. امرأة بالظل
كانت حياتي تتلخص في أربع حروف هي (زوجي) الذي تقدم لخطبتي وأنا كنت فى سن السادسة عشر وافق الأهل وبارك الزواج الأقارب لأنه رجل فى نظرهم كامل الأوصاف خال من العيوب
ولصغر سني وافقت وكان شرطي الوحيد ألا أترك دراستي ووعد (الخاطب) أهلي بذلك على أن يوفر لي كل سبل الراحة وانتقلت إلى بيت الزوجية مع رجل لا أعرف عنه إلا اسمه (عمر)
وسكنت فيلا رائعة الجمال وكان معي (خادمة وطاهي)
شيء ما تعودت عليه في بيت أهلي حيث كانت حياتنا بسيطة متواضعة الحمد لله حياتي مستقرة بدأت أهتم به وبدراستي وأخذت الثانوية العامة ثم دخلت كلية الآداب /قسم اللغة العربية /
حتى أنمي موهبتي فى كتابة الشعر والقصة وأنا في السنة الثانية
حدث أن حملت وانجبت أول أولادي وبعد انتهاء الدراسة أنجبت طفلة جميلة زوجي كان مشغول دائماً في عمله
ولكن علاقتنا مستقرة لا أتدخل بأعماله
وكان يعاملني معاملة طيبة محترمة
كبر الأولاد ودخلوا المدرسة اتابعهم وبين الحين والآخر أتفرغت لكتاباتي.... الأيام تمر كلها متشابهة زوج يسافر ويغيب بالأيام.
و أبنائي تراعيهم مربية
وأنا وأوراقي بحجرة المكتب وقد امتلاءت رفوفه بعدة اعمال من كتاباتي الممنوعة من النشر بأمر زوجي
وذات يوم وأثناء أنهماكي بالكتابة اسمع رنين الهاتف... ألو.. ألو..... ولا أحد يجيب ! قلت ربما اتصال خطأ
وبعد ساعتين قرع جرس الباب انتبهت إليه خرجت من غرفة المكتب أتبين ؟
ولمَّا فتحت الخادمة الباب كانت المفاجأة عدد من المصورين يلتقطون الصور من دون إذن
والميكرفونات ممدودة باتجاهها !
وتتعالى الأصوات
سؤال كاتبتنا الكبيرة هل سمحت لنا بلقاء صحفي
ازداد الأمر غرابة ودهشة
حتى شق الصف من بين المجتمعين شخص يتقدم نحوي وقد أخفى معالم وجهه بكتاب ما أن وصل إليّ وأنزل يده فتبين أنه زوجي يقول
تفضلي سيدتي الكاتبة هذه الطبعة الأولى
من كتاباتك وقدسمحت لنفسي
وبعض الأدباء ودار النشر بتسمية الكتاب عنك بعنوان
( إمرأه في الظل)
وهنا ذهبت ذكرتي
لغرفة مكتبي وكنت
ألاحظ وجود عطر زوجي بين وريقات مدوناتي ولكن دون أي تغيير في شكل المكان وترتيبه
أدركت للتّو أن زوجي كان يقرأ ما أكتب دون أن يخبرني!
ناداني قائلاً مابالك ألم تعجبك المفاجأة
هذه هديتي لك
تقبليها مني ودمت ملكة الحرف وملكة بيتي
فأنت مثال الزوجة
الصالحة والأديبة الرائعة
واسمحي لنا أنا والصحفين بتوثيق توقيعك للنسخة الأولى من هذا الكتاب !!!
.. غانم ع الخوري..
الأحد، 23 أبريل 2023
امرأة بالظل بقلم الكاتب غانم ع الخوري..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق