السبت، 13 ديسمبر 2025

على بصيرة بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 على بصيرة


فيما كنا نشرب الشاي قال لي عنصر المحطة اللاسلكية الذي هو أقدم مني في فوج الإشارة، قال:  - متحدثا عن هذا الفوج - أنت الآن في حقل ألغام، فكل كلمة تقولها محسوبة عليك و مسؤول عنها، و يمكن أن يختفي معها أثرك، و إني لك ناصح أمين، عليك أن تنتبه من فلان و فلان و فلان - و ذكر لي عدة أسماء - و قال: و لئن عدنا إلى الفوج سوف أشير لك عن كل واحد منهم.


[ تخيلوا معي أيها الأحباب طبيعة العلاقة بين أفراد وحدة قتالية من المفترض لهم أن يكونوا جميعا على قلب رجل واحد في مواجهة أعداء الوطن ]   


ثم، على عجالة من أمرنا أنهينا حديثنا أنا و ذاك الشخص الذي أصبح مألوفا لدي، و سارع هو للاتصال بالمحطة التي أنا من أفراد طاقمها، و سارعت هي بدورها إلى إرسال إشارة ضوئية أستدللت بها على مكان تواجدها، و المكان يكتنفه الظلام


بعد هذا اللقاء العابر مع ذلك الشخص، توثقت علاقتي به و هو من شراكس القنيطرة و يحمل طيبة في قلبه تكاد لا تخفى على أحد، و قد تذكرت معها قول الحبيب المصطفى ( لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) 


و أجمل ما في ذلك الشخص أنه لا يحمل ضغينة على أحد من الناس، رغم أن الذين حذرني منهم إنما كان ذلك بدافع الحذر و الاحتياط كي لا أقع معهم بشر أعمالي


لقد تعرفت في ذلك الفوج على شراكس و أكراد و دروز و غيرهم من إسماعيليين و علويين كثر  


و عساي في الورقة القادمة أن أبين لكم أيها الأحباب أنماط تفكير أصحاب الملل و النحل و القوميات و غيرهم، و ليس ذلك من قبيل التنظير بل من خلال طبيعة علاقتهم و تعاملهم معي أنا صاحب اللحية بينهم..


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 99


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق