السبت، 20 فبراير 2021

حوار الأستاذة سامية بن أحمد/الجزائر مع الشاعرة سمية اليعقوبي من تونس الخضراء.

 حوار مع الشاعرة سمية اليعقوبي من تونس الخضراء.

حاورتها: سامية بن أحمد/الجزائر
****
س1/كيف تعرفي نفسك للقراء الشاعرة سمية اليعقوبي ؟
ج /
أنا خليط من طين بلون الأمس الأسمر وبرائحة الخلق الأول بكل ما يحمل من بساطة وبدائية وقلق يغمرني ماء الحياة ساعات لأشكل تماثيل وصور قريبة من بعض ملامحي حين ألقي الشعر , أتنفس كلما سمحت الفرصة بذلك وكلما هدأت نيران تلك الحركة الملحّة داخلي واقتنعت بأن نبش أسرار الغد تنهك فأس الطموح ولكن هيهات مادامت الكتب على قيد الحياة فأنا على قيد الاحتراق الممتع . ببساطة أنا سمية أحب الشعر وأحاول كتابته .
س2/ من أين كانت البداية في عالم الحرف والشعر؟
ج /
عندما بدأت أميّز بين اللحن الرائق والنشاز وحين بدأت أشعر أن صوتي عند البكاء يبدو أوضح وحين قرأت أول بيت يقول "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم"...علمت أنني قبل هذا البيت عمياء وصمّاء ووجب أن ترى عين قلبي جمال ما يقوله هذا الساحر وتسمع أذن عقلي ما يدسّ بين السطور وبدأت الرحلة مع المتنبي إلى أن انتهت حين نطقت بأول بيت لي بعد صمم دام أعواما ووجدت الإحاطة الكافية لاحتواء جنوني الذي بدا ككتلة ثلج تكبر باستمرار .
س3/ متى كان للشاعرة سمية اليعقوبي أول ظهور لإلقاء الشعر بلا ارتباك ؟
ج /
في غرفتي وأمام جمهور لا يراه غيري ومصدحي القلم, إلى أن كسرت حاجز الخجل والخوف اللذان تسببا في تأخر ظهوري ..إضافة إلى بعض الموانع العائلية التي تقبلت ظهوري ببطء كبير وبعد سنوات من العزلة الشعرية, فكانت الانطلاقة بقابس الحنّاء مع الشاعر الذي فتح لي صراحة باب أول ظهور فعلي وهو سفيان المسيليني بمهرجان "مختار اللغماني بالزارات" كنت سنبلة ترتجف ولا تعلم ان كانت قصيدتها
تليق بأول ظهور أم لا
والحمد لله تلقفني بيدر المنبر وكأنني ابنته البكر وقمحته البارّة .
س4/الشاعرة سمية أي سر كشفت لك القصيدة ؟
ج /
القصيدة مجموعة أسرار أراها كحورية تكشف عن بعضها لمن تشاء وتعرض عن من تشاء وتبدو مرات كصوفية لا تقبل إلا مريدا يليق بمقامها الجليل ويتّبع طريقتها المقدسة ويقدّم لها روح حرفه قبل النطق به حتى. وهي أيضا كحسناء جامحة تفرش الورود للطارق الذي يليق بحمرة ورودها وبين كل هذه التوصيفات أراني تلك التي رمت بكل ما تملك من خوف بنفسها أمام بابها وبكامل مخاضي الذي يبحث عن متنفس أرحب ,وكمريدة تتبتل بتكايا المعاني ليل نهار وأزعم أنّي واليتها وبايعتها على طريقتي إلى أن كشفت لي عن بعض ملامحها ورفعت حجابها في لحظة تجلّ لمرات محدودة فرأيت كيف يمكن للدهشة أن تبهر وكيف يمكن للصورة المحكمة أن تشد القارئ وكيف يمكن للقراءات المتعددة لغيري من الشعراء أن تصقل نفسي الشعري اللاهث دائما وراء ما هو غير روتيني ومُستهلك.
س5/ ماهو شعورك أثناء مشاركتك في الموسم التاسع
لأمير الشعراء بالشارقة؟
ج /
تجربة أمير الشعراء كانت تجربة مميزة بكل مقاييسها فهي فرصة لتسليط الأضواء على الشعراء والتعريف بهم والصعود بنصوصهم نحو العالمية ونحو أفق يتجاوز حدود الشاعر الاعلامية البسيطة أحيانا للتعريف بنصه وما يحتويه. وصلتُ إلى مرحلة الأربعين(40) شاعرا لكن الظروف لم تسمح بالمواصلة ومع ذلك سأعيد الكرّة في الموسم القادم إن شاء الله ونسأله التوفيق.
س6/ما رأيك ببيت الشعر بالقيروان ؟ هل كان إضافة جيدة للشعراء بتونس وخاصة الشباب؟
ج /
بيت الشعر القيرواني يعني لي الكثير الكثير إنسانيا وشعريا فهو الحضن الأول الذي يحتضن إبداعات الشباب التي تخط سيرها برفق وهو أيضا قبّة تضم تحت رحابها مواهب صغيرة تعمل على تأطيرها وتعليمها سبل الوصول إلى الجملة الفخمة والوزن الصحيح والصور العميقة ربّة ذلك البيت الحميم السيدة/ "جميلة الماجري" آمنت بحرفي ومكّنته من مساحة ظهور كافية ليسلَّطَ الضوء عليه وطنيا وعلى مستوى العالم العربي . بيت الشعر القيرواني في تونس صرح حقق الكثير من التميز على مستوى الساحة الأدبية في تونس وأضاف إلى المشهد الشعري التونسي الكثير .
س7/ ماهي آخر مشاركة لك في مهرجان شعري خارج تونس قبل اجتياح فيروس كورونا العالم؟
ج /
المشاركة الأخيرة خارج تونس كانت دعوة كريمة من إمارة الشارقة لحضور مهرجان الشارقة للشعر العربي سنة 2019 برئاسة مدير المهرجان السيد محمد البريكي .
تضيف المهرجانات الكثير إلى الشاعر وتثري ثقافته الشعرية والأكاديمية والإنسانية وتسمح للذائقة بالاستمتاع والاستماع لأعمال شعرية ونقدية لشعراء ونقّاد من ثقافات ومجتمعات مختلفة.
س8/ شاركت الشاعرة سمية اليعقوبي في عدة فعاليات شعرية افتراضيا، كيف كانت التجربة؟ وهل هي ناجحة؟
ج /
بالطبع ناجحة خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا عافانا وعافاكم الله .فالتطور التكنلوجي أثبت فعلا أن العالم قرية صغيرة وبفضله يمكن لمجموعة من الشعراء من كل قارات العالم أن تحيي أمسيات شعرية باذخة .
س9/ هل قصائد الشاعرة سمية اليعقوبي نالت حقها
من النقد الأدبي؟
ج/
اذا ما اعتبرنا أن النقد الأدبي ركن أساسي وجب الحرص عليه وتعامل الناقد مع النصوص الشعرية في ذاتها لا مع شخص الشاعر فإنه وجب على هذا الأخير أن يقتنع أنه بمجرد خروج نصه إلى الملأ فهو قد فقد ملكيته المطلقة له. كما أن اول متلقف للقصيد يعتبر القارىء الذي يمكن أن يكون من الأكاديميين النقاد فإن حلقة اكتمال المشهد الأدبي وشحذ تجربة الشاعر لا تكتمل إلا بنقد بناء يجعل النص أقرب إلى القارىء مباشرة بعيدا عن سيطرة الشاعر أو اعتبار شخصه قبل نصه. الشاعرة سمية اليعقوبي مازالت تخط تجربتها الشعرية بتأن كبير ومؤكد ان قصائدها ستنال حظها الكافي من النقد البناء والمثمر.
س10/ مع اقتراب شهر مارس وهو كما تعرفي شهر احتفاء بالشعر واحتفاء باليوم العالمي للمرأة ماذا تقول الشاعرة سمية اليعقوبي بقصيدة؟
ج /
قصيدة / تَكبِيرَةُ الماءِ
مِنْ "كُنْ", إلى الطِّينِ ,حتَّى كبّرَ المَاءُ
مِنْ أوّلِ النُّطقِ حتَّى غَرْغَرَتْ ياءُ
والآدمُ المذْنِبُ المُحتَجُّ تـأكلُهُ
تفّاحةٌ طعمُها الإنسيُ, حَوّاءُ
مِنْ أوّلِ اليُتْمِ لا أهلٌ ليبْكِيهُم
جَدُّ البِداياتِ لمْ تَكفُلهُ آباءُ
بِلاَ بُذورٍ ,وجُرحُ الأرضِ أنبتَهُ
والزرعُ قابيلُ والمَقْطوفُ أخطاءُ
يَمشِي ..هو القَلقُ الممتَدُّ أسئلةً
أوقَاتهُ الرَّملُ والخُطْوات صَحراءُ
يا آدمَ الطينِ هل للماء أجوبةٌ ؟
سِرُّ ارتوائِك يا مَحكِي إِصغَاءُ
ضَرَّاؤُهَ افتقدتْ أُمًا تلوذُ بِهِ
في حِجرِ "عَمَّ" لِكَي ترقيهِ سَرّاءُ
يا وحشةَ البدءِ والوِحدات تَركُلُهُ
صَوبَ السكونِ, لسانُ الليلِ حَكَّاءُ
ألعابُه, والصِّبَا المَنشُودِ أسقَطَهُم
وافتكَّهُ العِبْءُ وافتَكّتْهُ أَشياءُ
ما كان يعرِفُها أشياءَ تَكْتُبهُ
أشياءَ يشطُبها ,"حفظ",وإملاء"
آناءَ آدَمَ كانَ الوقتُ مُنشَغِلاً
الاّهُ كلاً ,وكلُّ الغَيرِ أَجزاءُ
عِشنَا بآدَمَ أعباءً مفرّقةً
ثُمّ اجتَمعنَا بهِ , والذّنب ميناءُ
تحمّلَ السيرَ ,طول الآهِ , مِحنَتهُ
فالسِّجنُ في عتمةِ الوِحداتِ إِعياءُ
يا آدم النارِ كمْ خَوفا سَتحرِقُهُ
خلودُكَ المُشتهى للإثمِ مَشّاءُ
هَيءْ كُفُوفَكَ للأوجاعِ لُمَّ بها
جمراتِ جُرحِكَ لونُ النَّزفِ حِنّاءُ
كمْ عشتَ يابنَ مهاد الخلقِ في حذَرٍ
مُلِّكْتَ لُغزًا , وقدَّ اللُّغزَ إغواءُ
بقلم الشاعرة سمية اليعقوبي/تونس
**
س11/ هل هناك كلمة ختامية ؟
ج/ ختاما أتوجه بالشكر إلى السيدة سامية بن احمد من الجزائر القائمة على هذه المبادرة وأشكر كل من آمن بحرفي وقرأ لي ولو بيتا واحدا ...
محباتي للجميع مع وافر تقديري وشعري.
***
الحوار تحت اشراف واعداد الشاعرة سامية بن أحمد
من الجزائر
بتاريخ // 20فيفري 2021































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق