لكل من يسألني
تسألني عن عمري يا سائلي
هو الزمن المخصص في حياتي
للعلم و العطاء و الكتابة
تسألني عن عطري في كل المحافل
هو طيب أقوالي ولو مع اللئيم الغافل
و الحسود والحقود الجافل
وخاصة للمهموم والقاصر
والمظلوم والمحروم و العاجز
تسألني عن عرضي و طولي
هما مصداقيتي و شرفي
الذي به أعلو عنان سمائي
تسألني عن وزني
هو عند الضراء في ثقل الجبال
وعند السراء في وزن الظلال
تسألني عن عنواني
هو عابرة للسبل بلا هوية
حيثما حاد الحق عن الدرب
تسألني عن علاقاتي
هي علاقة الثمر بالشجر
ما يصمد في وجه الأعاصير يثمر
وما يسقط لا يمكن أن يعود
ولو أعيد مرارا الى نفس العود
ولو انفقوا لاعادته أموالا تسود
وبذلوا قوى عاد وثمود
بحماسة أشجع الجنود
و وفاء أوفى الجدود
و هو لا يهدى لأهل الجود
تسألني عن لباسي
هو الستر وكل ما يورثني الشرف
ولا يدعو للتكبر و التظاهر بالترف
تسألني عن مسامري
هما قلمي وقرطاسي
متنفس أنفاسي
عند بوحي واقتباسي
بهما أزور قداسي
وأتجنب افتراسي
من أرقي و وسواسي
و سوء معاملتي و إحساسي
فتحلو أوقاتي دون جلاس
وتتواصل سنفونيات أعراسي
تسألني عن أصدقائي
هم أهلي و مستحقو الرحمة
وخاصة الأطفال الأبرياء
والمحتاجون والمرضى
و الأدباء والشعراء العظماء
في موكب الإنسانية جمعاء
تسألني عن الأعداء
هم المغتابون والنمامون
والمتكبرون المارقون
عن الدين الذين لا يعجلون
بالتوبة بل يتمادون
في ضلالهم يعمهون
تسألني عن هوايتي
هي الذكر و الدعاء
و عون الضعفاء
في سري وعلني
و يقظتي ومنامي
وحلي وترحالي
وسجودي وقيامي
للمسلمين والعيال
تسألني عن سكني ومسكني
هو القلب الطيب مأواي وملجئي
ومقري ومستقري
ومحياي ومماتي
لأن السابقين للجنة
قلوبهم كأفئدة الطير
وأقربهم لجوار الرسول
أحسنهم في الخلق والعمل
وفي قلب كل منافق
أعجل باستقالتي
لأعلن غيابي
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق