الثلاثاء، 20 أبريل 2021

رمضان في زمن كورونا: “قسوة” الواقع وبوارق”الأمل” بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 رمضان في زمن كورونا: “قسوة” الواقع وبوارق”الأمل”

قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ شهر رمضان هذا العام هو الأشد قسوة على الأسرة العربية..قسوة من حيث قفزات أسعار السلع،خاصة الغذائية،التي باتت لا ترحم أحدا بمن فيهم الطبقة الوسطى..والجمعيات الخيرية التي كانت تلعب دورا مهما في التخفيف عن مئات الأسر الفقيرة تراجعت تبرعاتها بشدة في زمن كورونا..كما أنّ رجال الأعمال الذين كانوا يتبرعون لصالح العائلات الفقيرة والمعدمة في شهر رمضان من كل عام، باتت تبرعاتهم توجَّه لغرض آخر في زمن كورونا مثل مساندة القطاع الصحي ومستشفيات العزل الصحي وتطوير المستشفيات الحكومية، وتمويل شراء مستلزمات طبية وأجهزة تنفس صناعي وأجهزة فحص فيروس كورونا..
وإذن؟
إن رمضان إذا هذا العام يهل علينا وقد حاصرنا الوباء،وجعلنا في حيرة من أمرنا تسكننا المخاوف والهواجس،لا حول لنا ولا قوة ..
يأتي رمضان هذا العام حزينا،كئيبا،حيث منازلنا خالية من “اللمة”والتجمعات،وموائد سحورنا لا تعرف الزحام،لنبكي على أيام مرت،كنا ننتظر فيها رمضان حتى يجمع القريب والبعيد،ونرى وجوها لم نرها من زمن بعيد..لنحتفل بشهر رمضان،مع ظروف احترازية،نحاول من خلالها قدر المستطاع،الحفاظ على النفس،والبُعد عن الزحام والاختلاط،وانحسار الاحتفالات في المنازل،بتعليق الزينة.
ما أريد أن أقول؟
أردت القول أنّ أن التوقيت الذي يأتي فيه الشهر الفضيل يُعدّ مفصليا في الحرب على الوباء،إذ أعتبر أن العالم الإسلامي يقف أمام تحدٍّ حقيقي واستثنائي خلال شهر رمضان الكريم،ففي الوقت الذي تكافح فيه أغلب الدول الإسلامية لكسر ذروة تفشي وباء كورونا المستجد ‘كوفيد-19’يطل الشهر الفضيل بكل ما فيه من العبادات والعادات الاجتماعية..
في المقابل، تشكّل هذه الظروف المؤقتة،فرصة عظيمة لإستقبال رمضان بشكل مُغاير،والفوز به،وجعله أفضل رمضان في حياتنا.
كثيرا ما تمنينا في الأعوام الماضية تعطيل العمل والدراسة خلال شهر الصيام بحجة التفرّغ للعبادة،وكثيرا ما دعونا أن يلزم أولادنا البيت بدلاً من البقاء خارجه.ولقد شاءت الظروف أن تتحقق تلك الأماني في رمضاننا هذا،مما يوفّر لنا وقت فراغ أتمنى أن نستغله في العبادة..
على سبيل الخاتمة:
ترقّب المسلمون حول العالم بزوغ هلال شهر رمضان المبارك،في ظلّ ظروف استثنائيّة ترزح تحتها شعوب الأرض،فباتت معظم الدول أسيرة سجن كبير فرضه فيروس ‘كورونا’.
إلّا أنّ المؤمنين اليوم،يرون في نسائم الشهر الفضيل،بوادر رحمة وأمل تشفع لهم في وجه الوباء القاتل..
ومن هنا-أدعو-إلى التعامل مع الظرف الحالي -بوعي كبير-،وأن نجعل من هذه الجائحة وما فرضته علينا من تدابير احترازبة كالتباعد الجسدي ووضع الكمامة..إلخ فرصة للاهتمام بالجوانب العبادية،وتعميق الصلة بالأمور التي تهذّب النفس وتربي الذات وفق المبادئ الإسلامية السليمة،وأن نسعى جاهدين إلى زرع التفاؤل في النفوس والتأثير على الأشخاص المُحبَطين،لطرد الأفكار غير المرغوب بها من مخيلتهم والعيش بسلام في ظل أزمة كورونا..
ختاما أقول : للمرة الثانية،نصوم شهر رمضان على إيقاع الحياة الذي فرضته كورونا،ونحيي كل أجواء وطقوس رمضان في البيت.وفي مقدمة هذه الطقوس،فاكهة رمضان الروحية: صلاة التراويح.ونُقيم إفطارات جماعية عن بعد،كل في بيته،لكن بفضل التكنولوجيا كنّا معا.
أما في الفضاء العام،فبدلا من اقتسام فرحة ودفء أجواء رمضان،تباعدنا مراعاة لمسافة الأمان.
ومع تفشي فيروس كورونا،باتت الوقاية منه جلّ ما يبحث عنه المرء،فإذا بالصائمين من كل حدب وصوب يدعون ربهم طوال رمضان بأن يحصنهم من هذا الوباء اللعين.
ويبقى شهر رمضان شهر مغفرة الذنوب والعتق من النيران وهو شهر البركة والرحمة والتوبة والخيرات،..
في ذات السياق،أصدرت منظمة الصحة العالمية عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر" إرشادات محدّثة بشأن الممارسات الرمضانية المأمونة في ظل جائحة "كوفيد-19".
وشملت الإرشادات على توصيات بشأن تدابير التباعد الجسدي الواجب اتباعها أثناء الصلاة والإفطار الجماعي،وغيرها من الفعاليات الاجتماعية أو الدينية.
ونصت الإرشادات على أنه من المفترض أن يستطيع الأصحاء صيام شهر رمضان هذا العام كما فعلوا في الأعوام السابقة، إذ لا يوجد أي دليل على أن الصيام يزيد من خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
وشجعت المنظمة أيضاً على تفضيل الأماكن المفتوحة، في حال كانت إقامة التجمُّعات ضرورية، مثل استضافة السحور أو الإفطار وغيرها من المناسبات الاجتماعية في شهر رمضان.
وشددت المنظمة على أن ضمان تدفق الهواء والتهوية الكافيين أمر بالغ الأهمية، إذ أن الأماكن المغلقة والمزدحمة التي لا تتوافر فيها تهوية كافية، تعد بيئة تتيح للأشخاص المصابين نقل الفيروس بسهولة إلى غيرهم،إذا مكثوا معهم لفترة طويلة من الوقت..إلخ
وردا على سؤال حول بشأن أدعية التحصين من فيروس كورونا، قالت الإفتاء المصرية إنه من المستحب للمسلم أن يقول الدعاء التالي:
تحصنت بذي العزة،واعتصمت برب الملكوت،وتوكلت على الحي الذي لا يموت،اللهم اصرف عنا الوباء،بلطفك يا لطيف،إنك على كل شيء قدير.
وأوضحت الإفتاء المصرية أن شأن المسلم في أوقات البلاء والمحن أن يكون دائم الذكر والدعاء.
اللهم تقبل منّا الصلاة والصيام والقيام.
محمد المحسن

شهر الحب بقلم الكاتب ناصر رمضان عبد الحميد

 شهر الحب

نيسان شهر الحب
أم شهر اللهب
أم شهر أمتنا التي
فطمت على
حب الكذب
أم شهر فرقتنا
وسوط الجاثمين
على جماجم
من تذمر أو غضب
يا شهر حسبك
من حنان الكون
أنك في رباه
المغترب
وبك الربيع
مغردا
يدعو الحيارى
للجمال المقترب
إني أحبك
والربيع على
يديك يعيدني
نحو الطرب
ويعيد في
الإنسان
أنسام الحياة
إذا تغشاه التعب
إني أحبك حب
من عشق الغرام
وعمره بين الصبايا
قد ذهب
ناصر رمضان عبد الحميد

أللهمَّ الشّفاء َ والعودةَ لِزَوْجِ عَمّي سالمة بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 أللهمَّ الشّفاء َ والعودةَ لِزَوْجِ عَمّي سالمة

كورونا يَعْصِفُ بالصّغير وبالكبيرْ
والكأسُ دائر ُوالجميعُ بِمُستَجيرْ!
رَبَّ البَريّةِ نَرتَجيكَ الطُفْ بِنا
لِيَعودَ جَمْعٌ لِلمَساجِدِ والسُّرورْ!
وَتَعودَ أمٌّ زَوْجُ عمِّي لِبَيْتِها
كورونا يرحَلُ عَنْ رِئاها والنُّحورْ !
ربَّ البريّةِ عافِها وتولَّها
فهيَ الكبيرةُ مَنْ تبَقّى لِلْبَشيرْ !
وهيَ الكبيرةُ معْهَا تاريخٌ لنا
كالأرضِ كالشّجَرِ المُعمِّرِ كالجُذورْ!
أمّي قضَتْ بِدُعائها وحَنانِها
وهْيَ البديلةُ بالمحبّةِ والشّعورْ!
ربّاهُ لا تحرِمْنَها وَدُعاءَها
فلقدْ حُرِمْنَا الأرضَ وانفضَّ العشيرْ!
يا ربِّ أنقِذها وجَمِّعْ شملَنا
كلٌّ بِبابِكَ يَستَجيرُ وَيستَخيرْ !
إبنَتُكِ/عزيزة بشير.
Peut être une image de ‎2 personnes et ‎texte qui dit ’‎100% Zain JO 4G 11:30 AM Your Facebook Memories عزيزة we care about you and your Facebook memories. We thought you'd like to look back on this post from year ago. جدني Jl9,2018 الغالبة وحفيد‎’‎‎

الاثنين، 19 أبريل 2021

دمع سخي..منسَكب على خد نحاسي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 دمع سخي..منسَكب على خد نحاسي

"إذا أردتَ ألا تخشى الموت،فإنّ عليك ألاّ تكفّ عن التفكير فيه" (snénèque)
الإهداء: إلى أبتي ذاك الذي تجاوز الثمانين بجمس عجاف،والتهم الحياةَ قبل أن يلتهمه الموت ذات مساء دامع..بعد أن استرددت برحيله حقي في البكاء
..المطر يغسل الفضاء، وحبّاته تسقط على الأرض فتتناثر أشبه بخيالات تولد وتندثر، وعلى المدى تنطرح الأضواء فوق المستشفى الأكثر بياضا من العدم، تذكّر أنّ ثمّة بشرا يعيشون أيضا..
لقد اكتشف الطبيب الصّارم-المرضَ الخبيث-الذي توغّل في رئة أبي وبدأ ينخرها بشراهة فجّة، مما جعله يحدّد موته برتابة إدارية مرعبة!..هذا الإكتشاف المفجع أجبرني على العودة به إلى البيت حيث سيكون الوداع
أنا الآن،مثقل الذهن من رؤياه، مكدود المشاعر، إلا أنّ تألّمه لم يكن يثير من الألم بي، أكثر مما يثير سخريتي من الحياة، فإنتهاء الإنسان إلى مثل هذا المصير لا سيما بعد أكثر من نصف قرن قضاه يعطي الحياةَ حيويّته ونضارة صباه، هو ضرب من العبثيّة التي لم أستسغ كنهها بما فيه الكفاية..
لقد غدا أبي في عداد الميت، وانخرط في عدّ أيّامه بصبر الأنبياء..
هكذا بعد أكثر من نصف قرن أعطى فيه الحياة أضعاف ما أخذه، يحيله المرض إلى كتلة من عذاب..
فجر يوم الإربعاء.. على الساعة الخامسة ألما :
إنّه ليس معقولا أن يموت أبي،كما أنّه ليس معقولا أيضا أن يعيشَ على تخوم الألم،ومع ذلك فلا شموخه فوق زخّات العذاب عجّل برحيله، ولا أنا قبلت بأن يموت، رفضان في تناقض محتدم،إلا أنّهما محتدمان بصورة قدرية..وذلك هو جوهر أحزاني..
قبيل إنبلاج الصّبح بقليل سرحت فيما يبدو أكثر مما ينبغي فأغفيت"..رغبت في البكاء، بكيت دون دموع..تراءى لي والدي بوجهه المهيب، ورجولته الفيّاضة، خيّل إليَّ أنّه عاتب عليَّ"أنت نسيتني-قال لي-ومن حقّك أن تنساني..فمَن غاب عن العين ينساه القلب..!"
صرخت بملء العقل والقلب والدّم:" لا يا أبتي لن أنساك..لن يطويك الزّمن..لن يباعد بيننا..الزّمن لن يطوي أمثالك ممن خبروا شعاب الجبال، وقفْر البراري..ستعود كما كنت جوّاب آفاق يصبر على المكاره..
ليس من السّهل أن تتوارى خلف التخوم،ولا أن تضيع ولا أن تموت..ولا أن.." استفقت على أبي يئنّ بصمت حزين..لقحته فوق ذراعيَّ ومشيت به، فشعرت كأنني أحمل كيسا من العظام..أدخلته"دورة المياه" وأمسكت بيديه حتى إنتهى،ثم حملته من جديد..كان حزنا صعب المراس يلتحف بأضلاعي..
صباح يوم الخميس..على الساعة السادسة حزنا:
دخلت الغرفة فرأيت أبي مسجى،وقد تميّع مرضا،وتحلّقت حوله أخواتي،انقبض قلبي بسرعة وأسرعت إلى جانبه، كانت شفتاه تتحركان وعيناه مغمضتين بعنت وألم، وهيكله هامدا ساكن النبض..
اقتربت منّي أمّي وهمست في أذني بصوت مكتوم:" لا تحزن يا ابني..الحزن ماء غريب لا يغسل ما يجب غسله إلا في لحظات هاربة".." لا يا أمّي..إنني حزين..الحزن حالة من الهمود كالقهوة التي تفور وتفور، ثم تتراجع وتستقر في قاع الركوة.أنا قهوة فارت وهمدت..جسد يتلوّى في فيض الألم..أنا كتلة من ألم..ترى يا أمي، هل سيطوي الموت جناحيه الأسودين على أبي..؟
إلتفت صوبه ثانية، فرأيته يعضّ شفته السفلى بعنف وقد تيبّست يده تحت جنبه الأيمن..وتهادت الأوجاع على صفحة وجهه غائمة كأطياف مراكب الصّيد عند الغسق..
عند المساء:
حين الظلمة تبرك على الإمتداد على حيّ نابت في مكان ما من الجنوب..تتحرّك كائنات بشرية وسط الفراغ، وتتململ بعض الأصوات التي تحملها الأحزان وتطوّح بها بين أركان البيت..في تلك اللحظات المنفلتة من عقال الزمن..يتوجّع السكون ويصاب الصّمت النبيل بجراح يفقد على إثرها اللّيل سرّه..ثم يتعالى الأنين ويتعاظم الألم فترتجف قلوب أعتى الرجال..وتبكي عجوز بصمت جليل:
-رفيق دربي يموت..
-لا لم يمت..
-استدع الطبيب يا "محمد"
-لا..لم يعد يفيد..
وسط البيت ينفلت فراغ ممل،صمت غير محدود،وفي هذا الفراغ الجائع المحموم تصنع الرّيح ارتعاشاتها في المدى صوتا يحاكي نحيب الأرامل..اتجهت صوب أبي،ذاهل اللب والخطى ينهشني في داخلي خراب كاسح، ويتناهى إلى سمعي أنين قاهر ما فتئ يتضاءل كالرّجع البعيد..اقتربت منه فألفيته مسجّى وقد اعتصره الضمور واعترى جفونه ذبول وحاقت بعينيه أورام وغشيت وجهه سحابة من عذاب كافر..
أمعنت النظر فيه فوجدته يتلوى كنبات زاحف والكلمات تندغم في حلقه..وشيئا فشيئا ارتخى جفناه كستارة تسدَل وتشابكت يداه وهما تضغطان على الألم في صدره، ثم بدأ يتكوّم ويرتخي وبين التكوّم والإرتخاء تضيء عيناه وهما تبحثان عن وجهي لينظر تلك النظرة التي ستورثني الحزن الأبدي..
استيقظ من نوبته الأخيرة،فاقتربنا منه حتى لامست أنفاسنا جسده الواهن، ولقد راح بعد ذلك يتمتم بخفوت، كلمات لم نكن نسمعها بوضوح، إلا أنّها تذكّرنا برفاق دربه الذين مضَوا وتواروا خلف الدروب، ومن ثمّ أدركنا جميعا أنّ هذه الكلمات لا تعدو كونها صوتا مختنقا لزمن يسقط في الأفول..فهمنا من أبي، ببضع إشارات وغمغمات متعبة، أنّه يريدنا أن نقترب منه، ففعلنا، ومدّ يده فمددنا أيدينا ووضعناها عليه، سحب يده الثانية ووضعها فوق الأيدي كلّها، وفي تلك اللحظات كانت أمّي تبكي بدموع سخية، أما أختي الكبرى فقد كانت الكلمات تخرج من شفتيها باردة، بطيئة لا معنى لها مصحوبة بنظرة شاردة لم تستقرّ على وجهي أبدا..وفيما عدا ذلك فقد استمرّت تقرأ الآيات التي حفظتها من القرآن منذ أربعين عاما..
الجمعة..قبيل الرحيل الأخير:
لم يعد بوسع أبي أن يحرّك أطرافه، كما لم يعد بوسع إخوته الأفذاذ أن يرفعوا رؤوسهم عنه،وفي تلك الساعة العصيبة كاد الزمن أن يتوقّف أو هكذا خيّل إليَّ..وفي تلك الساعة أيضا شعرت بالدّمع يطفر من عينيَّ، وبألم هائل يجتاحني ويعتصرني..والتفت فجأة نحوه فرأيت عينيه تتثبتان على وجهي، ورأيت جفنيه ينحسران إلى أقصى محجريهما كأنهما تريدان أن تتركا لعينيه أوسع رؤية ممكنة في آخر لحظة بالحياة، وراح بريق عينيه يذبل كذبالة سراج منطفئ،أو كحجر مرو أملس مبلّل يوضع تحت شمس حامية تبخّر الشمس رطوبته شيئا فشيئا..صرخت أمّي صرخة مزقّت وشاح الصّمت:
-استدع الطبيب يا"محمد"
-لا..لم يعد يفيد..
الآن بدأ خدر البرودة يحكم قبضته على جسده..وببطء شديد راح يغطّ في موت عميق..
عندما تبهت الأيّام،وتنطفئ في عين النّهار إبتسامة حاولت كثيرا أن أغذيها بدمي،يتعالى صراخ من هنا، أو نحيب من هناك، وتتوالد حول الأحداق أحزان كثيرة وعابثة الشعور، تذكّر أنّ الإنتهاء قد اقترن بكل شيء.
عند المساء مات أبي،بكل حتمية..مات وهو يوصينا ألا نختلف..ويلفت رعايتي لأمّي بإعتباري سندها الوحيد.
لقد تجرّأ الموت وسأل أبي لماذا يعيش..؟!
ولا بدّ أن يكون المرء سخيفا ليسأل الموت عن علاقته بنا.غير أنّي صرت سخيفا لحظة من زمن..وفي تلك اللحظة عندما نظرت إليه يستلقي في استقرارة أبدية بلا عيون سألت لماذا يموت أبي؟!
وأدركت أنّ السؤال قدريّ..
وأدركت كذلك أنّ الوزر الذي خلّفه لي سيثقل كاهلي..
وقد أنوء بحمله أثناء عبور الدّرب الأخير..
محمد المحسن

ترجمة لنص من أنا؟ للكاتبة Stéphania miola بقلم الأستاذة إيمان مليتي

 ترجمة لنص من أنا؟  للكاتبة Stéphania miola   بقلم الأستاذة إيمان مليتي

من أنا؟

 

لست أعرفني

أنا أفكاري

أنا انعكاس الآخرين بداخلي

 

أستطيع أن أبوح بآختلاجاتي ...

أنت الفنان المجنون

من يخلق الصور بالكلمات ،

و يشكل الوردة بنقاء

الماء والطين.

 

أنا الشاعر الذي يسكب على الورق ألوان اليراعات.

كدمية في الحب

بين يدي محركها

الذي يعشقها

 

أشعر أنني نملة

تجمع فتات الخبز

لتحمله إلى غارها

كورقة متناثرة

ستحلق عالياً

بقوة انفاسي

لتعانق فروعها شجرة أخرى.

أشعر أنني روح

تهرب من عالمها

و تبكي بمقلتاي .

Stéphania miola /



 

Who am I?

 

I don’t know who I am.

I am what I think to be.

I am what others see in me.

 

I can tell how I feel.

 

I feel like the crazy artist

who creates images with words,

who shapes the rose with pure

water and mud.

 

I feel like the poet who smears the paper with the color of fireflies;

the puppet in love in the hands of the puppeteer who loves his puppets.

 

I feel like the ant that collects the bread crumbs to bring them into the anthill;

 

I feel like the fallen leaf that would fly high

with the force of a breath

to rejoin its branch to its tree once again.

 

I feel like a soul escaping his world and screaming with my eyes.

Stéphania miola /


 

أللهُ أكبَر ْ! ما شاء الله ! تباركَ الله! بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 أللهُ أكبَر ْ! ما شاء الله ! تباركَ الله!

هُوَ الحافِظْ ، هُوَ الحامي!
لِمَنْ في المَشفَى قُدّامي!
لِمَنْ في الطِّبِّ قَدْ بَرَعوا
وطالُوا الّنجمَ بِالهامِ !
لِمَن في القلبِ مَسكِنُهُمْ
وَفَوْقَ الرّأسِ أعلامي !
مُبارَكُ يا ضِيا عُمري
بِهذا الرّسمِ إعلامي !
بأنّ اللهَ جَمَّعُكُم
وَجمْعُ الشّملِْ أحلامي !
بأنّ اللهَ أرسلَكُمْ
شِفاً للِعالي والعامي!
شِفاً لِلنّاسِ كُلِّهِمو
عليلِ الجسْمِ والدّامي!
فَمِنْ قلْبٍ إلى كِبِدٍ
لِقَدٍّ فاتِنٍ شامي!
سألتُ اللهَ يحفَظُكُم
وَيُعلي الشّانَ والقامِ !
فقلبُ الليثِ أنتَ أخي
يداهُ بنوكَ كالحامي!
تقولُ :"الحامي لي رَبِّي
فَهُمُ سَنَدي ، ربيعُ العُمرِ نيشاني"!
ألأختُ والعمّة /
عزيزة بشير
Peut être une image de 3 personnes et personnes souriantes