الأحد، 14 فبراير 2021

في الفلسفة صحة للعقل و ورقي للنفس و التفكير ,, (الحلقة الثامنة) بقلم الأديب رماز الاعرج

 في الفلسفة صحة للعقل و ورقي للنفس و التفكير ,, (الحلقة الثامنة)

رماز الاعرج
للتناقض 9 اشكال اساسية حتى الان حد معارفنا الحالية , ستأتي على التوالي , وبعدها نكمل النواميس ال 15 التي وعدناكم بنشرها , من كتاب (مفاتيح البيان في الوجود و الاكوان) الذي سيصدر قريبا وسيشمل في طياته 73 ناموس كوني شمولي , ومعادلات كونية منطقية وقواعد اساسية تبسط لنا كيفية عمل هذه النواميس ,
وفي هذا السياق , ارجوا من الجميع المعذرة لطول بعض المنشورات وطبيعتها الصعبة احيانا , ولكن للمادة خصوصية معينة , وهي مادة فلسفية ودراسة معمقة لجذور الفكر والنزعة المعرفية الفلسفة الانسانية , وقد عدنا في بحثنا الى ما قبل التاريخ المكتوب بعشرات ألاف السنين , ونقبنا عن اعمق معلومات و اثريات لدينا كبشرية , من بدايات نشؤ النزعة الفلسفية و المعتقد الديني الاول , وبدايات فهم التناقضات بين الظواهر و الاشياء من قبل الانسان .
المادة علمية وبحث فكري تاريخي فلسفي , وهي مقدمة بلغة فلسفية علمية اكاديمية تراعي مصطلحات كل اختصاص او مجال مذكور , فهي مقدمة بصيغتها الاولية للفلاسفة و للباحثين والمفكرين الاكاديميين للحوار والفهم وتطوير الفكر الفلسفي وخاصة على ضوء وضع قواعد ونظام ما للفلسفة و اعادت منهجتها على اساس الثوابت الكونية الاساسية , وهذا غير مسبوق ولأول مرة يحصل في تاريخ الفلسفة بكامله , لذلك لا يمكن تبسيط المادة وتسطيحها في التقدمة الاولى لها ,
لذلك اعتذر عن صعوبة المادة الى حد ما , ولكن في نفس السياق فور نشرها بهذا المستوى من الغلة والسياق , سنقدم المادة بطريقة سهلة في كتاب اخر لتكون متاحة للجميع وبطريقة يمكن فهمها بسهولة من قبل اي قارئ عادي , , (للكون لغة بسيطة يمكن فهمها) تحياتي وشكري لكم جميعا
(الناموس السادس)
ب التناقض التناحري الاساسي
هذا الشكل للتناقض هو الشكل الاكثر تطرف وفي المجتمع البشري يطلق عليه العنف الاجتماعي , ولكنه في الطبيعة و الكون اشد عنف بكثير مما نتخيل او نحتمل كبشر , وفي الكون الجنيني الاول والتفاعلات النووية الاولية قد يؤدي هذا التناقض الاساسي التناحري الغير قابل للتعايش ابدا , مثل الكتلة و الحيز مثلا , و اي محاولة لإحداث فراغ سيؤدي الى وقوع حدث وظاهرة من العنف بالنسبة لنا هي مدمرة وغير متخيلة , مثل الانهيار النجمي او الثقوب السوداء (الدوامة الكونية) , فلا مجال لوجود الفراغ في الواقع , كما و يشكل ناموس الكتلة والفراغ و الطاقة والتوازن تداخل مقرر وحاسم في جميع الاحوال والظروف من تشكل الكتل والتجمعات الاوية بكافة اشكالها .
ان هذا الشكل من الفعل لهذا الناموس يشمل النقيضين التي تتناقض جوهريا لكنها تجتمع في حيز واحد في جميع الاحوال , وبذلك فهي تناقضات وجودية تحتم في النهاية زوال الظاهرة او انفصالها او احداث تغير جوهري عليها , و استمرارها يصبح غير ممكن على نفس الحال لهذا النوع من التناقض .
ولنأخذ مثال لهذا الناموس بأبسط اشكاله , مثل الماء والنار مثلا , والضوء والظلام وغيرها من الظواهر الطبيعية , فوجود هذا الناموس شمولي وفي جميع الظواهر قد يتواجد ويمكن ان يظهر في اي لحظة تتوفر فيها ظروف زحكانية لوقوعه , سواء على صعيد الظواهر الداخلي او الخارجي .
وفي جسم الانسان مثلا الحرارة والبرد او المرض والتعافي منه , او التعب والراحة , والكثير غيرها , هذه جميعها تتوازن وتعيش في توازنات ما بين مد وجزر , وبحسب الظروف , وحين اكون في حالة شديدة العطش لن اشعر بالجوع كثيرا , بل الاولوية ستكون للماء اولا , رغم ان الطعام ضروري ايضا ,, هناك شكل معين دوما لهذا الصراع ومتغير دوما في اولوياته بين من يكون الاساسي الان ومن يمكن ان يكون ثانوي , وهذا الاخير متعدد وله ايضا عدة درجات , فيكون هناك مثلا , تعب وجوع وبرد وخوف , الاكثر نسبة وحجم منها سكون هو الاولية , ويليه الاقل نسبة وضرر الان , ويليه الاقل , ولأخير حتما سيكون الاقل ضرر ويمكن احتماله حتى الان , وحين التخلص من ما سبقه سيصبح هو اولوية وقد يظهر غيره من بعده طبعا .
وفي الحالة الاناسية والمجتمع البشري و في التكتلات السياسية والطبقية التي تتشكل بناء على المصالح والصراع على الملكية والسلطة من قبل القوى المتصارعة على الامساك بالنظام السياسي , هنا تظهر الصراعات التناحرية الاساسية بين القوى المتصارعة على الملكية , ولا يشترط ان تكون هي الطبقات التي تعيش الصراع الاساسي التناحري .
مثلا في النظام الاقطاعي القديم في اثينا العبيد هم الناس المحرومين من الملكية وهم اول المتضررين من طبيعة النظام السياسي الاقطاعي المطلق الحكم والنظام , ولكنهم ليس هم من قام بالانقلاب السياسي والثورة من اجل السلطة السياسية , بل الاسياد ولهذا لم يحصل اي تغير او الاطاحة بالنظام الطبقي او الملكية الخاصة , بل على العكس امسكت هذه الطبقة بالسلطة وطورت النظام الهيكلي للنظام القديم و اجرت عليه بعض التعديلات بما ينسجم مع مصالحها , وبقي النظام القديم بأبعاده العميقة المتجذرة اصلا بهيكلية ونظام عمل وقوانين وبنية متكاملة للدولة , وتغير بعض من الشكل الخارجي والهيكلية الادارية ولم يتغير شي في جوهر النظام الخفي بل عززه احيانا .
ان سبب هذا الواقع الغريب الى حد ما كون المجتمع ليس كما الفيزياء , هناك قوانين صارمة تحكم الواقع رغم كل التعقيد , إلا انها تقرر بشكل حاسم طبيعة النتيجة , بينما في المجتمع البشري الامر مختلف ويزيد تعقيد وتقل مساحة السيطرة على الحدث , بحيث تدخل الكثير من المؤثرات الجانبية التي تحول الحدث الى امر متحرك قابل للكثير من الاحتمالات الممكنة , وقد تنقلب النتائج احيانا في الحظات الاخيرة من الحدث لصالح الطرف الذي كان يتوقع ان يكون هو الخاسر في هذا الصراع التناحري الدائر بين الاطراف المتناحرة تناحر وصراع وجودي .
وهنا يتركز الصراع حول قضية او موضوع اساسي له علاقة بقضايا مصيرية حاسمة , قد تصل الى الحروب و الصراعات الدامية العنيفة التي قد تستمر احيانا لعدة عقود والتاريخ القديم و الحديث شاهد على مثل هذه الاحداث الاجتماعية المتطرفة عبر التاريخ البشري لنظام الملكية الخاصة .
تناقض تناحري اساسي
أي ظاهرة او شيء لا بد ان يحتوي هذا النوع من التناقض ويمر به ويتعرض له ومعادلته هي
تناقض تناحري اساسي : اي تناقض بين نقيضين لا يتوافقان ويتناحران دوما , ولا بد لطرف ان يحسم التناقض في النهاية لصالحه , وهذا يعني ان التناقض التناحري حتما ستكون له نتيجة ما وبشكل معين , بل بأكثر من شكل ووجهة ,
تناقض تناحري اساسي + صراع دائم وجودي = تغير جوهري حتمي
ت ت ا + ص د و = ت ج ح
وهذه معادلة حاسمة وأكيدة وثابتة يمكننا اعتمادها منطقيا دوما ولكل الظواهر , وهي من القواعد الاساسية .
(رماز الاعرج)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق