الخميس، 18 يوليو 2024

لغة الوصف في الشعر الملحون بقلم الأديب الشريف العوني

 لغة الوصف في الشعر الملحون

بسم الله الرحمن الرحيم

تندرج مداخلتما تحت عنوان : لغة الوصف في الشعر الملحون بين الفصحى والعامية

قبل ذلك لو سمحتم أفتح قوسين، لأقول أن هذا توع من الأدب يعرف في أيامنا هذه شيئا من الإغتراب، وإني بهذه المناسبة أهيب بأهل الأدب الجامعيين لتناول هذا النوع من الأدب غاية تقريبه إلى الجماهير وتسهيل فهمه وجعله في متناول القارئ متوسط المستوى، إذ في ذلك رجوع لأصالتنا وجذورنا، وبقدر ما تتفرع الفروع إلى الحداثة، بقدر ما يجب أن تتجذّر الجذور في العمق، ولا يمكن أن يكون لنا مستقبل بدون ماضي، ولا آفاق بدون أرضية، ولذا فإننا نرى أن التجديد والإبداع والخلق لا يمكن أن نفهم صفاتها الفنّية ان لم تكن مرتبطة بميزات السلف، آخذة منها الروح والعمق والأصالة، مبتكرة لها القوالب الجديدة المتماشية مع المصدر، وإلا فيتيه المُثقّف والمبدع والفنان،وتشتبك أمامه السبل ليسقط في التقليد الأعمى، ولا أسمي الأدب أدبا حتى يأخذ س خصوصيات مجتمعه وروح عصره، فاتحا الطريق تدريجيا وبدون قطيعة نحو الرؤى الجديدة والقوالب الحديثة، ولسنا نملي هنا رؤيانا للأدب، وإنما أردنا أن نركّز على ضرورة الرجوع لأدب غني طالما تجاهلناه. إذ سنتحدث عن الوصف في هذا الأدب، اسمحوا لنا أن نذكرأن أبواب هذا الأدب الشعبي لا يمكن أن تكون ولم تكن بالفعل هي نفسها أبواب الفصيح، فالمدح والوصف والرثاء إلى غير ذلك أبواب مستقلة في الفصيح، إلا أنها تختلف في الملحون، إذ لا نجد الوصف مستقلا بل يدخل ضمن أبواب أخرى، وإذا وصف الشاعر الشعبي حصانا، أو برقا، وهي التي نالت الجزء الأكبر من شعر الوصف، إذا نظرنا لها من زاوية تبويب قصائد الفصحى، أي إذا اتخذنا منظار تبويب الشعر الفصيح، فوصف الحصان وهو الكوت في الشعر الشعبي، سيتجاوزه الشاعرغالبا لوصف الفارس ومغامراته وصولاته، كما يمر لوصف تجهيز الحصان من سرج ولباد وصدرية وتكفال إلى آخره، ولا ننسى سبب السفرة بالحصان، إذ أنه يصبو للإلتحاق بقبيلة حبيبته، وكثيرا ما يصف الحبيبة بإطناب، وكي لا نطيل، فلنقل أن القصيد الشعبي عامة لا يكتفي بغرض واحد، بل يمر من غرض رئيسي لأغراض ثانوية لها التصاق بالغرض الأصلي، أما إذا وصف الشاعر الطبيغة، فعادة ما يصف المطر وما بعده من نتائج المطر، كالحرث والزرع والحصاد ليصل بنا لفصل الخريف حيث تقل حركة الفلاح وتكثر الأفراح والأعراس، وكل هذا نتاج المطر فسمي الغرض "سحاب" أو " برق" ، وللذكر لا الحصر نسرد أغلب الأبواب المعروفة والمتفق عليها، وهي الكوت في وصف الحصان، البرق أو السحاب في وصف المطر والطبيعة، ويندرج فيها غرض الضحضاح، النجع في وصف حياة النجعة أو القبيلة وترحالها ونمط حياتها، العكس وهي قصائد مليئة حكما ومواعظ وتحكي تقلّب الدهر ويندرج فيها محل الشاهد، الأخضر وهو الغزل ومعاناة العاشق واشواقه ومغامراته لوصال الحبيبة، المكفر وهو عبارة عن قصائد دينية وصوفية وتشويق لزيارة الكعبة، ثم الرباط أو الأحرش وهو عبارة عن فخر وألغاز يتبارى بها الشعراء، أما المدح والهجاء والرثاء، فهي أبواب مستقلة إلا أنها لا تكاد تُذكر نسبة للزخم الكبير في باقي الأغراض، ورغم غزارة ما نُظم في مدح الرئيس بورقيبه، فشخصيا لا أبوّبه في المدح لأنه شعر تملّق ذليل أولا، وثانيا لأن بنيته الفنّية والشعرية ضعيفة، وأخيرا باب الشعر الوطني، وهذا إنتاج غزير وصادق وأغلبه قيل وتونس تنزح تحت نير الإستعمار وجزء منه نُظم في فجر الإستقلال، وقبل ما أسميه ثقافيا وأدبيا بعصر الإنحلال.

وندخل الآن موضوعنا الأصلي لمداخلتنا، وهو شعر الوصف، ومن قال وصف قال أعطى صورة بالكلمات كافية للسامع بتصوّر الموصوف في مُخيّلته، ولذا وجبت الإحاطة بالموصوف بألفاظ دقيقة شافية كافية لتصوّر الموصوف عند السامع، كي يتبيّن كل خصوصيات الموصوف وميزاته، سواء كان الموصوف جمادا، كالطبيعة والجبل والبحر والصحراء، أو السيف أو آلة موسيقى إلخ، أو من الأنعام كالخيل والإبل والضباء وكلاب الصيد إلخ أو من البشر كالفاتنات من النساء والأبطال من الفرسان، فيُشترط في الوصف أن يكون دقيقا مُتكاملا شاملا، سامحا للسامع بتصوّر الموصوف في مخيّلته واضحا كما يُصوره رسّام بريشته، ومما نلاحظ في وصف النساء أن الأغلبية المطلقة لهذه القصائد لا تهتم بالناحية الخُلُقيّة، بل قلما عثرنا على بعض أوصاف متناثرة لا تكاد تُذكر، والوصف فنيا، أو على الأقل، في الوهلة الأولى، نقصد بالوصف وصف الجمال، وقلما قصدنا وصف القبح أو البؤس، مثلما أبدع الرصافي في وصف الأرملة المرضع، بل نتوق دائما لسماع وصف شيء جميل، ولذا اعتمدت اليوم الإستناد على قصيد ، غزلي مادح، فهو "ملزومة خضراء" بلغة الشعر الشعبي،

قلنا أن القصيد من نوع الملزومة، والملزومة في عجالة، ولتقريب هذا الأدب نقول أنه في موازينه، ينقسم إلى قسمين أصليين، يتفرع كل منهما إلى عدّة أقسام، القسم الأول هو القسيم، ويشبه في بنيته القصيد العربي الفصيح، وتتكون كل أبياته من صدر وعجز تتحد فيه قافية الصدور في قافية والأعجاز في قافية ثانية، أما الملزومة فما شابه الأغنية التونسية أي ما كان لها مطلع أو عنوان، يعود إليه الشاعر بعد كل بيت أوغصن أو عرف أو جريده، وبعد هذا التعريف المُبسّط، نمر إلى القصيدة التي سنحللها ونرى التصاقها بالعربية الفصحى، وسنقرأ القصيد مُجملا لنكوّن عنه فكرة ثم نمر لتحليله وهذا القصيد:

آه ريت خيال هنيّه وقت إن يظهر لاج

مركب في غريق البحريّه يقطّع في لمواج

مركب في غريق المزخوم رخفوا له الريّاس يعوم أنت غثيثك حدّر مقسوم

بسوالف وأخلاج جبينك قمره بين نجوم صنّت تحت الداج

اجْبينك برق الخفّاق  يلعج في لمْزان وتاق الحواجب ماذا ترقاق

كويتيني بأغناج منقار البرني شرياق خدودك ورد أمراج

خدودك وردات الياس في جنان عليهم عسّاس شفايف لكّيّه تسلاس

أما المضحك عاج والريق عسل ال في كاس  وفي النغمه تفراج

في النغمه تفراج وتحلى الريق عسل شهد النحله والرقبه عرجون النخله

بالذهب الوهاج أما زنودك بالات الجّهله يوم فتنه وأهراج

زنودك بالات حراب واصباعك بسرات رطاب عل صدرك تفاح ال طاب

زوز توامه انتاج الجوف خاوي ضامر يشحاب وريت حزامك راج

ريت حزامك بان يرفّع حلقه نقش يهودي يطبع زقلولك ديّانه يسمّع

شاش ليه الفرّاج محدّر بحجاباته مرصّع يسوى عشره نعاج

يسوى عشره نعاج كمال وال يدفعهم فيه حلال اخواتك عرصات الجُهّال

في شامخ لبراج وعضاها يظهر شعّال بحموره وهّاج

بحموره وهّاج يخفّق برق ال يلعج سيله يدفق خلخالك ديأنه ينقنق

طبال الحرّاج مرقت بالبلغه تترشّق نمشي باستدراج

مرقت تترشق بالفامه فازت ع المحفل بضخامه اللي حاز هنيّه قُدّامه

زاداته تُفراج اتقام سعده وتقدّوا أيامه  وما عادش يحتاج

اللي حاز هنميّه يتهنّى في حياته تمتّع بالجنّه كي طلعت في كساوي ورنّه

حفلت بالديباج خيال هنيه وقت ال صنّى بابور الحُجّاج

خيال هنيّه وقت ظهر لي ليوتنه ع العسكر متعلي شرق حبك في القلب سكن لي

وما حبّش يتفاج نحس ريقي صابون مغُلي نتطعّم في احداج

نتطعم في الحنظل عاقد ناري في الكبده تتواقد سامورك في قلبي شادد

وصهدني بأوهاج ياهنيّه نا زولك فاقد ضاع عقلي لوّاج

ضاع معاه الغقل همل  ولا حب يولي بالكل سمعنا في تاريخ قبل

عبله وغيده انتاج لا يجوشي لهنيه مثل ولا يجوها دوّاج

عبله وغيده متضادّين لا يضدّوا هنيّه في الزين زيدعلياء بنت سلاطين

لبّاسين التاج هنيّه فاتتهن بالزين وخلتهم ضجّاج

خلّتهم ضجّاج كماله علي الكيلو يرتب في أقواله بحره بالهيله يتكالى

بالموجه لهواج صلوا عل صاحب الرساله الأنور مولى التاج.

لقد استمعنا إلى القصيد، ونأخذه الآن بيتا بيتا ونفسره ونحلله لنتبيّن معاني الكلمات التي قد تبدو لأول وهلة هجينة أو غريبة لم تألفها الأذن وسنرى معا قربها أو بعدها من لغتنا العربية الفصحى، ففي مطلع القصيد كل الكلمات مألوفة مفهومة ماعدا كلمة لاج.

لاج من لجّ أي عاند وتمادى في العناد، فهو هنا عنيد، واستعمال خيال ليس بمعنى الظل ولا بمعنى الطيف، بل بمعنى القد والقوام، فإذا قدها وجسمها وبدنها لاج وعاند ومرّ من أمامه رغم ضغوط أهلها، الذين تعوّدوا حجب الفتاة، فهنيّه تعاند وتطهر للأنظار معاندة مُتحدّية صارخة مُطالبة بحرّيتها ثائرة على الأوضاع السائدة.

في البيت الأول نجد غريق المزخوم،وفيه المركب الذي أرخى له الرياس ليعوم، وفهمنا أن المزخوم هو البحر، ولنرى الكلمة في القاموس.

المزخوم أصلها من سخم وغالبا ما تُقلب السين زايا لسهولة النطق، والسخم نجدها بمعنى الغضب والسواد، وهما صفتان دلتا على موصوف ألا وهو البحر.

أما الكلمة الموالية فهي غثيث: غثّت الشاة أي عجفت وهزلت، ولد غثيث أي مهزول ضعيف، والمقصود هنا بهذه الأوصاف هو الشعرالناعم الجيّد الرقيق.

وكثيرا ما دلّ العرب بوصف على موصوف، فنقول جاء الشجاع، أو صادفت الكريم، بدون أن نقول رجلا شجاعا أو كريما، ونقول اشتريت مُحجّلا، أي حصانا محجّلا، ونتغنّى فنقول سباني غصن بان، أي سباني قد مثل غصن البان، وكل صفة من هذه الصفات دلت على موصوفها، ولهذا وصف الشاعر الشعر بالغثيث والكلمة معروفة عند البدو.

بسولف وأخلاج : خلج: تحرّك واضطرب وتمايل، وكلها صفات للشعر الناعم عندما تهزه الريح

السالف: نحن نعرف معناها وهي فصيحة وأصلها سالفة بالتأنيث وتعنيحة العنق عند معلق القرط.

الداج: من دجى الليل والدجة هي شمة والداج هنا هي اسم فاعل من دجى أما البيت الثاني هه لوصف الجبين ويشبهه ببرق خفق ولعج في المزن والكلمات كلها مألوفة إذ أن لعج معناه خلج وأخلج النار

الأمزان ج مزن وهو السحاب وخاصة ذو الماء منه

تاق: إلى الشيء، ومنها ظهر على غفلة

أغناج: الغنج هو دخان الشحم ليسودّ الوشام، وهنا يريد سواد العينين، الغنج: الدلال وملاحة العينين

شرياق: صغة مبالغة، كثير الشرق، شرق الجرح بالدم أي امتلأ، وشرقت عينيه احمرت، شرق الولد: غصّ، فهو يصف الطير بأنه ممتلئ دما أي كثير الصيد

صدقني أخي السامع أني لم أتخيّل في بادئ الأمر أنني في تفسير البيت الموالي اندهشت، فكلمة لُكيّة حسبتها هراء، وكم كانت دهشتي كبيرة حين وجدت أن لكيّة هي صفة اللك، وهو صبغ أحمرتصبغ به الجلود ويستخرج من نبتة اللك، ويتخذون منه صمغا ( للمضغ) لإعطاء حمرة للشفاه

تسلاس: السلس

أما المضحك فلا تحتاج لتفسير كالمبسم وأجلب الإنتباه لقوة الصورة في تشبيه الأسنان بالعاج وحلاوة الريق بالعسل المصفى والصوت بنغمة تُفرج الهم عن النفس، ويمر الشاعر مؤكدا أوصافه وموصوفاته فلا ينسى الرقبة والزندين، فيشبه الرقبة بعرجون نخلة، وبسره أو تمره كالذهب الوقّاد، الوهّاج، أما الزندان فيشبههما ببالات حرب المصقولة لشدة لمعانهما، أما الوهاج فيعني المتّقد

بالات من الفرنسيّة: Pelle  وهي مثل الرفش لكنه رفش يُستعمل في الحرب مثل السيف

اهراج: الفتنة والقتل، وليس المعنى المتداول أي الضجيج

في هذا البيت كل الألفاظ سهلة وسنفسر منها الرطب  فأرطاب ج رطب قبل أن يصير تمرا،ونلاحظ التشإبه إذ أن البدو وخاصة أهل الجنوب يعرفون أكثر استعمال الشاعر كلمة الرطب لتناسب الشبه،

أما فعل راج فنطلقها في العامية على سكران يتمايل رأسه يروج، أما في الفصحى نقول راجت الريح أي اختلطت ولا يُدرى من أين تجيء

ضامر وشاحب نفس الشيء، بمعنى الشحوب والهزول

زقلولك، تغيرت السين زايا لسهولة النطق، الإسقالة والسقالة: ما يربطه المهندسون من اخشاب وحبال ليتوصلوا به للمحال المرتفعة

ديّانه دي أي دويه

شاش: من شوّش، الشواش أي الإختلاط  والإضطراب، فالمتفرج فيه يضطرب

مرصّع: كلمة فصيحة، أي نُظمت فيه الجواهر

شامخ لبراج: البناية العالية في المرتفع، ويذكرنا هذا ببناءات المعابد

ينقنق: مدد وترجيع، والضفدع ينقنق، وكم هو شبيه بخلخالها في مشيتها

إخواني، من منا لم يسمع الدلاّل وهو يبيع شيئا ما، وينادي "حاراج" أوذلك الوسيط في المحطة وهو ينادي "بلاصه تونس حاراج"، وقد نستغرب حين نسمع هذه الكلمة ونخالها لا تمت للعربية بصلة، ولكنها عربية مائة بالمائة وتعني كما نصّ القاموس وقوف البضاعة عند ثمن لا مزيد عليه، والطبل يدق آذانا بآخر لحظات الرحيل، ولعلها مشتقة من الحرج

تترشّق: تمشي برشاقة، حسنة القد لطيفته

استدراج: تدرّج أي تقدم شيئا فشيئا

الفامة من الفرنسية Fameux أي فخم، أو شهيرأو مشهور

أما في هذا البيت، اللي حاز هنيّه يتهنى، فنلاحظ الجناس والمبالغه

الديباج: الثوب الذي سداه ولحمته ( الطعمه ) حرير

صنى من صان نفسه أي وقى نفسه من الشر، والمقصود وقف شامخا معتدا بنفسه

أما البيت التالي فنأخذ منه هذه الألفاظ: شرق: بريقه غصّ وشرق بقلبي أي شرق بالقلب وغاص وملأه

يتفاج: من فجأ انفرج، والفجّة والفجوة الفرجة بين جبلين، والمقصود تفاجى الشي وخاصة المطر أي أعطى انفراجا

أحداج: ج حدج وهو الحنظل الفج الصلب

أنتاج: نتاج (عبله وغيده) نتاج متعادلتان

الدواج: ج الداج والصحيح الداجون وداجة من دجّ ويطلق على الخدم والحمالين لأنهم يدجّون على الأرض أي يدُبون ويسعون

متضادين: ضدّه أي نده ومساويه

ضُجّاج: ضاجّون، وضجّ : صاح وجلب لفزعه من شيء أخافه وهنا ضجت النسوة وتقلقت غيرة وحسدا

يتكالى: يتماشى ببطء وتعب، كلّ، كلاّ وكلولا، تعب

لهواج: لهوج الشيء خلّطه، لم يُحكمه ولم يُبرمه، لهوج اللحم: لم يُتم طبخه، فهوملهوج

أما الآن فنمر إلى مقارنة بعض التشابيه الوصفيّة بعدما فسّرنا الفاض القصيد المدحي، وسنتبيّنُ تطابقا تامّا في هذه الأمثلة ولن أتعمّق في ذلك، إذ أنه مجال فسيح جدا، وقد ينظر في ذلك من هو أقدر مني وأوسع دراية بالشعر الشعبي والفصيح،  ولأقارن إذا هذه الصور التي أخذتها من الشعر الشعبي ومن الفصيح مع اني لا ادعي ان هذا يذوب في ذاك ولا يمكن لأحد الأدبين أن يحتوي الآخر ولا أومن بالتطابق الكامل بل العكس هو الصحيح، أي أن الإختلاف أو أوجه الإختلاف أكثر من أوجه التطابق، ويمكن للباحث في الآداب العالمية أن يعثر على تطابق في القوالب أو المفاهيم الوصفيّة أو الجمالية أو التشبيهية مع ما عبّر عنه أدباؤنا في العربية، يجدون تطابقا في الروسية أو الإسبانية أو الإنقليزية أو الصينيّة مثلا ويجدون أنماطا متشابهه، ومن هذا الباب وهذا المفهوم نجد تطابقا لا يُستهان به بين الأدب الشعبي والفصيح العربي، إذ أنه نابع من قريحة أناس يعيشون نفس الحضارة وفي نفس الأسلوب تجمعهم العقائد والديانة والتاريخ، فيكون التصور الأدبي متأثرا كل التأثر بهذا التشابه الحياتي، فأناس يعيشون حياتهم بنفس الأسلوب تقريبا، سيكون لهم حتما نفس المفاهيم تقريبا ويبقى الفرق محدودا في ما ورثه المثقف من الدواوين المخطوطة وما ورثه الأمي الشعبي بالرواية، وكما ترون الموضوع يطول شرحه والتفاصيل متشعبة، لكننا أردنا بصيصا يكون مدخلا لمقاربة هذه المقتطفات التي سنوردها:

يقول المرحوم علي الكيلو في وصف جوف المرأة:

جوفك خاوي شاحب سابح ( الذي يدحو بيديه) عابر ف أول قراح، فشبّهه بجوف حصان فقال سابح أي حصان، فقال عابر،، وفي أول قراح وأول شدته وقرح الحصان أي شق نابه وطلع،

ويقول عنترة في المعلقة: إذ لا أزال على رحالة سابح نهد تعاوره الكماة مكلم

وفي قصيد يصف فيها علي الكيلو ويلات الحرب، يقول:

القنابل تهبط م الجو غرغاز مقطع مليان

شبّه الشاعر كما نرى القنبلة في سقوطها الحر ( chute libre )بدلو ملآن تقطع حبله فرجع إلى أسفل البئر، والبدو يعرفون بدقة خطورة عملية نزول الدلو فارغا وهو مشدود بالحبل، ففي نزوله يأخذ معه أي شيء يعترضه إذا لم نفرمله من حين لآخر، فما بالك بهبوط دلو ملآن وبدون حبل، ونفس هذه الصورة نجدها كذلك عند عنترة: يدعون عنتره والرماح كأنها  أشطان (حبال) بئر في لبان ( صدر) الأدهم

وكما بيّنّا نرى دائما دلالة الوصف على الموصوف

نرى نفس تسمية الإبل بصفة اعوجاج الساقين لدى شاعرنا إذ يقول الحصان شارب حليب عوجة الساق (أي الناقة) مكروم لاهوش مشتاق، وعند طرفة ابن العبد:

يوم تبدي البيض (النساء الحرائر) عن أسوقها وتلف الخيل أعواج النعم

وفي وصف جميل الشعر وبريق الأسنان وطيب رائحة الفم، رأينا في القصيد الذي فسرناه: شفايف لكّيه تسلاس أما المضحك عاج والريق عسل ال في كاس وفي النغمه تفراج

وفي قسيم آخر يقول شاعرنا المرحوم علي الكيلو:

خدودها يافارس الورد كيف فتّح  والشفه يافارس سلتات في ايد اجواد

انيابها يا فارس تبرور والا انضح وريقها يافارس هو والعسل اضداد

وفي قصيد آخر يقول واصفا المضحك: فضه مرحيه وشفايف حمراء لكّيه نفسك عطريه ريقك للمجروح ضميده الرقبه علجيّه ينجيها من عين حسيده

ومن هذا الكثير

ويقول عنتره في وصف الثغر:

إذ تستبيك بذي غروب (خدود) واضح عذب مقبله لذيذ المطعم

وكان فارة تاجر بقسيمة سبقت إليك عوارضها من الفم

او روضة انفا تضمن نبتها  غيثَ قليل الدمن ليس بمعلم

ويقول علي الكيلو دائما في الكوت:

وقف الولد نادى على شوشانـه بالصّوت نادى لغط يا مسعــود

حين ان سمع بالحرس جاب حصانه قوي قادر صهيله دريز رعـود

والبحتري يقول مشبها صهيل الفرس: وكأن صهلته إذا استعلى بها رعد يقعقع في ازدحام غمامه

في هذه الأبيات خاصة، رأينا أن الأوصاف هي نفسها، والمقاييس تطابقت تماما

إخواني الكرام لا أريد أن أطيل وهذا مجال بحث فسيح ولو أردنا انتقاء الدواوين، لعثرنا كما بيّنا على تشابيه وأوصاف تكاد تكون هي نفسها، إلا أني لم أبتغِ أكثر من أمثلة لذلك، وأملي من هذا المجهود المتواضع لم يكن لا حبّا في الشعر، ولا وضع مبادئ أو مذاهب جديدة، ومن أنا حتى أقوم بذلك، وإنما أردت أن أكون قدّمتُ محاولة متواضعة أرد بها شيئا من الإعتبار لهذا الأدب الأصيل وأعيد له شيئا من مكانته وأنفض عليه بعض الغبار لتظهر الحقيقة، علها تحدّ من اتهامات بعض من لا يعترف بمصداقية هذا الأدب وشرعيته، وعلني أوفقُ في جلب بعض الأنصار الجدد أو أشجع من لا يزالون مترددين لياخذوا مواقفهم إلى جانب هذا الأدب بدون أن يخشوا على أنفسهم التهم الزائفة، فيشجعوا ويدحضوا معي تلك التهم الواهية، فيردوا لهذا الأدب مكانته.

الشريف العوني



حادثات الدّهر.. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 حادثات الدّهر..


حادثاتُ الدّهر طوفان أتاني 

وضبابٌ لفّ دربي واعتراني


عمّتِ  البهجة إِذْ  حلّ  ربيعٌ

كان وهمًا من أكاذبب الأماني 


كان لي بالأمس أوطانٌ وأهلٌ 

كيف غابوا في متاهات الزّمانِ


إنّ  للغدر  أيادي  فرّقتهم 

بعثرتهم في شطوطٍ ومواني 


والرّدى قدّامهم حينا وحينا

خلفهم والهول في كلّ مكانِ


ودياجٍ خلت لمع الشّهبِ فيها

دمع ليل قد بكاهم وبكاني


فتنة والحرب إذْ دارت رحاها 

جرّعت قومي كؤوسًا من هوانِ


يا زمانا كثرت فيه المآسي

أترع الكأس دموعا وسقاني


أسفي مجدُ جُدودي ضاع منّا 

كضياع السّيف في كفّ الجبان


مجد قومي قَدْ طواه ليل دهرٍ

ليته لمّا طواه قَدْ طواني  


وأقمنا العمر في صحراء قفرٍ

وعلى البعد سرابٌ من أماني 


يا زمانا كان لي فيه رفاق

وأراهم حسدوا اليوم مكاني 


كم صديقٍ رفعتي قد بهرته

أظلمت عيناه غَيْظًا فرماني


في فؤادي فيض أنوارٍ وسحرٍ 

من مدامٍ يملأ الحبّ دناني


كم سقاني في كؤوس من أثيرٍ

خمرة الحبّ كذوب الأرجوان 


وخيالي أسْرجُ الحرف إليه

فإذا الكون لحون وأغاني 


وشموس تسكبُ النّور رذاذًا

وربيع من زهور البيلسانِ


أسكب الحرف على السّطرِ قوافي

مثل عقدٍ من عقيقٍ وجمانِ


              بقلمي / رفا الأشعل 

              على تفعيلات الرمل

سأدقُ أبواب السبيل بقلم الأديب قاسم عبدالعزيز الدوسري

 سأدقُ   أبواب السبيل  لعلني

ألقى صدى حول الجدار يحومُ


وكنتُ أُمَنّي النفس ألمحُ وجهك

فأرى خيالك ينهضُ ويقومُ


أصبحتُ عصفوراً بروضك واقفاً

عيني على ذاك السبيل ترومُ


لو تقترب مني فأسرقُ نظرة

فيها من الشيء الجميل علومُ


خصمان عند الماء كان شجارهم

وعلى السبيل مخاصم وخصيم


أبصرت فيه جمال كونٍ باسم

قلب رؤوف بطبعه...ورحيم


قاسم عبدالعزيز الدوسري



فائدة لغويّة بقلم الشاعر محمد جعيجع

 فائدة لغويّة : 

................................ 

إِلى الوادي أَنا وَأَبي خَرَجنا ... 

بِلَيلٍ وَالفُؤادُ يَخافُ جِنَّة 

أَحَسَّ أَبي بِخَوفي قائِلًا اِق ... 

رَإِ الآياتِ فالقُرآنُ جُنَّة 

وَلا يُؤذيكَ مَخلوقٌ بِشَيءٍ ... 

لِذِكرِ اللهِ فائِدَةٌ وَجَنَّة 

................................ 

جِنَّة : طائفة من الجِنِّ 

جُنَّة : كلّ ما وقى من خطر 

جَنَّة : دار النعيم في الآخرة 

................................ 

محمد جعيجع من الجزائر- 2024/07/16



بحر الوعود بقلم الكاتبة زينب عياري / تونس

 * بحر الوعود *.        (  خربشات مسائية )

بعد أن إشتبكت كفانا

وتعانقت أصابعنا الوعود

واحتضنا صدورنا ملؤها الصفاء 

يغمرها الوفاء 

يلتحفها  النقاء ........

وعدنا بعضنا نرتجي اللقاء ..

لكنك غادرت ولم تعد لك اي ذكرى 

رحلت وسقطت أقنعتك التي 

كنت بها تتزين وتتباهى 

توهمني انك فارس احلامي 

وانك روحي وأعز ايامي ..

إرحل أيها المتناثر من اغصان خيالي 

لم تعد اوراقي تخضر لفصولك اليابسة 

لم يعد لي ربيع ينتظر أمطارك 

ولا مزهرية تفوح بأزهارك 

ولا فناجيننا أسكب فيها 

القهوة التي كنت أشهاها ...

وعلى شفهانا كان شذاها ...

كانت لقاءاتنا على ضفاف الاماني 

نعيم من وحي الخيال 

وأرواحنا ترفرف 

أجنحة محلقة في سماء الهيام ...*****************

خطانا كانت كدقات الفؤاد 

تهز صدري الذي لا يقاوم 

تهرب بي الى فضاء لا متناه

لا استوعب هذا العشق 

اخذ فكري بكل الوعود ناداني 

وفي بحر الشجون رماني 

وفي دهاليز الظلام ألقاني 

وعودك الزائفة انهارت 

ككثبان الرمال طارت 

تحولت وغيرت الاتجاه 

أمواجك التي كانت تغريني 

تأخذني بين طيات مياهك 

تجرعني مرارة البحر الهائج

ارتشفه ملح في قاع اقداحك ......!!!

أين ذاك الكأس الذي كنتَ

تفيض فيه سكرا وغليانا

كان عسل كلامك يقطر 

مصفى على قلبي ولساني 

وكنتُ أحفن السعادة بكل الالوان 

كل الاماكن التي كنا فيها 

كانت روض من جنان 

ومفارش من حرير ووسائد 

تحتوي قصائد وأشعارا 

وعطورا ليست ككل العطور 

وقبلات كانت بكل مقاييس الغرام

حرارتها تفوق كل الارقام 

كطيور تحاكي حبها عند كل لقاء 

وليلنا القصير تركض ساعاته 

ونجومه تزداد لمعان 

يطرح القمر ألف سؤال وسؤال 

يدور ظله بنا ثم ينام  بين خدينا ....

على شرفات الفجر نستقبل 

تفتح الياسمين على كل الأشكال .....

إرحل ماعاد لي في القلب ما اتنمتاه 

خذ وعودك وانساني 

واعلم انك تركت في القلب 

حروبا وغزوات 

وفي الروح حرائق ودخان 

يصعب إخماد نيرانها ................................

 بقلمي زينب عياري / تونس 



سأبقى على أصلي بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 سأبقى على أصلي


سأبقى على أصلي

و إن تاهت الأصول

و أشهر سيفي

و إن حصل الأفول 


سأتشبث بهويتي

و إن أغمضوا عيني

و شلوا رجلي

و كتموا صوتي

و صموا أذني

بنفاق أعداء قومي

للتطبيع مع  تخطيطهم الجهنمي


سأجوب وطني بالعرض والطول 

و أدعو بني قومي للامتثال و المثول

لمبادئ الحق الذي يعلو و يطول

و إن غيب سنوات يزول


اللهم أرنا الحق حقا 

وارزقنا اتباعه يا قيوم 

و الباطل باطلا 

و ارزقنا اجتنابه حتى نكون

جديرين برضاك و جوار الرسول 

عليه وعلى آله وصحبه صلاة تدوم

إلى يوم الدين يا شكور 


رفيقة بن زينب   ***  تونس الخضراء


خريف الوداع بقلم د. حسن الشوان

 ............. خريف الوداع .........


سيظل القلم يكتب عنك حتي الممات

ستظل صورتك في قلبي شعاع

والروح تتهافت على نسيم الروحانيات

والهيام ينمو فى إشتياق المتاع

سيظل صوتك في سمعي نبض ودقات

ستظل معي نبراس حتي الوداع

واسمك فى قلبى ينبض نبضات  

وبتسرى فى أنسجتى حتى النخاع

ظلك الظليل يحميني فى الخطوات

مجاديفك دليلى فى نصب الشراع

طيورك تلاحقنى  فى كل الأبجديات

حروف وأزهار وطيف بكل الأنواع

وخوف وأشجار تشعر بدموع الاهات

عندما يأتي الربيع فى خريف الوداع

وينسحب القلم من تدوين الكلمات 

وتتبحتر الحروف من انين الأوجاع 

ويجري عمرى منى بدون محطات

كأن عايش عمرى فى خناق وصراع


...........................................

..........د. حسن الشوان .......



عطفة بقلم الأديبة حبيبة المحرزي على كلمات الأديبة أحلام بن حورية .

 عطفة على كلمات اعجبتني للصديقة أحلام بن حورية . 

الصورة أخذت أثناء نعرض الفنان التشكيلي Sami Sahli ذات معرض بالبلمريوم.


إليكَ

 أسافرُ مرّتين

وبين الخطوةِ والخطوهْ

أهتِفُ بٱسمكَ دهرًا

أملّط بمِسيَعَتِي وجهَ وقتكَ الضائع

 أرصُف أجنحتي بمِشتَاتِك

لكنّ سماءَك ضاهِلَةٌ

وأرْضَكَ قحلةٌ وَهْدَهْ

فأركبُ توّا مِسْفَرَتِي 

وأعود لمَوْمَاتِي 

عطشَى

لعلّي أكمِلُ الخطوهْ


............ أحلام بن حورية

.........

قد أعود 

حين ترتجف الكلمات

يساومها  بياض الاوراق 

تخشى الحبس والإيقاف 

توثّق الوجع 

وبين الحنين والحنين 

أنين

 وصرخة خرساء 

تؤبّن الرّحيل 

ترصّف الشّكوى 

والزّمن الآتي

على غيمات 

نبذتها 

سماء قاحلة

تذرف حكايات العطش 

والغياب

أصرخ من حنين 

لعلًي أرحل 

من جديد 

دون وعد 

توثّقه النّجوم.


.......حبيبة المحرزي 

           تونش



الأربعاء، 17 يوليو 2024

اتفاصـيل عـمري كلمات الشاعر محمد القاسمي

 اتفاصـيل عـمري عاتيـة كالرّيح.......

والاصل عندي مليح....

في وين وقـتي يميـح انا انميح.....


في دنيتي وحياتي

متواترة و متـقْــلبات  اوقـــــاتي

ساعـــات  تبــدي ثابـتة خـطواتي

وساعات من عثرة صغيرة انطيح.....

و ساعات ضايـع كـــاثرة  غلــطاتي

وساعات نمشى في طريقْ صحيح...

وساعات نسهى  اتــخونّي كلــماتي

وساعات قْولي انرتبــه و فــصيح.....

وساعات ضدّي الرّيح ساعة اتواتي

وساعات عندي المال مرّة اِنشيح...

و ساعات تــبدى  اِمعـدلة نبضاتي

وساعات قْلبي بوجعته و جريح....

محمد القاسمي۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔



((بـــــــــنــــــــي الإســـــــــــــــــلام)) بقلم الشاعر عــــبـــدالـــمـــلـــك الـــــعـــــبَّـــــادي.

 ((بـــــــــنــــــــي      الإســـــــــــــــــلام))


إلامَ  الـــواقــفــونَ  عــــلـــى  الـــحِــيَــادِ

وغـــــزّةُ  تـسـتـغـيـثُ  بــهــم.. تُــنــادي؟


ألــيــسَ  الأمــــرُ  يــــا  هــــذا انـبـطـاحًـا

وَجُــبــنًـا  فـــــي  مُــواجَـهـةِ الأعــــادي؟


لأنَّ  دمــــاءَهــــم  هــــانـــت  عــلــيــكـم

لـــهــذا..  (لــــن  تــقــومَ  لــكــم أيــــادي


فَــشِـلـتُـمْ  فـــــي  مــنـاصـرةٍ..  جَـبُـنـتُـمْ

وأصـــبــحــتــم   هــــبَــــاءً  كـــالـــرَّمــاد


جـــيــوشُ  الـمـسـلـمينَ  أشــــدُ  ضــعـفًـا

ولا  تـــقــوى  عــلــى  خــــوضِ الــجِـهَـاد


أمــيــرُ  الـمـؤمـنـينَ  مــتــى؟  أجــبـنـي؟

تــــــذودُ   عــــــن  الــرَّعــيَّـةِ  والـــبَــلاد؟


ألــيـسَ  الــقـدسُ  فـــي الإســـلامِ أولــى

بـــــأن  يــمـضـي  الــــولاةُ بــكــلِ وادي؟


ألـــيــسَ  الــحــكـمُ  أمـــــرًا  واقـــتــدارًا

وتــطــهـيـرَ  الـــبــلادِ  مِـــــنْ  الــفَــسَـاد؟


ألــــــم  تــســمــعْ  نـــــداءاتِ  الــثـكـالـى

وصــــــوتَ  الأُمِ  فـــــي أرضِ الــمِــهَـاد؟


ألــــم  تــسـمـعْ  بــطـفـلٍ  مــــاتَ جُــوعًـا

وأشـــــلاءٍ  تـــرامــت  فــــي  الــبــوادي؟


ألا  تـــبّــت  يــــــدٌ  سَــمِــعـت وغـــابَــت

ولــــــم   تــلــحــق  بــقــافـلـةِ  الــجِــيَـاد


ألا  تـــبّـــت  يـــــــدٌ  نــطــقــت بـــســوءٍ

بـــحـــقِّ  الـقـابـضـيـن  عـــلــى  الـــزِّنــاد


لــــحـــا   الـــلّـــهُ  الأمـــيـــرَ  وكــاتــبـيـهِ

ومَــــنْ  ســــاروا  عــلــى  نــهـجِ الـحِـيَـاد


أســــاؤوا  يــــومَ  أن صــمـتـوا وغــابــوا

ونــامــوا  فـــي  الـوثـيـرِ عــلـى الــوِسَـاد


بــنــي  الإســــلامِ  لــيــسَ  لــنــا  خِــيَــارٌ

ســــوى  الإصــــرارِ  فـــي  نــيـلِ الــمُـراد


وتــطـبـيـقِ  الــكــتـابِ  بـــكــلِ  حـــــرفٍ

وإعــــــلانِ   الــجــهــادِ  بـــكــلِ  نـــــادي


خــنــوعُ  الــعُــربِ  يُـفـقِـدُنـي  صــوابــي

ويَـسـلُـبُـني  الــكــرى..  يُـبـقِـي  سُــهَـادي


وغـــــاراتُ  الــكــيَـانِ  تُــثِــيـرُ  خــوفــي

وَتُــورِثُـنـي  الأســــى..  تُــدمِـي فـــؤادي


أنــيـنُ  الـطّـفـلِ  فـــي  خــلـدي سَـيَـبْـقَى

يُــلاحِـقُـنِـي  ويــصــدعُ  فــــي مِــــدَادِي


فـــــلا  نـــامــت  جــفـونـي  أو تــــراءت

إذا  لـــــم  أنــتــقِــم  مِـــــنْ كــــلِ عــــاد


ولا  نــطــقـت  شِــفَــاهِـي  بــنــتَ فــكــرٍ

إذا  لــــــم  أرتـــــــدِ  ثــــــوبَ الـــسَّــواد


أأبـــخـــلُ  عــنــهُــمُ؟  حـــاشــا  وكـــــلا!

وهـــــم  أهـــلــي  وصــارِمُــهُـمْ  زِنَــــادِي


سَـــأفـــدِيــهــمْ  بـــــروحــــي  إن  أرادوا

وأســــنِــــدُهُـــمْ   بــــديــــنـــاري  وزادي


عــــبـــدالـــمـــلـــك      الـــــعـــــبَّـــــادي.


بحر الشعر دخلت غريقه بقلم الشاعرة فاطمة الاحمدي

 بحر الشعر دخلت غريقه 

وما خفتش الامواج 

ولا خفت مهاميد صعيبه

ولا الوقت إذا اعواج

المعنى من الأبعاد انصيده

وسلاحي رجاج

ومخازن تسوى كتيبه

وجنودي ل تهب افواج

وكلماتي بالمعنى خصيبه

وحرفي ما يحب اعوجاج

كتبت على امي لحبيبه

هي الجنة ومفتاح الباب ....

فراقك يا حنينه مانطيقه 

على راسك وضعين التاج

كتبت على تونس لعزيزة 

وع الايام وع الاصحاب 

وع الحقي كيفاش نجيبه 

وبايدي نتصفح لكتاب 

وكلامي مازلت نعيده 

لا نعرف غل ولا احقاد

كتبت على الأرض السليبه

القدس وسوريا وبغداد

كتبت على الفارس واعتيده 

وحصانه الشراد 

وسلاحه مشهور في ايده

ع الدير يحوم نشاد

كتبت على ايامات الهيبه

وع جدي وسط الميعاد

كتبت على سمح التسهيده 

ع الخيمه وعلى الاوتاد

كتبت على الصحراء لبعيده

وع الزرقه وعلى ملاق 

كتبت على ايامات سعيده 

وليلي إذا دكن واسواد

كتبت على الدنيا لعجيبه

وقت ل يدور الدولاب

وين الحر يزيد لهيبة

ساموري يشعل وقاد

مانخلفش ورايا العيبه

من كلماتي خوذ ارشاد

نزير بالقول وصنديده

وتعرفني العباد

شاد خبري في أوطان بعيده

تجاوز لحدود ولبلاد

كتبنا ودفعنا الضريبه

ومن الغالي دفعناه حساب 

ليامات تدور عجيبه

والدهر يعلم رداد

لاني معلم في القصيده

ولاني عنتر بن شداد

فاطمة الاحمدي

28مارس 2021



الفِلِسْطِينِيُّ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 الفِلِسْطِينِيُّ .

***سيّدة أُورُوبّيّة تَطْلُب مُرَاقَصَةَ فلسطينيّ***

لَا تَــطْـلُبِــيـنِــيَ لِلْـمَـيْـدَانِ... سَيِّـدَتِي...

فَالرَّقْصُ لَيْس عَلَى الإِطْلَاقِ مِنْ شِيَمِي

أَنَــا جَـرِيـــحٌ... وقَــلْـبِي نَــازِفٌ أَلَـــمًـا

فَكَيْـفَ يَرْقُصُ مَنْكُوبٌ عَلَى النَّـغَـمِ؟

هَـوِيَّـتِـي، طَمَـسَ الأَعْـدَاءُ صِيغَـتَـهَا

والـبَيْـتُ هُـدِّمَ والآمَـالُ فِي سَـقَـمِ

والفَرَحُ اغْتَـالَهُ "صُهْيُونُ" مِنْ أَمَدٍ

لَمْ يَبْـقَ لِي فَرَحٌ فِي مَوْكِبِ الـعَدَمِ

لَا وَطَنٌ يَحْتَمِـي فِي أَرْضِهِ جَسَدِي

لَـمَّـا أَمُـوتُ ولَا رِيـحٌ مِنَ الـنِّـعَـمِ.

أَنَـا الطَّرِيدُ، إِذَا مَا رُمْـتُ مَنْـزِلَـةً

يَـذْبَـحُنِـي إِخْوةٌ ويَـلْعَـقُـونَ دَمِـي

أَنَا المُعَـانَاةُ، هَا شُؤْمِي يُـطَارِدُنِي

فَكُـلُّ مَاءِ قَـرَاحٍ، مَـالِـحٌ بِـفَـمِي

وكُلُّ غَيْـمٍ، وُعُـودُ الكُرْهِ طَعْـمَتُهُ

وكُلُّ بَـرْقٍ يَكُونُ صَاعِقَ الحِـمَمِ

قَدْ ضَاقَ بِي صَدْرُ إِخْوَانِي فَإنَّـهُمُ

يُسْقُونَنِي مِنْ عَذَابِ البُغْضِ والنِّقَمِ

وضَاقَتِ الأَرْضُ، حَتَّى أَنَّ عَالَمَكُـمْ

أَصْـغَرُ مِنْ دِرْهَـمٍ فِي كَفِّ مُنْـعَدِمِ

أَنَا شَـرِيدٌ وزَادِي حَـقُّ أُمْنِـيـةٍ

بِأنَّـنِـي عَائِـدٌ يَوْمًـا، وذَا قَـسَــمِي

فِي خَاطِـرِي أَلْـفُ بُـرْكَانٍ أُفَجِّرُهُ

لِلْمُعْتدِينَ عَـذَابًا سَاحِقَ الظُّلَـمِ

وفِـي فُـؤَادِيَ أَنْــوَارٌ يُــوَقِّـدُهَــا

عَزْمٌ عَلَى البَذْلِ والإِعْطَاءِ فِي شَمَمِ.

لَا تَطْلُبْينِيَ فِي رَقْـصٍ فَذَا وَطـَنِي

يَـدْعُو لِتَحْرِيرِهِ مَنْ لِلْجِهَـادِ ظَمِـي.

إِخْوانُنَا طَبَّعُوا لَا خَيْرَ يُرْجَى بِـهِـمْ

بَـاعُـوا قَـضِـيَّـتَنَا، جَـهْـرًا، بِلَا نَدَمِ.

حمدان حمّودة الوصيّف...  (تونس) 

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



وكتبت أيها القلم بقلم الكاتبة امال بنعثمان

 وكتبت أيها القلم

وعلمتنا ما لم نعلم......

   كتبت دنيا غارقة في النعم

في الأحلام

في الجمال

في الأمل.. ..

كتبت بالأخضر....زيتونا ونخيلا...واشجارا.شتى

كتبت بالأزرق سماوات...وبحار

كتبت بالبني هضابا وجبالا

كتبت بالرمادي سحبا....وظلالا

كتبت بالألوان...ثمارا..وازهارا..ونوارا..و وأنوار. 

كتبت بدون ألوان..ولا خطوط.....ولا اشكال

امواها....وهواء....وأهواء

كتبت بالأبيض الرقراق غيوما

وقلوبا...وضمائر..واطفال

وكتبت....بالسحر نساء.....

وبالكبرياء رجالا......

لكننا ايها القلم المقدس

اسأنا القراءة

         فهل ضاع ما صورت لنا من دنى..هباء.

فعفوا ايها القلم....

            لم يبق مما صورت لنا

الا في ما ينسجه الشعراء

يقال انه الكذب

ولا احد يدري انهم.....منك استقوا كل الجمال

وانهم ابدا

لم يكذبوا

بل ظلوا اطفالا........حالمين...بالفردوس الذي  كان...ولم يدم.

امال بنعثمان



ملامح روحي الطفولية بقلم. الشاعرة. د إيمان بوغانمي /تونس

 ______  ملامح روحي الطفولية

                            تشبه ملامح موسم الشتاء _____


    الشاعرة. د إيمان بوغانمي /تونس


إشتقت لكِ

يا ملاكي 

و يا روحي الطفولية... 


أين أنتِ

في هذا الزمن الصيفي.. 


سأكتفي بنحتِ

ما ينقصني من أشياء

تخص موسم 

الشتاء لأكون أنا 

     هنا حاضرة بذاتي

     و كياني مع 

      نزول الغيث النافع

و هدير المياه الذي

ينعش الأذن

و مع نسمات الهواء

العليل الذي يردّ

الروح 

و الوجدان... 


عندما أشتاق لكِ

   أشتاق لصوت المطرِ معكِ

أتمنى لو كانت كل المواسم من حولي

تحمل ملامحكِ

و ملامح موسم الشتاء...



"الإسلام دين التزام، لا دين انتماء"؛ بقلم الكاتب يحيى_المزابيت

 "الإسلام دين التزام، لا دين انتماء"؛


عبارة أراها مربط فرس،

وليس يدل جموح البعض ممن هم داخل دائرة الاسلام إلا على انفلاتهم من هذا المربط.. 


فأنت حين ابتعدت عن القرآن _مثلا_،

وهجرته مكتفيا ببعض التلاوات المترددة المحتشمة،

بحيث لم يخول لك ذلك إقامة علاقة جدية مع كتاب الله،

أتتك ضربات الأعداء من هذا الباب،

فلا عجب أن تسقط في فخ شبهاتهم! 


إني أراك تدافع عن القرآن، وأنت تجهل الكثير من معاني آياته،

غير ملم بأبجديات لغته،

فأفسدت من حيث ظننت أنك تصلح،

وألحقت الضرر من حيث ظننت أنك تجلب المصلحة..

وكل ذلك لأنك ظننت أنه بدفاعك عن كتاب الله إنما دافعت عن شيء تنتمي إليه وينتمي إليك،

وهذا مكمن دائك.. 

إذ أن الدفاع عن الشيء يقتضي استيعابه أولا. 

وهذه مسألة أولى.. 


أما الثانية والتي تدعم سابقتها؛

فإن عدم خوضك غمار القرآن من خلال حفظه _مثلا_

جعلك تظلم حفظته جهلا! 

مدعيا أن اهتمامهم بحفظه وتعلم أحكام تلاوته كان على حساب تدبرهم لمعاني آياته!

ولست أدري من أقنعك بأن حملة القرآن لا يفقهون معاني القرآن جملة وتفصيلا؟!


ولو أنك التحقت بكُتّاب، وتعاهدت الذهاب إليه،

لذقت من فواكه الحفظ وأحكام التلاوة والتفسير والتفقه... على يد الشيخ المقرئ،

ولأدركت فداحة صنيعك!!

ولكنه جهل المتكبر وتكبر الجاهل!! 


ولعلك لاحظت أن كلتا المسألتين تصبان في الوادي نفسه؛

وهو ظنك بأنك تتكلم داخل الشيء،

وأنت في واقع الحال بجهلك تتكلم خارجه! 


ظلمت حملة القرآن، لأنك حين تناولتهم ظننت أنك تتناول أمر إخوان لك تعرفهم، 

ما داموا مسلمين مثلك، 

ما دام يجمعكم نفس الانتماء.. 


وظلمت نفسك حين دافعت عن القرآن جهلا لنفس السبب..


ولست هاهنا أنفي أو ألغي انتماءك للإسلام _لا سمح الله_،

ولكن المنطق السليم يقتضي بأن تلتزم بما تنتمي إليه،

والالتزام بالشيء بدوره يقتضي تعلمه،

والاجتهاد في ذلك،

والتحلي بقيم الصبر والتواضع في سبيل ذلك،

مما يقطع الطريق على أعدائك،

الذين يستعينون على الدوام بجهلك وتكبرك عليك..


فالالتزام بالإسلام،

بما يقتضيه من تبصر وتفقه فيه،

كفيل بإذن الله بأن يترجم انتماءك له إلى انتماء حقيقي يرضاه الرحمان،

ويباعد بينك وبين ذلك الانتماء المزيف، 

الذي لا يرضي أحدا إلا الشيطان، وأعوان الشيطان. 


هذا، والله أعلم.


أبابيل 

يحيى_المزابيت


أحلام المنكسرة الأجنحة. بقلم الأديبة. د إيمان بوغانمي /تونس

 ----------- أحلام المنكسرة الأجنحة _______


الأديبة. د إيمان بوغانمي /تونس 

    

     للزمن حكاية متعة

   لا يعرفها سوى

من خاض حربا

 مع الحياة

و عبر منها

  بلا سلاح


مهزوم أنتَ

 في تابوت

أحلام المنكسرة

   الأجنخة

فالواقع يغيِّر مجرى

حياتك للأحسن

و  لا تخسر وقتك

الثمين نحو أشياء

أنت على يقين

أنها لا تتحقق...


فالزمن عندما يعكس

ممرات عقارب الساعة

لك فهو لن يعود كما كان

مطلقا...



الحسن والحسين ( رضي الله عنهما) بقلم. عبدالرحيم العسال

 الحسن والحسين ( رضي الله عنهما) 

===========

ماذا أقول عن الحسن

ماذا أقول عن الحسين

سبطا النبي وآله

ملؤ لقلب ملؤ عين

وإذا الجنان تفتحت

تاجان من صاف اللجين

فوق الرؤس وسندس

هذا جزاء الحسنين

قد قال جدهما هما

خيرا شباب العابدين

ذاقا الشهادة مثلما

قال إمام المرسلين

لله درهما معا

كانا مثالا لليقين

يا آل بيت المصطفي

انتم لها دنيا ودين

إني كتبت عن الحسن

إني كتبت عن الحسين

عاشا وجدهما معا

في بيت فاطمة السنين 

وابوهما كان الامام

وأمير كل المؤمنين

إن كانت الدنيا بها

ضيق الحياة ولا تبين

فالله اعطي اجره

للصابرين الطائعين 

إن الجنان تضمهم 

من فيض رب العالمين

مني السلام على الحسن

مني السلام على الحسين

وعلى الشريفة فاطم 

وعلى على ذا الامين

وصلاة ربي دائما

للجد خير المرسلين


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


كم أودّ أن أكون قاتلة بقلم الكاتبة هاجر عوري

 كم أودّ أن أكون قاتلة


رأسي يفور.. يفور ويزدحم بالمعنى والضّوضاء... كم أودّ أن أكون قاتلة تتلبّس أناملي بحيثيّات الجريمة الكاملة، فقد بلغت من ضيق الصّبر أقساه وأقصاه ومن التّعنّت أعلاه... إنّه منتصف الحلم ونيف دقّت السّاعة تخنق عقاربها فأنشئ زمني وأعدّ ما أحتاجه.. قفازات ولثام ومثقاب لإقتحام أبواب الخنوع. على يقين أنّني سأغتال القاضي الأبله أيضا يضرب مطرقته ككلب مسعور فيزيد من إزدحام رأسي والضّوضاء.. هو لا يعلم أنّ من لا يرتكب جريمة كريمة غير جدير بالحياة.... فالحريمة فعل وجود وفناء في البقاء وسفر في النّقاء.

كم أودّ اليوم أن أكون قاتلة أطعن ملح المآقي في الخاصرة فأحلّي الدّمع الجسور.. تنتشي حينها الرّوح ويسكن الأهداب كحل الخلود  فيولد الجمال وأيّ جمال... بعدها أسافر سفرا طويلا إلى الشّفاه المقفرة  المهجورة  اليابسة التي لم تعرّش فيها الإبتسامة منذ ما قبل البدايات إلى ما بعد الخواتم ولم تنطق بلغة الوجد والحب إلاّ صمتا رماديّا كالخديعة  ، أغتال شحوبها وأكتم شجنها وأجرّ جثّة اليأس المنثور حولها إلى تلّة النّسيان...

كم أودّ أن أكون قاتلة فأطفئ جمر قلوب العصافير  النّائمة خدرا بين القضبان تنشد السّماء وتعدّ الشّمس على مهل فيهزمها الغيم ويحجب البهاء، حينها تسقط أجنحتها تباعا باكية ، مكلومة مرتجفة كالثكلى  فأضمّد نزفها وأستحيل أجنحة قدّت من زجاج لا يكسر ولا ينثني فأجوب المسكوت عنه في السّماوات الطّباق وأنشد الحرّيّة.... ما همّني،إن اغتابتني الغربان السّود فأنا إمرأة أعشق بياض الياسمين واليماموألبس الأداء فستانا وأشربها رحيقا عذبا كيد الرّبّ الطّاهرة تمرّ على جباه المستضعفين...

وأنت تفكّر بالجريمة ينتابك هدوء عظيم كحكمة اللّغة العجوز وتشعر أنّك ممتدّ بلا نهاية تشكّل وجودك وفق ممكنات متعدّدة... أنت الخانق الرافض، الأبله، العاشق، المقهور، المنعتق، الحر، لذلك تترجّل إلى الحضانة في شارع المدينة الخلفيّ فتصافح النّادل وتنتصر للسّكارى و العاهرات ، للذوات المتعبةالصّامتة.. تنتصر لصوت الكؤوس تفارق الحقيقة وتدخل زوّارها ما بين الموت والحياة و اليقين و الشّكّ لذلك دع عنك الحانة على حالها واعدم الدّالية..... وأنت تفكّر بالحريمة تحبّ كل من نفرت منهم العامّمة... تحبّ المصاب البهاق والطاعون والكوليرا... الجريمة هي قتل ما أضنانا وأفنانا لنحيا بسلام داخلي... الجريمة فكرة عصيّة على التّصنيف... اجمع قواك وغامر... عش التجربة.. ففي الجريمة خلق مبين يبدد خسارتك المتراصّة فتنحرف بما هو انزياح نحو الحياة... ما أعمقها حين تقاتل من أجلها فتقتل أو تُقتَل َََستشعر أنّك تخلق للمرّة الأولى وتتشكّل كالأغنيات في التّلال البعيدة لحنا يدغدغ جرحا مثقلا بالأمل يؤسّس الوجود الإنسانيّ.. 

هاجر عوري 



أريد بيتا للقصيد بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي

 أريد بيتا للقصيد

*

أريد بيتا

آوي إليه كلّما هبّت رياح المجاز

بيتا مُنيرا 

أُخَبِّئُ فيه نصف ارتباكي 

وقصر فهمي للحياة

أريد بيتا للقصيد

أدُسّه

في جيْب معطفي الطّويل

كيْ نمضي معا

كتوأمين مُتقاربيْن في المعنى

ُننشّ فراغات الكلام

أريد بيتا 

يسعُني ويسع القصيد

بيتا له حديقة

ويوما بعد يوم

- في شِتاءات الشّتات -

تُمطِر غيمة

تُزهِر فكرة

تفكُّ أحجية الحياة  !

                                               محمد الناصر شيخاوي

                                                         تونس



همسة محبة.. بقلم لينا شفيق وسوف.....

 همسة محبة......

تاهت حروفي عن طريقها لمست الدروب والورود

أزهرت سلاماً على القلوب بكلمات همسات للروح

سلاماً على القلوب النقية بكل مكان يجمعنا

توحدنا الهمسات مساء الياسمين وعطره عليكم

سلاماً على شغاف القلوب المحبة دون مصالح

دون أذيه دون ألم دون حزن دون وجع دون هدر

ليبقى الفرح سيد الحضور لحظات من السرور

العمر زهر القلوب للإشراق للبعد عن قهر البشر

نحن بحاجة لمن يشبهنا لنعيش بسلام بأمان

بحاجة لملامح الطيبة بالتعامل للأرواح الملائكية

نحن بحاجة للعتاب للحب للفضفضه للتجديد

لإعادة إعمار النفس والتقدم بالحياة بالعمل الجيد

بالكلمات الجميلة تحملنا معها إلى عالم من الجمال

نحتاج اللطف واللباقة والمحبة والسلام والطمأنينة والراحة النفسية نحتاج طيور السعد والود

 نحتاج افراغ الكأس الممتلئ لنجدده بالحب

نحتاج قلوب تحن وتحنو تحب دون مصالح

من أجل المحبة والمودة والرحمة والسكن بالحب

نحتاج أحاديث الصدق والتقبل والعمل على التغيير بناء للذات نحتاج التعود على نهج الحق بالتقبل بالرضا

نحتاج الكثير والكثير الكثير من الناس الجيدة

لنعيش بسلام بأمان تام في هذا العالم الأسود

بقلمي لينا شفيق وسوف.....

سيدة البنفسج.... سورية....



تغريدة الشعر العربي الشاعرة الليبية د٠ سلوى الحاج بقلم الكاتب. السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر ٠

 تغريدة الشعر العربي 

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر ٠

*******************

((( بوحٌ صَموتْ ٠٠!! )))

الشاعرة الطبيبة الليبية د٠ سلوى الحاج - ١٩٨٨ م ٠

غِبْ عن فؤادي وابتعدْ

غِب للأبدْ

و دع الذي مابيننا 

فالشوقُ نحوك قد خمدْ 

والحبُّ مات ولن يُعدْ 


غِب عن فؤادي وارتحلْ

خاب الأملْ 

و أخافُ أن يدنو الأجلْ

وأنا لديك رهينةٌ

ترجو الوصالَ بلا مللْ 


غِب عن فؤادي دائمَا

كن سالمَا 

بين الذين أخترتهم 

وأنسى بأنك كنت لي 

وطنًا و حُبًّا مُلهمَا ٠

( من قصيدة : نهايةُ النهاية )

٠٠٠٠٠

مازال مسلسل الشعر العربي يجري رقراقا في ربوع بلادنا الذي بات الشعر ديوانها منذ نشأته الأولى الغنائية فهو علم العرب و صناعتهم التي سجلت بطولاتهم و تاريخهم و حياتهم حتى اليوم هكذا ٠٠

و من ليبيا الشقيقة ذات الأدب و الشعر و التراث  نتوقف مع تغريدة الشعر العربي كي نلقي بظلال الكلمات حول تجربة الشاعرة و الطبيبة الليبية بنت الجبل الأخضر سلوى الحاج ، و التي تقرض الشعر عمودي و تفعيلي في ثنائية التفاعل مع واقع تجربة الحياة ٠٠


و من ثم فقد نشأت في بيت يحب العلم والتعلم والتفوق وكانت محبة للغة العربية منذ نعومة أظفارها ٠٠


و ربة الشعر تسكنها و تناديها صباح مساء لكن بسبب انشغالهت بدراسة الطب والتخصص حاليا لم يكن لديها الوقت الكافي للتفرغ لموهبتها الشعرية ٠

و لها معجمها الذي يجمع مفردات طبية ملازمة لمشاعرها في إطار تجربتها التي تحول القبح إلى جمال بأسرار التجميل و ترسم الأوجاع حلما بالكلمات ٠٠

فعلاقة الطب بالشعر روح وجسد مشروع إنسان متكامل الخصائص ٠٠

كما نتذوق كلمات الطبيب الشاعر إبراهيم ناجي صاحب الأطلال ، وذلك عندما سُئل عن كيفية جمعه بين الطب والشعر فقال:

الناس تسأل .. والهواجس جمة   طب وشعر كيف يتفقان


الشعر مرحمة النفوس وسره   هبة للسماء ومنحة الديان


والطب مرحمة الجسوم ونبعه   من ذلك الفيض العلي الشأن ٠


* نشأتها :

======

وُلدت الشاعرة و الطبيبة الليبية د٠ سلوى بكار الحاج عام ١٩٨٨ م بمدينة شحات الجبل الأخضر ٠

حاصلة على بكالوريوس طب وجراحة عامة 

جامعة عمر المختار 2014\2015 م ٠

تعمل طبيبة أمراض جلدية و تناسلية وتجميل ٠

وفي مرحلة التخصص حالياً للحصول على درجة الدكتوراة ٠

و تستعد لجمع قصائدها المتعددة في ديوان كبير حيث الدراسة العلمية سرقت وقتها فلم تجد الوقت الكاف ِ لخروج ديوانها إلى نحو النور مطبوعا ٠

لكنها تواصل نشرها المكثف لشعرها في زوايا كثيرة ٠ 

و تجمع بين البحوث العلمية و الأدبية في توئمة تجسد لنا ملامح رؤيتها ٠


* مختارات من شعرها :

-----------------------------

تقول شاعرتنا الحبيبة سلوى الحاج في قصيدتها تحت عنوان ( على كرسي الانتظار ) حيث تبدأ في حوارية النداء و التمني مع  استجداء أيام الهوى و الصبا وروعة المكان و حنين الأوطان بين صراعات أضرت حتى الحمامات في أعشاشها تستلهم الزمن الجميل الذي جمع كل الناس بعيدا عن التفرقة في دوحة الحب الذي يرسم الحلم في أمان من خلال مفردات لها دلالات و صور فنية وخيال واسع يعكس إيقاع النغم مع سلامة الروح في تصالح :

عِدْني بأنْ تأتي ويُجمعُ شملنا

مهما ابتعدت فسوف تلقاني هُنَا


يا آسري طالَ ابتعادك وانتهى

صبري ،فهَلَّا عُدت يا بدرًا سنا


إنَّ الليالي في غيابك ظُلْمَةٌ

ساد الظلامُ بها وصار مُهَيْمِنا


والشمسُ تأبى أن تُطلّ بنورها

حتى الصباحُ بدا حزينًا ساكنا


يامن سكنتَ بمُقلتيا وأضلعي

والعشقُ منهُ من الفؤادِ تَمَكَّنَا


لا تختفي عن ناظريّا وخافقي

لملِم شتاتَ الرّوحِ ، كُن لي موطنا


كم حاول الْعُذالُ بل وتنافسوا

من ذا الذي فيهم يُشَتِّتُ شملنا


لكنهم ما فرقونا لحظةً

فالحبُّ من قلبي وقلبك قد دنا ٠


***


و تنتقل بنا شاعرتنا الطبيبة سلوى الحاج في قصيدة أخرى تحت عنوان ( بوحٌ صَمُوتْ ) تحمل مشاعر الغزل الذي هو عنوان الحياة ببوح يكشف لنا عهد ولى و معه أحلى الأمنيات و يعكس أحاسيس تراقب الواقع في ثنائية الوجود ذات الدفقة الجمالية بعيدا الأنانية في حضرة النجوم المضيئة و تحلق بنا بعناصر البيئة متخذة الظبي رمز الفلاة حيث الجمال و الحب و الحرية و الشجاعة و الكرم ٠٠٠ فتقول فيها :

عَيناهُ تُخبِرُ بِالهَوى وتبُوحُ

وفُؤادُهُ خلفَ الضّلوعِ ذبيحُ


عَشِقَ الجمالَ وعلّقتهُ صَبِيّةٌ

فِيها البهاءُ مُعتَّقٌ وصَريحُ


فِي ثغرِها تقِفُ النّجومُ مُضيئةً

وجبِينُها زهرٌ شَذاهُ يفوحُ


فِي لحْظِها غسقٌ أطالَ مُكُوثَهُ

ظَبْيُ الفلاةِ مُهذّبٌ ومَليحُ


لِدلالِها غنّى القصيدُ مُعبّرًا

فرسٌ يُعانقُها الجمالُ جَموحُ


يخْشى إذا أبْدَى لها ما يشتكِي

مِن لوعةٍ يَبكِي لها ويَنوحٌ


يَجدُ الصُّدودَ لأنّهُ من حُسْنِها

أضْحَى سقيمًا تَعْتريهِ جُروحُ


فاختارَ أنْ يُخفِي الغرامَ وقلبُهُ

كَتمَ الهَوى ، لكنّهُ مَفْضوحُ ٠

*** 

و نختم تلك المختارات بهذه القصيدة للشاعرة الطبيبة الليبية سلوى الحاج تحت عنوان ( أمنيات مؤلمة ) ذات نبرات حزن و شجن يلف المسار مع صدى المستقبل المجهول فقد تساوت روعة الحياة بظلمة اللحود تضادية تشاؤمية بعد أن سيطر على الواقع المشهد الضبابي فترسم لوحاتها الثكلى على ضفاف وادي الرحيل في صمت بين ذهول و أنفاس محترقة ترثي العمر في غربة و منفى في شتات فتقول فيها :

سَأدعُو اللهَ أنْ أََمضِي

وأتركَكم بِلا عوْدِ


وألاّ تكتُبَ الأيامُ

لُقيانا إلى الأبدِ


كرِهتُ العيشَ ، والدُّنيا

بدتْ لي مثلما اللحدِ


على أيديكُمُ السّوداءُ

أُزهِقَ حُلميَ الوردي


وذقتُ الظُّلمَ ممزوجًا

بطعمِ القهرٍ والكَمَدِ


فباتَ العمرُ مَلحمةً

من الآلامِ و الكَبَدِ


فيا أحبابيَ الباقينَ

في عينيّا كالرّمد ِ


وفي قلبي كمقبرةٍ

يُظللُ سُورَها وجْدي


ويامن تزرعون البُغضَ

في رُوحي وفي كبِدي


كرِهتُ وُجودَكم حتّى

وددتُ النفْيَ عن بلدي ٠


و بعد هذا العرض الموجز و القراءة السريعة في عالم الشاعرة الطبيبة الليبية سلوى بكار الحاج التي جمعت في رحلتها ثنائية الطب و الشعر بمثابة الروح و الجسد الذي يكون الإنسان في إطار عنوانه المطرز بمشاعر تنطق بجماليات النص مع الحياة دائما ٠

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠



لا صوت يشبه حنجرتها شعر: جلال باباي( تونس)

 لا صوت يشبه حنجرتها


     شعر: جلال باباي( تونس)


إلى أيقونة لندنية تقطن حذو القمر مغنية البوب الأنجليزية :    .     "أديل"


نادرة لحظات يونيو اللندنية 

لألتقي صوتها قد غزا كل السماء

كانت تلامس قيثارة عشقها

تخشى على قلوبنا

من فلكلور التاسعة عشر 

يظل عذبا أكثر 

حين تصدح به حريرا

تلك الفراشة الزرقاء

سماوية المزاج

ملائكية الإحساس

ماتزال " أديل" تلهمنا بالنجاة 

من براثن العزلة

تهيٌئ لنا سفرا قريبا

إلى موانئ بلا ضجر

تقطن الأيقونة خشية المسرح

تملأ هذه العتمة بابتسامة حزنها

أشبه بالموناليزا تمتدٌ 

حيث طلل يناديها في الأقاصي

هناك بمفترق " ليفربول"

تجادل صخب العصر الجديد

 تكتب عنادها الأسطوري 

لم تدرك الأنثى 

أنها أضحت نجمة في المكان

دونتها ملحمة الولادة

كانت مذهلة

وهي تمارس الرقص

 على وتر الشمس الساخن

لم أكترث بشحوبي

قد أذابته الأغاني

كانت مدوٌية بالدلالات

وسادة حنجرتها

فتمرٌد دخان أناملها

فوق سطح غيثارتها 

خاليا من الأرق

وطاف صوتها الشجي اللزج

" ثمٌة أحد يشبهك" ..

وحدها الأيقونة تعترف

بنقاء الربيع 

لم تمهل صديقها القديم وقتا بديلا

أكملت صرح خلودها

فوق الأرض.


         صيف2024



مناجاة بقلم الشاعر أبورأفت إبراهيم الشعراني

 مناجاة 

يالله برودك تبرد قلبي الضامي

وتيسر الحال ذي ضاقت علومه


انت القدير المسير لكل ايامي

نجيني من اهل النوايا المسمومه


لاتعلق فؤادي بشيء ماهو من مقامي

ولاتهلكني بالظروف القاسيه الشومه


وحدك يا إلهي مرزحي و الحامي

وانت السند والرفيق بساعه الغومه


مالي بالبشر حاجه ياعالم علومي

يسر أموري وافرح نفسي المكلومه


أنت الرجاء والمترجا بصحوي ونومي

وانت المنجي من ذي السنين المحمومه

أبورأفت إبراهيم الشعراني



مرارة المنفی بقلم محمد أبو ياصف/ سورية

 مرارة المنفی

ــــــــــــــــــــ


لو تعلمينَ مرارةَ المنفی

وأحزان الغروبْ؟

وحين يُرسلُ المساءُ

وشوشاتٍ رُسِمَتْ فوقَ الدّروبْ

والليالي مُكفهرّة...

رسمَ الحزنُ بها هولِ الخطوبْ

تنهشُ الساعاتُ حُزني....

وقيودُ الرّوحِ تُغفلُهَا الكروبْ

خلف ذاك التّلِ كانت ذكرياتٍ

ترحلُ فينا ، حيثّما الريحُ الهبوبْ

أينّما يمْمتُ وجهي...

صلواتي عابرة نحو الجنوبْ

وترابُ الأرضِ عشقي

طُهرها يُمحي الذنوبْ

كلّما عظُمت ذنوبي

في هواها لا أتوبْ


محمد أبو ياصف/ سورية



ذات سقوط. بقلم ذ.داود بوحوش تونس

 ذات سقوط؛

الواحد يشدّ جلباب الآخر

رابطة دمويّة!

                  ☆☆☆

لحظة إبتلاء؛

شيء من الإسناد يُبقينا

حبّ في الله!

                   ☆☆☆

بلا ريب؛

مخبر الرّجال

أزمات!


ذ.داود بوحوش تونس



قصيدة: لا تسرح مع الخيال. للشاعر منير صخيري تونس

 .......لا تسرح مع الخيال


تعالى وخذني بين أحضان الأمل

تعالى فنار الشوق توقد مع الليل

مع سحر الهمس وطول نفس

بين شكوى قلبي وسحر خيال

أتقمص دور الفرح وفؤادي عليل

لا تسرح مع الخيال زمن طويل

فتضيع منا كل الأحلام والأماني 

بين سطور شقاء غربة روح ذاتي

وبكاء ونحيب وتناهيد على الأطلال

هذه ليلتي مثقلة بهواجس عشق دفين

أيها الطيف العائم والخيال السائح

بين مروج الهوى وينابيع الفرح

عد من دروب العدم وازرع الأمل

كفى عبثا وتأملا فى صرح الخيال

عد لواقعك ولا تسرح مع الخيال 


           قصيدة: لا تسرح مع الخيال 

              الشاعر منير صخيري تونس 

      الإثنين 15 جويلية /يلوليو 2024



شقاوة أنثى بقلم الكاتبة لينا ناصر

 شقاوة أنثى


‏وأنا المسافرة فيك

دون تأشيرة عبور.. 

السابحة بين أفكارك

على أجنحة الصقور.. 

قف لبرهةً وانظر كيف

تشابكت أحلامك بي

دون أن تدرك

أصبح كل مافيك

بحضوري مأسور.. 

إهدأ،،

 ولا تحاول عبثا خلاصك مني

وهل من سبيل لخلاص الضوء من سدرة النور؟

هناك متّسع لجميع ماتؤول به مخيلتك

ومخيلتي أيضا

بشقاوة أنثى

ترسم للغد أحلاما شقية

فلا داعي لأن تغضب وتثور.. 

فقد سكنتك.. 

سجنتك.. 

سلبتك فرصة العيش الا بي

لكن حذاري الغرور! 


 لينا ناصر



اليوم جئت بقلم الكاتبة صفاء بوبكر تونس

 اليوم جئت


اليوم جئت

وفي القلب حرقة

في الحلق غصة 

تلعثم لساني

في المقلة دمعة 

بين التچمد ؤالانسياب 

وتاه الفكر في الف سؤال وسؤال

شرذمة بالدعم تنعم

ومقدسات وطننا تهدم

أطفالنا ونساءنا تقتل

بنو العمومة يهللوا 

ويباركوا  .

عبء على الوجود وجودهم 

ومنهم براءة العروبة والاسلام

إلى الجحيمين سيجرفهم

دم الأحرار

مزهرا سيبقى الياسمين

 في فلسطين

طول العمر وبعد العمر

وطول الزمان


صفاء بوبكر

تونس


التوثيق في رواية " ابن العاقر "للكاتبة زهرة الحواشي. بقلم: الأدبية التونسية لطيفة الشامخي

 التوثيق في رواية " ابن العاقر "للكاتبة زهرة الحواشي.

بقلم: لطيفة الشامخي


  ظهرت الرواية الوثائقية بعد الحرب العالمية الثانية و قد شدّت إليها الأنظار منذ خمسينات القرن العشرين حيث جاءت بمفاهيم جديدة لبنائية الرواية و دفعت بالروائيين إلى النظر إلى معطيات جديدة في الواقع المجتمعي و الخروج بالنص السردي عن المألوف.

 و يُعدّ التوثيق في الرواية من سمات رواية ما بعد الحداثة، فالرواية الوثائقية هي أحداث متخيلة داخل الحدث الأصلي و قد يدور ذلك حول شخص أو جماعة و في فضاء يُطوّعه الروائي لبناء الحدث حسب تصوّره و مخياله.

 و التوثيق في الرواية يكمن في كيفية إيصال المعرفة للمتلقي و ليس في الحقائق المجردة، و يصبح الخيال هنا مسموحا به، و للمحافظة على طابع الحقيقة يستند الروائي إلى مراجع توحي بمصداقية الحدث، و قد يكون المرجع وثائق و مستندات كما قد يكون الرواية الشفوية و التي كان لها دورا كبيرا في نقل التراث العربي و اللغوي.

 و يبدو أنه حال رواية "ابن العاقر" للكاتبة زهرة الحواشي، إذ كانت عبّرت على أن هذه الرواية من الواقع و شخصياتها من ربوع الشمال الغربي من تونس الوطن، و كانت شاهدة على بعض فصولها، حتى أن أغلب الشخصيات احتفظت لها بأسمائها الحقيقية و سماتها.

 في رواية "ابن العاقر" تقص علينا الكاتبة حكاية ربح بنت الضاوي التي تزوجت من ابن عمها عن حب ثم طُلّقت منه بعد عشرة امتدت لسنوات لأنها لم تُنجب له أطفالاو سُجّلت أنها عاقر، لكنها تتزوج من علي بالخمري بعد سنوات من طلاقها بغاية تربية طفله الذي توفيت أمه وهي تلده، لكن تحصل المعجزة و تنجب ربح من زوجها الثاني ولدين و قد عدّت الخمسين من العمر، و تبدو الرواية في مظهرها شبه سيرة غيرية، لكن لا أظن أن الكاتبة أرادت فقط أن تروي لنا حكاية ربح بنت الضاوي و معجزة حملها، لأن ما نلحظه أن الكاتبة انتهجت منهج التوثيق لنمط العيش في ذاك الريف و العادات و التقاليد و اللهجة و اللباس، الأماكن و المدن و بعض الأحداث الوطنية و بعض المعارك ضد المستعمر و الدور الذي لعبه الفلاقة في إشعال فتيل المقاومة.

 و قد جاء التوثيق في الرواية ليس من باب الطرافة أو لمجرد الذكر بل من باب حفظ الذاكرة من النسيان.

 و قد اشتغلت الكاتبة على السرد التوثيقي و حشدت له كل الشواهد الممكنة عينية كانت أو عن طريق الرواية، و بينما تسرد الحدث تُعبّر عنه بدرجة عالية و تصفه في سبر مشهدي بدقة متناهية، و ربما كانت ترمي بذلك إلى تجديد الوعي بالتاريخ و بموروث ثقافي اجتماعي لتلك الجهة من البلاد.

 و يتداخل في رواية "ابن العاقر" التخييلي مع الواقعي، و إذا سلّمنا أن التخييل جوهر أساسي في العمل الإبداعي فإن التخييل في هذه الرواية ليس معزولا عن الواقع و لا فاصل بينهما إذ نجده أحد تمثيلات المخيال الاجتماعي الذي يمثل الواقع تمثيلا أمنيا و ينتمي إلى جذر اجتماعي في ذاك الريف من الشمال الغربي.

 و تضمّن الكاتبة زهرة الحواشي ذلك في روايتها بالتوثيق لحفظ الذاكرة من النسيان.

-* التوثيق لبعض العادات و التقاليد في النفاس و المواسم و الأفراح، و نذكر من ذلك الهدايا و المصوغ من الفضة الذي تتلقاه المرأة النفساء من زوجها، و حفل ختان الناجي(ص90) و كيف النسوة يملأن أواني بالماء و يضعن أرجلهن و يضربن بخلاخيلهن مع أم الطفل حتى لا تسمع صراخه و لا يعتريها الخوف و الهلع و البكاء.

-* التوثيق للأكلة التونسية الشهيرة الكسكسي، و كسكسي الأفراح له تقديم خاص فهو يُرشّ بالحمّص و الزبيب أساسا ثم يوضع اللحم فوقهما.

-* توثيق اللباس التقليدي لأهل تلكةالربوع مثل: القشابية و البرنوس للرجال، و الملحفة و حزام القيطن و الذراية و المحرمة للنساء، و البلغة هناك بلغة للرجل و أخرى للمرأة، و الحولي.

-* توثيق بعض المصوغ مثل: الحلقة، الحجر، الخرص، الدبلح،.. إلخ.

-* توثيق مواد الزينة للمرأة: الكحل، الحرقوس، الحناء، السواك، من المواد التي تطوّرت مع العصر و دخلت الاستثمار.

-* توثيق المنسوجات و أدوات النسيج التقليدية مثل: المرقوم، القشاشيب، البرانيس، خيوط الطعمة، القرداش، المشط، المغزل، الخلالة، و التي أصبحت اليوم على قائمة أدوات الصناعات التقليدية.

-* توثيق مساحيق التنظيف مثل: الطّفَل، الكريستو الأبيض، النيلة الزرقاء.

-* توثيق الحلويات التقليدية مثل: الحلوى الجاوية الذهبية و الحمصية، حلوة الزقوقو، الحلوى قصب، و مازلنا نراها في الأسواق العامّة.

-* توثيق الأغاني التراثية: فقد أتحفتنا الكاتبة بعديد الأغاني التي توارثتها شخصيات الرواية و تغنّت بها، أغاني كموروث ثقافي لسكان الشمال الغربي منها: " يافاطمة لاث ريقي يا رفيقي ص21" و "الكركار حرامو ص22" و "يا طير يا طيّار ص47". و أغنيات "التربيج" بالصغار بالصفحة61 "سعدي بيك..سعدي بيك..حنة و زغاريد عليك..عين الحاسد ما تذيك" أو بالصفحة 68 " ننّي ننّي جاك النوم..أمّك قمرة و بوك نجوم" و مازالت بعض الجدّات تردّدن ذلك إلى اليوم.

-* توثيق الأمثال الشعبية؛ نجد في الرواية طرافة في بعض الأمثال الشعبية الواردة مثل: " السّلفَة سَلُّوفة و الضّرّة حَّلُّوفة" و أيضا " ساس الرمل لا تعليه، يعلا و يطيح ساسو ، و ولد الناس لا تربيه يكبر و يعرف ناسو". 

و عن الشاي تأتي القولة كطرفة " طيبوني على الفحم، و اشربوني على اللّحم".

-* توثيق مصباح الإنارة العتيق: "القازة" وهو مصباح الكاز الذي أصبح من التراث و نراه اليوم عند بائع الأنتيكات.

-* التوثيق لبعض النباتات البرية التي نجدها في الأرياف و الجبال مثل: البوحليبة، التيفاف، و التوت البرّي.

-* التوثيق لبعض التسميات و المصطلحات مثل: " الفيلاج" و تعني القرية،  " الكيلو وْ مْيا" يعني كيلو من السكر و مائة غرام من الشاي، " الشاهي" بمعنى الشاي، " ترّاس" و تعني الذكر.

-* توثيق اللهجة: و قد جاء الحوار باللهجة المتداولة بين سكان المنطقة و قد أخذ حيزا من الرواية حتى أن علي الخمري عندما كان يروي لربح قصة سقوطه في الوادي و فرسه و كيف أنقذه الضاوي أخذ أكثر من صفحتين وهو شأن أهل الريف إذا تحدثوا أطنبوا في الحديث و الوصف، و نذكر على سبيل المثال للهجة قول ربح " نا ولدي الناجي و الأخرين أولادك أنت" و "نا" تعني "أنا" الذات المتكلمة.

-* توثيق ملحمة الجرجار و المقاومة التونسية حتى لا ننسى: كلما تقدمنا بين صفحات الرواية نجد أن الكاتبة كانت تقصد إبلاغ معلومات محدّدة أرادتها أن تصل إلى المتلقي فقد أتت على ذكر أماكن دارت فيها معارك ضد المستعمر الفرنسي قادها رجال أطلقوا عليهم اسم "الفلاقة" مثل: معركة جبل برقو، و معركة جبل عرباطة، و معركة جبل المالوسي، و ملحمة " الجرجار" المنوبي بن علي الخضراوي الذي أعدمه المستعمر و الشادلي بن عمرىالقطاري، 

           " برى و إيجا ما ترد أخبار علجرجار

             يا جماعة شوفو ما صار

             القطاري معاه الجرجار".

هذا إلى جانب أحداث واقعة الجلاز في 11 نوفمبر 1911.

و لم تفوّت الكاتبة التذكير ب " اليد الحمراء " التي قامت باغتيال بعض رموز الحركة الوطنية و ظهور " اليد السوداء " كقوة مضادة.

و هذا لم يرد اعتباطيا في الرواية أو لمجرّد الديباجة بل لتسليط الضوء على حقبة من القرن الماضي بكل ما فيها من أحداث و تفاعلات عاشها سكان الشمال الغربي بكل فصول التاريخ الذي عاشوه و كل موروثهم الثقافي و الاقتصادي و حياتهم الاجتماعية.

 و لم تغفل الكاتبة أن تدخل بنا تونس العاصمة نتبع ربح بنت الضاوي لتصف لنا ساحاتها و شوارعها و أنهجها  و بناياتها و مؤسساتها و خاصة أبوابها القديمة و التي لم يبق منها إلا القليل أما جلها فقط المكان بقي يحمل الاسم.

" ابن العاقر " رواية تأخذنا في رحلة مع عدسة كاميرا تلتقط توثّق و تعلّق و كأنّنا أمام الشاشة الكبيرة في قاعة سينما، نعيش الحدث بكل تفاصيله و نتفاعل معه بكل أحاسيسنا، هذا إلى جانب أن هناك عديد الفقرات في فصول الرواية مع بعض التصرف يمكن أن تُدرج في كتب القراءة للغة العربية في مراحل التعليم الأساسي لما فيها من تعريفات لبعض المناطق بالبلاد، و ثمة أيضا التثقيف و التعريف بالصناعة اليدوية قديما كالنسيج، إلى جانب المواقف الإنسانية و القيم الإجتماعية.

" ابن العاقر " من الروايات التي تُقرا في العائلة و تترك فينا أثرا.. فمتى نراها تتحسّد فيلما سينمائيا؟.



هذيان نصف المهزومة بقلم الكاتبة هاجر بن محمد

 هذيان نصف المهزومة


في لحظات الهشاشة الأولى

ملء المكان

وملء الصّمت أهذي

فأبوح لآخر شجرة صفصاف تصادفني

بأنّي أنزف من كلّ مسامات الخيال

دما لا مرئيّا

وحزنا مرمريّا تنهّدَ

بأنّي أجول في كلّ أوردتي

يقتلني صداها

كأني أعافر شهوة الطين

فأنحتني من الخشب نكاية

يتكلّس جهازي التّنفّسي

وتسكت النّجوم عن هسيس يشبه حفيف أيّامي

أهذي

فأنا امرأة أنام في جسد أنهكته الرّيح

فهام على وجهه ونسي غربته

كما تنسى راقصة خصرها في حانة الغرباء

تنثر خبز توبتها لعصافير رؤاها

أهذي

على الأرجح أنّي أرتق ندبة الطّين

وأرسم نمنمة الفراش بألوان كبهتة قوس قزح

أهذي

وأنا المصابة بالدّوار

تراودني دهشة السؤال عن نفسي

فتهشّ عني شجرة الصفصاف الأخيرة

وتستر عورة انكساري

سأموت نصف مهزومة

أحمل الظّلّ على ساعدي

ثقيلا.... ثقيلا....

كذراع مبتورة كان صاحبها محاربا

ناح في البراري يهادن النايات

وأهذي


هاجر بن محمد



سراب بقلم الكاتب توفيق العرقوبي تونس

 سراب ...

سيأتي سريعا...

ويمضي بٱتجاه الضياء كفيفا

تخيل أنك على قدر الجحيم منتشيا

وجل الهواجس تترنح على نحرك -زهوا-

أيتها الخواطر التي تنبض في وداد الحب 

نغما 

كوني على روح الأناقة نصا جميلا 

أيها الحضور الذي يشاكس لعبة الألوان 

مازال المسار باق......

خذ نفسا عميقا قبل السقوط

وٱهمس للوجع بشفاه تنزف أرقا 

تسعدني المتاهات في عمق المزامير _طربا _

وتدعوني القصائد إلى رحم السماوات _خوفا_

أيها المصلوب على ٱمرأة فقدت جميع الأرصدة

أيها المتسول لروح تأتي بعد يقين 

أيقظ عينيك على خاطرة تتوضأ بنور يتهاوى على غفوة

وخذ مقعدا من الآخرة ملء اليمين 

بقلم توفيق العرقوبي تونس



شط الغرام شطي بقلم الشاعر أسامه جديانه

 شط الغرام شطي

وأنا مغرم بهواه

نبض الهوى نبضي

قمري ساكن في سماه

سمع القمر همسي

تبسم وقال الله

يانجوم السما صوني

قمري اللي زاد ضياه

وعليه طمني

محلا السهر في بهاه

أكلمه ويكلمني

كل أسراري معاه

سهم الرموش صابني

خطف قلبي وآواه

ولما ناجيت قلبي

القلب قال بهواه

تمر الأمواج جنبي

تقولي انسى الألم وأساه

مرت موجه وسألتني

قلبك الغرام ناداه

ليه تحب وتخبي

جواك تقول الآه

اسكن هنا شطي

وناجي قمرك في سماه

             (((أسامه جديانه)))


"اليوم عيد ميلادي" بقلم أحلام العفيف تونس

 "اليوم عيد ميلادي"


اليوم عيد ميلادي

أضيفت سنة أخرى 

على ضفاف العمر

لا تسألوني كم أصبح عمري 

مهما كان عدد السنين 

هي أرقام على عجل تمر 

أحتسب الحلو منها 

وأتجاوز سنين الجمر 

مازالت في داخلي طفلة 

لم تشبع بعد من لعب الصّغر

وفي واقعي أنثى 

 اكتمل نضجها

ترنو إلى حلمها 

وتحقيقه تنتظر

تقف على مشارف آمالها

تطمح لابتسامة القدر

تنتظر من الايام هدنة وسلاما 

وتجعل من الماضي 

خيالات تحتضر 

أحتفل بضحكاتي 

التي تخترق دموعي 

وعلى الأوجاع والضيق أنتصر 

لا أشبه إلا نفسي 

سعيدة أن أكون أنا 

بعيوبي وخصالي

أفتخر 

سرطونة أنا 

رمز السحر والدلال

سندرلا وكوكبي القمر 

أروم أن ألقى الخير دوما 

أدعوا لي أن يصرف الله عني 

كل شرّ


بقلمي أحلام العفيف تونس

الزمن بقلم الأديبة سامية خليفة/ لبنان

 الزمن


أقفُ مذهولًا

ترجعُ بيَ السنينُ إلى الوراءِ

أبوابٌ أمامي تترصَّدُني

تقتحِمُ عليَّ خلوتي

تختزل مسيرتي 

تختزل مسافاتٍ عبرتُها 

لو أعدتُ السَّير للخلفِ

أو تقدمت 

سيّان 

أبوابٌ مغلقةٌ كما النُّفوسُ

تغلِّفُ النَّوايا

كما انخداعُ البصرِ

في زيفِ المرايا

حقّا أنا أبكي

لا انكُرُ الدَّمعةَ ولا أُخفي

لا ليس قذى ما أدمعَ مقلتي

إنَّها آثارُ السِّنين

التي أبكتني

وإنَّهِ صوتُ النَّدمِ

القابعُ في صيوان الأذنِ

الذي يصحو 

كلّما تذكَّرتُ

أنَّ بابًا لم أفتحْه

هو بابُ الأملِ

وأنَّ الحلمَ الذي ماتَ

كان لهُ ألفُ بابٍ وبابٍ

ومعبرٌ خنقتُه بسدادةٍ

فأضْحى حبيسًا في قمقمٍ

يا للزّمنِ

حينَ يأخذُ منّا البسماتِ

ولا يخلِّفُ لنا 

إلّا العبرات


سامية خليفة/ لبنان



انبأني العراف بقلم الشاعر جاسم محمد الدوري

 انبأني العراف

                   جاسم محمد الدوري


وأنا أحث ُ الخطى

ما بين َ حين ٍ وحين ْ

ما زلت ُ أهمهم ُ

لا أعي ما أقول ْ

كلماتي تتطاير ُ

من بين ِ أناملي

وتسابق ُ ظلي

لا أعرف ْ كيف َ أروضها

هي جامحة ٌ تصهل ُ

وقلبي يخفق ُ...... يخفق ْ

يأخذه ُ الحنين ُ برهة ً

ولا شيء َ يحلو

ما زال َ الحزن ُ

يرافق ُ أيامي

مذ ْ رحلوا

قبل َ عام ٍ ونيف ْ

فكيف َ السبيل ُ

وكل ُ الطرق ِ تؤدي للحزن ِ

وذاكرتي معطلة ٌ

تبحث ُعن مخرج ٍ

الطرق ُموصدة ٌ

والمساقة ُ اتسعت ْ  بيننا

لا مكان َ للفرح ِ

القلب ُأغلق َ أبوابه ُ

بوجه ِ التمني

لكن َ العراف َ أنبأني

بأن َ الربيع َ غادر َ عرينه ُ

ولوح َ للخريف ِ بالقدوم ِ

ف خلعت ْ الأشجار ُ ثيابها

والعصافير ُ غادرت ْ أعشاشها

منذ ُ حين ْ

فقل ْ لي

متى تغضب ُ السماء ُ

وينزل ُ غيثها صيبا ً

لترتدي الأرض ُ زخرفها

وتعود ُ النوارس ُ

تغازل ُ الشطٱن  َ

صباح َ مساء ْ

النهار ُ استعاد َ وعيه ُ

بعدما فك َ قيده ُ

قبل َ أن يحل َ علينا

 ليل ُ الشتاء ِ

واستوطن َ الفرح ُ

أضلع َ الوقت ِ

وراح َ يراقص ُ الفراشات ِ

معلنا ً قدوم َ الربيع ِ

ساعة َ فرح ٍ

قبل َ أوانه ِ



غرازييلآ .. العتمة المُضيئة بقلم الأديب محمّد مجيد حسين – سوري – كردي

 غرازييلآ .. العتمة المُضيئة 

غرازييلآ تُشعل النورَ 

في أقفالِ منفايَّ

لتنسجَ أنوالاً مُختلفة 

غرازييلآ تُعانق نبوءتي 

من جهة الغروبِ 

هي الوعدُ الهاربُ ..

هي النُبل المُعتق 

هي شجرة الأماني الباحثة عني

غرازييلآ تواجهُ قُبح العالمِ 

تُناشدُ تذاكر السفرِ 

في مطارات الهزائم 

بدون مملكة هي ملكةً 

صدى صوتها يعزف ليّ

على أوتار الوعد الإلهي 

غرازييلآ الدافئةِ

إشارات المرورِ تستثنيكِ 

إشارات المرور ..

إشارات المرور تزفُ ليّ

ملامحي القادمة  بغرائبية 

إشارات المرور تُخاطبني 

أنت تعبرُ مُدن النحاس 

 في الزمن الحظر القاتل  

غرازييلآ تعبرُ جنون الأضواءِ

في بلاد الجمال  

وأنا شمعةٌ في وطني المنكوب 

 شمعةٌ الدياجير 

الراسخة في روابي الزمن المنفلت 

غرازييلآ الروح المُلاحقة 

عبر نواب قصر المعاني 

وفي منفايَّ المناظر 

لأبراج صدى هشاشة الندى 

وفي مواسم القحطِ

وعند نهاية الهزائم 

أرى غرازييلآ كحوريةٍ

تُعانق ملوحة الدمعِ 

هي موسيقا العتمة المُضيئة  في روحي 

هي طقوس معارك الجمال 

هي الوعد الإلهي 

 بشرعية نبوءتي ..

محمّد مجيد حسين – سوري – كردي



الأُمُّ الفلسْطِينِيَّةُ بقلم الشاعر محمود بشير

 الأُمُّ الفلسْطِينِيَّةُ


ياأشرفَ الخلقِ يامن في الوَرَىٰ علَمُ

             منذُابْتُليِنَا وأنْتِ النارُ تحْتِدِمُ


منذُ اقْتُلِعْنَا وأنتِ الرَّايَةُ ارتَسَمَتْ

        فيها الأمانِي جراحاً شابَهَا الألمُ


أمٌّ رضيتِ من الحاجاتِ أبسطِها

          أمٌّ صنَعْتِ رجالاً حدُّهُمْ قِمَمُ


ما هُنْتِ يوماً ولا هزّتْكِ عارِضَةٌ

    قدْرا علوْتِ وقد شادَتْ بك الأممُ


أكرمْتِ (غزَّةَ)أجيالاً نذَرْتِ لهَا

      جيلٌ يسابِقُ جيلاً ، كيفَ تنْهَزِمُ ؟


ما طالَ أرضَكِ إعصارٌ ألَمَّ بِهَا

          البعضُ منها بظُلْمٍ كانَ يُلْتَهَمَ


واليومَ أرضُكِ بالثّّوَّارِ قد زُرِعَتْ

       يُسْقَىٰ ثراهَا دِماءً هلْ يُعَزُّ دمُ ؟


لنْ يسْتَكينَ رجالٌ أنتِ صانِعُمْ

        لنْ تُسْتَدامَ خطوطٌ خطَّهَا نَهِمُ


الأرضُ أرضُكِ يا أرضاً نقدِّسُهَا

   أرضاً سنَنْزِعُ مهماَ اسْتَفْحَلَ الوَرَمُ


محمود بشير

2024/7/17



الثلاثاء، 16 يوليو 2024

الشمس بقلم الشاعرة ملك محمود الأصفر

 الشمس

......................................

للشمسِ ضياءٌ نهواهُ

إذْ يسطعّ دوماً بسناهُ

ينتشرُ نهاراً في الكونِ

يأتي كالسحرِ ونلقاهُ

في الفجرِ وعندَ الإصباحِ

تهدينا النورَ كوشاحِ

تجعلنا نشعرُ بالدفءِ

كيْ نسعى لخيرٍ وفلاحِ

................

ما أجملَ أنوارِ الشمسِ

تشعرنا دواماً بالأنسِ

وتزيحُ ظلماتِ الليلِ

وتزيدّ البهجةَ في النفسِ

ونراها كتبرٍ وجمانِ

منْ صنعِ قديرٍ فنّانِ

وبلونٍ حلوٍ ذهبيٍّ

أبدعهُ ربُّ الأكوانِ

...................

معها أحوالٌ وفصولُ

وتلالٌ تحلو وسهولُ

وسماءٌ تبدو رائعةً

وسحابٌ في الكونِ يجولُ

ويطيبُ الفرحّ وأحلامُ

ويغيبُ سوادٌ وظلامُ

ويلوحُ العالمُ مبتهجاً

ويحلّقُ في الكونِ محمامُ

..........................................

ملك محمود الأصفر 

بقلمي

يا " خُرونْجْ " ( * ) بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي تونس

 يا " خُرونْجْ " ( * ) 

أشُكّ في أنّنا ننتمي لهذا القرن

مع أننا منذ البدايات 

كنا أكثر الخلق ولاء للقرون الخمسة عشر

لا نُفرّق بين أحد منهم 

أنثى كان أم ذكرا

كانت لنا في كُتب التّاريخ والسّيّر مطالع ومنازل

وكان لنا بيت معمور هناك في أقصى التّأويل

أربعة عشر قرن ونحن ننبشُ في القبور

نبحثُ في كُتب الفقه والحديث عن وظيفة لنا في هذا الوجود

خمسة عشر قرن ونحن نُحاوِل فكّ لُغزهمُ العجيب :

إنما الأعمال بالنيّات ولكلّ إمرء ما نوى

كان لنا السّبق إذن

فما علينا إلّا أن ننوي 

أن ننوي فقط 

حتّى نعرُج ونبلُغَ عنان السّماء

التّقوى ها هُنا

ها هُنا التّقوى يا فتى ! 

قلتُ :

- أين ؟

قال :

- في قلب الرّحى 

فمِن دون نوايا مُعلّبةٍ لا قيمة لأعمالك الصّالحة

لا تُضيّعِ العمرَ هباء و أَصْغِ جيّدا لما يُوحى

يبلغ المرء بنيّتِه ما لا يبلغ بعمله

فابنِ لكَ 

- بما تيسّرَ من النّوايا الحسنة - 

جنّات وقصورا وأنهارا

واتركِ الدنيا وزخرفها للمغرورين من عُمّارها

هكذا أنهى موعِظتَه الأخيرة

سعادةُ الفقيهِ المَسْخرهْ !

(*) كلمة عاميّة تداولها ابناء الحارات المصرّية ويُقصد بها      " العبيط " 

عنْوتُ بها النصّ لدلالتها أوّّلا ولتوثيق هذا التّراث الشعبيّ الهزليْ الغنيّ بالرموز والتورية. 

                                          محمد الناصر شيخاوي

                                                    تونس



سعادَةُ النّاس بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 سعادَةُ النّاس


متى العُقولُ إلى الأفعالِ تَنتَقِلُ

متى الإرادَةُ بالإقْلاعِ تَحْتَفِلُ

نامَتْ ثَقافَتُنا والعجْزُ خَلْخَلَها

حتّى كأنّهُ في تَفْكيرِنا البَدَلُ

إذْ مِنْ تَجارِبِنا نَجْني لَنا عِبراً

وفي التّجارِبِ ما يَجْري بِهِ المَثلُ

كُلُّ الصّعابِ فإنّ الله يَسّرَها

والمُسْتَعِدُّ إلى الأرْقى سَيَنْتَقِلُ

دَعْ عَنْكَ شُؤْمَكَ فالآفاقُ واسِعَةٌ

والعَزْمُ عِنْدَ ذَوي الألْبابِ مُتّصِلُ


سعادةُ النّاسِ بالإحْسانِ تَزْداد

والبرُّ مَرْحمَةٌ والعَوْنُ أعْيادُ

والخيْرُ خيْرٌ بهِ الرحْمانُ يأمُرُنا

والشّرُّ يَرْكَبُهُ في النّاسِ أوْغادُ

لا تَشْتَرِ الإثْمَ مِنْ أسْواقِ سَفْسَطَةٍ

بها الضّلالةَ والبُهْتانُ قَرّادُ

إنّي أرى أُمّةً شُلَّتْ قَوائِمُها 

والنّاسُ فيها لأهْلِ الجاهِ عُبّادُ

فلا السّعادةُ أنْ تُمْسي بلا أدبٍ

ولا التّكَبُّرُ عِنْدَ النُّصْحِ إرْشادُ


محمد الدبلي الفاطمي

شظايا الموت بقلم الكاتب ادريس الجميلي...

 شظايا الموت 

همسات تتناثر هنا و هناك حركات ترسم ثنايا الوداع اصوات شجية تغزو اركان المنزل .كانت ملامح الوجوه ترنو صوب الجدران فتكسو فضاء الشارع لتكتب أسماء الحاضرين و هم يودعون الخيال الممثل لجسد بارد و قد لف بلحاف ابيض ...نظرات تعلن موعد الرحيل .كنت المح الوجوه و قد افناها التعب .فلا احد يجهر بما يخبئه من افعال او اعمال لا تزال تغطي كهفه الهجور ....نعم لقد تركوا الاماكن المهداة لهم و لم يفكروا أبدا في الحياة .هاهي تلامس تضاريس جسد كل فرد حضر لحظة الوداع لتذهب الى مثواها الاخير .....دعوت لرحمة امي دعوت الله ليغفر لابي و امي دعوت الله الرحمة الواسعة لمن ودعونا الوداع الاخير...انها الاحلام تغمر عرش الذاكرة ...فنطلب الغفران باقوالنا المكللة باعمالنا .ان الدموع تملأ مسامات اجسادنا  فلا اثر لشيء جميل بعد هؤلاء .

رحلوا فتركوا لوعة الالم في هذه الورود الفواحة رغم جمال هيكلها .اللهم اجعلهم في جنتك يا ارحم الراحمين

.


ادريس الجميلي...16\\07\\2024



بلادي تئن و لا من مجيب بقلم الشاعر حامد الشاعر

 بلادي

تئن و لا من مجيب

و مثلي تجن و   هذا  عجيب ــــــــ  بلادي  تئن و لا  من   مجيبْ

تخر سقوطا و لا من حسيب ــــــــ و  تدوي هبوطا و لا من رقيبْ

أراها  تمر  بظرف  عصيب ـــــــ و قد ضاق فيها الفضاء الرحيبْ

و كل الذي  يعتريها   رهيب ــــــــ و من حولها كم   يشب اللهيبْ

و بعد الغناء و بعد  النحيب ــــــــ تردى على     كفها    العندليبْ

و في مائها كم يقل  الصبيب ــــــــ و فيها   مساعي الحياة  تخيبْ

،،،،،،

فهل تكسر اليوم ذاك الصليب ـــــــ بها أين يمضي الزعيم المهيبْ

و عنها لماذا الشموس تغيب ــــــــ و كيف الدياجي  بدورا   تعيبْ

و ما في حماها يعاش مريب ــــــــ و يشقى القريب  بها و الغريبْ

و ما تاه فيها الرياض الخصيب ــــ و ما عاش فيها الأديب الأريبْ

و كل حسيب  و كل    نسيب ــــــــ  فمنها   له قسمة  و    نصيبْ

ربيع الأمانيّ  لا تستطيب ــــــــ و من دون مسك و من دون طيب

،،،،،،

لكل عزيز فلا    تستجيب  ــــــــ  تذل و كم   من   مجيب  نجيبْ

و عبد الملذات فيها  جليب ـــــــــ و   رب  الهوى  خلفه  و ربيبْ

أخافت جياعا عصا و قضيب ــــــــ و لا  من رقيب  و لا من نقيبْ

و فيها و بعد تردي  الأديب ــــــــ على نفسه صار يخشى الخطيبْ

و مثلي بلادي فكم   من لبيب ــــــ  يجيء   إليها    بقلب   منيبْ

أنا وطن في احتضاري سليب ـــــــــ أراني أموت و لا من   طبيبْ

،،،،،،،،

و للقوم ما في يديَّ   زبيب ــــــــ و ما عاد    لي   كالحياة  دبيبْ

و فيها فما عاد غصني رطيب ــــــ لماذا   حياتي  بها  لا    تطيبُ

و رأسي فكم من عدو يشيب ــــــــ و لا من طبيب و لا من  حبيبْ

لماذا   فؤادي المنايا   تذيب ــــــــ عيوني عماها   لماذا    يصيبْ

أنا صورة من بلادي  كئيب ــــــــ زماني  و ما في  مكاني   كثيبْ

و إني و في الحالتين غريب ــــــــ أرى من  بعيد سناها    القريبْ

،،،،،،،

بقلم الشاعر حامد الشاعر