يا مانح الرحمة هبني
من وسعها ما طلبته منك
غفران ازلي امنحني محبتك
اقبلني بفردوسك الاعلى بطفولتي ظلمت من بني الإنسان وتفتت جسدي
صار شظايا مجزوءة مبعثرة على أيادي حاقدين
أصبحت شهيدة ترثيني أمي ايام طوال لسنينها بالالم
ما بال دمعها لا يهدأ اصبحت مكسورة الفؤاد تنادبني الحظوظ
بين ليلة وضحاها فرضوا علينا الفراق باجحاف من دون سبب يذكر
أمست دموعها نازفة كبراكين ملتهبة تجارف احزانها الساخنة ثوران
ويلي على قلوب الشر كيف كسروا خاطرها فجأة لتنوح مدى دهرها
تحاكيكم روحي الان لظلم أحاط نفسي منهم أصابها جزع وخسران
انا رفيقة حضنها الدافئ كنت بأيام الرغد فقد حرموني حنانها لكره
عشعش بصدورهم ليطعنوني بخناجر الظيم الاسود المملوء داخلهم
زرعوا أحقادهم في بساتين ورودي اليانعة فتصحرت لتصبح جفاف
هكذا يجهضون اعمار الطفولة يقتلون السلام الأممي لينزعوا فرحنا
تموت اعراسنا وتنتهك الضحكات البريئة وتسجن في توابيت القهر
لتنصهر سعادتنا بأعماق جحيمهم فتذوب الاحلام في أقفاص النزع
جعلوا من سنابل الحقول الخضراء مكانس ذاك خبثهم لأنهم اشرار
كلما دمروا عناوين حضارة اخذهم الرضا وازداد بهم العنفوان لغدر
اضاعت سنين انفلاتهم دون حسيب فأصبحوا قطعان افتراس بشر
هرسوا الرضيع والهرم داسوا العجوز شرحوا مستورات العورة للذل
يا قساة القلوب لما نزعتم الغصن الندي وجففتوا العود اليابس لنذر
كنت بخورة مبخرتها بمحراب قداستها وعطر طيوبها بيوم عرسها
كنت شمعة ظلامها الموقدة إذا اجفلها النوم بازعاج لتهدأ بسكينتها
فبجهلكم جعلتم حياتها موحشة تؤول للخراب تساكنها كل غربانكم
على باب بيتها ينوح بوم الحرمان فلا يولد لها رضيع من هذا اليوم
جفت منها الأثداء تيبست عروقها ونحل جسدها صار هيكل عظمي
اني رافعة شكواي للذي لا يغفل عن أمر لمحاكم يوم يكون حسابكم