الأربعاء، 4 مايو 2022

** همسات الذكريات ** بقلم الشاعرة قمراَلنميري

 ** همسات الذكريات **

اِعْتَادَتْ رُوحِيٍّ اَلسَّفَر ;
فِي مُحِيطِ اَلذِّكْرَيَاتِ اَلْهَائِمَةِ;
عَلَى شَطَّ اَلْأَحْزَان;
لِأَمْسَح بَعْضًا مِنْهَا ;
حَيْثُ أَحْمِلُ فِنْجَان قَهْوَتِي;
اَلْفَرِيدَة اَلْأَصِيلَة هَذِهِ اَلْمَرَّة;
كَانَتْ قَاتِمَةً حَالِكَةً ;
سَكَنَهَا اَلسَّوَادُ ;
تَتَنَكَّرُ وَتَتَلَوَّنُ ;
عَلَى وَقْعِ اَلْوَجَع ;
وَحِكَايَةِ اَلزَّمَانِ ;
مُوسِيقَى اَلْحُزْنِ تَأْسرُنِي ;
تُثْلِج قَلْبِي مِنْ اَلتِّيهِ ;
وَلَيْلٍ عَاتِمٍ يُخْفِي نَحِيبًا مَرِيرًا;
فَرِوَايَتَيْ صَغِيرَة ;
وَوَجَعِيَ كَبِير ;
وَفِي اَلْعَيْنِ دَمْع مُنْحَبِس ;
يَشْكُوهُ اَلْفُؤَادُ ;
لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْرُخَ ;
لَكِنْ أَتَنَهَّدُ وَفِي كُلِّ تَنْهِيدَةِ;
أَلْفِ اِنْكِسَارٍ ;
فَهُمْ لَا يَرَوْنَ أَوْجَاعِي ;
وَأَنَا لَا أُعَبِّرُ بِالْكَلَامِ ;
وَحِينِ اُصْمُتْ;
لَا يَعْنِي أَنَّنِي لَا أَتَكَلَّمُ;
يُرَاقِصُنِي اَلْوَجَعُ ;
عَلَى إِيقَاعِ اَلْمَاضِي ;
لَكنَّني أَبْقَى صَامِدَةً ;
لَا أَتَغَيَّرُ حَتَّى وَإِنْ سَرَقُوا ;
مِنِّي حَيَاتِي . . . وَأَحْلَامِي . . . وَسعَادتي . . . وَابْتِسَامَتِي .....;
رَغْمَ ذَالِكَ لَازَالَ قَلْبِي ;
بِالْحُبِّ ...وَالْأَمَلِ ...وَالتَّفَاؤُلِ... يَتَعَطَّرُ ;
تَجَاوَزَتْ مِنْ خِلَالِهِمْ اَلْخَوْفُ ;
مَا عُدَّتْ كَمَا كُنْتُ سَابِقًا ;
أَتَأَثَّرُ . . . . وَأَتَأَلَّمُ . . . ;
نَعمَ إِنَّنَا نَتَغَيَّرُ;
تَغَيُّرُنَا اَلْكَلِمَات . . . وَالْمَوَاقِف . . . . .
لكِن نبقَى كَما نحن بالحُب نتعطّر
فَذِكْرَيَاتي أَرَاهَا تَطْفُوا عَلَى فِنْجَانِي;
تَغُوصُ فِي أَعْمَاق رُوحِي;
أَرَاهَا تَتَأَرْجَحُ بَيْنَ اَلْمَاضِي وَالْحَاضِرِ ;
تَائِهَةٌ هَمَسَاتِي ;
بَيْنَ كَلِمَاتِي وَفِنْجَانَي ;
وَتَقَلُّبَاتُ اَلْأَزْمَانِ حَائِرَةً;
بَيْنَ أَوْجَاعِ اَلتَّأَمُّلِ ;
وَمَرَارَةِ اَلتَّفْكِيرِ;
عِنْدَهَا أَدْرَكَتُ وَاِتَّخَذَتُْ اَلْقَرَارَ;
أَنَّ اُسْكُبْ قَهْوَتِي اَلْمَرَّةَ ;
لَاخلطهَا بِحَبَّاتِ اَلسُّكَّرِ ;
واتَذُوقَهَا بِطَعْمِ اَلْحَيَاةِ اَلْوَرْدِيَّةِ;
وَأَرْسمهَا نُورًا وَضِيَاءْ ؛ وأامل بغد أجمل
قمراَلنميري
Aucune description de photo disponible.

الاثنين، 2 مايو 2022

إلى أين تمضين.. في مثل هذا الفراغ العظيم..؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 إلى أين تمضين.. في مثل هذا الفراغ العظيم..؟!

الإهداء: إلى تلك التي أبرقت إليَّ أوجاعها..وحين تصفحتها..أسرجت دمي إلى شهقة العاصفة..
(كلما لاح بين المرايا..كهل جنوبي متعَب..عانقيني..ليس بين المرايا..سوايَ")
..منذ سنين عجاف..
أبحث عنكِ
أكاد أصيح:ترى أين أنتِ!؟
ويتوه الصّوت سدى في الدروب
وفي غمرة الغيب أهذي :
لِمَ..
أسقطتني القوافل من دربها
ِلمَ..لمْ تصل ومضتي للمرايا
لِمَ..بعثرتني الفصول..
بين شتيت المدى
والوصايا..؟
وأظلّ أمارس وهمي..
وأرسم على صهوة الرّوح
ملامحَ جرحي
إلى أن يعبرَ القلبُ بوابةَ العمر
لكنّني..أبدا لا أراك..!
* * *
هاهنا يجترح الغيم أحزانه
تجيء البروق وتمضي
تبحث في أعين العاشقين
عن غرّة الفجر..
وتستطلع الصّبح
في شهقة العابرين..
وأعيد السؤال:
تُرى..هل أضعتكِ..؟!
أم أراني أسافر خارج الظل
ليهجعَ القلب في صمته
ريشة في مهب الهلاك..
* * *
إلى
أين تمضين في مثل هذا الفراغ العظيم..؟!
وكيف أظلّ وحيدا أتهجّى..
همس خطاك
وكيف لي أن أحتفي بالماء
في لجّة البحر
وكل النوارس
تسرج أشواقها للرحيل..؟!
..ههنا يبحث الغيم عن دمع زيتونة أهملتها..
الحقول
ويطرّز من أدمع العاشقين وشاحا
للذي سوف يأتي..
كما لو تجيء الفصول بما وعدته الرؤى
لكن..ترى..
ماذا سأقول إذا جاءني الماء والملح
بأشرعة مزقتها السيول؟!
-ربّما لن يكون الذي ينبغي أن يكون-
وربّما لن أضيء زمانا جديدا..
على شرفة في يديك
وربّما قد أرشف من مهجة العمر..
كأس المساء الأخير..
أو قد أظلّ
أبحث عنك في ما اعتراني من العشب
والطين
والدّمع
وأطرّز عمري فصولا على راحتيْك..
ويغفو الوجْد في غربة الغيب
يهفو إلى عطر صداك..
وتمرّ غيومك جذلى..
تلامس نرجسَ القلب
لكنّني..
أبدا لا أراك..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

* زغرودة وجع - بقلم الشاعرة روضة بوسليمي

 * زغرودة وجع -

كلّنا ولدنا ليلا
جميعنا سنمضي غرباء
وانا لا آبتسامة لي غير التي سلبت منّي
أطلق زغرودة وجع مكتومة
معلنة عام الحزن
انا التي أبتهل لربّ المستضعفين
حتّى يهاجر الذّبول إلى موطن آخر
غير عيني
ايّتها المآقي ، سلي البحر
ينبئك بما يفعله الملح بالجرح
سلي الصّبر يدلّك على مناديل
وحدهنّ كفيلات بكفكفة الدّمع
سلي الله عكّازة من نوره
يرسل الشّمس علينا مدرارا...
انا التي ضربت مدينتي زلازل الوحشة
فصار لي في مدائن بعيدة
احبّة يبادلونني الرّسائل والغربة
وكلّما هزّني الشّوق
ارسمهم على سقف بيتي
وأقول مرحى بالأقمار
انا التي تجرّأ الصّبر على التغزّل
بآهاتي المرتعشات
فشيّدن صرحا لآنتظار اللّيل
فقد جرت العادة
ان يراود السّمر البوح عن نفسه
فتولد قصيدة
جديرة بأن تعلّق على غصن نجمة
ظليلة ...
انا التي جاء في أقدارها
انّه كتب عليها البوح مرّات دأبا
وقدّر عليها وضع بذر النّبض في سنابله
إنّ نهاية السّنين العجاف لقريب
ولانّ الذّكريات لا تعيد لي المشهد مكتملا
نابضا كما قلبي الآن
أعلن أن لا اعتكاف في محراب الذّكريات بعدُ
وأعلن خشوعا مقدّسا في محاريب الأماني ...
••••••••••••••••(( روضة بوسليمي ))
Peut être une image de 1 personne et intérieur

لو خيروني بقلم عفاف الفندري

 لو خيروني ان اتربع على عرش الدنيا...

لاخترت ركنا صغير بين ضلعيك،
لو اجبروني على النوم على ريش النعام...
لهربت لدفء اخضانك،
لو طلبوا مني النظر الى كنوز البحار...
لابحرت في دموع عينيك،
لو ارادوا مني تقبيل كل الماسات...
لقبلت مرمر شفتيك،
لو قدموا لي الشراب في كؤوس ذهبية...
لشربت من نقاء كفيك ،
لو توجوني سلطانة على الملوك...
لاخترت ان اكون بين ذراعيك ..
*** عفاف الفندري ***
Peut être une image de 1 personne, position debout et texte

—وعاد العيد يا أسمر —-بقلم الأديبة فائزه بنمسعود

 —وعاد العيد يا أسمر —-

وعاد العيد يا أسمر
بلا طعم ولا لون
وطمس البعاد
أثرالفوشيا والأخضر
على رصيف الحياة
أنا روح هائمة
تبحث عن طيف حبيب
نفاه القدر
انا شبح
مقيم على
خدود القمر
أتوسّل للمسافات
علّها تمنحني
تذكرة سفر
وطريقي اليك طويلة
والسير بلا رفيق
موحش ومقصر للعمر
أمشط شوارع الظلام
ومع الاحزان صراعي مستمر
وبالانتظار أتسلّى
وأتصبّر
والروح اليك ترحل
مع كل نسمة تعبر
كل كؤوس الغياب
تجرعتها
بطعمها العلقم المر
أرقب سماء اللقاء
علّها تمطر
وتسقي أرضي اليباب
انا ظمأى لرؤيتك
وعلى بعادك ما عدت أقدر
ركبت في هواك الصعب
وبحر الهوى بلا قرار
تعبت ومزقت عواصفك
أشرعتي
فكيف النجاة واين الفرار؟
وعاد العيد يا أسمر
ووجع التنائي
مزّق رداء العمر
وما زلت استجدي
اللقاء من القدر
الغياب دينك
والصبر ديني
ومن مات على دينه
ما صبَـأَ ولا كفر..
فائزه بنمسعود
19/7/2021
من ديواني (تراتيل على رفات القصيد- تحت الطبع)
Peut être une image de 1 personne et texte

ليلة واقفة بقلم ‏طارق الصاوى خلف

 ليلة واقفة

رابط أمام شاشة التلفاز، سحق الفراغ بقضم أظافره ببقية قواطعه، هز ساقيه بيأس، نظر بقلب منفطر من النافذة للشارع الخالى، ملأ فمه بالترمس و الفول السودانى، حوقل غضبا على فيروس حرمه طقس يجلب بهجة لقلبه وهو يثير تراب السكة ساعيا للحلاق وقت الذروة مع انتصاف ليلة وقفة العيد، يحشر نفسه بين المنتظرين على الأريكة أمام الصالون العتيق، ينازعهم على الدور، يتقبل على مضض حكايات الزبائن، أغاظه تكرار صهره لشجار هو شاهده الوحيد، أظهر نفسه بطلا فى عيون المستمعين، نفخ شدقيه متبرما، مال على شقه، اتكأ على ذراعه، كتم اعتراضه على زخرفة كلامه : تسامحا مع نقله للحد لعله يقلع بالحسنى، استهواه الطمع، قص بفأسه ليلا الشريط الفاصل بيننا، قطم جزئا من حقلى، ضمه لحيازته، نقبت عن عمودا من الحديد دفنه أبى كحكم عدل عند اختلافنا، شكوته للعمدة،
رفض حضور المجلس زاعما وجع أسنانه، زاغ من حكم سبكبله بأغلال اللوم، جهرت بنيتى" سأرد حقى بزندي"، ألقى بطاقيته على فخذه، هرش رأسه، ابتلع ريقه مانعا نفسه من مقاطعته اكمل نسيبه :طار وعيدى إليه، شمرت فى الفجر عن همتى، رويت الأرض الشراقى، تخطى الماء خطا ترابيا، تلاشى الفاصل الكاذب، أغرقت نصف مساحة جارى المعدة للزراعة.
منحه الراوى سيجارة ليواصل سكوته ، يتفادى ثورته فى ليلة العيد السابق رفضا لتزوير المتكلم لحدث أقسم على أن يشهد بالحق، قطع بقوله عروة الصلة مع صهره: لم يجرؤ نسيبى على الصياح بوجه جاره" أعلى ما فى خيلك اركبه" وفى الخناقة تلجلج صوته، لم يقل له انه "سُيلحس التراب" للمسك بطوق جلبابه، تدخلت حتى لا يختنق، رفع الجار فأسه ليهشم بها رأسه، سابق زوج شقيقتى القطار فى الجرى، نجا من طيش جاره المصمم على فحته ، قفز للترعة ...
ود لو ذكر لهم نهاية المعركة، بيد أنهم أسلموه من قفاه ليد حلاق ضعف بصرة، ‏رش الحلاق فى عينيه الماء، مسح ذقنه الحليق بالكحول الأبيض، كتم تأوهاته من التهاب بشرته، توعدهم أن يقص الحقيقة فى ليلة العيد القادم.
‏طارق الصاوى خلف

هنا تونس بتوقيت ثورة التحرير بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هنا تونس بتوقيت ثورة التحرير :

لا يجب أن تنتهي الحياة..إكراما لشبابنا الذين تسابقوا إلى الموت،إعلاء للحياة..وتمجيدا للحياة..
تقتادك الثورة التونسية من يد روحك،وتمضي بك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض. فأنت إزاء هذا الفعل الإنساني الجبّار،حائر على غير مستوى،ثمة دم أريق ولم تكن تملك سوى الحبر،وما من حبر يرقى إلى منصة الدّم.وحتى حين يمور الدّم في جسدك باحثا عن مخرج،فإنّك حينئذ ثائر لا شاعر.وليس معنى هذا أنّ الثورية تنافي الثقافة،أو أنّ الثقافة متعالية على الميدان،ولكن لابد من تفادي خلط الأوراق،فلا يمكن للمارسة أن تتحوّل إلى حكم قيمة أدبي،مع أنّ الحبرَ عرضة لإختبار دائم-لقد خلصنا من ترف الكتابة للكتابة وهي ذي الثورة،بوهجها وضرائبها البشرية،تعيد إنتاج السؤال التقليدي عن جدوى الكتابة..!
وإذا كان السؤال قاسيا أو عصيا على الجواب،فلنبحث عن صيغة ثانية:» هل من عزاء في الكتابة؟»
ويرسلك هذا السؤال إلى مستوى آخر من المشكلة،يتصل هذه المرّة بكينونة المثقف المتورّط بوجوده في زمن ملتهب :
هل قدرك أن تلبس هذا اللبوس الماسوشي،مقرّعا حيّزك الفيزيائي المحدود،بدعوى عدم صعوده إلى لحظة الإشتباك؟..
وحين يدخل المثقف العضوي-مع الإعتذار من غرامسي-على الخط،فإنّك في مستوى ثالث من الحيرة : كيف أمارس كمثقف وكيف أكتب كثائر؟
وفي كلتا الحالتين : ألست (بضم التاء) مثقلا بأسئلتي الوجودية،أنا المفرد في فضاء محذوف؟ فكيف أتحوّل إلى خليط فعّال في نسيج الجماعة؟
ولك أن تعتبر،في طفرة يأس أو ضجر،أنّ ماسبق ليس إلا دلعا لغويّا،وأنّ عليك أن تعود إلى سؤال الأسئلة عن دورك،مثقفا في هذه الملحمة.وساعتها لا مناص من مستوى جديد يدعم حيرتك الأولى،هو أنّ الثورة هي نشيد الجماعة ومرآتها،وليس الفرد إلى نبرة في إيقاعها الجمعي المتكاثر.
بهذا لن تكون ذاتك إلا بالحد الذي تسمح به الثورة،فهي تهدّد الثقافة بالتنميط.
وحين تنأى عن الإمتثال للثقافة السائدة،فمعنى ذلك أنّك اخترت الغربة-أمغترب ومثقف ثوري في آن..؟!
كيف تلتئم المعادلة..؟!
حين هبّت عاصفة السابع عشر من شهر ديسمبر 2010 لتخترق سجوف الصمت،وتنير درب الحرية أمام شعب ظل يرسف في الأغلال عبر عقدين ونيف من الظلم والظلام،في تلك اللحظات الخالدة تملّكني إحساس باللاجدوى..ماذا يمكن للمرء أن يفعل؟.
كيف يمكن أن يكون عمليا وهو لا يتقن غير الكلمات؟ !.
حتى الكتابة عن حدث جلل بحجم الثورة التونسية لا ترقى إلى منصة النضال.
كنت أدوّن جميع ما أرى،-مكتفيا- بالتفرّج على الدّم التونسي مراقا وعلى الجنائز تسير خببا في اتجاه المدافن..
هو ذا الموت فرجويا متوحّشا قاسيا فظّا بدائيا ساديّا همجيّا عاتيا ضاريا فاجعا.
هو ذا القتل على مرأى من الدنيا وحفاة الضمير..!
الأرض التونسية لم تصَب بقشعريرة ولا بإندهاش.إنّها تأكل بنيها..!
جميع التفاصيل التي اجتذبتني إليها دوّنتها.
معي الآن من التفاصيل ما يكفي لتأليف كتاب.
كيف يرتقي المرء إلى مستوى ما رأى،كيف يكتبه محاطا بهالته الأسطورية دون أن يقع في نقل الوقائع أو وصفه وصفا إخباريا مسطّحا يفقره ويلغي كثافته..؟!
كيف يكتب جانبه السحري الأسطوريّ المروّع..؟
الحياة أقدس من النص،والفعل المقاوم أعظم من أن تحيط به الكلمات،لا سيّما إذا كان الفعل أسطوريا رسوليا على النحو الذي رأيت..
ولكن..
لا يجب أن تنتهي الحياة إكراما لشبابنا الذين تسابقوا إلى الموت إعلاء للحياة وتمجيدا للحياة.
أنا على يقين من أنّ الإستبداد سيظلّ يدحرج -غلاته وصانعيه-بإتجاه الهاوية حيث لا شيء غير الموت وصرير الأسنان.
يا تونس الصابرة نحتاج قليلا من صبرك الرباني فالرّوح محض عذاب.
-قصر قرطاج-ينوح في السرّ على «أمجاد» من سكنوه.وطائرة المخلوع/الراحل..ترتحل وتحلّق في الأقاصي في اتجاه المنفى البعيد.
والحرية تتمطى في اتجاهنا عبر الدموع.
ولنا أن نفرح.لنا أن نهلّل.وطوبى لأمهات الشهداء لأنهن عند الله يتعزين.
غريب أمر هذا الشعب التونسي لا يكتفي بالخبز بديلا عن الحياة والكرامة.
مدهش أمر هذا الشعب التونسي الذي ارتقى بقراره إلى منصة الإستشهاد.
ومدهش أيضا أمر هذا الشعب الذي اتخذ قرارات مصيرية يهون دونها الموت.
وإذن؟
هي ذي تونس إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،أقاصيص وملاحم..سماء تنفتح في وجه الأرض..أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.
الأرض والسماء يغدوان واحدا.
على سبيل الخاتمة :
لا تزال كلمة الرئيس الأمريكي السابق أوباما بُعيد لقائه بالرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي في شهر ماي من سنة 2015 تلامس عين الحقيقة إذ "أنجزت تونس أمورا خارقة خلال السنوات الخمس الماضية،ولكن تلك السنوات لم تكن قطّ باليسيرة.إذ يشعر الشباب بالإحباط لأنّ التغيّر الجوهري المنشود لم يحدث بسرعة أكبر،كما يواجه معظم التونسيّين إدراكهم أنّ الديمقراطية سباق ماراثون وليست بسباق عدْو عاديّ.
ولكنّهم رغم ذلك يحافظون على التزامهم الثابت بالنجاح حتّى وهم يواجهون خيبة الأمل والحقيقة القاسية..حقيقة ما يتطلّبه دفع عجلة الديمقراطية من عمل و جهد. و
تستند علاقتنا مع تونس على ركائز ثلاث إن هوت إحداها أحدق الخطر بالبنيان كلّه : ترسيخ الديمقراطية الفتيّة وتعزيز الأمن الذي اُمتُحِن بشدّة،وتحفيز النموّ الاقتصادي المستدام الشامل للجميع.
ويقع على عاتق الولايات المتّحدة وأصدقاء تونس الآخرين مسؤولية المساعدة كي يبقى هذا الأساس صلبا قدر الامكان والدعم لهذا الالتزام كي يؤدّي إلى النجاح والتأكّد من أن تحظى تونس بكل الفرص لتحقيق حلمها في الديمقراطية."
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne