*ضَحايا*
في شوارع المدينة
عيونُ أطفالٍ حزينة
وأجسامٌ هزيلةٌ نَحيلة
ضعيفةٌ مريضةٌ عليلة..
أصحابَ القلوبِ الرَّحِيمة
دنانيرَ قليلة..
وهُناك على الأرصفةِ القَصِيّة
أمام المغازاتِ البَهِيّة
أجسادٌ مُنهكةُ القُوى
مُمدّدةٌ في العَراء
لا تعرف فَرَحًا ولا أعياد(ا)
ولا ملابسَ جديدةً كالأنداد
مُتناثزةٌ هنا وهناك
كَجُثَثٍ مُلقاةٍ بلا حَراك
تفترِش الأرض وتلتحِف السّماء
تفتقر للغذاء ولمجرّد الماء والدّواء
ولحُضنٍ دافئٍ مِعطاء
يُشعِرُهُم بِالعطفِ وحِمايةِ الآباء..
بُطونٌ خاوية تشتكي من الجوع
وعُيونٌ باكية تذرِفُ الدّموع
هُم في الظّاهرِ أطفال
لكنّهم فَقَدُوا البراءَةَ و الجَمال
وصارُوا ضَحايا لِلفقر والجهل والإهمال..
هُم أطفالُ الشّوارِعِ مجهُولو النَّسَب
على وُجُوهِهم علاماتُ الحُزنِ والتّعب
هُم أطفالٌ يَتامى بِلا سَندٍ و لا مَأوى
على صَدِّ الذّئاب وإِيقافِ الكلاب
أجسادُهم ضعيفةٌ لا تقوى
هم ضحايا للخطيئة
وَلِنَزَواتٍ عابرةٍ مَقِيتة
ولعلاقاتٍ غير بريئة..
هُم فريسةٌ للبُؤسِ والفاقَةِ والتّهميش
ولظُلم البشَرِ للبَشر
ولقسوة القلوب المُتصلّبة كالحَجَر
فلِمَ لا نُجبِر خَواطرهم وَلَو بابتسامة خفيفة
ونُعامِلُهُم مُعاملةً لطيفة
ونُخرِجُهُم من ظُروفهم الصّعبةِ الرّديئة
ونُسكِنُهم قُلوبًا بالعَطفِ والحُبِّ مَليئة
لنُعِيدَ لِثُغُورِهم بَسماتِهِمِ البريئة؟
كمال العرفاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق