الاثنين، 15 فبراير 2021

ذات حائرة بقلم أ.رتيبة سليم

 ذات حائرة

أينما وليت وجهك في هذا الوطن الحزين تشتم رائحة الموت هنا و هناك و في كلّ مكان كبيرا كنت أم صغيرا، ذكرا كنت أم أنثى ، في منزلك أو سيارتك أو في أي مكان آخر .... في الأسابيع الأخيرة لم تعد أخبار الموت تفارق جرائدنا و مواقعنا و أخبار قنواتنا... و كل يوم يغنينا عن تذكر سابقيه ... فلقد تعدّدت الحالات التي فارق فيها أبناء هذا الوطن حياتهم الدنيا في اتجاه حياة أخرى لا أحد فينا يعلم طبيعتها .. نعم الموت حق علينا و كلنا لها إنه الموت الذي قال فيه جل و علا: “كل نفس ذائقة الموت”، و لعلنا لا ندرك غدا و لا بأي أرض نموت، الموت الذي تخيّم رائحته على هذا الوطن و كأنّ القدر يعاقبنا على شيء ما لا نفقهه وليس لنا فيه ذنب او ربما اذنبنا و نحن لا نعلم؟؟ أيريد الله عقابنا و حرماننا ؟؟ ان كان حكم الاله الواحد فلنرض ....ولكنّهم حرمونا من أبسط فرحة في وطننا.. نعم هم من قتلونا .... اسكتونا ..... لدرجة أصبح كثير من أبنائه يحسون فيه أنهم مجرد أرقام أرقام لا أقل و لا أكثر
و لكن لنترك قصة الحياة و الموت جانبا بني جلدتي الحكاية أعمق من الرّحيل الحكاية حكاية وطن لم نعد نهنأ فيه فسحة للعيش كل شيء بات باردا كجليد القطب يغطّي القلوب و يطمس الحقائق فترحل مشاعر الصدق و تركب قوارب الموت بحثا عن بصيص أمل فلا القارب حقق المبتغى و لا الحياة حققت الغاية و اختارت الأقدار أن يحلّ الزيف و النفاق و الخداع على أرض الوطن الذي تنكر له الجميع و زُجّ فيه المحاربون الشرفاء في سجن التهميش و اللامبالاة من مجرمي الفكر و قاهري الكلمة الصادقة و الراقية وراء قضبان السخافات لتعلو اصوات من عقولهم خاوية و تخمد اصوات العلم ..اصوات الارادة.. أصوات الحرف اللامع .فهنيئا لكم ... هنيئا لكم هذه الصور التي نفختم فيها ...هنيئا.. اشتموا رائحة الموت .... فما يكون التالي يا ترى؟؟
( بقلمي أ.رتيبة سليم في 15/11/2020)
Peut être une image de une personne ou plus et texte


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق