السبت، 1 يناير 2022

قراءة نصية في قصيدة (ويُمَنْجِلُ غُربتي) للشاعرة الأردنية آمال القاسم - هاشم خليل عبدالغني

 قراءة نصية في قصيدة (ويُمَنْجِلُ غُربتي)

للشاعرة الأردنية آمال القاسم
- هاشم خليل عبدالغني
آمال حسن القاسم الملقبة "بسكرة القمر " أديبة أردنية تنوعت كتاباتها الأدبية في شعر التفعيلة وقصيدة النثر والومضة والرسالة والخطابة والمقالة وقدمت العديد من الإضاءات النقدية والشهادات الإبداعية، شاركت في العديد من المهرجانات المحلية والدولية .عضو في مؤسسات ثقافية محلية وعالمية .. نشر لها قصائد ومقالات في المجلات والصحف االعربية والعالمية وترجم لها العديد من قصائد إلى الإنجليزية والصربية والإسبانية والفرنسية،نشرت قصائدها في عدة كتب نقدية مترجمة إلى عدة لغات عربية وعالمية .. رئيسة اتحاد لقاء الشعراء والأدباء والفنانين العرب فرع / الأردن، حصلت على عدة جوائز عربية وعالمية ، حصلت على عدة اوسمة وجوائز منها :أجمل نص نثري عام ٢٠١٦ في الأدب النسوي،وحصلت على قلادة الإبداع في مهرجان القصيد الذهبي في تونس عام ٢٠١٦،كما حصلت على وسام بيت الثقافة والفنون في عمّان / الأردن،وحازت على وسام الإبداع الصادرمن سويسراعام ٢٠١٧.
كُتِبت عنها دراسات نقدية موثقة في الصحف المحلية والعربية والعالمية شاركت قصائدها في عدة كتب نقدية مترجمة، إلى عدة لغات عربية وعالمية..لها مخطوطان قيد الطباعة بعنوان " سكرة القمر " و " شهقة ماء ".
عنوان القصيدة (ويُمَنْجِلُ غُربتي) بؤرة اثارة وادهاش ، بؤرة تتجمع فيها دلالات النص ، من صور وافكار ورؤى، وهذا يندرج تحت ما يمكن ان نسميه الجمالية الفنية والشعرية للقصيدة….
من الذي يمنجل( يجتث)غربة الشاعرة ،؟ والغربة اشكال متعددة منها : الغربة الذاتية " الوحشة " وغربة فقد الأحبة ،غربة البعد عن الوطن ، غربة الهجرة والنزوح من الوطن ، سنحاول الإجابة عن هذا التساءل من خلال إلقاء الضوء على القصيدة ، التي تتسم بالصدق والرقي اللغوي الشفاف، والبناء الفني المتوازن والصدق العاطفي والزفرات الوجدانية .
في مطلع القصيدة تعرف الشاعرة بنفسها " أنا يتم السؤال"في اشارة إلى أنها تعيش أزمة حقيقية ،مبعثها المعاناة والألم، تحمل سؤالها اليتم القلق تطرق الأبواب باحثة عن إجابة تريح اعصابها ، وتبدد احساسها بالغربة وفراق الأحبة ، الذي اوقعها في فخ الضيق والألم ، بسبب فقدانها للأمل والنظرة الإيجابية المستقبلية ،ومعاناتها من الجمود بسبب استحالة وجود شيء جديد في حياتها ،
بالإشارة إلى أنها يتيمة متفوقة على اقرانها ، فهي سؤال صعب ،مطالبها وعرة وسهلة ، سؤال يطرق الأبواب بحثا عن اجابة تشفي صدرها ، وتواصل التعريف بنفسها ، أنا صرخة من القلب ، أنا صيحة احتجاح مشبوبة العاطفة ، أنا وهن وضعف العشب في الثرى الندي .
وتتابع الشاعرة تعريفها بنفسها ، أنا ضوء مصباح الرأي السديد ،أوضحه وأبينه وأحرره من الوهم والإعتقاد الخاطئ سعيا لمعالي الأمور ، أنا من يستطيع ترميم أثار الهموم وإعادة تشكيل وتعين الإتجاهات الصحيحة لحياتي.
يمتصني الغيم رشفة رشفة .. رشفا رقيقا ، والصق أجزائي مرة بعد مرة بخيط أمل مرتجى تارة وبخيط الإستنزاف والابتزاز تارة آخرى , في ليلة باردة ، رشفت فيها الهموم قطرة قطرة .
أَنَا يُتْمُ السُّؤالِ،
أَقِفُ عَلَى كُلِّ بابْ .. أنا صَرْخةُ الْعُشْبِ ...
في آهاتِ الثَّرَى .. أَنا فِضّةُ النّورِ في السّنا ..
أَنا رَميمُ الْبُوصَلاتِ.. يَمُصُّني الْغَيْمُ قَطْرةً .. قَطْرَةً ..
وَيُخيطُني خرائطَ للضّبابْ !
أدركت الشاعرة بحواسها أن حظها عاثر ،ووجعها قديم ٌقديم ، قبل أن تلدها أمها، وكل ما حولها يعرف ذلك ، حتى قلب أمها ،كان يعرف ذلك منذ بدء اعراض الطلق مصحوبا مع ألم الولادة ،وهي تدعو ربها بيقين ثابت لا شك فيه ، أن يحفها ببركاته ويبارك لها في مولودها ،وهي في حالة من عدم الوضوح والتوازن بجانب تلة جدباء ،وقد اصابها التعب والاعياء ، وهي بين الحياة والموت .
أَعْرِفُني قَبْلَ أنْ تَلِدَني أُمِّي ،
وَيَعْرِفُني النّعْناعُ وَالنّوّارُ والرّيْحانُ،
ويعُرِفُني مَعِي قلبُ أمّي ..منذُ تَيَمّمَ بكفَّيْها التّرابْ
ومُذْ صَلّى ماءُ يقينِها.. في سُرّةِ السَّرابْ ..!
قُرْبَ تَلَّةٍ تَلْهَثُ بِالرّمادِ والرّدى ..
بعد حديث الشاعرة عن الألم الجسدي والعذاب النفسي والألم العاطفي ، الذي كابدته بعد وفاة والدتها وأفسد حياتها التي ترقد عند سفح تلك التلة ، تنتقل للحديث عن الآلالم المزمنةالتي تجشمتها عند تلك التلة ،حيث تقول: كان جسدي المنهك الضعيف يستلقي على فراش بسيط تارة تصحبة الالام غير عادية ،وتارة يبتعد الألم ويتوارى،ونفسي يمزق ترددات الصدى ويدفنه في رئتي ،ويحش وحشتي، فيطمئن الجسد ويسكن وجعه، الملفع في رداء شتوي بسيط .
كانَ جسَدي يسْتَلْقٍي ... بينَ ملحٍ وغيابْ
وكان نفَسي يخْتَرِقُ الصّدَى
يدُسُّ الرّيحَ في رئتيّ .. ويُمَنْجِلُ غَربَتي
فيستريحُ المدى ... في مِعْطَفي الشِّتْويِّ
تبدأ الشاعرة البحث عن أعطاء معنى يوضح ما مرت به من احداث، من عمرها الذي مضى ، لجأت الشاعرة لقارئات الفنجان والأبراح والمنجمون ، الذين يدعون القدرة على كشف المستقبل ، واحوال الناس ،فلم تجد لديهم ما يشفي غليلها ويجيب عن تساؤلاتها، وتصفهم بالكذب ،وبأن كلامهم غير موثوق به .
ومن الجدير بالذكر أن الاسلام حرم الذهاب للمنجمين والعرافيين والكهنة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :"مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم" .
ثُمّ يُشْرِعُ صَدري للتّأويلِ .. ولِلْعُمْرِ ِالّذي غابْ !
لَوْني المُبَلَّلُ بالفناجينِ والبُنِّ .... يَرُجُّ الأبْراجَ وَالتّقَاويمَ ،
لِيَتَرَجَّلَ الْجَوزاءُ مِنْ فُلْكِ ظنّي ... ومِنْ أحاديثِ الْعَرّافاتِ ،
والّذينَ نجّموا وما صَدَقوا :
وتشير الشاعرة إلى أن الاحوال تتغير والامور تتبدل ، فهي شائكة ومتشعبة وحارة تشبه دموعي ، التي تفوح منه رائحته صفاء قلب ونقاء سريرة جدتي ، المطعم بالشوق لأيام خلت ، التي تلامس شغف القلب... "من نجد به الخير والإخلاص ندعو لبقائه، ومن فيه شر فليرحل" .
ويصيرُ الْبَحْرُ حَساءً حارًّا
يُشْبِهُ دمعي .. رائحتُهُ كمّونُ جدّتي ..
المسافرُ في حَنين الْغَيْم ..وفي شغافِ السّحاب ..!
وتتذكر الشاعرة أيام الطفولة ، فيداعبها الشوق والحنين ألى ماض جميل فتحملها الذكريات إلى بيتهم القديم ، فالبيت القديم حنين لا يهجر القلوب فتستذكر شجرة التين وما تبعثه فيها من توجع وتأوه ألماً ، ما زال مقيما في كيانها ، وتستذكر حنوها على عصفور جريح ،كانت الشاعرة تسترق لصوت لتغريده الذي كان يملآ المكان ، وقت الشروق والعروب ، وبحثها بين القش عن بيض الحمام ،كما تشير أنها تشعر بالخيبة والهزيمة ، لأنها فقدت الحكمة .. حكمة النمل ،حكمة النمل الذي ينظم انشطته ، فمجتمع النمل يعمل بشكل جماعي دون سيطرة مركزية او قائد ، كما تستذكر الشاعرة طقوس الشتاء ولمة العائلة ، في اجواء حميمة تكسر حدة الملل ونكهته الخاصة التي تميزه عن الفصول الأخرى، العامرة بالسهرات الجميلة ،حيث يتحلق افراد الاسرة حول موقد الحطب،التي تشتعل فيه نار التدفئة من شدة البرد، يتبادلون روايات واخبارالقدامى وطرائفهم .
تتذكرالشاعرة هذه الأجواء العائلية الحميمية،فتتألم من الداخل فتشعل نيران الحزن المعقد كسهم يقطع احشاءها،إلى جانب تذكرها المفرط للأحباب والاصدقاء مما دفعها للتساؤل بدهشة وانفعال، بأي ذنبٍ يغادِرُ الأحبابْ والأصحاب !؟
كَمْ كنْتُ _ يا دارُ _ أعْرِفُني !
وكَمْ لبِثْتَ يا أنينَ التّينِ ... في وجعي !!
أفهمُ ألمي من أصابِعي ؛ حِيْنَ تعزِفُ على رِيشِ
عُصْفورٍ جَريحٍ ..!.. وحِينَ تُفتِّشُ بيْنَ الْقَشِّ
فلا تَجِدُ بَيْضَ الْحَمامِ ..! ..وحينَ تتَكسّرُ حكمَةُ النّمْلِ
في مسمعي ، .. وحين تُسألُ قشَعْريرَةُ المواقدِ :
بأي ذنبٍ يغادِرُ الأحبابْ والأصحاب !
مشاعر حزينة تملأ قلب الشاعرة وتشعرها بالغربة والألم، فلا أحد يشعر بمقدار هذا الحزن إلّا الشاعرة نفسها، تتألّم من الدّاخل وتدمع من صميم قلبها، تعجز الكلمات عن وصفه لكنّ احساسها بالغربة يكشفه ،فالشاعرة تؤكد على أنها تدرك وتعلم الأسباب التي بعثت في نفسها مشاعر الحزن والألم الشديد،وفقدان القدرة على الاستمتاع بجوانب الحياة المختلفة ،خاصة حين تستيقظ صباحا مستذكرة أيام الدراسة، وهي تردد النشيد الوطني مع زملائها، باحثة عن وطن حر جميل،وحين اعاني من اضطراب في حاسة تذوق طعم منقوشة الزعتر . ومن اسباب حزني أيضاً الإشتياق للأحبة والأصحاب الذي يملأه الألم ،والذي لا راد له إلا التصبر على بعد الأحبة ، في اشارة لأغنية فيروز (ورقو الأصفر) رجع ايلول والأحبة يسكنون غيم احزاني ،بسبب الاحساس بالغربة نعم الغربة بمعناها الروحي والجسدي ، الغربة عن أحبة نحن جزء منهم وهم جزء منا ، وجوه عايشناها لسنوات ، فنبدأ حديث النفس للنفس ، لماذا حدث ويحدث كل هذا؟ وتأخذ الأسئلة بالتوافد على باب العقل ،طارقة إياه طالبة جوابه ولكن ما من مجيب.
أفهمُ حُزْني ؛
حِينَ يَسْتَيْقِظُ النّشيدُ ... في فمي باكرًا ..
ويبحثُ عن وطنٍ في جبينِ الصّباح ..
وحينَ لا يَبْتَسِمُ الزّعتَرُ... لِنَقْشِ الرَغيف ..
وحينَ تجْهلُ فيروزُ وَجْهي ... ولا يعرفُني أيلولُ ..!
وتتحدث آمال الفاسم عن جحود ونكران من صنعت معهم معروفاً ، الذين لطالما أخذت بأيديهم ، وسارت بهم نحو السمو والعطاء والرقي ،فما أصعب أن يتنكر لك من حولك ويطعنوك خلفا في الخفاء، ويتجردوا من المثاليات التي كانوا يرددونها وهي عندهم مجرد مبادئ لا محل لها من الاعراب بمثابة لباس يواري ما تخفيه حقيقتهم...فتشعرالشاعرة بالوحدة والغربة التي احدثت ثقوباً في جدران حياتها .
وحينَ تَتَنَكّرُ البِئرُ لِقَرابِيني
.. فأكحِّلُ أَجْفاني بالْمَسافاتِ ..
وأنامُ وحيدةً عَلَى الرّصيف ! .....في كُمِّ الْيَباب ..!
بعد أن توغلت الشاعرة فيما تقدم في استعراض معاناتها وما نتج عنه من عذاب نفسي وجسدي أتعبها ،لأن التعبير عن مشاعرها وليد لتفريغ شحنة عاطفية ذات طبيعة مؤلمة... إلا أن الشاعرة امرأة قادرة على ترميم قلبها وروحها ،واستعادة ثقتها بنفسها ومواجهة عثرات الحياة يثبات وقوة .
فالشاعرة تتوجع وتتأوه.. فتستخدم كم الخبرية لبيان المعنى، للدلالة على أنها في ذهابها وايابها ، اصبحت المعاناة علامة سؤالٍ في ظنها وتخمينها ، اقدر جراحي بالدموع المضاعفة ، واقنع ذاتي بجمع قواها المختلفة ما استطعت ، كي اعيد بناء وترميم اسرار قوتي الذاتية ، وذلك برط الألم بالأشياء التي اريد تجنبها او التوقف عنها ، وبالتصالح مع نفسي وقلمي ، قلم لن ينكسر او ينهزم ، قلم خطاه ثابتة واثقة ، مستفيدة من العثرات التي مررت بها ، أعطي بلا شروط ،أقاوم المعاناة والغربة والعواصف مؤمنة أنها ستمر ،بالوقوف بحزم في مواجهتها والتغلب عليها ،وذلك بوضع خطة دفاعية ، عنوانها التحلي بالصبر والحكمة والخوق ،والتقاؤل ، بلا خوف او تردد .
آهٍ .. كمْ غَدَوْتُ
عَلامَةَ اسْتِفْهامٍ في حَدْسِي .. !
أَقِيْسُ جُرحي بالدّمْعِ المُكعّبِ ..
وأُؤَذِّنُ في دمي ، كَيْ يُلملِمَ فِجاجَه ُ إليَّ
من كلِّ وادٍ.. وكَيْ أبني لحزني قلمًا مِنْ طِين ؛
يأبى أنْ تهربَ الأرضُ من تحتِه،..
يستقبلُ صخَبَ الرّعودِ، ...يحتضنُ حيرةَ الْماءِ ..
لاااااا يخافُ ...... إنْ ماتَ الرّبيعُ ..
ولا يهابُ كُنْهَ الْجَوابْ ..!

درجت وانسحبت/اروى سمرين /جريدة الوجدان الثقافية


 درجت وانسحبت أيّامها عدا وتعدادا ...

ولا وجود لها الا ما أبقت عليه من أحداث ...
وتركت مساحة لورقة تعدّ فروعها بالوقت ودقة لا تنفذ أبدا ...
والنفس تمنّت ولا تركت أملا بالله حتما تجدّد ...
وصدق في الأقدار والصبر باذن الله لا فتورا به ولا قنوطا ...
من فجر أشرق بنور اللطيف تأهّب ...
وحظ تناله الروح حين الدعاء يرفع الى رحيم رؤؤف بالخلق ...
يعطي والسخاء منه نعم لا تحصى ...
وفيها الحياة تستقر وتتنعّم ...
فتمتمات تجري بها الأنفاس ولا انقطاع لها ...
من جوف يعلّق حروفا من مطالب...
لا مجيب لها الا واحد أحد الله الصمد...
كل عام ونحن برحمة الله اّمنين مطمئنين ..
اروى سمرين 

رسالة إلى الشابي/منتظر طاهر الرعيني /جريدة الوجدان الثقافية


 في ذكرى وفاته/

((رسالة إلى الشابي))*
_______________________________
(إذا الشعب يوما أراد الحياة)
فليس سواك من دله للقدر
وأنت وحدك أنت الذي
أيقضته من نومه في الحفر
كأنما وحي آتتك السماء
فجئت بالحب من تؤزر
وجئت ثائر ياسيدي
إمام الملهمين رسول العبر
قضيت الحياة على قصرها
فينا عظيما لتحيا الأُخر
جئت تغني لهذا الفضاء
وتهدي لعالمنا جميل الصور
وترشدنا إلى جمال السكون
وما للضجيج من عظيم الأثر
قطفت المعاني رطيب الغصون
وفاكهة من بين شوك الشجر
(بعثت الصبابة يا بلبل)
أهدته السماء نفيس الدرر
أرسلت شدوك السرمدي
طروبا يغني للضحى والظهر
رسمت حواء جميلة عذبة
أملودة طفلة كحلم البشر
كأنك ملاكا تهادى للورى
ورارح بعيداً تاركاً للخبر
جئت تُعلمنا عظيم الصمود
وكيف نشرب من صم الحجر
وكيف أنه لا للجمود المريب
وليس لليأس من مستقر
وكيف يولد فجرنا مشرق
من رحم المآسي وجوف الضرر
مزاري حبيبي أنت ياوجهتي
أفر إليك عند الشقاء والضجر
ستظل منك تلك السطور
عنك تصلي و سرمدا كالقمر.
_______________________________
منتظر طاهر الرعيني.
اليمن.

حبيبتي والقمرالشاعر (( هاني بدر فرغلي)) /جريدة الوجدان الثقافية


 (( حبيبتي والقمر))

بقلم الشاعر (( هاني بدر فرغلي))
القمر في وجهك ضوى ولاحا،
والقلب فاض من الهوى ابدى ارتياحا.
فهل تسمحي أن أعشقك.؟
أن أستظل بمشرقك.
أن ابتغي في العشق،
من سبل النجاحا
القمر في وجهك ضوى ولاحا.
*******
ما عاد فرق،
بين وجهك والقمر
فقد صرت قمرا،
في ربوع الحسن،
لايخشى الأفول.
فدعيني كي أهوى السهر.
لأذوق شهد هواكم المعسول.
ودعيني اكتب،
حرف شعري باديا،
مني لواعج من الهوى الموصول.
إني أحبك كالمطر
حين الهطول.
إني أحبك كالربيع أزاح
في الأرض الذبول.
إني أحبك، مبادئ وأصول

لما تعشق الروح/عبداللطيف قراوي من المغرب/جريدة الوجدان الثقافية


 ***لما تعشق الروح***

خُلقتُ لأعيش معك عُمري.
أَختبئُ في روحكَ التي تهواني.
و أَغوص دوما في أحلامك .
لما تغفو عني.
أتمسح بجدران القصور.
التي شيدتهامن أجلي.
أنشغل بطيفك الذي يحتلني.
لأستنشق عطر أنفاسك.
و أنصت لهمساتك التي تسليني.
وابتساماتك التي تنقلني.
الي عالم سعادتي..
قدري انت ،ونصيبي.
تداعب أوتار ي.
أتيه أمام نظراتك.
التي عشقتني و ادمنتني.
وأنسى نفسي التي ملكتها.
يوم فضلت أن تكون قربي.
سأعيش مَعك حياتي.
لأنك وعدتني.
ان تبق سندي ومهجتي.
أتمايل على نغمة هواك.
لما تقودني اليك.
لأنك حاضري و مستقبلي.
و سحابة هواك تظللني.
كلما دعوت قلبي هرول إليك.
وأتى مسرعا يلبي.
فأنت من بين كل الناس آثرتني.
سأحتفظ بك في خيالي.
وبين ثنايا روحي.
ما بقي النبض في قلبي.
عبداللطيف قراوي من المغرب

ابحث لحياتك عن معنى/ الشاعر ابراهيم العمر/جريدة الوجدان الثقافية


 ابحث لحياتك عن معنى

بقلم الشاعر ابراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست السنين سوى أرقام من صنع البشر ...
لا يمكن ان نتمنى من السنين ان تكون أفضل ...
ليس الناس سوى محطات على دروب المشاوير ...
وليست المشاوير سوى أوقات من أعمار البشر ...
الإنجازات هي التي تعطي القيمة للزمن ...
حاول انت ان تكون الأفضل في العام القادم ...
ولا تنتظر من العام القادم ان يكون الأفضل ..
الوقت هو اثمن ما يملك الإنسان ...
لكنه قيمة مهدورة عند أغلبية الناس ...
التوقيت الصحيح هو الذي يعطي القيمة للزمن ...
نقترب من السعادة بقدر ما نقترب من الانسجام بين الوقت والقرار ....
نحن لا نملك من الوقت سوى اللحظة الحالية ...
ليست اللحظة سوى وهج نار ...
ليست اللحظة سوى قطار ...
انت من يختار اللحظة ...
انت من يختار الوهج ...
وانت من يختار القطار ....
القطار هو الطريق وهو المشوار ....
وليس العمر سوى محطات ...
انت من يختار الركوب والنزول ....
ولا يفصلك سوى لحظة عن القرار ....
لا يقاس العمر بعدد السنين ...
العمر يقاس بعدد القرارات ...
العمر يقاس بعدد اللحظات ...
التي نقترب فيها من المغامرة ونتحدَّى الظروف ...
العمر يقاس باللحظات التي نطلع فيها عن العادي والمألوف ...
ونخلع فيها رداء القلق والحيرة والعزوف ...
ونرفرف فيها بحرية ...
الى حيث تأخذنا اجنحة المحبة والطهارة والنقاء المعروف ...
لكي نصل الى جوهر الحياة ...
علينا ان نختبر لمسات الخطايا والنوائب ...
وننفض عن ضمائرنا الشكوك والشوائب ...
الأحجار الكريمة في الأعماق مع الرواسب ..
الإنسان الذي لا يغوص الى اعماق الروح ...
هو الذي يرتدي التعابير الزائفة ...
ويستعير من الصيف ...
ملابس الشتاء ...
يعيش مثل الضيف ...
لا يشعر بشفافية الروح ...
ولا بدفء الطيف.
نختبر صلابة المعادن من درجات الحرارة ...
ونختبر نقاوة الأرواح من درجات المرارة ...
ما بين الحرارة والمرارة تطفو تنهيدات السكارى ...
تحكي اسرار النشوة للقلوب الحيارى ...
وتواسي في العشق الأرواح السهارى ...
تلملم نجوم الليل وترسم الأقمار ...
تسحب خصلات الفجر وترميها على جبين النهار ...
تطرِّز خدود الوردات بحبات الندى وتزِّين ضفاف الانهار ...
لا تبحث عن العتمة على جبين الضوء ...
وحين يتسلل الليل الى وجدان الأشجار ...
انسج من خاصرة الشمس شالا للعتمة ...
ولفلف بالبهجة والفرح كل لحظة من لحظات العام القادم ...
واقطف في كل لحظة وردة من ربيع العمر ...
وأنهل من شذا الورد عبير الدهر ...
ولا تكن على ماضي العمر ...
المقهور النادم ...
اجعل من كل لحظة حياة ...
ولادة لك جديدة ...
انت من يرسم فيها اللحظات السعيدة ...
وانت من يختار النغم ويختار التغريدة ...
وانت من يجعل عصافير الصباح تحتار ...
كلما طارت بالقرب منك صامتة في الليل ...
ولا تدري ان روحك هي التي تزقزق مثل العصافير .
وهي التي تعلن الفجر قبل الفجر ...
وتمسح من عيون الليل دموع القهر ...
وتعطي للحياة المعنى الكبير ...

يتبع/عزاوي مصطفى/جريدة الوجدان الثقافية


 ---يتبع----

يتبع...... يتبع
أنا لا أريد أن يتبع
انا أحب الجواب في الحين وأفهم السين
ولست صبيا يرضع
انا لا أحب التسويف والتحويل
ولا أركع
انا أكمل السير برجل
بالكاد أمشي أضلع
أنا خاوي البطن
بلا زغب أصلع
كل ماشرد وشط
أنبه في الحين وأردع
أنا لا أطعن ظهور التائهين
أصيخ بسمعي وأسمع
وأضحك مما يظنون بي الظنون
وأكتم في خاطري وأشفع
عزاوي مصطفى

لَيِليِ / احمد عزيز الدين احمد/جريدة الوجدان الثقافية


 لَيِليِ

ـــــــــ،،،
إلاَ ياَ نفسُ يَكَّفيكِ العِنَادَّ،
بِدَّمعِ العَيِن للَّعُشَاقِ ذَادَّ .
فيِ عشَق ليِلَّي اَتُوقَّ حبُاً،
كأَن الحَبُ للَّقلَبِ المدَّاَدّ .
في اللّيِاَليِ اَصُون عهِدَّي،
بِننَّ العَيِن للمَعشُوق باَدِ .
تَحِنّ الذّات لدرُوبِ ليِلَّي،
فَيِثَّنيِ الرَكبُ للبَاب هَادِّ.
لِصَوتِ الرَكُب تعدَّ لَيِلَي،
أَقَّدّاَح ماَءٍ للَّزُواَر ِغَادَّ.
تُرَسلّ للَّأفَراَح حَجَر دَارِاً،
يِقَّمٍ اَفراَح للَّتَغرِيدَّ شَاَدِّ.
أَلا يا ليِلَي يفَّديِكَ عُمرِى،
إذَا حلَقتَّ سفُن الاعَادِ.
اَخوضُ غِماَر المُوتَ شَوقّاً،
لعلَّ المُوتَ يكُّون ذاَدَّ.
ليِلَي فلّتخُبركِ الدَّور عَنّي،
بأَنَّيِ الزَاد إِذَا قّل الرَماَد.
وأنَّي اشُعل في البَيِدَّاء ناَر،
طول ليِلاً لاَ يخُمد حِصَادّ.
فكُلّ الناسُ ياَ ليِلَيِ لا تعُنيَّ
أَنتِ الزَادَّ إِذَا نَذّر المِدّاَدَّ
لستُ مبادلا بالّعشقَّ اللَياَليِ
كُنوز الأَرضَ أو مُلكّ العبِاَدَّ.
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
،،،،،،شاعر الجنوب

اكتبي /علي يوسف ابو بيجاد/جريدة الوجدان الثقافية


 اكتبي واكتبي واكتبي

الي ان يفني الورق
الي ان ينتهي القلم
ثم ارسلي وارسلي
حتي تنتهي وتعبري
عما تشعرين به
عن احاسيسك
عن مشاعرك
ولا تترددي
او تفكري
ولا تلقي بالا
لاي شخص
او اي ظرف
يقف في طريقك
بل اجعليه جسرا
وعليه اعبري
فلن يعبر عنك
ابلغ ولا اجمل
من الكتابه
فاجعليها ملجأ
اليه تهربي
فاكتبي واكتبي
وحاولي وجربي
ولا تخشي
ان تفشلي
اكتبي باحساسك
بانفاسك التي
تتنفسي
بل واحرصي
عندما تكتبين
ان تعبري عن
كل مشاعرك
التي تكبتي
...
بقلمي
علي يوسف ابو بيجاد
....

العام يحتضر/فائزه بنمسعود/جريدة الوجدان الثقافية


 

🖌——العام يحتضر——
العام يحتضر
يا حبيبي
وبين أحضاني فراغ
وفي الدروب انتشر الضياع
العام عانقْ الفصول
وعلى جبين الشتاء
طبع قبلة المفارق الملتاع
ورحل بسلام
دون مقاومة ولا صراع
قلبي تهيّأ للسباب
وانتصر فصل النهاياتْ
وبتنا غريبين محطمين
كشظايا مرآة
أتلهى بعدّ الحروف والكلمات
وانتظر
وأعيد ترميم القلاع
سيعود الربيع واكتب
لك القصيد
على السنابل والشعاع
وبعدها استسلم لما بعد
حصاد المناجل والأوجاع
حقيقة حبنا عارية
كقارب أبحر بلا شراع
العام يحتضر يا حبيبي
وانت المسافر بلا انقطاع
أتراه سفر أبدي
ام ادمان فراق وخداع؟
هل يعود القمر لمداره
وهل يضيء سهولي والبقاع؟
قالت لي المرآة
تجملي تعطري
وأرتدي فستان صبر
واكتمي هواك
فسرّ العمر لا يذاع
والوفاء سجية
لا يشترى ولا يباع
ابتسمي ولا تحزني
لموت عام
فمن كفنه يلد عام جديد
مطرّز بربيع شهي
ينثر عطّر أنثـــى
ويعزف أناشيد الهوى
للربى والاصقاع
يا حبيبي
من مواسم الأعوام
اخترتك عمرا
ومزجتك برحيق العشقِ
وبعض أنس وإمتاع
وإن سافرت حبيبي
وأطلتَ الغيـــاب
فانا علّقت على باب
قلبك تعويذة
فيها وردة وقبلة
والف كلمة وداع
فمنذ أزهرت روحـــك
بين حروفي
واًنا انتظرْ نضج جنونك
لاجني قصائدي
ومنذ أحببتك
وأنا لديكتاتورية هواك
انقاد وأنصاع
فهواك فوق كل هوى
وأمرك في العشقِ مطاع...
فائزه بنمسعود 30/11/2019
من ديواني(جرح في خاصرة أنثى2020)

الطريق ترابي/السيد الحتاني/جريدة الوجدان الثقافية


 نثر...

الطريق ترابي
على جانبيه
تمايلت الأغصان
وحجارة سوداء
بازلتيه
في داخلها سر الأسماء
آلاف السنين مرت
رحل الجميع
وهي مازالت
على رحيلهم صماء
لو نطقت لباحت بكل الأسماء...
السيد الحتاني