الأربعاء، 17 فبراير 2021

انا والليل بقلم د. فوزية ضيف الله

 انا والليل

لكل منا طريق لعبور اليوم، وطرق كثيرة لعبور الليل. مع النهار طريقة واحدة كافية لمروره. أما الليل فهو اخطبوط زاحف.
حدثني الليل مرة وهو يضحك من عابريه، روى لي همومهم ساخرا، ثم انحنى متعبا من أولئك الذين قاوموا الأرق والسهر والانتظار. أول مرة رأيت فيها الليل خاسرا، عندما كان يستمع لأصوات السعادة منبثقة من قلب أنثى، وكان يخسر أكثر اذا امتدت سعادتها للصباح وواجهت ضوء النهار.
كل الليالي ترتدي حكايات مشحونة بسكرة الحزن او الفرح. قرأ علي الليل مذكرات الساهرين والعاطلين عن العمل والمرضى، وعرض علي ضياع الفرشاة وسط زحام الألوان وتوهجات الحرف مقروءا او مكتوبا في رسائل العشق وكتب الفكر والأدب.
استانست رفقة الليل في وحدتي، ناولني رأسه المزدحم بالازمان، كان يخجل من لونه الوحيد، لماذا سواد الليل ينجب ضياء في النفوس وضوء النهار يسدل ستار الحق عن ألوان الحياة؟
قال لي الليل...انا الأسود الذي به ترى الحياة والألوان والاحزان وتنكشف في ظلمته أعماق النفس وتنطق الأرواح حكمة وفكرا.
تمدد الليل ونام في سواده، وسلم لي مفاتيح الزمن الذي تبقى حتى احرس لونه وانظم دفاتره قبل ان يغزوه النهار.
د. فوزية ضيف الله
Peut être une image en noir et blanc de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق