الخميس، 11 أبريل 2024

النقد الأدبي.. مسؤولية ضميرية،ذوق أدبي وثقافة معرفية بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 النقد الأدبي.. مسؤولية ضميرية،ذوق أدبي وثقافة معرفية

 

قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن النقد عمليّة أدبيّة لغويّة يقوم بها الناقد للقبض على دلالة النصّ واكتشاف بنيته وجماليّاته، والإشارة إلى ضعف أو إلى مواطن الجمال. وتختلف أغراض النقد باختلاف المدارس النقديّة،كالتحليل النفسيّ،البنيويّة الشكلانيّة، السيميائيّة،التفكيكيّة وغيرها.يقوم النقد اليوم على إعادة الاعتبار للنصّ.فالنصّ هو جوهر العمل النقديّ وركيزته.وبالتالي،النقد هو إبداع على إبداع.إذ يعدّ الناقد المبدع الثاني للنصّ.وحول هذا يؤكّد رولان بارث،وهو من أشهر أعلام النقد،على خاصّيّتين أساسيّتين: أوّلًا،النصّ النقديّ هو نصّ إبداعيّ من طراز ممتاز خاصّة إذا استطاع التخلّص من عوائق الإيديولوجيّات وعناصر التاريخ باستبدالها بتاريخيّة النصّ.والنقد هو ثانيًا نظام رمزيّ،كالنصّ الأدبيّ،ووظيفته وصف الدلالة،وليس فرض المعنى.

تعتبر القراءة النقديّة نشاطًا تأويليًّا فكريًّا يتطلّب قدرات قد لا تتوفّر عند كلّ القرّاء.فينبغي على الناقد أن يتمتَّع بالذوق الأدبيّ والثقافة والمعرفة اللغويّة والأدبيّة وطرق التحليل والموضوعيّة والإنصاف،بعيدًا عن المجاملة والمداهنة،فيكون حُكمه بدافع الارتقاء بالعمل وبعيدًا عن علاقته بالكاتب.

ولكن..بعض الكتَّاب ممّن يثقون في ذوق الناقد،يضعون نصوصهم الأدبية بين يديه بهدف تثمينها وتصفيتها،فالناقد حين يطّلع على العمل الأدبي قد يجد مشكلات في اللغة والأسلوب،أو أخطاء في النحو والصرف والإملاء وحتى البلاغة،سببها في الغالب عدم امتلاك الأدوات الفنية والتقنية الكافية،وأحيانا غياب الذوق الفنِّي في الكتابة الأدبية.كل ذلك يضطرُّ الناقدَ-اليوم-إلى استخدام المواربة لتبليغ خلاصةِ رأيهِ لصاحبِ النَّص،تفاديا لأي مساسٍ بمشاعرِه المرهفة أو الحطِّ من قدره،بتقديم القراءة النقدية تنجيما على شكل ملاحظات طفيفة..لأنَّ تقديم الانتقادات دفعة واحدة مدعاة-أحيانا-لرفض الكاتب النقدَ الموجه إلى نصه..!

وراجت في العقود المتأخرة فكرة مغلوطة بالأساس عن دورِ النقد ومهمتِه في خدمة الأدب وتطوير أساليبه وتحسين أجناسه وترقيتِها،بأنَّه عملية غايتها الهجوم على الكاتب والانتقام منه بالحطِّ من قيمة ما كتَبَ.وواكبَ انتشارَ مثلِ هذه النظرةِ السوداويةِ إزاء النقد،ظهورُ مصطلحاتٍ مثل "سلطة النص"،و"موت الكاتب"…إيذانا بانقلاب جذري على المدارس القديمة للنقد الأدبي التي تسحبُ البساط من تحت الناقد لتفرشه تحت قدمي الكاتب،وتضع هذا الأخير حيثما شاء،مهما كان مستوى كتابته،وكيفما استقر أسلوبه ولغته وإبداعه الفنِّي..!

وإذن؟

أن تكون ناقدا إذا،في هذه الفترة الحرجة من عمر الثقافة العربية،يعني أن تكون رجلا في مواجهة العالم،فيُعاديك الجميع،أو يحاولون افتعال العداوات معك. النقد الآن يعني أن تحتمل كل سهام العالم-الطائشة منها وغير الطائشة-لتستقر في صدرك،فإما أن تكون على قدر المسؤولية المقدسة لمعنى النقد،أو تنزلق في المستنقع الثقافي الذي يعيش فيه العرب وتضحى مجرد مادح للجميع،مُتكسّب مما تكتبه،قادر على تكوين شبكة علاقات اجتماعية شاسعة،وتصبح عضوا في "دولة نقاد أكل العيش".

ربما كان هذا الحديث مجرد وصف دقيق للحالة الثقافية والنقدية التي تعيشها الآن المنطقة العربية التي لا ترغب نقدا من الآخرين،ولا كشفا لنقائصها وزيفها وهوانها وضعفها وعلاقاتها المتردية،بقدر ما ترغب في التجمل والمجاملات والنفاق والرياء والزيف،ليشعر المنقود في النهاية بالحالة الطاووسية التي يرغبها،ويتيه على الجميع باعتباره كاتبا عظيما لا يُشق له غبار،ومن ثم يحدث تزييف حقيقي للحالة الثقافية بالكامل يُشارك فيها الناقد في قتل الوعي الاجتماعي والثقافي للقارئ الذي يثق فيه ويأخذ حديثه على محمل الجد،فيصدق زيف الكاتب في نهاية الأمر،ومن ثم نرى أشباه الكتاب عمالقة مقدسين لا يمكن أن يقربهم أحد،بينما الكتاب الحقيقيون يقعون في المنطقة المظلمة من الثقافة العربية فيكونون طيّ النسيان.

وهنا أقول-بمرارة تحت اللسان-أن تكون ناقدا يعني أن تقطع علاقتك بكل من لهم صلة بالوسط الذي تكتب عنه،حتى لا توهنك العلاقات وتعطلك عن أداء دورك المنوط بك،وهذا-في تقديري- ما يجب أن يحرص عليه الناقد حينما يريد أن يكون ناقدا له فاعليته ودوره الحقيقي في الوسط الذي يكتب عنه،ومن ثم يجب أن تكون علاقاته بهذا الوسط مجرد علاقات سطحية لا عمق حقيقي لها،كي يستطيع امتلاك حريته فيما يكتبه من دون تخوف أن يخسر صداقاته وعلاقاته الإنسانية.

على هذا الأساس،تعتبر القراءة النقديّة نشاطًا تأويليا فكريا يتطلّب قدرات قد لا تتوفّر عند كلّ القرّاء.فينبغي على الناقد أن يتمتَّع بالذوق الأدبيّ والثقافة والمعرفة اللغويّة والأدبيّة وطرق التحليل والموضوعيّة والإنصاف،بعيدًا عن المجاملة والمداهنة،فيكون حُكمه بدافع الارتقاء بالعمل وبعيدًا عن علاقته بالكاتب.

أقول هذا،إيمانا مني بأن،النقد ثقافة ورؤية،فنّ يشترك فيه الذوق والفكر والفهم العميق.لكنّ النقد قد يورث-أحيانا-العداوة،وعلى حدّ قول الناقد المصريّ شكري محمد عيّاد: "للنقد أشواك : أقلّها إيذاء أنّ المنقود لن يرضى عنك أبدًا".

النقد رافد للأدب وفي الآن نفسه متمم لجمالياته أو نواقصه.والانفصام غير وارد بين عمل الناقد وعمل الأديب لاسيما إذا كان الأديب ذا وعي نقدي،وكان الناقد ذا ميول إبداعية يدعم بها حذاقته التخصصية.

وهذا التلاقي بين الأدب والنقد ليس بالجديد،لكن الساحة الأدبية العربية اليوم تشير إلى عكس ذلك،فالأديب ينظر إلى الناقد أما صديقاً حين يستحسن أدبه أو عدوا حين يكتب عكس ذلك أو لا يكتب أصلا،فالنقد بالنسبة إلى هذا الأديب ليس ذا قيمة علمية كما لا أهمية له في إغناء الأدب وتطويره.ولعل كثيرا من الأدباء العرب يحملون هذا التصور،فيتهاونون في التزود بالثقافة النقدية بعكس أدباء الغرب الذين يدركون أهمية النقد وضرورة أن يكونوا ذوي فكر نقدي، وكثير منهم كان منظِّرا في الشعر والسرد مثل هنري جيمس وفرجينا وولف وألان روب غرييه..إلخ 

على سبيل الخاتمة :

 النقد،كسائر العلوم له من الآداب ما يجب على الناقد اتباعها،حتى يكون النجاح تكامليا،بين العمل الأدبى وما يقابله من رصد نقدى دقيق أهمها: الموضوعية.

على الناقد أن يتحلّى بالموضوعية ازاء أى نص يقوم برصده،أن يغض الطرف عن الشاعر أو الكاتب،ويصب تركيزه على جوانب العمل الأدبي،بنقاط ضعفه وجوانب قوته،باظهار جمالياته، وتمييز عيوبه،دون التطرق الى ذات الأديب،والتهجم على شخصه،كنوع من تصفية الحساب، أو التشفي.

ختاما أقول : لاشك أن النقد ثروة فكرية،بأهميته،وقوة حضوره فى الأدب،فهو يقوّم النص الأدبي،وهيبته فى قلوب الكتاب والشعراء،اذ يصبح الأديب أكثر دقة فى انتاجه،محاولا تلافى الأخطاء فى انتاجه اللاحق،ولكن يظل العمل الأدبى أبقى منه بلا منازع،وأخلد فى القلب والتاريخ والذاكرة.

ونحن في حاجة فعلية إلى إعادة الجسر والوشائج بين القارئ والناقد أولا،ليعود القارئ مرة أخرى إلى قراءة النقد،وهذا لا يمكن له أن يكون إلا بالكتابة النقدية الحقيقية التي لا تمتدح الأعمال السيئة أو تُداهن العديد من الكتاب الذين يعتمدون-الركاكة-منهجا لهم،فإذا ما عادت الثقة بين القارئ والناقد استطعنا أن ننهض مرة أخرى بثقافتنا العربية المتداعية أصلا،ولأستطاع القارئ اكتساب نفس المتعة التي يشعرها مع النص الأدبي حينما يقرأ نقدا حقيقيا.


محمد المحسن



طيبة" خيمة الرسول وسَجٌادة خُطاه شعر : جلال باباي ( تونس)

 " طيبة"

 خيمة الرسول وسَجٌادة خُطاه


شعر : جلال باباي ( تونس)


يُخبرني عطر التراب

بملمس النبيٌ ونبض شذاه

ذي أنوار " أحد " تتماهى

لؤلؤا عند تلال سَماه

والثنايا احاديث ، عِبَرُُ

تتجاذبها الألسن منذ صِباه

ترويك المواقع ، والغزوات

وسيرة القرآن ،

انتم يا رسول الله

هذه " طيبة" 

 تتٌسع خيمة لأصحابه 

وسجٌادة خُطَاه

طُوبى للمدينة ،

تستوي أيقونة الأرض

وبدرا منيرا في مَداه 

تلك الاماكن بطُهرها ناعمة

رُطب ، ماء ، زيتون 

ونخيل يسبح في عُلاه

فنِعم من اقام المسجد 

من صالح السٌَلف

في البدء نُحِتت ملحمة

والمجد ملتصق بمن خَلَفهم 

رجال برَرَة عند مُنتهاه.

.

 عيد الفطر/ ١٤٤٥ هجري

                    ٢٠٣٤ ميلادي




حالُنا في غزَةَ بقلم الشاعر محمود بشير

 حالُنا في غزَةَ 


صباحُ الخيرِ دونِ الخيرِ قد قدِمَا

          وشرُّ الشَّرِّ في أرجائها احْتَدَمَا


نعيشُ الهَمَّ من بُعْدٍ وفي كَبَدٍ

    ونكتُمُ الجُرحَ كي لا يستشيطَ دَمَا

       

فكيفَ المرءُ يهوَىٰ العيشَ في دُولٍ

       تجيدُالقوْلَ أمّا الفعلُ قد حَرُمَا


سليلَ الغَدْرِ من أعدائِنَا عَشِقَتْ

          كأنَّ الجُرْحَ في أجسادِنَا الْتَأَمَا


يهيمُ النَّاسُ والأعداءُ تُعْدِمُهُمْ

       وسيْلُ الدَّعْمِ للأعداءِ ما انْعَدَمَا


مُنِعْنا نفضَحُ الإجرامَ نشْجُبُهُ

      حُرِمْنا الحبرَ والقرطاسَ والقلمَا


وصِرْنَا في بلادِ الضَّادِ نافِلَةً

        ومن قد قامَ مَحْرُوراً فقد لُطِمَا


فلوْلاَ (غزَّةُ الطُّوفانُ)قد نَفَرَتْ 

      لكُنَّا قد نسِينَا (القُدْسَ والحَرَمَا)


فمَنْ في مِثْلِ هذا الحالِ يَفْهَمُنا

          ومن يُرجَىٰ يُزيلُ الغَمَّ والألمَا


يمينُ الله ِ لا نرجُو جمائلَهُمْ

              لأنَّا إنْ رجَوْنَا نحصدُ النَّدَمَا


فما لم نهزمِ الأعداءَ أنفُسُنَا

         يظلُّ الظُّلمُ في أحشائِنَا سَقَمَا

          

محمود بشير

2024/4/11



تونس الخضراء ـــــــــ سمير طاهر الحاجّي


 .... تونس الخضراء ....

-
يا وطني ..
من خضرة أرضك
نشأ حبّ في داخلي
تناثر كسنا مصباح
على بياض ورقي
به الأيّام تفتخر
يا وطني ..
وطن الفكر والأدب
من زرقة سمائك
هذا الكون يبتسم
ومن جنان عطرك
كلّ الورد أقطفه
سلال فلّ وياسمين
بالحبّ أنثرها
يا وطني ..
وطن الحبّ والسّلام
والكرم
على أوتار نسيمك
أنام ملء جفوني
وينزف من جسمي عطر
يفوح كشذى عنبر
لجمالك الفتّان ..
-
بقلمي : سمير طاهر الحاجّي / تونس الخضراء 🇹🇳

أعذرني أيُّها العيد ... !؟ ــــــــــ دخان لحسن


  أعذرني أيُّها العيد ... !؟

أي عيد يَغارُ منه هوايا؟
والغدر لا يعرف للعيد مأتما سوايا
أي عيد والموت في غزة يقتل مُنايا؟
أي عيد والشؤم منذ وعد بلفور
مازال يعربِد ويهَوَّد ويَزيد
ببقايا الانتدابِ بَلايا
أيّ عيد يحلو
والظلام داسَ الوردَ بحَدائقِي وكتب:
" بالجنزير تكون التهاني وتكون الهدايا "
أي عيد والمِقلاع في يَدي يُكافح
وبني يَعربي يُسقطون منه الحجارة؟
اي عيد يَحلو
والدّم بَدل الحنّاء يُخضّب يَدايا
عن ايِّ عيدٍ يتحدثون؟
وهم يضحكون على فقدان مائي
ويمنعون دفنَ اشلائي
أي عيدٍ يحلو ونصفي بِلا عيدٍ !؟
أي عيد والغشمُ نَصَبوا شَجَرة الأعيادِ
وقَطعوا الحَياةَ عن اشجارِ بِلادي
شرّدوا اصواتَ حريَتي
وابكموها من اجدادي حتّى أحفادي
اطفأوا الاضواءَ
وتناسوا أضواءَ النجومِ
تَسطع مِن السماءِ
تمزج ثورتي بعبَق الاعيادِ
التاريخُ يدوّن صمودَ الارضِ والانسانِ
ويُثنى على وِحدة العيدانِ
حين يَستنطقَ صَمتَ الاهلِ والجيرانِ
فيَكتبٍ قصة الاحتِضارِ
حِصار، عَذاب، تَجويع، ابادَة
ودمعٌ يهِيم بَينهم بلا مَأوى، بلا هَوية
اعذرني ايّها العيد
هل اكونُ سَعيدا وفلسطينُ فِي الاحزانِ؟
صَار اسمُكَ عِندي مِن الذكريَاتِ
كتَبتُ لَكَ ذاتَ عامٍ:
أنّي اُعاني وأنادِي بأعلَى صَوتِي
أسكنُ ضريحَ اكفانِي ...!
وبعضُ قومِي لا يبالونَ
في ايديهِم بِترولٌ كالرّصاص
وبِحارهُم تُغرق أعدَائي
اطمَاعهُم حلويَاتُ أعيادِي
مُحنّطة منذُ عَصرِ الغزوِ الى الجَلاء
اعذِرني ايّها العيدُ العَربِيُّ
تزور قيْدِي مَرّة فِي السَنة
وأراكَ يوميًا عِندَ ابوابِ الغُزاةِ
مَهما اسعَدتنِي
فأنا اعيشُ جَوارحَ وطنِي
انّاتُ أطفالِه وآهاتهِم تَصمُّ آذانِي
اعذرنِي إذا خِفتُ مِن سُؤال الامّة
هل ناصَرتم اخوَة الدّمِ والدّينِ؟
أيُّ عِيد يَرعَى ياسمِينةَ عِنادي
وايُّ عيدٍ يُكمّد جِراحِي
يُسمِع صُراخِي، ويُحيِي جِهادي
فَذاك عِيدي
ايُّ عيدٍ لا يُخمِد نِيرانَ ثَورتِي
ولا يُشارِكُهُم مَوتَ الضَمِير
يَكونُ عيدَ مِيلادي
أيُ عِيد يَحفظنِي مِن الاندِثار
ويُعينُني في التُضحِية والنّضال
يُسلّم للاجيالِ مِفتاحَ دَاري
ويَحرسُ مَعهُم مُدافنَ رفاتِي
فَذاك عِيدي
أيها المحتلونَ زورًا
لا تسرِقوا دِماء اعيَادي
سَاخفق وَلَو مَكسورَ الجَناحِ
واحاربكُم صَابرا
علَى خَيبَة أمَمِ الاعيَانِ
لم يُؤَمِنُوا عِيدي
وتحَالفُوا علَى كُسرِ عُودِ العَزفٍ
وعَلى إسكاتِ فنّانَ ألحَاني
أعذرني أيها العيدُ فالاختِيَار
إمّا سَلامًا بِحلّةِ، أو زَكاةً باروَاحِي
أو أجراسًا ترسلُ تكبيرًا
الى رَبّ الارضِ والسّماءِ
اترجّاهُ عَونا بِجنودِ الحَقّ فِي ذِراعِي
اعذرنِي فَقد رَميتُ اليَومَ
كُلّ الاعيادِ عَلى تَقاسِيم وَجهِي
فبَكت حَسرَةً وَصاحَت:
لا تَحلو الاعيَادُ الّا بِاعيَادِ الجَلاءِ
بقلمي دخان لحسن. الجزائر
1 شوال 1445 هـ

بحث ــــــــــ د . صالح وهبة


 بحث

بقلم د . صالح وهبة
"عنوان البحث "
لهذا السبب .. لا نشعر بدوران الأرض
"الكلمات المفتاحية"
الزخم الزاوي ..السرعة النسبية.. the great attractor.. Shanghai maglev ..سنة ضوئية .
المراجع
تقرير العالم جيمس زامبل مان .. قانون الزخم الزاوي …السرعة النسبية .. كمية الحركة الخطية .
"مقدمة البحث "
يتساءل البعض : إذا كانت الأرض تدور ، فلماذا لا نشعر بهذا الدوران ؟ ولماذا نحتاج لقطع مسافة لكي نصل لأي بلد ؟ كان المفروض ننتظر البلد هي التي تأتي إلينا بدل ما نتعب ونذهب اليها !!!
والآخر يسأل : إذا كنا لا نحس بهذا الدوران .. فما هي الظروف التي تحدث حتي تشعرنا بهذا الدوران ؟ وهل سرعة دوران الأرض يمكن أن تتغير على مر العصور والأزمان ؟
هذا البحث سيجيب على كل هذه التساؤلات بأسلوب علمي "فيزيائي " وبسيط ويخاطب كل الثقافات .
لكن الأهم يجب أن نعي جيدا أن هذه الإجابات ماهي إلا تفسير لهذه الظواهر بطريقة الاستدلال الرياضي من خلال علوم الفيزياء والرياضيات على وتيرة (بما أن …وإذن) ..
لذا ، هذا التفسير لا يعادل واحد من بليون من ذرة في جزيء من قطرة في بحر العلم المطلق اللانهائي للعلي القادر المنظم ضابط الكل الذي خلق وصمم ونفذ وأعطى أوامر للأرض وكل الأجرام السماوية أن تسير عليها بدقة متناهية ..
"نبذة مختصرة عن دوران الأرض"
من المعروف أن الأرض تدور حول نفسها (حول محورها ) بسرعة 1670 كم/س وتتحرك في مسار دائري حول الشمس بسرعة 107 ألف كم /س ومجموعتنا الشمسية تدور حول مركز المجرة بسرعة 220 كم/ث ، غير أن مجرتنا نفسها تتحرك في اتجاه هيكل يسمى "great attractor “ بسرعة 3,6 مليون كم/س،
وهذا الهيكل عبارة عن منطقة تبعد عنا بحوالي مليون سنة ضوئية وكتلته أكبر من كتلة شمسنا " مائة كوادريليون مرة" أي (10 أس 17مرة ) ويمتد لمسافة 500 مليون سنة ضوئية ، ومصنوع من مادتين إحداها يمكن رؤيتها والأخرى يستحيل رؤيتها , وكلما نبعد أكثر عن الأرض نجد الهياكل العملاقة ( مجموعتنا الشمسية والمجرة بالكامل ) سرعتهم تزيد بشكل جنوني وكل هذا ونحن لا نشعر بأية حركة على الإطلاق .
وفي سياق متصل .. منذ 4,6 مليار سنة (منذ تكوين الأرض) وهي تدور طبقا لقانون حفظ زخم الحركة الدورانية أو الزخم الزاوي "argular momentum “ , ومع دوران الأرض يدور معها كل شيء على سطحها ويدور معها الغلاف الجوي ( بنفس السرعة وبشكل مستمر )، ولكن تختلف سرعة دوران الأجسام الموجودة على سطحها حسب موقعها الجغرافي فمثلًا ..أعلى سرعة لدوران الأرض يكون على أكبر محيطها (عند خط الاستواء) وتصل سرعتها إلى 1670 كم/س وتقل تدريجيًا كلما نبعد عن خط الاستواء وصولًا للقضبين الشمالي والجنوبي ،
وهذا هو السبب في اختيارنا للمناطق الموجودة على خط الاستواء في إطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية عندها، حتى نستفيد من سرعة دوران الأرض في أن تعطي دفعة إضافية مع دفع المحركات الخاصة بها لتفلت من مجال الجاذبية الأرضية.
والجدير بالذكر .. أن أسرع قطار موجود على سطح الأرض وهو (Shanghai maglev ) سرعته تعادل خمس سرعة دوران الأرض .
والآن ندخل في موضوع البحث بالتحليل والبرهان لتوضيح الاجابة على الأسئلة .
(١) ..لماذا لا نشعر بحركة دوران الأرض ، ولماذا نرى الأشياء الساكنة تظل ساكنة لا تهتز فمثلا : لو وضعنا كأس على مائدة يظل ساكنا ولا يتأثر بدوران الأرض ؟
"التحليل بأسلوب بسيط جدا"
نفرض قطار يتحرك بسرعة ثابتة(منتظمة) مقدارها 300 كم/س ومصمم بتقنية عالية جدا بحيث لا يحدث داخله أي اهتزاز ناجم عن حركته أو أي صوت مسموع بداخله ، وقتها لا نستطيع "ونحن داخل القطار " التمييز بأن القطار ساكنًا أو متحركا لأننا نتحرك معه بنفس سرعته أي أن السرعة النسبية للقطار = صفر بمعنى آخر ونحن بالقطار يبدو لنا أن القطار ساكنا بالرغم أننا نتحرك مع بنفس السرعة.
ويمكن اثبات ذلك فيزيائيا..
لو رمزنا لسرعة القطار بالرمز ع (ا) والركاب بداخله بالسرعة ع(ب) والسرعة النسبية للقطار ع(ا ب ) وكما ذكرنا الركاب داخل القطار يكتسبون نفس سرعة القطار =300 كم /س وطبقنا قانون السرعة النسبية :
ع(اب) = غ(ا)- ع (ب) = 300 - 300 = صفر وهذا يثبت أن السرعة النسبية للقطار صفر أي أن الركاب لا يشعرون بحركة القطار وهم بداخله على الإطلاق وهذا القطار سرعته بالنسبة لشخص واقف عند المحطة = 300 كم / س وسرعة القطار بالنسبة لشخص يتحرك بسرعة 100كم/س (في نفس اتجاه القطار ) = 200كم/س .
"توضيح "..
هذا الشخص يبدو له القطار وكأنه متحركًا بسرعة 200كم/س في نفس الاتجاه وسائق القطار يرى هذا الشخص وكأنه يتقهقر إلى الخلف بسرعة 200كم/س .
. وهذا هو أيضا السبب الذي يجعلنا "ونحن داخل القطار"يبدو لنا أن الأشجار التي نراها من نافذة القطار تبدو لنا متحركة عكس اتجاه القطار بنفس سرعة القطار .
والسؤال: ماذا يحدث لو استخدمت فرامل القطار فجأة ؟
أكيد نجد الركاب كلها تطير داخل القطار بنفس سرعة القطار لأنها(كانت داخل القطار بنفس السرعة قبل استخدام الفرامل ) ولو استخدمنا قانون السرعة النسبية في هذه الحالة نحصل على : ع(ب ا) =ع(ب) -ع(ا) حيث ع(ب ا )ترمز للسرعة النسبية للركاب ، ع(ا) سرعة القطار ، ع (ب) سرعة الركاب وبالتعويض نحصل على :
ع(ب ا) =ع(ب) - ع (ا) =300 - صفر = 300 كم /س
وهذا اثبات رياضي لما ذكرناه
أن الركاب يتحركون داخل القطار عند استعمال الفرامل بنفس سرعة القطار بعد استخدام الفرامل .
هيا نطبق هذا الكلام على حركة كوكبنا (اعتبر للتبسيط فقط أن القطار هو الكرة الأرضية والركاب هم البشر ، طبعا مع اختلاف نوع الحركة فالقطار يتحرك حركة خطية والكرة تتحرك حركة زاوية )….
بما أن الأرض تدور إذن كل شيء على سطحها يدور معها بنفس السرعة بمعنى أننا ندور مع الأرض بسرعة الارض التي تساوي 1670كم/س لو كنا نعيش عند خط الاستواء،، فنحن لا نحس بدوران الأرض بنفس السبب الذي ذكرناه في حالة القطار لأننا ندور معها بنفس السرعة والأهم أن سرعتها ثابتة أي أن سرعتنا بالنسبة للأرض = صفر . والجدير بالذكر أن الأرض تدور حول محورها بسبب قانون حفظ الزخم الزاوي أو حفظ عزم الحركة الزاوية حيث : L= r ضرب اتجاهي P أي L= r* P
(حيث L كمية الحركة الزاوية ،P كمية الحركة الخطية التي تساوي m.v أي حاصل ضرب الكتلة في السرعةالخطية ، r متجه المسافه من الجسم لمركز الدوران ) .
(٢) …لماذا عندما نستقل طائرة نحتاج قطع مسافة للوصول لأي بلد وبمعنى آخر بما أن الأرض تدور فلو أردنا السفر للصين مثلا ، ووقفنا فترة زمنية في الجو
فالمفروض الصين هي التي تأتي الينا وليس نحن الذين نسافر اليها ..ولكن هذا لا يحدث .. ما السبب؟
التحليل ..
الغلاف الجوي يدور بنفس السرعة التي تدور بها الأرض وبالتالي أي شيء داخل الغلاف الجوي (اللي هو احنا ) ندور بنفس السرعة التي تدور بها الأرض وكأننا ما زلنا واقفين .
كما ذكرنا في حالة القطار الذي يمثل الأرض والركاب الذين بداخله لا يشعرون بالسرعة وكأن القطار واقف لأن السرعة النسبية للركاب = صفر كما ذكرنا آنفا.
لكن لو خرجنا من الغلاف الجوي يكون الوضع مختلفا تماما .
( ٣). متى نحس بدوران الأرض ؟
الحالة الوحيدة التي نحس بها بدوران الأرض لو توقفت فجأة عن الدوران وتغيرت سرعتها بشكل مفاجيء .
وعلى لسان كبير الجيولوجيين جيمس زامبل مان حيث نشر تقرير على موقع "لايف ساينس " بالمتحف الوطني للطيران والفضاء بواشنطن حيث قال :
لو الأرض توقفت فجأة عن الدوران هذا لا يعني انعدام زخم الحركة الدورانية أو الزخم الزاوي لها عند خط الاستواء ، لكن تظل حركة الزخم الزاوي شغالة على كل الأجسام على سطح الأرض بما فيهم الماء والهواء (مثل حالة استخدام فرامل القطار وتطاير الركاب بداخله بنفس سرعة القطار ) فتتبخر المياه على سطح الكرة الأرضية بالكامل وحتى الصخور الموجودة على خط الاستواء ستتحرك بنفس سرعة الأرض 1670 كم/س .،
هذه الحركة ستقطع سطح الأرض إلى قطع وشظايا أصغر في الحجم وتتطاير إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي ثم تخرج إلى الفضاء الخارجي وفي النهاية يتم سحب هالة الشظايا الصغيرة بفعل قوة الجاذبية الأرضية وبعدها تلتصق هذه الشظايا المنصهرة مرة أخرى بالأرض وهذا ما يسمى "بالالتحام".
وبخصوص فكرة توقف الأرض بشكل مفاجيء، طمأننا جيمس زامبل مان حيث قال:
فكرة توقف الأرض عن الدوران بشكل مفاجيء ، فكرة نظرية لأن لا توجد قوة طبيعية تستطيع منع الأرض عن الدوران .
(٤) .. هل سرعة دوران الأرض تتغير على مر العصور ؟
التوضيح ..
كما ذكرنا سرعة دوران الأرض حاليا عند خط الاستواء 1670 كم/س وهي السرعة التي تجعلها تدور حول محورها دورة كاملة كل ٢٤ساعة أي كل 86400 ثانية وهذه السرعة ليست ثابتة على مر الزمن بل تقل تدريجيا وطول اليوم يقل في المتوسط بمقدار 1,8 ملي ثانية كل قرن بمعنى من600 مليون سنة كان طول اليوم 21 ساعة فقط ، ولو رجعنا للزمن أكثر نجد الأرض كانت تدور بشكل أسرع وطول اليوم كان أقصر ،
بمعنى: من 4,6 مليار سنة وبعد تكوين الأرض مباشرة كانت الأرض تدور بسرعة رهيبة وكان طول اليوم 6 ساعات فقط .
والغريب في سنة 2020 توصل العلماء أن الأرض بدأت سرعتها تتزايد عن آخر 50 سنة مضت والسبب في ذلك ذوبان الأنهار الجليدية خلال القرن العشرين وبسبب تراكم كميات كبيرة من الماء في خزانات الكرة الشمالي ،
ويعتقد العلماء أن سرعة الدوران هذه مؤقتة وسيبدأ دوران الأرض في التباطؤ في المستقبل .
الجميل في ذلك الموضوع أن سرعة دوران الأرض لا نشعر بها وبدون أي تأثير على حياتنا ..
تخيل حاليا وأنت تقرأ هذا البحث وتشرب فنجان من القهوة، في هذه اللحظة (أنت تسير في الفضاء بسرعة جبارة (1670 كم/س ). يعني أنت في مكان مختلف في الفضاء عما كنت فيه في أول قراءتك للبحث أو في أول شربك للقهوة .
وفي النهاية ..
سبحانك ربي الخالق المبدع المنظم المتسق المدبر ، ضابط الكل ،
والانسان ما هو إلا (بعلمه الصغير ) … (يحاول تفسير الظواهر الكونية العجيبة بالاستدلالات والبراهين والقوانين الفيزيائية بقدر ما اعطيته من فهم له في عقله الصغير ).
سبحان الله كلي القدرة ، كل شي به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ، به نوجد وبه نحيا وبه نتحرك وبه نفهم .

يا عيد الفطر أتأتينا ؟! ــــــــــ الرفاعي الحداد


 يا عيد الفطر أتأتينا ؟!

والأقصى بأيد أعادينا ؟!
وب غ زة حرب ودمار !
والجرح هنالك يكوينا ؟!
....
يا عيداً قتلوا الأطفال
صرخات الثكلى تتوالى
و الغاصب يمشي مختالا
والنخوة قد ماتت فينا !
...
أقبل للأمة بالبشرى
والنصر بمعركة كبرى
ونحرر قدسنا و الأسرى
فنحقق أسمى أمانينا
....
وتعم الفرحة دنيانا
ونصلي العيد بأقصانا
فنعيش سلاما و أمانا
و نردد أغلى تهانينا
....
بقلم / الرفاعي الحداد

غرباء قيد الشّك! ـــــــ دجلة العسكري


 غرباء قيد الشّك!

عشعش النسيان في روضة أجسادنا
فأستعرت جنائنها بالفقدان
أرتحلت جراحنا في غيبوبة الأحلام
فلا آثر يلاحقها ولانعيق الأغراب
لن تبكِ الطيور والأقلام
ولن يثور الوجدان فوق الأوراق
فالبحار أختنقت من الوسواس
الثريا فارقت السماء
أرواحنا صارعت الغياب
أهلكتها الأسماء والأوطان
فالحب دُفن في ثرى الأوهام
لاصوت ينقذه ولا نور المكان
الفراق شبح أختطف الأيام
فأصبحنا غرباء لانستحق الأنتظار
نفتقد النوم والذكريات
ونرتجل الخواطر للرحيل
غرباء قيدّ الشك
دجلة العسكري
العراق ٢٠٢٤

العيدُ المَحزون.. !! ــــــــــ هادي مسلم الهداد


 (( العيدُ المَحزون.. !! ))

===== *** =====
والعيدُ مَحزونُ النّواظرِ
.. مُغرمُ
والعيدُ مَنقوصُ الأماني
.. مُعدمُ
والعيدُ مَجروحُ التّهاني
.. مُعتمُ
فَهناكَ في أرضِ الرّباط
.. ثكلىٰ تَئنُّ
وصدىٰ الرّدىٰ بينَ الأحبةِ
.. مُدهمُ !!
والدّمىٰ العَجماء تَبكي
.. يُتمَها !
وزَيتونةُ الجيران ظلٌّ
.. مُتعبُ
تَشكو فراقاً
.. مُؤلمُ !
..
بقلم /هادي مسلم الهداد/

بالأمس انتظرنا رمضانا ــــــ نهلة دحمان الرقيق


 بالأمس انتظرنا رمضانا

واليوم تبادلنا تهانينا
عيد مضى
و آخر هلً و ينقضي
ماهذي الحياة ياابن آدم سوى لحظة
فاعنمها خير غنيمة ولا تكن متقاعسا
ولا تكن فيها مزهوا ولا متغافلا
فاليوم في هذي الحياة انت موجود. متنعم
و غدا الله أعلم
إن كنت موجودا؟
او صرت في عداد المفقودين؟
بالأمس انتظرنا رمضانا
و اليوم تبادلنا التباريك
عيد مضى
و آخر هل و ينقضي
فماذا جنيت يا ابن آدم من أمسك؟
و ماذا أعددت لآخراك؟
اعمل لأخراك خير لك
و تغاض عمن أذاك
هذي الحياة محطة لن تدوم
فلا تجعل الدنيا مبلغ همك
واجعل رضا الرحمان مناك
و صل على خير الأنام محمد
و صل الأرحام
و أحب الخلق إن كنت تحب الخالق
فمحبة الخالق في محبة خلقه
مالعيد إلا محبة و تراحم
و تسامح و تعاطف و تآلف
بالأمس انتظرنا رمضانا
و اليوم تبادلنا تهانينا
عيد مضى
و آخر هل و ينقضي
فاحذر يا ابن آدم ان تكون من الظالمين
خير لك أن تكون مظلوما
على أن تكون من الطغاة الظالمين
لا العيد لباس و مظاهر زينة
ولا هو ماكل و تبذخ و إسراف
فالعيد بسمة ترسمها على شفاه المحرومين
و بهجة تدخلهاعلى قلوب المكلومين
إلهي بلغنا العيد المقبل
لا فاقدا فينا و لا مفقودين
و يسر كل أعمالنا
و بلغنا أمانينا
نهلة دحمان الرقيق
الاثنان 31/01/2022

الإختبار ــــــــــــ محمد صغير حيزي


 الإختبار

☘️ يا سَرابًا وقف العُمرُ يَومًا
على بابِكِ لم يُفارِق،
وقفت أيّامي الثّكلى
بالحُزنِ تُعانق
أملاً يخبُو في السحاب
بين طَيّاتِ الغُيُوم
يستَشِفُّ مِنكِ الحَقائِق
تِلكَ مُوسى تُمعِِنُ الطّعنَ
وحَرُّ النارِ تَكوي
فمرحى يا حَرائق
ه ه ه
🍀 يا سَرابًا زارَ أحلامِي،
على غيرِ اختيار
فانتشَت تِلكَ اللّيالي
وغاب عنيّ،
أملٌ اللّقاء وانطفَى
عِشقُ النّهار...
تلك عصافيرُ الربيعِ
تبكي على عُمُري
الّذي راحَ شريدًا
فَهوَ عُمرٌ مُستعار
ه ه ه
🍀 جاءني طيفُكِ يَدعُونِي،
فلبيتُ النِّداء،
أسعَدَ فَألُ الحَياةِ
وانحَنى خَدُّ السّماء
قالَ هَمسًا.....
يا حبيبِي، بعدَ صَبرٍ
بعدَ آهاتٍ وأيّام الشّتاء
ها أنا أبشّرُك حبيبي،
جاءك يومُ اللّقاء
ه ه ه
🍀 لَم يكُن عَيشُ حياتِي،
غَيرَ أيّامٍ عديمَة،
يَركبُ الحُزنُ حياتِي
مُنذُ أعوَامٍ قدِيمَة
لَم أكُن غيرُ الضحِيّة
غَيرَ إنسَانٌ على مَرِّ السنين
يَطلُبُ مِنكِ أمطارًا رحيمَة
أحيتِ الأرضٓ ، فصار
عُودِيَ اليابِسَ زهرًا
أنتِ غَيَّرتِ رُسومَه
ه ه ه
🍀 ها أنا أمتطِي مَركَبَ عُمري
أحمِلُ حُبًّا ولِيد،
ليتكِ الأمُّ الحنون،
ليتك الحَظُّ السعِيد
فتمُرُّ أيامي الوليدة
من جديد......
وتكُونُ عيدًا بعدَ عِيد
ويمُرُّ دهري العطشانُ،
يُغنِّي في هواك
موصول النشيد
ش/محمد صغير حيزي

آيا صوفيا ــــــــــــ محمد مجيد حسين


 آيا صوفيا

أسامة بن زيد
يغادر سقيفة بني ساعدة ..
لا وجهة للرُدة
ولا قنديل في دياجير صوتي
والأزرق السماوي
خارج الدمع ينتظر ..
محمد الفاتح … آيا صوفيا
وما وراء دموع
ربة الينبوع ..
الكراهية في مواجهة (دنا DNA)
وسنارة قلقي
لا حدود لذهولها
حَمامات الدم ..
حمامات بيكاسو
جمهور الجسد ..
محمد مجيد حسين – سوريا

انسياب ــــــــــ د/ مهدي داود


 انسياب

*****
حين تتمدد كلماتي بين ربوع الهمس
أشعر أني همس حياة
أشعر أني لحن ضاع صداه
تنكسر الأوتار الحرفية
تنكسر الدلالات العفوية
تصبح كلماتي مثل سراب
وأفتش بين دروب الكلمات عن بسمات
عن ومضات
أو أبحث فيها عن آهات
لكني في وسط الآهات
تنساب كل حروفي في كلمات
تتمدد تبحث عن ذات
مقطوعة للشاعر
د/ مهدي داود