السبت، 19 نوفمبر 2022

قصة قصيرة غريب عن الديار بقلم الكاتب الطيب ربعاوي

 قصة قصيرة

غريب عن الديار
....اخيرا وصل الي مفترق الطرق الذي حدثوه عنه...لكن اين تلك المدرسة ؟؟ تساءل بمرارةثم نظر الى مرافقه مستغربا لكن لم يدم استغرابه كثيرا اذ سمع صوت يحييهما ثم اردف يقول من منكما المعلم الجديد ؟؟؟ ابتسم في وجهه ثم تقدم اليها ببضع خطوات انا هو المعلم الجديد ...صافحه بحرارة وكانه يعرفه منذ زمن بعيد ....اهلا بك شرفت اولاد ابراهيم ومدرستها انا حارس المدرسة كنت انتظرك منذ الصباح ..ظن ان الرحلة انتهت لكنه اشار بيده المدرسة خلف تلك التلة
كان الحارس يحدثه عن كرم اهل المنطقة واخلاقهم الفاضلة وحسن معاشرتهم للمعلمين لكنه كان شارد الذهن يفكر في مصيره وكيف يقضي تسعة اشهر في هذا المكان ...افاق من شروده حين سمع مرافقه يقول تلك هي المدرسة لكن ستنزل عندي ضيفا قبل ان تدخل المدرسة حاول ان يعتذر لكنه اصراره منعه ...قبل بدعوته وصار خلفه نحن منزله ...هذه ابنتي انها زميلتك وتلك ابنتي الصغرى تدرس بالجامعة وتلك تدرس بالمعهد .....تأمل احداهن ثم تساءل هل يوجد جمال في هذا المكان الموحش...
مرت الشهور بسرعة غريبة كل مايدركه انها جلست قبالته بعيون دامعة
لم يبق الا بوم واحد
-الزمن لا يتوقف
-هل ستعود؟؟
-لورضيت بي زوجا سأعود
شعرت بالخجل وعلت وجهها حمرة الحياء ثم غادرته دون ان تلتفت اليه
يوم مشؤوم حين تقدم لخطبتها ...لا نزوحها لغريب لانزوجها لغريب كانت تلك الكلمات مثل رصاصات تصيبه في كل مكان انت غريب ومن عاداتنا لا نزوج من هو غريب نظر الى الى ابيها فوجد علامات الحزن على وجهه ادرك ان رفض زواجه كان من ذاك الرجل الفظ منذ ان وصل الى هذا المكان لم يكن مرتاحا له ....لايهم الكلمات ولا يهم النظرات ولا يهم وغادر مجلسهم وهو يلعنهم
هذه السيارة تصل تذكر اليوم الاول الذي اوصلته الى هنا كل شئ تغير لم يعد المكان موحشا صار جنة وحدائق ورود ...هم بالانصراف الى السيارة ولكن صوت هدى تلميذته النجيبة اوقفه كانت تنظر اليه بعيون حزينة جاء صوتها ضعيفا :سيدي هل ستعود ؟من قال ان الاطفال لا يحملون الاحاسيس الجميلة ...تقدمت اليه ومدت اليه ورقة مطوية ثم اسرعت من حيث اتت تابعها بنظرات شاردة هناك كانت تقف تراقبه ....ادرك ان الورقة المطوية هي اخر الكلام ...
صعد السيارة ولوح بيده مودعا زملائه فتح الرسالة بيدين مرتعشتين ((ذات مساء وانا اضع اللمسات الاخيرة على وجهي تهيأ لي اني اسير اليك واعانق فيك كل اشواقي ..ذات مساء قررت ان لا اخرج من حياتك سرابا وان لا اكون فيك مدينة خالية لم استطع مقاومة اعماق بحرك سبحت لاعانقك احسست بالدفء بين ذراعيك وتمنيت ان يقف الزمن ولا ينتهي ليل ولا ينبلج فجر ......))
افاق من غفوته وصوت رفيق دربه يسأله :هل سافرت مع نسائم الريف...ابتسم رغم المرارة التي يشعر ليتني ما غادرت تلك النسائم
هل مازلت تذكرها ؟؟
هم باجابته لكن تلك الخصومة التي نشبت في احد المقهى قطعت حبل الكلام
الى اين تذهب ؟
....
الامضاء
الطيب ربعاوي
تونس
Peut être une image de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق