خارج إطار اللوحة
________________ / حسين السياب
إثراءً للمشهدِ العاطفي..
مَدت غَيمةٌ عاريةٌ في السماءِ يدَها لِتربتَ على كَتفي
ولا نهاية لها...
قالت: ماذا دهاكَ يابن الشمس،
ألم يدركْك الشعرُ هذه الليلة..؟
كلا سيدتي الغيمة.. فالشعر عصيٌ في الأعيادِ على الشعراءِ،
هو يزورنا في ذَروةِ الحُزنِ، حين نتوسدُ القمرَ ونحنُ ننفثُ دخانَ السجائر
خارج إطار اللوحة التي تؤطر مزاجنا السيئ..
من ثقب الذاكرة يأتي الشعرُ
أو من وحي الخيالِ الذي تنسجه أناملُ إبليسَ المشتعلة..
يعودُ من حلمٍ قديمٍ
على مشنقةِ الريح يغتالُ كلَّ المعارضين له،
بحجة أنه إمام المتقينَ والحاكمُ العادل..!
- لكن لماذا تسألينني عن الشعر أيتها الغيمة الجاهلة..؟
صرخت بوجهي: اصمت أيها النرجسيُ الجبان
أَلهذه الدرجة أزعجك السؤالُ يا أبن الـ ......
- اغربي عن وجهي والا أسمعتكِ ما لم تسمعيه طوال عمركِ الذي ينتهي مع أولِ إشراقةِ شمسٍ تنغرزُ في أضلعي..
سحبت الغيمةُ يدَها من كَتفي..
بَصَقتْ في وجهي!
حلقت بعيداً... وهي ترددُ: ألا لعنةُ الله عليكم أيُّها الشعراء..
أنا بدوري كنتُ أتهجمُ عليها بطريقةِ حضاريةِ
وأكيّلُ لها الشتائمَ المثقفةَ والسبابَ الناعم الذي لا يخدشُ حياءَ النجمة التي كانت تراقبُ المشهدَ
وترسلُ لي ابتسامةً زرقاءَ
نكايةً بالغيمةِ الجاهلة التي تتطفلُ علينا كلَّ ليلة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق