الجمعة، 19 فبراير 2021

محطة من حياة شاعر و ثائر حركة العشرين فبراير بقلم الشاعر حامد الشاعر

 محطة من حياة شاعر و ثائر

حركة العشرين فبراير
إبان الربيع العربي الذي بدأ بإحراق البوعزيزي جسده بالنار احتجاجا على الظلم ظهرت حركة العشرين فبراير بشكل عفوي و سلمي بالمغرب كحركة مطالبة بالإصلاح و التغيير و باعتباري شاعرا و إنسانا مضطهدا و محروما و مظلوما من عامة الشعب المقهور شاركت في فعالياتها و ساهمت في إشعاعها و كنت فاعلا رئيسيا في ساحة التحرير بمدينة العرائش و أحمل بشكل دائم راية الحركة السوداء بكل شجاعة و قناعة
خرجت للشارع كشاعر و ثائر عندما أتت الفرصة المناسبة لأقول لا فعلا و كفى عبثا في كل التظاهرات و المسيرات و لو عاد بي الزمان لفعلت أكثر
ضياع الحقوق و قمع الحريات و غياب العدالة الاجتماعية و المس بالكرامة الإنسانية أجج الوضع و كنا على حافة الهاوية و الانفجار حدث و الزلزال السياسي و المجتمعي ضرب بقوة
ثارت تساؤلات مشروعة هل الحركة أنشأت من المخزن و المخابرات و هل كانت مخترقة و بالتأكيد هناك نسبة ما في الأمر و ليست كل الحقيقة الحركة آمن بها كل شريف و عفيف و للأسف ثم توظيفها لأغراض مشبوهة و ركب الموجة بعدها التيار الإسلاموي و قطف الثمار بشكل مخزي حزب العدالة و التنمية المدعي الفضيلة و الذي باع كل مبادئه و نام بعدها في فراش الرذيلة و باع وعوده و عهوده و هناك أيضا من باع ضميره من كل الأطياف و التوجهات السياسية و الحقوقية و المدنية و حتى من الشباب الثائر من أجل المال و الوظائف و هناك من كان ضحية إجرامية و دخل السجن بعد الغوغاء و الفوضى و أحداث العنف
انعدام التجانس و الانسجام بين أعضاء الحركة جعلها بأكثر من رأس و ربان مما سهل على النظام التخلص منها و شهدنا بعدها الردة في كل شيء
كما قال الإمام علي رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه
وللأسف صرنا نمضي للمجهول ونتألم و ما يبكي القلوب نهج سياسات لاشعبية و اللاوطنية وقتل الأحلام و بيع الأوهام من طرف السلطة
و أثبت الزمان الحقائق كلها و عرفنا الرجال و أشباه الرجال
و الفساد السياسي متوارث للأسف الشديد و حتى قطاع عريض من المجتمع انخرط فيه عن علم أو جهل
على الدولة الإنصات لما يقوله الشعب و ما يعبر عنه النخبة من المثقفين فلا محيد عن الإصلاح و لابد منه
ما يجري يندى له الجبين و لن تجدي سياسة تكميم الأفواه و القمع و الواقع الآن يرثى له فلماذا نحارب الفكر و الشعر و نسجن الكتاب و الصحفيين و الحقوقيين و اليوتبر و أصحاب الرأي و نشطاء الفيس بوك و وسائل التواصل الاجتماعي و التضييق عليهم فلماذا هذا النكوص الدامي بهذا الفعل الأعمى للوراء و لماذا بعد هذا كله النظام يمارس نفس السياسات و الحماقات و نخشى أن نجر جميعا للفوضى و ما جرى في منطقة الريف و بعض المناطق ينذر بالسوء و هو عبارة عن صفارات إنذار
و بعد عشر سنوات لم نتقدم و ما يجري لشعبي يجري لي أيضا فأنا أعاني في بلادي التي أحبها من الفقر و البطالة و أنا خريج جامعة الحقوق و مريض نفسي و بلا مستقبل و أتعرض للمضايقات بسبب نشاطي و أفكاري و معتقداتي و بعد جائحة كورونا ساء حالي كثيرا فمجرد مقال نقدي جرني للقضاء و أتعرض للملاحقة و المطاردة و ما خفي أعظم و هذا إن دل فإنما يدل على ما نعيشه من قهر و طغيان و رغم كوني ملكيا و لست جمهوريا فما بالكم إن كنت في غير ما أنا عليه و أدعو لإسقاط النظام
أصبحت أفكر و أحلم بالهجرة لبلاد الغرب لأكتب بحرية و أدافع عن كل أفكاري بأشعاري
و أنا متأكد أنه بعد حركة العشرين فبراير ستظهر حركات أخرى لأن هذه الأمة ولادة و فيها الخير و علينا أن نحلم بالتغيير فالحلم الشرط الأول للتغيير
أنا أحب النظام الملكي قلبا و قالبا و أفضله على النظام العسكري الجمهوري و النظام الديني الشمولي و لكني لست راضيا عن الأداء و أطالب بديناميكية أفضل و أجمل له و ما الذي يمنع من وجود نظام ملكي كما هو متعارف عليه في الأمة المتقدمة بشكل ديمقراطي نزيه و شفاف
و إن لم يعتدل يعتزل
و ما زلت وفيا له و رغم ما أعيشه من صعوبات و السؤال هل يظل الوفي وفيا للأبد و هل الخيانة مشروعة بعد السنوات الضياع و الحرمان
الإنسان أهم شيء و الله حرم الظلم على نفسه و جعله محرما و الإنصاف قبل كل شيء
علينا قبول الآخر و المختلف و تبني الفكر و الاهتمام به و جعل حرية الانتقاد و الاعتقاد مكفولة و ترسيخ الديمقراطية بشكل صحيح كما هي متعارف عليها و تثبت مفاهيم حقوق الإنسان بشكل سوي و لابد من توسيع نطاق الحقوق و الحريات و إرساء العدل و صياغة دستور آخر نموذجي و إقامة دولة مدنية على مبدأ سيادة القانون و جعل الأحزاب أحزابا حقيقية و أيضا النقابات و الجمعيات و تخليق الحياة العامة
الدولة المغربية عريقة و نظامها الملكي له الشرعية و المشروعية و من الذكاء و الحكمة النظر بعين الصواب لما نقوله
كل ما جرى كان لحظة و بقيت الذكريات ستبقى هذه الحركة نقطة مضيئة في تاريخ المغرب و تاريخي أيضا و أمجادي
هذه اللحظة صارت من أجمل اللحظات
بقلم الشاعر حامد الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق