الأربعاء، 29 أكتوبر 2025

من رسائلي الى سيليا (رواية سيليا) بقلم الكاتب توفيق حيوني / تونس

 من رسائلي الى سيليا 

(رواية سيليا)


أرصفةُ السؤالِ الأخير


لَمْ تَعُدٍي قَصِيدَةً،

مَا بَيْنَنَا صَارَ مَطَاراً مُغْلَقاً،

حيثُ هَبَطَ الصَّمْتُ...

ولَمْ يُغَادِرْ مُنذُ سَبْتِ الغِيابِ الأول.

هَا أَنَا، بَعدَ كُلِّ هَذا التَّيهِ المُبَرْمَجِ،

أقفُ عَلَى أَرْصِفَةِ سُؤَالِكِ الأَخِيرِ:


"كَيْفَ حَالِي؟"


لَا تسأليني... فَحَالِي

كَخَزَّانَةِ مَطَارٍ مَتْرُوكَةٍ فِي العواصف:

مُبْتَلَّةٌ بالذِّكْرَى،

وبِهَا بَقَايَا تذاكِرَ لِرَحَلاتٍ أُلْغِيَتْ،

رَحَلاتُ لِقَاءٍ... لَمْ تُقْلِعْ أَبَداً.


الحَالُ... يَا سَيِّدَةَ اللَّا مُبَالاَةِ المَوْشُومَةِ بِالْجَمَالِ،

هُوَ مُتَّسَعٌ مِنَ اللَّوْنِ الرَّمَادِيِّ

بَينَ صَوْتِكِ العَابِرِ... وَأُفُقِي المَنْزُوعِ مِنْ أَلْوَانِهِ.


قَدْ أَقُولُ: "بِخَيْرٍ"...

وَهِيَ الكِذْبَةُ البَيْضَاءُ الوَحِيدَةُ

الَّتي تَلِيقُ بِوَجْهِ النِّسْيَانِ حِينَ يُطِلُّ.


لَكِنَّ الحَقِيقَةَ:

أَنِّي أُعِيدُ تَرْتِيبَ هَيْكَلِي العَظْمِيِّ كُلَّ لَيْلَةٍ،

لِأَنَّ الحُزْنَ صَارَ يَسْكُنُ تَجَاوِيفَ الأَضْلاَعِ،

ويَرْمِي سَهَامَهُ

فِي المَسَاحَةِ الضَّيِّقَةِ

بَيْنَ سُؤَالِكِ العَذْبِ...

وَبَيْنَ جُدْرَانِ الرَّفْضِ الَّتِي شَيَّدْتِهَا.


مَاذَا يَعْنِي أَنْ تَسْأَلِي،

وَدِمَاؤُكِ سِكَّةُ قِطَارٍ لَا تَجْرِي إِلَيَّ؟


مَاذَا يَعْنِي سُؤَالُكِ؟

إِنَّهُ كَفَنٌ حَرِيرِيٌّ

لِجُثَّةِ شَوْقٍ... مَاتَتْ خَارِجَ القَلْبِ.


لَا تُكَلِّفِي نَفْسَكِ عَنَاءَ الاهْتِمَامِ المُزَيَّفِ،

لِأَنَّ صَوْتَكِ هُوَ جَرَسُ إِنْذَارٍ،

يُعْلِنُ أَنَّ الحُبَّ

لَمْ يَعُدْ سِوَى

خَرِيطَةٍ مُمَزَّقَةٍ فِي مَهَبِّ هَذَا الفِرَاقِ العَتِيدِ.


توفيق حيوني / تونس



اُوصِيكَ بِي خَيْرا بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 ♡《اُوصِيكَ بِي خَيْرا》♡


إنْ  رَامَ نَبْضِي للذُّرَى أنْ يَحمِلَكْْ 

أو تَاقَ ثَغْرِي يَرْتَوِي مِنْ نَبْعِكَ الرَّيَّانِ 

يَرْشُفُ سَلْسَلَكْ ☆

أوْ رَامَتْ الأشْواقُ في غَسَقِ الجَوَى

والسُّهْدُ يَأْكُلُ جَذْوَتِي..أنْ تَسْألَكْْ 

سَأقُولُ والأشْعَارُ تَقْدَحُ صَبْوَتِي

والرَّغْبَةُ الرَّعنَاءُ تَشْحَذُ دَهْشَتِي:

" بِاللَّهِ  قُلْ لِي یَا مَلَکْ !

هلْ لِي عَنِ الإلْهَامِ والنَّبْضِ المُعمَّدِ بالشَّذَا ..أنْ أَسْأَلَکْ ؟

هلْ یَا تُرَی هَذا القَریضُ وکلُّ هَذا الحُسْنِ لَکْ؟

کَیْفَ الجَمالُ طَرِیقَ حَرْفِکَ قَدْ سَلَکْ ؟

مِنْ أیْن جَاءَتْکَ المَعانِي والمَغَانِي

کَیْفَ ألهَمَتْ المَجَازاتُ اللّذِیذَةُ بُلْبُلَکْ ؟

أوْ کَیْفَ عَرَّشَتْ التَّصَاوِیرُ الشَّذِیَّةُ فِي جِدَارِکَ

أثّثَتْ بالوَرْدِ والنِّسْرِينِ و الرَّيْحَانِ 

والفُلِّ المُضَمَّخِ بالنَّسَائمِ مَنْزِلَکْ؟


مَنْ أرْسَلَکْ ؟

مِنْ أیْنَ جِئْتَ؟ ومَنْ رَمَاکَ عَلَی دُرُوبِي؟

فاسْتَحَالَ العَلْقَمُ المَسْمُومُ شَهْدًا

والشَّذَى أضْحَی شَذًا 

فَاضَتْ نَسائمُهُ تُضَمِّخُ مَحفَلَكْ 


هَل جِئْتَ مِنْ حَبَّاتِ دَالِيَةٍ

تَمِيهُ زُلَالَ شَهْدٍ ذائِبٍ

يَسرِي..فَيَسْقي باللَّذَائذِ جَدْوَلَك؟

أَم فِضْتَ مِن كَرَمِ  العَطَايَا..والسَّجَايَا والنَّدَى

والحُبُّ يَمْلَأُ  بِالوَلائمِ مِرجَلَك؟

هَل أنْتَ مِنْ مُدُنِ القَوافِي

مِنْ شَذَا بَغْدَادَ..مِنْ یَمَنِ الجُمَانِ

ومِنْ عَبيرِ القَیْرَوانِ

ومِنْ ثَرَی مِصرَ الجَمالِ

ومِنْ حَدَائقِ بَابِلَ الغَنَّاءَ

مِنْ هَارُوتَ أو مَارُوتَ

يَنْفُثُ  نَفْحَةَ الشِّعرِ الحَلالِ

عَلَى ضِفافٍ مِنْ سنَا..تَسْقِي بِسِحْرٍ مِقْوَلَك؟ 

 

هَلْ جِئْتَ مِنْ جُزُرِ الخُرَافَةِ والأسَاطِیرِ العَجِیبةِ يا تُرَى؟

مِنْ ألفِ لَيْلٍ.. مِنْ حَكايَا شَهْرزادٍ

أوْ بِحَارِ السِّندِبادِ

ومِنْ مَعاريجِ المَدَى..

أمْ مِنْ ثُرَیَّاتِ الفَلَکْ ؟


مَنْ کَلَّلَکْ؟

بالغَارِ والنّسْرِینِ تاجًا مِنْ نُضَارٍ

مَنْ حَبَا فِي بَيْدَرِ الإبْدَاعِ 

بِالبُرِّ المُعَمَّدِ بالذّخائِرِ سُنْبُلَكْ ؟


مَنْ دَلَّلَکْ؟

مَنْ بالخَمائلِ فِي رُبُوعِ  الضَّادِ

فِي فَيْءِ الأهَازيجِ البَدِيعةِ ظَلَّلَكْ؟

مَنْ حَاكَ مِنْ خزّ الحُبَيْباتِ الشَّفِيفَةِ

مِنْ مَسَامَاتِ النّسائمِ...مِخْمَلَكْ؟ 


مَا أجْمَلَکْ! 

وحُرُوفُکَ الفَیْحَاءُ تَسْبَحُ في الفَلَکْ

وتَدُکُّ أعْمِدَةَ الضَّبۭابِ

وتَنْثُرُ الأنْوارَ في قَلْبِ الحَلَکْ

ومَدَارُک الرَّیّانُ زاهٍ

رَغْمَ أعْتَامِ التَّهاوِي فِي مَتَاهَاتِ الهَلَکْ 


فَلِمَ الجَفاءُ وكُلُّ هَذَا الصََمْتِ يَعْرُونا 

إذَا رَفّتْ ضُلوعِي...ذَاتَ وَجْدٍ

تَبْتَغِي أنْ  تَسْأَلَكْ: 

"كَيْفَ الغَرامُ طَريقَ قلبكَ مَا سَلَكْ؟

"أفَلَمْ تعَلِّمْكَ الكِنايَاتُ الّتِي نَمَّقْتها

"ْأنْ تَسْتَجِيبَ لعِشْقِ مَنْ..للنُّور فِي هَامِ المَحَبَّةِ..

 قَد دَعَاكَ و جَلَّلَكْ؟

ورُضَابَ شَهْدٍ فِي لَمَى الأشْعَارِ..

فِي ثَغْرِ القَوافِي...

قَدْ سَقَاكَ وَ جَمّلَكْ ؟

ونُبُوءَةَ الشِّعرِ النَبِيلِ...

بِمَربَعِ العِشْقِ الأصِيلِ

هَدَاكهَا..وحَباكَها...

وجَلالَها وجَمالَها قَدْ حَمَّلَكْ ؟


لَا لَا تَخَفْ...لَنْ أخْذُلَكْ 

لا تخْشَنِي...لنْ أسْتَبيحَ الجَذْوةَ الغَرّاءَ في نَبْضِ الهَوَى...

لنْ أُذْبِلكْْ...


الحُبُّ عِنْدي بُهْرةٌ قُدسِيّةٌ

لنْ تَسْتبيحَ صَفاءَ حَرْفكَ والرُّؤَى

لنْ تُخْجِلكْ  

والشِّعرُ عِندي بَوْحُ صَبٍّ عاشِقٍ

ورَحِيقُ وَرْدٍ عابِقٍ 

بشِغافِ طِفْلٍ خَافقٍ

ورُؤى رَسُولٍ سَامقٍ

لَنْ يَسْتَبيحَ جَمالَ حَرْفكَ 

لا تَخَفْ... لَنْ يُهْزِلَكْ 

والحُزْنُ في قلبِي وحَرْفِي

نفْحَةٌ رُوحِيَّةٌ ...وكَاَبةٌ صُوفِيّةٌ  

للحُبِّ والنُّورِ الشَّفيفِِ

سَتَصطَفيكَ  لتُرْسِلَكْ 


اُوصِيكَ بِي خَيْرا 

فلا تَصْلُبْ لَهِيبي

في عَمُودِ برُودكِ المشْحُونِ بالأشْواكِ والقُثّاءِ

والضّوْءِ المُلَغَّمِ  بالحَلَكْ 


عَلِّمْ  حُرُوفِي کَیْفَ تَجْتازُ الظّمَا

حتّی تعُبَّ ..شَذًا زُلالًا.. سَلْسَلَکْ 

عَلّمْ حُرُوفي كيْفَ تَرْتادُ النُّجُومَ السّامِقاتِ

وتَمْتَطِي ظَهْرَ الفَلكْ 

عَلِّمْ يَديَّ الدّفْءَ..يَشْحَذُ جَمْرتِي

عَلّمْ جَبِيني النُّورَ..يُوقِدُ بُهْرتِي

حتّى عُيُوني لَا تُجَافِيها الرُّؤى

ويَجِفُّ نبْعٌ كانَ يوْمًا مُنْتدَايَ ومَنْهَلكْْ 

وبِجَذْوتي تخْبُو نُجُومٌ

والسُّهَا تَهْوي بأحْلَامِ المَدَى   

والنّبضُ لا يَرْتادُ إلّا مَعْقلَكْْ " 


                  ▪☆▪    


يانبْضَ صَبْوتِيَ العَمِيدَةَ...والعَنِيدَةَ

مَنْ تُرَى قَدْ ضَلَّلَكْ؟

مَنْ يا تُرَى بالوَصْلِ يوْمًا..أمَّلَكْ؟ 

وبعَتْمةِ الحُلْمِ المُخَضَّبِ بِالجَوَى

واليَأْسِ والدَّمْعِ الهتُونِ و بالدُّجَى

قدْ زَمَّلَكْ 

وبصَخْرةِ الإفْلاسِ والعَجْزِ المُدُمّرِ للذُّرَى..قَدْ أثْقلَكْ 


ذَبُلَتْ سَنَابِلُكَ الثَّقيلةُ بالأسَى

وتَسَاقَطتْ هَامَاتُها

مِزَقًا عَلَى رُصُفِ النَّوَى..وهُوَى الهَلَكْ 

لا تَحْصِدْ السِّيقَانَ مِنْها..يا جَوَى الأوْجَاعِ..

اِرْفَعْ مِنْجَلَكْ 


یا خَيْبةَ الآفاق فِي قلْبِ المَدَى

مَنْ حَلّلَكْ ؟

يا صَبْوتِي الرَّعْناءَ ...يا أرجُوحَةً 

ألْقَتْ بأحْلامِي شَظَايَا..في سَرادِيبِ الحَلَكْ

لَمْ يبْقَ لي..في مِحْنَتي..أفْقٌ سِوَى..

أنْ أقتُلَكْ ☆☆


  ☆{سعيدة باش طبجي☆تونس}☆

وهاااااااااااااااا أنا صابر بقلم الأديب سعيد الشابي

 وهاااااااااااااااا أنا صابر

صبرت ، حتى ملّ الصبر صبـري

وصمت ، حتى ملّ االصمت صمتي

وحبـن سألني الصمت ، عن صمتي

خــبّأت صمتي ، تحت رداء الصمت

ولما ، سألني الصبر عن كنه صــبري

تفجّر صمتي ، صمتا أعمق من الصمت

وأجاب صــبري بصبـر أعجـــز الصبـــر

وحين اكتشفا ، أنني الصبر داخل الصمت

شــربا كأس المرارة في صــبر وصمت

واستكان كلاهما في دهاليز الصمت

وقد غطاهما قدر الصمت برداء قضاء الصبر

وهااا أنا ، صابر ، صـــامت ...محنـّــــط...

داخــل مقبــرة الســـكون ، في بـــؤسي

سعيد الشابي


أوراق الخريف تتصبب عرقا بقلم الأديبة رنيم خالد رجب سورية

 بقلم الأديبة رنيم خالد رجب سورية 

أوراق الخريف تتصبب عرقا 

تمسح محياها عناقيد اللهفة 

علقت على أبوابها الإستحياء 

تختمر على سلالم السحاب 

رويدا رويدا تستجدي اللحن الغريب 

ترقص اليافعة على رؤوس أصابع البيانو 

فصيحة اللسان صممت معجمها بنفسها 

بارعة تضبط التوقيت كما يحلو لها 

تعرف  متى تكون في أوجه قوتها 

هزمتها ابتسامة ترتدي  الحيرة 

 ثوبها القرمزي يتوارى عن الأنظار 

تدور في دهاليز أفلاك  الروح غريبة الفصول.


حول الأدب المقاوم.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حول الأدب المقاوم..

حين يصبح حضور الكاتب الملتزم..معادلا لموقف فني..


الإهداء: إلى الشهداء أكرم ما في الدنيا وأنبل بني البشر،وإلى الشرفاء الأحرار وزينة الحياة،وبناة المستقبل،وإلى حملة الأقلام الذين ارتقوا في الكتابة الحرة المقاومة.


«إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية،فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغير القضية». (غسان كنفاني)


-فلسطينية العينين والإسم/فلسطينية الأحلام والهم/فلسطينية الميلاد والموت (محمود درويش)


-الأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف..(الكاتب)


من منّا لايعرف عبر التاريخ أهمية الأدب المقاوم في مواجهة الاحتلال،وأهمية الشعراء الذين صدح صوتهم فاختلطت المعاناة بمشاعر التمرد،لمواجهة الاحتلال والظلم والاستبداد والتسمك بالهوية والأرض

وكما هو معروف بأن الأدب المقاوم مصطلح وضعه الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني،ليصف الأدب الذي بدأ يُكتب في فلسطين المحتلّة عام 1948،بعد حرب النكبة حيث نادى بالوصول للحرية والاستقلال

نعم،المقاومة بهذا الفعل واجب وضرورة لأنه مفروض على كل إنسان إعلاء القيمة الحقيقية بالمقاومة والتعبير عن الوفاء للوطن

الحياة مقاومة للموت ولكل ما يشكل موتاً في الحياة من فساد وانحلال وضمور قيم وضمائر ومسؤوليات وملكات

الحياة مقاومة مستمرة،والفكر والأدب،في بعض الأوقات والحالات،نسغ تلك المقاومة الذي يسري في شعاب القلب والروح ليبعث الحيوية ويجدد الحياة ويحرّض على فعل المقاومة

وحين يتعرى القلب،وتتشقق جذوع الروح،وتقف هيكلاً عظمياً باهتاً مرمدّاً يقاوم الهلاك والتهالك والتهافت والسقوط،يسري سحر كلمة صادقة منقذة ليبدع الحياة ويبعثها إرادة حرة متوثبة،ولينعش هيكل الروح فيخضرّ ويخضَلّ ويزدهر ويقبِل على ما في الكأس من بقية،حتى وهو يغالب ترسبات الحنظل فيها.

والأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف.

ولو تلمّسنا في الأدب الرفيع والإبداع الذي يستحق اسمه،معالم الأهداف والمعاني والدلالات، لما وجدنا إلا مواقع القيم ومقوماتها مما يسترعي الاهتمام ويشكل خريطة الإبداع الحق

ومنظومات القيم في الأدب تكاد تشكل أهم مقوماته،من قيم الخير والحق والعدل والحرية إلى قيم الجمال والبديع والبيان الساحر والمنطق المسكوب حكمة وتعقلاً،وما تمثله المتعة العالية من حضور في قلب وعقل وروح تشكل السعادة لها هاجساً وتطلعاً وأملاً..

ما أريد أن أقول ؟

أردت القول أن المقاومة ليست ورقة تذروها الرياح،بقدر ما هي شجرةٌ تضرب جذورها في الأرض عميقًا،ومهما اختلفت أشكال المقاومة إلا أنها بالنهاية تقود إلى هدف واحد،ولذا كان الشكل الثقافي في المقاومة بمثل أهمية المقاومة المسلحة،وهما عاملان مُترافقان يكمل أحدهما الآخر،وشكَّل أدب المقاومة على وجه الخصوص حلقة جديدة في سلسلة التاريخ بتطوُّره السريع الذي واكب متطلبات الوضع،ولكن الذي ميَّز الأدب المقاوم هو ظروفه القاسية بالغة الشراسة التي واجهها وتحداها

إن تناثر الكلمات الفلسطينية في الكتب عبر أرفف مكتبات العالم هي ليست حالة شتات الشعب الفلسطيني ذاتها لما بعد النكبة،وفي الواقع تعمل الحالة الأولى للكلمات كأنها قوى مضادة للحالة اللاحقة للشتات من خلال التأكيد على قوة تحمل الفلسطينيين والتعبير عنها..

لقد تواتر الحديث عن الهوية الفلسطينية وضرورة الحفاظ عليها في ظل الاحتلال الإسرائيلي مع تزايد وتيرة أدب المقاومة والتوكيد عليه،علمًا أنه تشكَّل في الفترة ما بين نزوح الفلسطينيين عام 1948 وحرب الأيام الستة عام 1967،ما ميَّز الهوية الفلسطينية بطابع فريد منذ ذاك الحين،واستمر حتى الوقت الحالي.والرائع في أدب المقاومة هو التعبير بحرية دون خوف عن الأهوال والجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني من قبل المحتل الصه..يوني.وكان الكاتب الفلسطيني غسان كنفان-كما أشرنا-هو من قام بسبك مصطلح أدب المقاومة »وعرّفه بأنه الأدب الذي يقاوم القمع والاحتلال الإسرائيلي وينادي بالحرية والاستقلال،على الرغم من وقوع البلاد تحت طائلة المحتل.وفي كتابه «أدب المقاومة في فلسطين المحتلة»يؤكد غسان كنفاني أن أدب المقاومة في فلسطين يمكن اعتباره إلى حد ما ضربا من ضروب المقاومة المسلحة،وهو بمثابة حلقة في سلسلة تاريخ متواصل،لم يستطع أحدهم قطعه طوال نصف قرن من حياة الفلسطينيين،إلا أن نصف القرن هذا في عصر غسان كنفاني قارب في الوقت الحالي القرن من الزمان..!

وإذن؟

أن الأدب المقاوم إذا،يرتقي في معراج القيم إلى كل ما هو صاف ونبيل وسام لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنيته،وفي ضوء ذلك فإن الناس قديماً وحديثاً شغفوا بأدب المقاومة وظهرت تجلياته بأنماط شتى ومضامين عدة،وما زالت عبقرية المبدعين تبتكر أنواعاً ومضامين جديدة تساير ارتقاء الحياة والحضارة،فهم يتوقون إلى هذا النمط الذي يؤكد التزامهم الثابت بقضايا مجتمعاتهم وهمومها وطنياً وقومياً وإنسانياً،وبهذا فإن الأدب المقاوم على الرغم انه ركَّز على المقاومة الفلسطينية المعاصرة يحمل في ذاته ملامح العام والخاص فضلاً عن أن طبيعته تتألق بروح الجذب والإثارة،ويتصف مضمونه بروح الجوهر المشرق والمثير للدهشة والمتعة، ويتصف بالثورة والتمرد على كل أشكال التقهر والظلم والاستبداد والاحتلال..

لقد قال الشاعر الراحل محمود درويش: ما أعظم الفكرة وما أصغر الدولة.والاديب هو حامل الفكرة والمدافع عنها ومبدؤها الاول.وقد اتسعت رؤيا الأدباء الفلسطينيين بفعل انتمائهم،وبلغة الإبداع،لتحمل فيض التعبير عن الوفاء للأرض،وشكلت عباراتها وتعابيرها الخاصة الوجود الحتمي والفني،كما نرى في إبداعات الرعيل الاول،إبراهيم طوقان،عبد الرحيم محمود،حنا ابو حنا،هارون هاشم رشيد،يوسف الخطيب وغيرهم.وتجلت صوفية العلاقة التوحدية في معالم الوجود الفلسطيني،حتى غدت إشارتها الترميزية آفاقاً لحق التعبير عن الارض

والإنسان،بإبداعات معاني الحالات في رحلة روحية تتلخص فيها تجربة الحلول

واذا كانت الثورة في جوهرها ايمان بامكانية تحقيق العدل في هذا العالم كما يقول رجاء النقاش،فإن الثورة الفلسطينية عمقت تجربة الابداع بشمولية الفعل التراجيدي،ووحدته،مرتكزة حول الانا في مبدأ الوحدة،ليصبح حضور الكاتب الملتزم معادلا لموقف فني..

على سبيل الخاتمة:

الأدب شعراً ونثراً ابن الذات المبدعة شعوراً ورؤية وخيالاً،فهو إلماعة ذهنيـة مـضمخة بالانفعـال الـذي يـرف علـى الـشجن الـدافئ..ويتربـع الأدب المقاوم على عرش هذا الأدب في كل زمان ومكان،لِما يتصف به من الانـدماج في كينونـة الجماعـة والأرض،ولاسـيما عنـدما تطـوف اللحظـة الزمانيـة في تمجيــد القــيم الأصــيلة الـتي

يتواضــع عليهــا المجتمــع أو

تتعهدها الرسالات السماوية بالحفاوة توقيفاً وتوفيقاً كما هو حال المفهوم الإسلامي للشهادة أو النصر بوصفهما إحدى الحسنيين،فـإذا كـان الأدب عامـة فنـاً جمـيلا،فـإن الأدب المقـاوم يـصطبغ بهـذا الجمال في الوقت الذي يحمل رسالته ووظيفته في طبيعته الفنية..

لهذا فإن إشراقات الأدب المقاوم ترتقي معراج القيم إلى مصافي التعبير عن كل ما هو نبيل وسامٍ لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنينته،ما يعني أنها استكناه لأسرار الحياة الخيّرة وخلودها كل زمان ومكان لأنها تنبثق من مفهوم العزة والحرية والاستقلال والسيادة..

وبهـذا فـإن الأدب المقـاوم-علـى الـرغم مـن أنـه ركـز علـى المقاومـة الفلسطينية المعاصرة-يحمل ذاته ملامح العـام والخـاص،فـضلا عـن أن طبيعته تتألق بروح الجذب والإثـارة،ويتـصف مـضمونه بـروح الجـوهر المشرق والمثير للدهشة والمتعة،لأنه يتصف بالثورة والتمرد على كل أشكال القهر والظلم والاستبداد والاحتلال..

وأخيراً أقول: حسبي أنني حاولت الاستجابة لصوت الواجب النضالي إذ ناداني إلى ساحة الأدب المقاوم رغبة تقرير مواقف الكرامة والبطولة خدمة للأجيال وللوطن والأمة،وحباً بهذا النمط من الأدب الصادق والرفيع..

والله من وراء القصد.


محمد المحسن



الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

إثنا عشرَ جُرحًا بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 إثنا عشرَ جُرحًا

*

أعرف الانقلابات، والنّار، والدكتاتوريّات

وأعرف جيّدا

ما معنى أن تُعدمَ بالرّصاص أو أن تموتَ قهرا

وراء قضبان السّجون

أعرف أنّك لا تقدر أن تعيش بدون نور

وأنّ الأيادي التي تنبشُ في القيور

تريد سحبك إلى بِرَكٍ من الدّماء الآسنة

أعرف، تماما ،كما تعرف أنتَ 

أنّ أعناق الطّغاة لا تُجيدُ الالتفات

إلّا إلى الوراء

وأنّ الأموات عادوا على شكل أحياء

يعيشون موتَهمُ الميّتَ بيننا

أعرف، الآن، لماذا

كلّما تضوّر الأطفال جوعا

سحب الضّياء نوره

وهمّتِ السّماءُ بالبكاء

أعرف الحزنَ والفقرَ والمرض المزمنَ

أعرف كثيرا وكثيرا من الأمور 

لكنني لم أكن أعرف قبل هذا اليوم

أنّ العناء، في أوطاننا، مقسّم

على عدد الأيّام والشهور

بالسّواء

                                  محمد الناصر شيخاوي

                                            تونس

[ دراسات إسلامية ] بقلم الكاتب: السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 [ دراسات إسلامية ]

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

((( نظرة حول الأحكام الثابتة و الأحكام المتغيرة في الشريعة الإسلامية ٠٠ !! )))

في البداية الإسلام الدين الخاتم الذي ارتضاه الله عز وجل للعالمين و هو مبني على الطاعة الخالصة و الرحمة كما تبين لنا النصوص القرآنية و النبوية الصحيح ، و تدعو إلى التفكر و الفهم لمقاصد الدين القيم ٠

و الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان و مكان تدور مع حركة و تطور الحياة من خلال منهج يفيد الإنسان لا جمود و تحجر كما يظن البعض من خلال الجهل و  التسلط و التعصب و فرض أحكام خارج الفقه الذي ينظر في القضايا الإنسانية و الاجتماعية بعد العبادات المفروضة و الثابتة المتفق عليها و المعلومة من الدين بالضرورة ، و من ثم تبقى مسائل الفروع التي تستوعب جوانب الحياة الواسعة و المتجددة كل يوم بنظرة موضوعية نفعية لا تعارض في تلك الرؤي كما يروج لها البعض ٠٠

فقد درسنا في الشريعة على دين أساتذة أجلاء لهم كتب و مراجع رصينة غاصوا فيها بكافة علوم الدين و اللغة ووظفوا المبادى على النحو الصحيح ٠

* و الخلاصة :

 عندما ننظر في الكتاب و السنة في إطار المذاهب الفقهية المعتمدة نجد أن ( الأحكام الشرعية ) تنقسم إلى الأتي :

" أحكام ثابتة ، و أحكام متغيرة "

٠ 

= مع أحكام الثوابت :

هي الأحكام الأساسية التي لا تتغير بتغير الزمان أو المكان، مثل العقيدة والعبادات الأساسية والمبادئ الأخلاقية، وهي مستمدة من النصوص القطعية ثابتة الدلالة . 

= مع الأحكام المتغيرة :

وأما المتغيرات فهي الأحكام التي تتغير استجابةً لمتغيرات الزمان والمكان، وتدخل ضمنها اجتهادات العلماء في المسائل التي تحتمل التغيير، مثل بعض المعاملات، ووسائل الدعوة، والسياسة الشرعية، وهي مستمدة من النصوص الظنية أو تقتضيها المصلحة والمنافع المتغيرة. 


و ثمة مقاييس النقد للخبر الواحد :

منها لا يخالف مضمون الخبر الواحد أحد المصادر و شرط القبول : الإسلام و العقل و الضبط و العدالة ٠

و لا نغفل مقاييس أقوال الفقهاء للمذاهب الفقهية عند فهم متن الآية و الحديث في إطار النسخ و التأويل و الترجيح مع عدم التعصب المذهبي و المغالى فيه بعيدا عن العصمة ٠

و قد بينت ووضحت أصول الحكم الفقهي بين الوجاهة و التقليد و الاتباع ، فعلى الناس التمسك بوحدة الإسلام و الابتعاد عن التنازع و عدم قطع طريق الاستقلال العقلي و النفسي على الأمة و التخلي عن روح الاستبداد في الفتاوى ٠

فالفقه ضرورة لفهم و إدراك مقاصد الشرع في وسطية فما تصالحنا و اتفقنا عليه من الأصول و المعلوم بالضرورة كفيل بإحياء الشرع إلى يوم القيامة ، و المختلف فيه من الفروع و القضايا المستحدثة فقه الواقع و المعاصر حسب الحاجة فالاجتهاد فيه لمعرفة البيئة و المصلحة لا ضرر في التعدد لأنه لا مساس بثوابت الدين الأصل ٠

فالأحكام المأخوذة من الكتاب و السنة و هما المصدر الأولان في التشريع الإسلامي عن طريق الوحي ٠٠

أما الأحكام المأخوذة من الاجتهاد الفقهي فإن ( العقل البشري ) يقوم فيها بدور هام و هو استنباط الحكم من دليله الشرعي ، و العقل ليس هو مصدر التشريعات المستنبطة بطريق الاجتهاد ، لأن المجتهد يلتزم بمراحل البحث عن الحكم بطُرق القياس و غيرها المشروعة للوصول لحكم الله تعالى ٠

مع الرجوع إلى قواعد الشريعة العامة ، و عدم إغفال لا ضرر و لا ضرار ، و رفع الحرج ، و الأصل في الأشياء الإباحة، و بهذا تميز الاجتهاد الذي يبذل الطاقة فيه المجتهد بين المطلق و المقيد ٠٠

و بهذا يكون التمسك بالنصوص الواردة و اتباع السنة و الأمر بالاعتبار و حمل الأشياء على المماثلة بعضها على بعض ، مع التحقيق و التنقيح في إثبات العدل و الاقساط في الحكم من أجل سبيل الهدى و سبيل المؤمنين و ارشادهم إلى الاعتبار و النظر في الأمور و حمل الأشباه على الأشباه و النظائر على ما يماثلها و التفرقة بين المختلفين و الامتناع عن إعطائهما حكما واحدا ٠٠

و كل هذا نلمسه  من خلال العبادات و الآداب والتعاملات اليومية على أرض الواقع ، وفي توافق بين المجتمع و الشرع ثنائية الروح و الجسد معا ٠


و بهذا العرض الموجز نكتفي في توضيح الفكرة مع الوعد بالتحليل و التطبيق المستفيض في حلقات أُخرى بأذن الله تعالى ٠

و على الله قصد السبيل ٠


**((فشّة خلق)).. قصة قصيرة للكاتب (مصطفى الحاج حسين).

 **((فشّة خلق))..


        قصة قصيرة 

(مصطفى الحاج حسين). 


ما بوسعِ المعلّم "عدنان" أن يفعل، إذا كان بيته يَبعد كثيرًا عن المدرسة التي يُعلّم فيها؟!  

وعليه أن يستقلَّ حافلتينِ للنقلِ الدّاخلي، ثمَّ يتابع طريقه سيرًا على الأقدام، مدّة دقائق.


وماذا يفعل، إذا عَلِمنا أنّ الحافلة الأولى التي سينحشر بداخلها، لا تأتي قبل السّادسة والنصف؟  

ولا يصل إلى محطّة "المنشيّة" إلّا في حدود السّابعة، ثم عليه أن ينتظرَ الحافلة الثانية.  

ولا وسيلةَ نقلٍ أُخرى يمكنه استعمالها، سوى "سيارة الأجرة"، التي يعجز راتبه، بالتأكيد، عن تغطية نفقاتها.


وما بيده، إنْ حاول باستماتة، ورغم كلّ الواسطات التي لجأ إليها، أن يعيّنه المُوجّه في مدرسةٍ قريبةٍ من سكنه،  

لكنّ المُوجّه يعتذر، بحجّة أنّه لا شاغرَ لديه.


ثمّ نوَّه بأنَّ نقل الأستاذ "عدنان" من منطقة "عين العرب" إلى حلب، بحدِّ ذاته، شيءٌ عظيم وغير قانوني، لأنّ دفعة زملائه في التّعيين، لم يُصدر قرار نقلهم، رغم مرور أربع سنوات على غربتهم.


وما حيلته إنْ كان قد طلب من مديره أن يُعفيه من إعطاء الحصّة الأولى، كي لا يتأخّر على طلابه،  

لكنّ السيّد المدير اعتذر، متذرّعًا بالبرنامج المدرسي الذي لا يمكن تغييره.


أما فكرة أن ينقل مكان سكنه إلى منطقةٍ أقرب، فمرفوضة بالتأكيد، ذلك لأنّه يقيم، مع زوجته وابنتيه الصّغيرتين، في غرفةٍ خانقةٍ وضيّقة، عند أهله.  

ولا مال لديه للإيجار أو غيره، فقد تزوّج "بالتقسيط"، ولا يزال يدفع من مرتبه، ومرتب زوجته، الأقساط المترتبة على عنقيهما.


السّيد المدير غارقٌ إلى شحمة أذنيه في البيروقراطية والاستبدادية... وهو في الحقيقة، لا يصلح إلّا أن يكون محقّقًا بارعًا في الطّعن والانتقام، ممّن يتجاسرون عليه، وممّن ينصاعون إليه أيضًا.  

فما من معلّمٍ خدم في مدرسته، إلّا وكتب بحقّه أكداسًا من التّقارير،  

واقترح بشأنه آلاف العقوبات والإنذارات، مستعينًا بالآذن "عبد الفتّاح"، الذي أطلق العنان لأذنيه، وعينيه، ومنخاره، لرصد ما يحدث داخل أسوار المدرسة وخارجها.


فما إن يصل المعلّم "عدنان" إلى المدرسة، ويدخل الصّف، حتّى يقتحم عليه الآذن الباب، حاملاً استجوابًا خطّيًّا من السيّد المدير:


– (بيّن سبب تأخّرك المتكرّر يا أستاذ عدنان).


كان يرتبك، ويحمرّ وجهه خجلًا أمام طلّابه،  

فيجلس خلف طاولته، ليردّ على الاستجواب، ويقدّم اعتذاراته الشّديدة التّهذيب.


وكان ينسب تأخّره، بالطبع، إلى سوء تنظيم المواصلات.


لكنّ المدير، لم يكن يقبل هذه الاعتذارات، فيبادر إلى كتابة تقريرٍ مفصّل بحقّ المعلّم، ويرسله برفقة الاستجواب إلى المديريّة، مع اقتراحاتٍ عديدة، منها:  

إعادة الأستاذ "عدنان" إلى الخدمة في الرّيف، إلى جانب الحسومات من راتبه.


وكان المدير، الذي يتظاهر بعشقه للنظام، يسجّل ملاحظات التّأخير في دفتر الدّوام، وكثرت الملاحظات من الموجّه بحقّه.


ضاق بمديره وتقاريره ذرعًا، وفكّر بتقديم استقالته، لكنّ دموع زوجته، ومنظر ابنتيه الصّغيرتين، منعاه من اتخاذ القرار.  

فماذا يمكن له أن يعمل إن استقال؟


واليوم، وصل متأخّرًا كعادته، ويبدو منزعجًا، بسبب اقتطاع أكثر من ربع مرتّبه، الذي قبضه أمس.


وما كاد يدلف إلى صفّه، حتّى اقتحمه الآذن "عبد الفتّاح"، حاملاً الاستجواب الأزلي:


- (بيّن سبب تأخّرك المتكرّر يا أستاذ عدنان).


تناول الورقة بعصبيّةٍ واضحة، ولم تُخفَ هذه الحركة على "عبد الفتّاح" بالطبع، فقد تمكّن من رصدها وحفظها. 


جلس المعلّم خلف طاولته، وشرع في الإجابة، بعد أن تجرّأ وأشعل سيجارة، ممّا فجّر الدّهشة والاستغراب على وجه الآذن، وعلى عينيه الثعلبيّتين، فلم يعرف ما يفعل.


هل يهرع إلى السيّد المدير ويطلعه على ما يحدث؟ أم ينتظر ريثما ينتهي المعلّم من ردّه؟  

لكنّه، في النّهاية، فطن إلى ضرورة البقاء، كي لا تفوته أيّة حركة، من تعابير وجه المعلّم، الذي شرع في الرّد:


- السيّد مدير المدرسة المحترم،  

نُعلمكم عن سبب تأخّرنا لهذا اليوم...


أيقظتني زوجتي كالعادة، كان الفطور جاهزاً إلى جواري.

  

ازدردتُ لقمتينِ على عجل، ثمّ أشعلتُ سيجارة لأنفثَ دخانها على رشفات الشّاي السّاخنة. 


كانت زوجتي تهمُّ بارتداء ملابسها لتلتحقَ بمدرستها هي الأخرى.

 

وقعت عيناي عليها، فأثارتني. مددتُ يدي وشددتها، طوّقتها بذراعيّ.

  

حاولت أن تتملّص منّي، جذبتها بقوّة، فقالت:


- سنتأخّر.


قلتُ:


- طُز.


- سيقطعونَ عنّا الرّاتب!


هتفتُ:


- طُز!


صاحت:


- ومديركَ.. ومديرتي!


أجبتُ:


- طُز.


- سترتفع بنا التّقارير!


- طُز.


احتضنتها، وصراخها ينبعث:


- مديركَ يا عدنان...!

ومديرتي... لن يرحمانا اليوم!


وكنتُ أهمسُ كالمحموم:


- طُزّ منهم... واللّعنة عليهم... وعلى مدارسهم، وتقاريرهم، وآذانهم!  

فليطردونا، وليقطعوا عنّا الرّاتب... بل ليقطعوا أعناقنا!  

لكنّي... لن أترككِ تفلتينَ منّي.


وهكذا، يا سعادة المدير المبجّل...  

أمضينا ربع ساعة من أروع لحظات العمر، استرجعنا خلالها تلكَ الأيّام الجميلة.

 

فأنا، يا جناب المدير، كثيراً ما كنتُ أغفو قبل أن تتفرّغ إليّ زوجتي بسبب طفلتينا. 


أغفو... وأنا على جمرِ الانتظار، لأنّكَ، يا جناب المدير، سرعان ما تبرز أمامي، لتذكّرني بضرورةِ النّوم باكراً، والاستيقاظ باكراً، لألهث خلف الحافلات.


أعترفُ، بأنّ سبب تأخّري اليوم، هو الاستهتار منّي، واستسلامي لشهوتي.  

ويمكنكَ، يا جناب المدير..

أن تفعل ما تراه مناسباً،  

وليس بإمكاني سوى أن أُردّد لجنابكم:


- طُز... والسّلام.


وقرأ المعلّم "عدنان" الكلمة الأخيرة بتلذّذٍ، وبنبرةٍ عالية.

 

ففتح الآذن "عبد الفتّاح" باب الصّفّ بقوّة، وخرج مذعوراً، مسرعاً، راكضاً، لاهثاً.

 

وكان الممرّ الضيّق الطّويل

، وبوّابات الصّفوف، والدّرج المؤدّي إلى الإدارة، وسائر جدران المدرسة، والمقاعد، وقطع الطّباشير، وكلّ ما في المدرسة من أثاث، يَهتفُ خلف الآذن، وبصوتٍ جماعيّ قويّ يشقُّ عنان الصّمت، تلك الكلمة التي  

ارتفعت حتّى ارتطمت بعيون السيّد المدير، وهو يقرأها، فاغراً فمه على مصراعيه:


- طُز... طُز... طُز!*


 مصطفى الحاج حسين. 

               حلب



حرر بدايتك... بقلم بسام سعيد عرار

 حرر بدايتك...

وأنت ترسم البدايات...


وأنت في أوج البداية...


احذر...


استدراج الأباطيل والشبهات،


وساحات الاستعراض الوهمي،


وحمأة علائق سامة،


وجاذبية حارقة.


 


احذر...


بريق ادعاءٍ مزعوم،


وعود الزيف المشؤومة.


 


احذر...


بداياتٍ موؤودة في الطريق،


بداياتٍ مهدورة المدى،


بداياتٍ تلوي عنق النهايات الواعدة.


 


احذر...


الجموح العبثي الأعمى،


الاحتياج الأناني الممقوت،


ملءَ الفراغِ الأجوفِ العدمي،


هادمِ المحاسنِ والمآلات،


على امتداد الزمان والمكان.


 


وأنت ترسم البدايات...


وأنت في أوج البداية...


حرّر بداياتك،


لملم أشياءك،


لملم شتات روحك،


استجمع بقايا وطوالع تنمو من جديد،


أحسن خُطاك واختياراتك.


 


كن...


ذُخرًا،


كن...


بهيَّ الآفاق،


كن...


إنسانًا،


كن...


شواهدَ وعوالمَ حياة،


كي تُتوَّج على عرش النهايات الخالدة.


بقلمي

بسام سعيد عرار


قصيدة ( ذَبِيحُ الْجَوَى إِلَّا بِدَمِهِ نَاقِع ) بقلم الشاعر/ جمال أسكندر

 قصيدة ( ذَبِيحُ الْجَوَى إِلَّا بِدَمِهِ نَاقِع )


بقلم/ جمال أسكندر 


أَسْقامُ وَلَهِي أَيْسَرُهُنَّ نَوازِعُ

وَأَشْرِيْهِ دَمـاً وَهْوَ بِالْبُخْسِ بائِعُ


لا تَعْجَبُوا مِمَّنْ هانَ لِلَّوْعَةِ

فَلَيْسَ مَنْ أَذَلَّتْهُ الْهُمُومُ خانِعُ


شَكَتْ غابِرَ الْأَحْداقِ كَمْدًا وِصالَهُ

وَأَنْتِ عَلى دَمِي الْمَسْفُوحِ طامِعُ


حَسْبِي إِن سَلَّتْ هَواها هالِكٌ

فَمَنْ كابَدَ الْأَشْواقَ فَالْصَدِّ فاجِعُ


كُنْتُ أَحْسَبُ الْعِشْقَ شَهْدًا رَواءَهُ

غِرٌّ فَما مُرَّ الْعَفاءِ مَراتِعُ


فَيا خالِقَ الْأَكْوانِ أَدْرِكْ مَرادَها

فَوَصْلُها إِغْواءٌ وَمُجِيْبُها باخِعُ


أَساقِيَتِي مَرَّ الْعَذابِ قَريِرَةٌ

فَلا الْحُزْنُ يُرْضِيْكِ وَلا السُّهْدُ شافِعُ


وَما حُرَقَةُ الْآهاتِ إِلاَّ نَوازِلُ

فَكَيْفَ تُجازِيْنِي وَأَنْتَ لِذَنْبِي قانِعُ


غَرامُكَ في كَنَفِ الصَّبابَةِ آسِرُ

أُسَمِّيْهِ وُدًّا وَهْوَ لِلرُّوحِ نازِعُ


وَلَسْتُ لِثَلْبِ الْعَذُولِ بِمُؤَنَّبٍ

فَما الْمُحِبُّ إِلاَّ لِلسَّماحَةِ دافِعُ


أُداري عَمى عَيْنِي وَأُخْفِي تَوَجُّعِي

وَيَحْسَبُنِي مَنْ لا يُحِبُّ هاجِعُ


إِلهِي رَجَوْتُ الْغَوْثَ لِلْعِشْقِ عائِذًا

لِواعِجِها في كُلِّ لَحْظٍ تُوابِعُ


ما عُدْتُ مُذْ سَلَكْتُ الدَّرْبَ ناجِيًا

وَها أَنا مِنْ أَسَى النَّدامَةِ قابِعُ


أَطْوِي عَلى لُجَجِ الْهَيامِ تَضَرُّمِي

فَلا الصَّبْرُ يُثْنِيْها وَلا الدَّمْعُ نافِعُ


بُلِيتُ وَأَوْصَالِي بِحَشْرٍ كُوِّرَتْ

وَإِنْ هِيَ ناحَتْ في لِقاكَ أَضْلُعُ


حَتَّامَ لِذِي الْهَوى أَنْ يُذاقَ الْأَسى

وَما هائِمَ الْجَوى إِلاَّ وَغَدْرُهُ ضارِعُ



صداح النغم بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 صداح النغم


غرود يباهينا

كلما حنه الوتر عزف

على شغاف لحنه يمطر همس

بين الثنايا يتجذر عشق الزهور نغم

في صفوات الأمزجة رنت كؤوس طربك فرح

اشعلت المهج بغنج الحسان من مفاصل الزرع

أيها الغادي كالعصفور بين كلماتك ترتل بمزمار

قل للقصائد أن الرحاب تهفهف بسمائها عناوين

تذوب فيها كل اللقاءات عشق ازلي عبر نوافذنا

تتراقصها عيون المها على جداول وأنهر المرور

حين ترتسم ابتسامتنا من على قيثارك  الحزين

لتقول يا ساكني مواطن عزفي ارتحلوا عطاش

لتحنوا إلى التواجد على مسارحي كلما تغنيتم

هناك بنيت في ارواحكم منزلة لن تنسوها للأبد

لأن عزف شبابي مذكور بفواصل الذاكرة كحب

يهفو على النفوس كعبق مهاجر من أودية سنين

تضاجعه الأحلام وفر من سعادة ازمنتكم بأحزان

إن أشرقت شمس الضحى ترنم الصباح أهزوجتي

إن امستكم الليالي صرخت ٱهتكم تنادي الطفولة

مرهونة بقايا الذكرى الخالدة لكم محرمة النسيان

هي رمزية للوفاء مقرونة بعهد البقاء تشعل الشمع

ليشعشع نور البصيرة أرواحكم في منافذ التواجد

أنا اللحن المسافر طويت بثنايا غربة سفارة أيامي

وددت هز سرير الإرتعاش بأحضان الحوريات أمل


                          المفكر العربي

                      عيسى نجيب حداد

                 موسوعة نورمنيات العشق



أنوثة على قيد الموت.. بقلم الأديبة فاطمة محمود سعدالله

 أنوثة على قيد الموت..


قد يكون القمر عِشْقَها..

هي أنثى

 تترشف الفجر

بين إغفاءتين...وابتهال

قد تمتطي متن صوت فيروز

أو تتعلق بذؤابات الآذان

أو تقلب صفحات الغيب كي تصْحُوَ

أو تمْحُوَ خربشات آخر الليل...


أنثى تعشق البحر

ولا تحسن السباحة عكس التيار

تخاتل الريح بإهاب شفاف

تسقي  أعشابا متوحشة

بالدمع

بالدم

بالحرف النازف شوقا

أنثى تتدلى بين جذع العمر والأعذاق

تنظر إلى الأعلى ولا تمسك بأطراف الأصابع...

ولكنها..تصدق الوعود.


تبحث ذاتها عن الذات

يبكي جزءها عن الكل

تحصي الدقائق

ولا تحتمي من تسرب السنوات  كالماء بين أنامل الليل...

تصغي إلى أحاديث الشجر

ولا تفقه صرير النوافذ

تقف أمام المرآة

تقلب السؤال وجها وقفا

تقدُّ الحيرة من قُبُلٍ

وتتكوّم عند رفوف الذكريات

ولكنها تضحك في اللحظة الخاطئة...


تعشق رائحة المطر

عند الأصيل 

تتدفّأ بوهج الوعود

رغم صخب الرياح

تعجن خبز القصائد للعصافير 

وتنثر الحب في درب الشمس...

وعلى شفاه الأراجيح 

ترسم طفولة  تبكي ضاحكة...

وتضحك باكية.

وتعزف للموت أغنية اللقاء المنتظر.


 كانت تزرد للغد

صدارا من أمنيات تبلسم

وجع السنين

ترتق صدوعا بين القلب

والوتين

و تبني أعشاشا لن تسكنها الطيور

لن تعود إليها أسراب الأحلام المهاجرة...

وبين وجود وماهية ستظل نبتةً...

نبتةً شاقها الحنين أو...

تظل أنثى على قيد الموت

على قيد وهم...


في مدائن نَسِيَت أن تضيء الشموع.

في دروب تاهت عنها الإشارات

في تقاطع نَصبت فيه الرياح خيام النفخ

تقف أنثى من وجع وتيه

تتقفى صوتا ينادي...

تسكت صدى يلبي

و تستسلم للريح


قال ذات بوح:

" استندي على كتفي"

والكتف من كلمات...

قال:"تمسكي بأطراف أصابعي" والأصابع من شمع...

وهاتف يقول لا تخافي...

والخوف ملء الصدر وملء العيون

والخوف نهر جار بين الكفوف..يتلوى

ويصفق مع الريح.. 


فاطمة محمود سعدالله/تونس/5\8\2025


معرض فنون تشكيليّة "مد وجزر" برواق محمّد صمّود.

 معرض فنون تشكيليّة "مد وجزر" برواق محمّد صمّود.


برواق الفنون محمّد صمّود بقليبية نظّمت جمعيّة قليبية للثّقافة والفنون والتّراث معرضا للفنون التّشكيليّة "مد وجزر" من 25 إلى 31 أكتوبر 2025 بمشاركة الفنّانين التّشكيليين الآتي ذكرهم: - يالنكا البلاجي - رجاء زربوط - فوزيّة ضيف اللّه - سارّة بن عطيّة - منى باشطبجي - هاجر ريدان - شروق بالحاج صالح - محمود قارة - رؤوف قارة - عبد المجيد الجنحاني - عبد العزيز كريد - مراد صمّود - الهادي بن نصيرة - منذر عمّار - شهاب حميّد - لمجد النّوري - محمّد صمّود


 تصوير وتوثيق مراسل مؤسّسة الوجدان الثّقافيّة ومجلّة حوريّة الأدب فاروق بن حوريّة










*...تريّث...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...تريّث...*

تَرَيّثْ...وَ ضَعْ...

في مسارات الرِّيحْ

من غُبار الشّوق

بِمِقْدَارٍ يُرِيحْ

تشابهت عنّي المَرَاكِبْ

و ما عاد سفري إليك مُرِيحْ

تَرَبَّعْ...و انْتَظِرْ...

فعل الماء بوجه الصَّفِيحْ

ملتهبا بحرقة الماضي

أُعَدِّدُ مَوَاضِعَ اللَّسْع

بِقَلْبٍ جَرِيحْ

يا صمتي...

المُطْبِقْ...على وجعي 

كيف لصولة الأيّام

منها أستلّ جَشَعِي

كَفِّي على وجه الكَفِيفْ

باح بِسِرِّي

و سِرِّى على طرف اللِّسان حَبِيسْ

يَجِسُّ شفاهي 

كأنّ بالحلق مُقَامَ إِبْلِيسْ

               حمدان بن الصغير

               الميدة نابل تونس


"سَأبْحَثُ عَنْ قَلْبٍ مَنْ يَحْتَوِينِي" بقلم أحلام العفيف تونس

 "سَأبْحَثُ عَنْ قَلْبٍ مَنْ يَحْتَوِينِي"


سَأبْحَثُ عَنْ قَلْبٍ مَنْ يَحْنُوِينِي

وَيَهْوَى كَمَا كُنْتُ أَهْوَى الحَيَاة


يُعَانِقُ هَمِّي إِذَا ضِقْتُ يَوْمًا

وَيَمْنَحُ صَدْرِي نَسِيمَ النَّجَاة


يُحِبُّ بِعُمْقٍ وَيُخْلِصُ صِدْقًا

وَلَا يَعْرِفُ الزَّيْفَ وَالزَّائِفَات


فَإِنِّي خُلِقْتُ لِوَصْلٍ جَمِيلٍ

وَحُبٍّ يُلَينُ قُلُوبَ القُسَاة


سَأبْحَثُ عَنْ قَلْبٍ مَنْ يَحْتَوِينِي

وَيَهْوَى كَمَا كُنْتُ أَهْوَى الهَوَى


وَيَخْشَى عَلَيَّ كَطِفْلٍ صَغِيرٍ

وَيُبْعِدُ عَنِّي طُيُوفَ النَّوَى


يُدَاعِبُ وَجْدِي إِذَا مَا تَعِبْتُ

وَيَمْسَحُ عَنِّي غُبَارَ الجَفَا


سَأبْحَثُ عَمَّنْ يُحَاوِلُ فَهْمِي

وَيَقْرَأُ وَجْهِي بِدُونِ كَلَام


وَيَعْرِفُ أَنِّي إِذَا مَا بَكَيْتُ

فَلَيْسَتْ دُمُوعًا وَلَكِنْ هُيَام


لِمَنْ صَانَ عَهْدِي وَأَوْفَى بِوُدِّي

وَفِي الثَّغْرِ أُخْفِى بَقَايَا ابْتِسَام


سَأبْحَثُ عَنْ قَلْبٍ مَنْ يَحْتَوِينِي

يَرَانِي بِعَيْنِ الهَوَى وَالشَّغَف


يُحِبُّ ارْتِبَاكِي وَيَفْهَمُ خَوْفِي

وَحَتَّى سُكُوتِي إِذَا الحَرْفُ جَف


يُعِيدُ ابْتِسَامِي وَيُطْفِي اضْطِرَامِي

مَلَلْتُ مِنَ الصَّمْتِ يَا لَلْأَسَف


سَأبْحَثُ فِي ضَوْءِ عَيْنَيْهِ عَنِّي

فَأُدْرِكَ أَنِّي وَجَدْتُ الأَمَان


وَإِنِّي إِذَا طَالَ دَرْبُ انْتِظَارِي

سَيَزْهُرُ فِي العُمْرِ وَرْدُ الجِنَان


سَأبْحَثُ عَنْهُ وَإِنْ طَالَ بَحْثِي

فَمَا زَالَ فِيَّ اتِّسَاعُ الرَّجَاء


وَمَا زَالَ فِي النَّبْضِ نَبْضٌ لِعِشْقِي

وَمَا زَالَ فِي البَالِ سِحْرُ اللِّقَاء


بقلمي أحلام العفيف تونس


ظل امرأة بقلم الكاتبة:زينة الهمامي تونس

 *** ظل امرأة ***


ذاتَ حلمٍ

خُيِّلَ لي أنني أُمسكُ القمرَ بيدي

فتبدّدت الظلماءُ من حولي

وانسكب النورُ على ملامحي المنهمكة

وأني التقيتُ توأمَ الروح

وجزئي المفقود

الذي ظلَّ طويلاً يسكنُ صمتي وحنيني

لم أَعِ حينها

وأنا بين يقظتي ومنامي

أنني لم أكن سوى لحظاتٍ عابرة

ومحطةٍ خاليةٍ في انتظارِ غائبٍ لا يعود

ولم تكن تلك القصائدُ الوردية

ولا الكلماتُ المطرّزةُ بالحب

سوى وهمٍ مصقولٍ 

وصورةٍ مُبهَمةٍ لامرأةٍ رحلتْ

وتركت خلفها صدى يشبه الحنين

بحجمِ حبي أتى وجعي

كعاصفةٍ تقتلعُ آخر ما تبقّى مني

لكنني، هذه المرة، لم أبكِ

كما كنتُ دائمًا أفعل

لم ألتمس له عذرًا

ولم أكذب على نفسي، ككلِّ مرة

بل وقفتُ أمام المرآة

ورأيتُ ملامحي هادئة أكثر

عليها مسحة حزن لذيذ

و ابتسامة رضا أجمل

ورأيتُني أتعافى ببطء

وأتعلّمُ أن أُمسكَ القمرَ من جديد

دون خوف من عتمة قادمة

أو بطل مقنع...


بقلمي:زينة الهمامي  تونس



كِبْرِيَاءُ النُّورِ بقلم الكاتب سليمان بن تملّيست

 🕊️ كِبْرِيَاءُ النُّورِ

أَنَا لَا أَرْفَعُ رَأْسِي تَكَبُّرًا،

بَلْ لِأَنَّ فِي دَاخِلِي سَمَاءً 

تَأْبَى الاِنْحِنَاءَ.

كِبْرِيَائِي لَيْسَ جِدَارًا،

بَلْ أُفُقٌ أُطِلُّ مِنْهُ عَلَى نَفْسِي،

وَأَرَى فِي الصَّمْتِ أَوْسَعَ مِنْ كُلِّ ضَجِيجٍ.

أَنَا لَسْتُ أَعْلَى مِنْ أَحَدٍ،

لَكِنِّي لَا أَقْبَلُ أَنْ أُخْتَصَرَ فِي ظِلٍّ.

كِبْرِيَائِي…

صَلَاةٌ سِرِّيَّةٌ فِي مِحْرَابِ الْعِزَّةِ،

هَمْسُ رُوحٍ تَعْرِفُ قَدْرَهَا،

وَتَبْكِي حِينَ تُـمَسُّ الْكَرَامَةُ.

لَا أَحْتَاجُ تَصْفِيقَ أَحَدٍ،

وَلَا اعْتِرَافَ السُّطُوحِ.

يَكْفِينِي أَنْ يَظَلَّ وَجْهِي فِي مِرْآةِ نَفْسِي نَقِيًّا كَقَطْرَةِ مَطَرٍ لَمْ تَمَسَّهَا يَدُ الْأَرْضِ.

الْكِبْرِيَاءُ لَيْسَ أَنْ أَقُولَ "أَنَا"،

بَلْ أَنْ أَكُونَهَا كَامِلَةً

حِينَ يَغِيبُ كُلُّ أَحَدٍ.

أَسْمَعُ فِي دَاخِلِي نِدَاءً قَدِيمًا : 

«اِنْهَضْ، لَا تُطْفِئِ النُّورَ كَيْ يَرْضَوْا عَنْكَ،

فَمَنْ اِنْحَنَى ضَاعَ ظِلُّهُ.»

أَمْشِي بِخُطَى الصِّدْقِ،

أَتْرُكُ وَرَائِي ضَجِيجَ الزِّحَامِ،

وَأَمْضِي،

وَفِي قَلْبِي نَارٌ تَعْرِفُ مَتَى تَشْتَعِلُ

وَمَتَى تَصْمُتُ كَجَمْرَةٍ نَبِيلَةٍ.

أَنَا لَسْتُ حَجَرًا،

لَكِنِّي لَا أَلِينُ لِمَنْ يُرِيدُ كَسْرِي.

كِبْرِيَائِي سَكِينَةٌ تَتَوَضَّأُ بِالْجُرْحِ،

وَتَكْبُرُ كُلَّمَا صَبَرْتُ.

هُوَ الضَّوْءُ الَّذِي لَا يَرَاهُ الْعَابِرُونَ،

لَكِنَّهُ يَهْدِينِي الطَّرِيقَ

حِينَ أَكُونُ وَحْدِي.

كُلُّ صَمْتِي شُمُوخٌ،

وَكُلُّ نَظْرَتِي وَعْدٌ،

وَكُلُّ كَلِمَةٍ لَا أَقُولُهَا،

سُورٌ يَحْمِي زَهْرَةَ نَفْسِي مِنَ الرِّيحِ.

الْعِزَّةُ لَيْسَتْ صُرَاخًا،

بَلْ أَنْ تَمْضِيَ فِي صَمْتِكَ وَاثِقًا،

وَفِي وَجْهِ الْخُذْلَانِ… مُبْتَسِمًا.

كِبْرِيَائِي : 

أَنْ أَرَى نَفْسِي فِي الْعَاصِفَةِ،

وَلَا أَرَى الْعَاصِفَةَ فِي نَفْسِي.

أَنْ أَقِفَ،

حِينَ يَسْقُطُ الْجَمِيعُ.

أَنْ أَظَلَّ نَقِيًّا،

حِينَ تَتَّسِخُ الْوُجُوهُ بِالتَّصَنُّعِ.

أَنَا لَمْ أَتَعَالَ،

لَكِنِّي تَعَلَّمْتُ أَنَّ مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الطِّينِ،

يَفْقِدُ وَجْهَ السَّمَاءِ.

كِبْرِيَائِي لَيْسَ عُلُوًّا،

إِنَّهُ جُذُورٌ فِي الْعُمْقِ،

تَسْقِيهَا التَّجَارِبُ،

وَتَحْرُسُهَا الدُّمُوعُ.

مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ،

اِسْتَغْنَى عَنْ كُلِّ مِرْآةٍ.

وَهَا أَنَا…

أَمْشِي بِنُورٍ لَا يُطْفِئُهُ مَدْحٌ،

وَلَا يَزِيدُهُ ذَمٌّ،

نُورٌ خَرَجَ مِنْ جُرْحٍ،

وَصَارَ جَنَاحًا.

أَنَا لَا أُقَايِضُ صَمْتِي بِثَمَنٍ،

وَلَا أَبِيعُ وَجْهِي فِي سُوقِ الْوُجُوهِ.

كِبْرِيَائِي هُوَ هَذَا التَّوَازُنُ الدَّقِيقُ

بَيْنَ الْقَلْبِ وَالْعَقْلِ،

بَيْنَ الضَّعْفِ النَّبِيلِ،

وَالْقُوَّةِ الرَّحِيمَةِ.

مَنْ يَظُنُّ الْكِبْرِيَاءَ قَسْوَةً،

لَمْ يَذُقْ طَعْمَ الاِنْكِسَارِ بِكَرَامَةٍ.

أَنَا لَا أَنْحَنِي،

لِأَنَّنِي حِينَ أَنْحَنِي

أَفْقِدُ مَلَامِحَ نَفْسِي.

وَمَا أَجْمَلَ أَنْ تَبْقَى وَاقِفًا،

حَتَّى لَوْ كُنْتَ وَحِيدًا،

فَالْوَحْدَةُ مَعَ الْعِزَّةِ

أَرْحَمُ مِنَ الْجُمُوعِ مَعَ الذُّلِّ.

بقلم  سليمان بن تملّيست

جربة في 2025/10/27

الجمهورية التونسية



قل لليراعة بقلم الشاعر *عدنان يحيى الحلقي

 قل لليراعة

--------------

قل لليراعَةِ أنْ تطيلَ فراقي

لِأعيدَ ترتيبي على أوراقي


هذا الوجودُ تبدَّلَتْ أحوالُهُ

ما عادَ لي قمرٌ يشقُّ زقاقي 


يمشي الظلامُ على الطريقِ مُعاتبًا

أيْنَ الذين  تثيرُهم أحداقي 


الحالمونَ تناسلَتْ أَرواحُهُمْ

شهبًا تشي بمكارمِ الأخلاقِ


يتبادلونَ الصمتَ في نظراتِهمْ

وَ يشاركونَ الصُّبحَ فكَّ وثاقي 


خَبِروا الحياةَ تَذوّقًا لحكايةٍ

نُسِجَتْ بصدقِ  العهدِ وَ الميثاقٍ


وَ الحالمونَ مع الغروبِ تناثرَتْ

أخبارُهم في ذمَّةِ الآفاقِ


تتخالطُ الأنسابُ رُبَّ لحكمةٍ

صاغَتْ أواصرَها يدُ الخلّاقِ


مايغضِبُ الأرضينَ أنْ نشقىٰ على

عتباتها وَ نُصابَ بالإخفاقِ


تتصارعُ الحيتانِ في بحر الهوىٰ

وَ الموجُ يأخذُنا إلىٰ الأعماقِ


يا أيها الإنسانُ حَسْبُكَ أنْ ترىٰ

عينَ المَغيبِ بدمعةِ الإشراقِ

********

*عدنان يحيى الحلقي



حقائقُ مبهمةٌ بقلم الأديبة سامية خليفة /لبنان

 حقائقُ مبهمةٌ


صريرُ القلمِ 

أنينُ المِدادِ يحاكي ألألَمَ

إباحيٌّ لا يخافُ عيونًا ترقبُ

ثوري يواجِهُ رصاصا حيًّا

قاتلٌ ينالُ من حلمٍ جنين


اكتبْ  حروفًا انثرها 

اغوِ اللَّيلَ

أيقظْ فيهِ السُّكونَ

اخلعْ عنهُ رداءَ التزلُّفِ

وأهمسْ في أذنِهِ الحقيقةَ

أنفثها احملْها

على أجنحةٍ بيضاءَ

انشرْها  نورا


حقيقتُكَ ظلٌّ

يلوحُ لكَ من بعيدٍ 

يذكِّرُك

بمواعيدَ اختزلَها 

من حياتك الزَّمنُ

فأُسْقِطْتَ رقمًا

وصرت ظلًّا 


القصائد المعتَّقةُ

أنتشتْ منها الخوابي

ترنَّحَتْ

في قصائدَ

في حقيقتِها المجرَّدةِ


منْ بعدِ اغترابٍ

تجلَّتِ الحقيقةُ

فزّاعةً

ما عادَت طيفًا لطيفًا

خلعتْ عنها رداءَ المسافةِ

ليتَها بقيَتْ مستترةً

وأخفتْ عن العيونِ

الدُّملَ


ساطعةٌ كالشَّمسِ

حقيقةٌ جرحَتْها ألْسِنةُ الشَّكِّ 

الأمل المتكئ على عصا 

ظنَّها يومًا سحريَّةً

اليومَ أمسى كحرباءَ

لا تتلوَّنُ إلّا بالأصفرِ

اليأسُ أصفرُ

والأخضَرُ في انقراض


جمعْتُ قصائدي 

نثرتُها في الهواءِ

تلألأتَ بينَها كسرابٍ في هجيرِ قفارٍ

كن لي حقيقةً كي أكونَ لكَ شمسًا

فنكتمل

كن لي شاعرًا فأكون لك أجملَ القصيدِ

كن لي حبيبًا لأكونَ لكَ الجمالَ

لأكون لك الأنثى

لأكون لك منْ كلِّ الفصولِ

ربيعًا دائمَ النُّشورِ


لمحتُ على وجه البدرِ قصيدةً 

تجريديَّةَ المعاني

فككتُ رموزَها

توهَّجَتِ الحروفُ

لم تشرقْ حينَها شمسٌ

وإنَّما أشرقَ طيفٌك آتيا

من وراءِ الأفقِ


سامية خليفة /لبنان



কবিতা শিরোনাম চাই শুধু তোমাকে কলমে রিপন শিকদার

 কবিতা শিরোনাম     চাই শুধু তোমাকে

কলমে     রিপন    শিকদার 

  তারিখ ২৮/১০/২৫


  তোমাকে নিয়ে লিখি কত কবিতা 

  তুমি ভুলে গেছো সেই স্মৃতি কথা, 

  সাত রংগের রংধনু, তোমার কাছে লাগতো ভালো 

  জানিনা আমি, সেই তুমি কেমনে গেলা ভুলিয়া। 


  ছিলে তুমি কাছে চলে গেলে দূরে 

  সইতে পারিনা অন্তর জ্বালা, 

  বুক ভাঙ্গা হাহাকার বলিব কাকে 

  তুমি ছিলে আমার স্বপ্নের বাসিন্দা। 


  তোমাকে নিয়ে লিখি কত কবিতা 

  কলমের কালি শেষ হয়ে যায়, 

  তোমাকে নিয়ে লেখা কবিতা হয় না শেষ 

  ঝর ঝর করে ঝরে চোখের পানি হায়। 


  তোমাকে নিয়ে লিখব আর কত কবিতা 

  এখন আর আগের মত আসে না কবিতা ছন্দ, 

  বাড়ছে শুধু দুই জনের মাঝে দূরত্ব 

  চাই শুধু তোমাকে, চাইনা কোন দ্বন্দ্ব।


لا شيء يضعفه.ولا شيء يرهبه..ولا شيء يكسره في زمن الإنكسار...! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لا شيء يضعفه.ولا شيء يرهبه..ولا شيء يكسره في زمن الإنكسار...!

إني أتحدث عن الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري 


تصدير : وحده الشاعر يعرف سرّ العذاب الانسانيّ.وعمق مأساة الكائن البشريّ.

وحده يرفع القصيدة عاليا في وجه هذا العذاب دون احتماء بأوهام القبيلة وزعيق القتلة المختلط بصراخ الضحايا.


محمد الهادي الجزيري شاعر تونسي ألمعي 

شاعريته تتألق في سماء الكلمة الأصيلة الحافلة بكل معاني البلاغة..والسحر والبيان..

صدر له أكثر من ديوان،مستفيدا من تجربته الشعرية وثقافته الغزيرة التي جعلت منه شاعرا صاحب رؤيا وموقف حداثي جدير بالتنويه..

نحن إذن أمام شاعر تمرس بالقول الشعري وعبر دواوينه الشعرية بإمكان القارئ أن يكتشف عالمه الشعري الذي لا يعول على جيشان الشعور فقط ورصف الكلمات البليغة،بقدر ما يجعل من العالم بمختلف مظاهره المادية والإنسانية مادة للتأمل في رزانة عميقة واتزان وجداني متوسلا بالدهشة والحيرة والشغف بفتنة السؤال وإثارة القلق أو الشك الذي ينير دهاليز الفكر ويضئ عتمة الروح..

والمؤلف أو الشاعر،لم يعد ميتا كما استحال في سبعينيات القرن الماضي،ولم يعد إلى أدراجه القديمة منعزلا عن نصه،بل هو الصوت الآخر الذي يدفع القارئ إلى البحث عن مزيد من التفاصيل واقتناص الإحداثيات السردية أو الشعرية بمعاونة الكاتب نفسه..

هذا الشاعر التونسي الكبير ( محمد الهادي الجزيري) كتب نصوصا بجمالية فنية وأسلوبية ذات بصمة مميزة،كنتاج لخبرة وتعمق واهتمام بالجوانب الفنية للغة ولحالات التمظهر فيها وإلماما بالقوالب والأنواع.

وقد مدني  هذا المساء بقصيدة شعرية هي عبارة عن وجبة إبداعية دسمة أنعشتني،وقررت أن أنعش بها القراء الكرام أيضا..

يقول شاعرنا الفذ :

النسيمُ الخريفيّ..

أدخُله عزلتي

وأوزّعه خفقة.. خفقة..

مرّة هيَ لي

مرّة هيَ لكْ 


الطعام..أقَسّمه لُقُماتٍ علينا...

فأنت مليكة قلبي

وإنّي الملكْ

ما تبقّى من 

المشي..في أمسياتي...

سأقْطعه خطوةً 

خطوةً  لي ولكْ

 وحياتي التي ممكن أن تكونَ ..

أقدّمها...

نصفها هيَ لي

 نصفها هيَ لكْ..

ريثما تفتحينَ لوجه الغريب.. المشوّشِ

 مسكنكِ الأبديّْ 

في التراب العظيمِ..

وأسند رأسي على ما تناثر منكِ... وأرتاح......

وأنا أقول : 

تحية للنص المدهش الذي يعكس وجه الحياة المتجدّد،تحية للقصيدة المتشبثة بهويتها كقصيدة،فمكانها ومكانتها بقامة أبجديتها،وليس بمهارتها في استرضاء السلطة وتملقها،وإن كانت سلطة شعبية.

وأختم بباقة من التحايا وسلة ورد تعبق بعطر الخريف..لهذا الشاعر السامق محمد الهادي الجزيري.


محمد المحسن



سبحة بأيد شيخ بقلم الأديب د. قاسم عبدالعزيز الدوسري

 سبحة بأيد شيخ وكطعوا الخيط

والشاهود بيده ومارضه يهده


 ظل صافن عليه شعيط ومعيط

 والشك الجبير منهو اليسده


صرت احجاية سلف وبين هالعربان

وكل واحد يزيد احجايه من عده


عثرات الوكت موزنه بالميزان

تجلّب بالمعثر.. وأبد متهده


لو جاني فقير ويطلب الحاجات

ابيع روحتي ..والمعتاز مارده 


دولبن الزمن ..وماتنفع الصفنات

وماينفع أخو مايوكف بشدة 


ولاينفع صديج يتجاهل الوكفات

 يبعد من يشوفك حاجتك عدّه


قاسم عبدالعزيز الدوسري



حتى يكون النقد..رجع صدى للنص الإبداعي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى يكون النقد..رجع صدى للنص الإبداعي 


-"النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي نمو الانسان دون أن يدمر جذوره.."

(فرانك كلارك)


-"إن النقد ليس سمة للفكر الفلسفي،بل هو ملاكه ولحمته،ذلك أن التفكير الفلسفي في عمقه هو تفكير إشكالي تسكنه المفارقات،يبلور الأسئلة، ويجابه الإحراجات بأدوات منطقية محكمة." 

(جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية)

       

مما لا شك فيه أنّ النقد نوعٌ من القراءة الفلسفيّة والسياق الأدبي للإبداع،ذلك أن العلاقة الكبيرة بين النقد والإبداع والنتاج الأدبيّ في المقام الأوّل،غير منكرةٍ للتذوّق الجمالي في القراءة الواعية للنصوص،كأساس للحكم النقديّ.

ومن هنا،يجب على النقد أن ينسلخ من كل ما يمكن أن يؤثر على حكمه النقدي،وعليه أن يتمسك بنزاهة الحكم النقدي،واضعاً نصب عينيه العمل الأدبي منفصلاً عن أيّ حكم خارجي،وأن يمتلك الكفاءة الموسوعية والمنطقية والبلاغية التداولية والتواصلية،ليصل إلى تلك النزاهة التي نريد،فالكفاءة تدخل في فك ترميز المحتويات المضمرة،فغالباً ما يتعين اللجوء إلى معرفة قولية خاصة،بل إن يعيد بناءها اللغوي.

والإبداع-في تقديري-لا يمكن أن يتطوّر من غير نقد،كما أن النقد أيضاً لا يمكن أن يتطور دون إبداع،لأنه يفقد مادته الخام،فالعلاقة بين الناقد والكاتب علاقة جدلية،في إطار تبادل الفائدة المعرفية بينهما،إذ يجب على الطرفين أن يقبلاها ويستثمراها إلى أبعد الحدود..

وهنا أوكد على أنَّ ما نحتاج إليه هو " النقد الحقيقي" الذي يتجه إلى العمل الأدبي على اختلاف نوعه وجنسه،ليدرسه ويحلله،ويقيّمه ويقوّمه،ويبدي الملاحظات بشأنه،وفق مناهج وأسس علميّة تنطلق من النص ذاته،ولا تفرض عليه من الخارج..فالنقد الحقيقي لا يعني إبراز العيوب والتركيز عليها،إنما هو استنطاق للنص،لأفكاره ومضامينه ورؤاه بلغة إبداعية جديدة،تضيف إليه وتكشف جمالياته،وتبين نقاط الضعف والخلل فيه.

ولذلك لم ينفصل النقد يوماً عن الأدب،فمنذ العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا،ثمة كاتب يكتب،وناقد يحلل ويدرس ما يكتبه الكاتب..وقد تمرّ هذه العلاقة بفترات قوة وضعف،وظهور واختفاء، ومراحل يعتريها الصفاء وأخرى تتسم بالضبابية،فهي علاقة-كما أشرنا-جدليّة في الأساس،ولكن لا يعني ذلك أن أحدهما بإمكانه أن يستغني عن الآخر.

لكن..ثمة علاقة طردية بين جودة الإبداع ونشاط الحركة النقدية،فالنقد الجاد والموضوعي كان،ولا يزال،مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالحضور الإبداعي المتميّز،فمتى ما حضر المحرّض والمحفز الإبداعي المتميّز،كان النقد الحقيقي حاضراً ومؤثراً،وفي النهاية فإنّ العمل الجيد سيفرض نفسه لقراءته والالتفات إليه نقديّاً،والمبدع الجاد الذي يرغب في إثراء تجربته الأدبية وتطوير أدواته،سيلتفت بالتأكيد إلى ما يقوله الناقد الحقيقي والموضوعي.

ومن خلال تجربتي في الكتابة النقدية التي تمتد عبر عقود من الزمن،فإنّي في تقيّدي بمناهج نقديّة لا أعتمد صرامة علميّة فيها الكثير من الشّطط كما لا أتيح لنفسي حرّية فيها غبن وتهميش لتلك المناهج النّقديّة التي تصلح للحدّ من القراءة الانطباعية المنفلتة.ولا شكّ أنّي فيما أذهب إليه أسعى إلى شيء من الموضوعيّة العلميّة وأنا مؤمن كلّ الإيمان بأنّ النصوص الأدبيّة تنزاح خارج كلّ معيار لأنّها من مستوى الكلام.والكلام خاصّ منطلقه الذّات الفرديّة.وكما أنّ لكلّ ذات خصوصياتها وبصماتها فإنّ لكلّ نصّ أدبيّ خصوصيّاته وبصماته.

وما يجب الإشارة إليه في هذا السياق،هو أن القراءة الجادة هي التي تسعى إلى إخراج النص إلى عالم الممكن(1).فالقراءة ليست مسحا بصريا للنص،ولا تفسيرا معجميا لألفاظه واستنباطا لمعانيه المباشرة،فهي فعل خلَّاق/ كالإبداع نفسه يقوم على الهدم والبناء بدرجة أولى،وليست أبدا تقمصا لتجربة ما،ومن ثم،فإن تلقي الأدب يتطلب مرونة نظرية وذخيرة علمية.وعموما فإن عملية القراءة ينبغي أن لا تتجه نحو الألفاظ بمعزل عن سياق تأليفها،إذ من شأن هذا الإغفال أن يحجب عن القارئ إبداعيتها وفنيتها،ولهذا فإن فعل القراءة يقتضي من الباحث جهدا غير يسير،وهذا الجهد يتدرج عبر معرفة اللغة وتركيبها وضروب القول فيها.وتحقيق هذه الغايات يستدعي من القارئ خبرة تساعده على إدراك جمالية الإبداع.

وفي الحديث عن العلاقة بين النقد والإبداع يطول الكلام ويتشعب،فالنقد الأدبي،من حيث المبدأ،هو إبداع يكاد يوازي في قيمته الأدب ذاته،ولنا في كتابات عبدالله الغذامي وجابر عصفور وصلاح فضل ود-غالي شكري ومحمود أمين العالم،وتوفيق بكار وعبدالسلام المسدي وبوزيان السعدي وكمال أبو ديب ومحمد بنيس ومحمد برادة وأدونيس..وسواهم أمثلة تبرهن على ما نقول،وفي المقابل ثمة قامات إبداعية سيما في المجال الشعري لا يمكن تجاهلها مثل محمود درويش ونزار قباني ومظفر النواب،وسميح القاسم ود-طاهر مشي،والفلسطينية أ-عزيزة بشير ود-آمال بوحرب..والشاعرة التونسية أ-نعيمة المناعي..والقائمة تطول كثيراً،وإذا ما عدنا إلى الوراء،عقوداً أو قروناً،سنعثر على أسماء تضيق بها مجلدات ضخمة. 

وتظل المفارقة في حالة توالد مع الأصوات النقدية الجديدة التي تنحت دربها في الصخر

بالأظافر،حتى أنها ” تؤسس لتحويل نقدنا العربي الحديث الى حركة قومية من ناحية وتخصصات نوعية من ناحية أخرى..الأمر الذي يشير ببطء شديد إلى إحتمالات نظرية أكثر شمولا في المدى المنظور (2).

ويبقى العمل الفني الجدير بصفة الإبداع هو ذاك الذي يصوغ جدلية العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل في حوار مجلجل ومساءلة عميقة.كما أن النقد المنهجي الجدير بصفة الإبداع هو أيضا ذاك الذي يعتقد في جدلية التطور التاريخي  وينآى عن التضخم النرجسي والأحكام المسقطة ليستشرف المستقبل بعمق وثبات.

وخلاصة القول إنّ بين الإبداع والنّقد علاقة وطيدة عندما يكون النّقد رجع صدى فيه تفاعل بالنصّ وإغناء له وإضافة ويرتقي إلى مستواه الإبداعي.أمّا حين يكون النّقد تطبيقا لمنهج نقدي مقياس خال من روح النّاقد،فهو مجرّد بحث علمي تطبيقي أبعد ما يكون عن الإبداع.


محمد المحسن


هوامش :

1) لمزيد التوسع،أنظر مقالنا بصحيفة-رأي اليوم-تحت عنوان:النقد الأدبي وليد معايشة وجدانية بالعمل الأدبي..ونوع من الإكتشاف.بتاريخ 03 مارس 2024.

2)الدكتور المصري الراحل-غالي شكري-كتابه : سوسيولوجيا النقد العربي الحديث-ص 223.



نصان هايكو بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 نصان هايكو

1

قطار في الخريف

عبور بين الأوراق

في نهايتها


2


ليلة خريفية

صوت قطرات المطر

على الأوراق


ألفة كشك بوحديدة


ألفة كشك بوحديدة


جاءت من بعيد بقلم الأديب د. قاسم عبدالعزيز الدوسري

 جاءت من بعيد 

هذه العاصفة...

تهزها الريح

مركبتي الخائفة

كم من الناس

على ظهركِ

وموجة الشاطئ لكِ جارفة

إعداد هائلة

من ارضها خرجت

مهاجرة من حالةٍ

زائفة...

مسرعة للموت هبّت

ساقها أجلاً...

لتغتم قالت

الفرصة العاجلة...

واجلة خطواتهم...

واجلة

مرحى إلى البحر

اعدادها الهائلة.. 

نسائهم تبكي على هجرة

فكيف يكون العويل

على الراحلة...

هل من مزيد...؟ قالها

البحر لهم..؟

يغرق البحر

حشوداً ناقلة..

هل من مزيدِ...؟

والأسماك جائعةً 

طوبى لهم ..

من سفرةٍ فاشلة...


قاسم عبدالعزيز الدوسري



ملامح الضوء بقلم طاهر مشي

 ملامح الضوء 

ااااااااااااااااا اااااااااا 

في مهبّ الغياب،

حين تنكسرُ الظلالُ على جدار القلب،

يولدُ الضوءُ من رُكامِ الحنين،

لا ليُبهرَ،

بل ليُذكّرَنا أن الظلمةَ ليست قدرًا،

بل عبورًا.

أُصغي إلى الصمتِ،

فأسمعُ فيه وجوهًا لم تكتمل،

وصدى خطواتٍ تمشي في الذاكرة

كأنها تبحثُ عن معنىً للبدء،

أو عن نهايةٍ تُنقذ الحكاية من التكرار.

ملامحُ الضوء ليست في الشروق،

بل في لحظةِ التردّد بين الليلِ والفجر،

حين يختبرُ الكونُ هشاشتَه،

ويعترفُ أن النورَ أيضًا يخافُ من اكتماله.

حيث يحملُ ذاكرةَ ظلمةٍ تجاوزه،

يحملُ وجعَ الطريق،

وصبرَ من لم يفقدْ إيمانه بالعبور.

أنا ابنُ تلك الملامح،

أتلمّسُ وجهي في مراياها،

وأرى نفسي بين ظلٍّ وضوء،

بين ما أُطفئه من خوفي،

وما أُشعله من يقين.

يا ملامحَ الضوء،

علّميني أن أرى في العتمةِ نبوءَةَ فجر،

وأن أفهمَ أن الجمالَ ليس في البريق،

بل في المسافةِ التي يقطعها الحلم

ليصلَ إلى النور.

حيث نعودُ إلى تلك الطِّلال،

حيث يتلطّخُ الحلمُ بالطين،

ولا نجدُ للنورِ مأوًى،

ولا روحًا تُضمِّدُ الجرح.

لكنّ الضوءَ — حتى وهو بعيد —

يبقى في القلبِ جمرةَ يقين،

يختبئُ تحت الرماد،

ينتظرُ نفَسًا من الرجاء،

أو دمعةً تُعيدُ إليه بريقه القديم.

سنمضي،

ولو بأقدامٍ مثقلةٍ بالعتمة،

وسنتركُ على الطريقِ أثرَ مَن آمنوا بالنور،

ولو لم يروه.

فليس الضوءُ ما يُرى،

بل ما يُوجِعُ غيابه،

وليس الفجرُ ما يأتي،

بل ما يوقظُ فينا الشوقَ إليه. 

ااااااااااااااااا اااااااااا 

طاهر مشي



بــــــوح الــقصــيــــد بقلم الشاعر* الهادي العثماني

 بــــــوح الــقصــيــــد

~~~~~~~~~

كـــــــــوني هنا، 

بوحا صريحا صادقا

ما بين نبضــي والــوريـدْ

ودعي الكلام اذا استقام

مترجما للشوق

في وهج القصيدْ

الشعر يختزل المواجع كلّـها

ويوشّح الأحلام 

في ليل الأماني

يغمــر الإحـســاس، 

ينــثر بيننا عطر الورودْ

هذي اختلاجاتي وبوْحي،

 واعــــتـــرافـــي

فادخلي محراب روحي 

ثم صلي

واجعلي الحب مقامــا 

فــي نهايات النشيد

شـيّـدي من صبوة العشاق

أروقــــــةً تـظلّــل وحدتي، 

فـأنا المدجّج بالهــوى 

إني اصطفيتك مطلبي

وأنــــا الـــمـــريـــــد

واعزفي أنغام نايٍ 

يُـسكِــرُ العشاقَ حــبًّــا

مثلما يأتي الربيع 

عابقَ الازهار 

في الفجر الجديد

روحي الى روحي التي أودعتها 

ذكراك تحترف ارتكاب العشق

مـــن زمـــن بعـيـــــــــد

وحــــــدي أنـــــــــا ...

 والليل يوغل في دروب العشق

كي يستلهم الشعراء منه غناءهم

ويوشّحوا لغةً تسمي الشعر بَـوْحًا

والأغــانــي صــلاةَ روحٍ

تنثر الأحلام في نسقٍ فــريد

لا تطرقي أبواب روحى ،

 وادخلـــــي.... 

فهي لك مفتوحة

ولتنشري الأطياب

 في الزمن السعيد

غنّ الهوى من أجل أنثى أشرقت 

يـــــــــــا قلبُ... 

واقترفِ المزيد

اقترفْ عشقا وشعرا

واعــتـرفْ... 

هـيْتَ لك

هيت هذا العاشق الولهان

لــمّــا يختفي

خلف  اشتعال الحرف 

فـــــي بوح القصيد 

    

  *  الهادي العثماني                  

              تونس 🇹🇳



تقديم التحفة الأدبية التي صاغتها الشاعرة الفلسطينية الكبيرة الأستاذة عزيزة بشير بمداد الروح في شكل قصيدة شعرية لا تخطىء العين نورها وإشعاعها.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تقديم التحفة الأدبية التي صاغتها الشاعرة الفلسطينية الكبيرة الأستاذة عزيزة بشير بمداد الروح في شكل قصيدة شعرية لا تخطىء العين نورها وإشعاعها..

ما شاء الله!


أدكتورُ فيكَ الوُجودُ يُباهي 

أيَابْنَ البشيرِ  وَسيدَ…….. .الرِّجالْ


 وإبنَ اليَامونِ  وَخَيْرِ الجُدودِ

وَإبنَ الكفاحِ وإبنَ …………النِّضالْ


أياقائدَ الرّكبِ، قُدْتَ الجِبالَ

صقلْتَ النّفوسَ، صنَعتَ.. المُحالْ


وقُدتَ   التّميُّزَ  أنّى ذهبتَ

وَصلْتَ الثّريّا ، صنعْتَ…… الرِّجالْ


صعَدْتَ بِأُردُنَ فَوْقَ النّجومِ 

وَقُدْتَ السّباقَ وكانَ ……..  النِّزالْ


بمستشفَى أردُنِ قُدْتَ الجُموعَ

وَقُدتَ التّخصُّصَ …….نحوَ الكمالْ


(وَفورْبِسْ) تُكَرِّمُ فيكَ الصُّمودَ

وفنَّ القيادةِ، طيبَ ………الخِصالْ 


وحُسْنَ الرّعايةِ في كلِّ حينٍ

لِفنَّ الجِراحةِ في كلِّ ………….حالْ

 

(وجورجُ وَشنطُنْ) تَعُدُّكَ صَرْحاً

لفنِّ الجراحةِ أنتَ…. ……….المِثالْ


فبِرُّكَ  غطّى  عَنانَ   السّماءِ

وعِلمُكَ خَطّى حُدودَ ……..السّؤالْ


جمعْتَ الجَهابِذَ في (إبنِ سينا).  وَصُغْتَ التميُّزَ  ………سهْلَ المَنالْ


بكلّيّةِ  طِبٍّ ، تفوقُ  الجميعَ

تُعيدُ ( ابنَ سينا)، …..   تُقِرُّ المُحالْ


وقائدُ  قمّةُ  بيْنَ  الجَمِيعِ

(وَأوْسَطُ )يشْهَدُ جِلَّ… …… الفِعالْ


حَماكَ  الإلهُ  تُعِدُّ  وَتَبْني

( عُبَيْدٌ) ، فَمِثلُكَ………فاقَ الخَيالْ! 

 

ما شاء الله !

(عزيزة بشير)


تقديم القصيدة للقارئات الفضليات و القراء الأفاضل:


قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن الشاعرة الفلسطينية القديرة الأستاذة عزيزة بشير  أبدعت في صوغ هذه الأبيات التي تمثل تحفة أدبية تليق بمقام البروفيسور الدكتور عبدالله البشير.وقد تجلى الإبداع في عدد من المقومات على غرار  وحدة الموضوع وتماسك الأفكار،سلامة اللغة وقوة الأسلوب،تناسق الإيقاع والعاطفة الصادقة، ثم استخدام المحسنات البديعية ببراعة،مع توظيف متميز للطباق والجناس،كما في "صنعت المحال" و"تقّر المحال".

وهذه القصيدة ليست مجرد مديح عادي،بل هي وثيقة أدبية تخلد إنجازات علمية وطنية،وتظهر كيف يمكن للشعر أن يكون وسيلة لتسليط الضوء على الإنجازات العلمية والطبية.استخدمت فيها  الشاعرة ببراعة واقتدار لغة رصينة جمعت بين الأصالة والحداثة..كما تجلت محاورها في التميز الأكاديمي،كتجسيد مكانة البروفيسور عبد الله البشير في جامعة جورج واشنطن،قيادته لمستشفى الأردن وتكريم فوربس،تأسيسه جامعة ابن سينا الطبية،تمثيله للأردن عالمياً،وبره وعلمه وصفاته القيادية..

وهنا أختم بالقول : قصيدة التهنئة بالنجاح هي أكثر من مجرد بطاقة تهنئة مُنمَّقة.إنها وثيقة عاطفية تُخلّد لحظة الانتصار الإنساني،وتُقدّر قيمة الجهد،وتُعيد شحذ الهمم للمستقبل.وهي تعكس رقياً في التعبير عن المشاعر،يحوّل الفرح الشخصي إلى مناسبة جمالية يتشاركها الجميع.

تحية للشاعرة الألمعية الأستاذة عزيزة بشير على هذه التحفة الأدبية الراقية،وتهانينا للبروفيسور عبدالله البشير على هذه الإنجازات المشرفة.


محمد المحسن


* ملحوظة :

أنجزنا بحثا مستفيضا بإستخدام-محرك غوغل- لمد القراء الكرام بنبذة عن السيرة الذاتية لهذا البروفسور المتميز أردنيا،فلسطينيا وعالميا..والذي يعد مفخرة للأكاديميين العرب في مجال الطب :

ولد الدكتور/ الأستاذ عبدالله البشير في العاصمة الأردنية سنة 1950،من أصل فلسطيني.

حاصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة العامة من جامعة القاهرة،في مصر.

التحق بكادر جامعة القاهرة التعليمي للجراحة العامة،وارتقى لمنصب الأستاذ المساعد حتى عام 1979. 

حاصل على عدة شهادات وزمالات طبية من عدة دول عربية وأجنبية.

ساهم في تأسيس جمعية الجراحين الأردنية، وبتنظيم شهادة الجراحة العامة والبورد الأردني.

ساهم عام 1996 في تأسيس مستشفى الأردن وهو صرح طبيٌ متقدم،يضم كافة التخصصات، وأسس برنامج زراعة الكبد في المستشفى ليصبح أول مستشفى خاص تتم فيه هذه العملية الكبرى .

وحاز الأستاذ الدكتور عبد الله على ثقة الملك عبد الله الثاني، ليصبح عضواً في مجلس الأعيان الأردني.

له مني باقة من التحايا وسلة ورد،ونفس التحية تساق إلى الشاعرة الفلسطينية المتميزة عربيا الأستاذة عزيزة بشير.



تكريمُ(فوربس)للبروفيسور الدكتور عبدالله البشير ما شاء الله !عزيزة بشير

 يعكسُ تكريمُ(فوربس)للبروفيسور الدكتور عبدالله البشير مدير مستشفى الأردن للمرّة الثانية ضمنَ القائمة العالميّة لقادة الرّعاية الصحّيّة ،وتجديدُ تعيينهِ 

أ ستاذاً للجراحة في جامعة جورج واشنطن ، وَتطويرُه برامجَ الجراحةِ والتعليمِ الطّبّيِ  رفيعِ المستوى بإنشائه جامعة(ابن سينا الطبِّيَّةِ) ، تقديراً عالميّاً لمكانة الأردنِ الطبِّيَّةِ وسُمْعَتِها في مجال الرّعاية الصحّيّة فهنيئاًلَها بِه ولَهُ بها

 ما شاء الله!


أدكتورُ فيكَ الوُجودُ يُباهي 

أيَابْنَ البشيرِ  وَسيدَ…….. .الرِّجالْ


 وإبنَ اليَامونِ  وَخَيْرِ الجُدودِ

وَإبنَ الكفاحِ وإبنَ …………النِّضالْ


أياقائدَ الرّكبِ، قُدْتَ الجِبالَ

صقلْتَ النّفوسَ، صنَعتَ.. المُحالْ


وقُدتَ   التّميُّزَ  أنّى ذهبتَ

وَصلْتَ الثّريّا ، صنعْتَ…… الرِّجالْ


صعَدْتَ بِأُردُنَ فَوْقَ النّجومِ 

وَقُدْتَ السّباقَ وكانَ ……..  النِّزالْ


بمستشفَى أردُنِ قُدْتَ الجُموعَ

وَقُدتَ التّخصُّصَ …….نحوَ الكمالْ


(وَفورْبِسْ) تُكَرِّمُ فيكَ الصُّمودَ

وفنَّ القيادةِ، طيبَ ………الخِصالْ 


وحُسْنَ الرّعايةِ في كلِّ حينٍ

لِفنَّ الجِراحةِ في كلِّ ………….حالْ

 

(وجورجُ وَشنطُنْ) تَعُدُّكَ صَرْحاً

لفنِّ الجراحةِ أنتَ…. ……….المِثالْ


فبِرُّكَ  غطّى  عَنانَ   السّماءِ

وعِلمُكَ خَطّى حُدودَ ……..السّؤالْ


جمعْتَ الجَهابِذَ في (إبنِ سينا).  وَصُغْتَ التميُّزَ  ………سهْلَ المَنالْ


بكلّيّةِ  طِبٍّ ، تفوقُ  الجميعَ

تُعيدُ ( ابنَ سينا)، …..   تُقِرُّ المُحالْ


وقائدُ  قمّةُ  بيْنَ  الجَمِيعِ

(وَأوْسَطُ )يشْهَدُ جِلَّ… …… الفِعالْ


حَماكَ  الإلهُ  تُعِدُّ  وَتَبْني

( عُبَيْدٌ) ، فَمِثلُكَ………فاقَ الخَيالْ! 

 

ما شاء الله !عزيزة بشير



الاثنين، 27 أكتوبر 2025

عِشْرِة أَنْدَال كلمات الشاعر أحمد شاهين

 عِشْرِة أَنْدَال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طَب لِيْه رَاح نِعْتِب وِنْعَاتِب

عَلَى صُحْبَه شِمَال

وِالعِشْرَه مَا تَمَرِت يُوْم فِيْهُم

عِشْرِة أَنْدَال


يَامَا قُولْنَا نَصَايِح لِقْلُوبْهُم

وِنَصَحْنَا خَيَال

الْجِسْم أَهُو رَاجِل قُدَّامْنَا

وِالعَقْل عِيَال


وِاحْنَا اللي صَبَرْنَا عَلَى أَذَاهُم

فِي الصَّبْر جِبَال

قُولْنَا الأَيَّام هَتْغَيَّرْهُم

غَيَّرُوا الايَّام


وِالطَّبْع الغَالِب آه بِيِغْلِب

وِالبِيْئَه كَمَان

عُمْرَك بِكَلاَمَك مَا تْغَيَّر

طَبْع الشَّيْطَان


لَو عُوزْت تِصَاحِب إِسْتَّنْضَف

صَاحِب لِرْجَال

فِي الشِّدَّه تِلاَقِي قُلُوْب أَنْضَف

مَلْيَانَه جَمَال


وِاوْعَاك مَعَ نَدْل هَتِتْعَاهِد

إِيْدُه هَتِتْشَال

وِبَلاَهَا تِحَاوِل يُوْم تَاخُد

فِي الصُّحْبَه شِمَال


طَب لِيْه رَاح نِعْتِب وِنْعَاتِب

عَلَى صُحْبَه شِمَال

وِالعِشْرَه مَا تَمَرِت يُوْم فِيْهُم

عِشْرِة أَنْدَال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمات الشاعر أحمد شاهين

------ مصر -- أسيوط ------



سحابة صيف بقلم الكاتبة يسري الزاير

 سحابة صيف

استعدوا فلربما نحن نعيش تحت وطأة البلادة، ونرزح في غياهب العزلة التي يبدو لي أنها ستكون في القريب العاجل انعزالاً.

ولا يخفى على أحد مدى قسوة العزلة التي رمتنا بها أزمة كورونا التي لولا فسحة الإنترنت لكانت أكثر شراسة وأعنف تأثيراً في الصحة النفسية والعقلية.

فماذا لو اختفى الإنترنت من حياتنا فجأة؟

لا شك ستحل الكارثة على الجميع، لكن بالخصوص للناس الذين يمثل لهم الإنترنت عصب الحياة، إذ كل وقتهم مرتبط بذاك المحمول بين أيديهم على مدار الساعة، لدرجة أنه يشاركهم الخلاء.

عندها ستكون العزلة سحابة صيف عابرة مقارنة مع الانعزال الذي سيخيم على الفرد الراهن حياته السوشل ميديا يتنفس عبرها. 

اليوم يكاد أن لا نعرف إنساناً لا تقوم حياته على الذكاء الاصطناعي، فقد غزت التقنية حياتنا، وسيطرت على جل وقتنا حتى أمسى البعض، أقول: البعض تخفيفاً من واقع يرزح العالم جملة وتفصيلاً تحته.....

وهو ما أشعره شخصياً غزو فكري تحت مسمى الذكاء الاصطناعي.

إذ من الملاحظ، ولا يخفى على أي عاقل سيطرة هذا الذكاء الاصطناعي على نطاق ليس بالهين من الناس محجماً لذكائهم الفطري، مهمشاً إياهم خطوة خطوة، حتى أمسوا محشورين كلياً داخل أجهزة محمولة بأيديهم.

فيا لسخرية العقل من العقلاء....

ويا، ويلتاه من سخرية الأقدار، حين تستفحل البلادة الإنسان، فيوكل حياته للمجهول يتلاعب بها بمسمى ذكاء اصطناعي.

ذاك الذكاء الذي بين وقت وآخر، بدون مقدمات يختفي من الوجود في أماكن متفرقة من العالم المزهو بحضارته وتقدمه المتصاعد دقيقة بدقيقة على عاتق التقنية التي لولا العقل البشري ما وجدت أصلاً.

فما أن يختفي الذكاء الاصطناعي، يصحو الناس على أجهزتهم قد أمست صماء منذرة بحلول الكارثة.

وأي كارثة التي ستحل علينا حينما يأتي الوقت الذي يمتد فيه انقطاع الإنترنت لأيام وأسابيع، وربما إلى الأبد؟!

 مهما يكن......

فانقطاع الإنترنت على الكثير من الناس ينذر بالسوء في أحسن الأحوال.

فهو يمثل الرئة التي يتنفس بها الكثيرون، حيث تقوم عليه أعمالهم وتواصلهم الاجتماعي، من ناحية أخرى إثبات وجودهم في هذا العالم الافتراضي الذي لامس الواقع الفعلي بالنسبة للبعض ممن سيطر عليهم حتى انعزلوا عن الواقع، وركنوا للعالم الافتراضي لدرجة أن ذابوا فيه.

فأي خسارة تلك التي سيتفاجأ بها ذاك الإنسان وأي غربة سيشعرها بعد اعتزاله عالم الواقع أعواما وأعوام ربما بعدد سنوات وعيه.

خصوصاً في المجتمعات التي تمثل فيها فئة الشباب أكثرية، أولئك الشباب الذين يمثل لهم الذكاء الاصطناعي العمود الفقري للحياة التقدمية، فمن التعليم إلى العمل وجميع أنواع التواصل والتفاعل تم عبر تقنية الاتصالات وهو نظام تقني من الوارد جداً أن يتعرض لخلل في أي وقت، فضلاً عن الأعمال التخريبة لاسيما إن لاحت في الأفق الحروب، حين يكون العالم على صفيح ساخن مع الجهة المتحكمة في تلك التقنية.

 عموماً.....

خلاصة القصد....

غاية الأسف أن نرهن حياتنا كأفراد في جهاز يتحكم به مجهول، ونتواصل من خلاله مع مجهولين، ونستقي منه الكثير من المنشورات والأطروحات المشكوك في مصداقيتها فضلاً عن حقيقة ناشريها.

من الجميل والرائع أن نواكب التقدم بما فيه الذكاء الاصطناعي، كما من السيء أن نزوى ذكاءنا الفطري، حتى نصاب بالبلادة وتعمينا السذاجة.....

فننسى أنه لولا الذكاء الفطري ما كان للذكاء الاصطناعي وجود، ولا تطور وتقدم العلم، وما ارتقى الإنسان للمعالي.

فليس مشكلة التقنية أن نصاب بالبلادة، إنما مشكلتنا أن نستصغر عقولنا، ونترك التيار يسحبنا إلى الضياع.

لا أحدثكم أعزائي من فراغ، شخصياً أنا من ضمن عشاق ثورة الاتصالات هذه، أكن لها جزيل الامتنان على الأصعدة كلهم في حياتي منذ البداية.

بها تواصلت مع أولادي طوال دراستهم في الخارج، كما كانت السبب المباشربانطلاقتي في دوحة الأدب.

عبر الإنترنت نشرت وتواصلت وتفاعلت وكونت لي نخبة من أصدقاء الكلمة وعشاق الخاطرة والإبداع.

غير أنني لم أهجر مدادي والورق، فأنا أعيش عشقي للكلمة ببدائية مطلقة ولولا ذلك لكانت التهمتني الحسرة على كل نص تلاشى مع اختفاء صفحة هنا وإغلاق موقع هناك.

ذلك ليس فقط لقناعتي أن كل ما هو على الإنترنت قابل للضياع والسرقة والاختفاء.....

بل لأنني أبقى على التواصل مع نفسي وأصدقائي الأبدين خيالي، مدادي والورق.

همستي لكم: أن استعدوا.

ابحثوا عن أنفسكم مع من تحبون وما تأنسون بعيداً عن المجهول في المحمول.

يسري الزاير