همس
الصباحات
في زمن
التفاهات
هل ولى الزمن الجميل حقا أم هي مزحة .وليتها تكون...
نحن اليوم نعيش التفاهة نلامس خيوطها ونعمل على غزلها نسيجا نواري من ورائه هذا الكم الهائل من اللاوعي ومن النفاق الإجتماعي والثقافي...
نسقط بالثقافة في فخ النقل والسرقة...
ونعمل على ترويج المنحط منهاأسلوبا وأخطاء...
نبايع علماء اللغة والنحو الجدد ...نرفع رايات الولاء لهم بين هتافات
المهرجانات...
أيعقل أن نتخطى سيبويه والخليل والفراهيدي فنخاطب المؤنث بإضافات لا تنسب للضاد،
أيعقل أن نأخذ من المعلقات وننسب بكل
جرأة للأنا....
أيعقل أن نجرد الألف من همزتها...ونخاطب المذكر مؤنثا والمؤنث مذكرا بدون استحياء؟ثم نصعد المنابر وكلنا تكبر وشموخ تحت وابل التصفيقات والتقاط الصور ...
هو زمن التفاهات...
زمن التجويع والقهر والحرمان.سياسات مقصودة وتخذير ممنهج من أجل بسط شراع الولاء لكل ماهو غريب على ثقافتنا وتقاليدنا...لكل ماهو مستورد بحجة التقدم ومسايرة العصر.. دون وعي ولا مبالاة...
انحرف الرقص عن الرقص
وزاغ الغناء عن سيده الطرب...
وحتى التمثيل الأصل فينا ...منذ عهد أوديب...المجسد للواقع بكل مشاعر الحب للمسرح والتمثيل.كل هذا أصبح مستعارا.الهم فيه بيع الهوى والتقاء الأسماء عبر وابل من الجرأة والكلمات المغرية...
ناهيك عن القراءة والكتابة اللتان انتحرتا بين طلقات وسائل التواصل الإجتماعية...
زمن القراءة اندثر وحل محله زمن الجريمة...وكلمة بارطاجي
التي تصاحب الفيدو الساقط...لواط بالبند العريض يشهر دون خجل...وغير هذا أصبح عاديا نشره دون تستر...
أهو زمن التفاهة ممنهج ومقصود؟ أم هو اللا وعي المعاش والمصاحب لنا عبر هذه السنوات العجاف؟
نسينا أننا مسؤولون على الأرض والديار وعلى الحدود والاَبار...
حتى شح الماء
وتششق الأديم...
تفاقمت الهجرة نحو الضفة الأخرى...واشتعلت قوارب الموت في عمق البحار...
والعقول التي نعول عليها غادرت مع موسم هجرة الطيور...
ومابقي لن يسد مانحن أحوج إليه من تقدم وركض خلف هذا العصر السريع بتطوراته وتسابقه نحو الإستعمار....
إلى أين نحن ماضون نعزز التفاهة بين التافهين؟
ونحن لاجؤون في أوطاننا...
نعيمة سارة الياقوت ناجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق