بلغوا ليلى.
بلغوا ليلى أن قيسا ذهب ولن يعود..
وأنه ضاق من طبعها القاسي العنود.
وأنه سيلجأ إلى الغابات ويحفر ليسه اخدود.
وأنه مل من شجار كل يوم بسبب طلبات البيت وراتبه المحدود.
أين رقتها وزخرف حديثها ورنة صوتها ولى ولن يعود.
أين فتنتها وصوتها الناعم وثغرها الباسم وورد الخدود.
لم يعد القرب هي معضلة العلاقة وإنما صار الخمود.
لم تعد تلهمه أسرار الهوى يلضم بها كلمات العشق عقدا ومنديلا حريريا يمسح الخدود.
ولم يعد النهد نهدا ولم يعد الكحل نابعا من العين وصارت تستعمل أحمرا للخدود..
ولم يعد هو كما كان فتى قويا صارا شبحا شقاؤه بلا حدود.
ماعاد يعزف لها على مزامير الهوى ويقول لها أنت أغلى مافي الوجود.
بعد أن كان يصحوا فجرا متعطشا لندى الصباح يفترش على خد الورود .
صار يصحوا على صخب الصغار وصراخ ليلى قم فانظر أولادك محى الله الزواج من الوجود.
وأقول من قلبي اللهم استجب لها أو اجعلي مهربا منها لوعاد بي الزمان ماقطفت من أجلها كل الورود.
تقول لي وعيناها جاحظتان وصوتها كانفجار يفوق الحدود.
ومن حولني لشبح يخشى منه الأطفال ويعشق السكون ولايكترث للورود.
أليست أنانيتك ونزواتك وأولادك والأحمال على كتفي تكتفي فقط بقذف النقود.
ولاتدرك معاناتي وحرصي على ألا ننكشف أمام الجيران براتبك المحدود.
وشرحي لأطفالك كل الدروس لأوفر أجرة مدرس خاص يريد أجرا غير محدود.
ومع ذلك أتهيأ لك وأتزين بطلاء للعين وأحمر للخدود.
وتقول أين النهد لقد ضاع في رضاعة المولود
وبدلا من سماع كلمة شكر أجد تأنيبا واتهامي بالتقصير في حقك لم أعد ملهمة لك وتقول بلغوها أنك ذاهب ألا فلتذهب ولاتعود
أشرف محمود عيسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق