مسافرون
رحّالةٌ نحنُ
نُقادُ كالقطعان
الأعمى حادينا
لا وجهة لنا
ولا طريق
نمضي من السّراب إلى اليباب
و سُدىً تبعثرُنا الدّروب
فعلى أيٍّ من الجانبين
نميل؟!
محاصرون من البقاع
إلى ما بعد قعر القاع
نتراكضُ خوفاً
و كالأموات
نتلحّفُ بالتّراب بانتظار
لمعة برق
ٍأو شُعاع
نحنُ أبناءُ النّساء الطّاهرات
لكنّنا
في عُهدة السّلطان
أرتالُ غلمان ٍ و جاريات
نركعُ
في كلّ فجر مشرق ٍأو مكفهرّ
أمام أصنام الطّغاة
نُباعُ في سوق النّخاسة
و نُهشُّ كالمواشي
بالعصا
أو ركلة الحذاء
نُقلّبُ
كلّ قواميس اللّغات
نتعمّقُ في معاني المفردات
انطلاقاً من غابر ٍ
حتّى تاريخ الوفاة
علّنا نصطادُ يوماً
ذات بحث ٍو عناء
ما يردف كلمة (وطن)
نحنُ العُراةُ من مفاهيم الحياة
نبحثُ عن معقلٍ
ملاذ أمان
يسكّنُ فزع أكباد الفراخ
كي لا ينغصّ نومهم
صوتُ أزيز ٍ
أو زئير
ٍأو نُباح
بتهمة المارقين أو العُصاة
الغائبون
مع الحضور نحنُ
صراخُنا لحنُ الشّماتة
في مجالس الثّمالى
و تُراقُ في أكواب سهرات النّدامى
دموعُنا
خمر انتشاء
و أحلامُنا سجادةٌ مُتترّبة
تحت أحذية الولاة
نحنُ الذين كزهر النّرد
نُرمى
من قمّة هاوية
إلى أكعاب هاوية
من الصّباح إلى المساء
نتقاطرُ
كندى الصّبار إبر كراهية
أشجارُنا مقطوعةٌ
عيونُنا مقلوعة ٌ
لا مكان لنا
في حاضرة أو بادية
رحالةٌ نحنُ
نبحثُ عن عالم ٍ
رغم اختلاف لوننا
ديننا
انتمائنا
يعترف ُبنا و بأنّنا
من نسل آدم
و وُلدنا ها هُنا
لنكون أسياد الحياة
روضة الدّخيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق