☆《 ...و إذَا القَصَائدُ....》☆
《1》☆ {منْ حَنينِي حُكْتُها}☆
هَذِي القَصِائدُ مِنْ حَنينِي حُكْتُها
طَرَّزْتُ حُلّتَها وصُغْتُ سِخَابَها
دَثَّرتُها بِوِشَاحِ نِسْرينِ الصَّبَا
و نَوأرِسِي حَاكتْ لها جِلْبَابَهَا
أسْنَدتُها فِي مَهْدِ أحلَامِ الهَوَى
و الشِّعرُ كَحَّلَ بِالرُّؤَى أهْدَابَها
أعلَنْتُ نَبْضِي فِي القَريضِ أمِيرَها
ونَصَبْتُ قلبِي فِي الهَوَى عَرَّابَهَا
حينَ الرّبيعُ أفاقَ منْ عُقْم الكَرى
وتَفَتّقَتْ عَشْتارُ تُشْرِعُ بَابَها
و القُبْلةُ الحَرَّى بثَغْرِ سَخَائهَا
تُهْدِي لِتَمُّوزَ العَليلِ رُضَابَها
فاَرتَجَّ قُفْلُ العِشْقِ..حَرَّرَ خَافِقِي
ومَحَابِري أهْدَتْ لهَا مِحرَابَها
ِليَنالَ مِنْها حَظَّهُ و نِصَابَهُ
وَتَنالَ مِنْهُ مَنابَهَا و نِصَابَها
《2》☆ {أعوامُ جَدبٍ أربَعُون}☆
عَشْرًا عِجَافًا..ثُمَّ عَشْرًا عِشْتُها
وَ مَثِيلُها.. مُرًّا.. عَبَبْتُ شَرَابَها
وَ مَثِيلُها أيْضًا بَرَانِي نَصلُها
وعَرَفتُ فِي رِحِمِي العَقيمِ حِرَابَهَا
وَ تَمَرَّغَتْ أهْزوجَتِي فِي وَحْلِها
و سَفَفْتُ سُمًّا فِي الوَريدِ تُرَابَها
طلّقتُها.. بل طلّقتْني بائنًا
نَقَشتْ كوشْمٍ في الشِّغافِ رُهابَها
أهْرقتُ مَاءَ الوجْهِ فَوْق نِعالِها
شَحَّاذَ عِشْقٍ...لاثِمًا جِلبَابَها
و رَجوْتُها أنْ لا تُعتِّقَ هَجْرهَا
أنْ لَا تُؤَجِّلَ شوْقَها وإيَابَها
و ظَلَلْتُ أرصُدُ في غَياهِبِ شقْوَتِي
مَهْدِيَّهَا يُهُدي إلَيَّ جَوابَها
و اللّيْلُ ضَيّعَ بَدرَهُ و نُجُومَهُ
و قدْ ارتَدَتْ شمْسُ القَريضِ نِقابَها
و الكِلْمةُ الزَّهْراءُ أكْرَى وَدْقُها
ما عادَ حرفِي يَسْتطيبُ حِلابَها
أعوََامُ جَدبٍ أربَعُونَ...حَمَلتُهَا
في خَافِقِي المَحمُومِ..شِمْتُ خَرَابَهَا
والقَهْرُ يَرتَعُ في مَرَابعِ صَبْوتِي
والقَحطُ يَمْلأُ بالسَّرَابِ جِرابَهَا
و بِرَغْمِ أمْواجِ المَواجعِ والضَّنَى
جَدَّفْتُ مَركَبَها وخُضْتُ عُبَابَها
لا تَخْذُلينِي يَا مجَاذِفَ صَحوَتِي
فإذَا خَذَلْتِ فَمَنْ يُشَرِّعُ بَابَها؟
لا تَسْجُنِينِي فِي مَغَاورِ رِهْبَتِي
فإذا سُجِنْتُ فَمَنْ يَفُكُّ رِقابَها؟
☆《3》{اليَوْمَ جاءتْنِي علَى كفِّ النّدَى}
َهَذِي القَصَائدُ بالدّلالِ تَبَرقَعَتْ
وتَمَنَّعَتْ..مَنَعَتْ عَليَّ رُضَابَها
بَلْ زُلْزِلتْ ..في هَبْةٍ ..زِلْزَالَها
و رَمَتْ عليَّ غُرابَهَا و عُقابَها
واليَوْمَ جَاءتْنِي عَلَى كَفِّ النَّدَى
وَلْهَى تُرَاوِدُ لُجَّتِي ورِكَابَها
عَبَثًا تُحَاوِلُ أنْ تَجُزَّ أنَامِلِي
لَاعَبْتُها حَتَّى كَشَفْتُ لِعَابَها
رَاوَدتُها حَتَّى تُنِيرَ سِراجَها
لتُنيرَ لِي فِي عَتْمَتِي سِردَابَها
و رَجَوْتُها أنْ لا تُذِيبَ شُمُوعَهَا
حتّى تُطهِّرَ باللّظَى أعتَابَهَا
بأنَامِلي و شَمائلي عَرَّيْتُها
و نَبَشْتُها حَتَّي أزَحتُ حِجَابَها
فَتَفَجَّرَتْ أزْرَارُها عَنْ حُسْنِها
مُذْ حَرَّرَتْ مِنْ قيْدِها أثْوَابَها
طهّرتُها مِنْ لوْثِ وَعثاءِ الوَنَى
و عَصَرتُ في دَنّ السُّلافِ سَحَابَها
وتَفَجَّرَ الماءُ الزُّلالُ بِرَاحَتي
فَمَلأتُ مِنْهُ قِلالَهَا و قِرابَها
وهَزَمْتُ في جَدبِ الفَيَافِي والدَّجَى
بالنّورِ والمَاءِ النّمِيرِ سَرابَها
مِنْ بَعدِمَا الْتَهَمَ الضَّرَامُ جُذُورَها
شَجَّرتُ ظِلًّا بالخَمائلِ غابَها
وإذَا سَنَانِيرُ القَريضِ اسْتَأسَدَتْ
قلّمْتُ بالظُّفرِ المُسَنّنِ نَابَها
وإذَا المَظالمُ عنْ أذَاها كَشَّرتْ
جزّتْ مَنَاجِلُ كِلْمَتِي أذْنابَها
☆《4》{سأكُونُ يوْمًا مَا أريدُ}
سَأكُونُ يَوْمًا مَا أريدُ و مَا أرَى
و يَكونُ قٍيثَارِي لَهَا زِرْيَابَها
فَأخُوضُ أدغَالَ البَدائعِ بالرُّؤى
حَتّى يُنَافِسَ قوْسُها نَشَّابَها
و سَتهْطلُ الأنهارُ ودقاً مِنْ مُنًى
حتّى تُسَرِّحَ مُزْنتِي مِزْرَابَها
وسَتَغْسِلُ الأشْوَاقُ مِنْ جَدبِ النَّوَى
شُرُفاتِها و دُرُوبَها و قِبَابَها
حَتّى ولوْ كُسِرتْ مَجَادِفُ جَذْوَتي
سَيَكُونُ عُكّازَي لها أخْشَابَها
ويَضُوعُ نَفْحُ الشّوْقِ..يغْزُو نبْضَها
وَيَراعَها.. ومِدَادَها ..وكِتَابَها
كَزُجَاجَةِ المِسْكِ الشَّذيِّ تَكَسَّرَتْ
ليُضَمِّخَ العِطرُ المُرَاقُ خِضَابَها
ويُزيلَ عَنْها وَصمَةَ العُقْمِ الّذي
قَد شَابَهَا..بلْ عَابَهَا ..وأنَابَها
أقْسَمْتُ أنْحَتُ بالبَيانِ صُخُورَها
و أجُزُّ بالحَرفِ الأبِيِّ ذِئَابَها
ِبِعصَايَ أفتَحُ للخُلودِ مَسَالِكَا
و أشُقّ بَحرًا قدْ أعَاقَ إيَابَها
و لَأشْربَنَّ كُؤُوسَ شَهْدٍ نَائرٍ
و كُؤُوسَ عِشْقٍ فاَئرٍ..أَنْخَابَهَا
و لَأَعْتِقَنّ مِنَ الرَّمادِ جَناحَها
و أُعَتِّقَنَّ مَعَ السُّلافِ حَبَابَها
لأرَى عَلَى عَرشِ الجَمالِ عُجَابَها
و أرَى علَى بَابِ المَدَى خُطَّابَهَا ☆☆☆
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
ماي2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق