(لحظات الإنتظار)
رأيتُكِ في ساحة الغرباء
تقرئين حروفي
بِحُزنٍ عميق
في أروقة ذكرياتي
و لمّا أردتُ
أن أتّصلَ بكِ
نسيتُ رقمك
بقيتُ أنتظِرُ
ريح عطرك
عند حلول الغروب
فساعات الإنتظار
لم تكن سوى جمراتٌ
تحرق مادَوَّنتُهُ
أمام شمعتي
وَ عندما علمتُ
أنّ الإنتظار الميؤوس منه
جريمةٌ في حقّك
فتحتُ الهاتف
وَ كتبتُ رسالة
و كأنّي أنتظر جوابًا
لَمْ يُدرَجْ في دفاتر
المارّينَ في سكّة آلامِنا
وَ أتت الرسالة
فكانت ورقة بيضاء
و سَطرٌ غير مفهوم
وَ بعض الورود
أتَيتُ بالحبر لِأكتُبَ
ما يُمليه عليَّ إحساسي
فتذكُرتُ أنّ المدادَ
مُحرّم على المُرسَل إليه
وضعتُ دَمِي حبرًا
وَ سالتْ من القلم أوديَةً
وَ طبعتُ على البياضِ شوقي
شكرتُ الله
وَ قلتُ هذا عهدي
و ذاكَ نصيبي ربّي
ولاحت عيناك
تغزِلُ دقائق الإنتظار
تحت أروقة محطة القطار
كضباب بين
رواد المحطة
تهمس للحروف
وتختفي
هل تسمعين
صوت شوقي
يقترن مع صوت
القطار
هل سنستقل
نفس القاطرة؟؟؟
أين أنتِ من بين المسافرين
في رحلة حياتي
ترحلين بعيدًا
وَ أعود غريباً طيفا سابحا
بين مئات العابربن
منصف العزعوزي
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق