وكان اللقاء
الحلقة الثالثة
...لكن سرعان ما تبيّن أنّ الأمر جدّيّ خاصّة عندما نهض العريس ولطم عروسه وسلّط عليها وابل من السّباب، ولمّا قام أبوها ليبعده عنها توجّه إليه صهره بألفاظ نابية قلّلت من شأنه وحقّرته "لأنّه سبب في قلّة أدب ابنته وعدم احترامها لنواميس العائلات المحترمة".. في تلك السّهرة كان لقاء العائلتين في بيت العريس، خرجت البنت ومعها والداها، خرجوا وسقطت كلّ أحلامهم بل دفنت قبل أن ترى النّور ولا مجال للتّفكير فيها منذ ذلك الوقت. لم ينته الأمر عند هذا الحدّ إذ " عريس الغفلة" صار يلاحق البنت ويطالبها بتحديد موعد الزّفاف وكأنّ شيئا لم يكن وراح يهدّدها بأنّها سوف تندم إن واصلت تجاهلها له والحطّ من " مستواه". فالزّوجة حسب زعمه يجب أن تكون على رأي زوجها مهما كان ومجرّد نقاشه في أيّ شأن هو خروج عن المألوف. والّذي جرى في تلك السّهرة ما هو إلاّ تصحيح لخطإ وقعت فيه البنت. التجأت الدّكتورة إلى الأمن وعرضت مشكلتها، فوقع استدعاء الشّاب وبما أنّ العلاقة بين الشّابين لم ترتق إلى الزّواج بعد ولم يرتبطا لا قانونيا ولا شرعيّا فقد ألزم الشّاب رسميّا بعدم التّعرّض للبنت وبمقتضى هذا الالتزام ظنّت البنت أنّها تخلّصت منه إلى الأبد، لكنّ الشّابّ واصل ملاحقة البنت وهرسلتها أينما ذهبت. لم تستطع المسكينة أن تتحمّل ذلك فاستوقفته ذات مرّة واسمعته من الكلام ما لم يسمعه في حياته ولم يكن هو "بحكم تربيته وأفكاره" أن يسمح بذلك من طرف امرأة وهي المفروض كانت ستصبح زوجته. كان ذلك في المصحّة حيث تعمل الدّكتورة، ثارت ثائرته واستشاط غضبا فانقضّ عليها يوسعها ضربا وشتما ولم يكتف بذلك فجلبها من شعرها إلى غرفة من غرف المصحّة وأراد أن ينتقم منها ويعتدي عليها ليبرز " رجولته" و" فحولته" الّتي مسحت بها البنت أدران الأرض وأحطّت من كرامة كان يتصوّر أنّه يملكها...
رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق