وسط الدوامة
بقلم الكاتبة /حنان فاروق العجمي
سفينة جهل غارقة في محيط بعيد تتلاطم أمواجه.. هكذا هي.. أصبحت تجهل هذا العالم المؤلم الذي يجري وراءها بكل قوته يمتطي فرسه الأسود الذي يسعى للتغلب عليها في سباق كبير لا طائل لها به...
لم تَعُد تقوى... وهَنَ كل وريد، وكل شريان بجسدها تَوَقَّف عن ضخ الدم لا فائدة من توصيله إلى أي عضو من أعضائها عجلة القيادة صامتة.. رغم أنها تدفعها بكل قوتها صارخة اتركوني، وشأني... الطريق طويل من القاع إلى الصفحة الزرقاء التي تُصافح أجنحة النوارس المُحَلٍِقة بين السماء، والأرض فقط تريد استنشاق نسيم الحُرية، وأفئدتها تنبض بلا هوادة تنتظر لَمس أشرعة تلك السفينة التي يأست من خروجها من داخل دوامة تحتضنها تدور بها بلا تَوَقُّف.. لا مجال لقِسط من الثُّبات، ولو لثوانٍ قليلة.... أين المَفَر؟
هل تَمَزَّقت أشرعتها التي قامت بحياكتها فانتصبت شامخة بيوم من الأيام؟
لا تعلم... إنه الجهل بحروف الأحداث، والقصص المتوالية، يبدو أنها أبجدية جديدة لا تتوافق مع هذا الصندوق الأسود، وذكرياته، وصوره،
لقد تَغيَّر كل شيء!
كأنما ينقشون على حائطها لُغة غير معلومة لديها من قبل! تلك النقوش تجرح جسدها بشكل حاد... تنزف قطرات، وقطرات، وما زالت تدور داخل الدوامة...
إلى متى لا تعلم؟
لماذا هي في هذا المكان وهذا الموضع؟
لا تعلم.... كل ما تعلمه أنها تبحث عن ضمادة تلتقط كل قطرة من دمائها قبل وصولها للماء حولها فتصبغه باللون الأحمر القاني، فترتعد أوصالها أكثر....
إنها تجهل كل شيء،
كمَنْ فقد ذاكرته الماضي، والحاضر
أهو إنكار ؟ أم استسلام؟ أم تجاهُل؟
أم بحث عن معانٍ مختلفة تُفسِّر بها لماذا توقفت ساعة الزمن وسط هذه الدوامة؟
توقفت الساعة لم تَعُد تَدُق في هذا الفراغ الداخلي الذي يمتلئ محتواه بلماذا أنا؟ وماذا فعلت؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق