الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

حول تصاعد مناخ الكراهية..ضد الصحافيين متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حول تصاعد مناخ الكراهية..ضد الصحافيين

تصدير: 

“أن تكون صحافيا أمر “لا يحميك من الاغتيال”.الرئيس الفليبيني رودريغو ديتورتي “كراهية الصحافة تهدّد الديمقراطيات” (الكاتب)


..هل بإمكاننا الإرتقاء بالخطاب الإعلامي العربي إلى مستوى التحديات التي أفرزها الراهن الإعلامي الكوني،والسموّ به إلى مرتبة الوعي والمسؤولية؟أم إنّنا مازلنا نتمترس خلف خطوط الإنكسار ويخضع تبعا لذلك-واقعنا الإعلامي-لضغوط سياسية وإقتصادية تمارس للتضييق على الصحافة وللحد من مقدار الحرية التي تتنفّس من خلالها؟..

هل بوسعنا الآن..وهنا،ونحن نلج ألفية ثالثة ونصافح قرنا جديدا تفعيل وسائل الإعلام وتحريرها بما من شأنه أن يخدم الإحتياجات الفعلية للمجتمعات العربية ويبلور دورها الإيجابي في خدمة الأهداف القومية والوطنية والإنمائية؟..أم أنّنا لم نستسغ بعد الدّور الحقيقي للإعلام الهادف ونتجاهل أهميته في معالجة مشاكلنا وقضايانا !؟

..إنّ أمريكا ومن ورائها إسرائيل تحاربنا بجيش إعلامي يستهدف إقتلاع جذور الهوية القومية العربية من أعمق نفوسنا،بل ويستهدف إرباك العقل العربي وتركيعه خارج-تخومنا-بما يعني أنّ الولايات المتحدة والغرب كلّه في صفها يحاربنا بجيوش إعلامية تتماهى بأشكال مختلفة مع تداعيات الراهن العربي،وتصوغه في الأخير حسب أهدافها ووفقا لما يجسّد-حضورها-الدائم داخل البيت العربي..

ومن هنا فالإعلام المحلي وفي ظل هذه-الإختراقات-الغربية،ومهما تناغم مع الحس القومي لا يحقّق في جوهره الوعي المراد،وهذا يعني أنّنا على الصعيد العربي وعلى صعيد جامعة الدول العربية نحتاج إلى ثورة إعلامية هادفة،تؤسّس لإشراقات عربية،وتدرك جسامة المرحلة التاريخية التي يجتازها الفكر العربي بحسّه القومي الآخذ في الإنحسار والتراجع،وذلك بما من شأنه أن يرقى بالإعلام إلى درجة قصوى من الأهمية،لا بإعتباره جزءا تقليديا من مهام الدّولة،أي دولة،بل بإعتباره جيشا حقيقيا يقاتل بجسارة في أعتى معارك الغدر ضراوة،وعليه فقد بات واضحا أنّ سلطة الإعلام ووسائل الترفيه على العقل لا تحتاج إلى إثبات وبالتالي فالرسائل العنصرية التّي تبثّها بعض القنوات أخطر بكثير من الهجوم المباشر لأنّه لا يتمّ الإنتباه لها،وترسّخ بالتكرار،مما يزيد من صعوبة تغييرها.فكيف نواجهها؟..

وهل ينبغي أن نقف أمام سؤال : هل تقصد هذه القنوات الإساءة إلى العرب وخدمة إسرائيل؟

أم علينا تطويره إلى ما الذي يجب أن نفعله لتطوير المنتج الثقافي المنافس لما تقدّمه؟ولذا،فمواجهة الإختراق الإعلامي الكوني لا تتم عن طريق المقاطعة،لكن عن طريق تطوّر عناصر-الثقافة-الخاصة بنا وبالتخلّص التدريجي من الحيز الذي تملأه الشركات الغربية في إعلامنا..

إنّ الغزو الإعلامي الغربي لا هدف له غير اكتساح العقل العربي،وتربية الوجدان العربي،وبالتالي،تطويع الفكر والشعور العربي وفقا لما تحتاجه الإستراتيجية السياسية المرتبطة بتخطيط قادم من واشنطن أو غيرها من العواصم الغربية التي مازالت تحنّ لإستعمار من نوع جديد،وعليه فإعلامنا العربي،وفي حربه المضادة،مطالب باليقظة والدرجة القصوى من الإستعداد للحرب بما يجعله يلتفّ حول القضايا العربية الكبرى،ويدرك أنّ الإعلام الغربي ليس″بريئا”في مخططاته بإعتباره يؤسّس للإستعمار ولتهميش صورة العنصر العربي الفلسطيني وإبتداع صورة لنا وفقا لما يريده حتى ننتهي بالإعتقاد أنّها صورتنا،وهذا يعني أنّه يحمل في طيّاته أفكارا ايديولوجية تهدف بالأساس إلى مضاعفة غربتنا وتكريس استلابنا الحضاري،ولمَ لا،تبرئة الجلاّد وإدانة الضحية!فالصحف مثلا،التي تصدر في الولايات المتحدة لا تشير في إفتتاحياتها ولو بقدر ضئيل إلى مأساة الشعب الفلسطيني في ظل الإستعمار الإسرائيلي الغادر،بقدر ما تنحاز بتواطؤ سافر للعدوّ الصهيوني،كما أنّ التقارير الغربية التي تصاغ في عواصم الدول الكبرى ما فتئت تلفت الإنتباه إلى عبارات مثل ( إسرائيل..مرّة أخرى تشعر بالعزلة والوقوع تحت الحصار)!!( الجنود الإسرائيليون الذين يتعرّضون لهجمات-إرهابية-)!!..(إسرائيل-تتنازل عن الأرض أمام تصاعد حدّة العنف الفلسطيني)!!

وهذه كلّها صياغات متحيّزة بشكل-عار-لإسرائيل بإعتبارها تطمس حقائق الإحتلال وعدم التوازن العسكري..هذا بالإضافة إلى ما يبثّه-التلفزيون الأمريكي-من برامج تطمس بدورها حقيقة ما يجري داخل الأراضي المحتلة : ”ففي 12 نوفمبر من العام2000 عرض واحد من أشهر البرامج في التلفزيون الأمريكي..سلسلة من الحلقات التي يبدو أنّها أُعدّت خصيصا لكي تسمح للجيش الإسرائيلي بالبرهنة على أنّ إغتيال الشهيد محمد جمال الدرّة”12سنة”أيقونة المعاناة الفلسطينية،إنّما تمّ على مسرح الأحداث بيد السلطة الفلسطينية”(1)!!..

هذا يعني وحسب مزاعم-البرنامج-أنّ السلطة الفلسطينية قد تعمّدت أن تضع والد الطفل في مواجهة نيران المدافع الإسرائيلية”التّي هي في حالة مواجهة ودفاع″!!

وإذن؟

إذا كان لا بد من تزويد العقل العربي بالمعلومات الدقيقة بإعتبارها تمثّل العدوّ الأكبر للقهر والظلم،سواء فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية أو بغيرها من القضايا وذلك بإعتماد إعلام وطني نزيه يؤسّس للذات العربية وينبّه لما حدث ولما يحدث بالقدر الذي يجعلنا بمنأى عن التنميط الثقافي-والإعلامي-المعولم..

ومن هنا فإنّ الحاجة تدعونا إلى وضع تخطيط إعلامي على المستوى العربي يتوافق مع إرادة الأقطار العربية ويكون نابعا من التخطيط الإقتصادي والإجتماعي والسياسي على مستوى الجامعة العربية ومنظماتها،وهو أمر يبدو في ظل المستجدات الإقليمية والدولية من أوكد المسائل،لما له من أهمية في قضية الصراع العربي-الإسرائيلي التي ظلّت حتى اليوم مفتقرة إلى تخطيط إعلامي بعيد المدى على المستوى العربي..

على سبيل الخاتمة  

تبين نسخة 2018 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة،الذي أنجزته مراسلون بلا حدود،تصاعد الكراهية ضدّ الصحافيين.ويُمثل العداء المُعلن تجاه وسائل الإعلام الذي يشجعه المسؤولون السياسيون وسعي الأنظمة المستبدة لفرض رؤيتها للصحافة تهديدا للديمقراطيات.

يكشف التصنيف العالمي لحرية الصحافة،الذي يقيّم كل سنة وضع الصحافة في 180 بلدا،مناخا للكراهية متصاعدا.

ولم يعد عداء المسؤولين السياسيين للإعلام خاصا بالدول المستبدة مثل تركيا (157، -2) أو مصر (161) اللتين سقطتا في “رُهاب الإعلام” إلى درجة تعميم الاتهامات بالإرهاب ضدّ الصحافيين وسجن غير الموالين منهم اعتباطيا.

وقد ارتفعت نسبة رؤساء الدول المُنتخبون ديمقراطيا الذين لا يعتبرون الصحافة ركيزة أساسية للديمقراطية وإنما خصم تعلن نحوه البغضاء.وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية،بقيادة دونالد ترامب،ويعتمد الرئيس الأمريكي خطابا بغيضا بشكل صريح حيث يعتبر المراسلين “أعداء الشعب” مستعملا عبارة سبق أن استعملها جوزيف ستالين.

وفي عدد من البلدان فإن الحاجز بين الاعتداءات اللفظية والعنف الجسدي يتضاءل يوما بعد يوم،ففي الفلبين (المرتبة 133، -6)اعتاد الرئيس رودريغو ديتورتي على شتم وتهديد وسائل الإعلام الإخبارية وحذّر بالقول : أن تكون صحافيا أمر “لا يحميك من الاغتيال”.

في السياق ذاته،قال رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين زياد دبار،اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 إنه تم تسجيل 149 اعتداء على الصحفيين والصحفيات والمصورين الصحفيين خلال الفترة الممتدة ما بين نوفمبر 2024 وأكتوبر 2025 ".

وجاء ذلك على هامش افتتاح أشغال الندوة التي نظمتها النقابة إحياء لليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، حيث قال إنه رغم تسجيل تحسن مقارنة بالسنة الفارطة إلا أن ذلك يبقى منقوصا.

يشار إلى أن  (تونس) حققت  منذ عام 2010 قفزة كبيرة عالمياً في حرية الصحافة،فهي الدولة الوحيدة التي قفز فيها المؤشر 37 نقطة،وهذا أفضل من التقدم الذي حققته جميع الدول العربية مجتمعةً في السنوات العشر الماضية.

 لكن بلادنا (تونس) ما تزال مصنفة على أنها حرة جزئياً وليست حرة.


متابعة محمد المحسن



كان نفسي بابا بقلم الشاعر فهمى محمود حجازى

 كان نفسي بابا

كان نفسي يا ابا  أشبع من 

حنان قربك

كان  نفسي  أهرب من عذابي 

أترمي ف حضنك

كان نفسي احس معنى بابا 

وانا ماشي جنبك

وتكون مرايتي وطريق حكايتي 

واكون كضلك

فتحت عيني على الحياة 

قالولي مات وماعاد  فاضلك

غير الدموع ويا الآلام 

ياصغر سنك

عشت  الحياه وقلبي خالي

 من  الأمان محتاج أضمك

دورت ياما على الأمان

 ما اعرفش إنك 

كنت  الحياة كنت  الأمان 

 ليه سبت إبنك

وسط  الحياة محتاج إليك

 محتاج  يقولك

عن اللي بيه وعن اللي كان 

محتاجه  منك

كان  نفسه يجري من  الهموم 

يتدارى عندك

بين الهدوم بين الضلوع 

لأ  جوه قلبك

كان نفسي يا ابا أرتمي 

مابين ايديك ابكي وأقولك

إني تعبت  من  الحياة 

ومحتاج ارحلك

وابعد بعيد عن الحياة

 اللي ماتسوى حضن منك

موتك د موتي ياللي خيالي 

عايش حكايتك

محتاج إليك وتعبت بعدك

 أنا مش لاقيك 

وانا حته منك 

قلبي انفطر محتاج إليك.

محتاج يضمك

كان نفسي  ياابا احس بيك 

واسمعها منك

كلمة ضنايا وانا أقول ياابويا 

أنا كلي ملكك

بقلم الشاعر فهمى محمود حجازى



دراسة نقدية لقصة: لقصة ((باب أنطاكيا)).. للكاتب (لمصطفى الحاج حسين) بقلم د. ((خالد إسماعيل))

 ** د. ((خالد إسماعيل))

دراسة نقدية لقصة:

      ((باب أنطاكيا)).. 

(لمصطفى الحاج حسين)


الطموح والهوية والوجع الاجتماعي في قصة عامل البناء المثقف. 


(باب أنطاكيا) تروي تجربة (مصطفى)، عامل بناء يُحبّ القراءة والشعر، يُجرب الصراع اليومي على باب أنطاكية ــ حيث العمال ينتظرون فرص عمل شاقة بأجور زهيدة وسط صخب وضغط جسدي ونفسي كبيرين. (مصطفى) يعاني من مظهره الجسدي، من صوته الهزيل، من خجل التنافس، من كرامته التي لا تسمح له أن يتوسّل أو يترك هويته كمثقف. تُصوِّر القصة تناقض الذات بين ما هو مثالي وجداني (القراءة، الشِعر، الكرامة) وبين الواقع القاسي الذي يهمِش الجسد، الصوت، المكانة الاجتماعية. ثم يلتقي بـ "أبو محمود شكشك" الذي يعرف أبا مصطفى، فيقدّم له فرصة عمل، لكنه يعيش لحظة المفاضلة بين كرامة النفس وبين الحاجة، بين الانكسار والعزاء. هناك مشاهد من الألم، من الحسد، من التناقض الداخلي، من الطموح المفقود.  


الزمن والمكان: القصة تقع يوميًا في فضاء باب أنطاكية، المعرض العمل، الرصيف، زمن الانتظار، الصباحات التي لا تُثمر عملًا.


البداية: (مصطفى) يستيقظ مفجوعًا ببطالة وضيق أمام منافسة العمال.

 

التطور: تتابع الانتظار، إحساس الإهمال، أن لا يُبصَر إلا بصوتك الضعيف وقامَتك الصّغيرة.

 

العقدة: لقاء (أبو محمود)، الذي يُشكّل محطة أمل ولكن موقت ومحدود. إشكالية (مصطفى) بين كرامته ومتطلبات العمل، بين أن يُعامل كعامل بائس أو كمثقف مُحترم.

 

الذروة: حين يُحمَل الحجر الثقيل، يجتاحه التعب، الألم، الحاجة إلى سيجارة، الحساسيات الجسدية والنفسية تشتدّ. حضور العنصر الطبقي الثقافي ـ تمظهر التفاوت في الجسد، في الصوت، في المظهر، في التقدير.

 

النهاية: ليست نهاية كاملة، بل مشهديّة تحمل مزيجًا من الألم والتقبل، من الخجل والرغبة في الصمت وكذلك في المطالبة، من الطموح المنكسر لكن الذي ما زال حيًّا، “حتى الآن”.


الصراع الداخلي: بين المثقف والعامل، بين الكرامة والمذلة، بين الحلم والواقع. (مصْطَفَى) ليس مجرد عامل، إنه مثقف يملك أحلامًا ورغبة في الكرامة، لكن الواقع يُخنقه. 


الهوية المتشرذمة: ذاته تنقسم؛ لا يريد أن يُنظر إليه كمثقف أو أن يُستهزأ به، لكنه لا يستطيع أن يتخلى عن القراءة والشعر، ما يشكّل ثنائية تأبى التوفيق بسهولة.

 

الخجل والضوء: الخجل من الجسد، من القامة، من صغر الصوت، من أن يكون “أستاذًا” بين العمال، من أن يُعرض نفسه. الضوء هنا رمز المعرفة، لكنه يُستخدم أيضًا كعائق اجتماعي.


الوجدان المتمرد: رغبة في الصمت لكن أيضًا في أن يُرى، أن يُعرف، أن يكون له وجود ككاتب، ليس فقط كعامل.


العدالة الاقتصادية: القصة تطرح بشكل قوي قضية العدالة في توزيع الفرص، في رؤية أن المَهارة لا تُكفي إذا لم يكن الجسد، المظهر، الصوت، الموقف الاجتماعي مساعدًا.

 

الطبقة والهوية(مصطفى) يمثل الطبقة المهمشة التي تملك ثقافة لكن تُهمّشها المعايير المظهرية والجسدية والمجتمعية.

 

الكرامة كنقطة مفصلية للمقاومة: الكرامة لا تُقاس بالقوة المادية فقط، بل بصمت النفس، بالفكر، بالاحتفاظ بالهوية حتى أمام الانكسارات.

 

العمل كظروف حياتية ومعيار وجودي: ليس العمل مجرد مصدر رزق، بل ميدان للاختبار النفسي، المعياري، الأخلاقي.  


الأسلوب السردي المُفصّل والتفصيلي: رواية اللحظة، التفاصيل الجسدية، حساسية الألم، التركيز على صوت الجسد (الجسور)، الأصابع، السجائر، الدخان، الزعر. 

 

اللغة الواقعية المشبعة بالرمز: الجسد القصير، الجسد الضعيف، “أستاذ” مقابل “عامل”، المظهر مقابل المهارة — كلها رموز.

 

الضمير السردي: “أعرف، أرى، أشعر، تمنّيت” — الحاضر النفسي. غالبًا يستخدم الضمير المتكلم الذي يُقرّب القارئ من حالة الوجدان الداخلي.

 

صور الطبقية والمرآة الاجتماعية: المقارنة مع العمال الآخرين، مع من “يتدافعون”، مع من يقبل الأجرة القليلة من أجل لقمة العيش، مع من يمتلك جذورًا ربما مادية أو علاقات.


نظرية التمثيل الطبقي والاعتماد الثقافي: يُشبه ما طرحته أدب الواقعية الاجتماعية عند نجيب محفوظ، غسان كنفاني، أحلام مستغانمي، وقد تُشابه القصة في موضوعها مع قصص عن العمال والمهمّشين مثل أعمال كاتب مثل ناجي العلي في البوبّيات.  

نظرية “التحقير الرمزي”: كما في أعمال بيير بورديو، كيف أن الطبقة المادية تؤثّر على الرمزية، على المقدرة على المطالبة، على أن تُرى الشخص ضمن قيمة اجتماعية.

  

نظرية الهوية النفسية / المثقفة في سياق الاستبداد أو التهميش: كما في كتابات الحلاج، أو كتابات أويي واتا (في أفريقيا) أو كتاب مثل تشينوا أتشيبي بخصوص المثقفين في وسط التفاوت الطبقي.


المرونة بين الرواية والقصة والشعر: (مصطفى الحاج حسين) يقارب الواقع بلغة أدبية تجمع الشعور والموقف، لا تكتفي بالوصف المُجرّد، بل تحوّل اللحظة الصعبة إلى تجربة وجدانية.

 

قدرت الكاتب على تحويل المقهور اليومي إلى تجربة إنسانية عامة: القارئ الذي لم يزر باب أنطاكية يعرف ما معنى أن يكون صوته غير مسموع، أن تكون الكرامة مرتعشة.

 

مكانة (مصطفى) بين كتاب الجيل: هو جزء من الكُتّاب الذين لا يكتفون بالسرد السياسي أو الوطني فحسب، بل يغوصون في التفاصيل النفسية والاجتماعية، مثلما يفعل أدباء المنفى والعمال في الأدب المعاصر.


القصة تُسلِّط الضوء على أن التحدّي المعاصر ليس فقط سياسيًا، بل يتجلّى في تفاصيل الحياة: المظهر، الجسم، الصوت، الطلب، الانتظار.

 

تُظهر أن المثقّف إذا لم يكن مدركًا لقيمته، إذا لم يكن يملك من العزم أن يُدافع عن كرامته، فسيُهمّش، حتى وإن كانت معرفته أفضل من غيره.

  

تدعو إلى فهم الكرامة ليس كتاج فقط، بل كحق يومي، كأن تُعامل باحترام بغض النظر عن الصوت أو القامة أو المظهر.


الصدق الفني: القصة لا تتزيّن، لا تهرب من الصعوبة. الألم الجسدي والوطني والحسي موجود، والتفاصيل، وأناقة السرد في وصف الحجر، في وصف الصوت، في تصوير الخجل.

 

الراحة بالواقعي: ليست مؤامرة سياسية مفتوحة، بل حياة يومية، تفاصيل بسيطة، وهذا يجعلها أقوى. 


التجديد في الرؤية: بدلاً من قصص العمال البائسة التي تُعرض كضحايا بلا صوت، هنا البطَل يملك صوتًا، مثقَّفًا، طالبًا، عاجزًا ومقهورًا، لكن يحتفظ برؤيته، حتى لو حكم الواقع بقسوته.


قصة "باب أنطاكية" هي شهادة على أن الإنسان المهمَّش، الذي لا يُرى ضمن الفئات الكبيرة، يملك في داخله كرامة لا تُقاس بالعضلات أو الجسد، وأن الجوع ليس فقط للجسد بل للجمال، للقراءة، للهوية. الكاتب يُبدع في تحويل الهم اليوميّ إلى سؤال وجوديّ: ما قيمة الإنسان بين الناس؟ كيف يُعدّ المثقّف بين العمال؟ هل يمكن أن يعيش الكرامة وهو يحمل الحجر؟


هي قصة عن الصمت القسري، عن الكرامة المهشمة، ولكن أيضًا عن الأمل الذي يتوهّج في وجوه المارة، في مصافحة أبو محمود، في التعرّف والاعتراف. فهي ليست فقط قصّة كسبٍ للشغل، بل قصة استعادة كرامة بالهمس، بالكلمة، بالنية، حتى لو لم يُكمل النهارُ العمل بالكامل.*


     د. خالد إسماعيل.



النقد الأدبي نوع من الإبداع القائم على المعاناة..وعدة الناقد تكمن في البصيرة والأدوات المكتسبة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 النقد الأدبي نوع من الإبداع القائم على المعاناة..وعدة الناقد تكمن في البصيرة والأدوات المكتسبة..


-ما على النقد الأدبي-كفكر و فن وعلم-الإ أن يكون في مستوى التحدي وفي طليعة هذه -الثورة الثقافية الشاملة -كي يسجّل بحضوره الفعال علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال..” (الكاتب)


-إننا غدونا نعيش في ظل متغيرات كونية كاسحة تعبق برائحة التحديات،إذ أننا على هذه الأرض في مفرق الطرق بين الإنسحاق خارج التاريخ أو الولادة الجديدة في ” ثورة ثقافية ” تصحح التاريخ باشراكنا من جديد في العطاء الحضاري للعالم.(الكاتب)


قد لا أجانب الصواب إذا قلت،أنّ الأدب يسبق النقد،فلولا وجود الأدب لما وُجد النقد الأدبي، فالأدب صنعة إبداعية والنقد هو الذوق لذلك الإبداع. الأديب مُطالب بالتعبير الإبداعي والناقد مُطالب بنقد ذلك التعبير بموضوعية وحيادية، وبما أن الأدب إبداع فيفترض أن يكون النقد إبداعاً هو الآخر.

ويمكن فهم النقد الأدبي على أنه الفن والعلم معًا، فهو فن لأنه يعتمد على الذوق والحس الجمالي، وهو علم لأنه يخضع لمنهجيات وأدوات تحليلية محددة.وهدفه الأساسي ليس "انتقاد" العمل بمعنى تجريحه،بل فهمه وتفسيره وتقويمه بناءً على معايير موضوعية وجمالية.

لهذا،يُعد النقد الأدبي عملية تحليل وتفسير وتقييم الأعمال الأدبية،وتتم عملية النقد من خلال أربع مراحل،وهي الملاحظة والتحليل والتفسير والتقييم.يتم في المرحلة الأولى قراءة النص الأدبي ومحاولة فهم معناه،ويقوم الناقد في المرحلة الثانية بتحليل النص الأدبي وتفكيكه إلى عناصره الأولية ومعرفة طريقة تنظيم الأجزاء مع بعضها البعض.في المرحلة الثالثة يشرح الناقد العلاقة بين الأجزاء والعناصر ومعرفة ما يود المؤلف قوله،وأخيراً يُصدر حُكمه المبنى على فهمه للنص ككل.

يركز النقد الأدبي على تقييم الجوانب الجيدة والرديئة في النص،أي أنه لا يقتصر على البحث عن عيوب النص فقط،وتكون هنالك أُسس ومعايير يرجع إليها الناقد أثناء تحليله للنص الأدبي،إلا أن عملية النقد أحياناً تُعبر عن وجهة نظر القارئ لما يحدث في النص،فقد يرتاح قارئ ما لنص ما وقد لا تعجبه بعض الأشياء في النص نفسه،فما يَعد جيد وجميل لقارئ معين قد يكون غير لائق وغير جميل لقارئ آخر.قد لا يلقى نص ما رواجًا وقبولاً بين مجتمع القُراء في زمن ما،وربما يقفز قفزة نوعية في زمن آخر.

على سبيل المثال،لم تلق رواية (موبي ديك) للكاتب الأمريكي هرمان ملفيل التي نشرت عام 1851 القبول بعد صدورها مما جعل كاتبها يشعر بخيبة الأمل،فقضى بقية حياته موظفاً بسيطاً،ويموت مجهولاً في نهاية القرن التاسع عشر.

في القرن العشرين بدأ النقاد وأساتذة الجامعات يهتمون بهذه الرواية وصاروا يكتبون عن جمالياتها مما جعلها تحتل مكانة مرموقة بين الروايات العالمية،وبالمثل لم تلق رواية غاتسبي العظيم (1925) للروائي الأمريكي إف سكوت فتزجيرالد القبول في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي،لتتحول في الخمسينات إلى تُحفة فنية. وفي السبيعينيات تُعد من روايات فحول الأدب الأمريكي وتحتل المرتبة الثانية بين أفضل مائة رواية أمريكية وفقاً لتصنيف المكتبة الحديثة (Modern Library) في أمريكا.

إن معرفة المعنى الحقيقي للنص والمُراد منه أمرٌ ليس سهلًا،وهذا ما يجعل دراسة الأدب مُعقدة ومُمتعة في الوقت نفسه،ولذلك يُعد النص الأدبي مصدر للتأمل والجدل غير المنتهيين،حيث يتنافس النقاد في تقديم قراءات وتفسيرات مقنعة للنص كما يراها كل منهم من منظوره.

قد تكون هذه التفسيرات مستقاه من النص نفسه أو من كل ما يحيط بالنص.

هنا يمكننا أن ننوه إلى أن النقد الأدبي مر بتحولات عديدة،فقد كان تركيزه على المؤلف وتحول إلى النص ثم تحول أخيرًا إلى القارئ،وهذا ما أدى إلى ظهور العديد من المناهج النقدية، خاصةً في القرن العشرين ومنها النقد النسوي والماركسي ومدرسة النقد الجديد ونقد استجابة القارئ والنقد البنيوي والنقد التفكيكي.

النقد النسوي

يدرس النقد النسوي الطرق التي تكشف الاضطهاد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والنفسي للنساء وما إذا كان الأدب يُعزز هذا الاضطهاد أو يقف ضده.ينظر الناقد إلى النص بطريقة مختلفة عن تلك الطريقة الذكورية التي ظلت مهيمنة على النص لفترة طويلة من الزمن،ويهتم النقد الماركسي بإعادة بناء الماضي على شواهد تاريخية لمعرفة إلى أي مدى يكون النص الأدبي تشييدًا دقيقًا وصحيحًا للواقع الاجتماعي في فترة زمنية معينة.ويرى أصحاب المنهج البنيوي أن الأدب نظام دلالي ثانوي يستخدم النظام البنائي (اللغة) الأولي كأداة،ويري فردناند دي سوسير (مؤسس البنيوية) أن اللغة نظام مستقل بذاته له قواعده الداخلية وهو بهذا يعارض الرأي الذي يقول أن وجود الأشياء في هذا العالم هو الذي يحدد طبيعة اللغة.

لذلك،يُركز النقد البنيوي على التحليل الداخلي للنص،وبالمثل تهتم مدرسة النقد الجديد بالنص ولا شيء غير النص،مستبعدة دور المؤلف أو أي تضمينات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو تاريخية أو نفسية.

على العكس من ذلك يرى أصحاب النقد التفكيكي أن هناك تفسيرات لا حصر لها للنص وأن المعنى يكمن في القارئ ولا يحدده المؤلف.وبشكل مُشابه يهتم نقد استجابة القارئ بمعرفة استجابات القُراء للنصوص التي يقرؤونها،وكما أنهم يمتلكون شخصيات أيديولوجية وسياسية مختلفة فإن قراءاتهم للنصوص ستختلف حتمًا.

أدى ظهور هذه المدرسة إلى ضرورة وجود نظرية نقدية تهتم بتأسيس قواعد عامة تُوضح عمل الأدب والنقد معاً.

وهنا يجب أن نفرق بين النظرية النقدية (المرتبطة بمدرسة فرانكفورت) التي تُعنى بدراسة الثقافة والعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية وبين النظرية النقدية الأدبية.

إن ما يفضي إليه الرصد المقتضب للخطاب النقدي الحديث استتباعا لما تقدّم هو أن النص النقدي يتموقع في خانة التقصير-التي يعسر الخروج منها بغير السعي الحثيث إلى أن يكون همزة وصل بين نهضتنا والحضارة الحديثة في العالم،وهذا يقتضي منه “النضال” بقدر ما يستطيع في سبيل المشاركة الفعلية في نبض العالم بالإنتاج والعطاء،لا بالإستهلاك أو النقل لاسيما وأن الثقافة لم تنته بعد بانتهاء الحضارة الغربية أو انقطاع العطاء الغربي للحضارة بتعبير أدق .

على أية حال،بقليل من التفاؤل وبمنآى كذلك عن التعسفية أو الإسقاطية الذاتية أقول:إن النقد العربي الحديث قد حقّق بعض النجاحات سوى بتحويل مجموع اجتهاداته إلى “حركة من تيارات” لا مجرد التماعات فردية،أو بإقترابه الجسور من جوهر التجربة الأدبية المحلية،أو بإلتصاقه الحميم بالطبيعة الخاصة للأدب.و مع ذلك فليست النيات-على طيبتها-هي المقياس أو الحكم في مثل هذه المسألة،بل الفعالية الإجرائية العملية في مقاربة النصوص الأدبية،وهي تتجلى في مدى اتساق المنهج البحثي وملاءمته للعمل الأدبي المتناول،و مدى إقناعه بتماسك طرحه وخصوبة نتائجه..

وما يجب الإشارة إليه في هذا السياق،هو أن القراءة الجادة هي التي تسعى إلى إخراج النص إلى عالم الممكن.فالقراءة ليست مسحا بصريا للنص،ولا تفسيرا معجميا لألفاظه واستنباطا لمعانيه المباشرة،فهي فعل خلَّاق/ كالإبداع نفسه يقوم على الهدم والبناء بدرجة أولى،وليست أبدا تقمصا لتجربة ما،ومن ثم،فإن تلقي الأدب يتطلب مرونة نظرية وذخيرة علمية.وعموما فإن عملية القراءة ينبغي أن لا تتجه نحو الألفاظ بمعزل عن سياق تأليفها،إذ من شأن هذا الإغفال أن يحجب عن القارئ إبداعيتها وفنيتها،ولهذا فإن فعل القراءة يقتضي من الباحث جهدا غير يسير،وهذا الجهد يتدرج عبر معرفة اللغة وتركيبها وضروب القول فيها.وتحقيق هذه الغايات يستدعي من القارئ خبرة تساعده على إدراك جمالية الإبداع.

و تظل المفارقة في حالة توالد مع الأصوات النقدية الجديدة التي تنحت دربها في الصخر بالأظافر،حتى أنها ” تؤسس لتحويل نقدنا العربي الحديث الى حركة قومية من ناحية وتخصصات نوعية من ناحية أخرى..الأمر الذي يشير ببطء شديد إلى إحتمالات نظرية أكثر شمولا في المدى المنظور (1).

على سبيل الخاتمة :

إن العمل الفني الجدير بصفة الإبداع هو ذاك الذي يصوغ جدلية العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل في حوار مجلجل ومساءلة عميقة . كما أن النقد المنهجي الجدير بصفة الإبداع هو أيضا ذاك الذي يعتقد في جدلية التطور التاريخي و ينآى عن التضخم النرجسي والأحكام المسقطة ليستشرف المستقبل بعمق وثبات.

و أخيرا،فإن التقصير في النقد العربي الحديث ليس خاصا بالنقاد كأفراد،بل كحركة نقدية عربية معاصرة شهدت إشراقات خلاقة على درب الإبداع،منذ فجر النهضة إلى مغيبها.

وكل ما أقصده هنا،أننا غدونا نعيش في ظل متغيرات كونية كاسحة تعبق برائحة التحديات،إذ أننا على هذه الأرض في مفرق الطرق بين الإنسحاق خارج التاريخ أو الولادة الجديدة في ” ثورة ثقافية ” تصحح التاريخ باشراكنا من جديد في العطاء الحضاري للعالم.وما على النقد الأدبي-كفكر و فن وعلم-الإ أن يكون في مستوى التحدي وفي طليعة هذه -الثورة الثقافية الشاملة -كي يسجّل بحضوره الفعال علامة مضيئة في طريق التحول ومنعطف الإنتقال..

ختاما،أقول : إن النقد الأدبي وليد معايشة وجدانية بالعمل الأدبي،وأنه نوع من الإبداع القائم على المعاناة،وأن عدة الناقد تكمن في البصيرة والأدوات المكتسبة،وأن الكتابة النقدية نوع من الاكتشاف.والنقد الأدبي الفعال هو الذي يدمج بين التحليل الفني الدقيق للعناصر،والتحليل النقدي المتعمق للدلالات والسياقات.فهو رحلة من الملاحظة (الفنية) إلى التفسير (النقدي) ثم إلى التقويم (الحكم المدعوم بالأدلة).بهذه الطريقة،لا يقتصر دور النقد على فهم العمل فحسب،بل يساهم في إثراء حركة الإبداع الأدبي نفسها،من خلال تقديم قراءات عميقة تفتح آفاقًا جديدة للكاتب والقارئ على حد سواء.


محمد المحسن


1-الدكتور المصري الراحل-غالي شكري- كتابه : سوسيولوجيا النقد العربي الحديث-ص 223.



خاطرة بقلم الكاتب عبد الفتاح حموده

 خاطرة

هل أي إنسان – رجل أو امرأة – يشعر بحرمان عاطفي بنسبة تتفاوت ما بين شخص وآخر؟

هل يتأثر الإنسان بمشهد أو أغنية أو يتذكر ذكريات مضت تجعله يشعر بحرمانه من العاطفة؟

هل الحاجة لتروي الحرمان العاطفي عند الإنسان تدفعه ليتصرف تصرفات قد تبدو غير طبيعية، كأن يشعر أي امرأة يلتقي بها أنه قد تعلق بها؟

هناك فتاة تشكو من حرمان عاطفي في فترات في حياتها، ذات يوم تصرف معها زميل لها في العمل تصرفًا راقٍ لها، فظنت أنه تعلق بها، وآنّ لها أن تجد من يروي حرمانها من العاطفة، وغاب عن بالها أنه تصرف عابر لا أساس له من العاطفة.!

وهل الرجل المتزوج يشعر إلى حدٍّ ما بحرمان عاطفي إذا لم يجد من زوجته ما يروي هذا الحرمان، أو انغمس هو وزوجته في المشاغل اليومية التي بسببها تجف المشاعر وقد تندثر؟

وهل المرأة هي الأخرى تشعر بحرمان العاطفة إذا غفل عنها زوجها ولم يستحسن قيامها بدورها كزوجة من غسيل وإعداد الوجبات الغذائية اليومية والاهتمام بتربية الأبناء والمساعدة في تحصيل الدروس؟ بل ويزيد الطين بلة إذا لم يستحسن اهتمامها بنفسها وظهورها بالمظهر اللائق.

وأكثر من هذا، يزيد من غفلته فينام ولا يشعرها أنه بجوارها في فراش واحد، فلا يحتويها ولا يراعي افتقارها لعبارات تروي حرمانها من العاطفة.

وتروي امرأة أن أباها كان أكثر الناس اهتمامًا بها، ولا يجعلها تشعر بأي حرمان عاطفي، فكثيرًا ما كان يضمها إليه برفق وتسعد بأن تضع رأسها على صدره، ولكنه لما مات، كلما شاهدت رجلًا في طريقها تمنت لو يتعامل معها مثلما كان يفعل والدها.

إنّ الحرمان من العاطفة لهو أشد ألمًا لمن لا يجد من يرويه منه.


مجرد خاطرة

عبد الفتاح حموده


متيم وعشقي رهيف بقلم الكاتب غازي ممدوح الرقوقي

 ......... متيم وعشقي رهيف ..........

الحب يسكنني وجمر الشوق في قلبي عنيف

تائه في دروب الهوى متيم وعشقي رهيف

بلغت الستين وازدانت ملامحي بالوقار

والشيب غزا رأسي وأوراقي اصفرت قبل الخريف

هرمت وشاخت أضلاعي وبدأت تنحني الأغصان

لكن قلبي يمنحني قوة وكأني مراهق لطيف

أموج بالعواطف دون زورق وأبحر بالحب هائما

أعانق هامات القدر بنبض رقيق وظلي شفيف

فأنا شاعر ثائر أمتطي الحلم أكتب قصائد العشاق

أغزل كلماتي برعشة النبضات كأنهم لؤلؤ ومرجان

وروحي سراج تنير العتمة وعطري الياسمين

أما عيوني نجلاوين ودمي خفيف أسحر الملايين

أريد أنثى تجعل النبض ناي يعزف أجمل الألحان

تغني بين أضلعي نغما وتطربني بشوقها التحنان

عينيها تثير أشواقي توقظ الشعور والإحساس

فارسة لو رآها القمر فل من حسنها الفتان

تحيي إخضرار أرضي الجرداء وترقص كفراشة

هيفاء تحلق بقوامها وتتقن القوافي والأوزان

تحب كتابة الشعر بشغف ورضا وصوتها بديع

حورية ظبية تسكر الروح وتحضنني بالأجفان

تكون كحلاء العينين وجهها كالبدر أعماقها درر

والخدين مثل تفاح الشام زهر وكحبات الرمان


بقلمي غازي ممدوح الرقوقي

سورية


بعيداعن....قريبا من..... بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 بعيداعن....قريبامن.....

بعيدا عن ضوضاء وجلبة النفاق والمنافقين،بعيدا عن قافلة المنبطحين ،بعيدا عن الدين ندروا وقتهم لخدمة السيد وتزييف الحقاءق ،بعيدا عن كل من حملوا لواء خيانة  الرسالة التي كلفوا بها مقابل درهمات معدودات، بعيدا عن الدين سولت لهم انفسهم لقع احدية المسؤولين والتهافت على التقاط الصور الى جانبهم او من اجل الترويج لفتوخاتهم الدنكوشية الواهية ، بعيدا لمن احترف مختلف انواع التسول  قديمها وحديثها ،بعيدا عن كل الطحالب التي لفظها بحر الحياةوتلاعبت بها رياح المجتمع العاتية،بعيداعن سدنة السيد والمدافعين عن هامانهم وكبيرهم الدي اغدق عليهم من المال العام فزينوا افعاله القبيحة وفرشوا طريقه بورود نثنتة ....

قريبا من الدين ندروا وقتهم وجهدهم لكشف الفساد والمفسدين ،قريبا من  الدين حملوا لواء الدفاع عن المقهوريين على اختلاف الوانهن ،قريبا من  رجال نصروا المظلوم وعروا سوءة الظالم،بعيدا عن كل حر حيثما حل وارتحل ،قريبا من شرفاء الوطن الدين ركبوا سفينة الحق والوضوح ،وقاوموا رياح الجبروت العاتية والهوجاء ،ومابدلوا تبديلا ،قريبا ممن رسموا طريق التغيير لغيرهم  وجاهروا

 بالحق غير مكثرتين بزيف الشعارات و جبروت الطغاة ،قريبا من الدين امنوا بان الحق يؤخد ولايعطى ولكل من تغنى بقول  الشاعر :

ادا الشعب يوما اراد الحياة .....

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 4/11/2025

المغرب



عيد ميلادي(٦٨) بقلم شاعر العامية/ عبد المنعم حمدي رضوان

 عيد ميلادي(٦٨)


كبرت يا منعم


والله 

وكبرت يا منعم

وازداد الشيب والوهن


وبان 

على وشك وملامحك

 تضاريس الزمن


ياما

دقت على الرأس

طبول وٱحزان ومحن


خضت

 معارك وصارعت

الحياة ودفعت الثمن


ومازلت 

صالب طولك 

رغم الصعاب والمحن 


عمرك 

حامد وصابر راضي

 وشاكر لرب المنن


لله 

الامر من قبل ومن

بعد ووحده المؤتمن


                           شاعر العامية/ عبد المنعم حمدي رضوان



اَلذِّئْبْ قِصَّةٌ قَصِيرةْ بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 اَلذِّئْبْ قِصَّةٌ قَصِيرةْ

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

ذَاتَ يَوْمٍ اسْتَيْقَظَتْ هِنْدُ مِنْ نَوْمِهَا مَفْزُوعَةً وَهِيَ تَصْرُخُ وَ تَبْكِي بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَتَصِيحُ" لَا لَا لَا تَأْكُلْنِي" هَرْوَلَتِ الْأُمُّ إِلَى حُجْرَةِ هِنْدَ وَقَالَتْ: "مَالَكِ يَا حَبِيبَتِي" أَخَذَتْ هِنْدُ أَنْفَاسَهَا وَقَالَتْ: "اَلذِّئْبُ يَا أُمِّي" قَالَتِ الْأُمُّ:" مَالَكِ يَا هِنْدُ وَاَلذِّئْبُ" قَالَتْ هِنْدُ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ذِئْباً مُتَوَحِّشاً يَأْكُلُ كُلَّ مَا يُقَابِلُهُ مِنَ الْأَغْنَامِ وَكُنْتُ عَلَى مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ, وَلَكِنَّنِي كُنْتُ فِي حَالَةِ رُعْبٍ شَدِيدٍ مِنْهُ فَصِحْتُ: لَا تَأْكُلْنِي أَيُّهَا اَلذِّئْبُ لَا تَأْكُلْنِي أَيُّهَا اَلذِّئْبُ لَا لَا لَا تَأْكُلْنِي" قَالَتِ الْأُمُّ:"خَيْرٌ يَا بُنَيَّتِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى السَّلَامَةِ

إِنَّ هَذَا اَلذِّئْبَ يَا بُنَيَّتِي هُوَ الشَّيْطَانُ ,وَتِلْكَ الْأَغْنَامُ :اَلْفَتَيَاتُ اللَّاتِي يَتَّبِعْنَ الشَّيْطَانَ بِاقْتِرَافِ الْمَعَاصِي وَالتَّكَاسُلِ عَنْ أَدَاءِ الصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالسَّعْيِ لِلنَّجَاحِ , فَيَكُنَّ فَرِيسَةً لِلشَّيْطَانِ يَلْتَهِمُهُنَّ وَيَقْضِي عَلَيْهِنَّ فَيُصْبِحْنَ غَيْرَ صَالِحَاتٍ فِي الدُّنْيَا وَ غَيْرَ فَائِزَاتٍ فِي الْآخِرَةِ, وَبُعْدُكِ عَنْهُ يَا ابْنَتِي فَضْلٌ كَبِيرٌ مِنَ اللَّهِ فَأَنْتِ بِنْتٌ جَيِّدَةٌ تَفْعَلِينَ الْأَعْمَالَ الْجَمِيلَةَ الَّتِي يَدُلُّكِ قَلْبُكِ عَلَيْهَا وَلَكِنْ تَنْقُصُكِ أَشْيَاءٌ كَثِيرَةٌ" قَالَتْ هِنْدُ- بِلَهْفَةٍ- : وَمَا هَذِهِ الْأَشْيَاءٌ يَا أُمِّي؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ:" تَنْقُصُكِ صِلَتُكِ بِاللَّهِ" قَالَتْ هِنْدُ:وَكَيْفَ أُوَثِّقُ صِلَتِي بِاللَّهِ يَا مَامَا؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ:"عِنْدَمَا يُرِيدُ الْإِنْسَانُ شَيْئاً مِنْ مَسْئُولٍ كَبِيرٍ أَلَا يَسْعَى لِمُقَابَلَتِهِ؟!!!" قَالَتْ هِنْدُ: "نَعَمْ" قَالَتِ الْأُمُّ:"وَلِمَاذَا لَا تُقَابِلِينَ اللَّهَ يَا هِنْدُ وَتَطْلُبِينَ مِنْهُ مَا تُرِيدِينَ؟!!!" قَالَتْ هِنْدُ- مُتَعَجِّبَةً:"وَكَيْفَ أُقَابِلُ اللَّهَ يَا أُمِّي؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ:"تَسْتَطِيعِينَ مُقَابَلَتَهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" قَالَتْ هِنْدُ:" فَهِمْتُ يَا أُمِّي, تَقْصِدِينَ: يَجِبُ أَنْ أَحْرِصَ عَلَى لِقَاءِ اللَّهِ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَأَشْكُو لَهُ كُلَّ مَا يَهُمُّنِي وَأَدْعُوهُ لِيُزِيلَ حُزْنِي وَقَلَقِي وَيُحَقِّقَ أَمَلِي وَيَدْفَعَ عَنِّي كُلَّ مَكْرُوهٍ" قَالَتِ الْأُمُّ:"بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ يَا حَبِيبَتِي وَ بَارَكَ فِي عَقْلِكِ وَعَلَيْكِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي يَجْعَلُكِ قَرِيبَةً مِنْهُ وَمُسْتَجَابَةَ الدُّعَاءِ أَمَّا هَذَا الشَّيْطَانُ اللَّعِينُ الَّذِي رَأَيْتِهِ فِي الْمَنَامِ فِي صُورَةِ ذِئْبٍ فَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ- {ْإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



سَنام القرآن . بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .

 سَنام القرآن .


سَنام الجمل هو الجُزء البارز في أعلي ظهر الجمل أي أنه أعلي شيء في جِسم الجمل ، سُورة البقرة هي كالسَنام بالنسبة لباقي سُور القرآن أي أن سورة البقرة هي أعلي سُور القرآن في المنزلة والمكانة والفضل عند الله عز وجل .


كُل آية من آيات سُورة البقرة نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ثمانون مَلك يُرافقونها ؛ وذلك لعٓظم مكانه هذه السورة عند الله عز وجل ، روى الإمام أحمد في مُسنده من حديث مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : ( الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ وَذُرْوَتُهُ. نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ثَمَانُونَ مَلَكًا وَاسْتُخْرِجَتْ اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَوُصِلَتْ بِهَا أَوْ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ ).


أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بفضائل سورة البقرة ، ومن فضائلها العظيمة أنها إذا قُرئت في بيت هَرب منه الشيطان ، وأوصي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن في البيت وألا نجعل البيت مَهجوراً كالقبر ، فالقبر لا يُقرأ بداخله القرآن فهو محل لجمع الموتى الذين يُحاسبون على أعمالهم ولا يتعبدون فالعبادة كانت قبل الموت ، روى الإمام مسلم في صحيحه وأحمد والترمذي من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال ( لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِر، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِن الْبيْتِ الَّذي تُقْرأُ فِيهِ سُورةُ الْبقَرةِ  ).


البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة لا يستطيع الْبَطَلَةُ إيذاء أهله ، والبطلة هم السحرة ، فقراءة سورة البقرة تمنع أذي السحرة بإذن الله تعالى .

الذي يقرأ سورة البقرة ويعمل بالأحكام الشرعية المُستنبطة منها ، تأتي سورة البقرة يوم القيامة في صورة غَمامة أو غَياية أي ظِل تُظلل صاحبها أو تأتي في صورة فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ أي مجموعتان من الطيور ذات الأجنحة تُظلل صاحبها في أرض يوم القيامة ، وهذا من باب الكرامة للعامل بأحكامها ، روى الإمام أحمد من حديث عبداللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ولا يستطيعها الْبَطَلَةُ قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ).


من قرأ سورة البقرة في الليل أو في النهار فهي تحفظ البيت وأهله من السحرة والشياطين ثلاثة أيام بلياليهن ، لذا يُستحب قراءتها ليلاً بعد كل ثلاث ليال أو نهاراً بعد كل ثلاثة أيام ، روى الإمام الطبراني وابن حبان في صحيحه من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا وإن سنام القرآن البقرة وإن مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلَةً لَمْ يَدْخُلْهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَ لَيَالٍ وَمَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ نَهَارًا لَمْ يَدْخُلْهُ الشَّيْطَانُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ). 


ومن عظيم فضل الله على عِباده أن من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة كفتاه كل سُوء بإذن الله تعالى ، روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبيِّ ﷺ قَالَ: ( منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ ).

قال الإمام النووي رحمه الله: اختلف العلماء في معنى "كفتاهُ" فقيل: كفتاه من الآفات في كل ليلته، وقيل: كفتاه من قيام ليلته. 


ومن عظيم فضل الله على عباده أن من قرأ آية الكُرسي بعد كل صلاة دخل الجنة أي إذا مات المسلم بعد أداء فريضة الظهر مثلاً وقد قرأ بعد صلاة الظهر آية الكرسي دخل الجنة بإذن الله ، روى الإمام النسائي في السنن الكبرى وابن حبان في صحيحه من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ ، إلَّا الموتُ ).


اللهم ارزقنا حفظ وفهم القرآن الكريم والعمل به ما أحييتنا وارزقنا كل خير في الدنيا والآخرة وجنبنا كل سوء في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين .

بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات .


خطاك إلى العلا بقلم الكاتب : عماد فاضل (س . ح)

 خطاك إلى العلا

بِالعِلْمِ تَحْيَا العُقولُ وَتبْرقُ

وَبِأهْلِهَا تَنْمُو البلَادُ وَتُشْرِقُ

شدِّ الحِزَامَ فَلَا مَكَانَ لِنَائمٍ

وَاجْعَلْ خُطَاكَ إلَى العُلَا تتَألّقُ

وَاضْرِبْ مُعِيقَات الفلَاحِ  بهِمّةٍ

سَتَرَى الأمَانِيَ فِي الفَضَاءِ تُحَلّقُ

وَاصْنَعْ لأهْلُ الدّارِ بعْدَكَ نَوْفَلًا

مُنْ نَبْعِهِ فَيْضُ الرّخَا يَتَدَفّقُ

إنّ الجَهَالةَ والتّهَاوُنَ عِلّةٌ

مَنْ غَاصَ فِيهَا لَا مَحَالةَ يَغْرقُ

يَا مَنْ تُرِيدُ مِنَ الحَيَاةِ سكِينَةً

خالِفْ هَوَاكَ إذَا  جَاءَكَ يطْرقُ

وَارْحَمْ فُؤَادَكَ لَا تُسئْهُ ببَاطِلٍ

فالحَقُّ يَوْمًا لَا ارْتِيَابَ سَيَنْطقُ


بقلمي  : عماد فاضل (س . ح)

البلد : الجزائر



وتلك الأيّام بقلم الشاعر رشيد بن حميدة_تونس

 وتلك الأيّام

**********

سكن الرّبيع

بين دفّات الزّمن

واستفاق الخريف مزهوّا

ودبّ في أرجاء وطني الوهن


ارتدّ الرّبيع

بدمع في المقل

وهرع الخريف صاخبا

هداياه نصب وبركان شجن


وبين الرّبيع 

وبين الخريف

أريج ورود وشدو بلابل

وعصف رياح وشتّى مِحن

***********************

رشيد بن حميدة_تونس

في3_11_2025



هذي بلادي، ليست بلادك، فافهمها كيفماتشاء! بقلم الشاعرة الفلسطينية ماجدة قرشي

هذي بلادي، ليست بلادك، فافهمها كيفماتشاء! 

بلادي التي أنجبتني، وعلمتني البكاء! 

بلادي التي  علمتني

كيف بأظافري،أستغني عن النداء. 

أنامن هنا،فلاتسألوا

من أين جاء  ؟ 

أناابنةالشهيد، زوجةالشهيد، أم الشهيد والفداء! 

لم يتركوا لي، سوى

 دماهم على القميص، وأغلى منكم الحذاء! 

هذي بلادي، التي علمتني الوقوف كيفماأشاء!

لايحتاج القميص دوما لأزرار، تشدالكساء! 

عقدناه، وبعض العُقَد خلقت 

للشعوربالاكتفاء! 

هذي بلادي، التي ماعلمتني، ذل الانحناء!

ليتهاعلمتني أن العروبة، سوى في المناهج، غراء، وإغراء!

ليتهاعلمتني، أن أرخص

مافي العروبةالدماء! 


بقلمي: 

الشاعرة الفلسطينية

ماجدة قرشي

(يمامة 🇵🇸فلسطين) 

عاشقة الشهادة



ابن العاصفة بقلم الكاتب سعيد ابراهيم زعلوك

 ابن العاصفة

🖊️ سعيد ابراهيم زعلوك


في الثامن عشر من يوليو

كان الليل يعيد ترتيب الغيم على هيئة رجفة

والسحب تلقي خطبا غبارية فوق المدى


عاصفة...

دخلت البيت قبل القابلة

وصحت...

فاِهتز الباب الطيني

كأن الريح تبارك ما لم تفهمه الجارات بعد


قالت امي:


> "ولدت في توقيت

تغلق فيه السماء سجل الاعمال

وتفتح بوابة القدر"


قالوا:


> "ولد في غبار العتمة!

اي بركة تنزل فوق صدر القرية الصغيرة؟"


ولكن امي

رأت في وجهي

وجها يشبه الغفران

ان نزل من جبل مكسور


كنت اذا سرت، ارتجف الحائط

واذا بكيت

فاض الحنين على سجادة الوقت

المطرز بانفاس الطفولة


كنت اعبر

بين الساعات بلا ظل

فمن اين يأتي كل هذا النبض؟

ومن اين يأخذني الله حين اغيب عن نفسي؟


لي من غضب الريح وشوشة

ومن سكون الرمال يقين قديم

يهدأ في صدري

كنبض نخلة

تتعلم الصمت قبل الغنج


لست قاسيا...

لكني لا اضع قلبي على راحة الغرباء

ولا اهب وجهي لمن لا يقرأ ملامحه


اليوم...

لا اطفئ شمعة

ولا اعدد السنوات التي ذابت مني

ولكني...

اتذكر تلك الليلة كلما مال الغيوم

واتذكر وجه امي

حين قالت لي:


> "انت...

هبة السكون في زمن الصخب

وابن العاصفة التي استأذنت

قبل ان تهب"


واليوم يشبهني...

نصفه حلم

ونصفه وقت يتعلم كيف يحزن


امشي على اطراف صوتي

لا اخاف من الغيم

فالعاصفة التي جاءت بي

ما زالت تسكن عيني


وان سالوني: من انا؟

قلت:

انا صورة البدء

حين تخفف من غباره

وابن الام التي لم تخف من السماء

وابن العاصفة التي...

ما زالت تهب في الداخل



كلامك بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 كلامك

====

كلامك يشبه هذا الرطب

وبسر إذا ما افتقدت الأدب

لأن الكلام الجميل الجميل

يذيب الصخور بحسن الطلب

ويجعل عات القلوب رقيقا

وفي كل فج يريك العجب

وقالوا قديما بأن الكلام

يشق طريقا ببحر لجب

وكم من عدو أتاك صديقا

بحسن اللقاء وصفو لقلب

وفحش الكلام يسد الطريف

يعيق المراكب ينمي الكرب

يزيد الأعادي ويخلق جيشا

من العاديات ويشطب حب

بذئ الكلام يضيق الصدور

ويغلق عينا ويطمس قلب

فكن ذا ذكاء وكن ذا دهاء

وكن في كلامك صنوا لطب

تزيل الهموم وتشفي الجروح 

وتحيي موات ذبول وجب

فرب الأنام ألان الكلام

لسيف الطغاة ورقت خطب

لعل الضمير يفيق ويصحو

لعل البعيد يعود لقرب

تذكر دواما بأن الكلام

كبسر وأيضا شقيق الرطب


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


الأمل الدفين بالحصن الحزين *** بقلم الشاعر علي مباركي

 الأمل الدفين بالحصن الحزين *** بقلم علي مباركي 


 قد شربت من كؤوس العشق شهدا 

          حامضا من معدن الصبر الضنين

عذت للمر المعسل العمر الرهين

               بين  أشباح   تحاضر   الأنين

خلف قضبان من خز مهين 

              لوحت بالصدع للقلب الحزين

نغمة من. همسة  بالأمس  رنت

            غاية في البوح من يم الحنين 

سلسبيلا من ينابيع الكلام 

                  قولة والفعل بالأمر المكين

أخمدت جمرا بشرياني الكليم

            علني اصحو ونفسي تستكين

راجت الأنباء في القوم الحقود

                  سرها للأمر سرد قد يحين

داولته ألسن بالمن باحت 

              والأذى بالقول قيض بالوتين

ظل يسري جذوة بالهشيم

                 ما دهى عقلا عديم اليقين

انتظار قد يطول بالسنين 

             ذاك. ما  ترجوه  روح  القرين


علي مباركي 

03 نوفمبر


** قراءة في قصيدة: ((وقالت خطاي)).. للشاعر السوري: (مصطفى الحاج حسين). بقلم: الكاتب (محمد زكريا حيدر)

 ** قراءة في قصيدة:

((وقالت خطاي)).. 


      للشاعر السوري:

(مصطفى الحاج حسين).


لقلم: (محمد زكريا حيدر)

 

₺  في المسافة التي تفصل بين موت البلاد، وحضور القصيدة.. يقف الشاعر (مصطفى الحاج حسين)، ليرفع ماتبقّى

من صراخٍ، في حنجرةٍ تعبت من اللهاثِ

خلفَ بلاد تنأى.

يطارد البلاد بالقصائد، ولكنَّ الكلمات التي صارت حطباًلم تعد توقد في القصيدة ما يغري البلاد بالتّوقف عن الانهيار ما يغري القلب بالنكوص عن التشظّي.

حتى الغربة صارت تُهمة وتحتاج أن تختفي في نفقٍ يبحثُ عن الأسماءِ التي أضحت سرّية.

وعلى حدودِ الخرائط التي شرذمت الوطن، فصار لعبة الأمم ، بتنا لا نحارب إلّا بخيباتنا.. فهل تقودنا الخيانات إلى سياج الندى ؟!.

ويبقى الشاعر يلهث بلهفتهِ العارمة،

طالباً إلى المدى أن يُفسح طريقاً لغُصّتهِ وقامة جرحه وهزائمه.. واحتضاره.

وحتى لا يبقى النداء فردياً تجد الشاعر يربط جرحه بجرحٍ جماعي، فهو ينادي على(جثثٍ تشبهه)، ليواجه معها قهقهات

ذابحيه وقاتلي وطنه.

إنّه يقف بشموخِ ألمهِ يريد أن يحاصر الكراهية، التي تضغط على أنفاس البلاد... ويعجب للعالم (المتحضّر) الذي أصبح

يقتات على استغاثات الضّعفاء.

صرخة الشّاعر شديدة الإيحاء.. تمرّ على الرّوح مرتدية أبهى الصّور وأكثرها عنفاً وجموحاً في تراكم صوري يؤدي إلى تشكيل لوحة ماتعة من الحضور التخييلي، الذي

يتفاعل في وحدة القصيدة، ووحدة الألم

ليعلن حضوره الأخّاذ.*


    محمد زكريا حيدر. 

سوري..مقيم في الإمارات


** (وقالت خطايَ)..


أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.


وقالت لي خطايَ توقّف

عنِ المجيءِ

فما عادَ للأرضِ دروبٍ

المسافاتُ تقوّضت في صدركَ

الكلامُ صارَ حطباً

تتدفأ عليه القصيدة

ويطلُّ من لهفتكَ

سحابٌ أسودٌ جائعٌ

يبتلعُ المدى ويطاردُ رؤاكَ

فيا أيّها المشظّى اتّئد

تجمّع في صحارى الدّمع

سنحفرُ لغربتنا نفقاً

يُودِي لاسمائنا

ونكتبُ على عثراتِ دمنا

أهازيجَ السّراب

ونرتّلُ على الجّماجمِ

خرائط البلاد المشرذمة

فيا أيّها الصّبح

تمسّك بأصابعِ خيبتي

لتقودكَ نحوَ سياج النّدى

قد تبصر حناياكَ

أخاديدَ لهفتنا النّادبة

وَسِّع أيّها المدى لغصّتي

ستعبر من هنا قامة جرحي

وتمرّ هزائمي كلّها

عبرَ هذا الرّكام

وينادي احتضاري في كلّ البلاد

على جثثٍ تشبهني

لنرسمَ على أبوابِ صرختنا

شكلَ الضّحكة التي ذبحتنا

وكانت تتقلّد سواد الضّغينة

بلدي تتقاذفها الكراهيّة

والعالم المتحضّر

يقتاتُ على استغاثاتنا

الطّازجة *.


  مصطفى الحاج حسين .

        إسطنبول



الجزء الرابع والأخير من المتتالية القصصية "إنتشاءً بعد آخر" بعنوان: حذاء اللحظة --- ✍️ بقلم: الكاتبة هدى حجاجى احمد

 الجزء الرابع والأخير من المتتالية القصصية

"إنتشاءً بعد آخر"

بعنوان: حذاء اللحظة

---

✍️ بقلم: الكاتبة هدى حجاجى  احمد 


صباحٌ بلا ماضٍ، ولا وعد.

سماءٌ بلونٍ غير محدد، كأنها ورقة تنتظر أول كلمة.

استيقظتُ على صوتي الداخلي يقول: الآن تبدأين.


لم أُصدّق في البداية.

اعتدتُ أن أفتح عينيّ على قيدٍ صغير يذكّرني بما كان،

لكن اليوم لم يأتِ أحد من الأمس ليمسك بيدي.

كانت الحرية تسير حولي بخطى واثقة،

وأنا، بخوفٍ يشبه الخجل، أمدّ يدي إليها.


ارتديتُ "حذاء اللحظة" كما لو أنه مفتاحٌ سريّ.

خرجتُ إلى الشارع لا لأهرب، بل لأكون.

الريحُ التي كانت تبعثر شعري صارت تهمس لي:

"أخيراً، تمشين دون ظلٍّ يتقدّمك."


في الطريق، مررتُ بمقهى صغير.

الوجوه غريبة،

لكنني شعرتُ أنني أعرفهم جميعاً من مكانٍ ما في الحياة السابقة التي كنتُ أعيشها.

ابتسمتُ للنادل، طلبتُ قهوة بلا سكر،

فالمُرّ هذه المرة ليس تذكاراً، بل طعم الوعي الجديد.


القصيدة التي وُلدت سكرى ذات مساء عادت إليّ.

لكنها لم تعد تمشي على الماء، بل على الأرض.

صارت تعرف أن النجاة ليست في الطفو، بل في الغوص بوعيٍ حتى الأعماق،

ثم الصعود من جديد بخفةِ من تصالح مع الغرق.


لم أكتب شيئاً ذلك الصباح،

لكن كل ما فيّ كان يكتبني — نبضي، أنفاسي، وخطواتي.

شعرتُ أنني خفيفة كأنني محوٌ جميل.

لا أحمل أحداً في حقيبتي، ولا أمنيةً ثقيلة.


تذكّرتُ آخر ما قلتُه لكَ قبل الرحيل:

"سأتعلم يوماً كيف أمشي دون أن ألتفت."

وها أنا أمشي.

كلّما ارتفع غبار الطريق،

شعرتُ أنني أتحوّل شيئاً فشيئاً إلى امرأةٍ جديدة،

امرأةٍ لم تُكتب بعد، لكنها تولد من بين السطور.


وحين وصلتُ إلى آخر الشارع،

ضحكتُ بصوتٍ عالٍ،

ضحكةٍ لم أعرفها من قبل،

كأنها أول قصيدةٍ لا تُقال،

بل تُعاش.



هايشا ( هايكو على الصورة) بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 هايشا ( هايكو على الصورة)

وردة ذابلة

يحمل أطفال الآخرين

قلب من ذهب


ألفة كشك بوحديدة


الإِبْنُ المُدَلَّلُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 الإِبْنُ المُدَلَّلُ

اِبْـنِي صَـغِـيرٌ يَــجْـهَـلُ الـضَّـرَرْ     

مَا ضَـرَّ لَـوْ دَنَـا مِـنَ الشَّـجَـرْ

أَوْ قَـطَفَ الزُّهُورَ مِنْ حَدِيقَـةٍ

مَـا زَهْـرَةٌ يَـقْـطِـفُـهَا الـبَـشَـرْ؟

مَـا ضَـرَّ لَــوْ تَـسَـوَّرَ الـسِّـيَـا ... 

جَ أَوْ رَمَـى الأَجْـوَارَ بِالـحَـجَـرْ؟

أَوْ فَـتَّتَ الزُّجَاجَ فِي طَرِيـقِـهِـمْ    

أَوْ قَــذَفَ الأَبْـــوَابَ بِـــالأُكَـرْ؟

اِبْـنِي صَـغِـيـرٌ مَا يَـزَالُ "مَلَكًا"   

 بِالـرَّغْـمِ مِـنْ أَنَّ لَــهُ "شَـهَــرْ"

مُذْ انْـتَـهَى مِنْ عُمْرِهِ، مَا عُمْرُهُ؟  

شَـيْءٌ بَسِيـطٌ، سَبْعَـةَ عَشَـرْ.

أَحْـرِمُـهُ مِــنْ لُــعْـبَـةٍ يُـحِـبُّــهَـا؟   

أَوْ زَهْــرَةٍ مُـمْـــتِـعَـــةِ الـــنَّـــظَـــرْ

أَوْ تِـيـنَةٍ اشْــتَـــاقَ أَنْ يَـــأْكُـلَـهَـا    

 أَوْ مَــزْحَةٍ بَـسِـيــطَــةِ الـضَّـرَرْ؟

ذَاكَ الــحَــرَامُ عَيْـنُهُ، يَا مَعْشَرًا   

 حَــسَــادِلًا، "لَاهِـيـنَ" بِالبَـشَـرْ.

قُـلْـتُ لَـهَـا: زِيـدِيـهِ فِي دَلَالِـهِ    

 حَتَّى يَـشِيبَ الصُّدْغُ والشَّعَرْ.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

خواطر: ديوان الجدّ والهزل.



لا حياء.. بامضاء ... الكاتب ادريس الجميلي

 لا حياء..

هكذا كان يمني نفسه لاسترضاء الآخرين.يقف ساكنا فيرسل ومضات الرجل البليد داعيا للاستغفار .على يمينه امرأة شمطاء تلبس فستان الجحود لكل الاشياء .أما في الركن المظلم فقد تربع السيد محتفلا بآخر الابتهالات التي تحكي معانيها ...نعم أنا هنا...كان يتمتم محترما علامات التنقيط بحركات جسده.

قد تجد نفسك مطمئنا لاناس داهمتهم قوانين القبيلة فامضوا على وثيقة آخر قرار كتبه تجار الآلهة .ما أجمل الغوص وسط غابة في ظاهرها لوحة صماء سوداء و في باطنها كائنات تحيي في جسدك عللا قاتلة .كانت ترقص رغم ما حدث لها من أوجاع .لقد أمهلها جسدها قليلا من الغفران لذلك مازالت تطلب المال من الاطفال الابرياء عساها تغنم بحلم امراة ثرية ...نظر سيدها ادعى براءة الفقهاء غازلها بومضة عشق ...فجاة غاب جسدها فاقشعرت انياب سيدها و احضر معجم الأضداد كي يكتب النص المختار حسب اهوائه متغزلا او هاجيا .

استلقى امامه قرد مقره بالوعة ذات الروائح الكريهة و رغم ذلك يشم بكل فرح رائحة العبير وهو في حالة اشمئزاز ....ها قد تجمع القوم داخل بهو المحطة يطلبون رضاء سيدهم المختار و قد تكتمت زوجته اسرار العمل .ناد نفسه دون ان يحدث جهر الكلمات فاتكأ على الحائط مستفسرا اصل المفاهيم للغة الضاد ....آه يا وطني ظلموك فرموك بالحجارة الحارقة ...ليت هذا كان في خبر ليت.....


الامضاء ...ادريس الجميلي



كبرتُ بما يكفي بقلم د.ناديا حمّاد

 كبرتُ بما يكفي

............


الآن 

وبعد مضي نصف العمر وأكثر  

أعيش بنصف  أمل ،

و    نصف  حلم   ،،

وأقيم  في أقل من نصف وطن


كبرت بما يكفي 

ونضجت كثيرا  ، 

لأتأقلم  مع   هذا العالم الخشن، 

فلم يعد يغريني مديح زائف

ولا همسات ناعمة 

و لا تعنيني نشوة عطر 


لم أعد أكترث كثيرا لاعاصير الزمن  

و ها انا اقف الآن في وجه الريح بكامل هشاشتي  وضعفي

 

كبرت بما يكفي 

لأبتعد عن التفاصيل المملة

و عن تسلق الأسوار العالية

عن السباحة بعكس التيار ....

لم أعد أُجيدُ اللهاثَ خلفَ ما لا يُشبهني،

ولا أُحسنُ التسلّقَ نحو قممٍ لا تُشبه سمائي


كبرت بما يكفي لتنبتَ

حول فمي تجاعيدي الكثيرة والتي تنزاح قليلا حين أبتسم لك

تجاعيدي التي رسمها

حزني وفرحي وتأملاتي

وضربات الزمن الموجعة،

لن أخفيها  بحقن البوتوكس 

ولا بمبضع الجراح 

لن اغيّرَ  مسارَها تحت أي ظرف


كبرتُ...

تعثّرتُ بما يكفي

لأفهم أنّ بعضَ الخساراتِ كانت خلاصًا،

وأنّ بعضَ الأحلامِ لا تستحقّ السهر.


لم أعد أُجيدُ المجادلة،

ولا أُحسنُ الوقوفَ على أطرافِ الأمل،

أصبحتُ أختارُ الانسحابَ من المعاركِ التي لا تُشبهني،

وأُغلقُ الأبوابَ التي تُعيدني إلى نفسي القديمة.


أقولُ لرفيقِ عمري

ذاكَ الذي خذلته الحياةُ مرارًا ،

دعنا نُعيدُ تعريفَ النجاة

لا بالانتصار، بل بالتماسك

لا بالوصول، بل بالقدرةِ على الاستمرار .  


دعنا نسندُ أرواحَنا المتعبة ،

نُربّتُ على ندوبِنا ،

ونضحكُ كما لو أنّنا لم نُهزَم


نرممُ ما تهشّمَ  فينا

لنموتَ  واقفين

 كأشجارٍ لم تنحني يوماً للرّيح


دعنانتحرر من أقنعةِ المجتمع

 من أعباءِ ذاتِنا

ومن أعباء الآخرين

دعنا نطفىءُ هذا العالم خلف ظهرنا ونمضي

كأننا لم نُكسَر

بل كأننا نولدُ الآن

بحبٍّ لايُنسى


تعالى  لفنجان قهوتي

لاكملَ معكَ الباقي من قصتي


هناك الكثير مما نستطيع فعله

 

و مازال هذا الفضاء  يتسع

          لبعض أحلامنا ......

...........


     د.ناديا حمّاد      

        2024



غزّي و راسك عالي بقلم الشاعر حاتم بن حورية

 غزّي و راسك عالي

و لا ما  تبالي

يا لغزاز ترابك غالي


مهما  كثرت  لمراض

و ڨالولك أهجر غزازك

و عليك الأخضر ڨاض

شوف تلفّت بين حوازك

و حتّى كان ركبك لغياض

و ڨالولك أهجر  عزازك

ملزوم الدّامس يبياض

و يخضار عوده بإنجازك

ثميّكا   تنعم   برياض

و تفرح بعيدك و زواجك

و تفرح بعڨلك إلّي راض

و لا تخمّم كي الطّير الجّالي

و تعيش في محبّة و رياض

و يصبح دلوك ديما مالي


إحسب خيراتها و عد

و إبدى ببحرها و رملها

و حتّى السّايح كيف نشد

و عل المواقع الكل نزّلها

يتمنّى في غزازنا تولد

طامح يطلع فوڨ جبلها

و إلّي يسمع يفرح و يهد

و يشكر سكّانها و أهلها

يلڨى فيها صاحب و سند

ولاد أصل بحكمة و عڨلها

راك غزّي و في غزازك شد

ما ينفع ندم بعد هجر إمّالي

و نڨول اللّهمّ لا حسد

راهي غزازنا سبب دلالي


بقلم حاتم بن حورية 

في 2025/10/30



بدار الثقافة بوحجر اختتام ملتقى بوحجر للفنون التشكيلية ▪︎ تحت شعار:" المدينة بيئة للفن و الجمال ▪︎ تغطية الكاتب: جلال باباي

 بدار الثقافة بوحجر

 اختتام ملتقى بوحجر للفنون التشكيلية 

▪︎ تحت شعار:"  المدينة بيئة للفن و الجمال ▪︎


    أسدل الستار  مؤخرا تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير،  على فعاليات الدورة الأولى لـملتقى بوحجر للفنون التشكيلية تحت شعار: " بوحجر: الفن والإبداع" ، والتي امتدت بين  أيام 31 أكتوبر، 01 و02 نوفمبر 2025 بدار الثقافة بوحجر.

     هذا وشمل الملتقى انتظام عدد من الفقرات على غرار المعارض متعددة التقنيات والجداريات اضافة الى  الورشات الفنية المتنوعة ( الحفر و الطباعة ، الفسيفساء و الرسم الزيتي و المائي) و إقامة ندوات فنية و فكرية 

    و قد شهد الملتقى حضورا نوعيا لمحبّي الفن التشكيلي  والرسامين الهواة منهم و الأكاديميين .

 علما و أن حفل الافتتاح كان قد أقيم يوم 31 أكتوبر مع تدشين المعارض:

 من ذلك معرض  جماعي دولي لجمعية تأطير الشباب 

    هذا و تمٌ تكريم المشاركين في المعارض و الندوة العلمية التي تمحورت تحت عنوان : " تحديات الفن التشكيلي في عصر العولمة " 

ضمن فعاليات اليوم الثاني لملتقى بوحجر للفنون التشكيلية في دورته الاولى بمشاركة الباحثة انتصار جلالي  و الفنان : كريم كريٌم و الدكتورة: رباب غربال و ذلك تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير.، 

  و تامل إدارة دار الثقافة بوحجر ان تتوسٌع رقعة المبتقى لتشمل تداخل فنون اخرى من الرسم مثل الشعر و الخط العربي و الموسيقى و لم لا الفن الرابع متمثلا في:المسرح حتى تستقيم التظاهرة موعدا جامعا  و مُوحٌِدا لمختلف الفنون الإبداعية.


                     الكاتب:  جلال باباي



في المنستير ● انطلاق المنتدى الدولي الثالث للفنون البصرية والاعلام تحت شعار :" الفنان بين الذاتي والانساني" تغطية الكاتب: جلال باباي

 في المنستير


● انطلاق المنتدى الدولي الثالث للفنون البصرية والاعلام

 تحت شعار :" الفنان بين الذاتي والانساني" 


 ▪︎ الوجدان الثقافية: 


       تحتضن الجمعية الوطنية لتأطير الشباب وجمعية " حس " الثقافية التنشيطية الفنية بالشراكة مع المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة ومعهد العالي لتقنيات الفنون طرابلس ليبيا والدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية العراق  فعاليات المنتدى الدولي الثالث للفنون البصرية والاعلام  و ذلك لهدف تكريس الحوار  بين الذات الفنية و البعد الإنساني.

    و يُعَدٌُ هذا الحدث الثقافي موعدا هاما للغوص في المبحث المتعلق بمحور الملتقي  هذه السنة تحت عنوان: " الفنان بين الذاتي والانساني"  وذلك بمدينة المنستير بداية من يوم الأحد  2 إلى غاية 7 نوفمبر 2025 ويسعى المنتدى إلى تعزيز التبادل الثقافي و الفني و الإعلامي بين المبدعين العرب و الدوليين وتكريس الحوار بين الذات الفنية و البعد الإنساني في الإبداع المعاصر ، من خلال سلسلة من الورشات التكوينية و المعارض الفنية و الندوات العلمية و العروض المفتوحة التي تجمع فنانين و أكاديميين من مختلف الدول. 

   كما يعتبر هذا الحدث الدولي دعوة للإسهام  في دعم مسار التعاون الثقافي العربي المشترك و إشعاع الفنون البصرية و الإعلامية  في المنطقة العربية ثم الإنفتاح على الخارطة العالمية بفضل تلاقح الثقافات و التقاء الفنون. وتكاملها.

                       

                   ▪︎ الكاتب:  جلال باباي



.** طبقات الغلاف الجوّي بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 .** طبقات الغلاف الجوّي

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) البقرة.

وردت كلمة "سماوات" في كثير من الآيات  القرآنية ، وتستخدم لوصف السماء وأيضا الكون بأسره. ومن المعروف أن السماء أو الغلاف الجوي ، ويتألف من سبع طبقات. 

ونحن نعلم الآن أن الغلاف الجوي يتكون من سبع طبقات بعضها فوق بعض استنادا إلى معايير من التركيب الكيميائي أو درجة الحرارة . والتعاريف الواردة مكّنت من التيقّن من أن الغلاف الجوي للأرض يتكون من 7 طبقات.  و استخدم نموذج  لتقدير الأحوال الجوية لمدة 48 ساعة يؤكد  أن الغلاف الجوي يتكون من 7 طبقات. 

ووفقا  لتعاريف الجيولوجيا الحديثة ، طبقات الغلاف الجوي السبع هي على النحو التالي:

-1. Troposphèreالتروبوسفار

2. Stratosphèreالسترابوسفار

3. Mésosphèr الميزوسفا ر        

4.  Thermosphèreالثرموسفار

5. Exosphèreالأكزوسفار

6. Ionosphèreالإيونوسفار

7. Magnétosphèreالمانيوتوسفار

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت.

وبعبارة أخرى، فإن الله يفسّر لنا أن لّكل سماء وظيفة خاصة بها. والواقع، كل طبقة لها دور حيوي لفائدة البشرية وكذلك لجميع الكائنات الحية على الأرض. كل طبقة لها وظيفة خاصة ، من تكوّن المطر  إلى الحماية من الأشعة الضارة ، إلى انعكاس موجات الراديو لحماية الأرض من الآثار السلبية للنيازك.

تقدم الآيات هذه دليلاً على وجود سبع طبقات في الغلاف الجوي :  

أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) نوح.

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) الملك. 

في العربية في هذه الآيات، تفيد كلمة"طباقا"معنى" طبقات، أو أغطية، أو مظروف  مناسب لتغطية شيء ، وتؤكد على حقيقة أن الطبقة العليا مناسبة جدا للطبقة الدنيا. واستخدام صيغة الجمع: "طبقات". في هذه الآية، هي بلا شك التعبير الأكثر مثالية لوصف الغلاف الجوي. وهي معجزة كبيرة ، لم يتم اكتشافها إلاّ بفضل تكنولوجيا القرن 20الـ ، وقد كان ذكر صراحة في القرآن منذ 1400 عام .

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة



الاثنين، 3 نوفمبر 2025

الجزائر الثورة بقلم الشاعر عمر الشهباني - تونس -

 بمنــــــــــ 01  نوفمبر 1954 ــــاسبة الثورة الجزائرية:

عمر الشهباني - تونس - 

                  **** ’’ الجزائر الثورة ‘‘ ****

الى الوطنيين في عيد الثورة الجزائرية:

أنـا من ثورة المليــــــون آت *** من الإصْـــــرار بالعهد البعيدِ

من الأوراس من كل الجزائر *** من الهقَّـــار من رملِ الصعيدِ

من الصّحراء من فجٍّ عميـق *** من الواحَــــات والبحر المَهِيدِ

على الهــامات  أوطادا رُفعنا *** إذا صــــــاح المؤذن بالشهيد

لنا التـــــــــاريخ والأيـام منا *** نصُـــــــوغ ُخِلاقَها مثل الوليدِ

إذا قلنا لهــــا سيـري جنوبا *** لها الركبـــــــان تجري بالبريد

ولو كــان الشمال لنا مسيرا *** فكل الأرض تسعــــــى بالرفيد

بلاد لو يسيـــر الدهر فيها *** يصوغ الدهر من دهري نشيدي

بلادي والجــــزائر من مداها *** كمثل الزهو مسنــــودا بعيدي

*

أجل شعر ’المنــــاضل‘ كان صدقا *** وكان قبله ’عبد الحميدِ‘

وكـــانا شــــاعرين على نضالٍ *** أزالا الرمل عن وجه الوَئِيدِ

إذا قــَــــــالاَ تَأَوَّدَتِ الرّماح *** وصاح الريح بالأشجار ’ميدي‘

وثــــارت في الجزائر كلُّ أرضٍ *** وزادت شعْـــلةً نَــارُ الوَقيدِ

ففعل الحرف عند الحسم سيفٌ *** يزيــــلُ الأسْنَ يأتي بالجديدِ

وليس الجهد يبلغ ما تمنى** ولكن على قدر المقام يطول جيدي 

*

فأرسل يا كليمي الحرف صهوا*** فلا حرف إذا خـانت قصيدي

فمن أهلٌ إذا قلنا قريــــــــــضا *** على غير الجزائر في العديدِ

وهل طهرٌ بحرف فـــــي كلام *** إذا أفضــــى إلى غير المشيد

لها شعري وليس الشعر مني *** لها التحنـــــان بـالذكر المعيدِ

إذا قــــامت لنيل المجد أحنت *** رؤوسَ المكرمات الى الوهيدِ

شهيد الأرض طهرها فضاء *** ومـــاء الخير بالحوض العميدِ

يدور النجم في أرجــــاء أهلٍ *** ولا تنظر إلـــــــــى نجم وحيدِ

نجـــوم في الأديم إذا أضاءت *** لها هدي علـــــى الأمدِ البعيدِ

*

أتينـــــــا الدهر نسأله دروسا *** عن الأيــــــــام تورث للحفيد

سألنــــا ’من له الإقدام؟‘ هام *** وأرسل كفه وحنــــــــى بجيد

وأهطع لم يتمتم بالكَـــــــلام *** وألقــــــى بالإشَــــــــارة للبعيدِ

وقَـــال ‘الشّعر لا يبلغْ مداه *** ولا يحيَــــــــا مع الدَّهْر المديدِ’

‘إذا قيل القريض بغيْر أهلٍ *** كمن صبَّ العطورعلى الصَّديدِ’

‘إذا صغْتم على البلدان مدحا *** وشئتم تنسبــون إلى الجدودِ’

‘وإنْ قلتم فقولوا في الجزائرْ***ولو زرْتم فـــزوروا بالورودِ’

‘فــ’وهران‘و’واديها‘صروحٌ *** و’أطلسها‘ المعمَّـمُ بالجليدِ’

‘وثورتها التي فــــي كلِّ قلبٍ *** لها فخْـــــــرٌ يطوِّق كلَّ جيـدِ’

*

زائر يـــــــــــــا بلاد الواقفين *** بوجه الريح تذرو بالوعيدِ

أدام الله عزك يــــا بلاد *** فأنت المجد بـالشعب العنيدِ

وأنت القوس في مقلاع سهمي**وأنت الصرح بالقصر المشيدِ

تعــالى الأخضر الممشــوق قدا *** بنجم هلالِــك الغض السعيد

ورفرف بالبيــاض علـى جباه *** ووشم بالمعـــــاصم كالجريدِ

إذا زأر الجــزائر فـــــي عرين *** ترى الأوثان تسقط بالمصيد

*

أخــــاف على الجزائر يارفاقي *** وأدعــــو الله بالجهد الجهيد

وأدعو العــــالمين الى الصلاة *** لكي يرجـوا و بالأمل الشديدِ

بذكرالســـــــــاجد القوام فجرا *** بفضل القارئ الداعي المعيدِ

‘يجنبك المكـــاره كي تثنــــي *** قوافلنا إلـــــــى البئر الوريدِ’

علوتي يا جبـال على المكدي *** وفزتي يـــــا بلاد على المكيدِ

وإنــــي لن أكـون لغير أهلي *** وسار الأهل قبلي في العــــديد

وأعمـــامــــي إذا ثرتم أتوْكِ *** وكانت صدرهم مرمى الصهيد

تؤازرك العروبة يـــــا جزائر*** وبالأسلام كفٌّ للشـــــــريد

*

سقى الله الجزائر غيث خير *** لهـا في المغربين يدُ الحميدِ

فكم قــام الزمان إلى خطاها *** لنيل الجــوهر الدسم المفيدِ

أرادت حين جاء الغربُ جندا *** وأهدت  للوغـــــى كفن الوليدِ

سقت أرض الجدود بما رواها *** وضحَّــــى الجد للأبن الحفيدِ

لذاك الزهر أسبغ فـي ثراها *** وهــام البحر بالسهل النضيدِ

وللأغـــــــواط واحات وظل *** وبالســــــاحات فرســـان لغيدِ

وهذا الجيش حفظ للجــــوار *** ومنها الجــار يهفو في المزيد

لتبني المغرب العربي صرحا *** وأنف الحر يعلـــــــــو بالرفيدِ



أرض نوفمبر بقلم الكاتبة زهراء كشان🇩🇿

 أرض نوفمبر

تبقـى بلادي في الوجدان نبض دمي


وفي حنايا فؤادي تسكن عزمي


يا جزائر الأحرار يا وهج قلمي


يا قبلة الفجر يا مجد الأمم


يا أرض نوفمبر المجد والقيم


يا صرخة الأبطال في وجه الظلم


قدسي ترابك في الأرواح منبعه


ونورك الخالد المسكوب في الكلم 


من تربك اشتعل الإلهام فانفجرا


وصار ليلك قنديلا ومحبرا


سقى الشهيد ترابك ثم أزهرا


تلالك الآن تفاخر لن نقهرا 


يا نفحة الياسمين فيك الضياء والهمم


إذا لاح نوفمبر وابتسم


يا موطن الجمال يا نبض العلم


نبقى نغنيك في الأفراح والألم 


يا جزائر النور يا أم الحلم


تبقى الجزائر فجرا لا يغيبُه


ليل الزمان ولا غدر معتمه


فيك الشموخ وفيك النصر يكتبه 


شعب نوفمبر مهيب إذا قال الوطن


انشقت الأرض وارتج البشر 


تبقى بلادي في الوجدان نبض دمي


وفي حنايا فؤادي تسكن عزمي


يا جزائر المجد والقيم


يا جزائر النور والعلم


بقلمي زهراء كشان🇩🇿



لقيطة السبعينات بقلم الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 لقيطة السبعينات


ما بالها لقيطة السبعينات 

حظيرة الإنتداب ….تندب 

وحجم يدي أكبر من حجمها 

كنا عدلناها بكف اليقين

وجب عليك التريث يا عديمة التاريخ 

لنرشح لك وجها آخر 

 غير وجهك هذا القصديري

 الخاضع اللعين

تريثي أيتها الخليط السمج 

من جنس هندوسي 

سريلانكي أسيوي  هجين

تريثي قليلا لكي تأخذي جائزتك الأولى 

لأكثر الوجوه قبحا 

 وأكثر الدويلات اللقيطة تآمرا 

 من بين المتآمرين المطبعين 

هل علمت يا حظيرة الإنتداب 

أن يوغرطة الجزائري ذات يوم عرض روما للبيع ؟.

عنما كنت مجرد حبات رمل 

تحت "صنادل" جهلتك الفاسقين ؟.

هل تعلمين   

أن متاحف الدنيا تحاضر في حضرة  طارق ابن زياد الجزائري 

الذي فتح أوروبا 

وتنهنان والكاهنة والأمير عبد القادر والعربي بن مهيدي وزيغود يوسف والكثير الكثير من أبطال الجزائر الأسياد الأمجاد الشامخين

هل تعلمين أن ثورتنا التحريرية تدرس في جامعات الدنى 

وتناقش بها الأطروحات 

كأكبر ثورة في القرن الواحد والعشرين  

هل تعلمين يا خمارة الضالين 

ويا مكب المكبوتين 

ويا حاضنة الإرهاب والمحتلين 

ويا مدمرة الأوطان الآمنة 

يا مندسة في ثوب الصهاينة العابثين 

أن لالة فاطمة نسومر أسرت جيشا بأكمله من ضباط فرنسا وأهانتهم 

هل تعلمين 

يا متقمصة دور القوي 

أن الجزائر سيدة البحر الأبيض المتوسط 

أمريكا و أوروبا كانوا يدفعون لها الجزية صاغرين 

وأمام اسطولنا البحري العظيم 

تعطيهم الجزائر السيدة 

الشامخة الأوامر يلبون 

تلبية الطيعين الطائعين 

هل تعلمين 

هل تعلمين

 أن الهولندي غنى "لقد أصبح الجزائري سيدا علينا "

والعثماني غنى الجزائر باكيا على حقبة ذهبية 

وأمريكا اسمت مدينة القادر في الأوهايو  باسم الأمير عبد القادر 

واسمت مقاطعاتها الجزائر و فرقها الموسيقية 

هل تعلمين 

أن نصب الأمير عبد القادر في ألمانيا 

وتاريخ الجزائر في متاحف ايطاليا 

وفرنسا وبريطانيا وتركيا 

هل تعلمين 

وتلك الأيام نداولها بين الناس 

يامن أصبحت للشيطان قرين 


الكاتبة الأديبة زينب بوتوتة     الجزائر



أنتَ مسائي بقلم الكاتبة: زينة الهمامي تونس

 *** أنتَ مسائي ***


يا من سكبتَ دفءَ كلماتك في فنجاني

أنا وقهوتي في انتظارك

يا من علّمني أنَّ للحب طعماً لا يشبه أيَّ مذاق

يا سُكّر أيامي وعطر أنفاسي

حين يطلُّ علينا المساء

أنا وقهوتي ممزوجةٌ بنبضي

برغبةٍ أنيقةٍ لا تعرف صخب الكلام

بل تنساب همساً على أطراف الشفاه

تعال نرتشفها معاً

على مقعدٍ من حلم وطاولةٍ من سحر

تظللنا غيمةُ شوقٍ ويشهدنا القمر

وأسمع همسك

وأنت تسكب في روحي سكوناً جميلاً

مع نكهة الحروف ودفء المعاني

خذ من قلبي قصيدةً ومن نظراتي وعداً

بأن نبقى هنا، حيث يولد الحب من الحرف

وتورق الأرواح بالشوق

ننسج من جمال الحرف

عالماً لنا لا يعترف بالمسافات

ولا بأفول القمر ولا برحيل الأماني

أنا وأنت وجمال المساء

وعبق الحب ورائحة القهوة


بقلمي: زينة الهمامي تونس



أنا...عندما تمضغني الحيرة. بقلم الأديبة فاطمة محمود سعدالله

 أنا...عندما تمضغني الحيرة.


هناك ،يولد الصباح مفخخا

بأمنيات موقوتة

تدق ساعتها رويدا..رويدا:

تك..تك..تك

فتشتعل الأسئلة وتسقط ريشا

من أجنحة المُذنَّبات

قبل الانفجار بهمسة.

عند الانفجار ، أتطاير ..أنا

مدججة بالوجع

مضرجة بالحنين

فيا رمال وطني  كيف لي أن أدجن صوتي الهارب من الوقوع؟

كيف لي أن أخصب بذور الصبر

في  تربة قد تستقبل شظايايَ؟


على عتبات المساء أدور حول نفسي

كدوامة صغيرة

أتلمّس طريقا كانت موعودة بالاسفلت

تعد خطى الغدوّ والإياب

تودّع أصداءها المكدسة كالركام

بين مبتدأ ومنتهى.

الفصول متشابكة .والوقت ينصهر 

ذؤابات الوقت

فلا ساعة تدق 

ولا شيء سوى حلقة خانقة..


لا مناص من الفرار

فعليك أيها المسافر عبر الزمن

أن ترسم الطريق محشوا بالرحيل

مسكونا بوجوه غريبة

تلوّح للعابرين من بعيد 

بأيد مبتورة

وخطى موقعة بشرود لا يحصي الوقت

ويصغي بهدووووء

 إلى ترددات الصمت


أيها الغارق في يم الرحيل

إذا عثرت على إصبع مضرج بالحبر

ارسم به على الرمل قصيدة

تنزف برحيق الهجرة

تنبئ بولادة أفق 

تزقزق بين شفتيه عصفورة

تنقر كلمات تتأرجح

بين هنا وهناك

في انتظار حفيف المطر.


أيتها الحيرة المغروسة خنجرا

في خاصرة المكان

لِمَ تمتصين دماء الأشجار الواقفة

منذ الأزل

في انتظار خريف النضج

أو ربيع العودة؟

أيتها الفكرة المغروسة في شراييني

متى تفقس بويضات الشمس

قبسة من ماء وشعر؟

أيتها الفكرة الموءودة في رحم النسيان

متى تتسلقين جدران الصمت

نباتات مزهرة

أو حكايات تثمر بخجل؟


فاطمة محمود سعدالله/تونس/20\5\2025


*نزق القصيدة* بقلم الكاتبة فردوس المذبوح/ تونس

 *نزق القصيدة*

حين حلّت مواسم البوح

وهطل في صدري وابل من الحرف

صارعت نزق القصيدة

رسمت حدودها بين الوجدان والذّهن

دققت مساميرها

أشرعت نوافذها لطيور المجاز والحلم

ولمّا تهادت بخطواتها

تسلّقتني الظّنون

خفت أن تهرب منّي

لملمت شظايا نبضي

ولاحقتها..

وحين عدت

كنت محمّلة بأطياف من الغيم..

بمساحات خصبة

يسافر فيها القلب بلا قيدِ..

قصيدتي استوت متوهّجة

في ثوب من الضّوء

عبّت من نسمات الوجد

نطقت بهمسات النّبض

انسابت مرهفة كأنّات الوتْرِ.


             فردوس المذبوح/ تونس


ضفة مفقودة! بقلم الكاتبة دجلة العسكري

 بقلمي..... ضفة مفقودة!


خذ مني 

رحيق بتلات ساحرة

تأوهات أنفاس صارخة

قيوداً مثقلة بالصدأ

نهراً مضرجاً بالحبق

خذ مني

أشرعتي الممزقة

خيوط كراهيتي الساذجة

دواة قلمي 

ألفة كلماتي والورق

خذ مني 

سيل الألوان 

قوس قزح والأحلام

شفاء حزني 

شهقات الليل 

وأنفاس الصباح

خذ مني 

ثم أرجع بنكهة أنا

العيد والحلوى 

وسهرة فجر


دجلة العسكري

العراق

٢٠٢٥



السّودان صدى لمآسي عربيّة قادمة بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 السّودان صدى لمآسي عربيّة قادمة

لا يكاد الإنسان العربيّ، الّذي يحمل همّ أمّته، يتنفّس الصّعداء حتّى تطفو إلى السّطح قضيّة جديدة تقضّ مضجعه وتستنزف وجدانه. فبينما نعيش وجع فلسطين، ونرقب بعين دامعة ما يتعرّض له شعبنا هناك من قتل وحصار وتشريد وتجويع، تفاقمت فجأة المأساة الإنسانيّة في السّودان، وكأنّ الجرح العربيّ يأبى أن يندمل، بفعل فاعل مجهول أو متغافل عنه.

أقول إنسانيّة لأنّ العنصريّة في جوهرها جرح يصيب الإنسانيّة جمعاء، لا مجتمعا بعينه. وهي إنسانيّة أيضا لأنّ أكثر من يدفع الثّمن هم الأطفال والنّساء الّذين لا ذنب لهم سوى أنّهم أبناء هذه الأمّة أو تلك.

ولعلّ ما يجمع بين ما يعيشه شعبنا في فلسطين وما يقاسيه أهلنا في السّودان ليس فقط الألم، بل الفاعل ذاته بأقنعته المختلفة؛ فحيثما وجد ضعف اقتصاديّ أو انقسام اجتماعيّ، ولو بسيط، وجدت العنصريّة بابا تدخل منه لتؤجّجه وتغذّيه، ثم تستثمره لصالحها.

في فلسطين، تمارس العنصريّة في أوضح صورها تحت راية الصّهيونيّة، وفي السّودان يستغلّ المتكالبون على خيراتها نار الحرب ليغذّوها بالجهل والطّمع والعصبيّة. فيتقاتل أبناء البلد الواحد باسم القبيلة أو الطائفة، كما يتقاتلون هناك باسم الدّين أو الأمن.

لكن لنسأل هؤلاء: من الرّابح ومن الخاسر في هذه الحروب العبثيّة؟

الخاسر واحد: الإنسان العربيّ في كلّ مكان. ففي السّودان كما في فلسطين، تستنزف الطّاقات، وتهدر الخيرات، وتطمس معالم الكرامة، بينما يجلس المتآمرون على موائد النّفط والذّهب والصّفقات.

وعلى افتراض أنّ أحد الأطراف في السّودان انتصر، فماذا سيجني؟

هل سينال من الذّهب ما يعيد له حرّيته؟ أم سيحكم على أنقاض وطن مدمّر، ليبقى رهينة ذلّ جديد وتبعيّة خانقة لا مخرج منها؟

ما تكاد تستقيم الحال في بلد عربيّ حتّى يجد المتآمرون طريقهم إليه، يعبثون بسياساته واقتصاده ونسيجه الاجتماعيّ. ومصيبة المصائب أنّ معظم الحكّام العرب لا تزال تنطلي عليهم حيل أكل عليها الدّهر وشرب، بل وربّما ساهموا فيها طوعا أو جهلا، وهم يظنّون أنّهم بمنأى عن الخطر.

لكنّ الحقيقة أنّه لن ينجو عربيّ واحد من نار العنصريّة الصّهيونيّة، ولا من غيرها من القوى المتكالبة على خيرات العرب والمسلمين، ما دام التّفرّق سيّد الموقف، والصّمت عنوان العجز.

إنّ مأساة السّودان اليوم ليست سوى صدى جديد لمأساة فلسطين، وربّما إنذار لمآس عربيّة قادمة إن ظلّوا على حالهم الرّاهنة. وكأنّ القدر يذكّرنا في كلّ حين أنّ قضيتنا واحدة، وإن اختلفت الميادين: قضيّة كرامة الإنسان العربيّ في وجه الظّلم والهيمنة والنّسيان.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


" ثورة " بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش_ سوريا

 " ثورة "

              بقلمي فاطمة حرفوش_ سوريا 


سكتت الحروف في فمِ الكلامِ

منذُ أن حلّت بربوعِنا الجميلةِ

أسرابُ الجرادِ، وجحافلُ الغزاةِ،

وعلا مَدَوِّيًا صوتُ مجازرِ الإرهابِ.


ولجتُ بابَ اللغةِ لأستعينَ بها،

فولّتْ حروفُها هاربةً،

وسكنتْ صحراءَ عقولِهم من هولِ المأساةِ.


لبسوا عباءةَ الدينِ، والدينُ منهم براءُ،

وغرزوا سيفَ حقدِهم المسمومَ

في قلبِ البراءةِ، ونصبوا خيامَ

الموتِ في العراءِ.


فاكفهرَّ وجهُ السماءِ غضبًا،

ومالتْ شمسُها ظهراً للغيابِ.


أواهْ... يا وطنَ الجمالِ،

كيف استباحتْ وجهَك الجميلَ

قطعانُ الإرهابِ!

ووطئتْ شاطئَ أرضِك الطاهرةَ

أقدامُ رجالِ الشيطانِ!


أواهْ... كم عانيتَ،

منذُ أعلنوا ثورةَ الإرهابِ،

فعاثوا فساداً، ودمّروا دياراً، ويَتّموا صغاراً،

وقضَوا على نبضِ الأحرارِ.


كبّروا وهلّلوا وهتفوا عالياً:

حيَّا قومي على الجهاد!

قالوا: النساءُ حلالٌ لنا، وهنَّ سبايا،

فلا دينَ غيرَ دينِ أجدادِنا،

ولا خيارَ لكم

سوى القبرِ أو الرحيلِ عن أرضِ الأجدادِ،

وقالوا: لحربِ الإبادةِ تعالي!


جفّتْ دموعُ الغيمِ، ويَبِسَ قلبُ الربيعِ،

ورحلَ عن أرضِنا مُرغماً،

فلم يعدْ له في الأرضِ مكانٌ.


توضأ الحزن بدمع الجبال،

وفاض صدر الأرض بالآهات،

فبكى سهلٌ، وقُهرَ جبلٌ، وذُلَّ وادٍ،

وناحتِ الأطيارُ من الحزنِ ثكلى،

باكيةً على رمادِ الأعشاشِ،

منذُ أتتْ نارُ الحقدِ على الغابةِ الخضراءِ،

فصاحتْ طالبةً الغوثَ:

رحماك ربَّ السماءِ!


ظنّوا أنَّ البطشَ يُقيمُ مملكةَ القوّةِ،

وتناسَوا أنَّ أساسَ الملكِ

الرحمةُ والعدلُ،

هكذا نادى بجلالِ كتابِه ربُّ العبادِ.

فحكموا بالسيفِ، فبِئسَ حُكمُ الطغاةِ!



قسم شبل بقلم الشاعر محمد علقم

 قسم شبل

...................

أقســم الشــبل يمينـا

شعبي لن يبق سجينا 

وطني سـأدافـع عنـه

وطني أضحى عرينا 

كــم عـدو اهـلكـتــه

أرضُـنا فبات حـزينا

وطنـي.. عـربي ابـيّ

اسألـوا عنه السـنينـا

.................................

هـذه حـطيــن رمـــز

شـرُفـت فيهـا ربـانـا

وهزمنا الغـازي فيها

عاد من حيـث اتـانـا

ابشري ياقدس يوما

فيه لن تكوني لعدانا

نبذل الغالـي رخيصا

نحن نفتديك بدمانـا

.................................

يـا عـــدو الله احــذر

لـم تكـن الارض نهبـا

نهبـك لـلارض ظـلـم

زادنــا. للارض حـُبــا

لم تكن يوما صديقـا

أنت من اشعلت حربا

أنــت لـســـت الاهــا

فلـهــذا الكـــون ربــا

محمد علقم/4/11/2013

اندثار محاصيل الزيتون هذا العام بقلم الكاتب . عبدالسلام جمعة

 اندثار محاصيل الزيتون هذا العام

................

 و كأن كل كتاب فلسطين لا يعرفون بهذه المصيبة وكيف تنتزع الغلال من يد الفلاح وهو بالطبع الأكثر صمودا و  الأكثر دفاعا عن الوطن لأن راتبه طبعا تدفعه المزارع والحقول وعلى شفاهها ابتسامة عريضة دون من أو أذى .

لا يأتي راتبه من مساعدات مسمومة لها شروط و  شرطها الأول أن يبتعد متلقي المساعدات عن العنف و مفهوم ألا عنف هو  أن تسكت عن من يعتدي عليك و أن لا ترفع  صوتك عليه وأن تتلقى سياطه بابتسامة فالحكمة أجدى من المقاومة بكل أشكالها هكذا قالوا في رام الله وقولهم لا يحتاج إلى بحث فهو يتكرر كل يوم .

هكذا يريدون المقاومة ويصفقون للتخاذل ألا وهم أتباع السلام الكاذب. ومثلهم كتاب السلام الكاذب الذين لم نرى منهم أي شرح عن ما يحدث كل يوم في هذه الأيام حيث يسرق القطعان ثمار الزيتون و وصل بهم الصلف والتطرف إلى دخول بيوت الفلاحين وأخذ ما جمعوه من المحصول..

محاصيل الزيت تسرق كل يوم على أيدي القطعان ويصمت الكتاب لأن كتاباتهم إذا كانت لا تناسب السياسي  الذي يتقن تقديم التنازلات لا تلقى رواجا ولا يدفع لصحابها أجرا . 

لذا أتقن كتاب السلام الفلسطينيون العتاب ولوم الآخرين وخاصة العرب على التقصير  .. ونسي هؤلاء أنفسهم يوم وضعوا الوردة في فوهة بندقية الجندي فركل الجندي من وضع الوردة و أسقطه أرضا  وأخذ الوردة و وضعها تحت قدمه  .. 

..........

بقلمي . عبدالسلام جمعة



اللحن الحزين بقلم الكاتب صالح مادو

 اللحن الحزين

من الذاكرة، 

ومن ظلّ الخيمة

خرجت كلماتي

تحمل وجع الأرض... 

وجع الهجرة

ولحناً حزينا

 هو «. اللحن الحزين»


من يعرفُ  اللحنَ الحزين؟ 

كم ثرثرَ قلمي؟.. 

حصد الغزاةُ الزرعَ

وانا لا زلتُ في الخيمة

او بين الأنقاض

كيف لي لا أعزفَ

اللحن الحزين؟ 

سأبقى اٖعيشُ

بين قصائدي

أعزفُ اللحنَ الحزين

إلى أن أعود

وتُزهِرَ الأرضُ من جديد 

ويولدَ لحنٌ آخر

لحنُ الحنين

............ 

صالح مادو

المانيا 1/11/2025

.....