الأربعاء، 16 نوفمبر 2022

منابع السعادة الباقية بقلم الكاتب عزيز مومني

 منابع السعادة الباقية :

أكيد أن القراءة هي المعجزة المتبقية في القرن 21 بعد القرأن الكريم والسنة النبوية الصحيحة،والإنسان الذي يصر على إكمال دراسته إلى النهاية ويحصل على دبلومات وشواهد عالية فإنه يسير في الطريق الصحيح لما يكتسبه من علوم ومعارف في طريق تحصيله الدراسي،كما أن اختلاطه بأساتذة جامعيين أكفاء يخول له التعلم على أعلى مستوى على أيديهم،ولما يقرأه من مراجع وبحوث في تخصصه وطريق العلم منبع مستمر صافي لوجود السعادة في حياتنا.
المسلم في سيره إلى الله يحافظ على الفرائض( مثل الصلاة وصوم رمضان وطلب العلم النافع،وبر الوالدين وحسن الخلق والكلمة الطيبة وإدخال السرور على القلوب ،وحسن الظن بالمسلمين والعفو عن الآخرين والتماس الأعذار لهم...) ويبتعد عن النواهي( الظلم و الزنا وشرب الخمر والربا وسوء الخلق، والحقد والحسد والكبر ،وسوء الظن وعقوق الوالدين والقمار ، وتضييع الوقت والرشوة والتعامل بالوجهيات مع الآخرين، والعنف والمكر والغدر والتحايل ،وتزييف الحقيقة والكذب وشهادة الزور والفسق والفجور ،وعدم الغض من البصر والغفلة والتسويف،وعدم فعل الفرائض واتباع خطوات الشيطان....إلخ) ويتقرب إلى الله بنوافل الصلاة والصيام والصدقة،ويجاهد نفسه ويمنعها من المحرمات،ويؤدبها على ذلك لأنها قد تورده المهالك،والمسلم الذي يتوب إلى الله باستمرار والذي يخشى من عقاب الله،ويسعى لتطهير نفسه بعد فعله لذنب معين لا زال الخير فيه.
إغتنام المسلم لأوقاته وجلبه المصالح لنفسه ،ومساعدته للآخرين بإصراره الذكي على التعلم على أعلى مستوى، و
بهدمه لصروح الخوف( الوهمية) سينطلق بشجاعة إلى الحياة ليبحث عن مصادر دخل أخرى مشروعة ليشتري متطلبات حياته،وليؤدي ما عليه من ديون،المسلم ذكي فطن ويقوم بعمل جاد نفعه عام ومتعدي إلى الآخرين لأنه ينشر الوعي والثقافة في مجتمعه،ويفكر بعشرات الطرق كي يكون هو وأبناء مجتمعه متحضرين وراقين فكريا بدعوته الجميع إلى الدوران حول الأفكار المبدعة والملهمة الراقية،وليس حول الاحداث والأشخاص والأشياء.
قال الشاعر :
ولست أرى السعادة جمع مال ** ولكن التقي هو السعيد
أكيد أن حفظ بعض سور القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الصحيحة،وشغل التفس بالطاعات ومراقبة الله وتجنب ذنوب الخلوات ،وقراءة كتب العلم الشرعي كل ذلك سيحول بينك وبين معصية الله،وتحصنك بأذكار الأحوال سيبعد عنك الشيطان وجنده،كلما تحررت من وصاية الآخرين عليك،وعظمت الله بقلبك وجوارحك وخفت من عقابه،ولم تأمن مكره فإنك ستكون سعيدا ولو كنت فقيرا مع ضرورة بذل الأسباب للإغتناء بوسائل مشروعة.
عندما تخشع في صلواتك وتقوم الليل وتسابق المؤمنين إلى الجنة،وتبتعد عن الطريق الموصلة إلى النار ( كل طريق تعصى الله من خلالها فهي توصل إلى النار)، شيء جميل أن تقرأ من جديد كتب ابن قيم الجوزية وابن الجوزي وابن رجب الحنبلي لتعرف مكائد الشيطان والفخاخ التي ينصبها للبشر لتتجنبها،وضروري بأن نقرأ الجديد في العلوم والمعرفة والثقافة مثل اقتصاد المعرفة والجغرافية اليشرية والسياسية،والقانون وعلوم النفس والإجتماع والتنمية البشرية والفلسفة،ومن الضرورة بمكان أن نتعلم اللغات الأجنبية والمعلوميات،وكل ذلك منبع لا ينضب لاستمرار السعادة في حياتنا..
قال أحمد الراشد:" إذا دخل النور والعرفان إلى القلب خرج منه الزور والبهتان " لذلك فالتوبة النصرح واجبة على كل مسلم،وكثرة الإستغفار وحضور مجالس العلم،وقراءة القرآن الكريم وذكر الله سبيل مغفرة سالف الذنوب،وكل مصر على الذنوب ولا يريد أن يتوب ينتظر من الله المقت إذ بسببه منعنا المطر من السماء،قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" الصدقة تطفئ غضب الرب"،والإنسان المسلم يحرص كي يكون له وجه واحد،ويعيش ليعبد الله ولا يتنازل عن قيمه ومبادئه وأخلاقه،وهو رباني الغاية والوجهة..
الدرر والكنوز والجواهر التي هي الدروس والعبر والعظات، والفوائد الموجودة بين ثنايا أمهات الكتب تعتبر خارطة طريق لنا في الدنيا كي نكون سعداء على الدوام وكلما قرأنا سير الأنبياء والرسل والصحابة،والتابعين والسلف الصالح وسرنا في طريق الحق والفضيلة،والنور الذي ساروا فيه طيلة حياتهم سنهتدي ونرشد،وسنستقيم حقيقة على دين الله، وسنفوز في الآخرة إن شاء الله وأيننا من تقواهم وورعهم ؟
السعادة في حد ذاتها وسيلة فقط وليست غاية،والبعض يراها في النعيم المادي وكثرة الزوجات و الأبناء،وآخرين يرونها في الحصول على دبلومات وشواهد عالية والإشتغال في منصب مرموق،وآخرين يرون السعادة في التصدر والشهرة وآخرين يرونها في كثرة الأعمال الخلاقة والمنجزات على أرض الواقع،والحقيقة أن السعادة الحقيقية تكون في تقوى الله والعمل الصالح وعلو الهمة وكبر الطموح ،والمسارعة إلى الطاعات وكل القربات ،وفي الإستغناء عن الناس وفي الإبتعاد عن منكرات الأخلاق والأهواء،وكل الأعمال الصالحة المخبوءة التي قصدت بها وجه الله،وقمت بها وفق السنة النبوية الصحيحة،ولم يطلع عليها أحد ستسعدك في الآخرة.
كتابة عزيز مومني صباح يوم الأحد 13|11|2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق