الخميس، 5 سبتمبر 2024

هدية للأديبة كوثر بلعابي

 هدية للأديبة كوثر بلعابي


هي صاحبة ثلاث مجموعات شعرية : "من جرحها تزهر... " اكتوبر 2021 

ثم " كوثر الصّباح.. " فيفري 2023. 

ثمّ "سفر على نار باردة" مارس 2024 

وقد جمعني لقاء بالأديبة المتميزة كوثر بلعابي،  حيث كان لي شرف استلام نسخة من :" كوثر الصّباح.."  و نسخة من "سفر على نار باردة"


ديوان " كوثر الصّباح.."  ضم مجموعة من النصوص هامة جلها تحمل عطر الصباح، ونسيمه الفواح، حيث تغنت بالصباح في شتى حلله، فكتبت

ضوء الصباح

مطر الصباح

الصبح يحيينا

شمس الصبح

نبض الصباح

مرأة الصباح

كتاب الصباح

...

وعدة نصوص تميزت ببهجة الصباح وما يجول في خواطر أديبتنا من جمال الصورة وروعة المعنى بأسلوب خاص ومذاق بطعم الشهد، لتمتعنا بسلاسة اللغة وإتقان فنون الكتابة بما فيها من أدوات جمالية لتقدم لنا مشهدا متكاملا نسافر معه مع كل قصيدة جديدة، 

وقد كتبت على غلاف الديوان:

للشروقِ رحِمٌ واحدٌ

ولكن ... لكل صباحٍ

مذاقه الخاصُّ

وحكايته الخاصةُ


نعم، هكذا كتبت محتوى الديوان، في سطرين، لتنعشنا بجمال الصباح، وروعة الشعر والكتابة.

هي أستاذة تعليم ثانوي في الأدب واللغة العربية، مما أضفى على كتاباتها جمال اللغة العربية، وقد تميزت نصوصها بصفة عامة من شعر ونثر، بجمال اللغة بطريقة تعبيرية مباشرة أو بطريقة التلميح باستعمال الأساليب المتعددة من بلاغة وبيان، 

وقد تشكلت نصوصها، كوحدة متكاملة ومترابطة، سواء  بمفرداتها أو بموسيقاها مما يسهل على القارئ نطقها وفهمها.

وقد وجدت في " كوثر الصّباح.."  زادا لغويا وثراء في المعاني والصور.

فاللغة العربية تزخر بالمعاني، ففي كتابة الشعر والنثر، نجد بديع اللغة وجمال اللفظ والمعنى، إضافة إلى المحسنات اللفظية، التي ضمّها ديوانها الشعري من جناس لفظي ومعنوي، وغيرها من أساليب البلاغة اللفظية.

هذا الديوان الثري، باللغة جعل للأديبة كوثر بلعابي مسارا متميزا، وفريدا ولا سيما هي الكاتبة والشاعرة والناقدة أيضا، ومربية الأجيال، لينهل من كتابتها القارئ والطالب والمثقف.

وقد كانت لي مصافحة أخرى لديوانها الثالث، "سفر على نار باردة"

وهو أيضا مجموعة شعرية أنيقة، 

حيث أنّ عنوانه مُسند إلى إحدى قصائدها المتميزة وهذا جزء من نصها الثري والماتع:

و هذي المدينة.. سرنا إليها

وقد اوجعتنا المسافات 

و نحن حفاة.. على شوكها

ونحن وحيدون في شوقنا

قبلتنا عشق مُريد

لمعنى جميل.. لفعل أثيل 

من القلب وَدّ.. من الصدق مُدّ.. 

من حُرقة الحرف قُدّ

بكل ما مِنّا وكل ما فينا

ما هَمَّنا أن ظمأنا اغترابا

ما همنا أن وُئدنا 

تحت صقيع جدار مهيض

ونحن عزمنا على أن نسير

إلى حيث الورود تميس

عرائشُها من حروف حزينة.. 


فلن أضيف عما ذكرت من جمال اللغة ومحاسنها، لكن تنوعت الصور، وبدت كتابتها جلية في صفوف المبدعين.

فاللغة العربية قوية البنيان، هي لغة الروح مما يسّر على أديبتنا أن تبوح بمكنونات القلب وفلذات عقلها النيّر، 

قالت في نصها ** قِيامَةٌ **


خَارجَ دَائِرَةِ الإدْرَاكِ

أبحَثُ عَنِّي

عَن شَيءٍ مَا.. كَان ضَاعَ مِنِّي

فِي عَالَمِ الأفلَاكِ .. 

أبحَثُ عَنْ لَوْنٍ آخَرَ لِلأبجَدِيّةِ 

أَشتَقُّهُ بِنَفْسِي مِن ألوَانِ الفُصُولِ 

لَا أحَدَ أدْرَكَهُ لا أحَدَ عَرَفَهُ

سِوى بَعضِ مَن كُشِفَ الحِجابُ عنهُمُ

أو بَعضِ النُّسَّاكِ .. 

هي متميزة في إدراكها للحقيقة، فالأبجدية تسكنها مما جادت به قريحتها لتبرز أهمية اللغة وهاجس الحرف والكتابة المقيم بين الضلوع، 

وقد حملت طيّات هذا المنجز العديد من العناوين الشيقة منها:

هدية ثمينة

سيرة ذاتية

سفر على نار باردة

العشق المشروع

طيفك

وقد طرحت في هذا المنجز عدة قضايا سواء لواقعنا المعيشي أو حتى قضايا عربية منها نها نص ** اعتِذارٌ لِغزّةَ.. ** قالت فيه:


** اعتِذارٌ لِغزّةَ.. **

غزّةُ.. مَا كانَ علَيها

أنْ تَحتَجَّ أو تَصرُخْ.. 

مَا كانَ عَليْهَا انْ تَروِي 

أصْلَ الحِكايَةِ فِي خَطِيئَتِهَا

أنْ تَرفُضَ ايَّ اعتِرافٍ بِجرِيمَتِها

أنْ تُعَرِّي صَفقَةَ سَماسِرةِ العَصْرِ

يُساوِمُونَ اللّه والشّيْطَانَ

عَلَى حرِّيّتِهَا.. 

........

........

غزّةُ.. مَا كانَ علََيها.. 

انْ تَقدَحَ شَرَرَ الزّوابِعْ.. 

بَعْدَ عَوْلَمَةِ الهُوِيّةِ

بَعدَ انقِلَابِ المَبادِئ

فِي غِيَابِ الهَرَمِ الرّابِعْ.. 

بعدَ أنْ صَارَ لِنفطِ الخِيانَةِ سِعرٌ 

كثُرَ مِنهُ التّوابِعْ.. 


لقد تميزت في لغتها وتعددت الصور الجميلة التي رسمتها لنا في لوحات منفردة، بأساليب مختلفة، وبفن جميل وبديع، 

هذه التجربة الحميمية بين الحرف والأديبة كوثر بلعابي، قد أهدتنا دررا في شكل منجزات أضافت الكثير لأصحاب الأقلام والمبدعين

هو مرور على هذه المنجزات علّني ذكرت منها ما يجب أن يذكر لمساعدة القارئ على اكتشاف خبايا كتابات أديبتنا المتميزة، 

ولعل التاريخ ينصف أصحاب الرّيشة والقلم 

أتمنى التوفيق لأديبتنا المبجّلة وإن شاء الله نلتقي في منجزات أخرى ويكون سفر أعمق من هذا السفر،

الشاعر طاهر مشي










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق