جدلٌ في الحبّ
14/11/2020
الربُّ وحدةُ يخلق في كلٍّ منا سرًه
وهـو الـساترُ والـكاشفُ لـلأسـتارِ
هـو يبسطُ الـرزقَ ويقـدرُ للخليقـةِ
خلـق لنـا الحبَّ مـرتبـطًا بالـحياةِ
وكلُّ مافي الطبيعةِ مرتبط بإطارِ
فاللّيـل وحـدهُ لايُغني عـن الـحبِّ
وليلُ الحبّ يحتاج أبداً إلىٰ سمارِ
واللّيـالي كـأداءُ بــاردةٌ إذا حَـلـت
دون حبّ كسماءٍ ظلماء بلا أقمارِ
فبالـرعودِ لاتَـنـبـتُ بـذورُ الأرض
والزهـرُ أبدا لايَـنبُتُ دون إمطارِ
والـعواطـف لاتَـصلح للحبّ بـديلا
فالهوىٰ غزلٌ وسهرٌ ونَظمٌ للأشعارِ
والشمس لاتُغني عن سواد اللّيـل
إنّما تُشدُّ أواصر الحبِّ في الـنهـارِ
والـعـاشـقُ إن رام وصـلَ الـقـمــر
لايبخلْ بالسهرِ ومناجاته بالأسحارِ
فالسواقي مهما طـالَ المسيرُ بـهـا
لابـد بَعـد لأيٍ أن تصبَّ في الأنـهارِ
فـتعـالي إذا جُـن اللـيـل نَـتسـاقىٰ
الهوىٰ فاللّيل أمان وساتـر للأسـرارِ
ولتنعمِ النجوم بظلمائهـا ولتـوالي
الـغيومُ رحيلهـا وعشقـهـا للأسفـارِ
فالربيع يأتي مبتسمًا ليكسو.الطبـ
ـيعةَ فتُولدُ البراعم علىٰ الأشجارِ
وتـرىٰ الـنسائم تـداعـب الأجـسـادَ
برقةٍ كوقعٍ للألحان عَلىٰ الأوتـارِ
والندىٰ يَـغسلُ ادران الحيـاةِ كـمـا
تُغسَلُ أزهار الحقول بمياه الأمطارِ
والعصافير تنعمُ بمواسمها تمارسُ
طـقـوس الـحـبِّ خـارج الأوكــــارِ
والجنادب تختال أزواجًا والجُعَـلُ
في الليل تحاكي الضوءَ في النهارِ
وسراج الليل يضيء الحقولَ لـيلًا
فيضييء دروب العاشقين كالمنارِ
وتري أفواج العشاق تسري إلىٰ معا
ـبدها لتقيم طقس الحبِّ والأذكارِ
فتخلو الغاباتُ من روادها وتكتظُّ
المعابد بحملة الشموعِ من الزوارِ
حتىٰ الـنجوم كـلٌّ يـعانـق نـجمــةُ
علىٰ مـدىٰ الـسماء كـلّ فـي مـدارِ
وهكذا يمضي الزمانُ بتؤدة ويمـرُّ
سريعًا فالحياة لاتُقاسُ بالمنظارِ
إنما تقاس بلقاءاتٍ يليها وصلٌ
قوامه قبلاتٌ بصمتٍ دون حوارِ
فكل الحكايا تبدأ بغزلٍ رفيعٍ
ونظراتُ الحبّ تؤول إلىٰ انهيـارِ
محي الدين الحريري
الجنادب : حشرات تشبه الجراد بحجم أصغر
الجعل :نوع من الخنافس
جميلة الالوان تضهر في
الربيع والصيف
سراج الليل : حشره تضيء
فـي الليــل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق