..... بهجةُ الغناء وَ فتنةُ
التّخييل في ( ظلال
النّخيل) :
آخر ما صدر حديثًا (لأبي
القاسم الشَّابّي) في نشاط ( نادي طائر البحر) .....
لم يكن نشاط نادي ( طائر البحر) الاخبر استثنائيّا في موعده و توقيته فقط ( صببحة السّبت 4 جوان 2022 عوضا عن مساء يوم الجمعة 3 جوان 2022) ، بل كان استثنائيّا في مضمون برنامجه أيضا بما انّ الاسم المُحتفى به هو الخالد ( ابو القاسم الشّابّيّ) الذي مايزال حضوره ساطعا بيننا ، لا بما حمل اسمه من إصدارات سابقة اوّلها ( اغاني الحياة) فقط ، بل كذلك بما تخرج به علينا عائلته باستمرار من عناوين اجدّ تكشف غنى إرثه الإبداعيٍ كما يظهر ذلك من تصفّح القارئ لآخر ما اصدرته ( جمعيّة ابي القاسم الشّابّيّ للتّنمية الثّقافيّة و الاجتماعيّة) تحت عنوان ( ظِلال النّخيل) سنة 2020....
و قد تولّت تقديم هذا الكتاب لاعضاء النّادي و جمهوره، مشكورة، عضو الهيئة التّسييريّة استاذة اللّغة و الآداب العربيّة المبدعة ( علياء علولو الكشو) في مُداخلة سلسة و شيّقة نوّهت فيها بجُهد الجمعيّة التي تحمل اسم شاعرنا الخالد في التّنسيق مع عائلته من اجل الخروج للقرّاء كلٍ مرّة بما يُعْثر عليه من كتاباته التي لا تزال مجهولة. كما توقّفت المقدّمة عند خصوصيّات طبعة الكتاب الانيقة التي يليق شكلها بمضمون إبداع شاعرنا الفذّ. و إذ تطرّقت إلى الجهد المبذول في التّحقيق و التّقديم، فقد ابرزت الخدمة الجليلة التي قدّمها الدّكتور ( علي الشّابّيّ) محقّق ( ظِلال النّخيل) في تدبّره لنصوص المخطوط و تجميعها تحت عنوان واحد هو ( ظِلال النّخيل) كعبارة تردّدت كثيرا في نصوص شاعرنا هذه.. كما لم تُفوّت الاستاذة ( علياء) الفرصة لتثمين جهد الدّكتور ( علي الشّابّي) في تبويبه لاقسام الكتاب الخمسة و التي ذكر انّه استقى مضامينها جميعا من مصدرين هما : الرّواية اوّلا و الوثيقة العائليّة ثانيا.
و إذ تخلّصت الاستاذة ( علياء) إلى ما سمّته ( التّعقيبات) على ما قرات في ( ظِلال النّخيل) فقد ساقت الشّكر ثانية لعائلة شاعرنا الخالد ( ابنه جلال خاصّة) و ل(جمعيّة أبي القاسم الشّابّي للتنمية الثقافية و الاجتماعيّة) ،ثمٍ لمُحقّق الكتاب الدّكتور ( علي الشّابّيّ) على هذه الخِدمة الجلبلة التي قدّموها ، و لا يزالون ، لتراث( ابي القاسم) و للإبداع التّونسيّ و العربيّ عامّة... كما لم يفتها في هذا الإطار تحسّس شعريّة القصائد الرّومانسيّة في هذا الاثر و إبداعيّة النٍصوص الاخرى و خاصّة منها تلك التي اثبتها المحقّق تحت عنوان ( القول الشّعريّ) مستضيئا بتسمية (الفارابي) الاثيلة لهذا النّوع الذي يُكتب خارج الاوزان الخليليّة. و لعلّ اهمّ ما خلصت إليه المقدّمة في خاتمة عُجالتها هذه هو انّ (الشّابّيّ) يظلّ كما عهدناه منذ صدور ( اغاني الحياة) مبدعا و مقنعا في نثره كما في شعره حتّى و إن كانت بعض نصوصه في (ظِلال النّخيل) تقليديّة مناسباتيّة لا تنسجم مع نصوصه الاخرى المُنتظمة بعنفوان التّجديد الرّومنسيّ و الذي يظلّ الشّابّيّ احد ابرز اعلامه في الادب العربيّ الحديث...
إثر الحوار الذي كان ثريّا بفضل ما اوحت به للحاضرين مداخلة صديقتنا الاديبة الاستاذة ( علياء علولو الكشو) انشد خمسة من الاصدقاء نصوصا من الكتاب المُحتفى به ( ظلال النّخيل) كهديّة إلى روح شاعرنا الخالد.
عبد العزيز الحاجّي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق