الأحد، 20 نوفمبر 2022

أنشودة الأشواق و العدم بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 《أنشودة الأشواق و العدم》

في لحظة قديمة..كئيبة.. غبْراءْ
في لحظة.. موبوءة ..خرقاءْ..
في لحظة كأداءْ
ما عُدتُ أدري أيْنَ أو ماذا ولِمْ
ماعُدتُ أدري کیْف صارتْ أو متَى وكمْ
أهْرقتُ كلّ الحبْرِ و الأحلامِ و الدّموعِ و الدّماءْ
مزّقتُ قرطاسي
و حطّمتُ الدّواةَ والقلمْ
أعلنتُ بائنًا طلاقَ الشّعرِ و الشعورِ و الغرامِ والكلِمْ
وساحتْ الحروفْ
على مُدَی الإهْراق... والإرهاقِ
و الإخفاقِ و الإملاقِ و الألمْ
ألمْ ..ألمْ..ألمْ
مصلوبةٌ على عَمودِ صبْوتي
مُتْخمةً بشَجَني و شقْوتي
خاوية الشِّريانِ من نسائمٍ و دمْ
مثلومةٌ مسِيرتي
محرومةٌ من خطوةِ القدمْ
مكلومةٌ و احرفي
لا تستطيعُ ان تخُطَّ حتّى بالدّموعِ و الدّماءْ
في سِفْرِ أشْعارِ الحنينِ و الأسَى
حكايةَ الألمْ
ألمْ ...ألمْ ...ألمْ..
و انْتصرَ العدمْ...
انْتصرَ الفراغُ و العدمْ..
انْتصرَ الافلاسُ و الفراغُ و العدمْ
ألمْ ! ألمْ !ألمْ !
☆☆☆
...و اليومَ ها أنا....
في لحظةٍ جديدةٍ ..يانعةٍ.. خارقةٍ ...ورقاءْ
في لحظةٍ من الْتقاءِ الحاءِ في أنْسِجتي و الباءْ
و قُبْلةٍ من ثغر عشتار النّدي
تهفو على أفْق الجمالِ والربيعِ و الضياءْ
يجْتاحُني
حنينُ شوق جارف الى اللّقاءْ
شوقِ الضّرير للضّياءِ و الغريق للهواءْ
شوق الدّفين ینْبش اللُّحودَ...ينسفُ الثرى
یمزِّق الكفنْ
شوقِ السّجينِ یكسر القيودْ...
و يخرق الحدودْ..
یطوي المدى..يزدردُ الزّمنْ...
شوق السفين..للرّياح.. للعبابْ
شوق الفراشِ للمروجِ.. و الجذورِ للتّرابْ
شوق الصَّدِيِّ للشّرابْ
و العاشقِ المحمومِ للرُّضابْ
و اللّيلِ لابتسامة النّجوم و القمرْ
و الفجرِ للنّدى و شهقة الشُّعاعِ
و الثّرى لمُزنة المطرْ
شوق الكسيح لانْتشاءة الخُطى
و رنّة القدمْ
شوقِ الجريح لاْندمال الشّرخِ في أوْردة الالمْ
ألمْ...ألمْ..
سيهزمُ الشوقُ العدمْ
وترقص الحروف في عُرس الجمالِ و النّغمْ
...اليوم ها أنا...
في لحظة فارقةِ ..خارقةِ ..يانعةٍ.. ورقاءْ
أريد أن أعيش من جديدْ،..
أريد أن أحبّ من جديدْ..
أريد أن أعانق الأشعارْ..
أريد أن أمارس الإبحارْ..
أن أستعيد نبض إحساسي الّذي
فقدته من زمن بعيدْ
انْ يستعيد السّندبادُ فيَّ بَعدَ أن قد طلّق البحارْ
حرّية قد باعها..و نام في زنزانة العبيدْ
و ابتاع بالهوى والدفء و السلام و الجمالِ
كتلةً من الصقيعِ
في جزائر الجليدْ..
أروم ان أعيد للسّطورِ و الرُّؤى
و الحبرِ و القرطاسِ
جذوة القلمْ
اريد ان اعيد للعيون نورَها
وللشّفاه طلَّها و دلَّها
و للضُّلوع شوْقَها و عشْقَها
أَعيذها من خفْقة النّدمْ
حتّى تخُطّ في أسْفار أشْعارِ
الجمالِ و الهوى
أسْطورة الشيمْ...و قصّةالألمْ
ألمْ..ألمْ..ا
أريد أن أعودْ
ألملمُ الأشلاءَ و الشّظايا
أشلاءَ أوراقي و أقلامي و إحساسي الفقیدْ
وأنْتَضي عن جسدي سحائبَ الغبارِ والصّديدْ
تلك الّتي تراكمتْ..تراكمتْ..تراكمتْ
و غطّت الجدرانَ و الابوابْ
و غطّت الهواءَ و التّرابْ
و غطّت العيونَ و المسامْ
و سدّتْ الشّريانَ و الوريدْ..
و اغتالت القلمْ
.ألمْ ..ألمْ
لكن ..متى أعودْ؟
هل يا ترى أقدرُ أن أعودْ؟
هل يا ترى يذوبُ في أناملي الصّقيعْ
و ينتشي في قلمي الرّبيعْ ..؟
و تزدهي الورودُ في سِلال عشتار الهوى
يرفُّ دفْءُ قبلة البعث على شفاهها
وينبت العشبُ على خُطى نعالها
و ينتشي تموزُ.. يستفيق من غيبوبة الرّدى
و يسْكر الرضابُ
في اهزوجة الأقلامِ و الربابْ
و يُهزمُ الغيابْ
و تُصعق الحمم...و يُصرع الألمْ
ألمْ.. ألمْ
إذن ..لماذا ...كلّما هممتُ أن أعودْ
يرتادني الإحساسُ بالعجز و بالضّياع و الشّرودْ
قابعة انا في جزر الصّقيعْ
و في وريدي جمَدَ الحنينُ و النجيعْ
أجدني مازلتُ رغم الشّوق في التياعْ
هائمةً بلا شراعْ
مثْلومةَ اليراعْ
مقطوعةَ البَنان والذّراعْ
مازلتُ رغم الشّوق و الحنين في انْكسارْ
سجينةً في جزر الإفلاس و البوارْ
منثورةَ الأوراقْ..
موتورةَ الافكارْ
مازلتُ رغم الشّوق..و الحنين و الإصرارْ
مكسورةَ الإحساسْ..
مخنوقة الأنفاسْ...
مكتومة الاجراسْ
يخنقني الدّوارْ
يقْتاتُني الألمْ
ألمْ ..ألمْ..ألمْ
و كلّ ما في داخلي..و الأرض و السماء
أنشودةُ العدم..
لحن امتزاج اؔهة من صبْوة و شقْوة و غمْ
بنقطة من حبرٍ
ودمعة من دمْ..!
ونُتْفة من جثّة القرطاس و القلمْ
ألم! ألم! ألمْ
أنشودة الأشواق و الغياب و العدم! ....
متى ..متى.. سيهزم الشّوقُ الألم ؟؟؟
《سعيدة باش طبجي☆تونس》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق