ذاكرة درب
أضيع كقطرة دمع
وما يغني لو سقطت على ثياب الحياة الملونة
أضيع في كون مظلم
ليس في حوزتي سوى أمنية يتيمة
أن أجد وهجا كان في عينيه¹
كان دربا ، لكني لم أسلكه
مسافات بعيدة تحملني إليها هذه الذاكرة
الفاتنة كامرأة غجرية²
وجهها خزانة من زخارف التاريخ
وفساتينها نسوج قداسة
وصوتها داخلي مآذن
وقلبها قداسة السواري
لكنكم ابتعدتم ولا أثر لكم ..
ولِمَ تركتمونا وسط هذا الظلام
موحش هو العالم
غريب مثلي
والأرض مبتذلة في ثوب بال
ولمن تبتسم أو تمد كفها ليلامسه
أنا كتاب الصمت ..
مبهم ومن يفهم لغته؟!
لأن لغته عطر يـُشَمُّ
فهي للعاشقين
وحرفه نور .
مرسومة كالدروب
من أكون أنا غيرُ طفلٍ
طفل يجلس في طاولة يقرا درسا وحيداً: هو أنت
طفل ما يزال يحن لصوت أُمِّهِ كما حَنّ الجذع لنبيه
آه لتلك الشجرة المسكينة ..أين أغصانها ؟
لكن روحها قوية كما تركتها ..
مغروسة فيهم كضمة نبي .
ـــــــــ
¹ أبي رحمه الله.
² أمي الذاكرة الوحيدة .
عبد الكريم يوسفي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق