على بصيرة
فيما كنا نشرب الشاي قال لي عنصر المحطة اللاسلكية الذي هو أقدم مني في فوج الإشارة، قال: - متحدثا عن هذا الفوج - أنت الآن في حقل ألغام، فكل كلمة تقولها محسوبة عليك و مسؤول عنها، و يمكن أن يختفي معها أثرك، و إني لك ناصح أمين، عليك أن تنتبه من فلان و فلان و فلان - و ذكر لي عدة أسماء - و قال: و لئن عدنا إلى الفوج سوف أشير لك عن كل واحد منهم.
[ تخيلوا معي أيها الأحباب طبيعة العلاقة بين أفراد وحدة قتالية من المفترض لهم أن يكونوا جميعا على قلب رجل واحد في مواجهة أعداء الوطن ]
ثم، على عجالة من أمرنا أنهينا حديثنا أنا و ذاك الشخص الذي أصبح مألوفا لدي، و سارع هو للاتصال بالمحطة التي أنا من أفراد طاقمها، و سارعت هي بدورها إلى إرسال إشارة ضوئية أستدللت بها على مكان تواجدها، و المكان يكتنفه الظلام
بعد هذا اللقاء العابر مع ذلك الشخص، توثقت علاقتي به و هو من شراكس القنيطرة و يحمل طيبة في قلبه تكاد لا تخفى على أحد، و قد تذكرت معها قول الحبيب المصطفى ( لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف )
و أجمل ما في ذلك الشخص أنه لا يحمل ضغينة على أحد من الناس، رغم أن الذين حذرني منهم إنما كان ذلك بدافع الحذر و الاحتياط كي لا أقع معهم بشر أعمالي
لقد تعرفت في ذلك الفوج على شراكس و أكراد و دروز و غيرهم من إسماعيليين و علويين كثر
و عساي في الورقة القادمة أن أبين لكم أيها الأحباب أنماط تفكير أصحاب الملل و النحل و القوميات و غيرهم، و ليس ذلك من قبيل التنظير بل من خلال طبيعة علاقتهم و تعاملهم معي أنا صاحب اللحية بينهم..
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
إشراقة شمس 99
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق