ونحوه من الأعطيات.

* نهاية الأعشى الشاعر المخضرم الذي أدرك الجاهلية و الإسلام :

ويضيف ابن عساكر أنّه لمّا كان فى مكة أو قريبًا منها إذا بجمعٍ من مشركى قريش يعترضه وقد سمعوا أنّه يريد الإسلام، فسألوه أين تريد؟ فقال إنّه يريد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ليعلن إسلامه، وكان معهم آنذاك أبو سفيان بن حرب وكان سيّد مكّة بعد هلاك رؤوس الكفر آنذاك، فقال أبو سفيان للأعشى: إنّ محمّدًا يمنعك الزنا، فقال إنّه قد كبر ولم يعد به حاجة للنساء، فقالوا يمنعك القمار، فقال ربما يعوضنى بما عنده فقالوا إنّه يمنعك الخمر، فقال إذًا أرجعُ فأنهى ما عندى من الخمر ثمّ أعود عامى القادم، فقالوا له إنّهم الآن فى هدنة، والغالب أنّه صلح الحديبية، فقالوا إذا كان العام القادم فإمّا أن نكون قد ظهرنا عليه فتبقى عندك وإمّا أن يظهر علينا فتعود وتسلم. 


وأمر أبو سفيان بتجهيزه بمائة إبل قائلًا: "يا معشر قريش، هذا الأعشى والله لئن أتى محمدًا واتّبعه ليُضرمَنّ عليكم نيران العرب بشعره، فاجمعوا له مئة من الإبل"، فجمعوا له مئة من الإبل وأخذها، ولكن فى طريقه قرب اليمامة رمى به بعيره فوقع عنه ومات.


***

و نعيش مع هذه الأبيات الغزلية الرائعة من قصيدة ( ألا قل لتياك ما بالها) و التي يقول فيها الأعشى :

أَلا قُل لِتَيّاكَ ما بالُها

أَلِلبَينِ تُحدَجُ أَحمالُها

أَم لِلدَلالِ فَإِنَّ الفَتا

ةَ حَقٌّ عَلى الشَيخِ إِدلالُها

فَإِن يَكُ هَذا الصِبى قَد نَبا

وَتَطلابُ تَيّا وَتَسآلُها

فَأَنّى تَحَوَّلُ ذا لِمَّةٍ

وَأَنّى لِنَفسِكَ أَمثالُها

عَسيبُ القِيامِ كَثيبُ القُعو

دِ وَهنانَةٌ ناعِمٌ بالُها

إِذا أَدبَرَت خِلتَها دِعصَةً

وَتُقبِلُ كَالظَبيِ تِمثالُها

وَفي كُلِّ مَنزِلَةٍ بِتَّها

يُؤَرِّقُ عَينَيكَ أَهوالُها

هِيَ الهَمُّ لَو ساعَفَت دارُها

وَلَكِن نَأى عَنكَ تَحلالُها

وَصَهباءَ صِرفٍ كَلَونِ الفُصوصِ

سَريعٍ إِلى الشِربِ إِكسالُها

تُريكَ القَذى وَهيَ مِن دونِهِ

إِذا ما يُصَفَّقُ جِريالُها

شَرِبتُ إِذا الراحُ بَعدَ الأَصي

لِ طابَت وَرُفِّعَ أَطلالُها

وَأَبيَضَ كَالنَجمِ آخَيتُهُ

وَبَيداءَ مُطَّرِدٍ آلُها

قَطَعتُ إِذا خَبَّ رَيعانُها

وَنُطِّقَ بِالهَولِ أَغفالُها ٠


***

و يقول في هذه القصيدة التالية و التي تفوح بالغزل و ترسم صورة من البيئة و تعكس مدى الصب و الوجد في حوارية جميلة واصفا المحبوبة فيقول فيها الأعشى: 

امَ الخَلِيُّ وَبِتُّ اللَيلَ مُرتَفِقا

أَرعى النُجومَ عَميداً مُثبَتاً أَرِقا

أَسهو لِهَمّي وَدائي فَهيَ تُسهِرُني

بانَت بِقَلبي وَأَمسى عِندَها غَلِقا

يا لَيتَها وَجَدَت بي ما وَجَدتُ بِها

وَكانَ حُبٌّ وَوَجدٌ دامَ فَاِتَّفَقا

لا شَيءَ يَنفَعُني مِن دونِ رُؤيَتَها

هَل يَشتَفي وامِقٌ ما لَم يُصِب رَهَقا

صادَت فُؤادي بِعَينَي مُغزِلٍ خَذَلَت

تَرعى أَغَنَّ غَضيضاً طَرفُهُ خَرِقا

وَبارِدٍ رَتِلٍ عَذبٍ مَذاقَتُهُ

كَأَنَّما عُلَّ بِالكافورِ وَاِغتَبَقا

وَجيدِ أَدماءَ لَم تُذعَر فَرائِصُها

تَرعى الأَراكَ تَعاطى المَردَ وَالوَرَقا

وَكَفلٍ كَالنَقا مالَت جَوانِبُهُ

لَيسَت مِنَ الزُلِّ أَوراكاً وَما اِنتَطَقا

كَأَنَّها دُرَّةٌ زَهراءُ أَخرَجَها

غَوّاصُ دارينَ يَخشى دونَها الغَرَقا

قَد رامَها حِجَجاً مُذ طَرَّ شارِبُهُ

حَتّى تَسَعسَعَ يَرجوها وَقَد خَفَقا

لا النَفسُ توئسُهُ مِنها فَيَترُكُها

وَقَد رَأى الرَغبَ رَأيَ العَينِ فَاِحتَرَقا

وَمارِدٌ مِن غُواةِ الجِنِّ يَحرُسُها

ذو نيقَةٍ مُستَعِدٌّ دونَها تَرَقا

لَيسَت لَهُ غَفلَةٌ عَنها يُطيفُ بِها

يَخشى عَلَيها سَرى السارينَ وَالسَرَقا

حِرصاً عَلَيها لَوَ اِنَّ النَفسَ طاوَعَها

مِنهُ الضَميرُ لَيالي اليَمِّ أَو غَرِقا

في حَومِ لُجَّةِ آذِيٍّ لَهُ حَدَبٌ

مَن رامَها فارَقَتهُ النَفسُ فَاِعتُلِقا

مَن نالَها نالَ خُلداً لا اِنقِطاعَ لَهُ

وَما تَمَنّى فَأَضحى ناعِماً أَنِقا

تِلكَ الَّتي كَلَّفَتكَ النَفسُ تَأمُلُها

وَما تَعَلَّقتَ إِلّا الحَينَ وَالحَرَقا


***

و نختم بمطلع معلقته الأعشى تحت عنوان ( ودع هريرة ) و هريرة هذه هي اسم محبوبته التي يتغزل فيها قبل الدخول إلى غرض القصيدة فيقول فيها :

وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ

وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ

غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها

تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ

كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها

مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ

تَسمَعُ لِلحَليِ وَسواساً إِذا اِنصَرَفَت

كَما اِستَعانَ بِريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ

لَيسَت كَمَن يَكرَهُ الجيرانُ طَلعَتَها

وَلا تَراها لِسِرِّ الجارِ تَختَتِلُ

يَكادُ يَصرَعُها لَولا تَشَدُّدُها

إِذا تَقومُ إِلى جاراتِها الكَسَلُ

إِذا تُعالِجُ قِرناً ساعَةً فَتَرَت

وَاِهتَزَّ مِنها ذَنوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ

مِلءُ الوِشاحِ وَصِفرُ الدَرعِ بَهكَنَةٌ

إِذا تَأَتّى يَكادُ الخَصرُ يَنخَزِلُ

صَدَّت هُرَيرَةُ عَنّا ما تُكَلِّمُنا

جَهلاً بِأُمِّ خُلَيدٍ حَبلَ مَن تَصِلُ

أَأَن رَأَت رَجُلاً أَعشى أَضَرَّ بِهِ

رَيبُ المَنونِ وَدَهرٌ مُفنِدٌ خَبِلُ

نِعمَ الضَجيعُ غَداةَ الدَجنِ يَصرَعَها

لِلَّذَةِ المَرءِ لا جافٍ وَلا تَفِلُ

هِركَولَةٌ فُنُقٌ دُرمٌ مَرافِقُها

كَأَنَّ أَخمَصَها بِالشَوكِ مُنتَعِلُ

إِذا تَقومُ يَضوعُ المِسكُ أَصوِرَةً

وَالزَنبَقُ الوَردُ مِن أَردانِها شَمِلُ

ما رَوضَةٌ مِن رِياضِ الحَزنِ مُعشَبَةٌ

خَضراءُ جادَ عَلَيها مُسبِلٌ هَطِلُ

يُضاحِكُ الشَمسَ مِنها كَوكَبٌ شَرِقٌ

مُؤَزَّرٌ بِعَميمِ النَبتِ مُكتَهِلُ

يَوماً بِأَطيَبَ مِنها نَشرَ رائِحَةٍ

وَلا بِأَحسَنَ مِنها إِذ دَنا الأُصُلُ

عُلَّقتُها عَرَضاً وَعُلَّقَت رَجُلاً

غَيري وَعُلَّقَ أُخرى غَيرَها الرَجُلُ

وَعَلَّقَتهُ فَتاةٌ ما يُحاوِلُها

مِن أَهلِها مَيِّتٌ يَهذي بِها وَهِلُ

وَعُلِّقَتني أُخَيرى ما تُلائِمُني

فَاِجتَمَعَ الحُبَّ حُبّاً كُلُّهُ تَبِلُ

فَكُلُّنا مُغرَمٌ يَهذي بِصاحِبِهِ

ناءٍ وَدانٍ وَمَحبولٌ وَمُحتَبِلُ

قالَت هُرَيرَةُ لَمّا جِئتُ زائِرَها

وَيلي عَلَيكَ وَوَيلي مِنكَ يا رَجُلُ

يا مَن يَرى عارِضاً قَد بِتُّ أَرقُبُهُ

كَأَنَّما البَرقُ في حافاتِهِ الشُعَلُ

لَهُ رِدافٌ وَجَوزٌ مُفأَمٌ عَمِلٌ

مُنَطَّقٌ بِسِجالِ الماءِ مُتَّصِلُ

لَم يُلهِني اللَهوُ عَنهُ حينَ أَرقُبُهُ

وَلا اللَذاذَةُ مِن كَأسٍ وَلا الكَسَلُ

فَقُلتُ لِلشَربِ في دُرنى وَقَد ثَمِلوا

شيموا وَكَيفَ يَشيمُ الشارِبُ الثَمِلُ

بَرقاً يُضيءُ عَلى أَجزاعِ مَسقِطِهِ

وَبِالخَبِيَّةِ مِنهُ عارِضٌ هَطِلُ

قالوا نِمارٌ فَبَطنُ الخالِ جادَهُما

فَالعَسجَدِيَّةُ فَالأَبلاءُ فَالرِجَلُ

فَالسَفحُ يَجري فَخِنزيرٌ فَبُرقَتُهُ

حَتّى تَدافَعَ مِنهُ الرَبوُ فَالجَبَلُ

حَتّى تَحَمَّلَ مِنهُ الماءَ تَكلِفَةً

رَوضُ القَطا فَكَثيبُ الغَينَةِ السَهِلُ

يَسقي دِياراً لَها قَد أَصبَحَت عُزُباً

زوراً تَجانَفَ عَنها القَودُ وَالرَسَلُ

وَبَلدَةً مِثلِ ظَهرِ التُرسِ موحِشَةٍ

لِلجِنِّ بِاللَيلِ في حافاتِها زَجَلُ ٠٠


و بعد هذه الرحلة الغزلية مع صناجة الشعر الأعشى نتمنى أن نكون قد قدمنا ملامح من حياته و شعره بين العصرين الجاهلي و الإسلامي و توقفنا مع قطوف من الغزل و مطلع معلقته ودع هريرة و التي كُتبت بالذهب و علقت على أستار الكعبة ٠٠

مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠



جور الحياة بقلم الكاتب غسان الضمان

 جور الحياة :

جور الحياة بذا الزمان جزيل

والحمل في صدري ثر وثقيل

هيهات أن أجد اليراع مواكبا

والجور يكثر والثواب قليل

بل كم لمحتاج نرق لحاله

شكواه للباري تراه يحيل

لم يكتنز إلا العظام بصدره

وكما ضعيف الضأن فهو هزيل

والبعض ألصق بطنه في ظهره

كالجود جف وبالمياه ضئيل

كم ذاق من فقر وأخفى همه

أشقاه رب بالعباد كفيل

يقتات في ربع الرغيف مناجيا

نعماك ربي فالعطاء جزيل

رباه نلت من العطاء بوفرة

فالخير عندك وارف ونفيل

أنت الغني وأنت معني بنا

أنت الكريم لنا وأنت معيل

أكرمتني أطعمتني وكفيتني

رباه خيرك كالسيول يسيل

والبعض يجري للمقاصف ناهما

ينعي الحلال وللحرام يميل

نهم إذا أكل الطعام لغيره

وإذا نشدت الطيب فهو بخيل

لم تكفه من رزق ربه نعمة

ويجود فيه اللؤم والترذيل

يختال سيرا والجيوب مليئة

يكثر له التهليل والتبجيل

يا صاح كن بالجود ترقى للمدى

لا كالجدار وبالعراء ثليل

ثق أن ما تعطيه فهو مدون

باللوح مكتوب وخير دليل

فإذا فعلت الخير أو واظبته

فالخلد منتظر وأنت نزيل

حتى رغيف الخبز إن أطعمته

للحشر باق وهو فيك كفيل

يعطيك في وقت الحساب وسامة

يحتاجها متهجد ورذيل

فحملت في نفسي القناعة مؤمنا

أن الذي يجدي العطاء جليل

..................................

بقلمي : غسان الضمان

          سوريا



بصوتٍ يعرفُ طريقه… للكاتبة والأديبة ياسمين الجوهري

 بصوتٍ يعرفُ طريقه… للكاتبة والأديبة ياسمين الجوهري

إليكم هذا النص النثري الوجداني الماتع


---


لا تُبالغ في حب من تهوي،

وزج عن روح قلب حنيينها،

فلا حب في القلب يبقى،

ولا وداد في السهد شاهدًا ومبينًا.


يا ليت شعري في الورى ما بقي،

ويا ليت روحي قد أخذها خالقها،

إلى فؤاد من تعلق هوانا به فرحًا،

ولكنها دنيا، والدنيا فراق.


وَلد قلمي بالبوح، لكنه تتدلل،

كتوم يظن بالبوح، وسكوتها لا يرو عطش ظمآن مثلي.

الحب العذري فتي، في النفس الرفيعة المغوّارة، ذكيّ.


يا نفس، توبي من جميع الآثام،

عودي إلى الحبيب المصطفى،

عودي لربك الكريم، تجلدي.

صبرًا على الفراق والمخزون من الحزن،

حزن أنيق لا يفهم معناه إلا المرتجي،

عزّ في النفس وكرامة غراء،

فكرًا وخلقًا وأدبًا وعلمًا.


اتركي الهوى وتصبري، فالصبر في العز خير من حب يتبعه ذلّ.

أنيقة أنت، فتأنقي بالله،

كفّي كفًّا عن العشق المُريد،

كفّي كفًّا عن شطح النفس.


الوجد بالوجد، والسهد بالسهد،

والاعتدال عدالة من رب السماء،

من كريم، فارس مغوار،

أبي النفس على النفوس تفوقًا،

رفعة وعلوًّا يليق بمن عرف قيمة نفسه،

واحترم جمال قلبه وعمق فكره.


---


تكلمي لمحمد مطر

 تكلمي

لمحمد مطر


اصرخي   تكلمي.  بكل الجوارح عبري


 قولي  احبك.  أو قولي.   حتى اكرهك


نادي باعلى صوتك حتى بهمسك حتى


بلمسك.  قولي  فنبضي  حتى يسمعك


تناديني دلليني. قولي  اي شيء حتى


قولي نحي   طريقي لكني.   ساردعك


إن قربت أوبعدت    انت  بقلبي غنوة


غناها شاعر في قصيد    حتى يأسرك 


لا. تسكتي و . تكلمي  فالفرصة.  تاتي


بالعمر. مرة  إن  تضيعيها  ما  اضيعك


اصرخي   و.  تكلمي وبوحي بحبي أو


  بكرهي فعلمي انك بالكلام  ماابرعك


 عبري و.   تكلمي ولو.حتى   بالإشارة


إني إني اجيد  فهمك  وسوف  افهمك


فالسكوت.  عذاب  عذاب.   يقتلني و


يعربد  داخلي فأنت بعذابي ما ابدعك


افصحي بلغة العيون فلغة  العيون ما


أسماها فدعيها   تنظر  إلي  ما ابرعك


افصحي    و.  تكلمي  قد.  مضى عهد


 السكوت. فسكوتك  ابدا    لن ينفعك


أو دعيني اقول  باعلى.  صوتي احبك


احبك وإن.   ندائي لم.  يبلغ  مسمغك


محمد مطر


احبك


الطيب و الحياة الجزء الخامس و الثلاثون بقلم د.رمضان عبد الباري عبد الكريم

 الطيب و الحياة 

الجزء الخامس و الثلاثون 

***********************

ماجي تذهب إلى الشركة وتطلب من نازلي الحضور إلى قاعة الإجتماعات ، و بالفعل أتت نازلي إلي ماجي في قاعة الإجتماعات..... 

ماجي : كيف حالك يا نازلي ؟

نازلي : تمام يا مدام ماجى. 

ماجي : إيه آخر الأخبار مع زكي ؟

نازلي : تبتسم كله تمام زي ما حضرتك أمرتي، وأصبح جاهزا 

 الآن لأي مهمة يكلف بها .

ماجي : برافوا عليكي نازلي. 

نازلي:  شكرا  مدام ماجى .

ماجي : أخبريني أين كنتى بالأمس؟ 

نازلي : توترت ولاحظت ماجي هذا التوتر .

ماجي : يوجد شيء ما نازلي؟ 

نازلي : لا يوجد شيء أبدا مدام ماجي .

ماجي : تصرخ وتقول نازلي أخبريني أين كنتى بالأمس ثم قامت و تجولت في القاعة حتي أتت خلف نازلي  ثم أمسكت رقبتها من الخلف بذراعها الأيمن و قالت تكلمي يا نازلي تكلمي وإلا سوف أقتلك بيدي. 

 نازلي : وجهها زاد إحمرارا و عينيها جاحظتان كادت أن تختنق و سعلت كثيرا و قالت مدام ماجى سوف أتكلم و لكنك  سوف تقتليني بهذه الطريقة. 

ماجي : تخفف ذراعها شيئا فشيئا وأخذت نازلي نفسها بصعوبة.

نازلي : حضرتك أنا كنت بالأمس مع زكي سهرنا معا في أحد المطاعم بالفنادق في وسط البلد .

ماجي : و بعد أن سهرتم معا, لماذا  ذهبتي مع زكي الى شقته ؟

نازلي : لقد سكرت من كثرة  في الشراب كثيرا وانتي تعلمين ذلك ،

 أخذني زكي إلي شقته  وأنا سكرانه  ، و لم أعرف إلا بعد أن عدت إلى الوعي .

ماجي : و ماذا حدث بعد ذلك ؟

نازلي : لم يحدث شيئا يا مدام ماجى .

ماجي : تكشر عن أنيابها و تقول نازلي لن ادعك تعيشين هذه المرة .

نازلي :  وهي تبكي و مرتبكه ، أبدا يا مدام ماجي ، عندما رأي زكي أن الوقت متأخرا أصر علي أن ابيت معه  تلك الليلة .

 ماجي : تنظر إلي نازلي  و يملؤها الغيظ والغضب، و ماذا حدث في تلك الليلة ؟

نازلي : لم يحدث  شيئا مدام ماجى. 

ماجي : تضغط على أسنانها بكل قوة من الغيظ ، لم يحدث بينكم اي شيء أو حتى لم تمارسوا الحب معا .

نازلي : أبدا أبدا يا مدام ماجى أنا اقول ذلك بكل صدق .

ماجي :  لم تتحدثي مع زكي بخصوص أعمالنا السرية ؟

نازلي : أبدا يا مدام ماجي ، وإن فعلت ذلك إني أعرف سوف  تكون نهاية حياتي ، إن أخبرته عن اعمالنا السرية، وأعرف أيضا أنه يوجد لديك اثباتات خاصة بي من الممكن أن تكون سببا في ادخالي الى السجن. 

ماجي : برافو نازلي جيد أن تعرفي  كل هذا ، وأنا متأكدة من إخلاصك لي و إلي عملك ، وأنتي تعلمي أن زكي  يخصني جدا و لا أريد لأحد أن يشاركني فيه ، والآن  من الممكن أن تخرجي يا نازلي .


بعد المشادة التي تمت بين ليلى و وليد وهم في طريقهم من العين السخنة إلى القاهرة ،  وصل وليد بسيارته إلي منزل ليلى ثم دخل هو وليلي المنزل وكانت والدة ليلى تجلس في الصالة فلما رأتهم رحبت بهم ولكن  ليلي دخلت مباشرة إلي غرفتها ، أما وليد فجلس بجوار ، والأم رأت الغضب و الوجوم على وجوه وليد وليلى .......

الأم : ماذا الذي حدث يا وليد ، لماذا ليلي دخلت  مباشرة إلي غرفتها ؟

وليد : لا يوجد شيء يا أمي. 

الأم : كيف لا يوجد شيء والغضب و الوجوم علي وجهك  أنت وليلي. 

وليد : والله يا أمي لا أدرى ماذا أقول لك .

الأم : قل يا وليد لقد أصبحت الآن فردا من عائلتنا .

وليد : كنا نتناقش أنا و ليلي بخصوص زميلها حسان .

الأم : حسان وماذا فعل حسان لكم ؟

وليد : حسان لم يفعل شيئا , ولكن كنا نجلس أنا وليلى في الكافتيريا ، وجدناه أقبل علينا هو ومعه المرأة صاحبة النادي الصحي بالمبني التجاري  الذي كانت تعمل فيه ليلي .

الأم : و ما الذي حدث يا ابني من أجل أن تغضب أنت و ليلي هكذا .

وليد : طبعا أن أعرف صاحبة النادي  الصحي بحكم  أني أذهب هناك من أجل ممارسة الرياضة. 

الأم : إذا أين المشكلة يا وليد؟ 

وليد : المشكلة يا أمي أن هذه المرأة أكدت لي حسان يحب ليلي من قبل أن اخطبها .

الأم : و ما الذي فعلته أنت بعد ما عرفت هذا الموضوع من تلك المرأة التي تريد أن تفرق بينكم .

وليد : مدام ماجى تريد أن تفرق بيننا .

الأم : نعم وإن لم تكن تريد ذلك ما كانت أخبرتك بهذا الموضوع ، و بالطبع أنت ناقشت الموضوع مع  ليلي ، وانت بالتأكيد لم تسيطر علي نفسك من  الغضب و انفعلت أنت علي ليلي ، من أجل ذلك دخلت ليلي مباشرة إلى غرفتها .

الأم : إسمع يا وليد يا ابني إلي الكلام الذي سوف  أقوله لك ، أنت عندما طلبت من ليلي أن لا تذهب إلي  العمل في المجمع التجاري مرة أخرى ، أنا  ضغطت علي ليلي حتي وافقت علي مضض ، و هذا غير مبدأ ليلي إطلاقا.

 أولا : يا ولدي إذا كنت تفكر أننا لا نقدر علي جهاز  ليلي ، تبقي غلطان في تفكيرك ، وأنت لم تعرف ليلي بعد ، ليلي حساسة جدا ، وكرامتها قبل  أي شيء ، وإذا كنت تشك في أخلاقها ، ليلى ابنتي لا تخبئ عني شيئا ، أنت جرحتها في كرامتها، وإذا كنت تعتقد أنه يوجد علاقة بين ليلي و حسان ، فإن ليلي عندما اتخطبت لك جعلت ذلك في الماضي ، لأنها تحترم  الرجل التي سوف تكون زوجته  في المستقبل ، هذه هي الحقيقة ، يا وليد أنت مثل إبني ، إذا كنت سوف تستلم إلي الشكوك التي في  راسك فهذه هي مشكلتك أنت وليست مشكلتنا ، نحن مازلنا في أول الخطبة ، و من الممكن أن 

نخرج بالمعروف كما دخلنا بالمعروف ، و كرامة ليلي ابنتي عندي بالدنيا .

وليد : ماذا تقولين يا أمي ، أنتم علي راسي من فوق  لا طبعا ، أنا أحب ليلي وأريد  أن تكون زوجتي في المستقبل ، وأنا آسف جدا يا ماما علي ما بدر  مني .

الأم : لماذا تتأسف لي ، عندك ليلي في غرفتها إذهب إليها و صالحها .     

    ذهب وليد إلي غرفته ليلي وطرق الباب وأذنت له ليلي بالدخول ، و عيون ليلي مبللة بالدموع  الكثيرة جلس وليد بجوار ليلي علي السرير ثم نظر إليها وقال ......

 وليد : حقيقي أنا اسف جدا يا ليلي علي ما سببته لك  من الآلام وجرح مشاعرك .

ليلي : تنظر إليه وقالت له هل هذا الإعتذار سوف يحل هذا الموضوع بهذه السهولة. 

وليد : أنا أعرف أني سريع الغضب و غيور جدا ، ولكن  ماذا أفعل ، لقد جننت عندما رأيت هذا المدعو حسان أمامي .

ليلي :  إن حسان ليس له ذنب ، إنما صاحبة الذنب هذه المرأة المدعوة ماجي صاحبة النادي الصحي .

و ليد : و ما هي مصلحة ماجي في هذا الموضوع .

ليلي ؛ إذهب إليها ثم اسألها ما مصلحتك في هذا الموضوع .

وليد : لا أذهب و لا تأتي ، أنا هنا معك و أقدم لك كل أنواع الإعتذارات .

ليلي  :  يجب تضبط انفعالات نفسك ، و لا تترك نفسك للآخرين يعبثوا معها . 

وليد : حاضر يا ليلي ، ممكن بقي نخرج سوي إلي ماما من أجل أن تعرف أننا تصالحنا. 

ليلي : سوف أجعلها تمر هذه المرة ، إنما لو حدثت مرة  أخري ستكون آخر مرة بيني و بينك، اتفقنا .

وليد : اتفقنا يا لولو 

    خرج وليد ممسكا يد ليلي و عندما رأت الام ذلك فرحت و أمرت ليلي بإحضار الطعام من أجل أن يتناولوا عشائهم في لمة جميلة 

  

     في الشركة ماجي تجلس مع زكي في مكتبه يتناقشون في العمل ، و زكي ينظر إليها و قلبه كله غيظ بعد ما عرف من إبراهيم المفك أنها كانت السبب في تركه للعمل نهائيا بالمجمع التجاري......... 

ماجي : إيه يا زيكو كيف اخبارك في العمل .

زكي : الحمدلله يا ماجي كله تمام .

ماجي : يعني يا بيبي اتعلمت كل خاجة هنا ، كيف يسير العمل ، وأيضا تعلمت اللغات الثلاثة .

زكي : كله تمام مائة في المائة .

ماجي : ماشي يا بيبي ، اعمل خسابك إنك سوف تسافر إلى نيويورك الأسبوع المقبل بمفردك .

زكي : بمفردي ألم يأتي معي الأستاذ فتحي سند ؟

ماجي : لا يا بيبي ، فتخي سند سوف ينتظر مكانك في إدارة الشركة .

زكي : خلاص كما تحبين يا ماجي 

ماجي : نريد منك يا زكي أن ترفع راسنا عند اصدقائنا .

زكي : لا يكون عندك أي قلق أنا زكي و لست زكيه .

ضحك كل من زكي و ماجي بصوت عال معا ، حتى لاحظ ذلك كل من في الشركة ، وبعد ذلك تركت ماجي  زكي في مكتبه و ذهبت إلى النادي الصحي ، وأبلغت نازلي بأن تأتي إليها بعد الانتهاء من العمل في الشركة 

    

       إلى اللقاء في الجزء التالي باذن الله


القاهرة 

13/12/2025

د.رمضان عبد الباري عبد الكريم 

شاعر وكاتب روائي



قالت جنتي... . بقلم سعدالله بن يحي

 قالت جنتي...

قالت جنتي 

أتراك ما زلت فتيًّا

تتبع الهوى شغفا 

من لظى حربتي 

أتراك مشتاقًا 

لسلوة مقلتي 

وما يسكن وجنتي 

أم أنك نسيت 

تنكر حسرتي 

وقلة حيلتي

تبتعد 

ولا تريد رؤيتي 

يا أنين الجرح 

ألست أنت الذي ربيتني

صقلت سجيتي 

وبحبك أسكرتني 

ومن بين الجموع سرقتني

لما تنبش في ذكرى سكينتي 

ما هو ذنبي

ألا تراعي صرختي 

شتاتي 

وحرقة مقلتي 

ما يجري في عزلتي

من تناقض 

كأنها تفسد عليّ خلوتي 

يا عطيتي 

أين كتابك الذي

كان يبث الشوق لروحي 

يسد فقر الملل 

وعيوب التمرد الشقي 

لمن أرتجي 

 لجلدي

أم ليديّ تمسح وزري

بين ضلعي 

 ليشفى حبي الندي

يا سماء أرعدي 

لعله يسمع 

صوتي الشجي 

لتأتيني البشائر 

تشد عضدي

وزرعنا بالهيام ينحني 

يكون محملا بالانشراح 

بالأمان والطمأنينة 

والوصال الأبي 


. بقلمي سعدالله بن يحي



فــاطــمـة بقلم الشاعر أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي

 فــاطــمـة

يصدحُ الشعرُ حِينِ يُـذكرُ أسـمها

فهيَ البلاغةُ والـعـفـةُ والـنـقــاءُ


نـطْفةٌ مِن ثِـمـارِ الـجَـنَّانِ تَكَوَّنَتْ

منها أُنسِيةٌ طَاهِـرَةٌ دُرَّةٌ عَــذْراءُ


أَشْـرَقَتِ الأَرْضُ بِـنُورِ رَبِّـهـا حِينَ

جاءَتْ خَـدِيجَةٌ بِمَـوْلُـودَة غِــرَّاءُ


أَضَاءَتْ لِـمَوْلِدِهَا الْأَفْـلَاكُ وَالْـمَلَأ

الأعـلى زَيّـن لها مـن نـورهِ  رِداْءُ


أَيُّ مَـوْلُـودَةٍ وُضِـعَتْ وَبِـأَيِّ مَـلَـكٍ

جـاءَتْ تَـجَلَّتْ لِـعَـظَمَـتِها الأَسْماءُ


أُمّ أَبِيهَا مُحَمَّدٌ وَأُمُّ شِبْلَيْهَا فِيَا لَهَا

مِـنْ طَـاهِـرَةٍ يَـرْجُــوهَـا الـرَّجَــاءُ


حُجَّةٌ بِـهَا كُـلُّ الـحِجَجِ اعْتَصَمَتْ  

لِأَبِيْهَا وَبعلَهَا أَهْـلُ الثقليْنِ فِـدَاءُ


أُمُّ الأَئِـمَّـةِ بَـلْ حُـجَّةُ اللَّهِ عَـلَيْهِمْ 

 يُـسْـتَجَـابُ بِـشَـفَـاعَـتِـها الـدُّعـاءُ


فَاطِمَةُ الـزَّهْرَاءِ لِلْـعَالَـمِيْنَ رَحْـمَـةُ 

تَـجْـلُوْ بِـهَا دُجْــى الـدَّهْــرِ ضِـيَـاءُ


فَاطِمَةٌ تَـشْعُّ نُورًا بَـيْـنَ الْمَشَرقينِ 

وَالْمَغَرِبِين مِنْ جلال نورها وِضَاءُ


عــُرْسُ عَلِيٍّ لَهَا الْأَفْــلَاكُ تَـزَيَّـنَتْ

وَالسَّحَابُ أَمْطَرَ وَدْقَهُ عـز وبُهَاءُ


مـَرْيَمُ لِـزَمَانِـهَا وَآسِـيَا لِـفِـرْعَونَها

وَفَـاطِـمَـةُ بِـهَـا تَـنْـكَشِفُ الــبَـلاءُ


فَلْيصمت المادحـون بَـعْدَ فَضْلِهَا

فَالْـمِـدَادُ يَـبْلَى وَمَـجـدُهَا الْـبَقَاءُ


تِـلْكَ هِـيَ الـزَّهْـرَاءُ الَّـتِي أَمْـسَتْ

سـَيِّـدَةٌ عَـظِيمَةٌ تَفْخَرُ بِهَا الـنِّسَاءُ


           ✍️  بِـــقَـــلَـــمٍ ️

        أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي 🇮🇶



أنا والبحر بقلم الكاتب رمضان عبد الباري عبد الكريم

 أنا والبحر 

ـــــــــــــــــ

كل يوم فى غروب الشمس

أذهب إلى  شاطيء البحر 

احادثه و يحدثني كثيرا 

فى  أمور  الحب والغرام 

مع الهدوء وتلألأ النجوم 

وضوء القمر مع الغيوم

و النسيم ينعش كل عليل 

أتت  من بعيد فتاة تمشى 

تتبختر على إيقاع الأمواج 

 رأيت البحر سعيد وفرحان

عرفت أنه وقع في الغرام

قلت يا بحر سوف أتحداك 

نظر البحر وقال أنا أتحداك

على من يفوز بقلب الفتاة 

تقربت للفتاة وجثوت أمامها 

يا صاحبة  الجمال  الفتان

وقلب ينبض دائما بالغرام

عيون تسحر من كان هيمان

نسيم عطرك يملء المكان

هل  لى  فى  قلبك وداد

البحر يسمع الكلام ويزأر

مثل زئير الأسد الغضبان 

نظرت إليه الفتاة بإمعان 

قالت يا بحر أيها الولهان

أعرف أنك عشقتنى بالأيام 

تناجى القمر بالحنين والوئام 

على أن يجمعنا الحب بمكان

ولكن  قلبي  نبض  بالغرام 

لإنسان مثلي أعيش معه بأمان 

معذرة ليس  بيدى لكنه الهيام 

هاج البحر وكثرت به الأمواج 

وقال هذا درس لى بطول الزمان

 لا أصدق أحدا من بنى الإنسان


القاهرة 

3/11/2025

رمضان عبد الباري عبد الكريم



قلبى يأمرنى مولاتى بقلم الشاعر حسام سلامة

 قلبى يأمرنى مولاتى 


قلبى يامُرّنى مولاتى

أن نَسبَحَ فى البحرِ سَوِّينا

نركبُ أمواجَ أحزانى

تَسحبُنا لَحظاتٍ تُسعِدُنا

نَبنى جَزيرةَ أحلامِنا

ونعيشُ فيها بأرواحِنا


قلبى يامُرّنى مولاتى

أن نَسبَحَ فى البحرِ سَوِّينا


نَهربُ من واقعٍ يُؤلِمُنا

ونَمضى أيّامًا تُبهِجُنا

الحُبُّ يَروى ظمأنا

والوُدُّ يُجمِّعُ أحضانَنا

ونَشرَبُ من نبعٍ يَهوانا


قلبى يامُرّنى مولاتى

أن نَسبَحَ فى البحرِ سَوِّينا


نَهربُ من غَدْرِ أيّامِنا

ونرسُمُ بالحبّ لَيَالِينا

فى سفينةِ عِشقٍ تَحمِلُنا

يا قلبًا بجمالِه يُساعِدُنا

وعيونٌ إن غابَت تُوجِعُنا

يا نَجمًا نورُك يُهْدِينا

لِنرسو فى ميناءِ دُنيانا


قلبى يامُرّنى مولاتى

أن نَسبَحَ فى البحرِ سَوِّينا


ونمشى على شطّ امانينا

والريح تُغنّى لألحانِنا

وإيديك حضنٌ يدفّينا

ولمستك لَيلٌ يطوّينا

ونعيشُ الحُلمَ اللى نادانا

ونعيدُ العُمرَ اللى سَبقْنا

ونكتبُ فى صفحةِ وَجدانِنا

أنَّ الهَوَى قَدّر يجمعْنا

وأنَّ العِشقَ بقلوبِنا سكنَا

ويفضّل نورُه يهدّينا

لحدّ ما نوصل لهوانا

وترسو سفينتنا فى دُنيانا

الشاعر حسام سلامة 

جمهورية مصر العربية



حرف تسربل بالحنين بقلم الكاتب رؤوف بن سالمة/الحمامات/ تونس

 حرف تسربل بالحنين


لما رمقني القصيد من بعيد

وٱنهزم الحرف المنهك  

كفارس أعياه النّزال

 في ميدان الحرب والطعان 

..فيختبيء وراء المعاني الخفيّة

حين حملت يوما بين جوانحي

أغنية للحياة

 قدّت من سناء النجوم

وبسط الأمل رداء السعادة

وتوشى لحينها الفرح بزيادة

وطرب الشوق وٱهتز الحنين

..لسالف أيّام وبهيّ السنين

ورقص الأمل الحالم 

وٱتقدت الذكرى

شدوا ملء سمعي

ورؤى ملء الضمير

..وكاد العقل أن يطير


رؤوف بن سالمة/الحمامات/ تونس



تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس لنص الشاعر رضا بوقفة شاعر الظل

 تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس

قصيدتي لا تفصح سرك للناس مجاراة لقصيدة الشاعر المرحوم كريم العراقي لا تشكو لناس جرح أنت صاحبه، ونقدت قصيدتي الادبية والشاعرة غزلان حمدي.


في قصيدته "لا تُفصِحِ سرك للناسِ"، يقدم الشاعر الجزائري رضا بوقفة، الملقب بـ"شاعر الظل"، رؤيةً تأملية متفجّرة بالشجن والوعي المرير، تتوسل الحكمة وتُفصح عن خيبة الإنسان المعاصر في مجتمعه، وعن عزلة القلب حين يُثقل بالأسرار والألم.


يبدأ الشاعر بنداء حازم: "لا تُفصِحِ السِّرَّ للناسِ الّذينَ مَضَوا"، وكأنّه ينصح من بعد تجربة، إذ لا يُرجى من الصنم أن يشعر بلوعات الهوى، فيسقط الناس من مقام الإحساس إلى البرود، ومن دفء القرب إلى عبث التبلّد، حتى يغدو الشاعر وحده حاملاً وجعه في ليلٍ لا يهتم به أحد، حيث العدم ذاته صار كيانًا غير مبالٍ.


تُغلف القصيدة روح فلسفية، فيها يعترف الشاعر بأن الصبر ليس فقط قوة، بل ملاذ صامت لأسرار متبعثرة لا ينبغي أن تخرج من صدر الإنسان، لأن انكشافها يقابَل بالخيانة أو الاستغلال. فالصمت هنا ليس عجزًا، بل حكمة. وقد جاءت الصور الشعرية مكثفة وعميقة، كما في قوله:

"فَإِنْ نَشَرتَ خَفَايَا قَلبِكَ انكَسَرَتْ

أَجنِحَةُ الصَّبرِ وَالقُدسِيُّ مُلتَحِمُ"


يوغل الشاعر بعد ذلك في جلد الذات حينًا، وفضح المجتمع حينًا آخر. فكم مرة خان الصديق ثقته، وكم مرة جُعل القلب الجسر الذي داس عليه الآخرون دون رحمة. إنه خذلانٌ مركب: من الحبيب، من الصديق، من الرفيق، وربما من الذات أيضًا.


ومع ذلك، لا ينزلق الشاعر إلى اليأس المطلق، بل يقلب الحزن إلى عزيمة:

"لَا أَنحَني لِلأَسَى، فِي الجَرحِ قُوَّتُهُ

بِالنَّارِ يُبرَأُ جُرحٌ لَو سَكَتَ أَلَمُ"

في هذه الصورة يتجلى جوهر القصيدة: الجرح مدرسة، والصبر بطولة، والدمع زادٌ للطريق.


ويمضي النص نحو رؤية أوسع، إذ يكشف الشاعر زيف ما يُلبس في هذا العصر:

الذئب بثوب الرفق، المال كسلاح خيانة، والصوت الحق مخنوقٌ في الزوايا.

هنا تتجاوز القصيدة بعدها الفردي لتلمس بصدق أزمة العالم المعاصر: طغيان الزيف، وانهيار القيم.


ثم يختتم الشاعر بنبرة روحانية متسامية:

"لَا مَلجَأَ اليومَ إِلَّا ظِلُّهُ وَهَبًا

نَرْجُو كَرَمْهُ وَفِي رَحمَاهُ نَعتَصِمُ"

وكأنّ كل هذه التجربة المريرة، بكل ما فيها من خيانة واغتراب، إنما تقود إلى اليقين بأن الملجأ الحقيقي ليس في الناس، بل في الله.


قصيدة "لا تفصح سرك" هي خطاب وعظي مفعم بالتجربة الشخصية والخيبة الإنسانية، تُحسن استخدام الصورة والاستعارة والوزن المتوازن، لتُخرج لنا نصًا متكاملًا في بنائه، ومفتوحًا على قراءات شعورية وفكرية متعددة.


كل الشكر والتقدير للشاعر رضا بوقفة من الجزائر، على هذه القصيدة العميقة، التي تمزج بين الحزن والحكمة، وتدعونا جميعًا للتأمل والاتزان في زمن قلّ فيه الصدق وكثر فيه الادّعاء.


مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي


لا تُفصِحِ سرك للناسِ


لا تُفصِحِ السِّرَّ للناسِ الّذينَ مَضَوا

فَليسَ يَعرِفُ لَوعاتِ الهوى صَنَمُ

كَم ذا حَمَلتَ وجِيعًا في دُجى قَلَقٍ

وَالنَّاسُ لَا شَأنَ لَهم ما بهِ العَدَمُ


فَالقلبُ صَبرٌ، وَأَسرارٌ مُبعثَرَةٌ

تَخفى، وَتبقى بِصدرِ الصَّمتِ تَلتَحِمُ

مَا كُلُّ مَن ضَحِكَت أَفواهُهُ صَفَتْ

فِي الصَّدرِ لَهفَةُ حُزنٍ تَشتَعِلُ قِمَمُ


فَإِنْ نَشَرتَ خَفَايَا قَلبِكَ انكَسَرَتْ

أَجنِحَةُ الصَّبرِ وَالقُدسِيُّ مُلتَحِمُ

وَمَنْ تُسِرُّ لَهُ الأَسرارُ يَستَغِلُّهَا

يَزيدُ جُرحَكَ وَالأَوجاعُ تَنتَقِمُ


كَم خَابَ ظَنِّي بِمَن أَوْصَيتُهُ ثِقَتِي

فَسَارَ في زَيفِهِ وَالوَعدُ مُنْهَدِمُ

كَم قَدْ جَعَلْتُ قَلْبِيَ السَّاذِجَ جِسرَهُ

فَدَاسَني ظُلْمُهُ وَالحُبُّ مُنْفَطِمُ


لَا أَنحَني لِلأَسَى، فِي الجَرحِ قُوَّتُهُ

بِالنَّارِ يُبرَأُ جُرحٌ لَو سَكَتَ أَلَمُ

اِشْرَبْ دُمُوعَكَ وَاجعَلْ بَوحَها شَعَلاً

يُضِيءُ دَربَكَ وَالأَيَّامُ تَبتَسِمُ


فَالذِّئبُ يَلبَسُ ثَوبَ الرَّفقِ مُنتَهِكًا

وَالخَيرُ يُخفَى وَصَوتُ الحَقِّ مُحتَشِمُ

وَالمالُ زَيفٌ يَبيعُ الكُلَّ في سَفَهٍ

لَهُ تُقَدَّمُ أَيَّامٌ وَمَا نَدِمُوا


لَا مَلجَأَ اليومَ إِلَّا ظِلُّهُ وَهَبًا

نَرْجُو كَرَمْهُ وَفِي رَحمَاهُ نَعتَصِمُ

كُنْ فَيْلَسُوفًا، تَرَى الأَرْوَاحَ مُختَلِفَةً

تَسْعَى لِسِرٍّ… وَكُلُّ النَّاسِ مَنْسِيُّونَ في العَدَمُ


بقلم الشاعر رضا بوقفة  شاعر الظل 

وادي الكبريت 

سوق أهراس 

الجزائر

الشعر اللغز الفلسفي والقصة اللغزية الفلسفية



الأرنب يأكل الحلوى بقلم الشاعر رشيد بن حميدة _تونس

 الأرنب يأكل الحلوى

أصبحت متعلّقة بجدًها كثيرا..

 فهو يحادثها ويناغيها و يستجيب لطلباتها المتنوّعة ..

تتعلّق بتلاليبه كلّما همّ بالخروج لقضاء بعض الشّؤون خارج البيت .

فيأخذها معه إلى الفضاءات الكبرى القريبة إمّا على السّيّارة أو مشيا على الأقدام ويغدق عليها ممّ تشاء من الحلوى والشّوكولاطة وأنواع البسكويت.

لقد أخذت مكانها في بيت جدّها 

وفي حياته وفي قلبه ولم تتجاوز شهرين أو ثلاثة أشهر من عمرها..فأبواها يتنقّلان للعمل بعيدا عن مقرّ سكناهما ولا راع لها سوى جدّها وجدّتها..

  

هاهو الجدّ  يغادر غرفة الجلوس نحو غرفة النّوم تاركا

الجدّة أمام التّلفاز وحذوها الحفيدة.

 دقائق قليلة والتحقت الحفيدة بجدّها في الغرفة المظلمة طالبة مساعدتها للصّعود إلى الفراش.و

شعر بها الجدّ فنهض وأخذها بجانبه تحت الغطاء 

ثمّ أشعل فانوس الهاتف ووضعه تحت يده اليسرى وشرع يحرًك أصابعه فانطبعت في سقف الغرفة ما يشبه صورة عصفور ..

ضحكت الحفيدة  وطلبت الهاتف لتحاكي جدّها..

قال الجدّ:

ما هذا يا درّة؟

أجابت الطّفلة:عصفور

سألها الجدّ:

ماذا يأكل العصفور؟

قالت:

يأكل الخبز.

قال الجدّ:

نعم هو يأكل الخبز ويأكل  أيضا القمح والنّمل والفراشات وأشياء أخرى كثيرة..

ثمّ أعطى الجدّ الهاتف لحفيدته وساعدها على مسكه وعلى تحريك أصابع يدها حتّى بدا الظّلّ في سقف الغرفة كأنّه أرنب يحرّك فمه..فرحت درّة بالمشهد وقالت:

هذا أرنب

شكرها الجدّ ومدحها كثيرا ثمّ سألها:

هل تعرفين ما يأكل الأرنب؟

قالت:

يأكل الحلوى.

ضحك الجدّ وقال:

أنت تحبّين الحلوى .أمّا الأرنب يا درّة،فيأكل العشب ويحبّ الجزر كثيرا .

قالت درّة:أنا أيضا أحبّ الجزر..

وافقها الجدّ وشكرها ونصحها :

الجزر بنيّتي مفيد جدّا لنا وهو أفضل من الحلوى.

 حرّكت درّة رأسها بالإيجاب وأضافت:

ماما قالت الحلوى تتسبّب في تسوّس الأسنان .

قال الجدّ:

 هذا صحيح..

لذلك يجب غسل أسناننا بعد أكل الحلوى وقبل النّوم..

قالت درّة:

أنا لم أغسل أسناني.

 قال الجدّ:

تعالي نغسل أسناننا سويّا.ثمّ نزل من السّرير فأشعل ضوء الغرفة وأخذ الهاتف فوضعه جانبا وسار بدرّة إلى حيث الفرشاة ومعجون الأسنان وإثر ذلك استرخت درّة في نوم هادئ والبسمة على فمها في حفظ اللّه ورعاية جدّها..

رشيد بن حميدة _تونس

11_12_2025 في



قصيدة بعنوان *** من يقتل ، خلف أشجار الزيتون بقلم الشاعر / محمد الليثي محمد – مصر .

 قصيدة بعنوان *** من يقتل ، خلف أشجار الزيتون

كنت في مساحة الفارغ 

ما بين الموت والحياة

كنت وكان قلبي

يستند على شجيرات

صغيرات بلون البنفسج

كأنه فرح بموتي القادم

يخرج من صدري 

بلا هدف 

يدور 

يدخل  ظلي

كأنه يدخل بيته 

فتدب الحياة في ظلي

فيشدني السراب 

إلى نافذتي

كأني غيب 

ينقصه الغيب

لأملك المعنى 

وأفكار القبيلة

كغيمة تفكر في البكاء

دون فعل

ثم تحلم بالفجر 

في ظلمات السكينة

كانت تودعني 

على أطراف المكان

كان صوتها واضحا على باب الخريطة

كنت أبحث عن السعادة 

بين أسوار الاشتياق

في المحطة كنت بلا حقائب

أو ذكريات

 أو   غد

سوف أشترى حقيبة الذكريات

لينتصر الماضي

كلما أبصرت الظلام

من بعيد

كنت أعيد تشكيلا 

جسديا المريض

آخر الركاب

كنت أحمل نفسي 

وتحملني مع معطفي

فارفعه لكي أخبأ الإيقاع

خطوة وخلفها خطوة

فركبت الحافلة

فاختفت الخطوة 

وأصبح جسدي هو الخطوة

دوري  الآن في انتظار 

الماضي البعيد

في مدخل صغير لليل

الذي ينتج الليل الكبير

وأنا مختلف مع ظلي

في وقت ساعة الميناء

ولون شرفات المنازل

والبيوت كائنات لا تعرف الحب

وصوت أجراس الكنائس 

وأنا خارج من صلاة الجمعة

يحملني منتصف النهار

إلى وقت التأمل

هل في هذا المكان حفرت لي؟

وفراشات تغني 

أغنية حزينة 

وأنا أرى الشمس 

للمرة الأولي

من طرف الشارع القديم

اكسر الملامح

وكل المرايا

ومياه البحر

ويوميات أخبار الثياب

قد أحتاج إلى صدي جديد

حين يختارني الصمت

في همس العبارات

وخروجي من الحكايات 

إلي براح طيرا يغني

بلا هدف أيضا 

لم يبقي غير هوامش الكلمات

ورعشة الجنون

والموت خلف أشجار الزيتون 

_______________---------------------------------________________

بقلم الشاعر / محمد الليثي محمد – مصر .


أَشُمُ حَرفًا...وأَضُمُ حَرفًا بقلم الكاتبة عائشة لنور

 *** أَشُمُ حَرفًا...وأَضُمُ حَرفًا***

قَالَتْ...

    يَا حَصَاد السَنابل...

    وَبَحّة النَايَات...

    مَازال...

    ايِمَاني بِكَ كَشهقَةِ الفَجر ومِيلاَد الشَمس...

              سَرَحتُ بِخيَال الحُروف...

              غَازَلتُ عُكَاز المَشِيب...

              نَادَمتُ السَماء...

              رَاقَصتُ القَدر...

              سَكَبتُ لَهفَتِي...

  بِحِبرٍ لا يَجِفُ مِدادهُ...

  وَالرُوحُ بِالهَمسِ لا تَكتَفِي...

  لَوَنتُ طُغيَان الصَبر ،غَزَوتُكَ لَحنًا...

  يَا فَقِيدَ أَصَابِعي، تَعَال في طَيفِ القَصيدة وفَجرْ الموَاعيد...

  وَحدَكَ تَعْبُرُ حَوَاجزَ الغَزل...

        وَمازلتُ...!!

 أَنتَظِرُكَ على شُرفةِ الكَلمَات...

 أَشُمُ حرفًا...وأَضُمُ حَرفًا...

  كُل حَرفٍ يَسجُنُ غُربَتِي...

  وكُل عِطرٍ شَمَمتُه يُطَوِقُ رُوحِي...

 كَيف..!!؟

أُقنِعُ الحَرف، أن يَتَكِىء على السطر... لِيَتنَفس عِطركَ...

  العَالق على الوَرق..


                                       بقلمي عائشة لنور



- تجربة "المتاهة" للفنانة التشكيلية : هيفاء الحاج صالح في نسخها 1 ، 2 و3 - بقلم الكاتب : جلال باباي

 -  تجربة "المتاهة"  للفنانة التشكيلية : هيفاء الحاج صالح في نسخها 1 ، 2 و3 -


" جملة من  التأويلات البصريٌة والتحوٌلات النفسية نراوح مكانها بين الابيض و الأسود و الالوان الساخنة"


        ▪︎ الوجدان الثقافية:


        لمٌا استدرجت ناظري وخيٌرت ان أتناول تجربتها التشكيلية ، كنت مقتنعا أن عالم الرسامة و الدكتورة: هيفاء الحاج صالح ، استثنائي ومتفرٌد بكل ما حوى وتضمٌن من تاويلات وتحوٌلات لافتة وجذاٌَبة لاستزيد من إمعان التفحٌص في اللوحات التي حَوَت تجربتها الفنية :" المتاهة 1 -2 "  من دار الثقافة قصور الساف و مرورا بالمكتبة العمومية بمدينة الشابة ثم وصولا  إلى محطتها الثالثة بمدينة أكودة في ضيافة الصالون الثقافي الشجرة وبالتحديد بفضاء دار الثقافة أكودة حتٌى ينتهي الأمر بقراءة لافتة للمتاهة 3 التي   أذابت  شيئا ما من حيرتي وتعرٌي ما خفي من رغبتي الجامحة لتلمٌس فحوى الرسوم ونوايا الفنانة التي أتقنت عبر تجلياتها التشكيلية و فسيفساء رسوماتها  في دغدغة فرشاتها حتى تشفي غليل اختيارها لاقتناص الفكرة وابلاغها للملاحظ والمتامٌل في ثناياها من خلال شدٌه للكشف عنها وهي تتخفٌى تحت خطوطها الملتوية التي تشكٌلها المتاهة ، وقد استحسنت كثيرا اختيارها لللونين الابيض والاسود كقيمتين ضوئيتين للتعبير عن ثنائية في جانب الاحاسيس والمفارقة بين بعدين لا يتشابهان لتختزل الرسامة المسافة بينهما وتخاتلنا بأسلوبها الفني المغاير ثم ترتجل متاهتها باقتدار فهي الفتنة والدهشة و لعبة الكرٌ والفرٌ  التي اقامت نواميسها الفنانة ثم والاكثر من ذلك الرغبة في إزالة القلق عن المتيٌمين بالعزلة حينا واستدراج الفرح إلى المتقبٌل الوهن احيانا أخرى .     

       مازلنا نترقٌب إحالتنا على بوٌابة رئيسية ثانية لهذه المتاهة لننطلق عبرها في صياغة ملحمة الرسامة الإبداعية قادم الجولات التي ابقت متاهتها مفتوحة على مختلف التاويلات  حين التقينا الفنانة هيفاء الحاج صالح افتراضيا في بداية مطافنا لرفع اللٌُبس عن سرٌ التسمية وتعرية أسرار واغوار هذه المتاهة  التي شدٌتنا لفقه تجاويفها صرٌحت لنا قائلة وبثقة في النفس : "  في حقيقة الأمر أن بدايات وصولي إلى مفهوم "المتاهة" كان عبر مراحل، فاهتمامي في البداية كان معتمدا على "العين" بكل ما تحتويه من مفاهيم عن النظرة الأحادية و النظرة المتحررة و دور كل منها في فهم العالم، ثم انتقلت لاحقا إلى الاهتمام بالشكل الدائري الذي يذكرني بشكل بؤبؤ العين إلى أن وصلت إلى الشكل الكروي للأرض، ثم وصلت الى الشكل الخرائطي و العالم المسطح من جديد كرؤية نقدية عن العالم الذي يظهر فيه الشكل الخرائطي حدود وقيود من جهة للعالم، وفي نفس الوقت تواصل واتصال بين العالم والذي كان واضحا في الخط والخيط الراسم لشكل الخريطة. ربما كانت هذه الكلمة القادح لتجاربي اللاحقة في المتاهة، فبالرغم من أنها (الخريطة) كانت قريبة جدا من أعمالي السابقة إلا إنني لم اهتم بها كعنصر رئيسي بقدر رسمي للشكل التجريدي الواضح في الخط والخيط الواضحان في اعمالي التشكيلية المختلفة...."

        ثمٌ تضيف في مجمل كلامها قائلة:".....و هذا ما دفعني للاهتمام بها في أعمالي  ولما يظهره الشكل الخرائطي من رمزية واضحة للعالم. و ربما أيضا لما وصلت إليه من مفاهيم تجعلني اخص بالتساؤل عن الضياع والولوج والخروج في العالم، والرحلة والسفر والتشابك والتشعب والامتداد والافتراضية... و قد حاولت من جهة أخرى أن أجد مفهوما أوسعا يشمل كل المفاهيم التي مررت بها، إلى أن وصلت الى المتاهة التي تعد الملمة لكل هذه المفاهيم،  خاصة وأنّ الأعمال التشكيلية تجعل من القارئ يتوه داخل خطوطها."

     هكذا تستدرجنا خطوط الطول والعرض ذات السواد غالبا و التي تخترق بياض القماشة وكانها خريطة طريق ، توهمنا بالنفاذ إلى نهاية المسار ربٌما ينجلي في بعض الاحيان ماخفي جرح في لون الأحمر الداكن كانها ذاكرة صدئة او وجع متقادم يراكم فوق المسار ليقطع مع النبض العادي والروتيني للحياة ." هذا واستطاعت على مرٌ ارتحالنا معها في سفر المتاهة ، ان تنفلت فرشاة الفنانة نحو منعطفات بشتى الأحاسيس و الرؤى عبر تخلصها من تعريجات و ارتساماتها التجريدية بالالوان الباردة متمثلة في الأبيض و الأسود إلى الإبحار على متن الألوان النارية الساخنة ( الأصفر و الأحمر و البرتقالي) و الإتكاء على اقتحام جريء لعالم التشخيص و تدبرها في التعلق بتلك الفتاة ناعمة الملامح و حضورها الملكي بين الحين والآخر 

ليتراءى ئى لنا اشتغال الرسامة هيفاء الحاج صالح بعمق على تطوير ملحمتها التشكيلية " المتاهة" .لنبقى على شوق مترصدين  لمقاربات أخرى في شأن تجربة هيفاء الحاج صالح وما جاور متاهتها من دلالات وتقاطعات خطوطية تخاتلنا رويدا حتى نستمتع بصريا وعاطفيا مع محاملها الفنية الفاتنة التي تحلق خارج السرب كأبهى ما يكون. وتؤثث لها مكانا مخصوصا في الخارطة الإبداعية الوطنية و استثنائيا في المدوٌنة التشكيلية  ◾


     🖊 بقلم الكاتب : جلال باباي



** سأخبر ربّي ** بقلم الكاتبة سلوى السّوسي/تونس.

 ** سأخبر ربّي **

ترابط في صدري...

تسافر في تفاصيلي...

تسحب إليك ظلي...

إليك رحلي...

وعلى كتفيك حلّي...

الآن وقد صرت كلّي...

تحرق بالهجران أرضي

تحتي ومن حولي...

قلّي...بربك قلّي...

كيف أستجير من الجوى...

و الوجد يقتلني...

وماء العين يغلي.. 


تمهّل إلى حين

يموت الحنين...

و أمحو خطوط اليدين

و سطور الجبين...

و أطفئ في المزار شمعتين...

تمهّل إلى حين

أخبر ربّي...

قد يخرجك من صلصالي...

أو يبدّل الطّين غير الطّين...


سلوى السّوسي/تونس.



منزلة المرأة الفلسطينية في قصيدة الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة سعيدة طاهر الفرشيشي " المرأة الفلسطينية" 1 بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 منزلة المرأة الفلسطينية في قصيدة الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة سعيدة طاهر الفرشيشي " المرأة الفلسطينية" 1

قد لا يحيد القول عن جادة الصواب،إذا قلت أن المرأة الفلسطينية ليست مجرد ضحية للظروف، بل هي صانعة تاريخ وحارسة هوية ومربية أجيال. إنها تجسد التناقض الإنساني العظيم: تجمع بين ليونة الأم وصلابة الجبل،بين حزن الفقد وتفاؤل المستقبل.مكانتها في المجتمع الفلسطيني مركزية، فهي نواة الأسرة وقلب النضال،وفي المجتمع العربي تعد رمزاً للعزة ومصدر فخر.ورغم كل التحديات والمآسي،تظل المرأة الفلسطينية تثبت يومياً أن الصمود خيار،وأن الحياة بصناعتها إرادة، وأن الكرامة بقيمتها كونية.وهنا نؤكد أن مستقبل فلسطين،ستحمل معالمه بصمات لا تمحى من عطاء وصبر وإصرار نسائها.كما ورد في القصيدة التالية الموسومة ب " المرأة الفلسطينية" للشاعرة التونسية أ-سعيدة طاهر الفرشيشي :

.

المرٱة الفلسطنية


إن سٱلنا عن الصبر

عن الجلد،عن الإرادة

حتما سنجدهم

عند الفلسطنية وبزيادة

فهيٌ الٱمٌ الحنون المعطاة

وللٱبطال ولاٌدة

لا يخيفها قتال

تعشق النضال

لحد الشهادة..

بالبسمة تودع

ٱباها،بعلها،وليدها

فلحظة الفراق

ٱضحت لها عادة

راضية بقدر

جعلها في كلٌ لحظة

تذود عن ٱرضها

عرضها،هويتها 

وبغيرهم لن ترضى

يهددها الموت

في كلٌ حين

يرسل لها ومضة

ٱوجبته حرب

شعارها الإبادة

تلك هيٌ خصال

 المرٱة الفلسطنية

صاحبة الشجاعة

والرٌوح النضالية

بصبرها،وجلدها

من ٱجل الحريٌة

حق لها اليوم

وسام الريٌادة

سعيدة طاهر الفرشيشي

تناغما مع هذه القصيدة الرائعة أقول : تعتبر المرأة الفلسطينية-كما أشرت-ركيزة أساسية في نسيج المجتمع الفلسطيني،إذ تمثل نموذجاً فريداً يجمع بين القوة النضالية والعمق الثقافي والقدرة على التحمل في وجه ظروف استثنائية.لقد تشكلت شخصيتها وترسخت مكانتها عبر تاريخ طويل من النضال الوطني والتحولات الاجتماعية.وتسلط هذه القصيدة التي بين أيدينا ( المرأة الفلسطينية) الضوء على أبرز الصفات التي تميز المرأة الفلسطينية،وتستكشف منزلتها متعددة الأوجه داخل المجتمع الفلسطيني وأيضاً في إطار المجتمع العربي الأوسع.

لقد أبدعت الشاعرة في رسم صورةً بطولية للمرأة الفلسطينية،وإبرزت دورها كرمز للصبر والتضحية والنضال،متجاوزة ببراعة،الصورة النمطية للأم الحنون فقط،لتجعلها مصدر الإرادة ومدرسة الشهادة وحارسة الهوية.أما الفكرة الأساسية فهي إعلاء مكانة المرأة الفلسطينية كشريك أساسي في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والهوية،وتمجيد قيم الصبر والجلد والتحدي في وجه الحرب والإبادة.

هذا،واستخدمت الشاعرة لغةً واضحةً ومباشرةً،بعيدة عن الغموض،مما يناسب الطابع التعبوي والبطولي للنص.ونلمس ذلك من البداية:  "إن سألنا عن الصبر..حتماً سنجدهم عند الفلسطينية وبزيادة".فهي تخاطب القارئ بشكل مباشر،وتؤكد الفكرة بثقة تامة..كما وظفت التكرار لدعم الفكرة وتعزيز الإيقاع،كتكرار كلمة "عن" في البيت الأول: "عن الصبر،عن الجلد،عن الإرادة".

وتكرار الهوية والارتباط بالأرض عبر العبارات المترادفة: "أرضها،عرضها،هويتها".

وتجلى الإبداع أيضا في الطباق والمقابلة،بين الحياة والموت: "لا يخيفها قتال" مقابل "تعشق النضال لحد الشهادة"،بين الفراق والابتسامة: "بالبسمة تودع..فلحظة الفراق أضحت لها عادة"

وبين التهديد والتصميم: "يهددها الموت في كل حين" مقابل "راضية بقدر..تذود عن أرضها".

يشار إلى أن القصيدة مكتوبة على نمط "شعر التفعيلة" أو الشعر الحر،حيث حافظت على تفعيلة بحر المتقارب ولكن مع مرونة في عدد التفعيلات في كل سطر،وهو أسلوب شائع في الشعر العربي الحديث.و-كما أشرنا-يُعَد موضوع تمجيد صمود المرأة الفلسطينية وتضحياتها موضوعاً رئيسياً في الأدب الفلسطيني،حيث كثيراً ما يتم تصويرها كرمز للقوة والأمومة والنضال.

صيغت هذه القصيدة في  (7 ديسمبر 2023) ويُحيل تاريخ صياغتها إلى الظروف الفلسطينية الراهنة وما تشهده من حرب مدمرة وتحديات عصيبة،مما يجعلها ( القصيدة) وثيقة تعبوية وحضارية،وتؤكد الشاعرة من خلالها أن دفاع المرأة عن أرضها وعرضها وهويتها هو دفاع عن الوجود نفسه،وبدونه لا معنى للحياة.فقد تجلت  المرأة بين ثنايا القصيد كـ"أم الأبطال" و"بطلة".. وجمعت بين الأدوار التقليدية (الحنون) والثورية (المقاتلة)،مما يعطي صورة متكاملة للمرأة المناضلة.

القصيدة أولا وأخيرا،خطاب تحريضيٌّ ناعم،يعتمد على الإقناع العاطفي والفخري،دون صراخ أو شعارات جوفاء.إنها تحتفي بالمرأة الفلسطينية كـ"أسطورة حية" تمثل أعلى درجات التضحية والإيمان.واللغة بسيطة لكنها موحية،والصورة واضحة لكنها عميقة،والإيقاع منتظم لكنه يحمل نبض الألم والأمل.

خلاصة القول :قصيدة "المرأة الفلسطينية" للشاعرة التونسية الفذة أ-سعيدة طاهر الفرشيشي،قصيدة وظيفية ذات بُعد وطني، نجحت في توظيف أدوات الشعر التقليدية (لغة، صورة،إيقاع) لتقديم نموذج إنساني مشرِّف، يجسد الأنوثة المقاومة التي تبتسم في وجه الموت،وتحمل جراحها بيد،وبيد الأخرى ترفع راية الهوية.

من جانبي أؤكد أن المرأة الفلسطينية تشكل رمزاً بارزاً للصمود والشجاعة في مواجهة التحديات الاستثنائية،حيث تزاوج بين دورها الأساسي في الحفاظ على نسيج الأسرة والمجتمع تحت ظروف صعبة،وبين مشاركتها الفاعلة في النضال الوطني والاجتماعي والاقتصادي.كما تُمثّل(المرأة الفلسطينية)نموذجاً لإنسان يعيش بكرامة تحت الاحتلال،يحمل هموم وطنه دون التخلي عن دوره الأسري والاجتماعي،مما يجعلها ركيزة لا غنى عنها في حاضر فلسطين ومستقبلها.وشجاعتها ليست في المواجهة فقط،بل في الاستمرار بالحياة والإبداع رغم كل المحن.

لك مني يا شاعرتنا السامقة ( أ-سعيدة طاهر الفرشيشي) باقة من التحايا،وسلة ورد تعبق بعطر فلسطين.


متابعة محمد المحسن



هكذا _تنسى الأمور بقلم الشاعرة الفنانة ليلى_السليطي

 هكذا _تنسى الأمور 

كلُّ ما في الأمر مُرّ

هكذا تُمـلي الأمـورْ ...

فاحجبِ الآلامَ حتى

يَقطعَ المرُّ الجـذور...!

إنني أنذرتُ عقلي

عنْ مراسيل الصدور 

كلما الحزنُ دعـاني

للبُكــا بعد السـرور

أكمدُ عينَ الوَجيف 

يَصغرُ الجرحُ الكبير...!

كمْ حديثٍ لليــالي

لمْ يرى للصبح نور...

ربما أُبقيـه حبرا 

بين طيّات السّطور 

ربما ألقيه صوتاً

عندَ أسماع الحضور

هلْ لذكـر الراحلين 

منْ عبير أو عطورْ..؟

أم لدرب التائهين

منْ ملاذ للطيور...

أو لظل العابريـن

من رنين كالأثـير...

أم لحلم العاشقين

فجرَ أفق يستنير...؟

منْ له خيطُ شراعي

سوفَ يحظى بالمرور

إلا منْ ظلّ يكابر

إذْ رماني بالسعير

قد رمى الأعتابَ لكن

تبقى أنفاسُ الضّمير

إنـه بحر انفعــالي 

لا يُجيرُ ..أو يَجور 

كل منْ يرجو انكساري

أو حصادي أنْ يبور 

لنْ ينال الظفر مني

أو يُـكنّى بالظفيـر ...

إنّ في نبضي وتين 

من شرايين البحور

ذلك الكلسيّ دمعي

كالصخور في الغدير 

كلما طافَ الخيالُ

أيقظ الماءَ الشعور

فسرى كالغيم يمضي 

بين أجفـاني يَـمور 

صورة الماضي الكئيب

دعها في طين القبور 

لنُصلّي للغيـــاب 

هكذا تُنسَى الأمـور....!


ليلى_السليطي



الخميس، 11 ديسمبر 2025

اليوم العالمي لحقوق الإنسان في الجزائر بقلم الأديبة زهراء كشان🇩🇿

 اليوم العالمي لحقوق الإنسان في الجزائر 

في كل عاشر من ديسمبر تستعيد الجزائر نبضها الإنساني وهي تحتفي باليوم العالمي لحقوق الإنسان ذلك الموعد الذي يذكرنا بأن الكرامة ليست شعارا بل ممارسة يومية تُبنى في المدارس والإدارات والبيوت والشارع وفي هذا اليوم تتجدّد الدعوة لترسيخ قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وهي قيم حملها الجزائريون في تاريخهم النضالي وما زالوا يسعون لتجسيدها في واقعهم المعاصر إن الاحتفاء بهذه المناسبة هو فرصة للتأمل في مسؤوليتنا المشتركة: أن نصون صوت الضعيف ونحمي حق الطفل في الأمان وحق المرأة في المشاركة وحق المواطن في العيش بكرامة فحقوق الإنسان في الجزائر كما في العالم ليست هدفا بعيدا إنها مسار طويل يبدأ بخطوة واثقة نحو إنسانية أرحب وأكثر عدلا.


بقلمي زهراء كشان🇩🇿


الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

إعترافات كاتب..شاهد على محطات سياسية من تاريخ بلاده..موغلة في الدياجير..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 إعترافات كاتب..شاهد على محطات سياسية من تاريخ بلاده..موغلة في الدياجير..!

لم أكن في حياتي،”بورقيبيا” ولا “نوفمبريا” ولم أركب حصان الثورة لأركض في مضمار الإنتهازيين..


لمن خانته ذاكرته أقول أن العاصمة الفرنسية باريس شهدت سنة 2013 تدشين النصب التذكاري للزعيم بورقيبة في قلب العاصمة الفرنسية في ذكرى استقلال تونس*، و بعيدا عن خفايا هذه المبادرة الفرنسية و أهدافها،إلاّ أنّها أعادت إلى السطح شخصية بورقيبة ودوره في استقلال البلاد و في الحركة الوطنية..

ولكن البعض منا،وأقصد بالتحديد-راكبي سروج الثورة في الساعة الخامسة والعشرين-اختاروا أن يكون عيد الاستقلال مناسبة لمحاكمة بورقيبة  وفترة حكمه و لم ينظروا إلى الفترة البورقيبية كمرحلة تاريخية لها حيثياتها و ظروفها الموضوعية وتناسوا-عن سوء نية-مكتسبات دولة الاستقلال في الصحة و التعليم و بناء مؤسسات الدولة و مجمل المنظومة القانونية و التشريعية والمؤسساتية و مستوى التحضر و الوعي السياسي الذي بلغه التونسيون مقارنة ببعض الدول التي تشبهنا أو تفوقنا في الامكانيات.

وهنا أقول: لم أكن في حياتي،”بورقيبيا” ولا “نوفمبريا” ولم أركب حصان الثورة لأركض في مضمار الإنتهازيين،بل طاردتني

مخابرات-النظامين-( بورقيبة وبن علي) ودفعت ثمنا باهضا “لمراهقتي” الثورية-…بعد ما يسمى تعسفا على الذكاء الإنساني-بـ “الربيع العربي” أدنت أيضا بكل عقوبات جهنم من لدن “دعاة النضالية” وزعماء الطابور الخامس..وهذا موضوع آخر يستدعي الحبر الغزير..وسأتولى الكتابة عنه إن بقي في العمر بقية..

وهنا أضيف: لم يكن الزعيم الراحل بورقيبة ملائكيا ويذكر التاريخ أنه نكل بخصومه بقسوة،وقمع اليوسفيين معارضيه اللدودين،وعلى رأسهم صالح بن يوسف الذي ناله الرصاص الغادر بجينيف( سويسرا) كما لم يسلم من بطشه،لا اليساري ولا الإسلامي،ولا البعثي..إلخ،بعد أن نصب نفسه الزعيم الأوحد والقائد الذي لا يسأل عما يفعل،غير مكترث بدماء الشهداء ممن دافعوا عن استقلال تونس بالظفر والناب..!..

تربع على الحكم وجثم على رقاب الجميع..

لكن..متى كان الفعل السياسي ملائكيا؟ ومنذ متى كان الحكام العرب من سلالة الأنبياء..؟!

ومن هنا،لايجوز إلباس الماضي برداء الراهن إن أردنا استشراف المستقبل برؤية تنأى عن المشاحنات والمناكفات السياسية التي تصب الزيت على النار،و” تبدع” في التصريع..بمعنى إثخان الجرح ورش الملح عليه بدل لملمته وتضميده.،فالتونسي اليوم مريض بما مرضت به البلاد من احتقان وعنف تجاوز كل الحدود المتعارف عليها في مجتمعنا.

والمتتبع لما يكتب وما ينشر خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشكل بلا منازع المرآة العاكسة لكل انفعالات التونسيين والتونسيات يلاحظ بسرعة علامات التشنج الواضحة في الخطابات وفي السلوكيات من كل الأطراف بدون استثناء..

وبين واقع إجتماعي و إقتصادي صعب و سلطة تهب رياحها دون أن تسقي رحيق أحلام شباب الوطن وماء المتوسط الهادئ،آثر آلاف الشباب البحر واختاروا الهجرة بحثا عن مرسى لأحلامهم التائهة،قبل أن يكتشفوا أن للكون حافة و للأرض منتهى يقود للهلاك أين إنقلبت مراكبهم و إنغمرت أمنياتهم بأمواج الموت التي حفظت مسارهم  وإقتاتت مراكبهم لسنوات عديدة.

ما أريد أن أقول ؟

أردت القول،أن السياسي عليه أن ينظر إلى المستقبل و يعالج مشاكل الحاضر الحقيقية  ويترك الماضي للخبراء و المختصين لفحصه  وبحثه.مشكلتنا الحقيقية أنّنا نستهلك كثيرا من الوقت للحديث عن الماضي و لا نتحدث عن المستقبل و استحقاقات الحاضر بل بعضنا يطنب في الحديث عن الماضي هربا من الخوض في تحدّيات الحاضر الصعبة،وتداعياته المؤلمة..

الكل يهرب من الواقع المؤلم،يحتضن طموحاته مرغما ويمضي بها.

من اعتقد أنّ الدين هو الحل لحلحلة الملفات العالقة ارتدى جلبابا “أفغانيا” وأطال لحيته وانتهى إلى أنّ الديمقراطية كفر وضلال..!

أما الذي يرى في “البروليتاريا” قوّة ضاربة وقادرة على ترجيح الكفّة لصالح الفقراء والجياع فانبرى ينظّر ويرمي-اللوم-جزافا على الناخبين الذين لم يهدوا له أصواتهم،وأشاحوا بوجوههم عن برامجه”الثورية الواعدة”..موضّحا أنّ الطريق إلى جهنّم مفروش بحسن النوايا..

البعض منا أصيب بالفصام أيضا : يصفّق -للنهضة-صباحا..وينتصر للقوى التقدمية عند المساء..!..وقبيل النوم يلعن بورقيبة ويكفر بن علي،ثم يلعن ثانية أم الإنتهازيين وخالاتهم من الرضاعة..والأمم المتحدة..وكلّ قوى الخراب في هذا الكوكب الأرضي الكئيب..

خلاصة القول…

أرفض منطق العدميّة السياسية فلكل مرحلة انجازاتها و اخفاقاتها و على البعض أن يعي الفرق بين الاختلاف والعداوة مع رجال تلك الحقبة..

ألم يكن بن علي يخاف بورقيبة حتى وهو ميت  وكلنا يتذكر ما حصل في جنازته التي غيّبتها تلفزتنا الوطنية حينها حيث كانت تبث باستمرار مشهد غروب الشمس..!

وإذن ؟

غربت شمس بورقيبة،وأفل نجم بن علي،وظلت تونس تضيء على الجميع..وما علينا والحال هذه،إلا أن نترك-أمواتنا-نائمين في مرقدهم الأزلي،ونفسح المجال للمؤرخين لصياغة التاريخ برؤية تحليلية-نقدية تنأى عن السباب،التخوين والتكفير..

وكل عام وتونس ترفل في ثوب التحرير،والتحرر من قيود الماضي اللعين..


محمد المحسن