نص بعنوان / و ترحلون
و ترحلون ترحل معكم نعمة اللمة و الحنان
دفء المكان
بسمة كنتم منارتها لأعوام
و ترحلون
غناء الطير
و الألوان
نسيم الصباح
و بهجة المساء
و ترحلون
أُسائل الطير
أين غاب الغناء
أين الطرب أين الهناء
أسأل الصبح
أين غابت شمس الدفء و الوفاء
و سمر المساء
أصبح وحشة و ظلماء
و ترحلون
تغيرت في عيوني الألوان
رمادي احتل الأجفان
حتى الزهور
لم تعد تفرح المكان
عطرها ما عاد يعطر البستان
و ترحلون
جليد في الأجسام
دماء صدأت في الشرايين أهدتنا الأسقام
تكسر النبض من الأحزان
أين أنا أمي من كلمة أمي
أين أنا من رائحة قهوتك
و خبز الصباح المحمص
و بسمة تفيض حنان
أين أنا من حنان طال حتى الجيران
أين أنا من حضنك كنت أنسى فيه ظلم الأيام
هل أخبرتك أمي
حتى فساتيني أهملتها
غادرتها فراشات
سقطت جناحاتها
سقطت رمادا في خزانة النسيان
أين أنا أختي
من لمة في غرفة تعرفنا أكثر من أي كان
أين أنا من أحاديثنا
من غناء كان يزلزل الأركان
أين أنا من رحابة صدرك
و تفهمك لكل الأنام
أين أنا من طلة منك أخي
أين ذاك الأخ العطوف رغم صغر سنه
كان مليء بالحنان
و ترحلون
لا نحن نحن
و لا استطعنا العودة بالأيام
كما كنا و أنتم هنا بيننا
ما عادت الأعياد أعياد
و لا عادت للجدران
رهبة الدفء
و لمة كانت تنسينا الآلام
رحمكم الله و أسكنكم فسيح الجنان
فالشوق حارق
لكن لا اعتراض على ما قدره المنان
بقلمي / سعاد شهيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق