السبت، 8 أبريل 2023

المهمة ـــــــــ عبدالله محمد حسن


 المهمة

منذ الصغر..ونحن نتدرب على أداء أدوارنا فى تلك الحياة ...نتعلم من هؤلاء الذين سبقونا بالعيش فيها طرقا مختلفة للأداء...الخروج عن المألوف شئ تمقته الحياة الرتيبة لما إعتاده الأحياء..يظهر ذلك فى الإنكار ومحاولة الإجهاض المستمرة لتلك الأفكار الغريبة التى لو تركت لأحدثت شرخا فى بنية تلك الحياة لأنها تقوم بتشكيل العقل والميل بمركبته نحو جهة أخرى..لم يعتاد الخوض فى غمارها من قبل..قديكون التغير الفكرى له الأثر الطيب فى حياة الإنسان شريطة أن لايصطدم ومعتقداته الأصيلة المتوارثة ..تلك المعتقدات التى لاتقلل من دوره الإنسان فى دفع عجلة الحياة نحو التقدم والتطور المنشود القائم على صدق المشاعر والنية الخالصة فى إرساء معالم النهضة والتقدم وإجتياز ذلك الطريق الصعب أملا فى الوصول إلى مستقبل يكون فيه لأمتنا قدم صدق بين الأمم التى تتصارع فيما بينها على توفير معيشة طيبة لأهلها ..فالامم يقاس تقدمها بطريقة عيش سكانها ليس الأمر قاصرا على القلة والكثرة وإنما القدرة على توظيف العقل تلك الهبة الربانية لتكون أداة الإعمار على شتى المستويات ..فكلما تطورت الأمم على أسس من الأخلاق الحميدة فى ظل الدين القيم خلعت عنها رداء العنجهية والتكبر وحب الإستئثار بما أوجده الله فى أرضها من مقومات عيشها وبما علما الله من طرق إستخراج تلك الطيبات ..إن إلاكرام الحقيقى للإنسان ليس فقط بموارة جسده التراب حين موته ..أنما يكون بالنظر إليه على كونه أداة ربانية مهمة المصلحين توجيه بوصلتها نحو الخير المتمثل فى العمل التطوعي ..فالإنسان إنما يجاز على عمله عندما يكون خالصا لله ليس بقلته ولا كثرته ..ولابنتائجه التى ربما تفشل فى أداء مساعيها ..فليس للإنسان إلا ماسعى فلايظن أحد أن السعى فى الخير أيا كان مقصود به نتائجه فالنتائج تصيب وتخطئ وإحسان العمل صواب نيته فمثلالو ذهب إنسان للبحث عن عمل وكلماذهب لم يجد شيئاً لايظن أن سعيه قد ضاع سدى لا بل عليه أن يظن الخير فى خالقه وان رزقه المقدر له سلفا ٱت لامحالة..فما الناس إلا إشارات على طريق الحياة ..نحتاج لبعضها حين نكون قاصدين نفس الإتجاه الذى تشير إليه ونتغاضى عن الأخرى ..لسببين السبب الأول إذا كان غيرنا يتولى مهمة القيادة تحت. مسمى التسهيل على الناس وعدم أشغال أوقاتهم فيما تفرغ له غيرهم وهم كثر تضج بهم الحياة كل واحد منهم يرى نفسه ميزانا لايصح الوزن الحياتى إلا به ولاتستقيم للناس حياة إلا بإتباع ماتمليه عليهم قريحته المصونة..والسبب الثانى أننا نعرف جهتها وماتؤدى إليه ولو على سبيل الإجمال.. وتمضى الحياة وتمضى معها الكثير من الإشكاليات على شتى المستويات بسبب الإهمال وعدم إعمال العقول من إيجاد حلول لها البعض يختصر الطريق ويلجأ إلى الحلول الغربية وعينه على مستويات إعمال الفكر المتقدمة التى يرى أثارها بادية فى شتى شؤون الحياة الغربية..فهو يرى رفاهية عيش وجمال إعمارى يسعى الإنسان الغربى بكل قوته لإضافة مايفوق حد الإتقان على أعماله ..الأمر الذى يدفعه إلى إستغلال موارد الخاملين الحالمين بسفينة السعادة..التى تأخذهم من أرض البوار إلى أرض الجن والملائكة كما كانوا يقولون..تاركين العمل على ترقية أنفسهم بإلتماس مواضع تلك الفجوات ومحاولة ردمها حتى يتمكنون من العبور عليها إلى ماترغب إليه أنفسهم .لابد من تقوية الركيزة الأساسية المتمثلة فى قيم ديننا الحنيف من أجل البناء عليها للخروج من عنق الزجاجة المظلم ..كفانا إنبهارا حتى يستطيع كل واحد منا أداء دوره فى تلك الرحلة الأرضية.. فى ظل من التعاون والشد على الأيدي وعدم التربص لأخطاء الآخرين بالخيانة ليست فى نقل الاسرار فقط بل أيضا فى مباركة القوة العاملة وطمأنتها على مساعيها دون تجسس وظنية الإهمال أو العجز..فكل قدرته الأدائيه التى تقوى فى ناحية وتضعف فى أخرى لتتيح العمل لقدرة أخرى لتؤدى عملها ليس الأمر قائم على الإكراه والحصار العنكبوتى تحت مسمى وظىفى مقيت ألا وهو قانون العمل الخاص ..ذلك القانون الذى يقوم على عصر الجهد الانسانى دون النظر لظروفه أو مراعاة لقدرته الأدائيه..فإذا كان العمل الصالح لايكون صالحا إلتى إذا تجاوز حدود النفس ليصل إلى الناس فيحسن من أداء عمل صالح ٱخر فى الحياة..فلما التكالب إذا على المنافع الشخصية وترك سنة الأعمال الصالحة عاطلة لاتؤدى عملها ولاتؤتى ثمار سعيها..لينصب بعد ذلك جام غضبنا على ظروفنا المعيشية التى نهرب منها بالإهمال والتقصير فيما يجب عمله تجاه نفسنا أولا من خير وتجاه مجتمعاتنا من تبادل لتلك الأعمال الصالحة من أجل أن تسير القافلة وتعبر الآمال طريق الحلم حيث الحقيقة التى غابت زمنا عن مجلس إهتماماتنا العقلية ودوام على الحضور بدلا منها مالا يفيد أحدا أبدا ..إن الإيمان الذى يسبق العمل الصالح ليس مجرد إعتقاد قلبى فقط بقدر ماهو تهيئة للنفس للسير الجاد على طريق العمل التطوعي ..لتقوى شوكة السائرين إلى الله..فالمغريات تنصب الشباك وتنادى الراغبين فى الخروج عن دائرة اليقين التى تعمقت جذورها ..إلى دائرة الريبة والشك الأمر الذى يقضى إلى هزيمة داخلية لامرد لها تجنى النفس من ورائها الكثير من الخسران والبوار ..
مقالة
عبدالله محمد حسن
مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق