الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022

عجبا لهؤلاء بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 عجبا لهؤلاء

العجب كل العجب لفاقدي المعاني
الذين لا يجدون الحاجة ليجودوا
بأذواقهم و ابداعهم الذي يبدعون
لا يذوقون ويتذوقون أويتمعنون
في ما يبدعه الآخرون أو يشجعون
لا يتميزون ويتفردون
لا يكسرون روتينا عليه يجمعون
ولا حتى يحاولون
ان يمتعونا بما يستمتعون
من هوايات لها يعشقون
لدغدغة أرواح هم لهاحاملون
وحلم مسجون في أجساد بها يسكنون
وفي أزيائها يرفلون
فتراهم يتبخترون
لعلهم بالأناقة يشتهرون
كأنهم في تلك المظاهر سيخلدون
وتعس عباد المال الذي هم له عابدون
عجبي لمن لا يفسحون
المجال لأقلام بها يبدعون
أو لريشة بها يرسمون
لوحات امال بها يحلمون
أو حديث أنفس في أعماقها يتألمون
عجبي لمن لا تهز النوتات الموسيقية
أرواحهم في رحلات فجئية
مع كل حركة أو نغمة حسية
ولمن لا يمتلكون عوالم شخصية
يمارسون في رحابها طقوسهم بحرية
بل تمارس الطقوس الجماعية
تحت إملاء عادات تقليدية
لا تحيد قيد أرملة عن تقاليد رجعية
عجبي لمن لا تأسره رياحين الياسمين
وازهار الحقول وأشجار الفلين
فتغمره بسعادة السنين
في نشوة الساكن بين خمائل جنتين
جنة الواقع الروحي الموحي بالنعيم
والخيال السابح بين السماء والأرض الى حين
وصدق الشاعر في قوله المبين
من لا يهزه العود بأوتاره
والربيع بأزهاره
فاقد الذوق والإحساس لعدم انبهاره
في عالم كثيرة أسراره
كأشباه أحياء يحسون الفناء بانتظاره
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق