الاثنين، 21 نوفمبر 2022

'هذا المكان ليس لي...' بقلم الأديب المختار المختاري 'الزاراتي'

 'هذا المكان ليس لي...'

هذا المكان ليس لي...
ومع ذلك أقرّ بهزيمة الوجود
في ترتيب ذاتي
حسب الطلب...
ومع صعود النّار للمحرقة
تنير الشّمس أنس الّليل
وتلوي ذراع الغيب
لينطق وحيه للغياب
ونمشي تباعا إلى مأساتنا
كم كنّا غفل حين تركنا للأسباب
بابا مشرعا...
لولوج مساحة الحزن
بلا طهارة
وخشوع...
ذاك الينبوع الذي شربنا منه أيّامنا
يجوع ابدا للذي لا ينسينا الخارطة
ويقصينا عن ظلّنا
في رمل يضيء القمر بريقه
وينحت من لألأة زبد الموج
خيال الكلمات
هذا المكان ليس لي
ولا أنا فيه
ولا هوّ فيّ
انتهينا من زمان
وانتهى ما كان يربط القلب بالحبّ
وبالأماني والأمان...
وها وهبنا الّليل سفر لآخر نقطة في الضوء
يسكرنا شراب رغبتها
ونكتب لها ما تبقّ منّا
ومن مخزون الحبّ العذريّ فينا
وتخربش لإحساس الذي كبت من سنين
ليخرج همسه مع نغمات الناي الحزين
ويحلم
يحلم
يحلم
ويبق في البال ندب
ووشم
وحنين
للذي وهبنا لها زهر الأيام
وورد سواد الرأس
من حبّ جبّار في القلب مكين
مسكين يا هذا الوجه المخلوط بشهوة الرحيل
مسكون بالحبّ
ومغلق بالحقيقة
والوقت يصرخ في فضاء المكان
هذي البلاد ليس لي
ولا المكان
ولا حتّى ما كنت
كذبة كبرى
وهم
أو أيّ خرافة دسّها الأجداد في دمي غفلة
وها أفيق بعد انتهاء الزمن
وأفيض بما في القلب من حسرة وشجن
وأمشي
أمشي
أمشي
ولا التفت
ولا حتّى أرى أمامي
وسأمشي حتى يحضنني الحبّ على غرّة
ويطفئ نار سجائري
ويسقيني خمر النخلات
هناك أكون
وأكون أنا
والحبّ
ويزهو القلب بموطني
يعانق مع الشّمس إنساني
إذن...
هذا المكان ليس لي
ولا الزمان زماني.../...
20/11/2022
شاطئ رادس
المختار المختاري 'الزاراتي'
Peut être une image de 1 personne, côte, océan et ciel

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق