الخميس، 30 أكتوبر 2025

إفتتاح مهرجان الرمان بتستور 🛑 الإفتتاح بنزل ابن زيدون ♦️ التاريخ: الإربعاء 29 أكتوبر 2025

 عودة بالصور على إفتتاح مهرجان الرمان بتستور 

 الإفتتاح بنزل ابن زيدون 

     التاريخ: الإربعاء 29 أكتوبر 2025  

   تحية العلم المفدى (فوج كشافة بتستور)  

     محاضرة حول السياحة بتستور  

    محاضرة المجمع المهني المشترك للغلال 

    انتهى هذا اللقاء بتوزيع هدايا تذكارية  

متابعة ومواكبة زميلنا المصور الصحفي: العيد بن محمد 


 إذاعة الجمهوريةRadio République 🇹🇳 صوت وصورة وطن:











سُـودانُ ياوطنَ الـمُـروءَة بقلم الـشــاعـــرة /نـسـريـن بــدر مـصــر

 سُـودانُ ياوطنَ الـمُـروءَة

********************الــكـامـل

سُــودَانُ يَـنْزِفُ فِـي الـوَغَى نَـنْسَاهُ

زادَ الــــرَّدَى فِــيــهِ وفِـــي سُـكْـنـاهُ


عـانَـى مِــنَ الـبَـاغِي فَـدَمَّـرَ أرْضَــهُ

فـالْـمَـوْتُ يــأخُـدُهُ وسَـــادَ خُــطَـاهُ


وتَـجَـرَّعَتْ كَــأسَ الـدِّما كُـلُّ الـقُرَى

وتَـــهَــدَّمَــتْ بِــشَــقـائِـهِـمْ إيَّـــــــاهُ


يــاأمَّـةً مَـرِضَـتْ ولـيْـسَ بِـهـا رَجَــا

يـــاأُمَّــةَ الــعُــرْبِ الــهَــوَى أعْــيَــاهُ


مَـــنْ ذا الَّــذِي يـأتِـي لَــهُ بِـحُـقُوقِهِ

مَــــنْ ذا الَّـــذِي بِـشُـمُـوخِهِ يَــرْعَـاهُ


سُــودَانُــنَــا بَـــلَـــدٌ بِـــــهِ عـــادَاتُــهُ

وبِــأرْضِــهِ يــأتِــي الــنَّـدَى بِــشَـذاهُ


أسْــوارُهُ الـرَّيْـحَانُ مِــنْ كَــرَمٍ وَمِـنْ

رايَـــاتِ تُــرْفَـعُ فَـــوْقَ هـــامِ رُبـــاهُ


سُــودَانُ يـاوطَـنَ الـمُـرُوءَةِ والـعُـلا

كَــمْ بــاتَ قَـلـبُكَ فِـي الـرُّبَى أعْـلَاهُ


قَدْ كُنْتَ فِي فَجْرِ الضُّحَى كَحَضارَةٍ

والـيَـوْمَ تَـمْـكُثُ فِــي الـرَّدَى عَـيْناهُ


لــكِـنَّ فَــجْـرَ الـحَـقِّ يَـزْهُـو ضَــوْءُهُ

سَـيَـعُودُ نَـبْـضُ الـقَلْبِ حِـينَ صَـلاهُ


كَـــمْ أمَّـــةٍ بَــعْـدَ الــهَـوانِ جَـرِيـحَةٍ

وَرَوَتْ بِــدَمْـعِ الـصَّـبْرِ طِـيـبَ ثَــراهُ


سَـيَـقُومُ فَـجْرُكَ مِـنْ دُجَـى أحْـزانِهِ

ويُــقِــيـمُ بِـــالــوَادِي بَــهــاءَ ثَــنــاهُ


قدْ ماتَ حَـقٌّ فِـي الـخَفَى يُـطْغَى بِهِ

أو يَـلْـتَـقِـي الإِخْــلاصُ فِــيـهِ مُــنـاهُ


ويُـفَـكُّ قَـيْـدُ الـجُـوعِ عَــنْ أطْـفـالِـهِ

والــحُـبُّ يَـسْــقِـي أَرْضَـــهُ وصَــوَاهُ


وسَـيُـزْهِـرُ الـسُّـودَانُ بَـعْـدَ جِـراحِـهِ

لِـيَـعُـودَ مَــجْـدُ الــحُـرِّ فِـــي مَـغْـناهُ


سَـتَـغِيبُ عَــنْ لـيْلِ الـهُمُومِ غَـمامَةٌ

لِـتُـضِيءَ شَـمـسُ الـعِـزِّ فِــي دُنْـيـاهُ


ويَـظَـلُّ رَغْــمَ الـجَـوْرِ رَمْــزَ كَـرامَـةٍ

مـــانْــحَــازَ إِلَّا لِـــلْــعُــلَا وهُـــــــداهُ


فَـيُـعَـانِقُ الأحْـــلامَ بَــعْـدَ رُكُــودِهَـا

وتُــغَــنِّـيَ الــسَّـمْـرَاءُ مَــجْــدَ إِبَــــاهُ


الـشــاعـــرة /نـسـريـن بــدر مـصــر


(ومضة..مترعة بالأسى) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (ومضة..مترعة بالأسى)

مازلنا نقرأ أوجاعنا ونردد كلمات..لم نعد نعرف أن نكتبها..!

هذه الثورات ليست غضب جياع،بل ثورة ضدّ جشع و تخمة الأصنام،التي سقطت مذ سقطت جمهوريات الخوف،على أيدي الأبناء الشرعيين للغضب العربيّ.أولئك الذين رفع بعضهم صور تشي غيفارا،الرجل الوسيم الذي و هو يرى قاتله يصوّب نحوه رشاشه،على بعد خطوة من حتفه،صاح به "أطلق النار أيها الجبان.إنّك تقتل إنسانا ! ".

كان رهانا خاطئًا على إنسانيّة الوحش البشري،فقد ردّ عليه الوحش بوابل من الرصاص،كما ليثبت له أنّ الرموز أيضاً هي تحت رحمة القتلة.

نسي القاتل،أنّ الرموز يُحيها الموت..و كذلك الشعوب.كما نسي سفاحو تل أبيب أن السفاح بما يريقه من دم يحدد الثمن النهائي لدمه..لهذا سيذهب-الفلسطيني-اليوم،بأحلامه من حافة الموت الى حافة الحياة،حيث سيرى خلف دخان الجنون وجلبة القوة علم فلسطين وشمسها وأشجارها وحقولها وسمائها..وتحت سمائها تتلألأ الرنة السخية لفرح الإنسان..هناك،وعلى التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة سيعثر على فلسطين الحميمة وقد هيأت له مقعدا مريحا ونافذة مفتوحة وسماء صافية وظلا ظليلا..ورغيفا لذيذا..وأنشودة نصر بهية..لينزل ضيفا جليلا على مائدتها...مائدة الشهداء..والشهداء الأحياء: مائدة التاريخ..

ونحن!

نحن الذين نخبيء في عيوننا عتمات الأحزان، نحن من المحيط الى الخليج أمام البحر المتوسط، تنتصب أمامنا حاجبات الوميض،نقرأ أوجاعنا ونردد كلمات لم نعد نعرف أن نكتبها..!


محمد المحسن



قراءة نقدية: "القصيدة بين الحبيبة الأيقونة والقهوة الأسطورة" القصيدة:"هي وقهوتي" الشاعر: محمد الحفضي (المغرب). الناقدة :جليلة المازني (تونس).

قراءة نقدية:

"القصيدة بين الحبيبة الأيقونة والقهوة الأسطورة"

القصيدة:"هي وقهوتي"

الشاعر: محمد الحفضي (المغرب).

الناقدة :جليلة المازني (تونس).


القراءة النقدية: "القصيدة بين الحبيبة الأيقونة والقهوة الأسطورة"


1- العنوان:"هي وقهوتي"


أسند الشاعر عنوانا لقصيدته "هي وقهوتي" وقد ورد مركبا بالعطف .


والعطف هو علاقة تقوم بين تابع يسمى معطوفا وبين متبوع يسمى  معطوفا عليه


والعلاقة في هذا التابع لا تقوم على المجاورة بينه وبين متبوعه وإنما تحصل التبعية  بينهما بواسطة حروف العطف.


والشاعر ربط بين القهوة والحبيبة فأية علاقة بينهما؟


وأية علاقة تربط بين "هي" وقهوتي"؟


والشاعر تحدث عن الحبيبة بضمير الغائبة "هي" لإضفاء مزيد من الموضوعية في علاقة الحبيبة بالقهوة وكأني به يرتقي بهذه القصيدة من تجربته الخاصة مع حبيبته الى الحقيقة المطلقة في العلاقة بين الحب والقهوة.


2 – التحليل:


ان الربط بين القهوة والحبيبة واقتران الواحدة بالأخرى يعود الى تشبيه القهوة بالأنثى فقد قيل في هذا التشبيه ما يلي:


 لماذا شبهت القهوة بالأنثى؟


"القهوة امرأة مُدلّلة في حلاوتها وقاسية في مرارتها وجورية في رائحتها..القهوة أنثى سمراء مخلصة وأنيقة ولا تخذلك ان احتجْت اليها"(1).


ان العديد من الأدباء تحدثوا عن هذه العلاقة بين القهوة والحبّ والكثير من الأقوال وردت في هذه العلاقة بينهما:


 - فيكتور هيغو يقول: "القهوة تلهم الحب كما تلهم الكلمات"


- جبران خليل جبران يقول:الحب يشبه القهوة كلما كان صادقا زادت روعته


- القهوة في الحب واجبة وكأنها الشاهد الأعظم على العلاقة.


 يقول:"القهوة مثل الحب لها طعم مختلف في كل مرة.Unknown-


الحب والقهوة يشتركان  في سحر البداية ودفء التفاصيل"


- أورد الكاتب إبراهيم محمد(19/ 02/ 2024) عدة أقوال تقْرِن القهوة بالحب:


* "مثل المزيج المثالي من حبوب القهوة ,حبّنا هو مزيج متناغم من النكهات والقوام".


* "القهوة والحب : كلاهما يدفئ الروح وكلاهما أفضل عندما نتذوقهما ببطء"


*" الحب مثل القهوة يوقظ الحواس ويشعل الروح"


*"عندما يبدأ اليوم بالقهوة فليكن حبّنا هو شروق الشمس الذي يضيء كل لحظة"


وفي هذا الاطار من الجمع بين القهوة والحب ماذا قال شاعرنا محمد الحفضي؟


استهل الشاعر محمد الحفضي قصيدته بحوار بينه وبين حبيبته التي سألته عمّا يشرب فقال الشاعر:


قالت :ماذا تشرب حبيبي؟


قلت: فنجان قهوة مثلك


ان الحبيبة استغربت من تشبيهه القهوة لها قائلة :"ماذا تقصد حبيبي؟


في هذا الاطار استخدم الشاعر أسلوبا انزياحيا دلاليا يقوم على التشبيه بين


القهوة وحبيبته فقال:


قهوة سمراء في لون بشرتك


ذوقها بطعم ثغرك


رائحتها بطعم طيب أنفاسك


قطراتها بجمال جدائل شعرك


نكهتها تلائم عذوبة شفتيك


ان الشاعر نزّل القهوة منزلة الحبيبة وفي ذلك إدهاش للقارئ .


وهو أيضا يتناص مع العديد من عشاق القهوة الذين يجمعون بين الحب والقهوة خاصة مع من قال:" الحب مثل القهوة يوقظ الحواس ويشعل الروح"


ان القهوة توقظ في شاعرنا محمد الحفضي:


- حاسة البصر:" فالقهوة سمراء كلون بشرتك".


- حاسة الذوق: "ذوقها بطعم ثغرك" / "نكهتها تلائم عذوبة شفتيك".


- حاسة الشمّ : "رائحتها مثل طيب أنفاسكّ"


- حاسة البصرو اللمس والسمع معا: "قطراتها بجمال جدائل شعرك"..


انه تراسل الحواس.


ان الشاعر رسم لنا صورا شعرية حسية توقظ مشاعره وتدغدغ أحاسيس القارئ لتجعله هذه الصور الشعرية الحسية يتوق الى حبيبة بكل مواصفات القهوة والملامح التي نحتها الشاعر في حبيبته.


انه تراسل المشاعر من الشاعر الى المتلقي .فالشاعر يرسل  مشاعر المتعة التي


يشعر بها الى المتلقي الذي أيقظ فيه كل حواسه ليستمتع بثنائية الجمال بين القهوة والحبيبة.


ان هذا الوصف لجمال القهوة اعتبرته الحبيبة تغزلا بالقهوة فيقول الشاعر:


قالت: هذا غزل حبيبي.


قلت: غزل يليق بمعشوقتين


انت حبيبتي فتنتني


وقهوتك بلسمي


لا تغاري حبيبتي.


ان الشاعر الحبيب تفطن الى غيرة حبيبته من تغزّل حبيبها بالقهوة لانها لن تقبل ان تكون لها منافسة في حبّه لها.


ان الشاعر الحبيب يصرّح أن القهوة والحبيبة هما معشوقتاه ولئن كانت الحبيبة من فتنتْه فالقهوة هي بَلسمُه . انها ثنائية الداء والدواء.


والشاعر لا يخفي عنا عشقه للقهوة التي وازاها بحبيبته ولعل خطابه معها باستخدام هذا الحوار بينهما (قالت:/قلت:) يضفي شيئا من الواقعية في حديث الشاعر الحبيب مما قد يجعل المتلقية مكان الحبيبة تتعاطف معها لترفض أن تنافسها القهوة في حب حبيبها.


بيد أن الشاعر الحبيب يعود الى الحوار ليؤجج المشاعر ويشعلها  وهو في نفس الوقت يريد أن يثلج صدر حبيبته ويُطمئنها.


انه ادهاش ثان ومفارقة عجيبة بين تأجيج الحواس وإطفاء نار الغيرة لدى حبيبته


يقول:


مع كل رشفة أتحسس شفتيك


دفؤها يذكرني بلهيب أنفاسك


لمسة الفنجان وخصرك تغريني


كأني أقبلك حبيبتي


كلما أطبقت شفتاي على الفنجان


ان الشاعر هنا خصّ حاسة اللمس بأن جعل المتعة حكرا عليها وحاسة اللمس في علاقة الحب لها أفضليتها.


ان الشاعر مسكون بمعشوقتيْه وهو يطمئن حبيبته .


انها حتى في غيابها هي حاضرة معه بالغياب في قهوتها التي تعدها بيديها.


انها نشوة وانتشاء بهما فيقول:


لا تخافي حبيبتي


وان غبت عني


أتسلّى بقهوة من يدك


في انتظار عودتك.


ان الشاعر قد صنع  في قصيدته من القهوة أسطورة ومن الحبيبة أيقونة.


فما سرّ هذه القهوة الأسطورة؟


هنا قد يتدخل القارئ ليستحضر أسطورة القهوة قائلا:


" يعود أصل القهوة الى منطقة كافا في إثيوبيا وهناك أسطورة تحكي قصة راع


يدعى كالدي .تقول الأسطورة أن كالدي لاحظ ن ماشيته أصبحت نشيطة وحيوية


بعد تناولها لثمار حمراء من شجيرات معينة. قرر كالدي تجربة هذه الثمار بنفسه


وشعر بتأثيرها المنبه ومن هنا بدأت رحلة القهوة من اثيوبيا الى العالم"(2).


ولعل هذا ما جعل محمود درويش  يقول عن معشوقته القهوة في كتابه(ذاكرة النسيان):


"أريد رائحة القهوة لا أريد غير رائحة القهوة ولا أريد من الايام كلها غير رائحة القهوة رائحة القهوة لأتماسك لأقف على قدمي لأتحول من زاحف الى كائن"


و في هذا الاطار قد صنع شاعرنا محمد الحفضي في قصيدته من القهوة أسطورة ومن حبيببته أيقونة نشوة وانتشاء بمعشوقتيه.


سلم جليل حرف الشاعر المتميز الذي تمرّد عن المألوف.


بتاريخ 10/ 01/ 2025


المراجع:


https://www.facebook.com>posts (1)

 قهوة شتاء- النساء يفضلن القهوة لانها تشبههن القههوة امراة...

https://picolo.sa>)أخبار ورؤية2)

القهوة واثيوبيا, إرث وأسطورة.



** ((رحلة عميقة في الوجدان)).. قراءة ((أمل حامد سالم)) لقصة ((مزح كردي)): للأديب والشاعر السوري: (مصطفى الحاج حسين)

 ** ((رحلة عميقة في الوجدان))..

قراءة ((أمل حامد سالم))

    لقصة ((مزح كردي)):

للأديب والشاعر السوري: (مصطفى الحاج حسين)


هي رحلة عميقة في الوجدان البشري، تحكي عن الصراع بين الإنسان والسلطة، بين الحرية والاضطهاد، وبين الحقيقة والمزاح كغلاف لوقائع مأساوية. الحدث يتصاعد تدريجياً من حالة التهديد والترهيب إلى التوتر النفسي الأخلاقي، ثم إلى المواجهة الحاسمة التي تبرز هشاشة الإنسان أمام القهر.


تُبرز القصة الأبعاد النفسية والعاطفية للنفسية المحاصرة، حيث يختلط الخوف بالحنين والاحتجاج بالاستسلام، في لعبة معقدة من الإذلال والقوة والضعف.


تتكشف الأزمة تدريجياً عبر الحوار المتوتر، والتوتر النفسي واضح في الشخص. 


المُلَازِمُ أَوَّل، يمثل السلطة القمعية، شخصية تفرض نفسها بالقوة والصراخ، يرمز إلى النظام الذي يبتعد عن الإنسانية.


الراوي (الشاعر)، في صراع نفسي عميق بين الخوف والتمرد، بين الدفاع عن الزميل والتخلي عنه، يظهر تذبذباً إنسانياً يعكس تعقيدات الموقف.


(حكمت).. الضحية التي تحمل أعباء الضعف والخذلان، رمز للمعاناة والتضحية التي لا تجد سوى السخرية والاضطهاد.


الأزمة ليست فقط سياسية أو اجتماعية، بل أخلاقية وجدانية، تحبس الأبطال في حالة مأزق داخلي يصعب الخروج منه.


الأسلوب الفني وتقنيات السرد.. التكثيف واللغة الشعرية، رغم كونها قصة، تتداخل فيها عناصر الشعر، سواء في الصور اللغوية أو الإيقاع، مما يضفي على النص بعداً جماليًّا عميقاً.


(الحوار) ليس مجرد تبادل كلمات، بل ساحة صراع نفسي وفكري، يعكس التوتر الاجتماعي والذاتي.. التكرار والتناوب يستخدم الكاتب التكرار بحرفية لتأكيد الإحساس بالخوف والضغط، ولتصعيد الحدث بشكل درامي.. الزمن المكثف.. القصة تدور في فترة زمنية قصيرة، لكنها تستثمرها بشكل مكثف لتعبر عن تصاعد نفسي ودرامي.


الرمزية والخيال.. المزاح (الكردي) في العنوان يبدو سطحياً، لكنه يحمل رمزية لاذعة عن المزاح المرير الذي تمارسه السلطة، وعن المزاح كوسيلة للتعبير عن المقاومة الخفية.. استخدام الشخصيات كرموز.. السلطة، الضحية، الشاعر/المراقب، يعكس الصراعات الكبرى في المجتمعات القمعية.. الصور الشعرية (مثل الدم، العطش، الأرض المتشققة) تبرز معاناة الشعب، وتعبر عن ثورة الكلمة على القهر.


الضغط النفسي والتوتر.. يظهر جلياً في تصرفات الشاعر وحكمت، ويعكس كيفية تأثير القمع على النفس.. الوجدان الإنساني

، التعبير عن الندم،

والخوف، والرغبة في النجاة، وفي الوقت نفسه رفض الاستسلام.


الأخلاق والتضحية.. الصراع بين الولاء للنفس والزملاء وبين النظام القاسي، مما يفتح نقاشاً عن القيم والإنسانية.


المقارنة مع أدباء عرب وأجانب.. 

تشابه القصة مع أعمال

/غابرييل غارسيا ماركيز/ في أسلوب المزج بين الواقع والقصة الرمزية، حيث تُستخدم الأحداث اليومية لتصوير مأساة أكبر.

تشابه في الرؤية مع أعمال /نجيب محفوظ/ التي ترصد الاضطهاد النفسي والاجتماعي بأسلوب بسيط لكن عميق.

- تشابه في التكثيف مع قصص /ألبير كامو/ حيث البطل في مواجهة عبثية الواقع.


الفرق.. في «مزح كردي» تبرز الطبقات السياسية والاجتماعية بحدة أكثر، مع بُعد شعري واضح لا نجده في الأدب الواقعي الخالص.


مكانة الكاتب وإبداعاته


الكاتب يتقن مزج السرد القصصي بالشعر، وهذا الجمع يضيف بعداً جديداً للأدب العربي الحديث.

إبداعه يكمن في تصوير النفس الإنسانية في حالات القمع، بأسلوب مكثف وجمالي.

مقارنة بجيله، هو من القلائل الذين يتناولون الموضوعات السياسية والاجتماعية بعمق وجداني مع الاحتفاظ بالبلاغة الفنية، خلافاً للكتّاب الذين يميلون إلى السرد الجاف أو الشعر الصرف.

هو جسَّر بين الرواية والشعر وقصيدة النثر، مما يعزز التجديد الأدبي.


قصيدة النثر وتطورها في القصة


حضور قصيدة النثر في القصة لا يقتصر على الشكل فقط، بل يمتد إلى الرؤية، حيث تتسم بالصدق الفني والحرارة التعبيرية.

 استخدام الزمن الحاضر والأفعال المتلاحقة يعكس توترات الواقع، ويوحي بالحركة المستمرة في مواجهة القهر.

قصيدة النثر في القصة تعبير عن الثورة المعاصرة على الأشكال التقليدية، وتفتح آفاقاً للتجديد في التعبير عن القضايا الكبرى.


النتائج والتوصيات النقدية

«مزح كردي» قصة متكاملة فنياً ووجدانيًا، تعكس أزمة الإنسان في ظل السلطة القمعية.

تحث القارئ على التأمل في مآلات السلطة والحرية، وتطرح قضايا العدالة والكرامة.

الكتابة توثق حالة اجتماعية ونفسية معقدة بأسلوب يجمع بين الشعر والسرد، مما يجعلها تجربة فريدة في الأدب العربي الحديث.

ضرورة دراسة أعمال الكاتب ضمن حركة التجديد الأدبي في العالم العربي، وربطها بالتيارات العالمية في الرواية والشعر.

تستحق القصة أن تُقرأ وتُدرس في سياقات متعددة.. السياسة، النفس، الفن، والتاريخ.*


     أمل حامد سالم.



تدفقات خريطة الجسد شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد

 ______   تدفقات خريطة الجسد 

شعر  /  المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد 


كويكبٌ يشف عن رؤاي 

أنوار نوره كشعلةٍ فصيحةٍ

كفسحةِ 

تستنكر الإقصاء والتهميشَ والضباب 

تُعاند الغياب 

تأمليّة النبات 

يخضور سمته يمنحني أجنحةٌ من التجلياتْ

وطاقةٌ كبيرةٌ كبيرةٌ يمدّها مَدَد

في العيش لا أحب أي لحظةٍ تكون بهجتي بها طافيَةٌ على زبد 

فراشةً هجينة الغدد 

أقنعةً لغولةٍ 

هوامشاً لأبجديةٍ وذكرياتٍ بعضها عفى على رسومه الكلام 

بذورَ نرجسٍ في وَسَطٍ عقيم 

معللاً على هواي أي فترةً  من النكوص والسديم 

بخيبةٍ تلوّح للاشيء في بلاهةٍ يداي

كأنها أنبولةٌ تحقنني الأفكار أو تخبطني بها 

فأتّقد 

أرسف في مستنقعٍ من الوحول والخضاب 

دمي قبائلٌ تمارس التغيير بالتقديم والتأخير كالوعول

مفازةٌ واسعةٌ بحجم دهشتي

صعيد مشتهايَ 

اليم والمياهُ والضفافُ وظلالُ الشجر القديم 

أحصنةٌ بشعرها المهفهفِ المنثورِ فوق جيدها الطويل 

كنَهَرِ الفرات في تدفقاته يمرّ بعضه بغابةٍ من زمن مجهول 

رسائل الجوى رسائلٌ مفتوحةٌ من عاشقٍ لم ينته من تحريرها  

وسكبها على الطروس والورق 

يرسلها إلى أحد 

في أبهريّ الموت والحياة 

تنافرٌ لحالتين الصمت واليخضور

صندوقيَ الدريِ والوردي ِفي رحابه رسوم من عرفتهم 

صفات من أُحِبهُم 

محاورات من أَحببتُهُم 

تهيؤاتهَم

مسمياتُ المدن التي وددتُ أن يحضنني ترابها ولو أموت بعدها 

تدفقات عاشقٍ تقلّه أشواقه مستمتعاً برطب الحداء ما استطعتْ

أمدّ أو أسير واثقاً من نظرتي 

أمشي على رجلين صلبتينْ 

قويتينْ كخشب المراكب المتينة البنيان 

أصادف الكثير في الطريق وصفوةٍ أقل من أقاربٍٍ وأصدقاءْ ينتعش الرجاء بين راحتَي

وفي سطوع الضوء 

في النهار 

أقتسم  الباقي مع الحضور 

أسد مسمعي بعمق إصبعين عن مسارب الرياح 

َتقَلُّبُ المزاج ينضوي على مشاعرٍ غامضةٍ التجييش     ( 1 )

مجهولةٍ شائهة النسيب بيننا

كهَبّةٍ موتورةٍ ورشقةٍ من الطشيش        ( 2 )


 

 


_________

شعر  / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد

التجييش   :   الجمع  والحشد

الطشيش   :    المطر  بين الوابل والرذاذ


لا حباني بقلم الكاتب حكيم التومي

 لا حباني 


لا حباني الدهر بغير 

الأنين 

وكاد يسرق مني ذكرياتي 

والحنين 

أمشي على جمر التجهم 

أبدا السنين 

وأعرف أني من العابرين 

لكن ها هو الأمل يغازلني 

في كل حين 

أتراه يقول أنت شاعر 

ولكن أين اليقين.....؟


حكيم التومي 

تونس



الأربعاء، 29 أكتوبر 2025

♡ مقهى الكنزين الإثنين (*) .( أو.. رصيف يروي حديث المارين القدامى) ♡ شعر: جلال باباي( تونس )

 ♡ مقهى الكنزين الإثنين (*)

.( أو.. رصيف يروي حديث المارين القدامى)


       ♡  شعر: جلال باباي( تونس )


¤ الإهداء:  إلى الشاعر السوري صالح دياب Saleh Diab eh Diab  ...افترقنا ولم نختلف. 


عند مفترق رصيف

مزدحم باقدام مشاته 

تطالني بين شوطي 

أمطار خفيفة

عطر قهوة ساخنة 

يتسلٌل فوق مقاعد

ممتلئة بالأحاديث المتبقية

من مساء ثنائيٌ

لا يعترف إلا بالقصائد

أو فاتحة رواية 

ينحتها المقيمون

 خلف جدار  كنيسة القديس "جارمان"

يغترفون من حبر دواتهم 

ملحمة البطلة الجميلة

وصهيل فارسها المنتظر

تلك شوارع باريس ضاجة بالحكايا 

تتقاذفها منبهات الإسفلت تارة

ثم نقرات من لذيذ الجاز 

ينبجس من قبو مطعم

أهملته أعين المارٌة

صرت أحتاج مقعدا 

حتى أسترجع موعد عشقي القديم

قد تأخرت هذا الصيف

حبيبتي فاتها ميترو الأنفاق

صرت لوحدي في هذا الليل

يتيمة يسراي لم يطئها عنب الدالية

نامت أناملي تكتب خلودها 

الأحادي..سوف أشفى عليلا

على مشارف جسر "بوردو" العتيق

ثم أقترب مع الشعراء

إلى نهر "لوديف" القديم

لنمرٌغ أطراف هَوَسِنا بماء الأبجدية

نزرع في الأفئدة حُبا 

فتينع على التلال العارية

 حَبٌآت قمح ، كلام العشاق

وتخلد الأمكنة بالأسماء

تتباهى بقصائد اللاجئين 

وأحاديث عابرة ألفتها 

مقاهي باريس في موسم الخريف

سأعود من جديد

إلى طاولة الرصيف

أباهي ندمانها بهزائمي الأخيرة

سوف أعيد خطاي  ذات يوليو

إلى قرية الجبل النائمة 

 هي "لوديف" تتجمٌل كل صيف

توقظني،  ثم توزٌعني صوتا عاليا 

إلى ساقية نهر  " ليرغ"(☆)

أنشد السلام للمعذبين في الأرض 

أقتسم رغيف خبز مع المشرٌدين

وأحتمي بشجرة القيقب 🍁 

من رذاذ صباحيٌ عابر 

كم بدَا لي بعيدا

و ساحرا جنوب فرنسا !!!

أترصٌده على مقربة من منفاي

كم اشتقت لخُطاي الساخنة

تشق عباب المساء العاشر 

 عند دكاكين العطور. !!

طوبى للمدينة " مونبيلييه"

تصدح بِموٌال الغروب

تكتبني في الأماكن العامة

أغنية لليتامى 

ارثي رحيلها ،

و أسدل ستار الملحمة...

... نام الشعراء ..،

بقيت أحلامهم متيقظة .■


              يوليو ٢٠٢٤

--------------------(☆): lergues نهر يشق قرية لوديف



خاطرة بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 خاطرة

إنَّـمَـا عُـمْـرُ الرَّيَـاحِيـنِ قَصيـرُ

ورُجُـوعُ الأَمْـسِ لِلْـيَـوْمِ عَـسِيـرُ

وسِنُـونَ العُمْـرِ تَمْـضِي، تَتَـوَالـَى

ورَحَى الأيَّـامِ، فِي الـدُّنْـيَا، تَـدُورُ

كلُّ يَوْمٍ فَاتَ في بُـعْـدِكَ لا يُحْـ..

ـسَبُ مِن عُمْرِي، وقدْ فَاتَ الكَثِيرُ

لَوْ حَسَبْتُ العُـمْرَ دَهْـرًا، وَ شَبَابِي

بِرِضَاكُمْ، مَا عَرَفْتُ كمْ شَبَابِي.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.



قراءة في نصُّ «حقائق مبهمة» للشاعرة سامية خليفة بقلم الكاتب ابراهيم عثمان

 نصُّ «حقائق مبهمة» للشاعرة سامية خليفة نصٌّ شعريّ ميتافيزيقي عميق، يُجاور بين الجرح الإنساني والبحث الكوني عن الحقيقة، فينقل الذات من عذابها الفردي إلى تجربة الوجود الكليّ، حيث الحقيقة تتجلّى ككائنٍ متحوِّل بين النور والظل، بين الأمل واليأس، بين الحب والموت.

وفيما يلي قراءة نقدية كونية إنسانية شاملة، تحاول كشف الطبقات الفلسفية والروحية والجمالية في هذا العمل:

 أولاً: البعد الكوني — الإنسان في مواجهة الحقيقة

في هذا النص، الحقيقة ليست مفهومًا معرفيًا مجرّدًا، بل كائن حيّ، أنثويّ، متمرّد، جريح، وساطع.

تبدأ القصيدة بإيقاع عنيف:

صريرُ القلمِ / أنينُ المِدادِ يحاكي الألمَ

القلمُ هنا ليس أداة بل كائن يصرخ، والمداد يئنّ كما يئنّ الكوكب في دورانٍ أبديّ حول سرّه.

إنه صرير الكلمة في الكون، حين تكتبُ ذاتُ الإنسان على جدار العدم.

ثم تتكشّف الحقيقة في صورة نورٍ مجروحٍ بالشّك:

ساطعةٌ كالشمسِ / حقيقةٌ جرحَتْها ألسنةُ الشكّ

هنا تلتقي الشمس (رمز الوجود) والشك (رمز العدم) في صراع دائم، هو الصراع الكوني بين الإشراق والظلمة — وهو صراع الإنسان منذ بدء الخليقة: الإنسان الذي يريد أن يرى، لكنه يحترق برؤيته.

 ثانيًا: البعد الإنساني — الإنسان كظلٍّ يبحث عن ذاته

تقول الشاعرة:

حقيقتُكَ ظلٌّ / يلوحُ لكَ من بعيدٍ / يذكّرك بمواعيدَ اختزلها الزمنُ

هنا تتحوّل الحقيقة إلى مرآةٍ زمنية. الإنسان ليس سوى ظلٍّ يبحث عن ذاته الأصلية التي اختزلها الزمن.

إنها رؤية وجودية عميقة؛ فـ"الظلّ" هو الذات المنفية في عالم الأشياء، والبحث عن الحقيقة هو محاولة الإنسان لاستعادة نوره المفقود.

وفي بيت آخر تقول:

الأمل المتكئ على عصا / ظنّها يومًا سحريةً / اليوم أمسى كحرباءَ / لا تتلوّنُ إلا بالأصفرِ

هذا مقطع إنسانيّ حادّ، يختصر التحوّل النفسي للإنسان المعاصر: من الإيمان بالمعجزة إلى سقوط الأمل في العبث.

اللون الأصفر هنا ليس مجرّد لون، بل رمزٌ للذبول والخذلان، في مقابل "الأخضر في انقراض" — أي انقراض الحياة والرجاء.

 ثالثًا: البعد الجمالي — القصيدة بوصفها كونًا لغويًّا

القصيدة تتّخذ بنية انسيابية مفتوحة، تجمع بين الصورة الرمزية والتجريد الفلسفي، في لغةٍ مشبعة بالإيقاع الداخلي، من دون وزنٍ تقليديّ.

التكرار، كأداة موسيقية (مثل كن لي... لأكون لكَ...)، يُحدث دورة طاقوية تشبه نبض الكواكب في مدار العشق الكوني.

وهذا الحوار بين الـ"أنا" والـ"أنت" — بين الذات والحقيقة، بين الأنثى والكون — يشكّل محور القصيدة الجمالي.

كن لي حقيقةً كي أكون لك شمسًا / فنكتمل

هنا اكتمال الكينونة عبر الحب: فالحقيقة لا تُدرك بالعقل وحده، بل بالمحبة التي توحّد الكائنين.

 رابعًا: البعد الفلسفي — من الاغتراب إلى التجلّي

القصيدة تسلك مسارًا صوفيًا واضحًا:

تبدأ بـالاغتراب: ضياع الحقيقة، الألم، الظلّ، الغياب.

ثم التجلّي: انبثاق الحقيقة الساطعة، وإن كانت موجعة.

وتنتهي بـالوصال الجمالي: الحبّ كطريقٍ نحو التكامُل الكوني.

وهذا المسار يذكّرنا بفلسفة المتصوفة من ابن عربي إلى الحلاج، حيث يقول الأخير:

«قتلتني الحقيقة حين تجلّت».

وهو ما نلمسه في قول الشاعرة:

ليتَها بقيَت مستترةً / وأخفت عن العيون الدملَ

فالحقيقة حين تُكشف كلّها، تصبح موجعة كجرحٍ لا يُحتمل.

 خامسًا: القراءة الكونية — الشعر كرسالة وجودية

هذا النص ليس محليًا ولا ذاتيًا فحسب؛ إنه رسالة كونية عن الإنسان الحديث، الذي يعيش في مفارقة رهيبة:

يعرف أكثر مما يجب، لكنه لا يعيش ما يعرف.

يرى الحقيقة، لكنها تُفزعه وتؤلمه.

يكتب الشعر كي يُعيد توازن الكون في داخله.

فالشاعرة اللبنانية سامية خليفة تقدّم في هذا العمل صوتًا أنثويًا كونيًا، يعبّر عن الإنسان كلّه، لا عن ذاتٍ نسوية فقط.

إنها تكتب من أجل استعادة الضوء، لا من أجل البوح الشخصي وحده.

 خلاصة القراءة

«حقائق مبهمة» هي قصيدة في الفلسفة الوجدانية للإنسان:

رحلة من الظلام إلى النور، ومن المعرفة إلى الجرح، ومن الاغتراب إلى التجلّي.

إنها تحفر في الوعي الإنساني سؤالًا أبديًا:

هل نحتمل الحقيقة حين تتجلّى؟

أم أن الغموض — في النهاية — هو رحمة الوجود؟


بقلم ابراهيم عثمان


سوق الرجال بقلم عبدالمنعم عدلى

 سوق الرجال

سوق الرجال راح

مع الزمن الجميل اللى  راح

دورت عليه كتير

ورحت الزقاق

يكون الرجال هناك

حتى دورت على

توب الرجال

مالقيته ولا

حتى شفت الخياط

يخسارة

على الأصل اللى

راح تحت التراب

إحزن ياقلبى فى صمت

ولاتبوح بحزنك

لا الناس تفتكر

إنك بتستهزأ بالناس

زمان لما مات الغنى

الكل لبس أحلى ثياب

ووقف يأخذ العذاء

وسط الكبار

وعدت أيام

ومات ابن عمى

رجل فقير 

فى الجوار

وما حد راح العذاء

وكنا شرذمة قليلة

من الفقراء

وقلت للناس ليه

ماجيتوا العذاء

قالو والله ماسمعنا

عن الممات

ياعينى عليك ياتوب الرجال

بقلمى عبدالمنعم عدلى

صامدون بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ***صامدون***

صامدون

ما صمد

الحجر والشجر

من اجل غزة

وتل الزعتر

صامدون

بارضنا متشبتون

هاهنا 

نحن باقون

نحو حريتنا

 زاحفون

صامدون

لانهاب الموت

صامدون

رغم المحن

صامدون

من اجل الوطن

نحن الحاضر

والمستقبل

بدمائنا ننشد

وطنا مستقلا

صامدون

صامدون

بإرضنا متشبون

صامدون

بمشيئة الله

منتصرون

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 27/10/2025

المغرب



وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ بقلم الكاتب سَعِيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك

 وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ


وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تَمْتَدُّ فِينَا كَخَيْطِ ضِيَاءٍ عَلَى جَفْنِ لَيْلٍ بَعِيدْ،

تَضُمُّنَا مَرَّةً،

ثُمَّ تَتْرُكُنَا فِي الرِّيَاحِ كَأَوْرَاقِ عُمْرٍ شَرِيدْ.


نَسِيرُ وَفِي الصَّدْرِ جُرْحٌ قَدِيمٌ،

يُغَنِّي مَعَ النَّبْضِ أَلْحَانَهُ الخَافِيَةْ،

وَنَخْفِي الدُّمُوعَ كَمَنْ يَخْجَلُ مِنْ وَلَهٍ،

وَنَبْتَسِمُ… كَيْ نَمُرَّ عَلَى الوَجَعِ بِكِبْرِيَاءِ المَحَبَّةِ.


وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تُقَدِّمُ لِلْقَلْبِ وَرْدَةً،

ثُمَّ تَسْرِقُ مِنْهُ الْعِطْرَ،

وَتَهْمِسُ: تَعَلَّمْ،

فَفِي كُلِّ خُسَارَةٍ نُورُ وَلَادَةٍ جَدِيدَةٍ.


نُخَاتِلُ لَيْلَ الحَنِينِ،

نُرَاوِدُ أَيَّامَنَا بِالضِّيَاءِ،

وَنَحْلُمُ أَنَّ الَّذِينَ أَحْبَبْنَاهُمْ

يَرَوْنَا فِي النَّجْمِ وَهُمْ يَنْعَمُونَ بِسَكِينَتِهِمْ الأَبَدِيَّةِ.


وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تُقَاوِمُنَا كَالْمَوْجِ،

نُحَاوِلُ أَنْ نَسْتَرِيحَ عَلَى كَفِّهَا،

فَتَأْخُذُنَا نَحْوَ بَدْءِ جَرِيحٍ،

نَسِيرُ وَنَخْشَى السُّقُوطَ،

وَنَعْلَمُ أَنَّ الْخُطَى – مَهْمَا تَبَاعَدَتْ – سَتَصِلُ.


وَنَبْقَى…

نُقَاوِمُ أَنْ نَنْكَسِرْ،

نُخَبِّئُ فِي أَعْمَاقِنَا أَمَلًا ضَئِيلًا كَنَبْتَةِ صَبْرٍ،

وَنَسْمَعُ فِي رُوحِنَا صَوْتَ الْحَيَاةِ يَقُولُ:

لَا تَتْرُكِ الْحُلْمَ… فَهُوَ آخِرُ مَا يَبْقَى.


وَفِي آخِرِ اللَّيْلِ،

تَهْمِسُ نَجْمَةٌ فِي سَمَاءِ الْوُجُودِ البَعِيدْ:

سَتُفْلِحُ يَا صَاحِبَ الْوَجَعِ،

فَإِنَّ الصُّبْحَ لَا يَخُونُ الَّذِينَ صَبَرُوا.


سَعِيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك 


من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي



بقاء بقلم الكاتبة* أوهام جياد الخزرجي *

 بقاء

* أوهام جياد الخزرجي *


إنْ رحلتْ أحلامُنا تلاشتْ،

 روينا من الهجرِ ما وردتْ، الحبُّ قد لاحَتْ صبابَتَهُ، والعشقُ ورقةٌ قد صبئتْ وأنتحبتْ،يا دارَ روحي تلاشي وأهجري كلَّ فانيةٍ، وغارتْ في رملِها وأرتحلتْ أيا بعداً يقتفي كلَّ راحلةٍ، راحلتي عمرُها ما أنذوتْ.

29/10/2017



_ نداء الظل بقلم الكاتب زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

 _ نداء الظل


تلك التي انسابت من 

الوقت 

كقطرة ضوءٍ خجولة

لم تترك سوى رجع أنفاسها

ينوسُ في تجاويف 

الصمت.

أثرُها ما زال يخدشُ 

المدى

كأنّ الخطى التي مضت

نسيت أن تأخذَ ظلّها معها

أبحث عنها في انكسار 

الزجاج

وفي وجوهٍ تلبسُ 

ملامحها دون قصد

وفي الأبواب التي تُغلق 

ببطءٍ

كأنها تعرفُ سرّ الفقد

يمرّ طيفها بي

كالريح تُربكُ الأوراق

ثم تمضي…

وتتركني أترنّحُ بين

عطشٍ لا يشبه سوى 

الغياب...! 

تسكنني مدنٌ من 

وجعٍ لا تُرى

وأسكنُ أنا بين حدودٍ 

رسمتها

دمعةٌ سقطت ولم 

تجفّ بعد.....!! 


زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)



من رسائلي الى سيليا (رواية سيليا) بقلم الكاتب توفيق حيوني / تونس

 من رسائلي الى سيليا 

(رواية سيليا)


أرصفةُ السؤالِ الأخير


لَمْ تَعُدٍي قَصِيدَةً،

مَا بَيْنَنَا صَارَ مَطَاراً مُغْلَقاً،

حيثُ هَبَطَ الصَّمْتُ...

ولَمْ يُغَادِرْ مُنذُ سَبْتِ الغِيابِ الأول.

هَا أَنَا، بَعدَ كُلِّ هَذا التَّيهِ المُبَرْمَجِ،

أقفُ عَلَى أَرْصِفَةِ سُؤَالِكِ الأَخِيرِ:


"كَيْفَ حَالِي؟"


لَا تسأليني... فَحَالِي

كَخَزَّانَةِ مَطَارٍ مَتْرُوكَةٍ فِي العواصف:

مُبْتَلَّةٌ بالذِّكْرَى،

وبِهَا بَقَايَا تذاكِرَ لِرَحَلاتٍ أُلْغِيَتْ،

رَحَلاتُ لِقَاءٍ... لَمْ تُقْلِعْ أَبَداً.


الحَالُ... يَا سَيِّدَةَ اللَّا مُبَالاَةِ المَوْشُومَةِ بِالْجَمَالِ،

هُوَ مُتَّسَعٌ مِنَ اللَّوْنِ الرَّمَادِيِّ

بَينَ صَوْتِكِ العَابِرِ... وَأُفُقِي المَنْزُوعِ مِنْ أَلْوَانِهِ.


قَدْ أَقُولُ: "بِخَيْرٍ"...

وَهِيَ الكِذْبَةُ البَيْضَاءُ الوَحِيدَةُ

الَّتي تَلِيقُ بِوَجْهِ النِّسْيَانِ حِينَ يُطِلُّ.


لَكِنَّ الحَقِيقَةَ:

أَنِّي أُعِيدُ تَرْتِيبَ هَيْكَلِي العَظْمِيِّ كُلَّ لَيْلَةٍ،

لِأَنَّ الحُزْنَ صَارَ يَسْكُنُ تَجَاوِيفَ الأَضْلاَعِ،

ويَرْمِي سَهَامَهُ

فِي المَسَاحَةِ الضَّيِّقَةِ

بَيْنَ سُؤَالِكِ العَذْبِ...

وَبَيْنَ جُدْرَانِ الرَّفْضِ الَّتِي شَيَّدْتِهَا.


مَاذَا يَعْنِي أَنْ تَسْأَلِي،

وَدِمَاؤُكِ سِكَّةُ قِطَارٍ لَا تَجْرِي إِلَيَّ؟


مَاذَا يَعْنِي سُؤَالُكِ؟

إِنَّهُ كَفَنٌ حَرِيرِيٌّ

لِجُثَّةِ شَوْقٍ... مَاتَتْ خَارِجَ القَلْبِ.


لَا تُكَلِّفِي نَفْسَكِ عَنَاءَ الاهْتِمَامِ المُزَيَّفِ،

لِأَنَّ صَوْتَكِ هُوَ جَرَسُ إِنْذَارٍ،

يُعْلِنُ أَنَّ الحُبَّ

لَمْ يَعُدْ سِوَى

خَرِيطَةٍ مُمَزَّقَةٍ فِي مَهَبِّ هَذَا الفِرَاقِ العَتِيدِ.


توفيق حيوني / تونس



اُوصِيكَ بِي خَيْرا بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 ♡《اُوصِيكَ بِي خَيْرا》♡


إنْ  رَامَ نَبْضِي للذُّرَى أنْ يَحمِلَكْْ 

أو تَاقَ ثَغْرِي يَرْتَوِي مِنْ نَبْعِكَ الرَّيَّانِ 

يَرْشُفُ سَلْسَلَكْ ☆

أوْ رَامَتْ الأشْواقُ في غَسَقِ الجَوَى

والسُّهْدُ يَأْكُلُ جَذْوَتِي..أنْ تَسْألَكْْ 

سَأقُولُ والأشْعَارُ تَقْدَحُ صَبْوَتِي

والرَّغْبَةُ الرَّعنَاءُ تَشْحَذُ دَهْشَتِي:

" بِاللَّهِ  قُلْ لِي یَا مَلَکْ !

هلْ لِي عَنِ الإلْهَامِ والنَّبْضِ المُعمَّدِ بالشَّذَا ..أنْ أَسْأَلَکْ ؟

هلْ یَا تُرَی هَذا القَریضُ وکلُّ هَذا الحُسْنِ لَکْ؟

کَیْفَ الجَمالُ طَرِیقَ حَرْفِکَ قَدْ سَلَکْ ؟

مِنْ أیْن جَاءَتْکَ المَعانِي والمَغَانِي

کَیْفَ ألهَمَتْ المَجَازاتُ اللّذِیذَةُ بُلْبُلَکْ ؟

أوْ کَیْفَ عَرَّشَتْ التَّصَاوِیرُ الشَّذِیَّةُ فِي جِدَارِکَ

أثّثَتْ بالوَرْدِ والنِّسْرِينِ و الرَّيْحَانِ 

والفُلِّ المُضَمَّخِ بالنَّسَائمِ مَنْزِلَکْ؟


مَنْ أرْسَلَکْ ؟

مِنْ أیْنَ جِئْتَ؟ ومَنْ رَمَاکَ عَلَی دُرُوبِي؟

فاسْتَحَالَ العَلْقَمُ المَسْمُومُ شَهْدًا

والشَّذَى أضْحَی شَذًا 

فَاضَتْ نَسائمُهُ تُضَمِّخُ مَحفَلَكْ 


هَل جِئْتَ مِنْ حَبَّاتِ دَالِيَةٍ

تَمِيهُ زُلَالَ شَهْدٍ ذائِبٍ

يَسرِي..فَيَسْقي باللَّذَائذِ جَدْوَلَك؟

أَم فِضْتَ مِن كَرَمِ  العَطَايَا..والسَّجَايَا والنَّدَى

والحُبُّ يَمْلَأُ  بِالوَلائمِ مِرجَلَك؟

هَل أنْتَ مِنْ مُدُنِ القَوافِي

مِنْ شَذَا بَغْدَادَ..مِنْ یَمَنِ الجُمَانِ

ومِنْ عَبيرِ القَیْرَوانِ

ومِنْ ثَرَی مِصرَ الجَمالِ

ومِنْ حَدَائقِ بَابِلَ الغَنَّاءَ

مِنْ هَارُوتَ أو مَارُوتَ

يَنْفُثُ  نَفْحَةَ الشِّعرِ الحَلالِ

عَلَى ضِفافٍ مِنْ سنَا..تَسْقِي بِسِحْرٍ مِقْوَلَك؟ 

 

هَلْ جِئْتَ مِنْ جُزُرِ الخُرَافَةِ والأسَاطِیرِ العَجِیبةِ يا تُرَى؟

مِنْ ألفِ لَيْلٍ.. مِنْ حَكايَا شَهْرزادٍ

أوْ بِحَارِ السِّندِبادِ

ومِنْ مَعاريجِ المَدَى..

أمْ مِنْ ثُرَیَّاتِ الفَلَکْ ؟


مَنْ کَلَّلَکْ؟

بالغَارِ والنّسْرِینِ تاجًا مِنْ نُضَارٍ

مَنْ حَبَا فِي بَيْدَرِ الإبْدَاعِ 

بِالبُرِّ المُعَمَّدِ بالذّخائِرِ سُنْبُلَكْ ؟


مَنْ دَلَّلَکْ؟

مَنْ بالخَمائلِ فِي رُبُوعِ  الضَّادِ

فِي فَيْءِ الأهَازيجِ البَدِيعةِ ظَلَّلَكْ؟

مَنْ حَاكَ مِنْ خزّ الحُبَيْباتِ الشَّفِيفَةِ

مِنْ مَسَامَاتِ النّسائمِ...مِخْمَلَكْ؟ 


مَا أجْمَلَکْ! 

وحُرُوفُکَ الفَیْحَاءُ تَسْبَحُ في الفَلَکْ

وتَدُکُّ أعْمِدَةَ الضَّبۭابِ

وتَنْثُرُ الأنْوارَ في قَلْبِ الحَلَکْ

ومَدَارُک الرَّیّانُ زاهٍ

رَغْمَ أعْتَامِ التَّهاوِي فِي مَتَاهَاتِ الهَلَکْ 


فَلِمَ الجَفاءُ وكُلُّ هَذَا الصََمْتِ يَعْرُونا 

إذَا رَفّتْ ضُلوعِي...ذَاتَ وَجْدٍ

تَبْتَغِي أنْ  تَسْأَلَكْ: 

"كَيْفَ الغَرامُ طَريقَ قلبكَ مَا سَلَكْ؟

"أفَلَمْ تعَلِّمْكَ الكِنايَاتُ الّتِي نَمَّقْتها

"ْأنْ تَسْتَجِيبَ لعِشْقِ مَنْ..للنُّور فِي هَامِ المَحَبَّةِ..

 قَد دَعَاكَ و جَلَّلَكْ؟

ورُضَابَ شَهْدٍ فِي لَمَى الأشْعَارِ..

فِي ثَغْرِ القَوافِي...

قَدْ سَقَاكَ وَ جَمّلَكْ ؟

ونُبُوءَةَ الشِّعرِ النَبِيلِ...

بِمَربَعِ العِشْقِ الأصِيلِ

هَدَاكهَا..وحَباكَها...

وجَلالَها وجَمالَها قَدْ حَمَّلَكْ ؟


لَا لَا تَخَفْ...لَنْ أخْذُلَكْ 

لا تخْشَنِي...لنْ أسْتَبيحَ الجَذْوةَ الغَرّاءَ في نَبْضِ الهَوَى...

لنْ أُذْبِلكْْ...


الحُبُّ عِنْدي بُهْرةٌ قُدسِيّةٌ

لنْ تَسْتبيحَ صَفاءَ حَرْفكَ والرُّؤَى

لنْ تُخْجِلكْ  

والشِّعرُ عِندي بَوْحُ صَبٍّ عاشِقٍ

ورَحِيقُ وَرْدٍ عابِقٍ 

بشِغافِ طِفْلٍ خَافقٍ

ورُؤى رَسُولٍ سَامقٍ

لَنْ يَسْتَبيحَ جَمالَ حَرْفكَ 

لا تَخَفْ... لَنْ يُهْزِلَكْ 

والحُزْنُ في قلبِي وحَرْفِي

نفْحَةٌ رُوحِيَّةٌ ...وكَاَبةٌ صُوفِيّةٌ  

للحُبِّ والنُّورِ الشَّفيفِِ

سَتَصطَفيكَ  لتُرْسِلَكْ 


اُوصِيكَ بِي خَيْرا 

فلا تَصْلُبْ لَهِيبي

في عَمُودِ برُودكِ المشْحُونِ بالأشْواكِ والقُثّاءِ

والضّوْءِ المُلَغَّمِ  بالحَلَكْ 


عَلِّمْ  حُرُوفِي کَیْفَ تَجْتازُ الظّمَا

حتّی تعُبَّ ..شَذًا زُلالًا.. سَلْسَلَکْ 

عَلّمْ حُرُوفي كيْفَ تَرْتادُ النُّجُومَ السّامِقاتِ

وتَمْتَطِي ظَهْرَ الفَلكْ 

عَلِّمْ يَديَّ الدّفْءَ..يَشْحَذُ جَمْرتِي

عَلّمْ جَبِيني النُّورَ..يُوقِدُ بُهْرتِي

حتّى عُيُوني لَا تُجَافِيها الرُّؤى

ويَجِفُّ نبْعٌ كانَ يوْمًا مُنْتدَايَ ومَنْهَلكْْ 

وبِجَذْوتي تخْبُو نُجُومٌ

والسُّهَا تَهْوي بأحْلَامِ المَدَى   

والنّبضُ لا يَرْتادُ إلّا مَعْقلَكْْ " 


                  ▪☆▪    


يانبْضَ صَبْوتِيَ العَمِيدَةَ...والعَنِيدَةَ

مَنْ تُرَى قَدْ ضَلَّلَكْ؟

مَنْ يا تُرَى بالوَصْلِ يوْمًا..أمَّلَكْ؟ 

وبعَتْمةِ الحُلْمِ المُخَضَّبِ بِالجَوَى

واليَأْسِ والدَّمْعِ الهتُونِ و بالدُّجَى

قدْ زَمَّلَكْ 

وبصَخْرةِ الإفْلاسِ والعَجْزِ المُدُمّرِ للذُّرَى..قَدْ أثْقلَكْ 


ذَبُلَتْ سَنَابِلُكَ الثَّقيلةُ بالأسَى

وتَسَاقَطتْ هَامَاتُها

مِزَقًا عَلَى رُصُفِ النَّوَى..وهُوَى الهَلَكْ 

لا تَحْصِدْ السِّيقَانَ مِنْها..يا جَوَى الأوْجَاعِ..

اِرْفَعْ مِنْجَلَكْ 


یا خَيْبةَ الآفاق فِي قلْبِ المَدَى

مَنْ حَلّلَكْ ؟

يا صَبْوتِي الرَّعْناءَ ...يا أرجُوحَةً 

ألْقَتْ بأحْلامِي شَظَايَا..في سَرادِيبِ الحَلَكْ

لَمْ يبْقَ لي..في مِحْنَتي..أفْقٌ سِوَى..

أنْ أقتُلَكْ ☆☆


  ☆{سعيدة باش طبجي☆تونس}☆

وهاااااااااااااااا أنا صابر بقلم الأديب سعيد الشابي

 وهاااااااااااااااا أنا صابر

صبرت ، حتى ملّ الصبر صبـري

وصمت ، حتى ملّ االصمت صمتي

وحبـن سألني الصمت ، عن صمتي

خــبّأت صمتي ، تحت رداء الصمت

ولما ، سألني الصبر عن كنه صــبري

تفجّر صمتي ، صمتا أعمق من الصمت

وأجاب صــبري بصبـر أعجـــز الصبـــر

وحين اكتشفا ، أنني الصبر داخل الصمت

شــربا كأس المرارة في صــبر وصمت

واستكان كلاهما في دهاليز الصمت

وقد غطاهما قدر الصمت برداء قضاء الصبر

وهااا أنا ، صابر ، صـــامت ...محنـّــــط...

داخــل مقبــرة الســـكون ، في بـــؤسي

سعيد الشابي


أوراق الخريف تتصبب عرقا بقلم الأديبة رنيم خالد رجب سورية

 بقلم الأديبة رنيم خالد رجب سورية 

أوراق الخريف تتصبب عرقا 

تمسح محياها عناقيد اللهفة 

علقت على أبوابها الإستحياء 

تختمر على سلالم السحاب 

رويدا رويدا تستجدي اللحن الغريب 

ترقص اليافعة على رؤوس أصابع البيانو 

فصيحة اللسان صممت معجمها بنفسها 

بارعة تضبط التوقيت كما يحلو لها 

تعرف  متى تكون في أوجه قوتها 

هزمتها ابتسامة ترتدي  الحيرة 

 ثوبها القرمزي يتوارى عن الأنظار 

تدور في دهاليز أفلاك  الروح غريبة الفصول.


حول الأدب المقاوم.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حول الأدب المقاوم..

حين يصبح حضور الكاتب الملتزم..معادلا لموقف فني..


الإهداء: إلى الشهداء أكرم ما في الدنيا وأنبل بني البشر،وإلى الشرفاء الأحرار وزينة الحياة،وبناة المستقبل،وإلى حملة الأقلام الذين ارتقوا في الكتابة الحرة المقاومة.


«إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية،فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغير القضية». (غسان كنفاني)


-فلسطينية العينين والإسم/فلسطينية الأحلام والهم/فلسطينية الميلاد والموت (محمود درويش)


-الأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف..(الكاتب)


من منّا لايعرف عبر التاريخ أهمية الأدب المقاوم في مواجهة الاحتلال،وأهمية الشعراء الذين صدح صوتهم فاختلطت المعاناة بمشاعر التمرد،لمواجهة الاحتلال والظلم والاستبداد والتسمك بالهوية والأرض

وكما هو معروف بأن الأدب المقاوم مصطلح وضعه الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني،ليصف الأدب الذي بدأ يُكتب في فلسطين المحتلّة عام 1948،بعد حرب النكبة حيث نادى بالوصول للحرية والاستقلال

نعم،المقاومة بهذا الفعل واجب وضرورة لأنه مفروض على كل إنسان إعلاء القيمة الحقيقية بالمقاومة والتعبير عن الوفاء للوطن

الحياة مقاومة للموت ولكل ما يشكل موتاً في الحياة من فساد وانحلال وضمور قيم وضمائر ومسؤوليات وملكات

الحياة مقاومة مستمرة،والفكر والأدب،في بعض الأوقات والحالات،نسغ تلك المقاومة الذي يسري في شعاب القلب والروح ليبعث الحيوية ويجدد الحياة ويحرّض على فعل المقاومة

وحين يتعرى القلب،وتتشقق جذوع الروح،وتقف هيكلاً عظمياً باهتاً مرمدّاً يقاوم الهلاك والتهالك والتهافت والسقوط،يسري سحر كلمة صادقة منقذة ليبدع الحياة ويبعثها إرادة حرة متوثبة،ولينعش هيكل الروح فيخضرّ ويخضَلّ ويزدهر ويقبِل على ما في الكأس من بقية،حتى وهو يغالب ترسبات الحنظل فيها.

والأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف.

ولو تلمّسنا في الأدب الرفيع والإبداع الذي يستحق اسمه،معالم الأهداف والمعاني والدلالات، لما وجدنا إلا مواقع القيم ومقوماتها مما يسترعي الاهتمام ويشكل خريطة الإبداع الحق

ومنظومات القيم في الأدب تكاد تشكل أهم مقوماته،من قيم الخير والحق والعدل والحرية إلى قيم الجمال والبديع والبيان الساحر والمنطق المسكوب حكمة وتعقلاً،وما تمثله المتعة العالية من حضور في قلب وعقل وروح تشكل السعادة لها هاجساً وتطلعاً وأملاً..

ما أريد أن أقول ؟

أردت القول أن المقاومة ليست ورقة تذروها الرياح،بقدر ما هي شجرةٌ تضرب جذورها في الأرض عميقًا،ومهما اختلفت أشكال المقاومة إلا أنها بالنهاية تقود إلى هدف واحد،ولذا كان الشكل الثقافي في المقاومة بمثل أهمية المقاومة المسلحة،وهما عاملان مُترافقان يكمل أحدهما الآخر،وشكَّل أدب المقاومة على وجه الخصوص حلقة جديدة في سلسلة التاريخ بتطوُّره السريع الذي واكب متطلبات الوضع،ولكن الذي ميَّز الأدب المقاوم هو ظروفه القاسية بالغة الشراسة التي واجهها وتحداها

إن تناثر الكلمات الفلسطينية في الكتب عبر أرفف مكتبات العالم هي ليست حالة شتات الشعب الفلسطيني ذاتها لما بعد النكبة،وفي الواقع تعمل الحالة الأولى للكلمات كأنها قوى مضادة للحالة اللاحقة للشتات من خلال التأكيد على قوة تحمل الفلسطينيين والتعبير عنها..

لقد تواتر الحديث عن الهوية الفلسطينية وضرورة الحفاظ عليها في ظل الاحتلال الإسرائيلي مع تزايد وتيرة أدب المقاومة والتوكيد عليه،علمًا أنه تشكَّل في الفترة ما بين نزوح الفلسطينيين عام 1948 وحرب الأيام الستة عام 1967،ما ميَّز الهوية الفلسطينية بطابع فريد منذ ذاك الحين،واستمر حتى الوقت الحالي.والرائع في أدب المقاومة هو التعبير بحرية دون خوف عن الأهوال والجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني من قبل المحتل الصه..يوني.وكان الكاتب الفلسطيني غسان كنفان-كما أشرنا-هو من قام بسبك مصطلح أدب المقاومة »وعرّفه بأنه الأدب الذي يقاوم القمع والاحتلال الإسرائيلي وينادي بالحرية والاستقلال،على الرغم من وقوع البلاد تحت طائلة المحتل.وفي كتابه «أدب المقاومة في فلسطين المحتلة»يؤكد غسان كنفاني أن أدب المقاومة في فلسطين يمكن اعتباره إلى حد ما ضربا من ضروب المقاومة المسلحة،وهو بمثابة حلقة في سلسلة تاريخ متواصل،لم يستطع أحدهم قطعه طوال نصف قرن من حياة الفلسطينيين،إلا أن نصف القرن هذا في عصر غسان كنفاني قارب في الوقت الحالي القرن من الزمان..!

وإذن؟

أن الأدب المقاوم إذا،يرتقي في معراج القيم إلى كل ما هو صاف ونبيل وسام لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنيته،وفي ضوء ذلك فإن الناس قديماً وحديثاً شغفوا بأدب المقاومة وظهرت تجلياته بأنماط شتى ومضامين عدة،وما زالت عبقرية المبدعين تبتكر أنواعاً ومضامين جديدة تساير ارتقاء الحياة والحضارة،فهم يتوقون إلى هذا النمط الذي يؤكد التزامهم الثابت بقضايا مجتمعاتهم وهمومها وطنياً وقومياً وإنسانياً،وبهذا فإن الأدب المقاوم على الرغم انه ركَّز على المقاومة الفلسطينية المعاصرة يحمل في ذاته ملامح العام والخاص فضلاً عن أن طبيعته تتألق بروح الجذب والإثارة،ويتصف مضمونه بروح الجوهر المشرق والمثير للدهشة والمتعة، ويتصف بالثورة والتمرد على كل أشكال التقهر والظلم والاستبداد والاحتلال..

لقد قال الشاعر الراحل محمود درويش: ما أعظم الفكرة وما أصغر الدولة.والاديب هو حامل الفكرة والمدافع عنها ومبدؤها الاول.وقد اتسعت رؤيا الأدباء الفلسطينيين بفعل انتمائهم،وبلغة الإبداع،لتحمل فيض التعبير عن الوفاء للأرض،وشكلت عباراتها وتعابيرها الخاصة الوجود الحتمي والفني،كما نرى في إبداعات الرعيل الاول،إبراهيم طوقان،عبد الرحيم محمود،حنا ابو حنا،هارون هاشم رشيد،يوسف الخطيب وغيرهم.وتجلت صوفية العلاقة التوحدية في معالم الوجود الفلسطيني،حتى غدت إشارتها الترميزية آفاقاً لحق التعبير عن الارض

والإنسان،بإبداعات معاني الحالات في رحلة روحية تتلخص فيها تجربة الحلول

واذا كانت الثورة في جوهرها ايمان بامكانية تحقيق العدل في هذا العالم كما يقول رجاء النقاش،فإن الثورة الفلسطينية عمقت تجربة الابداع بشمولية الفعل التراجيدي،ووحدته،مرتكزة حول الانا في مبدأ الوحدة،ليصبح حضور الكاتب الملتزم معادلا لموقف فني..

على سبيل الخاتمة:

الأدب شعراً ونثراً ابن الذات المبدعة شعوراً ورؤية وخيالاً،فهو إلماعة ذهنيـة مـضمخة بالانفعـال الـذي يـرف علـى الـشجن الـدافئ..ويتربـع الأدب المقاوم على عرش هذا الأدب في كل زمان ومكان،لِما يتصف به من الانـدماج في كينونـة الجماعـة والأرض،ولاسـيما عنـدما تطـوف اللحظـة الزمانيـة في تمجيــد القــيم الأصــيلة الـتي

يتواضــع عليهــا المجتمــع أو

تتعهدها الرسالات السماوية بالحفاوة توقيفاً وتوفيقاً كما هو حال المفهوم الإسلامي للشهادة أو النصر بوصفهما إحدى الحسنيين،فـإذا كـان الأدب عامـة فنـاً جمـيلا،فـإن الأدب المقـاوم يـصطبغ بهـذا الجمال في الوقت الذي يحمل رسالته ووظيفته في طبيعته الفنية..

لهذا فإن إشراقات الأدب المقاوم ترتقي معراج القيم إلى مصافي التعبير عن كل ما هو نبيل وسامٍ لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنينته،ما يعني أنها استكناه لأسرار الحياة الخيّرة وخلودها كل زمان ومكان لأنها تنبثق من مفهوم العزة والحرية والاستقلال والسيادة..

وبهـذا فـإن الأدب المقـاوم-علـى الـرغم مـن أنـه ركـز علـى المقاومـة الفلسطينية المعاصرة-يحمل ذاته ملامح العـام والخـاص،فـضلا عـن أن طبيعته تتألق بروح الجذب والإثـارة،ويتـصف مـضمونه بـروح الجـوهر المشرق والمثير للدهشة والمتعة،لأنه يتصف بالثورة والتمرد على كل أشكال القهر والظلم والاستبداد والاحتلال..

وأخيراً أقول: حسبي أنني حاولت الاستجابة لصوت الواجب النضالي إذ ناداني إلى ساحة الأدب المقاوم رغبة تقرير مواقف الكرامة والبطولة خدمة للأجيال وللوطن والأمة،وحباً بهذا النمط من الأدب الصادق والرفيع..

والله من وراء القصد.


محمد المحسن



الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

إثنا عشرَ جُرحًا بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 إثنا عشرَ جُرحًا

*

أعرف الانقلابات، والنّار، والدكتاتوريّات

وأعرف جيّدا

ما معنى أن تُعدمَ بالرّصاص أو أن تموتَ قهرا

وراء قضبان السّجون

أعرف أنّك لا تقدر أن تعيش بدون نور

وأنّ الأيادي التي تنبشُ في القيور

تريد سحبك إلى بِرَكٍ من الدّماء الآسنة

أعرف، تماما ،كما تعرف أنتَ 

أنّ أعناق الطّغاة لا تُجيدُ الالتفات

إلّا إلى الوراء

وأنّ الأموات عادوا على شكل أحياء

يعيشون موتَهمُ الميّتَ بيننا

أعرف، الآن، لماذا

كلّما تضوّر الأطفال جوعا

سحب الضّياء نوره

وهمّتِ السّماءُ بالبكاء

أعرف الحزنَ والفقرَ والمرض المزمنَ

أعرف كثيرا وكثيرا من الأمور 

لكنني لم أكن أعرف قبل هذا اليوم

أنّ العناء، في أوطاننا، مقسّم

على عدد الأيّام والشهور

بالسّواء

                                  محمد الناصر شيخاوي

                                            تونس

[ دراسات إسلامية ] بقلم الكاتب: السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 [ دراسات إسلامية ]

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

((( نظرة حول الأحكام الثابتة و الأحكام المتغيرة في الشريعة الإسلامية ٠٠ !! )))

في البداية الإسلام الدين الخاتم الذي ارتضاه الله عز وجل للعالمين و هو مبني على الطاعة الخالصة و الرحمة كما تبين لنا النصوص القرآنية و النبوية الصحيح ، و تدعو إلى التفكر و الفهم لمقاصد الدين القيم ٠

و الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان و مكان تدور مع حركة و تطور الحياة من خلال منهج يفيد الإنسان لا جمود و تحجر كما يظن البعض من خلال الجهل و  التسلط و التعصب و فرض أحكام خارج الفقه الذي ينظر في القضايا الإنسانية و الاجتماعية بعد العبادات المفروضة و الثابتة المتفق عليها و المعلومة من الدين بالضرورة ، و من ثم تبقى مسائل الفروع التي تستوعب جوانب الحياة الواسعة و المتجددة كل يوم بنظرة موضوعية نفعية لا تعارض في تلك الرؤي كما يروج لها البعض ٠٠

فقد درسنا في الشريعة على دين أساتذة أجلاء لهم كتب و مراجع رصينة غاصوا فيها بكافة علوم الدين و اللغة ووظفوا المبادى على النحو الصحيح ٠

* و الخلاصة :

 عندما ننظر في الكتاب و السنة في إطار المذاهب الفقهية المعتمدة نجد أن ( الأحكام الشرعية ) تنقسم إلى الأتي :

" أحكام ثابتة ، و أحكام متغيرة "

٠ 

= مع أحكام الثوابت :

هي الأحكام الأساسية التي لا تتغير بتغير الزمان أو المكان، مثل العقيدة والعبادات الأساسية والمبادئ الأخلاقية، وهي مستمدة من النصوص القطعية ثابتة الدلالة . 

= مع الأحكام المتغيرة :

وأما المتغيرات فهي الأحكام التي تتغير استجابةً لمتغيرات الزمان والمكان، وتدخل ضمنها اجتهادات العلماء في المسائل التي تحتمل التغيير، مثل بعض المعاملات، ووسائل الدعوة، والسياسة الشرعية، وهي مستمدة من النصوص الظنية أو تقتضيها المصلحة والمنافع المتغيرة. 


و ثمة مقاييس النقد للخبر الواحد :

منها لا يخالف مضمون الخبر الواحد أحد المصادر و شرط القبول : الإسلام و العقل و الضبط و العدالة ٠

و لا نغفل مقاييس أقوال الفقهاء للمذاهب الفقهية عند فهم متن الآية و الحديث في إطار النسخ و التأويل و الترجيح مع عدم التعصب المذهبي و المغالى فيه بعيدا عن العصمة ٠

و قد بينت ووضحت أصول الحكم الفقهي بين الوجاهة و التقليد و الاتباع ، فعلى الناس التمسك بوحدة الإسلام و الابتعاد عن التنازع و عدم قطع طريق الاستقلال العقلي و النفسي على الأمة و التخلي عن روح الاستبداد في الفتاوى ٠

فالفقه ضرورة لفهم و إدراك مقاصد الشرع في وسطية فما تصالحنا و اتفقنا عليه من الأصول و المعلوم بالضرورة كفيل بإحياء الشرع إلى يوم القيامة ، و المختلف فيه من الفروع و القضايا المستحدثة فقه الواقع و المعاصر حسب الحاجة فالاجتهاد فيه لمعرفة البيئة و المصلحة لا ضرر في التعدد لأنه لا مساس بثوابت الدين الأصل ٠

فالأحكام المأخوذة من الكتاب و السنة و هما المصدر الأولان في التشريع الإسلامي عن طريق الوحي ٠٠

أما الأحكام المأخوذة من الاجتهاد الفقهي فإن ( العقل البشري ) يقوم فيها بدور هام و هو استنباط الحكم من دليله الشرعي ، و العقل ليس هو مصدر التشريعات المستنبطة بطريق الاجتهاد ، لأن المجتهد يلتزم بمراحل البحث عن الحكم بطُرق القياس و غيرها المشروعة للوصول لحكم الله تعالى ٠

مع الرجوع إلى قواعد الشريعة العامة ، و عدم إغفال لا ضرر و لا ضرار ، و رفع الحرج ، و الأصل في الأشياء الإباحة، و بهذا تميز الاجتهاد الذي يبذل الطاقة فيه المجتهد بين المطلق و المقيد ٠٠

و بهذا يكون التمسك بالنصوص الواردة و اتباع السنة و الأمر بالاعتبار و حمل الأشياء على المماثلة بعضها على بعض ، مع التحقيق و التنقيح في إثبات العدل و الاقساط في الحكم من أجل سبيل الهدى و سبيل المؤمنين و ارشادهم إلى الاعتبار و النظر في الأمور و حمل الأشباه على الأشباه و النظائر على ما يماثلها و التفرقة بين المختلفين و الامتناع عن إعطائهما حكما واحدا ٠٠

و كل هذا نلمسه  من خلال العبادات و الآداب والتعاملات اليومية على أرض الواقع ، وفي توافق بين المجتمع و الشرع ثنائية الروح و الجسد معا ٠


و بهذا العرض الموجز نكتفي في توضيح الفكرة مع الوعد بالتحليل و التطبيق المستفيض في حلقات أُخرى بأذن الله تعالى ٠

و على الله قصد السبيل ٠


**((فشّة خلق)).. قصة قصيرة للكاتب (مصطفى الحاج حسين).

 **((فشّة خلق))..


        قصة قصيرة 

(مصطفى الحاج حسين). 


ما بوسعِ المعلّم "عدنان" أن يفعل، إذا كان بيته يَبعد كثيرًا عن المدرسة التي يُعلّم فيها؟!  

وعليه أن يستقلَّ حافلتينِ للنقلِ الدّاخلي، ثمَّ يتابع طريقه سيرًا على الأقدام، مدّة دقائق.


وماذا يفعل، إذا عَلِمنا أنّ الحافلة الأولى التي سينحشر بداخلها، لا تأتي قبل السّادسة والنصف؟  

ولا يصل إلى محطّة "المنشيّة" إلّا في حدود السّابعة، ثم عليه أن ينتظرَ الحافلة الثانية.  

ولا وسيلةَ نقلٍ أُخرى يمكنه استعمالها، سوى "سيارة الأجرة"، التي يعجز راتبه، بالتأكيد، عن تغطية نفقاتها.


وما بيده، إنْ حاول باستماتة، ورغم كلّ الواسطات التي لجأ إليها، أن يعيّنه المُوجّه في مدرسةٍ قريبةٍ من سكنه،  

لكنّ المُوجّه يعتذر، بحجّة أنّه لا شاغرَ لديه.


ثمّ نوَّه بأنَّ نقل الأستاذ "عدنان" من منطقة "عين العرب" إلى حلب، بحدِّ ذاته، شيءٌ عظيم وغير قانوني، لأنّ دفعة زملائه في التّعيين، لم يُصدر قرار نقلهم، رغم مرور أربع سنوات على غربتهم.


وما حيلته إنْ كان قد طلب من مديره أن يُعفيه من إعطاء الحصّة الأولى، كي لا يتأخّر على طلابه،  

لكنّ السيّد المدير اعتذر، متذرّعًا بالبرنامج المدرسي الذي لا يمكن تغييره.


أما فكرة أن ينقل مكان سكنه إلى منطقةٍ أقرب، فمرفوضة بالتأكيد، ذلك لأنّه يقيم، مع زوجته وابنتيه الصّغيرتين، في غرفةٍ خانقةٍ وضيّقة، عند أهله.  

ولا مال لديه للإيجار أو غيره، فقد تزوّج "بالتقسيط"، ولا يزال يدفع من مرتبه، ومرتب زوجته، الأقساط المترتبة على عنقيهما.


السّيد المدير غارقٌ إلى شحمة أذنيه في البيروقراطية والاستبدادية... وهو في الحقيقة، لا يصلح إلّا أن يكون محقّقًا بارعًا في الطّعن والانتقام، ممّن يتجاسرون عليه، وممّن ينصاعون إليه أيضًا.  

فما من معلّمٍ خدم في مدرسته، إلّا وكتب بحقّه أكداسًا من التّقارير،  

واقترح بشأنه آلاف العقوبات والإنذارات، مستعينًا بالآذن "عبد الفتّاح"، الذي أطلق العنان لأذنيه، وعينيه، ومنخاره، لرصد ما يحدث داخل أسوار المدرسة وخارجها.


فما إن يصل المعلّم "عدنان" إلى المدرسة، ويدخل الصّف، حتّى يقتحم عليه الآذن الباب، حاملاً استجوابًا خطّيًّا من السيّد المدير:


– (بيّن سبب تأخّرك المتكرّر يا أستاذ عدنان).


كان يرتبك، ويحمرّ وجهه خجلًا أمام طلّابه،  

فيجلس خلف طاولته، ليردّ على الاستجواب، ويقدّم اعتذاراته الشّديدة التّهذيب.


وكان ينسب تأخّره، بالطبع، إلى سوء تنظيم المواصلات.


لكنّ المدير، لم يكن يقبل هذه الاعتذارات، فيبادر إلى كتابة تقريرٍ مفصّل بحقّ المعلّم، ويرسله برفقة الاستجواب إلى المديريّة، مع اقتراحاتٍ عديدة، منها:  

إعادة الأستاذ "عدنان" إلى الخدمة في الرّيف، إلى جانب الحسومات من راتبه.


وكان المدير، الذي يتظاهر بعشقه للنظام، يسجّل ملاحظات التّأخير في دفتر الدّوام، وكثرت الملاحظات من الموجّه بحقّه.


ضاق بمديره وتقاريره ذرعًا، وفكّر بتقديم استقالته، لكنّ دموع زوجته، ومنظر ابنتيه الصّغيرتين، منعاه من اتخاذ القرار.  

فماذا يمكن له أن يعمل إن استقال؟


واليوم، وصل متأخّرًا كعادته، ويبدو منزعجًا، بسبب اقتطاع أكثر من ربع مرتّبه، الذي قبضه أمس.


وما كاد يدلف إلى صفّه، حتّى اقتحمه الآذن "عبد الفتّاح"، حاملاً الاستجواب الأزلي:


- (بيّن سبب تأخّرك المتكرّر يا أستاذ عدنان).


تناول الورقة بعصبيّةٍ واضحة، ولم تُخفَ هذه الحركة على "عبد الفتّاح" بالطبع، فقد تمكّن من رصدها وحفظها. 


جلس المعلّم خلف طاولته، وشرع في الإجابة، بعد أن تجرّأ وأشعل سيجارة، ممّا فجّر الدّهشة والاستغراب على وجه الآذن، وعلى عينيه الثعلبيّتين، فلم يعرف ما يفعل.


هل يهرع إلى السيّد المدير ويطلعه على ما يحدث؟ أم ينتظر ريثما ينتهي المعلّم من ردّه؟  

لكنّه، في النّهاية، فطن إلى ضرورة البقاء، كي لا تفوته أيّة حركة، من تعابير وجه المعلّم، الذي شرع في الرّد:


- السيّد مدير المدرسة المحترم،  

نُعلمكم عن سبب تأخّرنا لهذا اليوم...


أيقظتني زوجتي كالعادة، كان الفطور جاهزاً إلى جواري.

  

ازدردتُ لقمتينِ على عجل، ثمّ أشعلتُ سيجارة لأنفثَ دخانها على رشفات الشّاي السّاخنة. 


كانت زوجتي تهمُّ بارتداء ملابسها لتلتحقَ بمدرستها هي الأخرى.

 

وقعت عيناي عليها، فأثارتني. مددتُ يدي وشددتها، طوّقتها بذراعيّ.

  

حاولت أن تتملّص منّي، جذبتها بقوّة، فقالت:


- سنتأخّر.


قلتُ:


- طُز.


- سيقطعونَ عنّا الرّاتب!


هتفتُ:


- طُز!


صاحت:


- ومديركَ.. ومديرتي!


أجبتُ:


- طُز.


- سترتفع بنا التّقارير!


- طُز.


احتضنتها، وصراخها ينبعث:


- مديركَ يا عدنان...!

ومديرتي... لن يرحمانا اليوم!


وكنتُ أهمسُ كالمحموم:


- طُزّ منهم... واللّعنة عليهم... وعلى مدارسهم، وتقاريرهم، وآذانهم!  

فليطردونا، وليقطعوا عنّا الرّاتب... بل ليقطعوا أعناقنا!  

لكنّي... لن أترككِ تفلتينَ منّي.


وهكذا، يا سعادة المدير المبجّل...  

أمضينا ربع ساعة من أروع لحظات العمر، استرجعنا خلالها تلكَ الأيّام الجميلة.

 

فأنا، يا جناب المدير، كثيراً ما كنتُ أغفو قبل أن تتفرّغ إليّ زوجتي بسبب طفلتينا. 


أغفو... وأنا على جمرِ الانتظار، لأنّكَ، يا جناب المدير، سرعان ما تبرز أمامي، لتذكّرني بضرورةِ النّوم باكراً، والاستيقاظ باكراً، لألهث خلف الحافلات.


أعترفُ، بأنّ سبب تأخّري اليوم، هو الاستهتار منّي، واستسلامي لشهوتي.  

ويمكنكَ، يا جناب المدير..

أن تفعل ما تراه مناسباً،  

وليس بإمكاني سوى أن أُردّد لجنابكم:


- طُز... والسّلام.


وقرأ المعلّم "عدنان" الكلمة الأخيرة بتلذّذٍ، وبنبرةٍ عالية.

 

ففتح الآذن "عبد الفتّاح" باب الصّفّ بقوّة، وخرج مذعوراً، مسرعاً، راكضاً، لاهثاً.

 

وكان الممرّ الضيّق الطّويل

، وبوّابات الصّفوف، والدّرج المؤدّي إلى الإدارة، وسائر جدران المدرسة، والمقاعد، وقطع الطّباشير، وكلّ ما في المدرسة من أثاث، يَهتفُ خلف الآذن، وبصوتٍ جماعيّ قويّ يشقُّ عنان الصّمت، تلك الكلمة التي  

ارتفعت حتّى ارتطمت بعيون السيّد المدير، وهو يقرأها، فاغراً فمه على مصراعيه:


- طُز... طُز... طُز!*


 مصطفى الحاج حسين. 

               حلب



حرر بدايتك... بقلم بسام سعيد عرار

 حرر بدايتك...

وأنت ترسم البدايات...


وأنت في أوج البداية...


احذر...


استدراج الأباطيل والشبهات،


وساحات الاستعراض الوهمي،


وحمأة علائق سامة،


وجاذبية حارقة.


 


احذر...


بريق ادعاءٍ مزعوم،


وعود الزيف المشؤومة.


 


احذر...


بداياتٍ موؤودة في الطريق،


بداياتٍ مهدورة المدى،


بداياتٍ تلوي عنق النهايات الواعدة.


 


احذر...


الجموح العبثي الأعمى،


الاحتياج الأناني الممقوت،


ملءَ الفراغِ الأجوفِ العدمي،


هادمِ المحاسنِ والمآلات،


على امتداد الزمان والمكان.


 


وأنت ترسم البدايات...


وأنت في أوج البداية...


حرّر بداياتك،


لملم أشياءك،


لملم شتات روحك،


استجمع بقايا وطوالع تنمو من جديد،


أحسن خُطاك واختياراتك.


 


كن...


ذُخرًا،


كن...


بهيَّ الآفاق،


كن...


إنسانًا،


كن...


شواهدَ وعوالمَ حياة،


كي تُتوَّج على عرش النهايات الخالدة.


بقلمي

بسام سعيد عرار


قصيدة ( ذَبِيحُ الْجَوَى إِلَّا بِدَمِهِ نَاقِع ) بقلم الشاعر/ جمال أسكندر

 قصيدة ( ذَبِيحُ الْجَوَى إِلَّا بِدَمِهِ نَاقِع )


بقلم/ جمال أسكندر 


أَسْقامُ وَلَهِي أَيْسَرُهُنَّ نَوازِعُ

وَأَشْرِيْهِ دَمـاً وَهْوَ بِالْبُخْسِ بائِعُ


لا تَعْجَبُوا مِمَّنْ هانَ لِلَّوْعَةِ

فَلَيْسَ مَنْ أَذَلَّتْهُ الْهُمُومُ خانِعُ


شَكَتْ غابِرَ الْأَحْداقِ كَمْدًا وِصالَهُ

وَأَنْتِ عَلى دَمِي الْمَسْفُوحِ طامِعُ


حَسْبِي إِن سَلَّتْ هَواها هالِكٌ

فَمَنْ كابَدَ الْأَشْواقَ فَالْصَدِّ فاجِعُ


كُنْتُ أَحْسَبُ الْعِشْقَ شَهْدًا رَواءَهُ

غِرٌّ فَما مُرَّ الْعَفاءِ مَراتِعُ


فَيا خالِقَ الْأَكْوانِ أَدْرِكْ مَرادَها

فَوَصْلُها إِغْواءٌ وَمُجِيْبُها باخِعُ


أَساقِيَتِي مَرَّ الْعَذابِ قَريِرَةٌ

فَلا الْحُزْنُ يُرْضِيْكِ وَلا السُّهْدُ شافِعُ


وَما حُرَقَةُ الْآهاتِ إِلاَّ نَوازِلُ

فَكَيْفَ تُجازِيْنِي وَأَنْتَ لِذَنْبِي قانِعُ


غَرامُكَ في كَنَفِ الصَّبابَةِ آسِرُ

أُسَمِّيْهِ وُدًّا وَهْوَ لِلرُّوحِ نازِعُ


وَلَسْتُ لِثَلْبِ الْعَذُولِ بِمُؤَنَّبٍ

فَما الْمُحِبُّ إِلاَّ لِلسَّماحَةِ دافِعُ


أُداري عَمى عَيْنِي وَأُخْفِي تَوَجُّعِي

وَيَحْسَبُنِي مَنْ لا يُحِبُّ هاجِعُ


إِلهِي رَجَوْتُ الْغَوْثَ لِلْعِشْقِ عائِذًا

لِواعِجِها في كُلِّ لَحْظٍ تُوابِعُ


ما عُدْتُ مُذْ سَلَكْتُ الدَّرْبَ ناجِيًا

وَها أَنا مِنْ أَسَى النَّدامَةِ قابِعُ


أَطْوِي عَلى لُجَجِ الْهَيامِ تَضَرُّمِي

فَلا الصَّبْرُ يُثْنِيْها وَلا الدَّمْعُ نافِعُ


بُلِيتُ وَأَوْصَالِي بِحَشْرٍ كُوِّرَتْ

وَإِنْ هِيَ ناحَتْ في لِقاكَ أَضْلُعُ


حَتَّامَ لِذِي الْهَوى أَنْ يُذاقَ الْأَسى

وَما هائِمَ الْجَوى إِلاَّ وَغَدْرُهُ ضارِعُ



صداح النغم بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 صداح النغم


غرود يباهينا

كلما حنه الوتر عزف

على شغاف لحنه يمطر همس

بين الثنايا يتجذر عشق الزهور نغم

في صفوات الأمزجة رنت كؤوس طربك فرح

اشعلت المهج بغنج الحسان من مفاصل الزرع

أيها الغادي كالعصفور بين كلماتك ترتل بمزمار

قل للقصائد أن الرحاب تهفهف بسمائها عناوين

تذوب فيها كل اللقاءات عشق ازلي عبر نوافذنا

تتراقصها عيون المها على جداول وأنهر المرور

حين ترتسم ابتسامتنا من على قيثارك  الحزين

لتقول يا ساكني مواطن عزفي ارتحلوا عطاش

لتحنوا إلى التواجد على مسارحي كلما تغنيتم

هناك بنيت في ارواحكم منزلة لن تنسوها للأبد

لأن عزف شبابي مذكور بفواصل الذاكرة كحب

يهفو على النفوس كعبق مهاجر من أودية سنين

تضاجعه الأحلام وفر من سعادة ازمنتكم بأحزان

إن أشرقت شمس الضحى ترنم الصباح أهزوجتي

إن امستكم الليالي صرخت ٱهتكم تنادي الطفولة

مرهونة بقايا الذكرى الخالدة لكم محرمة النسيان

هي رمزية للوفاء مقرونة بعهد البقاء تشعل الشمع

ليشعشع نور البصيرة أرواحكم في منافذ التواجد

أنا اللحن المسافر طويت بثنايا غربة سفارة أيامي

وددت هز سرير الإرتعاش بأحضان الحوريات أمل


                          المفكر العربي

                      عيسى نجيب حداد

                 موسوعة نورمنيات العشق



أنوثة على قيد الموت.. بقلم الأديبة فاطمة محمود سعدالله

 أنوثة على قيد الموت..


قد يكون القمر عِشْقَها..

هي أنثى

 تترشف الفجر

بين إغفاءتين...وابتهال

قد تمتطي متن صوت فيروز

أو تتعلق بذؤابات الآذان

أو تقلب صفحات الغيب كي تصْحُوَ

أو تمْحُوَ خربشات آخر الليل...


أنثى تعشق البحر

ولا تحسن السباحة عكس التيار

تخاتل الريح بإهاب شفاف

تسقي  أعشابا متوحشة

بالدمع

بالدم

بالحرف النازف شوقا

أنثى تتدلى بين جذع العمر والأعذاق

تنظر إلى الأعلى ولا تمسك بأطراف الأصابع...

ولكنها..تصدق الوعود.


تبحث ذاتها عن الذات

يبكي جزءها عن الكل

تحصي الدقائق

ولا تحتمي من تسرب السنوات  كالماء بين أنامل الليل...

تصغي إلى أحاديث الشجر

ولا تفقه صرير النوافذ

تقف أمام المرآة

تقلب السؤال وجها وقفا

تقدُّ الحيرة من قُبُلٍ

وتتكوّم عند رفوف الذكريات

ولكنها تضحك في اللحظة الخاطئة...


تعشق رائحة المطر

عند الأصيل 

تتدفّأ بوهج الوعود

رغم صخب الرياح

تعجن خبز القصائد للعصافير 

وتنثر الحب في درب الشمس...

وعلى شفاه الأراجيح 

ترسم طفولة  تبكي ضاحكة...

وتضحك باكية.

وتعزف للموت أغنية اللقاء المنتظر.


 كانت تزرد للغد

صدارا من أمنيات تبلسم

وجع السنين

ترتق صدوعا بين القلب

والوتين

و تبني أعشاشا لن تسكنها الطيور

لن تعود إليها أسراب الأحلام المهاجرة...

وبين وجود وماهية ستظل نبتةً...

نبتةً شاقها الحنين أو...

تظل أنثى على قيد الموت

على قيد وهم...


في مدائن نَسِيَت أن تضيء الشموع.

في دروب تاهت عنها الإشارات

في تقاطع نَصبت فيه الرياح خيام النفخ

تقف أنثى من وجع وتيه

تتقفى صوتا ينادي...

تسكت صدى يلبي

و تستسلم للريح


قال ذات بوح:

" استندي على كتفي"

والكتف من كلمات...

قال:"تمسكي بأطراف أصابعي" والأصابع من شمع...

وهاتف يقول لا تخافي...

والخوف ملء الصدر وملء العيون

والخوف نهر جار بين الكفوف..يتلوى

ويصفق مع الريح.. 


فاطمة محمود سعدالله/تونس/5\8\2025


معرض فنون تشكيليّة "مد وجزر" برواق محمّد صمّود.

 معرض فنون تشكيليّة "مد وجزر" برواق محمّد صمّود.


برواق الفنون محمّد صمّود بقليبية نظّمت جمعيّة قليبية للثّقافة والفنون والتّراث معرضا للفنون التّشكيليّة "مد وجزر" من 25 إلى 31 أكتوبر 2025 بمشاركة الفنّانين التّشكيليين الآتي ذكرهم: - يالنكا البلاجي - رجاء زربوط - فوزيّة ضيف اللّه - سارّة بن عطيّة - منى باشطبجي - هاجر ريدان - شروق بالحاج صالح - محمود قارة - رؤوف قارة - عبد المجيد الجنحاني - عبد العزيز كريد - مراد صمّود - الهادي بن نصيرة - منذر عمّار - شهاب حميّد - لمجد النّوري - محمّد صمّود


 تصوير وتوثيق مراسل مؤسّسة الوجدان الثّقافيّة ومجلّة حوريّة الأدب فاروق بن حوريّة