يا ملاذي
يا من أمطرتني به سماء الأقدار ذات عام
و أسمعني أشجى اللحون على الدوام
يا من طابت لي بقربه الأيام
يا فيض روحي و بلسم الآلام
و منتهى راحتي بين الأقوام
و مرآة بوحي لما أضام
و بسمة شفتي حين أنام
و صدى آهاتي إذا ما الشر بان
و كشر عن أنيابه القدر والزمان
يا ملاذي من الأشرار و الأسقام
بمعونة الله الكريم العلام
بسري وعلني وأسرار كل إنسان
طالما نسجت لي من النصائح أجمل فستان
و صغت لي زمن المحن ما يعجز عليه البيان
من عبارات الود حتى بلوغ الأمان
لطالما جدفت بي في سفينة الأحزان
لتحصيني من الأشجان
حتى بلوغ أحد شطآن
جزيرة أحلام ولا في المنام
لم توصف حتى في الأفلام
حيث رسوت بي في حفظ الرحمان
وسترت عيوبي في كل مكان
ليس للحب عمر بالحجة والبرهان
و لا ينتمي أبدا لقائمة النسيان
أو المستحيل بين أحداث الزمان
فكم روى الحب من ظمآن !
و كم برهن مرارا أنه أقوى ضمان !
على كسب الرهان في مضمار كل زمان
نحمد الله الحنان المنان
الذي حبانا بحب بعضنا لتبيان
عمق المودة تجاه كل إنسان
نقابله و كشف ذلك في الصوت الرنان
و أثبتته النظرات و العينان
و المواقف التي تسحر الوجدان
و تحول الخوف إلى اطمئنان
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وقدرنا على رد جميل من نعرفه
بحسن السلوك و أره منا ما يريحه
إلى أن نلقاك واختم لي وله
بكل خير حتى ترضيني و ترضيه
آمين يا من كل يوم له
شأن في ملكه و مع خلقه
الذي يباهي به ملائكته
رفيقة بن زينب /// تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق