الاثنين، 8 سبتمبر 2025

رحلة في شعاب القصيدة بقلم الشاعر عامر حامد المطيري

 رحلة في شعاب القصيدة


قصيدتي جمرٌ قديمٌ يختبئ في حبر يدي

كهمسٍ يتردّدُ في تجاويفِ الورقِ


أوقظُ في داخلي شاعرًا لم يعرفْ المعنى

يمشي بين الحروفِ حائرًا كطفلٍ في الدجى


أأنا الذي ينحتُ من الصمتِ صورتهُ؟

أم الذي يلهثُ خلف المعنى فلا يمسكه؟


أم أنا ظلٌّ تتشظّى فيه الكلمةُ

وتنفرطُ على الطرقاتِ بلا قرارٍ؟


المعنى نهرٌ يفرّ من كفّي

كلّما أمسكتُه تلاشى في هواءٍ بعيدٍ


لكن صدى القصيدة يبقى في صدري

كصوتِ وترٍ مشدودٍ يرفضُ الانطفاء


علّمتني الليالي أن الشعرَ جرحٌ مضيءٌ

وأن الكلمة لا تُولد إلا من صراعٍ خفيٍّ


فالحرفُ نارٌ، والمعنى طائرٌ عصيٌّ

لا يسكن إلا حين يفنى الجسدُ في طلبه


أعودُ إلى نفسي مثقّلًا بصمت الأوراقِ

أبحث عن قصيدةٍ لم تكتب بعد


فأجد أنني أنا نفسي قصيدةٌ

ممزّقةُ المعنى، متّحدةٌ بالغياب


وحين يحينُ موعدُ اللقاء الأخير مع الشعرِ

أمشي وأحمل قلبي كعودٍ يحترقُ


كأنني استمعتُ إلى همسِ اللغةِ

لكن لم تسعفني الحروفُ لتبوحَ بما في داخلي


قصيدتي لحنٌ يتوهّجُ في العتمةِ

ينهضُ في الروح كسيمفونيةٍ ناقصةٍ


أنا لست ما كتبتُ، بل ما ظلَّ عالقًا في الصمتِ

ظلٌّ يمشي إلى البياضِ الذي لم يُكتب


قصيدتي مطرٌ لا ينتهي،

يسقي عطش المعنى، ويقول للروح: اكتبي.


عامر حامد المطيري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق