السبت، 1 نوفمبر 2025

**((كرامةُ أحمق)).. قصة: مصطفى الحاج حسين.

 **((كرامةُ أحمق))..

قصة: مصطفى الحاج حسين. 


حينَ نِلتُ جائزةَ الإبداعِ الأدبيِّ والفكريِّ من دولةِ الكويتِ، ذهبتُ إلى دمشقَ لأصرِفَ الشِّيك، لأنَّ البنكَ في حلبَ لم يُسلِّمني المبلغَ.

  

ذهبتُ بمفردي ليلًا، وكنتُ في تمامِ الثامنةِ صباحًا أقفُ أمامَ البنكِ. 


صَرَفوا لي المبلغَ، وعلى الفورِ عدتُ راجعًا إلى حلب. 


الوقتُ صباحًا، والرُّكَّابُ قلَّةٌ، والبُولماناتُ كثيرة.  

قطعتُ تذكرةً وصعدتُ، وقدَّمتُ التذكرةَ للمُعاوِن، فقال لي: 


– لا ركابَ كُثُر، اجلسْ حيثُ ترغبْ.

 

اخترتُ مقعدًا، خلعتُ مِعطفي، ووضعتُه مع حقيبتي الصغيرةِ على الرَّفِّ فوقَ رأسي، وجلستُ. 


وحين تحرَّكتِ الحافلةُ لتمشي، صعدَ رجلٌ يَشكو من شللٍ في رجلِه، ومعه امرأةٌ. 


والمقاعدُ كثيرةٌ وفارغةٌ، نحنُ بُضعةُ ركابٍ، لا يتجاوزُ عددُنا العشرةَ.


لكنَّ هذه المرأةَ نظرتْ في تذكرتِها، وتقدَّمت نحوي، قالت: 


– هذا المقعدُ لنا. 


ابتسمتُ لها، وقلتُ: 


– أُختي، المقاعدُ كلُّها فارغةٌ.. اقعدي أينما أردتِ. 


قالت بحدَّةٍ:

 

– هنا مكانُنا.. وسنقعدُ هنا. 


نظرتُ إليها.. تأمَّلتُها جيِّدًا، تبدو هذه المرأةُ رَزيلةً، ووقحةً، ووَسِخةً.. وزوجُها عاجزٌ، وتبدو عليه علاماتُ الطِّيبة، فحاولتُ إقناعَها بلُطف: 


– أُختي، ما الفرق؟!.. أنا سألتُ المعاوِن، وقال لي: اجلسْ في المكانِ الذي تُريده، وجلستُ هنا بعد أنْ خلعتُ مِعطفي، ووضعتُ حقيبتي كما ترين، فلماذا تُريدين عذابي؟!.. المهمُّ أنْ نصلَ بالسَّلامة.

 

صاحتْ غاضبةً، بطريقةٍ بشعةٍ:

 

– انهضْ من مكانِنا، يا عديمَ الذوقِ! 


وقبل أنْ أردَّ عليها، فأنا شعرتُ برغبةٍ بالتحدِّي.


قال لها زوجُها: 


– تعالي إلى هذا الكرسي.. يعني ما الفرق؟!

  

زَعقتْ بوجهِه بانفعالٍ، وعدمِ اكتراثٍ واحترامٍ:

 

– اسكُتْ أنتَ، لا علاقةَ لكَ بالأمر! 


قرَّرتُ ألَّا أُعطيَها المقعدَ، مهما كلَّفَ الأمرُ، مع أنَّه لا فرقَ عندي بين مقعدٍ وآخر، بل لستُ جاهزًا لمثلِ هذه المشكلةِ التافهةِ.

 

فأنا سعيدٌ بحصولي على هذه الجائزةِ العربيَّةِ، والتي كانت حلمَ جميعِ أصدقائي، وأنا لا أحمِلُ الابتدائيَّة، في حين كان عددُ من شاركَ في هذه المسابقةِ يتجاوزُ الثلاثةَ آلافٍ – نسيتُ الرقمَ – وكلُّهم من حملةِ الشهاداتِ العليا.

  

ثمَّ إنَّ سعادتي عظيمةٌ بهذا المبلغِ الذي حصلتُ عليه، أكبرُ مبلغٍ ألمسُه وأحوذُ عليه في حياتي، ويكونُ لي. 


منذُ اليوم، لن تحتجَّ زوجتي على متابعتي للكتابةِ والنشرِ، وسيتوقَّفُ أبي عن قولِه:


– الأدبُ لا يُطعِمُ خُبزاً.. 


لكن هذهِ المخلوقةُ التافهةُ والسّاقطةُ، مِن أينَ بَرَزَتْ لي، لتقتلَ عليَّ فرحتي، وتُشتِّتَ لي خيالاتي وأحلامي؟!..  


وتقدَّمَ منِّي المعاونُ، يسألني بلُطفٍ:

 

– أستاذ، من فضلك تعالَ إلى المقعدِ المجاورِ.  


وتوقّفَ السائقُ عن المسيرِ، وكان قد خرجَ من المحطَّةِ، واجتازَ مسافةً ليست بالقليلةِ..  

وتدخّلَ بعضُ الركّابِ، والكلُّ يرجو أنْ نُنهيَ هذه المهزلةَ..  


فقلتُ مخاطباً المعاونَ:

 

– حينَ أعطيتُكَ تذكرتي، قلتَ لي أنْ أجلسَ على المقعدِ الذي أختارُه.. وأنا اخترتُ هذا الكرسي، فلماذا لا تطلبُ منها أنْ تجلسَ، ومن معها، على كرسيٍّ آخر؟!  


قال المعاونُ، وعلاماتُ الحرجِ والارتباكِ باديَتَين عليه: 


– يا أخي.. هي مُصمِّمةٌ أن تأخذَ الكرسيَّ المُخصَّصَ لها.


وتحرَّكَ السائقُ من خلفِ مقعدِه، وتوجَّه نحونا، قائلاً في استياءٍ: 


– سوف أُلغِي الرحلةَ بسببِكم.. ما رأيكم؟.  


صاحتِ المرأةُ، التي شكلُها وهندامُها يدُلّانِ على مستواها الوضيعِ:

 

– ناسٌ لا تحترمُ النظامَ والقوانينِ.  


صرختُ بازدراءٍ:

 

– وأنتِ ما شاءَ اللهُ، تَبدينَ في قمَّةِ التَّحضُّرِ والذوقِ.  


وهُنا نهضَ رجلٌ، كان مقعدُه يقعُ خلفَ كرسيِّ السائقِ، أي في الصفِّ الأوَّلِ.. واتَّجه إلينا، كان ضخمَ الجِثةِ، غزيرَ الشَّنبِ، مُكفهرَّ الوجهِ..  

تقدَّم نحونا مسرعاً، في عينيه غضبٌ واضحٌ.. وحينَ وصلَ إليَّ، صرخَ:

 

– أنتَ رجلٌ لا يفهمُ.. ولا تأتي بالذوقِ.. هَيّا انهضْ من هنا قبلَ أن أُحطِّمَ وجهَك.  


تفاقمَ الوضعُ.. وجدتُ نفسي في ورطةٍ لا نهايةَ 

والمرأةُ استبشرتْ خيراً بهذا الحيوانِ.. وأنا في قرارةِ نفسي ألعنُ نفسي على هذا المأزقِ الذي وضعتُ نفسي فيه.. ليتني منذ البدايةِ نهضتُ وتخلّيتُ لهما عن هذا الكرسيِّ اللعينِ. 


ولكن الآن، وفي هذه الطريقةِ المُهينةِ، صعبٌ عليَّ جدّاً التنازُلُ والقبولُ، والرُّضوخُ للأمرِ الواقعِ.. كرامتي لا تسمحُ لي أن أُهانَ.. كبريائي يمنعُني من القيامِ بكلِّ هذا التنازُلِ. 


يا ربِّي، لمَ أرسلتَ لي هذه المرأةَ اللئيمةَ؟!.. ما عساني أن أفعلَ؟!..  


الوضعُ تأزَّم.. الرجلُ البغلُ يقفُ فوق رأسي، ويلتقطُ أنفاسَه بصعوبةٍ.. يبدو أنَّه مجنونٌ، عصبيٌّ إلى أبعدِ الحدودِ.. جسدُه الضخمُ بحجمِ جسدي مرَّتين.. أردتُ أن أمهِّدَ لتنازلي، لخيبتِي، لمرارتي، لانهزامي، لاستسلامي، فقلتُ:


– كُلُّكم وقفتم معها لأنَّها امرأةٌ.. لكنكم لم تكونوا مع الحقِّ والمنطقِ.


لكنَّ هذا المتوحِّشَ الذي يقفُ فوقَ رأسي، لم يُمهلني.. بلِ امتدَّت يدُهُ الضخمةُ وصفعَتني على وجهي، وهو يصرخُ في هياجٍ:

  

- قلتُ لك انهضْ يا عديمَ الذوقِ، وإلّا قضيتُ عليك!.. أنتَ لا تعرفُ مع مَن أنتَ تتحدَّث.. ليكنْ في علمِكَ.. أنا رئيسُ مرافقةِ سيادةِ العميدِ الركنِ (مصطفى التاجر)، رئيسِ فرعِ الأمنِ السياسيِّ.


هالني ما أنا فيه من موقفٍ فظيعٍ.. أنا الآن أُضرَبُ.. أتعرضُ للضربِ من قبلِ هذا الخنزيرِ.. بسببِ تلك الحقيرةِ الفاجرةِ.. يا الله!!!  

اليومُ هو يومُ فرحتي، يومُ سعادتي.. أنا حصلتُ على أهمِّ جائزةٍ عربيةٍ في الأدبِ، عن مجموعتي القصصيةِ الأولى.. الكلُّ اليومَ يحسدُني، وكان يتمنى أن ينالَ الجائزةَ بدلاً عني، فأنا بنظرِهم لا أستحقُّها، لأنِّي لا أحملُ حتى وثيقةَ الابتدائيِّ، في حينَ هم يحملونَ الشهاداتِ الجامعيةَ.


ولكن، ما العملُ الآن؟!.. أردتُ التراجعَ.. لكنّ هذا السفيهَ لم يمنحني الفُرصة.. وأنا بهذه الطريقة لا ألبّي وأتنازلُ،  

حتّى لو قُتلتُ.


أحتاجُ إلى معجزةٍ من عندك يا ربي.. معجزةٍ سريعةٍ، خاطفةٍ.. لأنجو من هذا الموقفِ.. زعقتُ وأنا أَهُمُّ بالنهوضِ: 


- أتَضربني؟!.. أنتَ تَضربني!!!.. ومن أجل هذه التافهة؟!.. أنا سأريك.


قلتُ هذا، بينما كنتُ في داخلي أَهزأُ من نفسي: 


- وماذا ستفعلُ يا بطل؟!.. هذا يأكلك من دون مِلح.


لكن هذا الضبعَ، لم يتراجعْ، ولم تَهتزَّ لهُ شعرةٌ من شنبه الغزيرِ الشعرِ والأشقرِ اللونِ، بسبب تهديدي له.. بل امتدّت يدُه إلى خاصرتِه، واستلَّ مسدسًا، أشهرَه بوجهي، وهو يصرخُ:


- وحقِّ اللهِ سأَقتلك!.. سأُفرغ طلقاتِ المسدسِ في صلعتك!


دبَّ الذُّعرُ بين جميعِ الركَّابِ، والسائقِ، والمعاونِ، وزوجِ المرأةِ العاجزِ، بلْ وحتّى المرأةُ خافتْ وندَّتْ عنها صرخةُ ذُعرٍ .. وهي تصيحُ :

 

- لا.. لا تقتله!.. خلاص!.. ما عُدتُ أريدُ كُرسيَّه، دَعْه له.  


وأنا بدوري كانتْ أوصالي ترتعدُ، رغمَ محاولتي كبحَ ارتعاشي.. وبذلتُ جهدًا عظيمًا لكي أتظاهرَ بالتماسكِ والشجاعةِ.  


هتف السائقُ، بعد أن كان يطلبُ منَّا أن نُصلِّي على النبيِّ، ونهدأَ : 


- الحمدُ لله!.. ها هي الأختُ.. تنازلتْ له عن الكرسيِّ.. وانتهتِ المشكلةُ.  


وانبعثَ الأملُ في داخلي من جديدٍ .. انتهتِ المشكلةُ، وسأعودُ لخيالاتي وأحلامي.  


لكنَّ صاحبَ الشَّنبِ الكثيفِ، عنصرَ المُخابراتِ، زَعَقَ كالحيوانِ:

 

- بلْ سينهضُ غصبًا عنه!.. وإلّا أفرغتُ المسدسَ في صلعته!


عاودتْني موجةُ التحدِّي.. شعرتُ بالإهانة، مع أني أتمنّى من كلِّ قلبي أن أُغادرَ هذه الحافلةَ، دون أن يُعيدوا إليّ نقودي، وسآخذُ تكسي وأعودُ للكراجِ لأصعدَ على حافلةٍ أخرى..  

قلتُ في يأسٍ وأنا أتظاهرُ بالشجاعة:


- هيّا اقتلني.. ماذا تنتظر؟!.. لن أتركَ الكرسيَّ.


وصاحَ الجميعُ بصوتٍ مملوءٍ بالضيق:


- يا جماعة، صلُّوا على النبي.


وما كان من البغلِ الذي يُشهِرُ مسدَّسَه، إلّا أن ضربني بأخمصِ المسدَّسِ على رأسي، وهو يزأرُ كوحش:


- وحقِّ اللهِ، سأقتلك!


وصرختْ جوارحي بجنونٍ وقنوط:


- يا ربّ!.. أعطِنا حلًّا يُرضي الجميع!.. يا ربّ، لا أريدُ أن أموت!.. أريدُ أن أبقى وأعيش، وأكتب!.. سأكونُ كاتبًا عظيمًا، مثل نجيب محفوظ، ونزار قبّاني، ومحمود درويش، وزكريا تامر...


وفجأةً، ومثلَ انبعاثِ البرق، خطرَ لي أن أقول:


- إن كنتَ تظنُّ نفسَك رئيسَ مرافقةِ سيادةِ العميد (مصطفى التاجر)... فأنا ابنُ عَمَّةِ الرائد (طلال الأسعد).


وما إن أنهيتُ كلامي هذا، وأنا في غايةِ السوءِ والقلق، حتّى رفع مسدّسَهُ عني، وتطلَّعَ بي بِتَمَعُّن، وهتف:


- قول وحقِّ الله إنّك ابنُ عَمَّةِ سيادةِ الرائد طلال الأسعد!


وكان الرائد (طلال الأسعد) هذا، هو بالفعل قريبٌ لصديقٍ عزيزٍ على قلبي، ولا أعرف كيف تذكَّرتُهُ في هذا الوقتِ العصيب.. فقلت:


- نعم، أنا قريبُه، واليومَ ستلقاني عنده.


تراجع ذو الشنبِ الضخم، نظرَ إليّ باسماً، وهتفَ بفرحة:


- لك أبوس اللِّي خَلَق الرائد (طلال).. سيادتُه حبيبُ قلبي!


واقْتَرَبَ مِنِّي ليُحضِنَني، وتنهَمِرَ على رأسي ووجهي قُبُلاتُهُ الحارَّةُ والصَّادِقةُ.


وهكذا انتهتِ المشكلةُ.*


 مصطفى الحاج حسين.



في المعهد الفرنسي سوسة ● لقاء فكري يتعلق بمحور:" الفن لغة الإنسان : مقاربات جمالية في:الإبداع المعاصر ' تغطية الكاتب جلال باباي

 في المعهد الفرنسي سوسة


● لقاء فكري يتعلق بمحور:" الفن لغة الإنسان : مقاربات جمالية في:الإبداع المعاصر ' 

ضمن الدورة الثانية من السومبيوزيوم الظولي:" سافر مع فنك "


   في اطار السونيوزيوم الدولي للفنون التشكيلية:" سافر مع فنك"  يستضيف اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 المعهد الفرنسي بسوسة  نخبة من الأساتذة والباحثين من تونس  على غرار : فريال جمالي عمار ، نزار مقديش و فاتح بن عامر ضمن لقاء فكري وثقافي متميّز يُعنى بموضوع:

"الفن لغة الإنسان: مقاربات جمالية وتواصلية في الإبداع المعاصر".

       يهدف هذا اللقاء إلى فتح فضاء للحوار والتبادل حول مكانة الفن في التعبير الإنساني، ودوره كجسر للتواصل بين الأفراد والثقافات. من خلال مداخلات الأساتذة والباحثين المشاركين، التي تسعى إلى استكشاف الأبعاد الجمالية والتعبيرية للفن و الإبداع المعاصر.

 و يشكٌل هذا الحدث  فرصة ثمينة لتلاقي الفكر الفني والأكاديمي، ولتعزيز التعاون بين الفاعلين في المجال الثقافي في تونس، مؤكدين أن الفن يظلّ دائمًا لغة الإنسان المشتركة التي تتجاوز الكلمات والحدود.

   في الاثناء لا بد ان نثني:على المجهودات الجبارة المبذولة من طرف منسقي السونبوويوم : محمد أكرم خوجة،  تقوى مناد و المولدي ضيف الله.من اجل تذليل كل الصعوبات و توفير اقصى عوامل النجاح لهذا الملتقى الدولي الذي يجمع عديد المبدعين من 16 دولة عالمية وهذا الأمر يحسب لهيئة التنظيم و مختلف الهياكل المساهمة فيه سياحية كانت أو جهوية و ثقافية.

  

                            ▪︎:الكاتب:  جلال باباي



من لطائف اللّغة العربيّة حَدَاثَةُ النّتَاجِ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس

 من لطائف   اللّغة  العربيّة 


حَدَاثَةُ النّتَاجِ

نَفَسَت المَرْأَةُ ... وعَاذَت النَّاقَةُ ... وفَرِشَت الأَتَانُ وَالفَرَسُ... ورَغَثَت النَّعْجَةُ... ورَبَّت العَنْزُ.

 

لغـــز شعْري

بَصِيرٌ بِمَا يُوحَى إِلَيْهِ ومَا لَهُ 

لِسَانٌ ولا قَلْبٌ ولا هُوَ سَامِعُ

كَأَنَّ ضَمِيرَ القَلْبِ بَاحَ بِسِرِّهِ 

إٍلَــيْهِ إِذَا مَــا حَـــرَّكَتْهُ الأَصَابِعُ.

الحلّ: القَلَم.


من قدرات اللّغة العربيّة

 الأَيْــدِي

*اليَـدُ = النِّـعْمَةُ    *اليَـدُ = القُـوَّةُ  

*اليَـدُ = القُدْرَةُ    * اليَـدُ= المُلْكُ    

*اليَـدُ = السُّلْطَانُ  *اليَدُ= الطَّاعَةُ    

* اليَـدُ = المَجَاعَةُ    *اليَـدُ = الأَكْـلُ 

*اليَدُ = النَّـدَمُ       *اليَـدُ = الغِيَـاثُ   

*اليَـدُ = مَنْعُ الظُّلْمِ   *اليَدُ = العِتَابُ

*اليَـدُ = الاسْتِسْـلام.


من أوصاف المطر ... 

الوَابِلُ: المَطَرُ الشَّدِيدُ الضَّخْمُ القَطْرِ، الغَلِيظُ، العَظِيمُ. الوَدْقُ: المَطَرُ كُلُّهُ، شَدِيدُهُ وهَيِّنُهُ.

الوَسْمِيُّ: المَطَرُ الّذِي يَنْزِلُ فِي الخَرِيفِ.

وَلْثُ السَّحَابِ: النَّدَى اليَسِيرُ أَوِ القَلِيلُ مِنَ المَطَرِ.

الوَلِيُّ: مَطَرُ الشِّتَاءِ. والرِّبْعِيُّ: مَطَرُ الرَّبِيعِ. 

والحَمِيمُ: مَطَرُ الصَّيْفِ.

الوَكُوفُ: السَّحَابَةُ، تُمْطِرُ قَلِيلًا قَلِيلًا.

الوَلِثُ: القَلِيلُ منَ المَطَرِ.

الوَلِيُّ: الّذِي يَلِي مَطْرَةً سَابِقَةً.

المَوْهَبَةُ: السَّحَابَةُ تَقَعُ حَيْثُ وَقَعَتْ.


صرف: تعدّد المصادر لِنَفْسِ الفِعْل

أَمِنَ، يَأْمَنُ، أَمْنًا وأَمَانًا وأَمَانَةً وأَمَنًا وإِمْنًا وأَمَنَةً: اِطْمَأَنَّ وَلَمْ يَخَفْ.

اليَائِيُّ والوَاوِيُّ مِنْ نَفْسِ الجِذْرِ.

جَوِفَ، يَجْوَفُ، جَوَفًا. والجَوَفُ: خَلَاءُ الجَوْفِ، 

كَالقَصَبَةِ الجَوْفَاءِ.

جَافَهُ، يَجُوفُهُ، جَوْفًا: أَصَابَ جَوْفَهُ.

جَافَت الجِيفَةُ، تَجِيفُ، جَيْفًا: أَنْتَنَتْ.


مِنْ سُدَاسِيَّات العَرَبِيَّة:

الإسْتَبْرَقُ: الدِّيبَاجُ الغليظ.

الأُسْطُرْلَابُ : جِهَاز لقيس ارتفاعات الأَجْرام.

الأَسْقَرْبُوطُ : مَرَض يُصيب اللّثّة من سوء التّغذية.

الأَسْمَنْجُونُ : اللّوْن الأزرق الخَفيف.

الإسْطَفْلِينُ : الجَزَر الّذي يُؤْكَل.

كنت سمعت من أبي الهَمَيْسَع حرفًا، وهو جَحْلَنْجَعَ. 

الخَشَسْبَرَمُ : من رياحين البَرّ شبيه بالمَرْو.

الشَّاهَسْفَرَمُ : رَيْحَان المَلِك.


المُزَاوَجَـةُ.

يُقَالُ، لُغَةً: زَاوَجَ بَيْنَ الشَّيْئَيْن، إذَا قَرَنَ بَيْنَهُمَا.

والمُزَاوَجَةُ فِي الاِصْطِلَاحِ : تَرْتِيبُ فِعْلٍ وَاحِدٍ ذِي تَعَلُّقَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ عَلَى شَرْطٍ وَجَزَائِهِ، لَكِنَّهُ إِذْ يُرَتَّبُ عَلَى الشَّرْطِ يَكُونُ مَقْرُونًا بِأَحَدِهِمَا، وإذْ يُرتَّبُ عَلَى الجَزَاءِ يَكُونُ مَقْرُونًا بِالآخَرِ مِنْهُمَا.

• جَمَالِيَّاتُ المُزَاوَجَةِ : 

مَبْعَثُ الجَمَالِيَّةِ هُوَ التَّشَابُكُ المَلْحُوظُ فِي المَعَانِي، ذَلِكَ أَنَّ الشَّرْطَ، أَسَاسًا، هُوَ تَوَقُّفُ حُصُولِ شَيْءٍ عَلَى شَيْءٍ آخَرَ، فَهْوَ شَكْلٌ عَالٍ مِنْ أَشْكَالِ التَّلَازُمِ ، فَإِذَا أُضِيفَ إِلَى ذَلِكَ رِبَاطٌ آخَرُ بَيْنَ الشَّرْطِ وجَوَابِهِ، وَهْوَ تَرَتُّبُ مَعْنًى وَاحِدٍ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمَا، تَضَاعَفَ تَرَابُطُ الكَلَامِ.

أَمْثِلَةٌ:

ليس المُتَعَلِّقُ كالمُتَأَلِّقِ: يُضْرَب في فَضْلِ الأَفْضَلِ. مُزَاوَجَةٌ.

مَا لَهُ حَانَّةٌ ولَا آنَّـةٌ: أَيْ لَا شَاةٌ ولَا بَعِيرٌ. مُزَاوَجَةٌ.

بَيْتٌ حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَةِ: مَا ظَهَرَ ومَا بَطَنَ. مُزَاوَجَةٌ.

عَرَفَ ذَلِكَ البَادِي والقَادِي: كُلُّ مَنْ أَتَى. مُزَاوَجَةٌ.

أَخَذَهُ الزَّوِيلُ والعَوِيلُ: القَلَقُ والبُكَاءُ. مُزَاوَجَةٌ.


من حكم العرب:

مَنْ خَالَفَتْ أَفْعَالهُ أَقْوَالَهُ    تَـحَوَّلَتْ أَفْعَالُهُ أَفْعَى لَهُ

مَنْ لَمْ يَكُنْ لِسَانُهُ طَوْعًا لَهُ  فَتَرْكُهُ أَقْوَالَهُ أَقْوَى لَهُ.  


 حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس



لُغْزٌ هواك بقلم الكاتبة جميلة مزرعاني

 لُغْزٌ هواك

كلّما نزفَ ناي العتاب

انساب اللّحنُ وَسْنان 

تمدّدَ الجرحُ في صدرِ الغياب 

 كشرنقةٍ مَطَّها جَذْبُ الأطياب

 

لا لشغف

لا لفقد

لا لحنين 

بل عجبًا واستغراب


كم احتواكَ القلبُ في زمن عشقه 

يزفُّ النّبضَ للخُطَى 

تُسَرِّعُ اللّقاء 

كائنًا يجهل 

أنّ شمسكَ تضمرُ الإنسحاب 

منذورة للأفول 

إلى أبعد غروب 

حيث الأقاصي اغتراب 


 تستعيدني الذّكرى بعدسة  الخاطرة   

كيف صار للحبّ أجنحة 

قادته إلى عشّ السّراب

يطلق قاذفات الزّمهرير 

تنهش جذوة الغرام 

وكيف ارتدّ الطّرْف هاشلًا 

كغزالة الصحراء تتوارى من طلقة صيّاد 


يا من تغذّى نبضه

من جوارح الهوى 

من ضَرْعِ الصّدق 

وعبق الوفاء

 كم كان يندف دفء الأحاسيس أشعار


كم خبّأك الفؤاد في كهفه ؟ 

خشية نسمة 

يعبث بها الضّباب 

كم طاف الورد على ضفاف قهوة الصّباح؟ 

يغزل القصائد  من روح العطر 

ليفكّ الفنجان لغز هواك 

 وعلى لسان الطّالع

همسات من بريق أمل

يتعقّبها النّظر جاهدًا  

  يغرف من حوض التّأمّل 

كمشة أحلام 


جميلة مزرعاني 

لبنان الجنوب 

ريحانة العرب



زكاة الجمال بقلم د.آمال بوحرب

 زكاة الجمال 

——

قالَ: لقد بلغتِ النصابَ في جمالكِ

وإنَّ الزكاةَ عن الجمالِ تبسّم 

أعطني زكاةَ حسنكِ واعلمي

إنَّ العطاءَ لغيري مُحرَّم

فقلتُ:

جمالي دينٌ عليَّ

لا تطلبْ عُشْرَهُ

فأنا عاشقةٌ

لمن يملكُ السحر  في عينيها

خذْهُ كاملًا،

دون حسابٍ ولا ميزان

فالوردُ عند الغسقِ

يُقطّعُ أطرافَهُ بنفسهِ

يئنُّ في الهواء 

يدعو السماء 

أَنْ تَغفِرَ لِلجَمَالِ خطَايَاه

ويشهد  على أنَّ الحسن 

لا يُزكَّى إلا بالألم 

د.آمال بوحرب 

تونس



الأطلال بقلم وليد سترالرحمان

 الأطلال 

.................................

قالت كلاما جارحا تلك الجميلة قرتي 

غمست بصدري خنجرا 

ما أخطأت 


 في الجوف كنز وافر 

و السهل حقل ناضج 

و شواطئي تمتد حتى الأطلس 

خلجانها مرجان يثري الدولة 

لكن في شبل يحب الهجرة 


يا لوعتي 


نهب العميل خزانتي من أجل غرب مجرم 

سنوات جمر جارفة 

قد أفسدت بستان فحل سخر طاقاته

في نطم بيتي و انتهى 

زمن الرتابة و الغنى 


مازلت أذكر ما جرى 

فدماء تلك الطفلة 

آثارها بقيت عمودا شاهدا 

و كأنها أطلال روما ها هنا 


سقط الرقيب الصالح من دون ذنب و افترى 

ذاك اللواء الساقط  


قد أهدر كل النظام و اشتهى 

خمرا يبيد الذاكرة 


غمست بصدري خنجرا 

ما أخطأت 

تلك الجميلة قرتي 


حين اشتهيت القلعة 

أبراجها 

و لبست ثوبا أخضرا 

في نيتي 

كانت حسان فارس 

ما همه غير السيادة و الثرى 


لكن ذاك الساقط خان الأمانة أطلق 

رشاشه 

حباته من دون أدنى رحمة 


سقط الصديق بجانبي 

في ليلة بقيت بذهني 

صاحبي 


يا لوعتي 


مازلت أذكر ما جرى 


فدماء تلك الطفلة 

آثارها بقيت عمودا شاهدا 

و كأنها أطلال روما ها هنا


قالت كلاما جارحا تلك الجميلة قرتي 

غمست بصدري خنجرا 

ما أخطأت 

..................................

بقلم وليد سترالرحمان



ذاكرة درب بقلم الكاتب عبد الكريم يوسفي

 ذاكرة درب 

أضيع كقطرة دمع 

وما يغني لو سقطت على ثياب الحياة الملونة 

أضيع في كون مظلم 

ليس في حوزتي سوى أمنية يتيمة 

أن أجد وهجا كان في عينيه¹ 

كان دربا ، لكني لم أسلكه 

مسافات بعيدة تحملني إليها هذه الذاكرة 

الفاتنة كامرأة غجرية² 

وجهها خزانة من زخارف التاريخ 

وفساتينها نسوج قداسة 

وصوتها داخلي مآذن

وقلبها قداسة السواري 

لكنكم ابتعدتم ولا أثر لكم ..

ولِمَ تركتمونا وسط هذا الظلام 

موحش هو العالم 

غريب مثلي 

والأرض مبتذلة في ثوب بال 

ولمن تبتسم أو تمد كفها ليلامسه

أنا كتاب الصمت ..

مبهم ومن يفهم لغته؟! 

لأن لغته عطر يـُشَمُّ

 فهي للعاشقين 

وحرفه نور .

مرسومة كالدروب 

من أكون أنا غيرُ طفلٍ

طفل يجلس في طاولة يقرا درسا وحيداً: هو أنت 

طفل ما يزال يحن لصوت أُمِّهِ كما حَنّ الجذع لنبيه 

آه لتلك الشجرة المسكينة ..أين أغصانها ؟

لكن روحها قوية كما تركتها ..

مغروسة فيهم كضمة نبي .

ـــــــــ

¹ أبي رحمه الله.

² أمي الذاكرة الوحيدة . 

عبد الكريم يوسفي



ذكرياتٌ بقلم الشاعر عبد الله سكرية .

 ....................................... صُوَرٌ منَ البارحة ِ.

__ ها هيَ قدْ أفاقتْ وأنا أدورُ ، كعَادَتي ، حولَ الفاكهة ِ قريَتي .. آنَستْني ،كما آنَستني رمالُ السَّيل ، ونَسماتُ الصَّباح ِ،ووجوهُ مَن ألقيْتُ عليهم تحيَّة الصَّباح ..

.........ذكرياتٌ

أسْتـطيـبُ وحـدَتـي فــي لـيَـالٍ مُـقْـمِـراتْ

أرعى فيها ما يَطوفُ مـنْ نـجومٍ ساهِراتْ


وتُـفيقُ ذكـْرياتي ، يـا لَـصَحـْوِ الـذِّكـرياتْ

عـائـدٌ فيـها شَبـابـي والأمـَاني الـرَّاحـلاتْ


كيـفَ يَـخبُو فيـنا مـاض ٍوشـؤونٌ ممْتِعاتْ

منْ تُراهُ فاضَ حبًّا ، راحَ يَـرْضى بالفُتاتْ


هاتِي عيدي يا ليالٍ ، بعضَ مـا كانَ وَفـاتْ

كـمْ كتـبْنا فيـك ِ شعـرًا لجَـميل ِ الـفاتـِناتْ


كــمْ ذرفْـنا فيـكِ دمْـعًا، وتَعَالى مِـنْ هناتْ

كــمْ تـقـوَلْــنا الأمـاني ، لِـفـنـون ٍ آتـيـاتْ


أذْكُـريـها . كـانَ مـنّي هـمـَساتٌ مُنْـعشاتْ

أذْكُـريـها .كانَ مـنكِ يا حبيبي خـذْ ،وهاتْ


تـلـكُـمُ الـلَّـمَساتُ جـاءَتْ بـِلـذيذ ِ الـكـلِماتْ

لـيَّ خـصْرٍ قـدْ هَـصَرتُ فـتَغـارُ الـنَّاهِداتْ


وَرشَفْـتُ مِـنْ لـمـاها طيَّ عـتْـم الأمْسياتْ

لـفَّــنـا فــيـها ضَـبـابٌ ،أوريَــاح بـَـارِداتْ


أوْ بسـَطْـوٍ ذاتَ يـومٍ ،والـعـيونُ غـافياتْ

يا شبابي ،خلِّ عـنِّي، ليس تُغني الذِّكرياتْ

عبد الله سكرية .


_إذا أنتِ مسائي... بقلم الكاتب زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

 _إذا أنتِ مسائي...


وتنمو على رؤوس

أحرفي

جبالٌ من التوهّج...

وولَهٌ

وشوقٌ

إذا أنتِ مسائي، تأتينَ

كعطرٍ

ينعشُ الأمسيات...

تأتينَ

كحلمٍ تاهَ في ممرّاتِ 

الذاكرة

كظلٍّ يبحثُ عن جسدهِ

في مرايا المطر...

كلّما مرّ اسمُكِ

ارتجفَ الضوءُ في 

قصيدتي

وانحنى الحرفُ

كعابدٍ بين يديكِ...

كم أخافُ على المفرداتِ 

منكِ

من دفءِ صوتكِ

من رعشةِ الندى في 

حضوركِ... 

من نشيدٍ

يسري في الورقِ كالسحر...

أكتبكِ...

فتورقُ بي الحروفُ

وتُزهِرُ

حدائقُ المعنى

ويمتدُّ في صدري

ممرٌّ نحوَكِ

من شغفٍ

ومن صمتٍ...

ومن أنا!


— ✍️ زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)



فِي حَضْرَةِ النِّيلِ… تَنْفُضُ مِصْرُ غُبَارَهَا بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 فِي حَضْرَةِ النِّيلِ… تَنْفُضُ مِصْرُ غُبَارَهَا


في حضرةِ النيلِ،

تنهضُ الرُّوحُ… تنهضُ كالأغنية،

تغسل المدى… تغسل غبارَ الزمان،

وتخطُّ على الماءِ… سرَّ البداية.


يا مصرُ… يا مصرُ،

يا وجهَ الضِّياءِ الذي لا يشيخ،

يا خطوةَ الفجرِ حين يُباغتُ العمر،

يا نفَسَ الحجرِ الذي يروي الحكاية…

بصوتٍ من نور.


في المتحف الكبير،

تُفتَحُ الأزمنةُ… كالأبواب،

تدخل الأجيالُ… كأنها تستعيد نفسها،

ويهمسُ الأسلافُ… في زماننا،

كأنهم يُعلّمون الحجرَ… كيف يتكلم.


تتكاثف الصورُ… تتكاثف،

فيصير النيلُ مرآةً… مرآةَ الضوء،

تطلُّ منها الأمُّ،

تحمل الغيمَ في كفِّها،

وتُرضع الحلمَ للوطن.


يا مصرُ… يا مصرُ،

يا سرَّ البقاءِ…

يا أغنيةَ الأرضِ في حنجرة الفجرِ،

ها أنتِ تولدين من جديد،

كلما قام حجرٌ… وكلما تكلمَ ضوء.


سيبقى الحلمُ مصريًّا… مصريًّا،

تحمله الأيادي… كما تحمل الأمُّ طفلها،

ويَسير الزمنُ… بنبضكِ،

يا أمَّ الدنيا… يا قلبَها الأبدي.


تنفض مصرُ غبارها…

تصحو الحجارة… تصحو،

تتنفس الضوء… كأنها تسترد أصواتَ الزمن البعيد.

يسير الحاضرُ في خُطى القدم…

تتنفس الأرواح في المشى…

تلامس وجوهَ الأطفال…

وتهمس:

هنا بقينا… وهنا سنكون،

فالقلبُ مصريٌّ… لا يغيبُ ولا يميد.


تفتح المدينةُ نورها… نورها،

تعيد ترتيب أنفاسها… أنفاسها.

تسير العيونُ في طريقٍ بين الفجرِ والنيلِ،

تسمع في الدم نبضَ الهرم…

وعطرَ القديم في الريح.


ويقف الطفل عند باب المتحف…

يمسح ترابَ النيل عن قلبه… قلبه،

ويقول:

هذه بلادي… هذه بلادي،

تكتبني كل صباح على وجه التاريخ…

وتتركني شاهدًا…

كما تترك الحجارة سرَّها في أمان الله.


سعيد إبراهيم زعلوك



جنون بقلم الكاتب عبد الخضر سلمان الامارة.. العراق

 جنون 


قيل لي..

لماذا تكتب الشعر َ؟

قلت ُ..

أكتب ُ الشعر َ

كي أتأكد من جنوني 

.........

تلك المرأة ُ

وحبها المجنون

يُحفزاني إليها

بشدة ٍ 

......... 

إستيقظ

صبح ٌ مجنون

في فمي 

قلت ُلها..

اليوم سأسجل قلبي

مُلكاً لك ِ

في عقارات ِ العشاق 

.........

وبكل جنون الحب ِ 

أنت ِ...

إفلاطونية العشق ِ

فرويدية الإشتهاء

إيروتيكية القُبَل 

(عبد الخضر سلمان الامارة.. العراق) 

.........



الظواهر الصوتية بقلم الكاتب محمد مجيد حسين

 الظواهر الصوتية  

في السياق العام لتاريخ البشرية تسيدَ منطق القوة معظم بقع العالم وعلى مر التاريخ  وفي العصر الحديث وبفضل سلسلة الثورات العلمية في الغرب بات العالم بمثابة قرية صغيرة وبات مَنْ لا يدخل في المنظومة العالمية التي تقود الحضارة سواءً أُقصيَّ أو لم يملك المؤهلات التي تسمح له  بالمشاركة في صناعة القرارات التي ستنعكس على مصيره يغدو بمثابة ظاهرة صوتية لا غير وهذا ينطبق على الأفراد والشعوب معاً.

ونحن أبناء ثقافة القطيع يفترض أن نتصالح مع ذواتنا أولاً ومن ثم إعادة بناء المنظومة الثقافية بما يتناسب طرداً مع قيم العصر والعمل بمواظبة على تطوير الكفاءات لدى الجيل الجديد لكي يملكوا القوة العلمية التي تجبر الآخر على قبولهم في المنظومة العلمية الرفيعة التي تقود الحضارة العالمية.

محمد مجيد حسين



قراءة في قصيدة انا لم اتغير للشاعرة التونسية عائشة ساكري. بقلم الناقد محمود البقلوطي تونس

 محمود البقلوطي تونس

قراءة في قصيدة انا لم اتغير للشاعرة التونسية


 عائشة ساكري


أمرأة ركبت صهوة الكلمات تتنفس عطر حروفها وتسافر في الخيال وترتق بها ثغرات الإنتظار التي اجتاحتها وسيطرت علي كينونة الذات هي طاعنة في الشوق أضناها الحنين قلبها يراقب ويترقب الغياب تتوق للحظة لقاء مع حبيب حاضر غائب ليغمرها بدفء أنفاسه ولمسات ترجع لها الروح وتبعث فيها الحياة فيزهر قلبها وتنتشي كل تفاصيل روحها.


قصيدة جميلة المبنى عميقة المعنى والدلالة كلماتها رقراقة شفيفة تنساب كالماء العذب تبلل بتلات القلب ولحاف الروح فاح عطر شذاها في متن قوافيها المكتضة بمسحة حب وحنين نابعين من دواخل الذات ولحاف الوجدان تلامس القلب فيخفق على وقع لحن الكلمات الممتلئة باحسيس الوجد والهيام فتفوح روائح الحب المعطرة بالبوح الجميل وترقص القوافي على انغام المعنى والدلالات..


وتفاعلا مع ما تحمله كلمات القصيدة من معنى ودلالة فلت:


(قلب اضناه الانتظار)


وجع سكن القلب والوتين


ألا تسمع الانين


أيها الحاضر الغائب منذ سنين؟


لقد  طال الانتظار


واشتد بي الشوق والحنين


قل لي بربك


 متى سيحصل اللقاء


لتطفئ ناري المشتعلة


بزخات حب تنثرها لتلل


شغاف القلب ولحاف الروح


فيزهراوينتشيا ويتخلصا


من الأوجاع والاه َالانبن


دام نورك وبهاء حضورك الإبداعي الجميل ودام براعك وبحر مدادك والق إبداعك الرفيع شاعرتنا المبدعة


القصيدة


**أنا، لم اتغيّر** 


  سأنتظرُكَ عندَ شطِّ البحرِ


  تحتَ زخّاتِ المطرْ


  أو على ذاكَ الرصيفِ البعيدِ


  أُضيءُ الطريقَ بمصباحِ قلبي


  فأنا تائهةٌ بلا رفيقٍ ولا أملٍ مستقرْ


  سأنتظرُكَ حيثُ نواصي الحنينِ


  لتُضمدَ جرحي النازفَ يا طوقَ الياسمينْ


  أيها الراحلُ منذُ زمنٍ طويلْ


  العودُ أحمدُ، والهجرُ وجعٌ ثقيلْ


  لعلّكَ في ليلٍ دامسٍ ترى نوري


  وتعودُ للحضنِ القريبِ، الأصيلْ


  غلبَني الشوقُ وملأني الأنينْ


  ما الذي جرى؟ أهي ليلةٌ باردةٌ؟


  أم أنّ الحنينَ إليكَ


  مسَّ قلبي فارتجفَ الوتينْ؟


  لا، بل هي رجفةُ شوقٍ عميقْ


  لامستْ شغافَ القلبِ الأسيرْ


  أنتظرُ أنفاسَكَ كي أقطفَ


  من روحِكَ رحيقَ الأيامِ والنورِ المنيرْ


  فكُنْ لي عطراً يُسكِنُ الأحلامَ


  ويُزهِرُ الفجرَ العَبيرْ


  كلُّ هذا من جفاءِ الخليلِ الذي


  أيقظَ بركاناً في داخلي وحريقْ


  أثلجَ الروحَ وتركَ في الجسدِ


  ندباتِ وجعٍ وحسراتٍ تضيقْ


  فإن عدتَ، سنطوي صفحة الألمِ


  وننقشُ من الحبِّ عهدًا يدومْ


  نروي ليالي الهوى من جديدٍ


  ونُشرقُ كالشمسِ في كلِّ يومْ.


  عائشة ساكري – تونس 21-9-2024



حين تتحدث المنافي بقلم الكاتب سلام السيد

 حين تتحدث المنافي


تركتني

مثلَ ورقةٍ متآكلةٍ

تراوغها ريحُ هجرك،

كصورةٍ معلَّقةٍ في سبحات الذكرى،

أرتشفُ كأسَ الندم القاتم.


هل غابت ملامحي عن عينيك،

كهمسٍ مستترٍ بنكهة الوحدة؟

ألم تجد في الوجوه مَن يشبهني

بين غياهب الغياب؟


أيخونُ الأثرُ وقعَه الملتصق،

وسرُّ العابرين يتبعهم كظلِّ نقشٍ؟

يا لذاكرة الصور حين يزاحمها الوله،

باهتةً حتى لغة الوداع،

والصمتُ مسافةٌ لا صوتَ لها.


لأجلكَ، كلُّ المنافي وطن.


سلام السيد



لمن أتضرع *** بقلم الشاعر علي مباركي

 لمن أتضرع *** بقلم علي مباركي


لا يثلج الصدر عويل او نواح سوى

إذا سعى يطلب أمرا محالا هوى

في منجم الدهر غاض لا يفيق مدى

حتى تساق النفوس الشاكيات القرى

تتلوا نشيدا على أعتاب طفل بكى

في حرقة عند لفظ اسم اب فنى 

قبل اللقاء الذي لن يدرك  أبدأ 

والبنت نامت بغصة ترامت ضنى 

فاقت بجرح على أغصانها قد نما

يطفو على وجنة بيضاء لها سنى 

والشوق يهز قلبها حبا فيما خفا

عن ناظرها غصبا جراء كل العدى 

يا رب أين القضاء العادل للورى 

والرحمة لم تكن شرا يريق الدما

إلا كوت انفسا ذاقت هوان العدى

ثم اعتدت تحضن شاذا بلا رؤى

هل يستوي العدل عند الشر وإن كفا

أم  أن في خلقك الأكوان ثقب ترى

من نظرة راغب في عدلك قد بنى

صرحا لخلاصه من بؤرة المنتدى

هل من مجيب لما قلبي له شكا

قد سامه الدهر أطباقا من الشقا


علي مباركي

سوسة /تونس في 01 نوفمبر


خواطر السيد الشهاوى

 خواطر

السيد الشهاوى 


اثقلتنا الهموم 


وتعبنا من قسوه الايام 


وتهنا وسط الزحام 


وانشغل كل واحد فينا 


بنفسه وحياته وأحلامه 


وآماله التي ضاعت ...وياسه


قد تغفو للحظات وعندما تفيق 


تكتشف أنك نمت دهرا


وكان العمر ضاع منك سهوا


وكانك ضللت الطريق 


لا رفيق ولا صديق


كل شيء من حولك ينهار


والروح تبكي هل اسات الاختيار


ام انها  الأقدار


وليس لنا فيها خيار. ؟؟


وقد تنهار


قد تلتقي بالحب الحقيقي


مره واحده في عمرك


و يمنعك خوفك


لأننا  غالباً ما نضع  أمام أعيننا 


حسابات وهمية غبيه  ماديه 


كانت أو ثقافية اوعمريه 


ونفضل الخوض في تجارب فاشلة  تاخذنا دوماً للضياع 


نحن لا تعرف قيمه الاشياء الجميله 


في حياتنا  إلا بعد ما تضيع منا


أحيانا نتجاهل نداء الروح في اعماقنا 


وندوس بقسوه علي قلوبنا 


للحفاظ علي مظاهر معينه


او خوفا من آراء الآخرين 


 قد تلتقي بالحب الحقيقي مره واحده في عمرك 


فلا تدعه يضييع منك


تتبع احساسك عسي أن يقودك 


لمن تشبههه ...ويشبهك


                السيد الشهاوي



الجمعة، 31 أكتوبر 2025

قصيد هجائي ڨََعْڨـاعْْ -1 - بقلم الشاعرة زهرة الحواشي.

 قصيد هجائي

ڨََعْڨـاعْْ -1 -

ڨََعْڨـاعْْ ڨـرْباعْ الاوْجاعْ

في الحقّ عاكسْ طالسْ

لا عْڨـبْ لا شَڨـْ الاَترْاعْ

لا  رفّ  ڨـلْبُو  الْيابِسْ

*

رَجّافْ رخَّافْ الاَكْتافْ

 للِذِّلْ وطَّى جْناحُو

 لا حْشمْ لا نْدمْ لا خافْ 

عْلى الدَّمْ سَلّ  سْْلاحُو

*

كذَّابْ قَلاَّبْ سَلاَّبْ

عَالبابْ سَرْسابْ ذِيلُو

لا لُو قْرِابْ لا حْبابْ

منْ شَر ّْعَمْلتُو يا وِيلُو

*

خلاَّطْ بَزّاعْ لڨَّاطْ

لا تْبانْ فيهْ مْروّة

مهْلوبْ نعْتْ سَڨّاطْ

مسْلوبْ منْ كلّ ڨُوّة

*

بعْباعْ  جعْجاع ْفي الڨاعْ

كِي الطّبْلْ جُوفُو خَاوِي 

شَرڨاعْ بلُّوطْ بالصّاعْ

عنْد الشّدايدْ حَاوِي


ڨَعْڨـاعْْ -2-

ڨَحَّافْ الاَحْرافْ سخَّافْ

غَطَّاسْ في غْديرْ ناشحْ

كِي جْرانْ غُدْرانْ ما شافْ

هرْهار بالخيرْ طافحْ

*

خَضْراطْ بَضْراطْ ضرّاطْ

لا زْمامْ لا زْميمْ يرْشمْ

مهْموتْ مكْحوطْ زُلاَّطْ

بِذْراعْ الاَلْفاعْ يُحْكمْ

*

مْحاليلْ الاَبواقْ عا الراّسْ

ڨْرابيعْ ڨتْلوا عْروڨُو

مسْهوب عا السّاسْ و النّاسْ

مْضابيبْ غطّوا شْروڨُو

*

مغْرور بكلامْ منْكورْ

يلْغي فِي لغْوْ جارحْ

لا عبِّر رحِمْ لا سْطورْ

تْبرّى منْ اليُومْ و البارحْ

*

لا فادْ فيه تُذكارْ

لا نَفعتْ مْعاهْ تْوارخْ

لا باَ يْصُدّ عا العارْ

بْحالْ بالتّكرْوري دايخْ 

زهرة الحواشي.



الخميس، 30 أكتوبر 2025

إفتتاح مهرجان الرمان بتستور 🛑 الإفتتاح بنزل ابن زيدون ♦️ التاريخ: الإربعاء 29 أكتوبر 2025

 عودة بالصور على إفتتاح مهرجان الرمان بتستور 

 الإفتتاح بنزل ابن زيدون 

     التاريخ: الإربعاء 29 أكتوبر 2025  

   تحية العلم المفدى (فوج كشافة بتستور)  

     محاضرة حول السياحة بتستور  

    محاضرة المجمع المهني المشترك للغلال 

    انتهى هذا اللقاء بتوزيع هدايا تذكارية  

متابعة ومواكبة زميلنا المصور الصحفي: العيد بن محمد 


 إذاعة الجمهوريةRadio République 🇹🇳 صوت وصورة وطن:











سُـودانُ ياوطنَ الـمُـروءَة بقلم الـشــاعـــرة /نـسـريـن بــدر مـصــر

 سُـودانُ ياوطنَ الـمُـروءَة

********************الــكـامـل

سُــودَانُ يَـنْزِفُ فِـي الـوَغَى نَـنْسَاهُ

زادَ الــــرَّدَى فِــيــهِ وفِـــي سُـكْـنـاهُ


عـانَـى مِــنَ الـبَـاغِي فَـدَمَّـرَ أرْضَــهُ

فـالْـمَـوْتُ يــأخُـدُهُ وسَـــادَ خُــطَـاهُ


وتَـجَـرَّعَتْ كَــأسَ الـدِّما كُـلُّ الـقُرَى

وتَـــهَــدَّمَــتْ بِــشَــقـائِـهِـمْ إيَّـــــــاهُ


يــاأمَّـةً مَـرِضَـتْ ولـيْـسَ بِـهـا رَجَــا

يـــاأُمَّــةَ الــعُــرْبِ الــهَــوَى أعْــيَــاهُ


مَـــنْ ذا الَّــذِي يـأتِـي لَــهُ بِـحُـقُوقِهِ

مَــــنْ ذا الَّـــذِي بِـشُـمُـوخِهِ يَــرْعَـاهُ


سُــودَانُــنَــا بَـــلَـــدٌ بِـــــهِ عـــادَاتُــهُ

وبِــأرْضِــهِ يــأتِــي الــنَّـدَى بِــشَـذاهُ


أسْــوارُهُ الـرَّيْـحَانُ مِــنْ كَــرَمٍ وَمِـنْ

رايَـــاتِ تُــرْفَـعُ فَـــوْقَ هـــامِ رُبـــاهُ


سُــودَانُ يـاوطَـنَ الـمُـرُوءَةِ والـعُـلا

كَــمْ بــاتَ قَـلـبُكَ فِـي الـرُّبَى أعْـلَاهُ


قَدْ كُنْتَ فِي فَجْرِ الضُّحَى كَحَضارَةٍ

والـيَـوْمَ تَـمْـكُثُ فِــي الـرَّدَى عَـيْناهُ


لــكِـنَّ فَــجْـرَ الـحَـقِّ يَـزْهُـو ضَــوْءُهُ

سَـيَـعُودُ نَـبْـضُ الـقَلْبِ حِـينَ صَـلاهُ


كَـــمْ أمَّـــةٍ بَــعْـدَ الــهَـوانِ جَـرِيـحَةٍ

وَرَوَتْ بِــدَمْـعِ الـصَّـبْرِ طِـيـبَ ثَــراهُ


سَـيَـقُومُ فَـجْرُكَ مِـنْ دُجَـى أحْـزانِهِ

ويُــقِــيـمُ بِـــالــوَادِي بَــهــاءَ ثَــنــاهُ


قدْ ماتَ حَـقٌّ فِـي الـخَفَى يُـطْغَى بِهِ

أو يَـلْـتَـقِـي الإِخْــلاصُ فِــيـهِ مُــنـاهُ


ويُـفَـكُّ قَـيْـدُ الـجُـوعِ عَــنْ أطْـفـالِـهِ

والــحُـبُّ يَـسْــقِـي أَرْضَـــهُ وصَــوَاهُ


وسَـيُـزْهِـرُ الـسُّـودَانُ بَـعْـدَ جِـراحِـهِ

لِـيَـعُـودَ مَــجْـدُ الــحُـرِّ فِـــي مَـغْـناهُ


سَـتَـغِيبُ عَــنْ لـيْلِ الـهُمُومِ غَـمامَةٌ

لِـتُـضِيءَ شَـمـسُ الـعِـزِّ فِــي دُنْـيـاهُ


ويَـظَـلُّ رَغْــمَ الـجَـوْرِ رَمْــزَ كَـرامَـةٍ

مـــانْــحَــازَ إِلَّا لِـــلْــعُــلَا وهُـــــــداهُ


فَـيُـعَـانِقُ الأحْـــلامَ بَــعْـدَ رُكُــودِهَـا

وتُــغَــنِّـيَ الــسَّـمْـرَاءُ مَــجْــدَ إِبَــــاهُ


الـشــاعـــرة /نـسـريـن بــدر مـصــر


(ومضة..مترعة بالأسى) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (ومضة..مترعة بالأسى)

مازلنا نقرأ أوجاعنا ونردد كلمات..لم نعد نعرف أن نكتبها..!

هذه الثورات ليست غضب جياع،بل ثورة ضدّ جشع و تخمة الأصنام،التي سقطت مذ سقطت جمهوريات الخوف،على أيدي الأبناء الشرعيين للغضب العربيّ.أولئك الذين رفع بعضهم صور تشي غيفارا،الرجل الوسيم الذي و هو يرى قاتله يصوّب نحوه رشاشه،على بعد خطوة من حتفه،صاح به "أطلق النار أيها الجبان.إنّك تقتل إنسانا ! ".

كان رهانا خاطئًا على إنسانيّة الوحش البشري،فقد ردّ عليه الوحش بوابل من الرصاص،كما ليثبت له أنّ الرموز أيضاً هي تحت رحمة القتلة.

نسي القاتل،أنّ الرموز يُحيها الموت..و كذلك الشعوب.كما نسي سفاحو تل أبيب أن السفاح بما يريقه من دم يحدد الثمن النهائي لدمه..لهذا سيذهب-الفلسطيني-اليوم،بأحلامه من حافة الموت الى حافة الحياة،حيث سيرى خلف دخان الجنون وجلبة القوة علم فلسطين وشمسها وأشجارها وحقولها وسمائها..وتحت سمائها تتلألأ الرنة السخية لفرح الإنسان..هناك،وعلى التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة سيعثر على فلسطين الحميمة وقد هيأت له مقعدا مريحا ونافذة مفتوحة وسماء صافية وظلا ظليلا..ورغيفا لذيذا..وأنشودة نصر بهية..لينزل ضيفا جليلا على مائدتها...مائدة الشهداء..والشهداء الأحياء: مائدة التاريخ..

ونحن!

نحن الذين نخبيء في عيوننا عتمات الأحزان، نحن من المحيط الى الخليج أمام البحر المتوسط، تنتصب أمامنا حاجبات الوميض،نقرأ أوجاعنا ونردد كلمات لم نعد نعرف أن نكتبها..!


محمد المحسن



قراءة نقدية: "القصيدة بين الحبيبة الأيقونة والقهوة الأسطورة" القصيدة:"هي وقهوتي" الشاعر: محمد الحفضي (المغرب). الناقدة :جليلة المازني (تونس).

قراءة نقدية:

"القصيدة بين الحبيبة الأيقونة والقهوة الأسطورة"

القصيدة:"هي وقهوتي"

الشاعر: محمد الحفضي (المغرب).

الناقدة :جليلة المازني (تونس).


القراءة النقدية: "القصيدة بين الحبيبة الأيقونة والقهوة الأسطورة"


1- العنوان:"هي وقهوتي"


أسند الشاعر عنوانا لقصيدته "هي وقهوتي" وقد ورد مركبا بالعطف .


والعطف هو علاقة تقوم بين تابع يسمى معطوفا وبين متبوع يسمى  معطوفا عليه


والعلاقة في هذا التابع لا تقوم على المجاورة بينه وبين متبوعه وإنما تحصل التبعية  بينهما بواسطة حروف العطف.


والشاعر ربط بين القهوة والحبيبة فأية علاقة بينهما؟


وأية علاقة تربط بين "هي" وقهوتي"؟


والشاعر تحدث عن الحبيبة بضمير الغائبة "هي" لإضفاء مزيد من الموضوعية في علاقة الحبيبة بالقهوة وكأني به يرتقي بهذه القصيدة من تجربته الخاصة مع حبيبته الى الحقيقة المطلقة في العلاقة بين الحب والقهوة.


2 – التحليل:


ان الربط بين القهوة والحبيبة واقتران الواحدة بالأخرى يعود الى تشبيه القهوة بالأنثى فقد قيل في هذا التشبيه ما يلي:


 لماذا شبهت القهوة بالأنثى؟


"القهوة امرأة مُدلّلة في حلاوتها وقاسية في مرارتها وجورية في رائحتها..القهوة أنثى سمراء مخلصة وأنيقة ولا تخذلك ان احتجْت اليها"(1).


ان العديد من الأدباء تحدثوا عن هذه العلاقة بين القهوة والحبّ والكثير من الأقوال وردت في هذه العلاقة بينهما:


 - فيكتور هيغو يقول: "القهوة تلهم الحب كما تلهم الكلمات"


- جبران خليل جبران يقول:الحب يشبه القهوة كلما كان صادقا زادت روعته


- القهوة في الحب واجبة وكأنها الشاهد الأعظم على العلاقة.


 يقول:"القهوة مثل الحب لها طعم مختلف في كل مرة.Unknown-


الحب والقهوة يشتركان  في سحر البداية ودفء التفاصيل"


- أورد الكاتب إبراهيم محمد(19/ 02/ 2024) عدة أقوال تقْرِن القهوة بالحب:


* "مثل المزيج المثالي من حبوب القهوة ,حبّنا هو مزيج متناغم من النكهات والقوام".


* "القهوة والحب : كلاهما يدفئ الروح وكلاهما أفضل عندما نتذوقهما ببطء"


*" الحب مثل القهوة يوقظ الحواس ويشعل الروح"


*"عندما يبدأ اليوم بالقهوة فليكن حبّنا هو شروق الشمس الذي يضيء كل لحظة"


وفي هذا الاطار من الجمع بين القهوة والحب ماذا قال شاعرنا محمد الحفضي؟


استهل الشاعر محمد الحفضي قصيدته بحوار بينه وبين حبيبته التي سألته عمّا يشرب فقال الشاعر:


قالت :ماذا تشرب حبيبي؟


قلت: فنجان قهوة مثلك


ان الحبيبة استغربت من تشبيهه القهوة لها قائلة :"ماذا تقصد حبيبي؟


في هذا الاطار استخدم الشاعر أسلوبا انزياحيا دلاليا يقوم على التشبيه بين


القهوة وحبيبته فقال:


قهوة سمراء في لون بشرتك


ذوقها بطعم ثغرك


رائحتها بطعم طيب أنفاسك


قطراتها بجمال جدائل شعرك


نكهتها تلائم عذوبة شفتيك


ان الشاعر نزّل القهوة منزلة الحبيبة وفي ذلك إدهاش للقارئ .


وهو أيضا يتناص مع العديد من عشاق القهوة الذين يجمعون بين الحب والقهوة خاصة مع من قال:" الحب مثل القهوة يوقظ الحواس ويشعل الروح"


ان القهوة توقظ في شاعرنا محمد الحفضي:


- حاسة البصر:" فالقهوة سمراء كلون بشرتك".


- حاسة الذوق: "ذوقها بطعم ثغرك" / "نكهتها تلائم عذوبة شفتيك".


- حاسة الشمّ : "رائحتها مثل طيب أنفاسكّ"


- حاسة البصرو اللمس والسمع معا: "قطراتها بجمال جدائل شعرك"..


انه تراسل الحواس.


ان الشاعر رسم لنا صورا شعرية حسية توقظ مشاعره وتدغدغ أحاسيس القارئ لتجعله هذه الصور الشعرية الحسية يتوق الى حبيبة بكل مواصفات القهوة والملامح التي نحتها الشاعر في حبيبته.


انه تراسل المشاعر من الشاعر الى المتلقي .فالشاعر يرسل  مشاعر المتعة التي


يشعر بها الى المتلقي الذي أيقظ فيه كل حواسه ليستمتع بثنائية الجمال بين القهوة والحبيبة.


ان هذا الوصف لجمال القهوة اعتبرته الحبيبة تغزلا بالقهوة فيقول الشاعر:


قالت: هذا غزل حبيبي.


قلت: غزل يليق بمعشوقتين


انت حبيبتي فتنتني


وقهوتك بلسمي


لا تغاري حبيبتي.


ان الشاعر الحبيب تفطن الى غيرة حبيبته من تغزّل حبيبها بالقهوة لانها لن تقبل ان تكون لها منافسة في حبّه لها.


ان الشاعر الحبيب يصرّح أن القهوة والحبيبة هما معشوقتاه ولئن كانت الحبيبة من فتنتْه فالقهوة هي بَلسمُه . انها ثنائية الداء والدواء.


والشاعر لا يخفي عنا عشقه للقهوة التي وازاها بحبيبته ولعل خطابه معها باستخدام هذا الحوار بينهما (قالت:/قلت:) يضفي شيئا من الواقعية في حديث الشاعر الحبيب مما قد يجعل المتلقية مكان الحبيبة تتعاطف معها لترفض أن تنافسها القهوة في حب حبيبها.


بيد أن الشاعر الحبيب يعود الى الحوار ليؤجج المشاعر ويشعلها  وهو في نفس الوقت يريد أن يثلج صدر حبيبته ويُطمئنها.


انه ادهاش ثان ومفارقة عجيبة بين تأجيج الحواس وإطفاء نار الغيرة لدى حبيبته


يقول:


مع كل رشفة أتحسس شفتيك


دفؤها يذكرني بلهيب أنفاسك


لمسة الفنجان وخصرك تغريني


كأني أقبلك حبيبتي


كلما أطبقت شفتاي على الفنجان


ان الشاعر هنا خصّ حاسة اللمس بأن جعل المتعة حكرا عليها وحاسة اللمس في علاقة الحب لها أفضليتها.


ان الشاعر مسكون بمعشوقتيْه وهو يطمئن حبيبته .


انها حتى في غيابها هي حاضرة معه بالغياب في قهوتها التي تعدها بيديها.


انها نشوة وانتشاء بهما فيقول:


لا تخافي حبيبتي


وان غبت عني


أتسلّى بقهوة من يدك


في انتظار عودتك.


ان الشاعر قد صنع  في قصيدته من القهوة أسطورة ومن الحبيبة أيقونة.


فما سرّ هذه القهوة الأسطورة؟


هنا قد يتدخل القارئ ليستحضر أسطورة القهوة قائلا:


" يعود أصل القهوة الى منطقة كافا في إثيوبيا وهناك أسطورة تحكي قصة راع


يدعى كالدي .تقول الأسطورة أن كالدي لاحظ ن ماشيته أصبحت نشيطة وحيوية


بعد تناولها لثمار حمراء من شجيرات معينة. قرر كالدي تجربة هذه الثمار بنفسه


وشعر بتأثيرها المنبه ومن هنا بدأت رحلة القهوة من اثيوبيا الى العالم"(2).


ولعل هذا ما جعل محمود درويش  يقول عن معشوقته القهوة في كتابه(ذاكرة النسيان):


"أريد رائحة القهوة لا أريد غير رائحة القهوة ولا أريد من الايام كلها غير رائحة القهوة رائحة القهوة لأتماسك لأقف على قدمي لأتحول من زاحف الى كائن"


و في هذا الاطار قد صنع شاعرنا محمد الحفضي في قصيدته من القهوة أسطورة ومن حبيببته أيقونة نشوة وانتشاء بمعشوقتيه.


سلم جليل حرف الشاعر المتميز الذي تمرّد عن المألوف.


بتاريخ 10/ 01/ 2025


المراجع:


https://www.facebook.com>posts (1)

 قهوة شتاء- النساء يفضلن القهوة لانها تشبههن القههوة امراة...

https://picolo.sa>)أخبار ورؤية2)

القهوة واثيوبيا, إرث وأسطورة.



** ((رحلة عميقة في الوجدان)).. قراءة ((أمل حامد سالم)) لقصة ((مزح كردي)): للأديب والشاعر السوري: (مصطفى الحاج حسين)

 ** ((رحلة عميقة في الوجدان))..

قراءة ((أمل حامد سالم))

    لقصة ((مزح كردي)):

للأديب والشاعر السوري: (مصطفى الحاج حسين)


هي رحلة عميقة في الوجدان البشري، تحكي عن الصراع بين الإنسان والسلطة، بين الحرية والاضطهاد، وبين الحقيقة والمزاح كغلاف لوقائع مأساوية. الحدث يتصاعد تدريجياً من حالة التهديد والترهيب إلى التوتر النفسي الأخلاقي، ثم إلى المواجهة الحاسمة التي تبرز هشاشة الإنسان أمام القهر.


تُبرز القصة الأبعاد النفسية والعاطفية للنفسية المحاصرة، حيث يختلط الخوف بالحنين والاحتجاج بالاستسلام، في لعبة معقدة من الإذلال والقوة والضعف.


تتكشف الأزمة تدريجياً عبر الحوار المتوتر، والتوتر النفسي واضح في الشخص. 


المُلَازِمُ أَوَّل، يمثل السلطة القمعية، شخصية تفرض نفسها بالقوة والصراخ، يرمز إلى النظام الذي يبتعد عن الإنسانية.


الراوي (الشاعر)، في صراع نفسي عميق بين الخوف والتمرد، بين الدفاع عن الزميل والتخلي عنه، يظهر تذبذباً إنسانياً يعكس تعقيدات الموقف.


(حكمت).. الضحية التي تحمل أعباء الضعف والخذلان، رمز للمعاناة والتضحية التي لا تجد سوى السخرية والاضطهاد.


الأزمة ليست فقط سياسية أو اجتماعية، بل أخلاقية وجدانية، تحبس الأبطال في حالة مأزق داخلي يصعب الخروج منه.


الأسلوب الفني وتقنيات السرد.. التكثيف واللغة الشعرية، رغم كونها قصة، تتداخل فيها عناصر الشعر، سواء في الصور اللغوية أو الإيقاع، مما يضفي على النص بعداً جماليًّا عميقاً.


(الحوار) ليس مجرد تبادل كلمات، بل ساحة صراع نفسي وفكري، يعكس التوتر الاجتماعي والذاتي.. التكرار والتناوب يستخدم الكاتب التكرار بحرفية لتأكيد الإحساس بالخوف والضغط، ولتصعيد الحدث بشكل درامي.. الزمن المكثف.. القصة تدور في فترة زمنية قصيرة، لكنها تستثمرها بشكل مكثف لتعبر عن تصاعد نفسي ودرامي.


الرمزية والخيال.. المزاح (الكردي) في العنوان يبدو سطحياً، لكنه يحمل رمزية لاذعة عن المزاح المرير الذي تمارسه السلطة، وعن المزاح كوسيلة للتعبير عن المقاومة الخفية.. استخدام الشخصيات كرموز.. السلطة، الضحية، الشاعر/المراقب، يعكس الصراعات الكبرى في المجتمعات القمعية.. الصور الشعرية (مثل الدم، العطش، الأرض المتشققة) تبرز معاناة الشعب، وتعبر عن ثورة الكلمة على القهر.


الضغط النفسي والتوتر.. يظهر جلياً في تصرفات الشاعر وحكمت، ويعكس كيفية تأثير القمع على النفس.. الوجدان الإنساني

، التعبير عن الندم،

والخوف، والرغبة في النجاة، وفي الوقت نفسه رفض الاستسلام.


الأخلاق والتضحية.. الصراع بين الولاء للنفس والزملاء وبين النظام القاسي، مما يفتح نقاشاً عن القيم والإنسانية.


المقارنة مع أدباء عرب وأجانب.. 

تشابه القصة مع أعمال

/غابرييل غارسيا ماركيز/ في أسلوب المزج بين الواقع والقصة الرمزية، حيث تُستخدم الأحداث اليومية لتصوير مأساة أكبر.

تشابه في الرؤية مع أعمال /نجيب محفوظ/ التي ترصد الاضطهاد النفسي والاجتماعي بأسلوب بسيط لكن عميق.

- تشابه في التكثيف مع قصص /ألبير كامو/ حيث البطل في مواجهة عبثية الواقع.


الفرق.. في «مزح كردي» تبرز الطبقات السياسية والاجتماعية بحدة أكثر، مع بُعد شعري واضح لا نجده في الأدب الواقعي الخالص.


مكانة الكاتب وإبداعاته


الكاتب يتقن مزج السرد القصصي بالشعر، وهذا الجمع يضيف بعداً جديداً للأدب العربي الحديث.

إبداعه يكمن في تصوير النفس الإنسانية في حالات القمع، بأسلوب مكثف وجمالي.

مقارنة بجيله، هو من القلائل الذين يتناولون الموضوعات السياسية والاجتماعية بعمق وجداني مع الاحتفاظ بالبلاغة الفنية، خلافاً للكتّاب الذين يميلون إلى السرد الجاف أو الشعر الصرف.

هو جسَّر بين الرواية والشعر وقصيدة النثر، مما يعزز التجديد الأدبي.


قصيدة النثر وتطورها في القصة


حضور قصيدة النثر في القصة لا يقتصر على الشكل فقط، بل يمتد إلى الرؤية، حيث تتسم بالصدق الفني والحرارة التعبيرية.

 استخدام الزمن الحاضر والأفعال المتلاحقة يعكس توترات الواقع، ويوحي بالحركة المستمرة في مواجهة القهر.

قصيدة النثر في القصة تعبير عن الثورة المعاصرة على الأشكال التقليدية، وتفتح آفاقاً للتجديد في التعبير عن القضايا الكبرى.


النتائج والتوصيات النقدية

«مزح كردي» قصة متكاملة فنياً ووجدانيًا، تعكس أزمة الإنسان في ظل السلطة القمعية.

تحث القارئ على التأمل في مآلات السلطة والحرية، وتطرح قضايا العدالة والكرامة.

الكتابة توثق حالة اجتماعية ونفسية معقدة بأسلوب يجمع بين الشعر والسرد، مما يجعلها تجربة فريدة في الأدب العربي الحديث.

ضرورة دراسة أعمال الكاتب ضمن حركة التجديد الأدبي في العالم العربي، وربطها بالتيارات العالمية في الرواية والشعر.

تستحق القصة أن تُقرأ وتُدرس في سياقات متعددة.. السياسة، النفس، الفن، والتاريخ.*


     أمل حامد سالم.



تدفقات خريطة الجسد شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد

 ______   تدفقات خريطة الجسد 

شعر  /  المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد 


كويكبٌ يشف عن رؤاي 

أنوار نوره كشعلةٍ فصيحةٍ

كفسحةِ 

تستنكر الإقصاء والتهميشَ والضباب 

تُعاند الغياب 

تأمليّة النبات 

يخضور سمته يمنحني أجنحةٌ من التجلياتْ

وطاقةٌ كبيرةٌ كبيرةٌ يمدّها مَدَد

في العيش لا أحب أي لحظةٍ تكون بهجتي بها طافيَةٌ على زبد 

فراشةً هجينة الغدد 

أقنعةً لغولةٍ 

هوامشاً لأبجديةٍ وذكرياتٍ بعضها عفى على رسومه الكلام 

بذورَ نرجسٍ في وَسَطٍ عقيم 

معللاً على هواي أي فترةً  من النكوص والسديم 

بخيبةٍ تلوّح للاشيء في بلاهةٍ يداي

كأنها أنبولةٌ تحقنني الأفكار أو تخبطني بها 

فأتّقد 

أرسف في مستنقعٍ من الوحول والخضاب 

دمي قبائلٌ تمارس التغيير بالتقديم والتأخير كالوعول

مفازةٌ واسعةٌ بحجم دهشتي

صعيد مشتهايَ 

اليم والمياهُ والضفافُ وظلالُ الشجر القديم 

أحصنةٌ بشعرها المهفهفِ المنثورِ فوق جيدها الطويل 

كنَهَرِ الفرات في تدفقاته يمرّ بعضه بغابةٍ من زمن مجهول 

رسائل الجوى رسائلٌ مفتوحةٌ من عاشقٍ لم ينته من تحريرها  

وسكبها على الطروس والورق 

يرسلها إلى أحد 

في أبهريّ الموت والحياة 

تنافرٌ لحالتين الصمت واليخضور

صندوقيَ الدريِ والوردي ِفي رحابه رسوم من عرفتهم 

صفات من أُحِبهُم 

محاورات من أَحببتُهُم 

تهيؤاتهَم

مسمياتُ المدن التي وددتُ أن يحضنني ترابها ولو أموت بعدها 

تدفقات عاشقٍ تقلّه أشواقه مستمتعاً برطب الحداء ما استطعتْ

أمدّ أو أسير واثقاً من نظرتي 

أمشي على رجلين صلبتينْ 

قويتينْ كخشب المراكب المتينة البنيان 

أصادف الكثير في الطريق وصفوةٍ أقل من أقاربٍٍ وأصدقاءْ ينتعش الرجاء بين راحتَي

وفي سطوع الضوء 

في النهار 

أقتسم  الباقي مع الحضور 

أسد مسمعي بعمق إصبعين عن مسارب الرياح 

َتقَلُّبُ المزاج ينضوي على مشاعرٍ غامضةٍ التجييش     ( 1 )

مجهولةٍ شائهة النسيب بيننا

كهَبّةٍ موتورةٍ ورشقةٍ من الطشيش        ( 2 )


 

 


_________

شعر  / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد

التجييش   :   الجمع  والحشد

الطشيش   :    المطر  بين الوابل والرذاذ


لا حباني بقلم الكاتب حكيم التومي

 لا حباني 


لا حباني الدهر بغير 

الأنين 

وكاد يسرق مني ذكرياتي 

والحنين 

أمشي على جمر التجهم 

أبدا السنين 

وأعرف أني من العابرين 

لكن ها هو الأمل يغازلني 

في كل حين 

أتراه يقول أنت شاعر 

ولكن أين اليقين.....؟


حكيم التومي 

تونس



الأربعاء، 29 أكتوبر 2025

♡ مقهى الكنزين الإثنين (*) .( أو.. رصيف يروي حديث المارين القدامى) ♡ شعر: جلال باباي( تونس )

 ♡ مقهى الكنزين الإثنين (*)

.( أو.. رصيف يروي حديث المارين القدامى)


       ♡  شعر: جلال باباي( تونس )


¤ الإهداء:  إلى الشاعر السوري صالح دياب Saleh Diab eh Diab  ...افترقنا ولم نختلف. 


عند مفترق رصيف

مزدحم باقدام مشاته 

تطالني بين شوطي 

أمطار خفيفة

عطر قهوة ساخنة 

يتسلٌل فوق مقاعد

ممتلئة بالأحاديث المتبقية

من مساء ثنائيٌ

لا يعترف إلا بالقصائد

أو فاتحة رواية 

ينحتها المقيمون

 خلف جدار  كنيسة القديس "جارمان"

يغترفون من حبر دواتهم 

ملحمة البطلة الجميلة

وصهيل فارسها المنتظر

تلك شوارع باريس ضاجة بالحكايا 

تتقاذفها منبهات الإسفلت تارة

ثم نقرات من لذيذ الجاز 

ينبجس من قبو مطعم

أهملته أعين المارٌة

صرت أحتاج مقعدا 

حتى أسترجع موعد عشقي القديم

قد تأخرت هذا الصيف

حبيبتي فاتها ميترو الأنفاق

صرت لوحدي في هذا الليل

يتيمة يسراي لم يطئها عنب الدالية

نامت أناملي تكتب خلودها 

الأحادي..سوف أشفى عليلا

على مشارف جسر "بوردو" العتيق

ثم أقترب مع الشعراء

إلى نهر "لوديف" القديم

لنمرٌغ أطراف هَوَسِنا بماء الأبجدية

نزرع في الأفئدة حُبا 

فتينع على التلال العارية

 حَبٌآت قمح ، كلام العشاق

وتخلد الأمكنة بالأسماء

تتباهى بقصائد اللاجئين 

وأحاديث عابرة ألفتها 

مقاهي باريس في موسم الخريف

سأعود من جديد

إلى طاولة الرصيف

أباهي ندمانها بهزائمي الأخيرة

سوف أعيد خطاي  ذات يوليو

إلى قرية الجبل النائمة 

 هي "لوديف" تتجمٌل كل صيف

توقظني،  ثم توزٌعني صوتا عاليا 

إلى ساقية نهر  " ليرغ"(☆)

أنشد السلام للمعذبين في الأرض 

أقتسم رغيف خبز مع المشرٌدين

وأحتمي بشجرة القيقب 🍁 

من رذاذ صباحيٌ عابر 

كم بدَا لي بعيدا

و ساحرا جنوب فرنسا !!!

أترصٌده على مقربة من منفاي

كم اشتقت لخُطاي الساخنة

تشق عباب المساء العاشر 

 عند دكاكين العطور. !!

طوبى للمدينة " مونبيلييه"

تصدح بِموٌال الغروب

تكتبني في الأماكن العامة

أغنية لليتامى 

ارثي رحيلها ،

و أسدل ستار الملحمة...

... نام الشعراء ..،

بقيت أحلامهم متيقظة .■


              يوليو ٢٠٢٤

--------------------(☆): lergues نهر يشق قرية لوديف



خاطرة بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 خاطرة

إنَّـمَـا عُـمْـرُ الرَّيَـاحِيـنِ قَصيـرُ

ورُجُـوعُ الأَمْـسِ لِلْـيَـوْمِ عَـسِيـرُ

وسِنُـونَ العُمْـرِ تَمْـضِي، تَتَـوَالـَى

ورَحَى الأيَّـامِ، فِي الـدُّنْـيَا، تَـدُورُ

كلُّ يَوْمٍ فَاتَ في بُـعْـدِكَ لا يُحْـ..

ـسَبُ مِن عُمْرِي، وقدْ فَاتَ الكَثِيرُ

لَوْ حَسَبْتُ العُـمْرَ دَهْـرًا، وَ شَبَابِي

بِرِضَاكُمْ، مَا عَرَفْتُ كمْ شَبَابِي.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.



قراءة في نصُّ «حقائق مبهمة» للشاعرة سامية خليفة بقلم الكاتب ابراهيم عثمان

 نصُّ «حقائق مبهمة» للشاعرة سامية خليفة نصٌّ شعريّ ميتافيزيقي عميق، يُجاور بين الجرح الإنساني والبحث الكوني عن الحقيقة، فينقل الذات من عذابها الفردي إلى تجربة الوجود الكليّ، حيث الحقيقة تتجلّى ككائنٍ متحوِّل بين النور والظل، بين الأمل واليأس، بين الحب والموت.

وفيما يلي قراءة نقدية كونية إنسانية شاملة، تحاول كشف الطبقات الفلسفية والروحية والجمالية في هذا العمل:

 أولاً: البعد الكوني — الإنسان في مواجهة الحقيقة

في هذا النص، الحقيقة ليست مفهومًا معرفيًا مجرّدًا، بل كائن حيّ، أنثويّ، متمرّد، جريح، وساطع.

تبدأ القصيدة بإيقاع عنيف:

صريرُ القلمِ / أنينُ المِدادِ يحاكي الألمَ

القلمُ هنا ليس أداة بل كائن يصرخ، والمداد يئنّ كما يئنّ الكوكب في دورانٍ أبديّ حول سرّه.

إنه صرير الكلمة في الكون، حين تكتبُ ذاتُ الإنسان على جدار العدم.

ثم تتكشّف الحقيقة في صورة نورٍ مجروحٍ بالشّك:

ساطعةٌ كالشمسِ / حقيقةٌ جرحَتْها ألسنةُ الشكّ

هنا تلتقي الشمس (رمز الوجود) والشك (رمز العدم) في صراع دائم، هو الصراع الكوني بين الإشراق والظلمة — وهو صراع الإنسان منذ بدء الخليقة: الإنسان الذي يريد أن يرى، لكنه يحترق برؤيته.

 ثانيًا: البعد الإنساني — الإنسان كظلٍّ يبحث عن ذاته

تقول الشاعرة:

حقيقتُكَ ظلٌّ / يلوحُ لكَ من بعيدٍ / يذكّرك بمواعيدَ اختزلها الزمنُ

هنا تتحوّل الحقيقة إلى مرآةٍ زمنية. الإنسان ليس سوى ظلٍّ يبحث عن ذاته الأصلية التي اختزلها الزمن.

إنها رؤية وجودية عميقة؛ فـ"الظلّ" هو الذات المنفية في عالم الأشياء، والبحث عن الحقيقة هو محاولة الإنسان لاستعادة نوره المفقود.

وفي بيت آخر تقول:

الأمل المتكئ على عصا / ظنّها يومًا سحريةً / اليوم أمسى كحرباءَ / لا تتلوّنُ إلا بالأصفرِ

هذا مقطع إنسانيّ حادّ، يختصر التحوّل النفسي للإنسان المعاصر: من الإيمان بالمعجزة إلى سقوط الأمل في العبث.

اللون الأصفر هنا ليس مجرّد لون، بل رمزٌ للذبول والخذلان، في مقابل "الأخضر في انقراض" — أي انقراض الحياة والرجاء.

 ثالثًا: البعد الجمالي — القصيدة بوصفها كونًا لغويًّا

القصيدة تتّخذ بنية انسيابية مفتوحة، تجمع بين الصورة الرمزية والتجريد الفلسفي، في لغةٍ مشبعة بالإيقاع الداخلي، من دون وزنٍ تقليديّ.

التكرار، كأداة موسيقية (مثل كن لي... لأكون لكَ...)، يُحدث دورة طاقوية تشبه نبض الكواكب في مدار العشق الكوني.

وهذا الحوار بين الـ"أنا" والـ"أنت" — بين الذات والحقيقة، بين الأنثى والكون — يشكّل محور القصيدة الجمالي.

كن لي حقيقةً كي أكون لك شمسًا / فنكتمل

هنا اكتمال الكينونة عبر الحب: فالحقيقة لا تُدرك بالعقل وحده، بل بالمحبة التي توحّد الكائنين.

 رابعًا: البعد الفلسفي — من الاغتراب إلى التجلّي

القصيدة تسلك مسارًا صوفيًا واضحًا:

تبدأ بـالاغتراب: ضياع الحقيقة، الألم، الظلّ، الغياب.

ثم التجلّي: انبثاق الحقيقة الساطعة، وإن كانت موجعة.

وتنتهي بـالوصال الجمالي: الحبّ كطريقٍ نحو التكامُل الكوني.

وهذا المسار يذكّرنا بفلسفة المتصوفة من ابن عربي إلى الحلاج، حيث يقول الأخير:

«قتلتني الحقيقة حين تجلّت».

وهو ما نلمسه في قول الشاعرة:

ليتَها بقيَت مستترةً / وأخفت عن العيون الدملَ

فالحقيقة حين تُكشف كلّها، تصبح موجعة كجرحٍ لا يُحتمل.

 خامسًا: القراءة الكونية — الشعر كرسالة وجودية

هذا النص ليس محليًا ولا ذاتيًا فحسب؛ إنه رسالة كونية عن الإنسان الحديث، الذي يعيش في مفارقة رهيبة:

يعرف أكثر مما يجب، لكنه لا يعيش ما يعرف.

يرى الحقيقة، لكنها تُفزعه وتؤلمه.

يكتب الشعر كي يُعيد توازن الكون في داخله.

فالشاعرة اللبنانية سامية خليفة تقدّم في هذا العمل صوتًا أنثويًا كونيًا، يعبّر عن الإنسان كلّه، لا عن ذاتٍ نسوية فقط.

إنها تكتب من أجل استعادة الضوء، لا من أجل البوح الشخصي وحده.

 خلاصة القراءة

«حقائق مبهمة» هي قصيدة في الفلسفة الوجدانية للإنسان:

رحلة من الظلام إلى النور، ومن المعرفة إلى الجرح، ومن الاغتراب إلى التجلّي.

إنها تحفر في الوعي الإنساني سؤالًا أبديًا:

هل نحتمل الحقيقة حين تتجلّى؟

أم أن الغموض — في النهاية — هو رحمة الوجود؟


بقلم ابراهيم عثمان


سوق الرجال بقلم عبدالمنعم عدلى

 سوق الرجال

سوق الرجال راح

مع الزمن الجميل اللى  راح

دورت عليه كتير

ورحت الزقاق

يكون الرجال هناك

حتى دورت على

توب الرجال

مالقيته ولا

حتى شفت الخياط

يخسارة

على الأصل اللى

راح تحت التراب

إحزن ياقلبى فى صمت

ولاتبوح بحزنك

لا الناس تفتكر

إنك بتستهزأ بالناس

زمان لما مات الغنى

الكل لبس أحلى ثياب

ووقف يأخذ العذاء

وسط الكبار

وعدت أيام

ومات ابن عمى

رجل فقير 

فى الجوار

وما حد راح العذاء

وكنا شرذمة قليلة

من الفقراء

وقلت للناس ليه

ماجيتوا العذاء

قالو والله ماسمعنا

عن الممات

ياعينى عليك ياتوب الرجال

بقلمى عبدالمنعم عدلى

صامدون بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ***صامدون***

صامدون

ما صمد

الحجر والشجر

من اجل غزة

وتل الزعتر

صامدون

بارضنا متشبتون

هاهنا 

نحن باقون

نحو حريتنا

 زاحفون

صامدون

لانهاب الموت

صامدون

رغم المحن

صامدون

من اجل الوطن

نحن الحاضر

والمستقبل

بدمائنا ننشد

وطنا مستقلا

صامدون

صامدون

بإرضنا متشبون

صامدون

بمشيئة الله

منتصرون

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 27/10/2025

المغرب



وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ بقلم الكاتب سَعِيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك

 وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ


وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تَمْتَدُّ فِينَا كَخَيْطِ ضِيَاءٍ عَلَى جَفْنِ لَيْلٍ بَعِيدْ،

تَضُمُّنَا مَرَّةً،

ثُمَّ تَتْرُكُنَا فِي الرِّيَاحِ كَأَوْرَاقِ عُمْرٍ شَرِيدْ.


نَسِيرُ وَفِي الصَّدْرِ جُرْحٌ قَدِيمٌ،

يُغَنِّي مَعَ النَّبْضِ أَلْحَانَهُ الخَافِيَةْ،

وَنَخْفِي الدُّمُوعَ كَمَنْ يَخْجَلُ مِنْ وَلَهٍ،

وَنَبْتَسِمُ… كَيْ نَمُرَّ عَلَى الوَجَعِ بِكِبْرِيَاءِ المَحَبَّةِ.


وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تُقَدِّمُ لِلْقَلْبِ وَرْدَةً،

ثُمَّ تَسْرِقُ مِنْهُ الْعِطْرَ،

وَتَهْمِسُ: تَعَلَّمْ،

فَفِي كُلِّ خُسَارَةٍ نُورُ وَلَادَةٍ جَدِيدَةٍ.


نُخَاتِلُ لَيْلَ الحَنِينِ،

نُرَاوِدُ أَيَّامَنَا بِالضِّيَاءِ،

وَنَحْلُمُ أَنَّ الَّذِينَ أَحْبَبْنَاهُمْ

يَرَوْنَا فِي النَّجْمِ وَهُمْ يَنْعَمُونَ بِسَكِينَتِهِمْ الأَبَدِيَّةِ.


وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تُقَاوِمُنَا كَالْمَوْجِ،

نُحَاوِلُ أَنْ نَسْتَرِيحَ عَلَى كَفِّهَا،

فَتَأْخُذُنَا نَحْوَ بَدْءِ جَرِيحٍ،

نَسِيرُ وَنَخْشَى السُّقُوطَ،

وَنَعْلَمُ أَنَّ الْخُطَى – مَهْمَا تَبَاعَدَتْ – سَتَصِلُ.


وَنَبْقَى…

نُقَاوِمُ أَنْ نَنْكَسِرْ،

نُخَبِّئُ فِي أَعْمَاقِنَا أَمَلًا ضَئِيلًا كَنَبْتَةِ صَبْرٍ،

وَنَسْمَعُ فِي رُوحِنَا صَوْتَ الْحَيَاةِ يَقُولُ:

لَا تَتْرُكِ الْحُلْمَ… فَهُوَ آخِرُ مَا يَبْقَى.


وَفِي آخِرِ اللَّيْلِ،

تَهْمِسُ نَجْمَةٌ فِي سَمَاءِ الْوُجُودِ البَعِيدْ:

سَتُفْلِحُ يَا صَاحِبَ الْوَجَعِ،

فَإِنَّ الصُّبْحَ لَا يَخُونُ الَّذِينَ صَبَرُوا.


سَعِيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك 


من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي



بقاء بقلم الكاتبة* أوهام جياد الخزرجي *

 بقاء

* أوهام جياد الخزرجي *


إنْ رحلتْ أحلامُنا تلاشتْ،

 روينا من الهجرِ ما وردتْ، الحبُّ قد لاحَتْ صبابَتَهُ، والعشقُ ورقةٌ قد صبئتْ وأنتحبتْ،يا دارَ روحي تلاشي وأهجري كلَّ فانيةٍ، وغارتْ في رملِها وأرتحلتْ أيا بعداً يقتفي كلَّ راحلةٍ، راحلتي عمرُها ما أنذوتْ.

29/10/2017



_ نداء الظل بقلم الكاتب زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

 _ نداء الظل


تلك التي انسابت من 

الوقت 

كقطرة ضوءٍ خجولة

لم تترك سوى رجع أنفاسها

ينوسُ في تجاويف 

الصمت.

أثرُها ما زال يخدشُ 

المدى

كأنّ الخطى التي مضت

نسيت أن تأخذَ ظلّها معها

أبحث عنها في انكسار 

الزجاج

وفي وجوهٍ تلبسُ 

ملامحها دون قصد

وفي الأبواب التي تُغلق 

ببطءٍ

كأنها تعرفُ سرّ الفقد

يمرّ طيفها بي

كالريح تُربكُ الأوراق

ثم تمضي…

وتتركني أترنّحُ بين

عطشٍ لا يشبه سوى 

الغياب...! 

تسكنني مدنٌ من 

وجعٍ لا تُرى

وأسكنُ أنا بين حدودٍ 

رسمتها

دمعةٌ سقطت ولم 

تجفّ بعد.....!! 


زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)