الخميس، 25 فبراير 2021

رسائل شاعر بقلم الشاعرة حميدة بن ساسي

 رسائل شاعر

بعدما عبّرتَ
يا شاعر الإنسان والأمل
الأرض صارت
للاخضرار
بعد أن كانت عجفاء
لا أمل...
تُضيء حروفك
كالشّمس
تلك المسافات...
ذاك الوطن...
ترويه بما فاض من قلبك
وتحذف النّسيان من العقول
إلى الأبد...
وتهرب الحروف من الخوف
لحظة الألم...
وتقول : تمرّست بالآفات
على جدران الهزائم
حتّى هزمت الصّخر
بالحبّ والشّعر...والأمل...
وتفرش الأحلام تحت ضوء القمر
لم تنفصل عنها
تسلّلت إلى القلوب
وأنت العاشق...
وكأنّ عتمة اللّيالي
تهدّد أحلامنا...قد تُدفن
كما دفن الورد وقت الألم...
يأتيكَ الحبّ
عند الإلهام...كما يلمس الموج
قدميك...أو تحلّق النّوارس
في الفضاء ...ذاك النّغم
وترسم بالحروف كمّا هائلا من القُبل...
يسبقني وميض عينيكَ
إلى تلك النّجمة
ذات الثّوب الرّقيق بلا رتوش
جمالها طبيعيّ غير مصطنع...
كنتَ ذاك الكائن الّذي
يتوسّط قلبه مشاقّ النّفس
لسانكَ يتحرّك
في فضاء إنسانيّ رغم الألم
يبحث عن المسار
في ذاك الطريق
يطيب العيش بين الآزاهير
وسحر الكلام
ضمير مشهود
يعلن عن الحرب وقت السلام
ولا يغيب الضمير المستتر
ترفع الضمّات
هذه الفواعل إلى مقام رفيع
علامة الإعراب لم تظهر
في مقام الفتن...
وغاب عنه الكلام
هذا مبتدأ وذاك خبر
قولي سيدتي له
من علّمه الغزل ؟
ذاك الحديث حلاوته سكّر زيادة
أو باقات ورد من القلب
جمعها شتات القُبل...
أنت الفصيح سيّدي،نبض حبْرٍ
من القلب إلى العقل
تُولّد الفكرة طفرة حرّة...
وتصير من الحكماء
تعيش التّفاصيل بمحض الإرادة
والنّضال طويل
وأنتَ مواطن حرّ
ترانيمك من الجروح
من روح الشّعر إلى وحي الثّورة...
إلى جبال خمير
إلى أعلى القمم...
كنت جميلا
لم تغيّرك التّجاعيد
نبيذ روح
قصائدك تراتيل متعبّد
في محراب الشّعر
صلواته في هيكل الحبّ
كأوتار نغم...
وأصداء موج
وشدو نوارس ...من وراء بحار
سلام سيدي على
روحك البهيّة
على خفايا النّفس الملتهبة
بنيران الشّوق
التّوّاقة إلى الانعتاق...
أنت العاشق
رسائلك ورثتها عن
الشّمس...لهيب...صيف...
وعن الخريف...خلجات قلب
وعن الشّتاء...برد من الثّلج
وعن الرّبيع... طيف حلم
من أنتَ؟
أمضيت العمر حبّا مرعبا
تتيح الغضب
في ثمالة رحيق الحياة
لا تحبّ الكذب
لسانكَ الناريّ يرفع
عن الأوطان
شبهات الزّيف والعدم...
قولي له عن هرقل العظيم
وعن ذاك التّفّاح العجيب
وعن غيّ الدجّال
وعن عصا موسى
وعن خلق الرّوح
وعن مدارك العقل بين الأمل
والألم...
سلام على روحك
في الفضاء الرّحب...
على صوتك كالوشم
في ذاكرة الإنسان...
الوطن...
من وميض عينيك
سكنت الأحلام قلبي...
هذا اسمك المختار
بنكهة الكلمات...أنت الشّاعر
في قلبك كلّ الثّوّار
لن ننسى صوتك
الهادر كالأمواج
ومشاعرك
كهبّات الرّيح
تغيّر مجرى الأفلاك في البحار...
فكرك الحرّ ...يزعج السّلطة...
وينبذ الفكر الواحد
والتّطرّف والإفراط..في الألم...
ترقرق الماء في الجداول
ومن سكرة النّبيذ
انقلي عنه ذاك الحديث العذب
من صمت الكلمات
واقرئي لنا
كلّ صباح قصيدا
لا تحمّلنا
سيدتي ذنوب القطيع
من يهرب عن
جدران الهزائم...
ليست رسائل الشّاعر
كرنفالا للّغة
ولا بحور الخليل فقط
هي مشاعر إنسان للإنسان ...صدى الأمواج
أو زقزقة عصافير ...أو شدو النّوارس
من وراء البحار
أنت الشّاعر العربيّ
ابن هذه الأرض...
أكيد ولدتَ من انهمار المطر
من بلاد الشّمس
وتتكاثر المعاني جذلى
كنموّ السّنابل
حتّى الغيمات حبيباتها
مطر...
حميدة بن ساسي (تحياتي للمبدع التونسي العربي الأديب المختار المختاري الزاراتي )
Peut être une image de ‎‎‎‎المختار المختاري الزاراتي‎‎, position debout‎ et intérieur‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق