الأربعاء، 17 فبراير 2021

مقال بمناسبة_اليوم_العالمي_لمرضى_السرطان ( بقلم أ. رتيبة سليم / تونس )

مقالي_بمناسبة_اليوم_العالمي_لمرضى_السرطان

" منكم الأمل"
في مثل هذا اليوم من كل سنة نقف وقفة تأمّل لمأساة يسبّبها السرطان مرض منذ ظهوره كان و لازال يتربع على قمّة هرم الأسقام لا تهدأ البشريّة من وقع الألم والخوف كلّما ذكر هذا الوحش
نقف لا نعرف لمشاعرنا اتجاه أهو الفرح بما وصل إليه العلم من دراسات و إنجازات و بحوث غاصت في هذا المرض و أسبابه و مسبّباته أم الهلع و الخوف من عدم القدرة على القضاء الكلي والنهائي على هذا الوحش المخيف ؟
لذلك أردت أن أشارك هؤلاء المصابين بهذا الداء معاناتهم و لو بالقليل حتّى بكلمة تبعث فيهم الأمل ...
أعزائي يا من ذقتم عذاب هذا المرض اللعين لتتحلوا بالصبر و تملأ أرواحكم بالأمل
استنشقوا المزيد من الحياة ... الشمس و البحر و السماء ... تأمّلوا خيرا في كلّ هبّة نسيم الصباح على أوتار اوراق الشّجر و صوت بلبل يشدو بنغماته ... في قطرات المطر التي تبلّل ريشه ... في كلّ تفاصيل العالم في كلّ النّعم التي وهبها الله لنا مهما كانت صغيرة ... بابتسامتكم الصغيرة تتحدّون السّواد و الحزن و الألم تنتصرون في معركتكم على السرطان ... لتؤمنوا أن الله يبتلينا لأسباب لا ندركها لأن الله يعلم ما لا نعلم فبعد العسر يأتي اليسر إن شاء اللّه ... أعزّائي ألا تعرفون أنّ الله يحبّكم ليبتليكم ؟ ألا تعرفون أنّ صبركم و همّتكم تفوق همّة أصحاب العافية ؟ فأنتم الحامدين الشاكرين المبتسمين يا من تخوضون المعارك مع المرض من طلوع شمس كل يوم إلى مغيبها و نحن الذين نتذمّر لا حمدا و لا شكرا ... لا تملّوا و لا تكلّوا تسلّحوا بالأمل لا تعترفوا بالمستحيل و آمنوا بالمستقبل المشرق .
إخوتي و أخواتي أبطال هذه الحرب ...
أردت في هذا اليوم أن أبثّ فيكم أملا و أنا متأكّدة تماما أنّكم تحملون كمّا هائلا من العزيمة تفوق ما تكنه أعماقنا و لا تقدر حروفنا على وصفه .. بل تدركون الحياة و نكهة مذاقها الحقيقي مذاقا اندثر من أفواهنا و تشعّ قلوبكم نورا يضيئ ليلكم السرمدي و يزيد من إصراركم على المضي إلى الأمام فرغم ما تعانون من هذا المرض و علاجه المرير و الألم الكبير أنتم إلى اللّه أقرب رافعي اﻷيدي إبتهالا إلى الله و هو أعلم بحالكم فالبلاء يزيد العبد تقربا من الله و الدنيا يا أخوتنا فانيه و الآخرة ابقى
في قوله سبحانه و تعالى: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الحياة الدنيا . والآخرة خَيْرٌ وأبقى ) " الأعلى 16 و 17 "
اخوتي ... إملؤوا صدوركم بالأمل فهو خير سلاح ..
و تزيّنو بالصبر و الدعاء و اطردوا الخوف ... فالخوف كالنار التي تسري في القلوب ... و بالأمل وحده تستطيعون الإنتصار ... انتم تحملون قوّة و عزيمة تهدمون بها جبال مآسيكم و تستبدلونها برياعين شبابكم لتصبحوا كالزهر ينبت في أرض قاحلة من بعد أمطار الربيع فتضحى أجمل أيات الكون ... فالذين يتشبّثون بالحياة مثلكم كلما احسّوا أنّهم على وشك اﻹستسلام و أنّ قوّتهم ضعفت
و أنها مدة وجيزة و يغادرون يشعّ الأمل و تنبثق الإرادة و يزيدون من تمسّكهم بحلم الحياة ... وهنا أقول لكم لا تتوقّفوا عن هذا الحلم ... ففيه الشّفاء ... أملكم هو درعكم يا أبطال به تنتصرون على هذا العدوّ الكاسر ... و نحن معكم إلى جانبكم ... ولن تكونو وحدكم أبدا ... نشدّ على أزركم و نراقب معارككم مع المرض اللعين ..نهتف لكم ... نرفع معكم راية النّصر ... نذكّركم أن ليس هناك مستحيل ... أبطالنا جنود الحرب ... تستطيعون مواجهة عدوكم بقوّتكم الدّفينة التي تقهرون بها المرض ... فقط ثقوا بربّكم وأنه لن يخذلكم ....
( بقلمي أ. رتيبة سليم / تونس )
Peut être une image de ‎2 personnes, foulard et ‎texte qui dit ’‎هa ويبقى الأمل منكم الأمل أ.رتيبة سليم بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان‎’‎‎


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق