((قطار العمر))
قطارُ العمـــــرِ يوغــلُ بالبِعــــــادِ
كـــنجمِ غــــــابَ في حَلْكِ السّـوادِ
ويمعــــــنُ بالمســــــيرِ بلا وداعٍ
طواهُ الأفــــــقُ في عرضِ البلادِ
كلــمحِ النّورِ في لـــيلِ السُّهــــــادِ
ويســــــرقُ جرّةَ الأحــــــلامِ منّا
ويتركُـــــــــــنا بلا مــــــاءٍ وزادِ
تَعبنا قدْ كــــــــــبرنا في المـنافي
سنينُ العمـــــــرِ مجدبةٌ صوادي
تمهـــــلْ يا قطارَ العمــــــرِفـــينا
ليالــــــــينا تمــــــادتْ في العنادِ
قطارُ العمــــــرِ لا تذهبْ بعيدًا
تركــــتَ العينَ باكــــــيةً تنادي
قطارُ العمـــرِ هلْ تدري بأمري
على القضبانِ مذبوحٌ فـــــؤادي
صفيرُكَ يملأُ الأعمـــــاقَ وجدًا
ويورقُ مثلَ اشـــــــــواكِ القَتَادِ
على سككِ الغيابِ مشيتُ وحدي
وبي ألـــمٌ تناثرَ كـــــالرّمـــــــادِ
أُلملمُ ذكـــــرياتي مِنْ طــــريقي
وأعلـــنُ فــوقَ اشلائي حِــدادي
تعثّرَ في أغـــاني الشّـوقِ دمعي
وشلَّ الحـزنُ ثغـــري والأيادي
يقطّعُـــني أنيني مِنْ حـــــــنيني
ومالي غــيرَ ظلّي مِنْ حصادي
بلغتُ مِن المـــــآسي حـــدَّ إنّي
أُحدّقُ في الجـــروحِ بلا ضِمادِ
أعـــــــدلًا أنْ اعيشَ بلا أمــانٍ
ولا ألقــــى مِن الدّنيا مُــــرادي
إذا رحـــــلَ الحبيبُ فلا حــياةٌ
ولا فــــــرحٌ سيأتي أو يُغــادي
...........
شعر ورسم/ غزوان علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق