خيمة وغيمة
الشاعر : مصطفى ميغري
اقطف سنابل القمح من حقول الأغنيات
اصوغ من حباتها عقدا وسوارا وخاتما
لامرأة أعشقها
انظر إلى سماء القصيدة
أراها تعج بالنسور والصقور،
تترصدني....تطاردني ...
يغريها دمي النازف من جراح تسكنني ،
تطارد غيمة تنام على طبق
من احلام الجياع
اصوات تتدافع في واد ،
لم يغتسل في زمن العجاف
هجرته الأشجار
لم يبق فيه سوى بعض أحجار غريبة ،
ورمال،
وبعض تراب ،
واقبية فارقها اهلها .
صدى الأصوات تطبق عليه الجبال ،
يغرق في عرس من نعيق الغربان .
تبحث الأصوات عن بقايا حكايا
في ثنايا الوادي
تحاول النسور والصقور
ايقاظ الغيمة النائمة
يفيض نعيق الغربان في المكان
كالطوفان
محكمة ....
غراب تغزل بالغيمة
نقر وجه الخيمة
احدث فيها ثقوبا
تمرد على سواده
تنكر لصوته
......
لاتزال النسور والصقور ،
تغطي سماء القصيدة
تراقب ما يحدث بين الغربان .
لم تهدأ الأصوات في الوادي
تتدافع كالماء
تحدث هديرا
تزعج النسور والصقور
تزعج الغربان
تزيد في صمت الجبال
دخان يتدافع من ثقوب الخيمة ،
يجلب إليه الأصوات الغاضبة في الوادي ،
تتجمع حول الخيمة
"الحريق....الحريق ....الحريق.....
انا الغريق
لاطريق للنجاة .....
لاشقيق...... لاصديق..."
صوت يختلف عن كل الأصوات ينادي :
"أيتها الأصوات الحالمة
ايتها الأصوات المحرومة
أيتها الأصوات المخنوقة
الحل في الاقدام
نعلو مع الدخان
نملا سماء القصيدة بادعيتنا ،
باغانينا
نكون غيمة باحلامنا
نوقظ الغيمة النائمة
ننقذ الخيمة ....
يا للحريق الرجيم !
يلتهم حروفها ونصوصها
يلتهم حبالا تشدها إلى اوتادها
نزرع في كل ثقب من ثقوبها قمحة،
ونبني عش حمامة
نحيي الوادي
نطرد الغربان "
أعود إلى حقول الأغنيات وفي يدي سنبلة
اتحدى النسور والصقور
انثر حبات قمح في الخيمة
واسقيها بدمي ،
أرى من حولي خيولا،
على سروجها سيوف ونصوص
وارى امرأة تشرق مع القمر
تناديني:
"انا قاطف سنابل القمح من حقول الأغنيات،
اذن
اسمع صوتك للاصوات الثائرة،
ثم ......ثم اقم الصلاة .
الشاعر : مصطفى ميغري
سيدي سعد/القيروان