الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

حوارٌ أخير بقلم الشاعرة سنيا مدوري/تونس

 حوارٌ أخير

هي: تقول الحدوس جميعا بأن الهوى قد يموتْ...
وأن العصافيرَ تمضي إلى عشّها في سكوتْ...
وانتَ ستُنسى مع الوقت مثل الحدائق بعد الربيع
كأنوار هذي المدينة تخبو
ويعلو الخفوتْ..
هو: بقلبي ثلاثون وعدًا أيا طفلتي الرائعهْ...
لماذا تركتِ الفؤاد حزينا
ودمعي سجينا
وسافرتِ مثل الحرائق في غابة واسعهْ..
.
هي: لتحيا المحبةُ لا بدّ من سفرةٍ واحدهْ..
كلانا سيعلم أن الهوى في البعاد سيحيا
وأن القطار سيروي لكل محطات هذي المدينة قصتَنا الصامدهْ.
هو: كطفلٍ يموت الهوى في الفؤاد
ومازال بعد جنينا...
أحبكِ... لا تختفي من حياتي
ولا تقتليني حنينَا...
أنا بعد هذا الغياب سأدفنُ قلبي
وأنبشُ جرحي الدّفينَا
هي: وداعا حبيبي . خطانا تدقّ على عتْبةٍ في الزّقاقْ..
طريقي طويلٌ ونجمي بعيدٌ
وإني عقلتُ البراقْ...
وداعا... وداعا بحجم الفراقْ...
هو: وداعا أيا طفلةً من جنون القصيدَهْ...
فأنتِ التي سطّرتْ في الخيال
بلادا بعيدَهْ...
تلوّحُ خلف خطاكِ يدي
ويبكي دمًا في الخفاءِ وَريدَهْ...
هي: ستنسى هوانا وما كان بيني وبينكَ
في لمحةٍ خاطفَهْ...
تحدّثني الموجةُ الآن عن رحلةٍ نازفَهْ...
أراكَ بخير وقد لا أراكَ...
أنا المرأةُ العارفَهْ...
هو: سأصنع من قلبيَ الآن عودا
واصنع من أضلعي الوترَا..
أغنّيكِ بعد الغياب
واشدو بحبكِ لو رام لحني لك السّفرَا...
وإنّي كطيْرٍ بنَى عشَّهُ الحرَّ
فوق الجبالِ وأنشدَ:
"أحْيا جفافي بعزّ ولا أرتجي المطرَا.."
سنيا مدوري/تونس
Peut être une image de 1 personne et position debout

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق