عتبة الحياة
الواحد بعد الآخر و بلون العبرات وندى جبين متصبب وجهد مضني وقت السحر وقبل الشروق في عز سبات النيام تلوح في الأفق مصابيح الخلاص وتنكشف الظلمات على صباح أبدي يجني الساعي فيه ميراث أهل الفلاح بعد التسلح بالإستجابة لنداء الحصانة الالاهية.
هي خطوات متتابعة تمليها تعاليم مسيرة طلب القمة والتميز بعيدا عن سرداب الفشل وسهام اليأس القاتلة وهي تبث سمومها على مواقع الشرفاء فمن خضع لوهمها تكبد حياة الحفر طول البقاء ومن توشح لواء النصر سطعت بجوارحه لوحة الخلود بأقصى مكامن التاريخ بذاكرة ساكنة البسيطة ولو بعد حين متلذذا بالمناسبة بعطر الذمة الإلاهية تماما كالذي التزم بعطر السيرة وشذى الآيات نال التخليد من أهل السماء عند مليك مقتدر.
فترى النداء بجوارحك شاقا ظلام الليل بكلمات ذهبية داعية للفلاح قبل توغل أولى خيوط الضياء معلنه ميلاد يوم جديد و بين السطور قراءات متأنية لأولي الألباب بعظم أكوام النعم و ما يقابلها من حمد و شكر وطلب لاستدامة المشهد الجميل.
فالحروف هنا معدودة تتفنن في خط الرسالة لطرق قلوب غافلة و مقفلة و لترسم بسمة الصباح مع الغسق دون تكلف
و دون جهد فقط بحب عميق و منارة مرشدة لجنان الخلود
و رضا العزيز ....ونفض غبار الكسل
و الخمول و إعدام الذات في حضرة رحيم السماوات
و الأرض.
محمد بن سنوسي
من سيدي بلعباس
الجزائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق