السبت، 8 أبريل 2023

يامنْ حباكَ بكلِّ عامٍ قربةً ـــــــ كمال الدين حسين القاضي


 يامنْ حباكَ بكلِّ عامٍ قربةً ونسيتَ كلَّ فضائلِ المنانِ

من ْفاتهُ فضلُ الإلهِ ونعمةٌ
سينالُ كلَّ مواجعِ الخسرانِ
اللهُ ألبسَ للصيامِ سجيةَ
كمنابعِ الحسناتِ بالأذعانِ
وحفاظُ عبدٍ في صيام فريضةٍ
منْ كلِّ مفطرةٍ وسوءِ لسانِ
جادَ العلاءُ بكلِّ عتقٍ كاملٍ
منْ نارِ حرقٍ أوْ لظى البركانِ
والجهلُ باتَ على القلوبِ غشاوةً
والقدرُ صفرٌ في يدِ القيعانِ
ياربِّ إنكَ للسماحةِ مانحٌ
في شهرِ صومٍ بالغِ الغفرانِ
أنْزلْتَ أمْنَا في ربوعِ بلادنا
والناسُ في لهوٍ مع الطغيان
ياخَالقَ الأكوان ثمَّ منافعِ
ومنحتنا شهرًا من الريحانِ
فيهِ السبيلُ إلى مريدِ متابة
وجنان خلد من يد الديان
فالشهرُ زادٌ للقاءِ ومحشرٍ
ووقايةٌ منْ سائرِ النيرانِ
ومنحتَ منْ عاشَ الحياةَ مقصرًا
طوقَ النجاةِ بطاعةِ الرحمنِ
والقلبُ باكٍ والدموعُ غزيرةُ
منْ كلِّ فعلٍ جالبِ العصيانِ
عَرَفَ الحقيقةَ بالتدبَّرِ عندما
وَجَدَ السرابَ محكُ كلُّ زمانِ
وحياةَ كلَّ خلائقٍ عين الفنا
وتمرُّ مرَّاً مثْلَ بضعِ ثوانِ
لا خيرَ فيها إنْ لبسْنا خسةً
والعمرُ يمضي في يدِ النكرانِ
والدينُ أُهملَ منْ مطامعِ شهوةٍ
كالمالِ والحسناءِ والولدانِ
والفوزُ بالسلطانِ خيرُ مراتبٍ
عندَ السباقِ بساحةِ الميدانِ
كمْ منْ مريضٍ بالمفاتنِ والهوى
رَبِحَ الحرامَ بموطنِ البهتانِ
ولقدْ حباكَ عظيمٌ جود نفحةَ
فيها المكاسبُ جمَّةُ الإحسانِ
لا يعْتريها على الدوامِ خسارةً
إنْ صانها عبدٌ منَ النقصان
كالصومِ في شهرٍ كريمٍ طيبٍ
وقيامِ ليلٍ في حمى الإيمانِ
والنفسُ في عصمٍ وخيرِ طهارةٍ
منْ كلِّ آفاتٍ منَ الشيطانِ
حوّطْ حياتكََ بالصلاحِ وتوبةٍ
قبلُ الرحيلِ لموطنِ الديدانِ
وعذابُ قبرٍ زادُ كلّ مكابرٍ
عاشَ الحياةَ بموكبِ الغفلانِ
ما عادَ يملكًُ بالمتاهةِ شاطئاً
والذنبُ مكتوبٌ معَ التبيانِ
واليومَ بينَ مذلةٍ ومهانةٍ
والحصدُ مطعونٌ منَ الخذلانِ
ما كانَ يحسبُ للمنيةِ موعداً
والقلبُ لاهٍ في مدى الحدثانِ
قتَلَ الحياءَ بفعلِ كلِّ قبيحةٍ
والفجرُ زادَ أمامَ كلَّ عيانِ
مَا عادَ يشعرُ بالفرائضِ لحظةَ
أو خشيةَ منْ مالكِ الأكوانِ
بقلم كمال الدين حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق