الأحد، 3 سبتمبر 2023

رغوة ساخنة كلمات الكاتب جلال باباي

 رغوة ساخنة

شعر: جلال باباي
الإهداء : إلى المتقلبة اصابعها على ناي ساخن تكتب ملحمتها بماء الزجاج/ الفنانة التشكيلية : سامية موسى Samia Moussa a ، ذات " اختراق" .
تصدير :
" أنا لست منّي إن أتيت و لم أصل / أنا لست منّي إن نطقت ولم أقل / أنا من تقول له الحروف الغامضات : اكتب تكن ! / واقرأ تجد ! / وإذا أردت القول فافعل، يتّحد / ضدّاك في المعنى ... / وباطنك الشّفيف هو القصيد "
محمود درويش ( جداريّة - صفحة 25 )
انا الطائر ذو الجناحين
أشقّ المدى بشغفي الطّفوليّ
المطلٌ على سقف الماء
أقتفي أثر التراب
أمعن النّظر في التفاصيل
أمسك بشراهة فائقة
فرشاة بِلٌورها الناعمة
ترسم بوريد شريانها الساخن
رغوة قديمة
كي تُبقِي الأثر صامدا
و يظل قدرهاّ ملتصقا
مثل الأمنية بين ربابة حزينة
وسحابة صيف ممطرة
اخترقي أيتها المتمرٌدة
صهيل مجراها،
تلك اللوحة المحاذية للنّافذة
أمعني النظر في صمتها
أيتها الموسومة بوجه الموناليزا
وانفخي الناي
بباقيات عطر ربيعي
و قهوة ايطالية مشتهاة
أنا الجامح بالكتابة فوق البياض
أّشكٌل اللغة مثل " دافنشي "
نصّا خالدا
متوحٌدا مثل " جلجامش "
ابحث لي عن لحظة نادرة
كي أتدبٌر في سرٌ بُؤَرِها المحفورة
هذه الأنثى السامقة ، الساحرة
المتدفقة فيضا
من هشاشة بلٌورتها
وما جاور ورقتي من بديع الأبجدية
أخالها ترتوي من ضوء متاهاتها
تلمٌح ، لا تصرٌح.،
تتمنّع ، لا تجاهر بودّها
تختزل ترحالها العجيب
على ضفاف الفوّهة الحارٌة
و قاع حراكهأ اللّولبيّ
شئنا أم أبينا
تتلاعب بنا شطحات بلٌورتها
كأنّنا سكارى بين وقع مراياها
ألمح وجهي الزجاجيٌ موزٌعا
فوق رذاذ الريح
كالشتات ذات خريف
واراني أثرا مثل فراشة درويش
لا تحترق تحت شمس الليل
تظلٌ تشظّيات المرآة طازجة
كل ليلة لها البريق الرقيق
و أمام المرايا تنجلّى بهارات
سموٌها ملحمة
تلك المترامية ضوءا في العتمة
اكتبوا أيها الشعراء
قصائدكم بلا نقاط ولا معنى
فموسيقى الموسومة بالاختراق
هي الأعذب و الأجمل
هي المرتحلة بحكمة سقراط
على ضفاف الماء غريا
وإلى أقاصي الشرق بين نارين
ثمْ تقيم بواسع دهشتها
الوافدة على ظهر سفينتها
جريئة ، فاطميٌة الملامح
تتقلٌب بين حزنها العميق
وفرحها الساخن
يخيٌٌم عند بوٌابة القلب
هي سيّدة المساء تجنٌح إلى العراء
فاتحة يديها ،
تغتسل بالأحجيات
وتدعونا إلى مأدبتها قرب الماء
مزدحمة بالزجاج المنصهر
لا تابه بالدخان.
المهدية ☜ ٤سبتمبر ٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق